رواية اختيارات القدر الفصل الثالث3 بقلم فاطمة كمال


 رواية اختيارات القدر الفصل الثالث بقلم فاطمة كمال


لا أدرى ما ذنبى فى هذه الحياة...لكى أتألم هكذا... فأنا بداخلى طفل صغير أود التعايش معه بسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى قسم الشرطة كان يوسف يحاول التواصل مع آسر وعبدالرحمن ولكن هواتفهم كانت مغلقة
يوسف بضيق: أنا نفسى أفهم تليفوناتهم مقفولة ليه
الضابط(أدهم)بأسف: طيب أنا كدا سيبتك بما فيه الكفاية.. ودلوقتى أنتَ لازم تنزل الحجز عشان بكرة هتتعرض على النيابة
يوسف بقلة حيلة: أنا لحد دلوقت مش فاهم أنا اتقبض عليا ليه
أدهم: قولتلك فى حد أكل من عندك وجاله تسمم...وقال إنك أنتَ اللى بتعمل الأكل دا
يوسف بانفعال :ازاااى..؟! دى أول مرة تحصل... أنا بقالى تلات سنين فاتح العربية دى وعمرها ما حصلت
أدهم: أنا معرفش حاجة.. أنتَ متقدم فيك بلاغ وجالنا أمر من النيابة بالقبض عليك وأنا نفذت الأمر
يوسف ببكاء مكتوم وصوت متحشرج: والله العظيم أكيد فى حاجة غلط أنا والله العظيم مظلوم أنا كل يوم شغال على العربية ومتقدمش فيا بلاغ واحد لأى سبب والله العظيم
أدهم بشفقة وقلة حيلة: مفيش حاجة فى ايدى أعملهالك دا أمر من النيابة... وكل اللى فى ايدى اعملهولك انى أخليك هنا لحد الصبح ومنزلكش الحجز
يوسف بامتنان وحزن: مُتشكر جداً لحضرتك يا فندم
أدهم: العفو.. أنتَ شكلك ابن ناس وفحالك وملكش فى الحوارات دى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فات الليل وأتى الصباح... فى منزل يوسف وآسر استيقظ آسر من النوم ودلف إلى غرفة يوسف ليوقظه ولكنه لم يجده
آسر بقلق: هو الواد دا راح فين
ذهب آسر إلى غرفته مرة أخرى ليتصل على يوسف ولكنه وجد الهاتف مغلق حاول أن يفتحه ولكن البطارية كانت فارغة وضعه على الشاحن وانتظر حتى يفتح... وفُتِح الهاتف بعد قليل حاول آسر الاتصال على يوسف ولكنه وجد هاتف يوسف مغلق أيضاً حاول كثيراً ولكن محاولته بائت بالفشل
آسر بقلق شديد: يووووووه.. مقفول ليه دا كمان... يا ترى أنتَ فين يا يوسف وقافل تليفونك ليه... جيب العواقب سليمة يارب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى القسم كان يوسف منتظر قدوم أدهم بفارغ الصبر لكى يعطيه هاتفه ويتصل على آسر لكى يحاول إنقاذه من تلك التهمة الشنيعة وفجأة سمع صوت الباب يُفتَح ودلف أدهم
يوسف: لو سمحت يا فندم ممكن التليفون أرن على اخويا يجيلى
أدهم بتنهيده: حاضر يا يوسف... بس بسرعة لو سمحت عشان أنا كدا بخالف القواعد
وأعطاه أدهم الهاتف... فتح يوسف الهاتف واتصل على آسر وأتاه الرد سريعا
آسر بلهفة: يوسف أنتَ فين وتليفونك مقفول ليه
يوسف: أنتَ اللى تليفونك مقفول ليه يا آسر.. بحاول أوصلك من بالليل وتليفونك مقفول وكمان عبدالرحمن تليفونه مقفول
آسر بقلق: طب أنتَ فين.. وليه مجتش البيت من امبارح.. وليه بتحاول توصل لعبدالرحمن
يوسف بحزن: أنا اتقبض عليا آسر وأنا دلوقت فى القسم والظابط بيقولى إن أنا دلوقت هترحل على النيابة عشان يبدأو التحقيق معايا
آسر بصدمة: ايه..؟؟؟! يعنى ايه اتقبض عليك أنتَ فى قسم ايه دلوقت
يوسف: فى قسم****
آسر بلهفة: طيب طيب أنا هرن على عبدالرحمن ونجيلك علطول
يوسف بتنهيدة: ماشى... سلام
آسر: سلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند آسر.. حاول مراراً وتكراراً الاتصال على عبدالرحمن حتى أتاه الرد
عبدالرحمن بمرح: السلام عليكم يا اسورة.. كدا بدل ما أصحى على صوت مراتى أصحى على صوتك أنتَ..
آسر بلهفة وتسرع: مش وقتك يا عبدالرحمن.. يوسف مقبوض عليه من امبارح بالليل
عبدالرحمن بفزع: ايه..؟! ازاى يعنى واتقبض عليه ليه
آسر بضيق وقلة حيلة: وأنا هعرف منين يعنى يا عبدالرحمن
عبدالرحمن: طيب طيب أنا هلبس دلوقت وأنزله بسرعة
آسر: طيب انجز أنا كمان اهو بلبس
وبعد وقت ليس بقليل كان عبدالرحمن وآسر يخرجون من البيت معاً وذهبوا إلى قسم الشرطة لكى يُخرِجو صديقهم من تلك الأزمة ويكونو بجانبه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى قسم الشرطة دلف آسر وعبدالرحمن وسأل عبدالرحمن عن مكتب الضابط الذى قبض على صديقه وذهب له.....
سَمِع أدهم صوت طرقات على الباب فسمح للطارق بالدخول
أدهم: ادخل
دلف العسكرى
العسكرى: فى واحد بيقول انه اسمه عبدالرحمن الحسينى يا فندم محامى ومعاه واحد وطالبين يقابلو حضرتك
أدهم: خليهم يدخلو يابنى
العسكرى: تحت أمرك يا فندم
خرج العسكرى وأخبر عبدالرحمن وآسر بموافقة الضابط على مقابلتهم... استأذن عبدالرحمن للدخول وسمح له الضابط
عبدالرحمن بهدوء: السلام عليكم.. أنا جاى بخصوص يوسف حسين المهدى اللى حضرتك قبضت عليه
أدهم: أهلاً وسهلاً...أنا الرائد أدهم الألفى...دقايق ويوسف هيجيلكم دلوقت

أومأ له عبدالرحمن بموافقة ثم جلس ينتظر قدوم يوسف... وبعد قليل دلف يوسف من الباب وما إن رآه آسر حتى اندفع عليه يحتضنه بشدة وكأنه غاب عنه لأعوام
آسر بلهفة: طمنى عليك ايه اللى حصلك... أنتَ كويس؟! نمت فين؟! أكلت طيب؟!
عبدالرحمن بهدوء ورزانة: اهدى يا آسر وسيبه يقعد عشان نفهم منه كل حاجة
يوسف: متقلقش يا آسر حضرة الظابط مسابنيش أنزل الحجز ونمت هنا
عبدالرحمن: احنا متشكرين لحضرتك جداً يا فندم والله
أدهم: العفو أنا مش صغير بردو وبفهم فى الناس كويس.. وإن شاء الله خير.. هسيبكم لوحدكم شوية وهرجعلكم لما تخلصو
عبدالرحمن: شكرا
أدهم: العفو... بعد أذنكم
خرج أدهم وترك لهم المكتب ليتحدثو بحرية... كان آسر مازال يحتضن يوسف وهو حزين عليه
آسر بحزن: أنا اسف حقك عليا بس والله التليفون كان فاصل حقك عليا
«يوسف» ببكاء وانهيار.. ولمَ لا فهو الان أمام رفيقه وتوأمه كما يلقبه.. ولم يستطيع «آسر» أن يتحكم فى دموعه أمام انهيار صديقه بين يديه... تنهد «عبدالرحمن» بثُقل وقام باحتضان الاثنان معاً فهما بالنسبة له اخوته وأصدقاء عمره
«عبدالرحمن»: بس بقى ياض أنتَ وهو.. والله هتعدى زى ما كل حاجة بتعدى.. نخلى عندنا ثقة فى ربنا وكل حاجة هتعدى والله.. وأنا معاكو والله
«يوسف» ببكاء: أنا مش عارف دا حصل ازاى والله... الأكل دا أنا باكل منه كل يوم زى الزباين وكمان آسر وأنتَ وياسين دا غير الناس اللى بتيجى تاكل عندى.. ازاى بقى من كل الناس دى شخص واحد اللى يحصله تسمم.. دا أنا عشان بقرف من الأكلات المُجمَدة وبخاف تكون منتهية الصلاحية فبعمله فى البيت... أكيد فى حاجة غلط.. والله فى حاجة غلط
«عبدالرحمن» بحكمة وهدوء: أنا واثق فى برائتك متقلقش... ومش هسمح إنك تبات هنا ليلة واحدة.. خليك واثق فيا بس
«آسر» بحزن: وعد منى هنعمل كل اللى فى ايدينا والله عشان نخرجك من هنا متقلقش
«عبدالرحمن»: متقلقش وأنا هكلم ياسين هخليه يجبلك أكل عقبال م أتصرف أنا و«آسر»
يوسف بقلة حيلة: ماشى... ادينى مستنى
استأذن«أدهم» منهم للدخول
«أدهم»: بعتذر يا جماعة بس أنا كدا سيبتكم بما فيه الكفاية... ودلوقت هو لازم يترحل على النيابة
«عبدالرحمن» بتفهم: تمام يا فندم
«آسر» بقلق: نيابة ليه.. هو الموضوع كبير للدرجة
«أدهم»: دا إجراء طبيعى التحقيق هيتم معاه فى النيابة.. ما تتكلم يا متر
«عبدالرحمن»: متقلقش يا آسر..  احنا هنروح وراه وأنا هحضر معاه التحقيق وبعدها هنتصرف.. وأنا هكلم ياسين دلوقت يجبله أكل وهدوم
«آسر»: ماشى.. اللى تشوفه
تم ترحيل «يوسف» إلى النيابة بينما عبدالرحمن كان يتحدث على الهاتف مع ياسين ليطلب منه ما يريد ليوسف
.......
«عبدالرحمن»: السلام عليكم
«ياسين»بصوت متحشرج أثر النوم: وعليكم السلام بترن ليه على الضبح كدا يا «عبده» أنتَ نزلت بدرى كدا ليه
«عبدالرحمن»: عشان«يوسف»اتقبض عليه وأنا معاه فى القسم أنا و«آسر»
«ياسين»بفزع:نعم؟؟؟؟اتقبض عليه ليه؟؟وانتم فين اجيلكم
«عبدالرحمن»اهدى متقلقش..المهم دلوقت أنتَ معاك نسخة المفتاح بتاع الشقة ولان نسيته مع«يوسف»كالعادة
«ياسين»:لاء معايا
«عبدالرحمن»:طب كويس...انزل هاتله هدوم وخلى ماما تحضر أكل وهاته معاك... وعرف بابا
«ياسين»بلهفة:حاضر حاضر مسافة السكة وهكون عندك..بس انتو فى قسم ايه
«عبدالرحمن»:لا انت هتجيلنا على النيابة مش القسم
«ياسين»:حاضر سلام

فى منزل«يارا» استيقظت من النوم وأدت فرضها وذهبت لكى توقِظ والدتها«صافية»
«يارا»: ماما.. يا ست الكل.. اصحى بقى يا صفصف
«صافية»:.....
لم ترد «صافية»  ولم تُصدِر أى صوت دليل على استيقاظها... قطبت«يارا»  ما بين حاجبيها دليل على القلق.. ولكن «صافية» كانت ذهبت لعالم آخر ولم تسمع لنداء ابنتها لها
«يارا» بقلق وصوت متحشرج: ماما.. ماما
حاولت«يارا» مِراراً وتكرارً ولكن دون جدوى وفجأة صرخت «يارا»  بأعلى صوتها: مــــــــــــــــــامــــــــــــــــــا......
الفصل الرابع من هنا

stories
stories
تعليقات