رواية نيران عشقك السرمدي الفصل الرابع 4 بقلم خلود بكري
الفصل الرابع
#نيران عشقك السرمدي
بعد مرور عدة أيام وصلت السفينة الى مكانها لتحمل البضائع الى مصانع عابد الرشيد لتصنيع الخشب من اكبر مصانع الشرق الأوسط تمم على البضائع بدقة عالية ليقترب أنس منه بغضب مصطنع:
لقد هرمنا يا رشيد تسمح لي بالذهاب للبيت لأنعم ببعض الراحة...
قهقه عابد بشدة:
أجل أجل وأنا أيضًا أريد ان أرتاح قليلًا من عناء السفر هيا أذهب وطمنى عليك بعد وصولك...
ابتسم فى مشاكسة:
لا تقلق على لن يخطفنى أحد الى اللقاء يا رفيقى...
••••••••
هربت بصعوبة بالغة من تلك الشياطين البشرية التى تريد أن تلتهمُها دون رحمة تلتفت حولها باحثة عن مهرب منهم حتى رأت ممر جانبى فركضت مسرعة فى خوف من أن يلحقوا بها وفجأة وجدت نفسها على طريق لتلمح ضوء سيارة خافت يأتى من بعيد فأسرعت في خطواتها تركض مسرعة إليه تشير بيديها لتقف السيارة فجأة محدثه صوت حاد لتقترب من زجاج السيارة تطرق عليه بشدة قائلة:
أرجوك ساعدنى!
فتح لها السيارة بخوف من منظرها لتسرع قائلة:-
هيا بالله عليك أسرع من هنا.
دهش من الأمر ولم يعقب فحرك سيارته فى سرعة بالغة لينطلق بها في مكان آمن تحت بكائها الخافت خلف ستارها الذى يغطى وجهها ليتحدث بحذر:-
هل يحق لى ان تخبريني من أنتِ ولماذا أنتِ خائفة هكذا؟
كفت عن البكاء بألم لتجيب بعد صمت:-
أنزلني في مكان آمن سأذهب للبيت وشكرًا لمساعدتك سأدعو لك طيلة العمر...
هز رأسه بالنفي ثم تحدث بتعجب :-
لن أدعكِ تذهبي قبل ان تخبريني ولن أترككِ إلا أمام بيتك هيا أخبريني؟!
صمتت قليلًا لتشير له طريق بيتها فما زال قلبها يرتجف من الخوف قائلة بعد مدة:-
لقد كنت فى زيارة أحد المرضى وحين عودتي التف حولى بعض الشبان الذي لا يوجد بداخلهم رحمة ولا دين يريدون خلع نقابى موجهين لي بعض التهم البشعة ليرتجف صوتها بالبكاء مجددًا لتقول بكسرة:
ماذا سنقول لرسول الله؟ كيف سانخبره ان بعض أمته بكل هذا السوء !وإنهم لم يستوصوا بالقوارير خير!؟
رق قلبه لحديثها وصوت بكائها ومعاناتها ليتحدث بهدوء:
لا تحزنى سيچازى كل من أذاكِ فى الدنيا والأخرة والله إن الفتايات التى من نوعك انقرضت منذُ زمن بارك الله فى من رباكى.
شكرته بلطف على مساعدته لها لتشير له على قرب موقع بيتها حتى توقف أمام منزلها لتهبط بثقل شديد لتذهب من أمامه تاركه قلبًا تألم من أجلها ليشرد قليلًا حيث أختفاء أثرها ويذهب شارد الذهن بها ليردد فى سره:
لقد لقيتُ قدرى!
ما هذه الصدفة الغريبة ولماذا قلبى يؤلمنى من أجلها هكذا يا الله ما هذا الشعور!
••••••••••••
هرع من حالتها وطريقة كلامها، و شهقات، بكائها،وارتجاف جسدها، ليتحدث بقلق ارعب قلبه على حال اخته:
ماذا هناك؟ ما الأمر؟
ارتمت فى أحضانه تبكى بخوف فضمها إليه بحنان يمسد على جسدها لتهدء قليلًا شعر بثقل جسدها ليحركها ببطء فوجدها قد غفت فحملها بخوف ووضعها على الفراش قارئًا بعض آيات الله
اعتلى قسمات وجهه بالخوف من أن قد يكون أصابها مكروه...
فتحسس نبضها برفق ليجدها نائمة في سكون، فهو يعلم أن في حزنها تختار النوم هربًا ممن تعانيه
•••••••••••
جلست بجوار النافذة تطلع لها باهتمام وشوق فهى منذ رحيله وهى تجلس هكذا تنتظر قدومه بفارغ صبرها لتقترب شقيقتها منها تشاكسها بمحبة:
هل ستظل جالسة هكذا لحين عودته.
التفت اليها لتجيب بشوقٍ:
لقد اشتقت اليه لكن على أن اصبر لكى لا أغضب الله
احتل الحزن معالم وجهها البرئ لتردد بخفوت:
إننى فرحة لكى كثيرًا؛
لكن قلبي يؤلمني لأنكِ ستتركني وحيدة...
ضمتها لصدرها بعتاب:
ومن قال هذا انا لن استطيع تركك انتى وأبي ابدًا ستأتون معى أو سيأتى عابد للعيش معنا هنا لكن حتمًا لن تفرقنا مسافات يا "عيناء"
تقولين الصدق يا رحيق؟
أجابته بزعل:
وهل حدث وان كذبت عليكي يومًا ؟
عيناء بأسف:
لا والله؛ لكني يعز علي فراقك انتي تعلمين أنه لن يوجد أحدًا لنا أنا وأنتِ ووالدنا..
ضمتها بحنان قائلة:
لا تقلقي يا صغيرتي لن أحل عنكما أبدًا
••••••••••
وسن قليلا أمام التلفاز ليستيقظ على رنين هاتفه ليجد عدة إتصالات من رفيقه ليتحدث بنوم:
سأتى في الحال لما الإزعاج إذًا لقد افزعتني هل قامت الحروب!
عابد بغضب:
أريدك أمامى فى غضون خمسة عشر دقائق وإلا أنت تعلم عقابك...
فرق عينيه قليلًا ليُجيب ببرود:
لن أتى افعل ما بوسعك سأذهب الى النوم ولا أريد الأزعاج وقفل الهاتف بوجهه وأكمل نومه فى ثبات...
استشاط عابد من الغضب ليردد بوعيد:
سأندمك على فعلتك أصبر قليًلا ليسرع إلى سيارته وبداخله اصرار على تلقينه درسًا على فعلته نظرًا لإهماله فى عمله.
♡♡♡♡♡
عندما يتعلق الأمر بمعاناة المرأة من مجتمعها الجاهل ببعض القواعد، التى تحكم عليها تنفيذها من ما أمرها به ربها ورسوله، عندم يجهل بعض البشر أن ساتر المرأة يقلل من ظهور جمالها وانوثتها وانه يقلل من شأنها لكن لا يعلمون أنها تطبق دينها التي وجدت من أجله لقد ملء الأذى قلوبهم ليحلو أذيتهم لــ براءتها وعفتها طهورها، لكن كان هناك يقين ان الله مع كل من اتبع دينه ورضاه فسكن قلبها الراحة بوجود الله بقربها دائمًا فسجدت تشكوه وتضرع له أن يرفع الغمة عن قلوب القساة ويهديهم لطريقه...
جلس مقابلها يسألها بلهفة وخوف:
ماذا حدث لكِ؟
لقد ارعبتني هل اصابك مكروه؟
ربطت على كفيه بود لتقول بحزن شديد خوفًا من أن يفعل أخيها شيئًا يؤذيه لأجلها:
لقد رأيت موقفًا أثر على قلبى فلم استطع ان اتمالك ذاتى فصرتُ أبكى هذا كل الأمر لا تخف ولا تقلق، أنا بخير.
هدأ من روعه قليلًا ليتحدث بهدوء:
حسناً لكن لا تقلقينى عليكى هكذا لقد شعرت أن قلبي سيتوقف من الخوف عليكى الم تعلمى انكِ ابنتي!؟
ابتسمت ملء شفتيها:
اعتذر كثيرًا يا فراس حقًا انى اسفة.
شاكس انفها بكفيه وطرق على رأسها بقهقة خافته:
لا عليكى فى المرة القادمة سأقوم بمعاقبتكِ لكى تتعاملي مع الحياة بجدية بطيبتك هذه سوف تؤذيكِ.
ملئت الأبتسامة وجهها الصافى أثر كلماته لتجيب بحب:
لن أرى فى حياتى شخصًا يحبني كل هذا الحب غيرك فراس أنت كل شيء وأسأل الله لك كل يوم ان يرزقك ما تعوضك عن عنائك وتعبك مدى حياتك.
اجابها بمشاكسة:
هيا اجلبي لي عروس مثلك سأوافق فى الحال..
ضحكت بشدة حتى ظهرت غمازاته الرقيقة:
لن تجد مثلى لكن أعدك ان ابحث..
احتضنها فى حب قائلًا:
هيا اذهبي للنوم سيأتى ضيف غدًا لزيارتنا
تعجبت قليلًا لتسأله فى حيرة:
من هذا؟
بهدوء قال:
انه رفيقى تصبحين على خير صغيرتي