ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلست«يارا» بجانب والدتها تبكى بشدة وهى تقول: لاء يا ماما.. متسبنيش لوحدى... أنا مليش غيرك.... عشان خاطرى قومى وقوليلى إنك بتعملى فيا مقلب طيب
سَمِعَت«يارا» صوت رنين هاتفها ولكنها لم تُعيره أى انتبها وفجأة صدح صوت عقلها لعلها تستطيع إنقاذ والدتها... ركضت«يارا» وجلبت هاتفها وكان المتصل«أميرة» ردت«يارا» بلهفة
«يارا»: الحقينى يا «أميرة» ماما قاطعة النفس وأنا مش عارفة أعمل ايه أنا خايفة أوى
«أميرة» بقلق: طب اهدى طيب واعملى اللى هقولك عليه.. اطلبى الإسعاف وأنا جيالك حالاً..
«يارا» بلهفة ممزوجة ببكاء: حاضر حاضر بس بسرعة بالله عليك متأخريش عليا
«أميرة»: حاضر أنا نازلالك اهو
أغلقت «يارا» الهاتف وفعلت كما قالت لها «أميرة»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما فى منزل«أميرة» كانت تحاول الوصول إلى «عبدالرحمن» لكى يساعدها ويكون بجانبها ولكنه لم يستطع الرد بسبب انشغاله مع «يوسف»... وبعد تفكير قررت الاتصال على «ياسين» .... كان «ياسين» فى طريقه إلى النيابة ليكون مع إخوته وعندما وصل صدح صوت هاتفه وكان المتصل «أميرة» قطب «ياسين» حاجبيه باستغراب فهذه المرة الأولى التى تُهاتفه فيها زوجة أخيه
«ياسين» باستغراب:«أميرة» غريبة دى.. أما أشوف عاوزة ايه
ردَّ «ياسين» على «أميرة»
«ياسين»: السلام عليكم ازيك يا «أميرة»
ردت«أميرة» مسرعة: وعليكم السلام.. بخير الحمدلله يا «ياسين»...«ياسين» مامت «يارا» قاطعة النفس وأنا خليتها تطلب الإسعاف عقبال م أروحلها.. وعاملة أرن على «عبدالرحمن» مبيردش خالص.. فعشان كدا رنيت عليك.. وآسفه لو أزعجتك بس مفيش حد غيرك ممكن يساعدنى دلوقت
«ياسين» بقلق: مفيش إزعاج ولا حاجة يا «أميرة» وكويس إنك كلمتينى.. عبدالرحمن فى النيابة عنده قضية.. وأنا هجيلكم على المستشفى علطول
«أميرة» بتنهيدة؛: طيب ماشى.. سلام
أغلقت «أميرة» الهاتف وخرجت من البيت مُتجه نحو منزل«يارا» .... أما «ياسين» كان وصل إلى مقر النيابة وصعد مسرعاً لكى يعطى الأشياء ل«عبدالرحمن» ويطمئن على «يوسف» ويذهب إلى المشفى ليكون بجانب «يارا»... وصل «ياسين» إلى الطابق المنشود وأخذ يبحث عن أخيه حتى وجده واقفاً وبجانبه «آسر» الذى كان يقف مثل الجثة الهامدة وكأن عمره زاد أضعاف بسبب ما يحمله من ثقل فوق قلبه.. تنهد «ياسين» بثقل ثم ذهب إليهم فهو لا يعلم لما انقلبت دنيتهم بين ليلة وضحاها ولكن هذا هو القدر وليس لهم خيارٌ آخر فيه.. تحدث «ياسين» موجه الحديث إلى «عبدالرحمن» و«آسر»
«ياسين»: صباح الخير يا جماعة.. أنا جبت الحاجات اللى طلبتها منى يا «عبدالرحمن» وكمان جبتلكم انتو كمان أكل لسه اليوم طويل وانتو حتى مفطرتوش
«عبدالرحمن»: ماشى يا حبيبى تسلم
«ياسين»: طب أنا همشى دلوقت وهبقى أتابع معاكم بالتليفون.. أنا عندى مشوار هخلصه وأجيلكم
قطب«عبدالرحمن» ما بين حاجبيه باستغراب فهو يعرف علاقة «يوسف»و «ياسين»فهو الأقرب له منذ وفاة «مصطفى»: رايح فين..؟؟! مش هتقف مع صاحبك وأخوك
«ياسين» بارتباك فهو لم يُرِد أن يعرف«عبدالرحمن» شئ فيكفيه حال صديقهم عليه: مفيش مشوار عادى.. لما ترجع البيت بالليل هقولك عليه... خليك دلوقت أنتَ مع «يوسف» بس
«عبدالرحمن» بشك: ماشى يا«ياسين» لما نشوف اخرتها معاك
تركهم «ياسين» وذهب إلى طريقه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى المستشفى وصلت عربة الإسعاف بوالدة«يارا» وأخذوها للداخل بينما وقفت «أميرة» و «يارا» ينتظروا خروج الطبيب ليطمئنهم عليها.. وبعد وقت قليل وصل «ياسين» المشفى وسأل عنهم فى الاستقبال ودلوه على مكانهم فذهب إليهم... وعندما وصل إليهم كان الوضع كالآتى «يارا» جالسة تبكى بخوف و«أميرة» تحتويها بين ذراعيها وكأنها تود أن تُخفيها بداخلها وتحميها من كل أذى يمكن أن يصيبها... كان «ياسين» شارداً بها ويسأل نفسه كيف لفتاة مثلها أن تتحمل كل هذا بمفردها بعد ما تركهم والدها فى هذه الدنيا وذهب إلى دار الخلد... اقترب منهم«ياسين» وتحدث
«ياسين»: ها يا جماعة الدكتور لسه مخرجش
«أميرة» بحزن: لاء لسه.. ومش عارفين أخر كدا ليه
«ياسين»: متقلقيش يا «يارا» إن شاء الله هتقوم بالسلامة
«يارا» بدموع تلمع فى مقلتيها: يارب يا«ياسين» يارب
«ياسين» بنبرة جامدة يعدما لاحظ خصلات شعرها الخارجة عن خمارها: خديها يا «أمير» تغسل وشها وتظبط خمارها... شعرها باين.. وأنا موجود هنا مش هتحرك
«يارا»: أنا مش هتحرك من هنا إلا لما الدكتور يطلع واطمن على ماما
«ياسين» بجمود: أنا قولت مش هتحرك من هنا اتفضلى يلا... ولا عاجبك شعرك اللى باين دا... اتفضلى يا «أميرة» يلا خديها
«يارا» بعناد: وأنا قولت مش هتحرك من هنا
نظر لها «ياسين» نظرة بثت الرعب بداخلها فلو كانت النظرات تقتل لماتت صريعة نظراته الآن ثم تحدث بنبرة أشبه بالصراخ: أنا قولت اتحركو يلا
اتفزعت «يارا» و «أميرة» من مقاعدهم ثم تحدثت «يارا» بتلعثم: أنا كنت قايمة أصلا... يلا يا «أميرة»
حاولت «أميرة» كتم ضحكاتها وتحدثت بسخرية مبطنة: يلا ياختى يلا
ذهبوا من أمامه ووقف «ياسين» يلعن الحظ الذى جعله يقع فى عشق تلك العنيدة. لكنه ليس الحظ وإنما هو اختيار القدر له...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذهبت«يارا» و«أميرة» إلى المرحاض ووقفت«يارا» تتحدث بغيظ
«يارا»بغيظ شديد: باااارد ومستفز والله أنا مشوفتش كدا فى حياتى
«أميرة» بضحكة مكتومة: معلش هو كدا«ياسين» طول عمره
«يارا»: متعصبنيش أنتِ كمان بتضحكِ على ايه
«أميرة» ولم تستطيع السيطرة على ضحكاتها: أصل عجبنى ثباتك عالمبدأ اوى وأول ما بصبك جريتى زى الكتكوت المبلول
«يارا» بصراخ: بت أنتِ متخلنيش اجيبك من شعرك وأطلع غيظى كله فيك أنتِ
«أميرة» بسخرية: وأنا مالى ياختى...ولا هو مقدرش على الحمار قدر على البردعة
«يارا» بحنق: مستفزة زى اخو جوزك بالظبط
«أميرة»: طب اخلصى ياختى وظبطى خمارك عشان نرجع ونلحق الدكتور قبل دا يخرج تشان نطمن على مامتك
«يارا» ماشى ياختى خلينا نخلص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظل«ياسين» واقفاً إلى أن رآهم يأتون وقد غسلت وجهها وعدلت من وضع حجابها.. نظر لها نظرة راضية عن هيئتها ثم تنهد ونظر أمامه وهو يستغفر عن أفعاله فهو أمامها يتصرف وكأنه مسلوب الإرادة ولكنه يحاول قدر الإمكان السيطرة على نفسه وغض بصره عنها إلى حين ما يتم تنفيذ مراده... أتت «يارا» و«أميرة» وجلسوا لكن «يارا» كانت تنظر له بحنق شديد وتحدٍ وهى تُقسم بداخلها أن لا تصمت له ثانيتاً فهو بالنسبة لها فعل ما لم يستطع أحد فعله معها وأن ترد له فِعلته هذه أضعاف....أما«أميرة»فكانت تظر لكل واحد ٍ منهم على حدة بخبث وهى تحاول كتم ضحكاتها على القط والفأر اللذيْن أمامها كما تُلَقِبُهم.... خرج الطبيب من الغرفة وأخرج الثلاثة من شرودهم.. فانتفضت «يارا» من مكانها ثم جرت نحوه
«يارا» بلهفة: طمنى يا دكتور ماما عاملة اى
الطبيب بهدوء: الحمدلله كانت أزمة قلبية وعدت على خير بس هى محتاجة تقعد معانا فى العناية المركزة عشان نطمن عليها أكتر...
كانت «يارا» ستتحدث لكن قاطعها «ياسين» بقوله: تمام يا دكتور اعمل اللى حضرتك شايفه فى مصلحتها واحنا تحت أمرك
كانت «يارا» تقف بجانبه وتتآكل من الغيظ بسبب ما يفعله معها... استأذنهم الطبيب وذهب
«يارا» بانفعال: أنتَ يا أفندى خليك فى حالك لو سمحت وملكش دعوة بيا أو بوالدتى
«ياسين» باستفزاز: أنا مش جايلك أنتِ أصلا.. أنا جاى مع مرات اخويا.. بعد أذنك يا «أميرة» هنزل الكافتريا محتاجة حاجة
«أميرة» بضحكة مكتومة: لاء شكرا يا ياسين مش محتاجة حاجة
«ياسين»باستفزاز: ماشى....
ذهب «ياسين» وترك «يارا» تنفخ وجنتيها بحنق من أفعاله معها و«أميرة» تضحك عليهما.. فهى تعرف أن «ياسين» يحبها لكن «يارا» لم تعرف وهذا بناءً على طلب «ياسين»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يأتينا اختيار القدر ولم نستطيع أن نغيره.. نضطر أن نتقبله لكى نستطيع التعايش مع قسوة هذه الدنيا... فرفقا بقلبى يا قدرى الغائب... فقلبى مازال نقياً طاهراً من حقد العالم الخارجى
ـــــــــــــــــــــ
فى النيابة... دلف «عبدالرحمن» إلى وكيل النيابة... وكان وكيل النيابة صديقه وهو «مروان الألفى»
«عبدالرحمن»: السلام عليكم يا «مروان» باشا
«مروان» بمرح: وكيل المظلومين نورنا اهو.. فينك يابنى بقالى كام يوم مش بشوفك يعنى
«عبدالرحمن»: مشاغل والله... نعمل ايه
«مروان»: ولا يهمك.. قولى بقى جاى مع مين وفى ايه
«عبدالرحمن»: تقدر تقول جاى مع اخويا
«مروان»: بصدمة: اخوك؟؟؟! وجاى فى ايه بقى
«عبدالرحمن» بتنهيدة: تسمم أكل.. بس عاوز اسألك على حاجة.. هو الرائد«أدهم الألفى» يبقى اخوك ولا دا تشابه أسماء
«مروان»: ايوة اخويا.. انت تعرفه منين
«عبدالرحمن»: هو اللى قبض على «يوسف» اللى هيدخلك دلوقت... وبصراحة عمل معاه جميل عمرى م هنساه
«مروان»: طيب أنت دخلت قبله ليه
«عبدالرحمن»: عاوز أعرف مين اللى ورا الموضوع دا ومين اللى قدم البلاغ فيه
«مروان»: أنتَ شاكك إن القضية دى متلفقاله
«عبدالرحمن» بسخرية: شاكك؟؟ دا أنا متأكد من كدا ومش هسمح انه يبات ليلة كمان فى القسم أو هنا
«مروان»: طب اهدى طيب... هاتلى «يوسف حسين المهدى» يابنى من عندك
دلف «يوسف» إلى المكتب وهو مُنكس رأسه... نظر له «مروان» بشفقة وتحدث
«مروان»: اتفضل اقعد يا «يوسف»
جلس «يوسف» ومازال منكس رأسه ولم يتحدث... بدأ «مروان» بالحديث
«مروان»: ايه يا عم «يوسف» مش عاوز تبصلنا ولا ايه
رفع «يوسف» رأسه وتحدث بوهن: أكيد مقصدش كدا
«مروان»: ماشى يا سيدى... أنا دلوقت هبدأ التحقيق معاك... كام سؤال وخلاص.. ومتقلقش كدا طالما عارف إنك مظلوم.. و«عبدالرحمن» كمان معاك ومش هيسيبك... وهو طالما قال كلمة مش بيخلف بيها... وأنتَ أدرى باخوك كمان
«يوسف» باطمئنان بعد حديثه: أنا واثق فى كرم ربنا وفيه هو كمان وإن شاء الله خير
«مروان»: طب يلا نبدأ بقى....
مجهول 2:أنا مش فاهم أنتَ استفدت ايه... ما أنتَ كدا بردو مفرقتهمش بالعكس الموقف دا هيقربهم من بعض أكتر
مجهول 1 بخبث: وماله.. خليهم يقربو من بعض شوية.. والأزمة تعدى كمان.... السواد كله فى اللى جاى عشان أنا مش هرحمهم فى اللى جاى
الفصل الخامس من هنا