رواية نيران عشقك السرمدي الفصل السابع 7 بقلم خلود بكري
الفصل السابع
#نيران عشقك السرمدي
فى صباح يومًا جديد تبسمت فيه الشمس لتعلن بداية دخول الأفراح لقلوبهم..
انتقت مريم ثياب من اللون السماوى لترتديه فى المساء وأخذت ترتل بعض آيات الله الكريم وهى ترتب المنزل ليقترب منها فراس قائلاً بحنان وحب صادق:
بنوتى كبرت وبقت عروسة
أردفت بابتسامة مشرقة:
ربنا يبارك لى فيك يا فراس انت سندي في هذه الحياة
شاكسها قائلًا:
هيا أسرعي و كفي عن الثرثرة لقد اقترب موعد قدومهم
لكمته بغضب مصطنع؟
هل ذهبت عن وجهي الآن؟
قهقه في رحب:
أجل سيدتي...
تممت عملها وذهبت ترتدي ملابسها لتلقي نظرة رضا على حالها لتسمع صوت جرس الباب يدق فدق قلبها بشدة خوفا من القادم. انتظرت بعض الوقت لتجد فراس يناديها خرجت بهدوء والحياء يجعل التوتر حليفها.
جلست جوارهُ تستمع لحديثهم حتى تكلم عابد قائلاً:
نقرأ الفاتحة..
أمنا الجميع فور انتهائهم من قرأتها ليتحدث أنس قائلًا:
ان لم يكن لديكم مانع نجعل الزفاف بعد شهر مع عابد...
دهش فراس من استعجاله ليجيب:
لكنه وقت غير كافى
تدخل عابد بالحديث:
خير البر عاجله نحن سنسافر فى الغد وستطول رحلتنا لشهر وبعده سنتمم الزواج.
استأذن منهم وحاور مريم بالأمر حتى وافقت فذهب وأخبرهم بموافقتهم...
وجلسوا يتبادلون أطراف الحديث بعض الوقت حتى تحدث عابد:
هيا أنس فا رحلتنا طويلة غداً.
ودعهم فراس لتلتقى نظرة أخيرة بينهم ليخفق قلبه شوقًا لها حتى تمنى من الله ان يجمعهم قريبًا فى حلاله....
•••••••••••••
احزموا امتعاتهم للسفر حتى صارت السفينة إلى حيث وجهتُها ليجلس عابد ينظر للبحر فى هدوء ليقترب أنس منه ليقول بتعجب:
ما بك منذ البارحة وأشعر بتغيرك؟!
التفت إليه يتحدث بحيرة:
أشعر بشيء يربطنى ب فراس لكن لا ادرى ما هو يلازمنى احلام فى صحوى اننى رأيت هذا الوجه من قبل لكن أين ومتى لا ادري؟ صدم أنس قليلاً ليجيب فى حيرة من كلامه:
من الممكن أن يكون جمعكم عمل منذ زمن
عابد بإصرار:
لكن هناك شيء غامض..
ابتسم أنس فى ود ليجيب:
لا داعى للقلق لا تترك عقلك لأشياء ليست موجودة واترك امرك لله وهيا دعنا نستريح قليلًا فالسفر سيطول والرحلة شاقة.
••••••••••••
جلست على سجادة صلاتها نفس السجادةُ التى كانت تصلى عليها عنان سجدت لله بتضرع وخشوع وصوت بكائها يصدح في أنحاء الغرفة تناجى الله أن يلهمُها الصبر على فراق قطعة من روحها أتمت الصلاة لترفع كفها ببكاء قائلة؟
اللهم ارزقنى الصبر على فراقها يا الله تقبلها عندك من الصالحين، واسكنها مع امهات المؤمنين، واجعلها تشرب من يد نبيك الكريم، واجعل فى قبرها نورًا يرافقها واغفر لها ما بدر منها من سوء واعفوا عنها واكرم نزلها واجمعني بها على خير وسامحني يا الله على تقصيري فى حقها وعلى قسوتى معها و اقبل توبتي يارحيم
مسحت دموعها وارتدت ملابسها فى عجل لتخرج من المنزل توزع الحلوى على الصغار مثلما كانت تفعل عنان اجتمع الأطفال حولها يبكون لتحضنهم والدمع يسيل على خديها لتتحدث ببكاء:
كانت عنان تحبكم كثيرًا لكنها الآن عند الله لذلك لا تبكوا فقط ادعو لها...
تحدثت طفلة صغيرة تقول:
هل ذهبت عنان للجنة كانت تحدثنا عنها كثيرًا؟!
هبطت الدموع تغرق وجهها قائلة:
أجل يا صغيرتى هى الآن فى جنة الله
ابتسم الأطفال فى ألم ليردوا جميعهم بمحبةٍ لها:
لقد زُففتى عروس الجنة عنان انتى حقا كنتى تشبهين الجنة لن ننساكى مدى الدهر يا من كنتى تمتلكين قلبًا من الجنة وعند الله الملتقى.........
ويبقى الأثر الطيب حتمًا بعد الرحيل......
•••••••••••••
شعر فراس بتوترها وقلقها ليجلس جوارها قائلًا:
لماذا انتى قلقة وخائفة هكذا؟
قالت بألم والدمع يرافقها:
أننى أخشى الفقد خائفة إن تعلقت به افقده مثلما فقد والديا.
ولماذا تخافي اتركي أمرك لربك..
اجابته بدمع وألم:
أخاف الحب فراس اخاف ان يترك بى وجع
اخاف ان يئن قلبى يومًا ما وأيضا أخاف الفراق لأنه مؤلم حد الموت اننى تائهة وضائعة ولا أدرى ماذا أفعل..
مسح دموعها بحنان يطمئنها قائلًا:
أنس شخصا رائع لن يجعل الحزن يدخل قلبك يومًا ما إنه شخصًا يعرف الله كثيرًا اتركى امرك لربك مريم ولا داعى لكل هذا الخوف أريدكِ أن تنعمي بحياتك حبيبتي وانا سأظل سندك مدى الحياة...
ابتسمت بحب وحضنته فى حنان وود لتردف:
دعوت الله أن يرزقك الزوجة الصالحة قريبًا
انني انتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر أتمنى ان أراك ببدلة العرس اخى الغالى..
تبسم بمحبة صادقة:
سأفعلها قريبًا عندما أجد من تخطفنى واقع أسير حُبها..
قهقهة مريم لتقول:
ألم تنم البارحة جيدًا أراك تحلم يا رجل
شاركها البسمة ليجيب:
وما خلقت الأحلام إلا أن تتحقق يا صغيرتى.