رواية غفران العشق الفصل الاول بقلم سعاد محمد سلامه
ترجلت غفران من القطار، تبسمت لذلك السائق الذى كان ينتظرها خلف السيارة أمام محطة القطار، توجهت إليه مباشرةً حتى وصلت لكن فجأة تعثرت إحدي قدميها وإلتوت،بسبب عدم إنتباهها لذالك المطب الغير مُمهد بالشارع وكادت تسقُط أرضًا أمام باب السياره لولا وصول ماهر بنفس اللحظه وجذبها عليه أن تسقُط،أصبح جسدها بالكامل مُلتصق بجسده من يراهم يظن أنهم يحتضنان بعض،كانت غفران بغفوه منها للحظات قبل أن تنتبه بسبب هرولة السائق إليها،سألًا:
_أستاذه غفران إنتِ بخير.
إبتعدت غفران عن ماهر وإتكئت على باب السياره قائله بآلم:
_لاء رِجلي إتنت وبتوجعني،وصلني للبيت يمكن يكون جزع بسيط.
فتحت باب السياره تحاول التغلب على هذا الآلم،لم تنتبه الى ماهر،الأ حين صعد للمقعد الخلفي للسياره،نظرت لإنعكاسه من مرآة السياره قائله:
حضرتك أنا صحيح نسيت أشكرك، بس مش معني كده تركب العربيه بدون إذن.
نظر لها ماهر عبر المرآه ايضًا قائلًا ببرود:
أعتقد بعد ما أنقذت حضرتك من الوقوع عالاسفلت أستحق توصليني بسكتك.
إعترضت غفران قائله:
_كان لازم تسأل قبل ما تركب العربيه مش يمكن طريقنا مش واحد، عالعموم إتفضل فلوس أهى تقدر تركب بيهم تاكسي يوصلك، وبشكرك جدًا.
قالت غفران هذا وإستدارت له تعطي له بعض المال.
نظر ماهر لذالك المبلغ الضئيل بنظره بإستحقار،وتضايق ثم وجه حديثه للسائق قائلًا بأمر:
_وصلنا للبيت يا مسعد الآنسه واضح إنها متعرفش أنا مين .
شعرت غفران بالضيق من طريقة حديث ماهر المتغطرسه،وتسألت بنبرة إستهزاء:
_وحضرتك تبقى مين بقى،محافظ القليوبيه مثلًا.
نظر لها ماهر بإستهجان وقبل أن يرد رد مسعد قائلًا:
_ أعذرها يا ماهر بيه الآنسه غفران متعرفش إن حضرتك تبقى ماهر بيه إبن عم الآنسه أفنان.
نظرت غفران لـ ماهر بإندهاش قائله:
_إنت ماهر إبن عم أفنان اللى عايش فى فرنسا، رجعت أمتي.
نظر لها ماهر بغضب قائلًا بتلميح وقح:
_واضح إن بنت عمِ كلمتك عني قبل كده، هى أفنان كده دايمًا بتثق فى أى حد بسرعه حتى قبل ما تعرف هو يستحق الثقه دى أو لاء.
شعرت غفران بالغيظ منه بعدما فهمت إستقلاله من شآنها قائله:
_فعلًا أفنان بتغلط كتير، وأكبر مثال قدامي أهو وصفها ليكِ كان كله غلط.
إغتاظ ماهر قائلًا:
_قصدك أيه؟.
عن قصد من غفران لم تهتم بالرد عليه وجهت نظرها الى مسعد قائله:
_لو سمحت يا عم مسعد وصلني للبيت بسرعه لآن رِجلي شاده عليا شويه، محتاجه أخد مُسكن.
رغم أن ماهر يشعر بغيظ منها لكن نظر لـ مُسعد وأشار له بيده أن يقود السياره.
بعد وقت قليل
بفناء ذلك المنزل الكبير والفخم... ترجل ماهر من السيارة أولًا وصفع خلفه باب السياره بقوة، إستهزأت غفران من ذلك ولم تهتم، وترجلت من السياره حين رأت إقتراب أفنان وشريف منها تبسمت لهن لكن شعرت بآلم كبير حين بدأت تسير على قدميها، إستغربت أفنان وشريف الذى تسأل:
_مالها رِجلك.
ردت غفران:
بعدين أحكيلكم بس دلوقتى محتاجه مُسكن آلم وكمان أي مرهم للجزوع.
سندت أفنان غفران وذهبن الى غرفتها.
...... ❈-❈-❈
بينما ماهر دخل الى غرفة المكتب يشعر ببعض الغيظ، لكن نهض له أسامه يقول بمرح:
_مالك يا ماهر شكلك مضايق كده ليه،طبعًا ما أهو اللى يعيش فى فرنسا ويشوف بنات، وجمال بنات فرنسا،قصدى جمال جو فرنسا الربيعي صعب يتأقلم مع حر مصر.
تبسم ماهر قائلًا:
_بطل الهزار ده لا عمِ يسمعك ويعرف حقيقة قعادي فى فرنسا.
وضع حسين يدهُ على كتف ماهر متسألًا:
_ويا تري أيه هي بقى حقيقة قعادك فى فرنسا.
نظر أسامه لـ ماهر ثم لـ حسين وغمز بمرح قائلًا:
_أكيد الشُغل طبعًا يا بابا.
إبتسم حسين وشعر بإنشراح فى قلبه من أُلفة ماهر وأسامه،حتى أحمد الذى دخل وشارك معهم الحديث بمرح كذالك شريف الذى دخل عليهم قائلًا:
_عروستي وصلت للمزرعه بتعرج على رِجليها.
نظر له أسامه بغيظ دفين قائلًا:
_عروستك،إنت لسه طالب فى سنه تالته فى الكليه الحربيه،أما تتخرج إبقى فكر فى الجواز.
تحدث أحمد بمرح غامزًا:
_بعدين فى قدامك شابين من زينة الشباب وهما أولى يفكروا فى الجواز.
إبتسم ماهر قائلًا:
_عن نفسي مش بفكر فى الجواز دلوقتي.
وضع حسين يده على كتف ماهر قائلًا:
_ومش بتفكر ليه فى الجواز دلوقتي.
تبسم أسامه قائلًا:
_حد عاقل برضوا يسيب عيشة الحريه فى. فرنسا ويفكر يتجوز.
ضحك ماهر،ووافقهم أحمد قائلًا بهمس:
_أقولكم يا شباب إستمتعوا بالحريه شويه قبل ما تتجوزوا وتلاقوا نفسكم زيي.
ضحكوا جميعًا وتسأل ماهر قائلًا:
_طب بتوطي صوتك ليه وإنت بتتكلم.
نظر له شريف يقول:
_أكيد خايف "ألاء" مراته تسمعه وتطرده ينام بره الأوضه.
تنهد أحمد قائلًا:
_والله ياريتها تطردني عالأقل هرتاح من المورستان اللى شغال طول الليل، عندى ولدين توأم طول الليل على نغمة عياط واحده، تقول ظابطين نفسهم لما أقرب من آلاء.
ضحكوا عليه جميعًا وجلسوا يتحدثوا بود وصفاء.
❈-❈-❈
بلحظه إختل توازنه ووقع فوقها وتلقي رفصة الفرس بكتفه، بدلا عنها توجع ماهر وهو يآن بآلم فى كتفه، ينظر إليها بنظره لا يعرف معناها وهى كذلك تنظر إليه بتوهان.
إنتبها الإثنين إلى أصوات أقدام الخيول نهض ماهر عنها يشعر بألم ومسك كتفه.
بلهفه سألته غفران:
_ إنت كويس يا ماهر.
نظر ماهر لها بغضب قائلًا:
_ إنتِ شايفه أيه،بعدين إنت ما بتشوفيش وأنتِ ماشيه يبقى إقعدى فى مكانك.
رد غفران بغضب:
_٠وإنت مالك أشوف ولا لأ وهقعد فى أى مكان يعجبني.
جذبها ماهر من يدها بيده السليمه ويقربها منه قائلًا بغضب:
_ غلطانه وبتكابرى.
نفضت يده عنها وسارت بعيد عنه قائله بحِده:
_وإنت مالك، مالكش دعوة بيا.
نظر لها بغضب قائلًا:
_مغروره متكبره.
لم ترد عليه غفران، وتركته وغادرت مما زاد فى غضبه
غفل الغضب أعيُن الإثنين عن من إلتقط لهم صور تظهرهما عشاق، لتبدأ أولى خطوات المؤامرة التى ستجعل الاخوه أعداء والمظلوم مُدان.