رواية حياة جاد الفصل الثامن عشر بقلم جميلة القحطانى
لكن عندما انطلقوا إلى الخارج، وجدوا أن الانفجار كان مجرد خدعة للهروب من المكان. فانتشرت القوات وقاموا بتمشيط المكان .
وفي مكان آخر انتشرت قوات الأمن في جميع أنحاء المدينة، وبدأوا في تمشيط كل شارع وزاوية بحثًا عن المشتبه بهم. كان الجو ملبدًا بالغموض والتوتر، وكانت الشوارع مظلمة وهادئة.
في أحد الزوايا الضيقة، وجد الجنود باباً قديماً مُشرعاً. دون تردد، اقتحموا الباب ودخلوا إلى الغرفة المظلمة. وبينما كانوا يفحصونها، سمعوا صوتًا غريبًا ينبعث من الزاوية البعيدة.
بدأ الجنود في البحث عن مصدر الصوت، وعندما وصلوا إلى الزاوية، وجدوا شخصًا مقيدًا ومكبلًا. كان يبدو مرتبكًا ومشوش الذهن، وكان يتلوث بالدماء.
لم يتردد الجنود في تحرير الشخص المأسور، وسرعان ما كانوا على استعداد لسؤاله عما حدث. وبينما كان يروي قصته، تبين للجنود أنه كان ضحية عملية اختطاف مروعة.
بدأت عملية التحقيق، وبدأت الحقائق المروعة تكشف عن نفسها. تعمدت عصابة مجهولة احتجازه وتعذيبه، بحثًا عن معلومات سرية كان يحتفظ بها .
جاد كان يجلس في زنزانته المظلمة والضيقة، تعجب بكيفية تنوع الأشخاص الذين يجدهم هناك. كانت الروائح الكريهة تلتف حوله كالضباب، لكنه لم يتأثر بها. إلى جانبه جلس شاب غامض، كان يبدو وكأنه لم يقف قط على الطريق المستقيم.
عندما التقت عينا جاد بعيني الشاب، شعر بشيء غريب يتجول في قلبه، لم يكن يدرك ما هذا الشعور الجديد الذي ينبعث من داخله. الشاب الذي جلس بجانبه كان يتصرف بنفس هدوء جاد، كانت في وجهه ندوب تحكي قصة حياته المعقدة.
بدأ الحديث بينهما، وسرعان ما تبين أن الشاب كان يخفي أسرارًا عميقة في داخله. تحدث عن ماضيه المليء بالتحديات والصعوبات، وعن كيفية تحوله إلى ما هو عليه الآن. جاد بدأ يشعر بالإعجاب والتقدير نحو هذا الشاب الذي نجح في تحدي الصعاب .
في أحد الليالي، كان خالد يسير في الشارع وفجأة شاهد مشاجرة بين مجموعة من الأشخاص، حاول التدخل لكنه وقع في خضم الصراع وبدون قصد أطلق رصاصة أصابت أحد الأشخاص بجروح خطيرة. لكن العصابة الأخرى اتهمته بارتكاب الجريمة ولاذت بالفرار.
بدأت مطاردة خالد من قبل الشرطة الذين كانوا يعتقدون أنه القاتل المطلوب لديهم، حاول خالد بكل جهده التبرؤ من التهمة وإثبات براءته، لكن جميع المؤشرات كانت تشير إليه كالجاني.
مرت الأيام واشتدت حملة البحث .
