رواية اسيرة قلبي الفصل الرابع بقلم ريهام حلمى
في منزل فرح الهلالى
ذهبت فرح الى منزل ابنه عمها سمر لتشكى لها همومها فهي تعتبرها كأختها الكبري الذي تبوح بكل اسرارها لها ،ولكن مالا تعرفه عنها انها تحب مصطفى منذ الصغر وزاد تعلقها به عندما عملت بنفس المدرس الذي يعمل بها.
اطرقت فرح عده طرقات علي الباب ففتحت لها والده سمر ،وما ان رأتها حتي لوت فمها بصيق منها ،ولكن فرح لم تأخذ بالها من ذلك ،فهي تعاملهم بنيه صافيه ،ولاتحمل في قلبها ذره كره لاحد
احتصنت فرح هديه والده سمر بينما بادلتها هديه سلامها ببرود ثم سألتها فرح بابتسامه:
_هي سمر موجوده يا طنط ؟
ردت عليه هديه بضيق وهي تشير للغرفه:
_اهي عندك ادخلي لها.
اومأت فرح بابتسامه رقيقه ثم دلفت الي الداخل واتجهت الي غرفه سمر وجدتها تجلس علي المكتب وتكتب بدفترها ،فتنحنت فرح لتعلمها بوجودها ،وما ان انتبهت لها سمر حتي اغلقت دفترها مسرعه خوفا من ان تراه ،فقد كانت تكتب عن ما تشعره تجاه تجاه مصطفي وهذه العاده تصاحبها عندما تشتاق له…
نهضت سمر من مكتبها واحتضنت فرح قائله باتسامه:
_اهلا يا فرح وحشتيني.
بادلتها فرح سلامها وهي تقول لها برقه:
_انا زعلانه منك كده ما تسأليش عني الفتره دي كلها!
بررت سمر موقفها وهي تقول بهدوء:
_معلش ياحبيبتي ما انتي عرفي بقى المدرسه وتعبها
جلست فرح علي المقعد وردت عليها بابتسامه:
_اه عارفه ،ما مصطفي هو كمان بيتعب ،ربنا يعنكم.
توترت سمر عند سماع اسمه ولكن سريعا ما لملمت شتات نفسها وهي تسألها بفضول:
'_مالك !شكلك عاوزه تقولي حاجه.
ابتسمت فرح وهي تومئ لها ،فحثتها سمر علي المتابعه داعيه ان يكون ما تقصه في صالحها حتي تستطيع ان تفوز بحبها له ،فاخذت فرح تقص عليها بسذاجه وصفاء نيه من رفض والدتها لتلك الزيجه وحزن مصطفي من ذلك وما ان انتهت حتى قالت لها فرح بحزن:
_مش قادره اقنع ماما ،انا بحبه اوي يا سمر.
قبضت سمر علي كفها بقوه بعد كلمتها هذا التي اصابتها في مقتل ،وحاولت الا تظهر ذلك ،فردت بهدوء:
_ما تزعليش منها يا فرح اكيد هي عاوزه مصلحتك.
نظرت اليها بزهول قائله بعدم فهم :
_انتي بتقولي ايه يا سمر انا مستحيل اسيب مصطفي.
حاولت سمر ان تداري علي خطئها فسألتها بفضول ومكر :
_هي مامتك عاوزه تجوزك حد تاني ولا ايه.
ابتسمت فرح بسخريه ،قائله بضيق:
_اكيد اذا كان عاوزه رافضه مصطفي !
ربتت سمر علي كتفها بحنلن زائف ثم قالت لها بجديه:
_خلاص يا فرح ان هحاول اقنع مامتك ،بس انتي ما تضيقيش نفسك.
ما ان سمعت فرح مما قالته احتضنتها بفرح كالطفال وقبلتها علي وجنتيها قائله بسعاده :
_شكرا يا سمر ،انا بحبك اوي.
ابتسمت لها سمر بحزن ،بينما همت فرح بالانصراف فسألتها سمر بحيره:
_انتي رايحه فين ؟
ردت عليها فرح بخفوت :
_هروح الكليه ،وبعد كده هروح مع مصطفي هيخرجني اليوم كله.
بهتت ملامح سمر فجأه بعدما قالته ،بينما فرح لما تنتبه لذلك فودعتها وذهب ،فجلست هي علي فراشها وامسك بكأس المياه وقذفته بغضب علي الحائط وقالت بشر:
_مش هتجوزيه يا فرح ،علي جثتي لو اتجوزتيه.
________________
اسفل بنايه صديقه رنيم ،،،،،
تقدم حسن بوجه غامض باتجاه رنيم وسامر ،ولما رأت رنيم وجهه نظرت اليه بكره وحقد واضح بعينيها ولم تهتم ان رآها ام لا ،بينما اقترب حسن منهما ثم وجه نظره الي يده سامر الذى يمسك بكف رنيم ،فتحدث حسن بصوت آمر :
_ابعد ايدك.
انتبهت رنيم الي يد سامر التى تمسك بها ،وكأنها للتو ادركت انها يميسك بيدها ،فحاولت ابعاد يدها ،ولكن ابي هو ان يتركها ثم رد علي سامر ببرود:
_وانت مين ان شاء الله علشان ابعد ايدى عنها.
رفع حسن حاجبيه بسخريه ،ثم بحركها سريعه منه ابعد كفها ،وهو يأمرها بجديه :
_اسبقينى علي العربيه.
همت رنيم ان تعترض علي ما يقرله فهتف بحزم :
_سمعتي انا قولت ايه!
نظرت اليه رنيم بغيظ ثم اتجهت الي سيارته بتأفف واضح ،بينما تفحص حسن بنظراته بالذي يقف امامه وسأله بتهكم:
_وانت مين بقا ان شاء الله وكنت ماسك ايدها كده ليه.
ابتسم سامر ببرود واجابه باستفزار:
_انا ورنيم بنحب بعض فياريت ما تدخلش ،انت بقا مين ؟
وضع حسن كفيه بجيب بنطاله وهو يقول بنبره محذره :
_اسمعنى كويس ،رنيم اياك تقرب منها ولو بتحبها زى ما بتقول اتقدملها ،فاهم.
ثم ابتسم بسخريه متابعا حديثه بتهكم :
_مع اني شايغك عيل انك تتحمل مسئوليه بيت اصلا.
اغتاظ سامر كثيرا منه ،ثم هتف بغضب :
_انا عندى عشرين سنه انا بعيد السنه.
لوي حسن فمه بسخريه وهو يرد بتهكم :
_كمان ،بصراحه ونعم المسئوليه.
اخرج حسن كفيه ثم اشار بأصبعه بتهديد :
_رنيم تبقى بنت عمتى ،قسما بالله لو حاولت تقرب منها بحاجه تأذيها مش هرحمك.
قال جملته ثم استدار واعطاه ظهره وذهب باتجاه سيارته ،فتح الباب ثم جلس خلف المقود بجانب رنيم ،فقال لها بجديه:
_انتي ازاى تقفى مع الواد ده في الشارع ،وكمان تسمحيله بيمسك ايدك كده.
ارتبكت رنيم قليلا فهو محق فيما يقوله ،ولكن عنادها غلب عليها وهي تقول بغضب :
_عادى انا وهو صحاب.
رفع حاجبه باستنكار وهو يهتف بجمود:
_مفيش حاجه اسمها صحاب بين ولد وبنت ،فياريت تعقلى لان سمعت البنت اهم حاجه عندها وعند اهلها.
اغتاظت فرح من حديثه ،فردت عليه بغضب :
_وفر نصايحك لنفسك يا دكتور ،مين اصلا سمحلك تقولي اعمل ايه ومعملش ايه ،وكفايه اوي اللى انت عملته فيا ،سلام.
القت جملتها ثم فتحت الباب ونزلت من السياره ،واغلقته بعنف خلفها اما هو فزفر بغضب من تلك العنيده ،فضرب المقود بيده بقوه وهو يهتف بغضب :
_غبيه.
___________________
في فيلا سيف الصاوى،،،،
نزلت حلا من الدرج وجلست لتتناول الافطار مع اسرتها ككل يوم ،ثم حيتهم بابتسامه:
_صباح الخير.
انتبه الجميع لها فردوا لها احيتعا بابتسامه اكبر:
_صباح النور .
جلست حلا وبدأت بتناول طعامها ،نظرت اليها منه وشعرت بعدم راحه فتوقفت علي الطعام ،فانتبه سيف وسألها بقلق:
_مالك يا حبيبتي فيكى ايه ؟
انتبه ابنائها لها هم الاخرين وانتابهم القلق ،فابتسمت منه لهم واجابتهم بتعب :
_معرفش قلقانه ليه النهارده !
نظرا لها الجميع بعدم فهم ،بينما قبل سيف يدها بحب وقال وهو يضغط علي كفها بخفه :
_ما تقلقيش انا معاكى ،ما فيش داعي للقلق.
اومأت منه برأسها ،ثم نظرت مجددا لحلا التي نظرت لها بقلق فربتت علي كتفها قائله بحنان :
_كملي اكل ،هبقي كويسه ،ويلا عشان ما تتأخريش علي كليتك.
اومأت لها حلا وهي تقبل يدها ،بينما نظر سيف الى زياد ويزيد حلا قائلا بجديه :
_يلا هوصلكم والسواق هيجبكم بس ما تتأخروش عليه كالعاده
اومأ الجميع بهدوء ،فنهضا ليذهب كلا منهم الى واجهتهم بعدما قبلوا يد منه ،ثم ودعتهم منه بقلق لا تعلم لماذا.
_____________________
في كليه الصيدله ،،،،،
حضر كلا من فرح وحلا المحاضره ،وتوطدت العلاقه بينهم كثيرا ،واصبحت كلا منهما تبوح باسرارها لاخري.
سارا مع بعضهم سويا ،ثم نظرت فرح الي ساعه يديها بضيق ،فسألتها حلا بحيره :
_في ايه يا بنتي بتبصى علي الساعه كل دقيقه ليه ؟
ردت عليها فرح بضيق :
_مستنيه الاستاذ مصطفي يجي ،اصله وعدني هيخرجنى النهارده.
ابتسمت حلا عليها ثم قالت لها بغمزه :
_ايوه بقا مين قدك ،اتقلي يا بت مش كده.
تنهد فرح بحب مما جعلها فرح تقهقه عليها ،ثم خرج صوتها مليئ بالحب :
_بحبه اوي يا حلا اعمل ايه.
ابتسمت حلا برقه ثم اشرأبت برأسها وجدت سائقها وصل ،فقالت لفرح :
_السواق بتاعى وصل،عن اذنك بقا وابقى طمنيني.
اومأت فرح لها ببنما اسرعت حلا الى سائقها ،الذي ما ان رآها حتي فتح لها باب السياره ،ثم ركب خلف المقود وانطلق بسياره ليأتي بزياد وزيد ،ولكن في منتصف الطريق في منطقه خاليه ،قطع عليه الطريق سيارتان سوداء ،فتوقف السائق بسيارته مضطرا ،بينما نظرت حلا الى الي السيارتان بأعين زائغه ثم سألت السائق بخوف :
_في ايه يا عمو ابراهيم ؟
رد عليها السائق بقلق :
_معرفش يابنتى ربنا يستر.
ترجل عاصم من سيارته بهيبته العملاقه ،وهو يقوم بغلق ازرار بذلته الانيقه ،ونزل خلفه رجاله ،فاشار اولا الي السائق ليتصرفوا معه وظل هو واقفا وهو يقوم بتدخين سيجارته الكوبيه ،وهو يرى رجاله يقومون بركل السائق بقوه حتي فقد الوعي...
بينما اتسعت عينا حلا بخوف عندما رأت الرجال يقومون بضرب السائق ،فترجلت سريعا من السياره في محاوله للهرب فأخذت تركض باقوي مالديها ،فهتف بها عاصم بأمر:
_اقفي عندك
لم تسمع منه حلا وظلت تتابع ركضها لتهرب منه ولكن لم يسمعح لها عاصم بذلك ،فقد قام باطلاق النار بالقرب من قدمها دون ان تأذيها فقد كان قناصا ماهر ،توقفت حلا بعد هذه الطلقه ظنا منها انها اصابتهاولم تعد قدمها تستطع تحملها ،واصبحت كل شئ امامها مظلما ،ففقدت وعيها علي الفور ،بينما اسرع عاصم اليها ثم جثي علي ركبتيه امامها وهو ينظر لها بغموض ،فوضع مسدسه في جانبه ،ثم وضع زراعه اسفل ركبتيها والاخر خلف ظهرها ،وحملها بين يديه ،ثم امر رجاله بفتح الباب الخلفي لسياره ،ففعلوا ما امرهم به وقاموا بفتحه
اسند عاصم رأسها للخلف بالمقعد بعدما ادخلها بالمقعد الخلفي ثم جلس بجانبها وامر سائقه بالانطلاق ،وتبعه حراسته خلف سيارته..
نظر عاقم الى ملامحها الصغيره والجذابه ،فتنهد بحب ثم جذبها وضع رأسها علي صدره وهو يقوم باحتضانها ثم همس في اذنها ،قائلا بنبره رجوليه ومتملكه:
_اهلا بيكى ياحلا في حياة عاصم غنيم !