رواية عيون أوقفت التار الفصل الاول 1 بقلم زينب سمير
-وصلت البلد خلاص ياجدي
-,تحب أبعتلك حد يدلك على الطريق ياولدي؟ غربتك طالت ويمكن نسيت أرضك
-محدش بينسى أرضه ولا أثله ياجدي، أنا عارف طريقي كويس
قفل معاه، كان واقف بعربيته اللي بتطل على النجع، أتنهد وهو بيجهز نفسه علشان يواجهه الكارثة اللي جـه علشانها قبل ما يلمح خيال أسود في أسود بيتسحب ومقرب ناحية النجع، نزل من العربية وجرى بسرعة ناحيته، الكارثة اللي بتحصل دلوقتي تخليه يقلق من أي حاجة تحصل حواليه
قرب بسرعة ومسك دراع الشخص و-وقف عندك، أنت مين؟
فضل الشخص مديله ضهره ومبيتكلمش، بصوت عصبي وهو بيلف الشخص بقوة علشان يواجهه- أنت مين وداخل نجع الزداينة لية؟
لما ملقاش صوت مـد أيده يبعد الشال اللي لافه الشخص حوالين راسه كويس و- أنا هعرفك دلوقتي وهعَرفك أزاي تتجرأ وتدخل أرض الزداينة بتتسحب زي الحرامية
قبل ما يلمس الشال فلت منه الشخص ونفض جسمه بعيد عن أيده
-متچربش مني
أتفاجئ بصوتها كان لـ سـت، لقت تبصله بغل، ظهرت عيونها بسبب أن الشال عقدته فكت، عيون مكحلة واسعة.. ساحرة! بصلها مشدوه.. قبل ما يفوق ويقرب منها تاني و- قوليلي ياشاطرة أنتِ مين؟ وداخلة زي الحرامية أرض الزداينة لية؟
ضيق عيونه وبإستفسار خطير- أنتِ تبع مين؟ بيت فـ..
ملحقش يكمل أول ما سمعت أول حرف منه طلعت تجري من قدامه، وهي بتجري شالها أتفك وشعرها فلت وطار منها، لدرجة إنه خبط فيه.. أختفت من عيونه وهو غمض عيونه للحظة بتأثر، شعرها الطويل بريحته اللي وصلتله سببتله قشعريرة مجهولة المصدر، فتح عيونه كانت بعيدة بتجري كأنها فرس جامح.. شعرها الطويل بيتحرك يمين وشمال..
وصلت لمكان بعيد وقفت ولفت تبصله للحظة قبل ما تكمل جري.. بصة مليانة غل!
****
-نورتي ياولدي..
كانت عيونه بتلف في دوار الزداينة، أول مرة يلمحه مليان رهبة وقلق كدا، جدرانه مش بتبعث هالتها المخيفة كالعادة
-أية اللي حصل ياجدي
تنهد الجد بتعب و-حُصل كتير چوي، دم مبچيناش عارفين نوچفه، ومبچيناش عايزينه يكمل، التار مع نجع فزاع بچيت حرب ملهاش أخر، وانا جايبك أهنه وأملي فيك.. تقدر تعمل حاچة
-أنت عايز الصلح المرة دي يعني؟!
قالها بتعجب، جده القوي اللي عمره ما فكر في الصلح أبدًا بل رفض كل المحاولات جاي دلوقتي يدور عليه!
-مبچاش فيه حل غيره، انا خسرت في الحرب دي كل عيالي وناسي، حضرت عزاء أكتر ما حضرت فرح، ورجلي نصها برة الدنيا ونصها چوه، معيزش أموت وأورثكم الحرب دي وتدعو عليا بدل ما تدعولي..
أتنهد ريـان و- قولي أنا في أيدي أية أعمله وأنا هعمله، وبعدين فكرك بيت فزاع عايز الصلح زينا كدا؟
-وأكتر مننا، الچمعة الفايتة كان عندهم فرح قلب عزا، لما لمحوا ابن عمك قرب منهم ومسكوا فيه، رجالتنا أول ما سمعت راحت جري هناك وقلبت حرب راح ضحيتها العريس
ظهر الآسى على ملامحه، كمل الجد بتنهيدة مرهقة- عروسته أترملت يوم فرحها ياولدي، معايزش حد منيكم أشوفه مكان عريسها، ولا واحدة من بناتنا مكانها، انا كلمت شيخ وعضو مجلس شعب، هيحاولوا يتدخلوا في الصلح، عرضولنا أفكار ملهاش أول من أخر، ياما چربناها والدم رجع بعديها وللركب.. مبچاش في حل چدامنا غير النسب
ظهر التفاجئ في عيون ريان
كمل الجد- لازم دمنا يبچى واحد
بصله برجاء و- لازم تتجوز واحدة من بناتهم ياريان، أنت أعقل واحد في أحفادي، الباقيين ماليهم الغل، أتربوا وسط الدم عكسك أنت
-لكن ياجدي انا
-دا طلب من راجل عجوز بيحاول يصلح غلطة عمره ياولدي
أتنهد بحيرة وتعب قبل ما يقول- حاضر ياجدي
****
-عيلة الزداينة جايالنا قال أية ناويين على الصلح
ست لابسة أسود وباين على ملامحها القهر والغل- صلح اية بعد ما قتلولي ولدي، اللي هيچرب من إهنه أنا مهروحوش على رجله
-ياسكينة ما صدقنا بحر الدم هيوچف
بصراخ غاضب- مش على حساب ولدي ياسعدة، الزداينة لازمن تتوچع زي ما أتوچعت، ستاتهم لازمن تلبس الأسود
دخل كبيرهم و- صوتكم واصل لأخر الدار لية
بصتله سكينة ووقفت من مكانها تقرب منه و- صح يافزاع، هتضحي بتار ولد أخوك؟ عريس بتك
-متدخليش في چرارات الرجالة يامرت أخوي
صرخت بغضب- يبچي أنت ناوي على الصلح، وأنا اللي چولت مستحيل فزاع يعملها، يضيع حق ولدي.. رايح تحط يدك بيـدهم!
-علشان متخسريش ولدك التاني ياسكينة
-ولدي التاني هيچيب حڨ أخوه، أديني چولتلك لو بچى فيه ألف رابط بينا وبينهم حق ولدي هاخده من عينيهم
بصلها بعضب ولسة هيتكلم دخل واحد من الغفر و- الزداينة وصلوا، الزداينة وصلوا
*****
كان المشهد مهيب والهوا كأنه مليان توتر، في ساحة الدار خمس عربيات كبيرة أتصفوا، نزلوا منها كبار عيلة الزداينة، مع شيوخ وكبار عائلات ناس حواليهم، مع عضو مجلس شعب وفرد من النيابة، وكام ظابط وعسكري، وبعض من غفير الزداينة، في أستقابلهم أصطفوا رحالة عيلة فزاع مع غفيرهم، حوالين الدار واقفين أهالي النجع بيتفرجوا.. والكل خايف وقلقان للصح يقلب حرب كالعادة..
قرب ريـان وجنبيه جده رشوان من فزاع، مـد ريان أيده للصلح، بصله فزاع وبص لرشوان قبل ما يوضح رشوان-ريان إهنه بصفته كبير العيلة من بعدي..
كان توضيح أنه مش رافض السلام، بس مفوض ريان، مـد فزاع أيده وسلم
دخلوا كلهم البندرة، بدأ عضو المجلس الكلام و- أحنا أنهاردة هنا علشان نقفل صفحة الدم ونبدأ صفحة جديدة، والمرة دي مفهاش رجعة، مش كلام على ورق كالعادة
بص فزاع للزداينة بطرف عينه و- چول الكلام دا للي بيرجع في كلامه دايمًا ياباشا
تغنضت ملامح الزداينة لكن ريان بسرعة أتكلم- الكلام دا مبقاش في منه خلاص يافزاع بية، أحنا جايين نبدأ صفحة جديدة
تدخل حد بسخرية من عيلة فزاع- وهتبدأوها أزاي
أتجمدت ملامح ريان و- بالنسب، أنا طالب أيد بنتكم
كمل رشوان- شامخة
وقف حد من عيلة فزاع يقول بغضب- مرت اخوي، أنتوا أتجنيتوا ولا اية؟
بصله فزاع بغضب و- أسكت ياهمام
رجع يبص للزداينة و- بس أنتوا عارفين اللي فيها، شامخة بتي جوزها دمه ملحقش يبرد في قبره، دي ملحقتش تبچي عروسته
رشوان- علشان أكدة أحنا عايزين نعوضها، هناخدها لريان زينة شباب عيلتنا
محدش أنتبه لهمام اللي أتسحب من القعدة، لكن الكل وقف بصدمة لما الباب أتفتح وطلت منه بنت بملامح نارية تصرخ بغضب- أنتوا أتجنيتوا يـاك؟ جواز أية اللي عم تحچوا عليه، انا مهكونش غير مرت دياب وبس
بصلها فزاع وصرخ بغضب- شامخة أدخلي جوه
-بس يابوي
-جوه
صرخ فيها فدخلت فورًا بعد ما بصت للكل بغضب وغل، عيونه كانت بتبصلها بزهول، دي البنت اللي شافها من يومين، بعيونها الساحرة وطلتها النارية
ظهر الإصرار والتحدي في عينيه وبص لفزاع و- ها قولت أية ياحج؟ موافق ولا؟
بتردد- طيب يابني حريمنا كتير.. في..
قاطعه بإصرار- لا ياحج، أحنا متقدمين لشامخة، ياهي يا بلاها
وقف الصلح عليها، ياتكون هي سبب لوقف بحر الدم أو أستمرار الحرب!!