![]() |
رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم نورهان ال عشري
ياليتهم علٍموا في القلب منزلهم
أو ليتهم عًلٍموا فٍي قلب من نزلوا
و ليتهم علٍموا ماذا نُكٍن لهم
فربما عملوا غير ااذي عًمٍلُوا
*************
- آسف
قالها يوسف الذي كان يهرب بعينيه في جميع الاتجاهات محاولا تجاهل كل هذا الكم من العتاب و الألم الذي تحويه عيناها ..
فلم يستطع سوي ان ينطق بتلك الكلمه التي لم تعبر يوما من بين شفاهه فرجل مثله لم يخلق أبدا للأعتذار..فهو يري في الإعتذار مهانه لا تليق أبدا به ... و لكن كعادته معها تتحطم جميع معتقداته ومبادئه من أجلها ..
دقيقه من الصمت مرت مليئه بشحنات من التوتر و الغضب من جانب كليهما إلي أن قرر أخيرا النظر إلي عينيها التي دائما ما كان يفشل في تجاوزها فما أن يبدأ بالنظر إليهم حتي تأخذه معها إلي عالم مليئ بالسحر الذي يجعله قادر علي تقديم عمره طواعيه في سبيلهما ..
نظرت إليه بزهول و فاه مشدوه فهي بأقصي أحلامها لم تتخيل يوماً أن يعتذر منها خاصه بعد ما فعلته به
فهيا تعلم مدي ثقل هذه الكلمه عليه فذلك الرجل يفعل الخطأ و يتلقي عليه التهنئه و لا يجروأ أحد قط علي الاعتراض ..فماذا دهاه ليفعل هذا الآن .؟
إجابه واحده لاحت لها رفضها عقلها و أيدها قلبها بشده
إن قال آسف فهو آسف فعلا و نادم علي مما تفوه به كبرياؤه الجريح و لكنها آثرت الصمت فهيا حقا تشوش عقلها كثيرا و لم تعد تدري ماذا عليها ان تفعل ..
اغتاظ يوسف كثيرا من صمتها خاصه و انها تجاوزت صدمتها من كلمته و اخفضت رأسها فظن أنها تتجاهله فهيا لا تعلم كم تكبد من العناء و المشقه للتفوه بذلك الاعتذار الغبي و لكن لا بأس يمكن الحفاظ علي ماء الوجه ببعض العبارات القاسيه هكذا اخبره عقله و لكنه نهره بشده فهو لن يقدر علي إيذائها ثانيه و لا ان يراها بتلك الحاله مرة آخري فاتخذ قراره بالحديث و قال
- إحم .. انا عارف انك مستغربه اني بعتذرلك بس دا لإني مهما حصل مكنش ينفع أقول الي انا قلته لإن دا مش طبعي و...
مهلا ..هل فقط يعتذر لأن ذلك الحديث لا يليق به ماذا عن اهانتها ؟ ماذا عن إهانه والدتها الراحله ؟ ماذا عن أذيه قلبها ؟ أي غرور لعين يمتلك ذلك الرجل ...؟
هبت واقفه علي قدميها غير عابئه بالدور الذي اصابها و قاطعته غاضبه
- هه ..بتعتذر عشان الكلام الي انت قولته دا ميلقش بيك ...!
طب بالنسبه للناس الي انت أهنتهم و أذيتهم بكلامك دا و بالنسبه للست الي ماتت و الي انت خضت في عرضها
و عمك الي انت هنته و اتهمته بالقذاره دي مع مرات اخوه ايه كل الناس دي متهمكش و لا تفرق معاك ...؟
قد كدا انت متكبر و مغرور و انا مكنتش واخده بالي ثم اردفت بمراره الوجع
انا ازاي كنت عاميه طول الفتره الي فاتت دي و مش شيفاك علي حقيقتك ..
صُدم يوسف من حديثها فهي لم تمهله ليُكمل اعتذاره كاملا و لكنه رفع حاجبه بسخريه قائلا
- حقيقتي ..! و ياتري إيه بقي حقيقتي الي انتي كنتي عاميه عنها و لسه شيفاها دلوقتي
- انك اكتر انسان مغرور و متكبر و اناني في الدنيا دي انت جبروت يا يوسف و اكتر انسان قاسي شفته في حياتي تحدثت بصراخ
- لوهله تجمد يوسف يوسف من حديثها ثم تحولت صدمته الي قهقهه غاضبه و قال
- و ايه كمان يا كاميليا قولي كل الي في قلبك متخليش جواكي حاجه
- انا فعلا مش هخبي جوايا حاجه و هقول كل الي في قلبي و مش هبقي ضعيفه ابدا بعد النهارده
- بس انتي عمرك ما كنتي ضعيفه يا كاميليا انا عمري ما سمحتلك أبدا تكوني ضعيفه قالها يوسف بألم
- كنت ضعيفه معاك يا يوسف قالتها بوجع
- كنتي مستقويه بيا يا كاميليا .. كنتي مستقويه بحبي الي كان بيخلي اي حد يفكر ألف مرة قبل ما يأذيكي
- و دا قمه الضعف يا يوسف اني يبقي قوتي مرهونه بيك دا قمه الضعف
انت كنت اناني معايا لدرجه انك خلتني احس اني لو بعدت عنك هتوه و هضيع كل دا عشان تضمن اني عمري ما هفكر اسيبك ..
عارف يا يوسف كل مرة كنت بشوفك بتتعامل مع نيفين و اشوفك بتكسر خاطرها و بتجرحها ازاي أسأل نفسي يا تري هقدر اتحمل لو كان بيعاملني نفس المعامله دي
و لا طنط سميرة الي كنت بتعاملها بقرف بالرغم من انها مرات عمك دانا بالرغم من كل الي كانوا بيعملوه معايا عمري ما كنت اقدر اعاملهم زي مانتا ما بتعاملهم كدا
حتي روفان الي كانت بتترعب منك اكتر ما بتترعب من جدي نفسه
و ممتك و مازن و أدهم طول عمر الناس دي بتخاف منك و بتعملك الف حساب و كلامك بيمشي عليهم كلهم دا حتي جدي الي هو المفروض كبير العيله و كلنا نعمله الف حساب كلمتك كانت قبل كلمته و كان هو الي بيخاف منك اصلا
مر كلامها علي مسامعه كمرور شاحنه فوق صدره ايعقل ان يكون بنظرها بكل هذا السوء ..؟ هل يمكن ان تري حمايته لهم حتي من أنفسهم تجبر و قسوة ؟ هل ما يسمعه الآن حقيقه ؟ هل تلومه علي كرهه لأولائك الذين يريدون أذيتها حتي و إن كانوا من دمه ؟
شعر يوسف بالشلل يجتاح جسده و ظل ينظرلها بنظرات يملئها الاندهاش الممذوج بالآلم و قال بصوت مجروح
- و انتي يا كاميليا ... ناقص انتي .. وصفتي علاقتي بكل الي حواليا بس مجبتيش سيرتك ..
انا كنت معاكي ايه ...؟ كنت معاكي ازاي ...؟ عايز اعرف شيفاني كنت معاكي ازاي يا كاميليا ... ظالم و لا قاسي و لا مغرور و لا متكبر قولي سامعك
أدارت رأسها تخفي وقع كلمتاته عليها فقد ذبحتها نبرة الألم في صوته و أكمل عليها قلبها الذي أجابه قائلا
" والله لم أري الحب إلا معك... و لم أشعر بالامان سوي بقربك .... و لم أراني مكتملا سوي بعيناك .... و لم أعي معني الوطن سوي بأحضانك "
اقترب منها ما أن رأها تذم شفتيها بقوة تمنع مرور الكلمات من بينهما و قام بإدارة رأسها إليه و نظر إلي أعماق عيناها قائلا بوهن من فرط الألم
- انا كنت أيه معاكي يا كاميليا
- كنت احسن حد في الدنيا
قالتها و ارتمت بين ذراعيه بعد ما خرجت الكلمات من قلبها دون ان يكون لها القدرة علي منعها فهيا ان بحثت ألف عام فلن تجد له سيئه واحده قد فعلها معها ....
فاعتصرها بين ذراعيه بقوة كمن كان يريد ان يدخلها الي قفصه الصدري .. و قد كانت تحتضنه كمن تريد ان تستقر بجانب قلبه فشعرت بان قدميها لم تعد تلامس الارض
فقد كان كلاهما يعرف بأن هذا العناق الأخير....
فحتما كبرياؤه لن يمررلها حديثها و ما فعلته بقلبه الذي كان يتوسله بأن يعطيه ذلك العناق عله يهدأ من نيران وجعه منها و اشتياقه لها
فليسرق تلك الدقائق بين احضانها ينشد السلام التي أبدا لن يجده في فراقها و ليلعنه كبرياؤه لاحقا كيفما يشاء .........
*********
كان جالسا علي احد الكراسي في الغرفه الشبه مظلمه لا يدري كيف طاوعه قلبه في فعل ذلك معها ..
كيف استطاع كسرها بتلك الطريقه صرخاتها مازالت تدوي في أذنيه لتشعره كم هو حقير لا يعرف ما هو رد فعلها عندما تستيقظ ....
يتمني لو أنه استطاع ان يتحكم بذلك الشيطان بداخله الذي يوسوس له بالانتقام من جميع الفتيات و لكنه ابدا لم يكن يجبر فتاه عليه بل هو كان يفعل ذلك معهم بملئ إرادتهم
همهمات و تأوهات ضعيفه خرجت منها جعلته يغمض عينيه بألم و يبتلع ريقه بصعوبه فهاهي قد أتت اللحظه الذي خطط لها عقله الشيطاني لكسرها و لكن لما يؤلمه قلبه بهذا الشكل
و لكنه تجاهله مهدئا نفسه بأن هذا ما تستحقه جميع النساء و هيا لا تختلف عنهم بشئ ..
استيقظت غرام لتجد نفسها بغرفه غريبه عنها فأخذت تتلفت حولها فلم تجد سوي الظلام فحاولت رفع الغطاء من فوقها فوجدت نفسها لا ترتدي سوي ملابسها الخاصه هنا ضربت صاعقه عقلها و تذكرت ما حدث لها فبدأ جسدها بالإرتجاف و بدأت شهقاتها تعلو فحاولت القيام و لكنها لم تستطع و شعرت بدوار شديد يجتاحها
و ما أن رأته يقترب منها حتي صارت تهز رأسها يمينا و يسارا رافضه تصديق ما حدث لتقول بهستريا
- لا لا انت معملتش كدا فيا ... اكيد عمرك ما هتأذيني بالشكل دا صح.... رد عليا أرجوك
فلما لم تجد منه رد حتي تحاملت علي تفسها و التفت بمفرش السرير حولها و اقتربت منه بخطي بطيئه و قالت بتوسل
- انت معملتش فيا كدا صح انا عارفه ... طب حص .. حصل ايه انا مش فاكرة حاجه خالص.... ارجوك رد عليا
كان عقلها يرفض بشدة فكرة ان يكون فعل ذلك بها
و لما قد يفعل بها شئ كهذا فهيا لم تؤذيه أبدا و بالرغم من آن كل شئ حولها كان يشير إلي إرتكابه لجريمته النكراء معها و لكنها كانت ترفض تصديق ذلك
- لا عملت
عند ما تفوه بتلك الكلمه كان كالذي أشعل النار في الهشيم فانفجرت صارخه به و أخذت تضربه بكلتا يديها علي صدره و تحاول خدشه بأظافرها و هيا تصيح باكيه
- يا مجرم... يا حيوان حرام علييك عملت فيك ايه عشان تعمل فيا كدا .... ربنا ينتقم منك دمرت مستقبلي عملت فيا كدا ليييييييه
قالت كلمتها الأخيرة و ارتمت علي الارض تبكي بقوة و تلطم خديها فكانت كمن مسه الجنون تولول و تصيح لا تدري ما تتفوه به
كانت توسلات عيناها له تقتله اكتر من كلماتها و ضرباتها الذي تلقاها بدون ان يرمش له جفن فلعن نفسه مرة ثانيه و لكنه حاول تمالك نفسه و اخفض نظرة إلي تلك التي تبكي علي الارض قائلا ببرود
- انتي عايزة تقنعيني انك انتي جايه جناح راجل غريب عنك تسهري معاه و مكنتيش عارفه ان دا هيحصل في النهايه
الجمت كلماته لسانها و توقفت دموعها من هول صدمتها
هل ظن بها السوء فقط لكونها قد وثقت به ..؟
هل يمكن ان يكون وغد لتلك الدرجه ..؟
فقالت بحزن ممزوج بالصدمه
- انت بتقول ايه انا .. انا كنت واثقه فيك و ...
هطلت دموعها و علي صوت بكائها الذي تقطع له نياط قلبه و لكنه أبي ان يتراجع عما انتواه فأردف بسخريه
- كنتي واثقه فيا و لا متعوده علي كدا
أصابتها كلماته بصاعقه كهربائيه سرت في جميع انحاء جسدها هل يظنها عاهرة هل ما شعرت به معها كان كذب و كان يراها بتلك الصورة من البدايه
ماذا فعلت ليظن بها ذلك فهيا لم تتجاوز مع رجل طوال حياتها بل لم تطلق العنان لمسشاعرها سوي معه لما فعل بها هذا السوء
لما اغتصب برائتها و انتهكك حُرمه جسدها بتلك الطريقه البشعه
اخرجها من بئر أحزانها تلك الملابس الذي قذفها بوجهها و كلماته السامه التي كانت تضع الملح علي جراحها الغائرة و قال بإذدراء
- البسي دول يالا عشان تمشي مش عايز الي هتيجي بعدك تشوفك بالمنظر دا احسن تخاف مني و تاخد عني فكرة وحشه اني كنت بعذبك و لا حاجه قالها أدهم بسخريه
ثم خرج صافقا الباب خلفه
صفعه آخري تلقتها منه جعلتها تشعر بالخزي الذي لم تتعرض له طوال حياتها فقد كانت دائما شامخه مرفوعه الرأس و لكن بعد اليوم اصبح الخزي و العار حالها فلم تستطع حتي الصراخ علي حالها فقط بقي سؤال واحد يدور بداخلها
ماذا فعل قلبي ليعاقب بكل هذا الخذلان .؟
هل يمكن ان يصل بك الحزن لدرجه ان تشعر بأن هناك حبل من الأشواك ملتف حول قلبك فكلما هممت بالصراخ تنغرز تلك الاشواك بقلبك اكثر فتفقدك حتي القدره علي التنفس ..💔
*********
كانت ممسكه بقميصه من الخلف بقوة تنشد الأمان التي لم و لن تشعر به مطلقا في غيابه تعرف ان تركته الآن حتما لن تتكرر تلك اللحظه مجددا فهيا لن تنسي ما جعلها تشعر به جراء كلماته التي مازالت تنغرز بقلبها كما أنها تعلم ما ينتظرها ان قررت مصارحته بحقيقتها ...
دقيقه .. اثنان ...ثلاثه حقا لم يشعرا كم مر من الوقت و هما علي ذلك الوضع ليجبر يوسف قلبه علي انزالها و افلات يديه من حولها فشعرت بالأرض الصلبه تحت قدميها و بالبرد يضرب جسدها فرفضت تصديق ان تلك اللحظه قد انتهت
إلي ان امتدت يداه و فكت عقده يدها حول عنقه فحسمت أمرها و ببطئ شديد رفعت رأسها المستقر علي قلبه لترتد خطوتين إلي الخلف غير قادرة علي النظر الي عيناه
و لكنها تفاجئت به يقول بنبره ثابته
- لآخر مرة هسألك يا كاميليا في أسباب تانيه لهروبك دا
تجاهل كبرياؤه امامها للمرة التي لا يعرف عددها عله يجد منها ما قد يريح قلبه و لكنه لم يلق إجابه منها سوي هزة بسيطه من رأسها تعني لا
فاقترب منها بغضب و جذبها بشده فالصقها بالحائط بقوة آلمتها و قال من بين اسنانه
- بصي في عنيا و اتكلمي زي الناس مش كنتي من شويه بتقولي انك مش هتقي ضعيفه تاني وريني بقي قال الاخيره بسخريه استفزتها فقالت بقوة
- معنديش غير الاسباب الي قولتهالك انا مشيت عشان حسيت اني مخدتش فرصتي في التفكير في جوازنا و كنت عايزه اعيش حياتي الي انت كنت مانعني اعيشها و مكنتش متأكدة من مشاعري ناحيتك دي اسبابي يا يوسف
قالت كلماتها بتمهل كان يقتله و لكن مهلا يكفي فقد كانت آخر فرصه لها و لقلبه الغبي الذي ان استطاع لاخرجه من بين ضلوعه كي لا يخفق لها مرة اخري
تركها يوسف و استقام ناصبا عوده و قد عادت له شخصيته الاخري التي لم يتعامل معها بها من قبل فكان لها الحب و الدلال و الاهتمام و لكن منذ هذه اللحظه فهيا مثلها مثل الآخرين لا بل اقل ببكثير فقال ببرود
- تمام ... حقك ... بس انا بقي ليا حق و هاخده اصل يوسف الحسيني اتعود ميسبش حقه ابدا
- حق ايه يا يوسف قالتها بجزع
- حق كرامتي الي حته عيله زيك داست عليها يوم ما هربتي بعد ما اتحديت الدنيا كلها و روحت اتجوزتك قالها بسخريه
- أنا أسفه اني هربت انا كنت خايفه لو قولتلك كدا تجبرني اني افضل معاك غصب عني والله انا ندمت علي هروبي بالشكل دا قالتها ببكاء و دون وعي منها فقد اعماها خوفها منه و من انتقامه
ماذا هل تسخر منه تلك المرأه ..؟ هل هو بكل هيبته و مقوماته التي تجعل النساء تتهافت عليه سيبجبر امرأه للبقاء معه ضد ارادتها حتي و ان كان يعشقها ..؟
هل جعله حبه لها ضعيف امامها لذلك الحد ..؟ هل تراه بلا كرامه ليجعلها معه دون إرادتها ...؟
و لكن مهلا هو من اخطأ و حتما سيصلح ذلك الخطأ
اقترب منها يوسف بخطوات بطيئه حتي اصبح امامها مباشرة و اخفض رأسه قليلا و نظر إلي داخل عيناها فخدرها قربه منها للحد الذي جعلها تغمض عيناها ظنا منها انه سيقبلها
فابتسم داخله بسخريه و اقترب من أذنها قائلا بهمس قاتل
- انا هخليكي تعرفي يعني إيه ندم يا بنت عمي
نصب عوده و تركها تلعن نفسها علي ضعفها المخزي و قد شعرت بالدوار يضرب رأسها من جديد فقال عندما وصل الي باب الغرفه
- هبعت انادي عاادكتور ييجي يشوفك عشان يكتبلك علي خروج و ترجعي بيت عيلتك
لم تستطع حتي الإيماءة برأسها فقد شعرت بدوران الغرفه من حولها و فجأه لم تعد تدري بشئ و سقطت فالتقطتها ذراعاه بلهفه واضعا ذراعه اسفل ركبتها حاملا اياها برفق و وضعها علي السرير و اخذ يتمعن في ملامحها الزابله و هو يلعن نفسه علي وضعها تحت هذا الضغط خاصتا بعد تنبيهات الطبيب
ضغط علي الزر بجانب السرير فحضر الطبيب الذي أمرهه بالخروج و لكن هيهات ان يتركها أبدا فعاينها الطبيب
الذي نهره بشده و أخبره بأن حالتها النفسية السيئة هيا من عرضتها لتلك الإغماءة مره ثانيه
فسب يوسف بداخله و لام نفسه بشده علي ما حدث لها و فجأه قرر ان يجري مكالمه فلم يجد هاتفه فنظر إلي تلك النائمه و اقترب منها واضعا قبله رقيقه فوق جبينها ثم خرج من الغرفه فوجد رائد الذي كان مكفهر الوجه و غاضب بشده
لاحظ يوسف حالته يهتم كثيرا لأنه كان يظنها لسبب ما هو يعرفه فقال بإختصار
- تليفونك
ابتلع رائد ريقه بصعوبه و قال بتوجس
- ليه
- مالك خفت كدا هعمل مكالمه منه عشان نسيت تليفوني قالها يوسف بسخريه
- لا استغربت بس ... اصل انا شكلي نسيت تليفوني في العربيه قالها بعد ان حاول العبث بملابسه ليوهمه بصدق حديثه
ضيق يوسف عينيه و قال بتهكم
- طب انا و عادي جدا اني انسي تليفوني و مكنش مركز في الموقف دا انما انت بقي مش مركز ليه
- لا ابدا بس انا كنت بتكلم فيه و انا في العربيه و الظاهر نسيته هروح اجيبه و هرجعلك
- تمام
انصرف رائد و ظل يوسف يتعجب.علي حاله ماذا دهاه ليكون متوترا هكذا
- يوسف
اخرجه ذلك الصوت من شروده فالتفت لتصيبه صدمه عندما تعرف علي صاحبه ....
*********
مؤلم ان تضعك الحياه في موقف الجاني و المجني عليه في ان واحد ... تعطيك الدرس علي هيئه جرعه خزلان قاسيه فتدور تذيقها لكل من يقابلك فقط لتثبت انك تعلمت الدرس جيدا ....
توجه آدهم إلي الخارج فهو لم يكن قادر علي المكوث معها لحظه آخري دون أن يأخذها بين احضانه و يعتذر لها الف مرة بل و قد يتوسل لها ايضا لتسامحه فهو بحياته لم يشعر بذلك الالم في قلبه حتي عندما خانته تلك الحقيرة لم يشعر بمقدار الالم الذي يشعر به الان
ولت دمعه هاربه من عيونه فمسحها سريها معنفا نفسه و عاند قلبه بأن هذا هو عقابها الذي استحقته
اخرجه صوت قفل الباب من شروده فالتفت ليتمزق قلبه الف قطعه علي مظهرها المزري و عيناها المتورمه و وجهها الذي تركت اصابعه بصماتها عليه فقارن بين حالها الآن من الحزن و الانطفاء و حالها قبل عده ساعات عندما دخلت الي جناحه بإشراقتها و طلتها الفاتنه التي أطاحت بعقله فور ان رآها
فود ان يصفع نفسه لكونه المتسبب في ما اصابها فهو يعلم ان فعلته تلك ستظل محفورة في ذهنها طوال عمرها و لن تغفر له حتي و إن كان علي فراش الموت و لن كان عقله لقلبه بالمرصاد كما هو دائما فخرجت الكلمات منه دون إرادته
- السواق هييجي يوصلك و مفيش داعي اوصيكي ان إلى حصل دا ميخرجش برانا و انا اوعدك كل اما نفسي تموع هبقي ابعتلك قالها قاصدا إلحاق المذيد من الإزلال لها
تقدمت غرام منه بكل ما تحمله بداخلها من الم و عذاب و خزي و قالتت بمراره من بين دموعها
- انت ازاي قادر تكون وحش اوي كدا .... ازاي ....!
انا طول الوقت كان جوايا حاجه بتخوفني منك بس كنت بكذبها واقول لا عنيه بتقول غير كدا
طول الوقت كنت بشوفك في احلامي علي هيئه وحش و اقوم مفزوعه منها و انت ببتموت فيا و اقول لا هو عمره ما يأذيني قولت دا دخل بيتنا و كل اكلنا و امي بتقوله يا ابني عمره ما هيأذيني ابدا
انت اكتر إنسان وحش قابلته في حياتي و عمري ما هسامحك انا بكرهك....
قالتها بكل ما يعتمل بداخلها من حزن و قهر و ألقت به في بحور من الندم
لو كانت غرزت سكين بقلبه لم تكن لتؤلمه كما فعلت كلماتها فلأول مرة في حياته يشعر بأنه وضيع لتلك الدرجه كان يعلم بانه سيندم أشد الندم علي فعلته تلك و لكن ما يشعر به الآن من ألم حقا يفوق تحمله
اي لعنه حلت علي عقله لتجعله يفعل بمحبوبته تلك الفعله الشنيعه هو يعلم بداخله انه سيذوق اضعاف عذابها فعذاب الفقد و عذاب الندم معا امرا لا يطاق .......
بعد وقت ليس بقليل كانت تقف أمام البحر ترويه بدموعها التي لن تنضب و تشعر بأن داخلها قد انشطر لنصفين نصف منهم يلومها علي غبائها و برائتها و مشاعرها التي أعطتها لمن لم يستحقها يوما و الآخر يبكي علي حالها قلبها برائتها المنتهكه ...
مؤلم بل مميت ذلك الشور بالغدر ممن ظننت يوما انهم طوق نجاتك
حسمت قرارها سريعا فقد فقدت كل ما يبقيها علي قيد الحياه علي يده فهيا لن تعود أبدا لعائلتها بهذا الإثم الكبير
رفعت عيناها إلي السماء و قالت بوجع
- يااااااارب سامحني مش هقدر اعيش مع كل الالم و العار دا سامحني يارب والنبي
جرت ذيول خيباتها و إثمها التي شاركت به بغبائها ووثوقها في ذلك الذئب الذي لم يرحم أبدا برائتها و أخذتها خطواتها إلي البحر عله يزيل قذاره الحقتها يد رجل اعطته كل ما تمتلك في هذه الحياه
فلم تستطع بروده المياه ان تطفئ نيران قلبها فامتزجت دموعها بمياه البحر و استسلمت لقدرها أخيرا
أحيانا تأتي أيام يشعر فيها الإنسان بالضياع لا يعرف الي اين هو ذاهب او من أين هو آت ..
تكاد الوحده تقتله ببطأ و هو غير قادر علي المقاومه بل راضاً تماماً بما قُدر له ...
و لكن دائما ما يكون هناك شئ بأعماقه يتمني لو كان له جدار صلب يتكئ عليه ... شخص واحد يلجأ إليه ... وجهه واحده تُشعره بالأمان .. يد قويه تنتشله من ذلك الحزن الذي يغتال روحه و يتغلل الي كل خليه بجسده ....
*********
- اه يا سهونه يا ميه من تحت تبن لحقتي علقتي الواد طب والله لهوريكي
رددت نيفين كلماتها المسمومه بينها و بين نفسها ما ان سمعت بحديث روفان مع على الذي تجاهلها تماما فشعرت بالغيره الشديده تنهش بقلبها و نوت بأن تهدم تلك العلاقه قبل أن تبدأ
- ماما .. يا ماما انتي فين
استمعت نيفين الي صوت وشوشات قادمه من الحمام الخاص بوالدتها فتحركت لتسمع أكثر فاصطدمت بوالدتها التي خرجت علي عجل عندما سمعت صراخها
- ايه يا نيفين في ايه بتزعقي كدا ليه
قالتها سميرة بتوتر
فالقت نيفين نظرة علي هاتفها و رفعت انظارها اليها بشك
- مالك يا ماما متوترة ليه كدا و لونك مخطوف... و بعدين هو انتي كنتي بتتكلمي في التليفون و انتي في الحمام و لا ايه
- هاه . لا طبعا هو انا هدخل اتكلم في الحمام ليه
- امال واخده الفون معاكي جوا ليه
- لا ...دا ... دانا كنت فاتحه فيس بوك و بعدين انتي جايه هنا تحاسبيني يا زفته انتي. انطقي في ايه جايه تزعقي ليه كدا
تشتت انتباه نيفين عن ما تفعله والدتها و قالت بغيظ
- شفتي السهونه الي اسمها روفان سمعتها بتكلم على ابن خالت الزفته كاميليا
- اه يا بنت ال..... لعبتها صح بنت صفيه دي مبتضيعش وقت خالص طالعه حربايه لامها
قالتها سميرة بغل
- لا و ايه دي اتفقت معاه يتقابلوا كمان هموت و اعرف جابت رقمه منين دي مخرجتش من يوم ما كان هنا
- قولي لنفسك يا ست هانم شايفه البنات الي مبتضيعش وقتها مش خيبتك القويه
- و انا كنت هعمل ايه يعني مانا بعمل كل الي انتي بتقوليلي عليه
- و انتي فين عقلك حته بت مش باينه من الارض علقته و انتي حتي معرفتيش تطلعي منه بحاجه عرفتلك مكانه و خليتك تقابليه و سيادتك عملتي ايه رجعتي زي ما روحتي حتي ملفتيش نظرة و لا انتباهه ليكي ناقصه ايد و لا رجل عشان حد يعجب بيكي او يفكر يحبك
كانت كلماتها كالرصاص انطلقت لتخترق روحها فهاهي منذ ان وعت علي هذه الحياه و امها تنقص من قدرها و تفرغ بها شحنات خيباتها من والدها و إهماله المتعمد لها و تذكرت لامبالاه على لها عند صدفتها معه المزعومه
فلاش بااك
دخلت نيفين بهو الفندق الذي يمكُث على به بعد ان اخبرتها والدتها بمكانه فظلت تتلفت حولها باحثه بنظرها عنه فوجدته يتناول فطورة .،، فأخذت تنظر إلي وسامته المفرطه و هيبته الطاغيه فرددت بداخلها " قمر يخربيتك ليها حق البت روفان تعجب بيك ... بس مبقاش نيفين لو خلتها تتهني بيك يوم واحد "
سرعان ما حولت انظارها عنه عندما رأته قد بدأ بلملمه أشياؤه و اخرجت هاتفها و تصنعت النظر به و هيا تتدلل في مشيتها في طريقها إليه فارتطمت به و قبل ان تقع كان على قد حاوط خصرها مانعا سقوطها قائلا
- انتي كويسه يا آنسه ... انتي .. قالها علي ما ان رفعت انظارها اليه
- حضرت الظابط قالتها نيفين متصنعه الدهشه
- انتي كويسه .. اسف مخدتش بالي
- لا و لا يهمك انا الي اسفه انا كنت مركزة في الفون و مبصتش قدامي
- حصل خير .. عن إذنك
- ايه دا رايح فين انت هتمشي ... يعني اقصد ممكن نفطر سوي لو مكنش يضايقك .. قالت نيفين بعد ما وجدته يهم بالمغادرة
ابتسم على و قال بسخريه رافعا احدي حاجبيه
- هتقعدي تفطري عادي مع واحد كان بيهدد جدك من كام يوم في نص بيتكوا لا و تحديدا كان بيتوعد لابن عمك و حبيب القلب ايه مش خايفه مني
- هاااه .. لا .. لا انا عارفه انك مش ممكن تعمل حاجه من دي و كمان انت عمرك ما هتقدر تأذي يوسف انت متعرفش هو ممكن يعمل فيك ايه ... و انا بصراحه كنت عايزه احذرك قالتها نيفين برقه ناظرة لعينيه
- عايزة تحذريني امممم... و لا عايزة تغيظي حد انك كنتي قاعده معايا قالها على بتهكم
-لا طبعا ايه الي بتقوله دا اغيظ مين و بتاع مين انا الحق عليا اني كنت عايزه احذرك
ابتسم علي بخفوت و قال بسخريه
- آل و انا الي كنت فاهمك غلط .. اخس عليا والله
اغتاظت نيفين من لهجته و شعرت بانه يسخر منها فقالت بغيظ حاولت ان تداريه قدر الإمكان
- و سياده الرائد بقي خايف علي احساس مين و مش عايزني اغيظه
- سياده الرائد مبيخافش من حد بس مابيحبش يزعل الناس الي يخصوه
- و اقدر اعرف مين بقي الي يخصك و مش عايز تزعله
اقترب على منها و قال بهمس خطير
- نفس الشخص الي انتي جايه هنا مخصوص عشان تقابليني و تغيظيه هو نفس الشخص الي يخصني و ماحبش ابدا حد يزعله او يضايقه ... سلام يا آنسه اااااا... تقريبا كان نيرمين ...... مش مهم ميخصنيش قالها ما ان وجدها تهم بالرد عليه ثم غادر تاركا اياها تكاد تنفجر من شدة الغيظ
باااك
- طب و انا ذنبي ايه مانا روحت و عملت كل الي انتي قولتيلي اعمله هو الي مرديش حتي يتكلم معايا و مقالش غير كام كلمه و مشي و سابني
- عشان غبيه معرفتيش تبلفيه صح
- طب و الحل
- تنزلي بدموعك الحلوة دي على الست صفيه هانم و تقوليلها كل الي سمعتيه دا و تاخديها من ايديها و توريها بنتها المحترمه بتقابل الي عايز يقتل اخوها و بيهدد عيلتها كلها
- تصدقي فكرة قالتها روفان بانبهار ثم لمعت عيناها بالخبث واردفت
- و كدا بقي اكسب طنط صفيه في صفي و ابينلها حسن نيتي و اني الطيبه الغلبانه الي مردتش تروح تقول لجدها علي عملت بنت عمها و دارت عليها
- ناصحه ياختي يالا روحي قوليلها خلينا نشوف آخرتها معاها اما خليت رقبتها تحت جزمتي بس اخلص من بنت زهرة الأول
- طب يا ماما و هنعمل ايه في زفتا دي الي ما صدقنا غورناها من هنا و رجعتلنا تاني
- معتقدش يوسف هيرجعها هنا تاني
- امال هيوديها فين يعني يا ماما
- بطلي غباوة شويه انتي تايهه عن يوسف دا هيوريها النجوم في عز الضهر عشان فكرت تهرب منه و خلت شكله زياله قدامنا
- يا سلام ... اولا يوسف بيحبها ثانيا ماهي ممكن تقوله ان احنا السبب انها هربت ... صحيح يا ماما هيا كاميليا هربت ليه انتي مقولتليش قولتيلها ايه خلاها تهرب
- قهقهت سميرة بشر و قالت بثقه ..متشغليش بالك انتي ركزي في ازاي تشدي يوسف ليكي و تخليه يحبك و متقلقيش لا هيا هتقدر تقوله علي سبب هروبها و لا هو هيفكر فيها تاني اصلا
- هموت و اعرف جايبه الثقه دي منين .... ماما هو انتي تعرفي حاجه انا معرفهاش
- كاميليا في المستشفي بعد ما يوسف بقي الله و اعلم اذا كان عذبها و لا ضربها و بسببه دخلت المستشفي و احتمال كبير تدخل في غيبوبه و محدش عارف اذا كانت هتفوق منها و لا لا
- يارب ما تفوق ابدا قالتها نيفين بشر بس انتي عرفتي منين
- مش شغلك و يالا روحي عشان تقولي للليدي صفيه علي عمايل المحترمه بنتها و لا هتسبيها تتهني بحضرة الظابط
- و دي تيجي يا ست ماما دانا هطربقها علي دماغها قالتها بغيظ و هيا تتذكر حديثها مع على
كان كل هذا يحدث علي مسامع شخص ما الذي اخذ يتوعد لهم
**********
- الله الله يا ست روفان و إيه كمان
لم يكن ذلك الصوت سوي صوت صفيه و التي كانت تنظر إلي ابنتها بنظرات يملئوها الغضب و الخزي معا و كانت نيفين معها تنظر لها بشماته
تفاجئ كلا من على و روفان و لكن مفاجأه روفان كانت اكبر عندما رأت والدتها
- ماما قالتها روفان بصدمه
- أيوا ماما يا روفان هانم يالي كبرتي و بقيتي تستغفليني
- يا صفيه هانم حضرتك فاهمه غلط قاطعها على
وجهت صفيه انظارها الغاضبه له و قالت
- لما دخلت بيتنا و وقفت قدام عمي و في وسط بيته و اهله هددته بصراحه استفذتني أوي جرأتك و وقاحتك مش هنكر خفت علي ابني زيي زي أي أم بالرغم من إن يوسف الحسيني محدش بقدر يقرب منه و لا يفكر يأذيه حتي لو كان مين بس في جانب جوايا احترمك لما لقيتك واقف بتدافع عن بنت خالتك الي انت تقريبا متعرفهاش غير من ست شهور بس و قولت فاطمه ربت راجل
لكن بمجرد ما جيت و شفت ألاعيبك القذرة دي كل ذرة احترام ليك جوايا اتحولت لقرف و إشمئزاز
- ماما انا الي ....
اندفعت روفان مدافعه عنه فهو لا يستحق أن تلقي والدتها اللوم عليه دون ذنب فهذا خطأها منذ البدايه
و لكن قاطعتها كلمته ففغرت فاهها من فرط الزهول
- أنا أسف لحضرتك انا الي كلمت الآنسه روفان و أجبرتها إنها تنزل تقابلني
تحدث على باندفاع بعد أن حاول كبح جماح غضبه بشتي الطرق فهو لن يسمح بأن تُلام أمامه ثم استكمل كلامه بعد ان استعاد بعض من هدوءة قائلا
- لو سمحتي ممكن تتفضلي تقعدي و انا هشرح لحضرتك و ما ان همت صفيه بالاعتراض حتي تابع قائلا بمسايسه
- انا عارف اني أخطأت بس صدقيني ليا مبرراتي الي يمكن تخليكي تغيري رأيك فيا
شعرت صفيه بالحرج من ذوقه و دماسه أخلاقه و لكنها أبت ان تظهر شيئا فجلست بصمت
تنحنح على و بدأ بالحديث
- والدتي من يوم ما عرفت ان كاميليا اتخطفت و هيا في العنايه المركزة جاتلها أزمه قلبيه و حالتها كانت سيئه جدا
قاطعته صفيه بشهقه فزع قائله
- فاطمه ...لا حول و لا قوة الا بالله طب هيا عامله ايه دلوقتي يا ابني طمني
- الحمد لله بقت احسن شويه بس طبعا نفسيتها زفت بسبب اختفاء كاميليا
و اول فاقت و بدأت تتكلم طلبت مني مسبش بنت خالتي و احميها من عيلتها الي كانت خايفه ليأذوها جدا و انا وعدتها بدا فجيت القاهرة عشان ادور عليها ...
و قبل ما تقولي اي حاجه انا عارف انكوا متعرفوش حاجه عنها بس انا حبيت أتأكد و بردو عشان ظروف هروب كاميليا المبهمه دي حبيت اعرف ايه مدي علاقتها بيوسف قبل ما.اخذ اي إجراء ضده و دا الي كنت عايز أسأل الآنسه روفان عليه
و بعترف ان دا كان غلط و حضرتك ليكي حق طبعا انك تزعلي بس انا عندي اختين تقريبا في نفس عمرها و عمرري ما كنت هفكر مجرد تفكير إني أأذيها
- انا مقدرة يا ابني اسبابك و دوافعك دي كلها و كمان تعب ممتك بس صدقني كاميليا طول عمرها زي روفان عندي بالظبط.. و هروبها دا أثر علينا كلنا و اولنا يوسف و ان جينا للحق يا ابني هيا غلطت.. انت لو حطيت نفسك مكان يوسف كنت هديت الدنيا
- كنت هسمعها عالاقل الاول قبل ما احكم عليها
- ما يمكن سمعها يا على احنا منعرفش حصل بينهم ايه
-المشكله ان اي راجل في مكان يوسف بشخصيته دي في الوقت دا آكيد كبرياؤة هيتحكم فيه و ممكن يأذيها غصب عنه و اكبر دليل اختفاؤهم دا
- طب ما يمكن اختفاءهم دا خير يعني مادام مسمعناش حاجه وحشه يبقي خير قالتها روفان بخفوت فقد كانت تخشي نظرات والدتها الناريه التي ترسلها لها بين حيناً و آخر
اندفعت نيفين والتي كانت تشتعل غيظاً مما يدور حولها فقد فشلت خطتها التي وضعتها لتدمير اي علاقه ممكن تربط على بروفان فحاولت بث سمومها في عقل على قائله
- المفروض نستني لما نسمع انه قتلها يعني مانتي عارفه يوسف ايه الذكاء بتاعك دا
تجاهلها على للمرة التي لا يعرف عددها موجها أنظاره لروفان
قائلا ببسمه هادئه
- كلام الآنسه روفان صح كون إننا مسمعناش حاجه وحشه دا في حد ذاته كويس بس بردو لازم اطمن علي كاميليا
تابعت نيفين بغيظ من تجاهله لها فحاولت ان توجه سمومها لروفان تلك المرة فقالت بمكر
- مش شايف يا سياده الرائد ان إهتمامك بكاميليا مبالغ فيه اوي و خصوصا انك مشوفتهاش غير من ست شهور بس
علي الفور وصل لعلى ما تحاول فعله فالقي نظرة خاطفه ليجد وجه روفان امتقع بشده فاغتاظ من فعلتها الدنيئه و أجابها بمكر أخرسها
- تفتكري يا آنسه نيفين لو كنتي انتي مكان كاميليا و يوسف مكاني كان هيعرف ان اخته و بنت عمه اتخطفت و يسكت
- طبعا لا أجابته نافيه و الغيظ يأكلها من ذلك الماكر
- تمام اهو دا بالظبط إلى انا بعمله و فكرة قابلتها من ست شهور بس دي ملهاش طلب اصلا .. بالنسبالي كاميليا من يوم ما دخلت بيتنا بقت أختي يعني زيها زي غرام و كارما و الي مقبلهوش عليهم مقبلهوش عليها اتمني تكون اجابتي كانت كافيه لاي كلام مالوش لازمه ممكن يدور في دماغك ... أه و علي فكرة كاميليا من اول يوم دخلت عندنا حكتلنا انها مكتوب كتابها علي ابن عمها يوسف
أخرستها إجابته فلم تقدر سوي علي إيماءه من رأسها فقد شعرت و كأن دلو من الماء البارد قد انسكب فوقها
بينما نظرت له روفان بإنبهار فهو القي بكامل اللوم عليه لا بل و جعلها ضحيه و استطاع ان يقنع والدتها بحديثه و جعلها تتعاطف معه و أوقف نيفين عند حدها أي فارس نبيل هذا قد ارسلته السماء لها..؟ نعم لها و فقط ....
لكزتها والدتها التي لاحظت نظرات ابنتها المحدقه له ببلاهه و قالت بجانب أذنها بهمس
- اظبطي نفسك يا زفتا انتي... انتي متنحه للواد ليه كدا
- الله يا ماما مقصدش انا ببصله عادي يعني
- علي ماما يا بت ،، لا تكوني مفكره انه كلني بكلمتين و هنسي عملتك السودا دي حسابنا لما نروح
- اه صحيح يا ماما انتي عرفتي منين ان انا هنا قالتها روفان بصوت عال نسبياً
فلاش بااك
- طنط صفيه حضرتك هنا و انا بدور عليكي
- نعم يا نيفين يا حبيبتي عايزة حا... ايه مال عينك انتي معيطه و لا ايه
مالت نيفين علي اذنها و قالت
-عيزاكي في موضوع ضروري
- طب تعالي نطلع اوضتي ثم التفتت للخادمه و اردفت
- كملي يا عبير الاكل والنبي عشان ورايا حاجات مهمه ثم خرجت مع نيفين و صعدوا الي لغرفتها
- ها يا نيفو يا حبيبتي مالك بقي
- حصل حاجه مهمه يا طنط و لازم تعرفيها
- خير يا حبيبتي حاجت ايه دي
- تصنعت نيفين الحزن و قالت
- حضرتك فاكرة الظابط الي كان هنا من كام يوم قريب كاميليا دا الي جه و هدد جدي بقتل يوسف ضغطت نيفين علي كلمتها الاخيرة بشدة
- بعد الشر عنه يوسف ابن بطني من اي حاجه وحشه ... طبعا فكراه ماله الزفت دا
- تعملي ايه لو في حد من البيت بيقابله و علي علاقه بيه
انتفضت صفيه و قالت بغضب
- انتي اتجننتي يا نيفين ايه الكلام الي انتي بتقوليه دا و مين الي يتجرأ يعمل حاجه زي دي
- روفان ....
- نيفين حاسبي علي كلامك انتي عارفه بتقولي ايه و بتتكلمي علي مين
- والله يا طنط ما بكذب عليكي انا سمعتها و هيا بتكلمه و بتتفق تقابله .. ثم نظرت الي ساعتها و اردفت
- زمانها دلوقتي خرجت عشان تقابله و لو مش مصدقه تعالي شوفي بعنيكي
- قوليلي العنوان فين و انا هروح قالتها صفيه بعدما تذكرت بان روفان قد استأذنت منها للخروج لمقابله اصدقائها
- انا ممكن اجي اودي حضرتك عشان السواق مش برة
- تمام اجهزي عشان نخرج .... نيفين حد غيرك يعرف الموضوع دا
- والله ابدا يا طنط محدش خالص يعرف
نظرت لها صفيه بشك و لكن عليها اللحاق بتلك الغبيه روفان
باااك
- عرفت و خلاص و .. قاطعها رنين هاتفها فتفاجئت برقم رائد و لكنها أجابت
- آلو
برقت عين صفيه و هبت واقفه من مكانها و نظرت لعلى بتوتر ففهمه علي الفور ثم قالت متلعثمه
- معايا مكالمه مهمه هخلصها و هرجع ثم ولت هاربه من نظرات على الثاقبه
********
كان مازن في حاله يرثي لها من الغضب من ناحيه سعادته مع كارما التي فقدها قبل ان يروي ظمأ روحه من شهدها ..
و من ناحيه آخري ظهور سيدرا التي ظن انه تخلص من وجودها في حياته نهائييا و أسقط ذلك الحمل من علي عاتقه للأبد فأحيانا تصبح مبادئك كحبل ملفوف حول عنقك و انت غير قادر علي التجرد منها و لا قادر علي التقيد بها
ظل يجوب الطرقات بحثا عن حل لمعاناته فأخذ ينظر لوجوه الناس حوله عله يبحث عن إجابه لتساؤلاته
لما الحياه قاسيه دوماً مع أولائك الذين لم يعتادوا يوما علي التخلي ..؟
لما دائما تحمل قلوبنا ما لا نطيقه و تضعنا في طرق مظلمه لا نعرف لها نهايه ؟ لما لا يكون طريق السعاده من ضمن خياراتنا ؟
أحيانا أشعر بأني ناقم و بشده علي كل تلك التي العقبات التي تضعها الحياه في طريقي و كل تلك الأزمات التي تجبرني علي مواجهتها وحدي ...
فها هي للمرة الثانيه تجبرني علي الوقوف عاجزا أمام قلبي الذي يرتعب من فكرة الوداع الذي حتما سيكون أبدي هذه المرة
اخذ يتذكر بعض من معاناته
- مازن .... مازن مين دي لحقت به سيدرا و قد اغتاظت كثيراً عندما رأته يندفع خلف تلك الفتاه و لكن صعقها ما رأته من صفعها له فعلمت بأنها أطالت غيابها كثيرا و عزمت علي استعادت ما ظنته ملكا لها ...
- انتي ايه الي رجعك تاني قالها بحنق مما فعلته كارما
- كنت فكراك هتفرح برجوعي
- هه .. الحاجه الوحيده الي تخصك و فرحتني فعلا كانت و انا بوصلك المطار و انتي مسافرة و فرحتي كانت عشان خلصت منك قالها بغضب
- يااه يا مازن دانا كنت بصبر نفسي و انا مسافرة و بقول اكيد وحشته
- انتي عمرك ما وحشتيني يا سيدرا و انتي عارفه كدا كويس
- بس انا كنت بوحشك زمان
- زمان ايام ماا كنتي اختي و اخت محمود صاحبي الله يرحمه ... كنتي الطفله الصغيره الي بتجري تتشعبط في رقبتي اول ما روح ازور اخوها الكبير .... لكن الي اتحولتيلها بعد كدا دي واحده ..... مش عايز افتكرها
- قصدك بقيت واحده بتحبك و مستعده تعمل اي حاجه عشان تفضل معاها
- قصدك السرمحه مع الزباله الي كنتي تعرفيهم ... كنتي بتعملي كدا عشان خاطر افضل معاكي قالها بسخريه
- انا كنت عيزاك تغير عليا مكنتش اعرف ان دا كله هيحصل صدقني
- انا حذرتك مرة و اتنين و عشرة من غضبي و من تهورك بس انتي مسمعتيش و كملتي في غبائك
- تمام انا غبيه و متهورة بس عايزه اشوف غضبك هيبقي ازاي عالحلوة الي ضربتك بالقلم علي وشك قدام الناس كلها و مشيت قالتها بتشفي
امسك مازن برسغها و ضغط عليه بقوة و قال من بين أسنانه
- سيدرا ... متختبريش صبري عليكي و ملكيش دعوة بكارما خالص فاهمه
- هيا الي ملهاش دعوة بالي يخصني
قهقه مازن بغضب و قال بدهشه
- اكيد متقصدنيش انا صح
- لا اقصدك يا مازن انت تخصني انا .... انت مدين لمحمود اخويا بحياتك إلى كان زمانه عايش دلوقتي لو مكنش فداك بروحه .. و انت عليك دين لازم توفيه دا غير الامانه الي امنهالك قبل ما يموت انك تحافظ عليا انا و امي يعني انت مجبر تكون معايا انا....
حقا لا اعرف متي ستنتهي معاناتي مع الحياه فتاره تجمعني بأناس ينطفئ قلبي بوجودهم و لا اتحمل الحياه معهم...
و تاره تمنع عني أناس لا تحلو الحياه سوي برفقتهم و لا يضئ قلبي إلا في حضرتهم...
فهل يمكن أن اتصالح معها يوما ما و احتضن جزء كانت قد بترته مني فتكتمل به روحي و اروي به ظمأ قلبي ....
************
أخبريني أي طريق يجب علي أن اسلك لتكون نهايته النعيم بين أحضانك ..؟
فاتنتي و حبيبتي ... يا عذاب الفؤاد و راحته ...
يا جنه الروح و نارها..... يا من احتللتي دولتي و رفعتي رايتكٍ علي أرض قلبي العاشق الذي لم يحاول يوما مقاومتك ...
بل قاومني لأجلك و رفع رايه العصيان و التمرد و أتي بي جراً يتوسلك ألا تغادريه فقد ذقت و ذاق معي لوعه فراقك و أقسم إنني لم اتذوق اقسي منها طوال حياتي ......
أخذ يوسف يتطلع إلي تلك الجميله النائمه بسلام و لكن تحمل علي ملامح وجهها جميع خيبات العالم ... كان قلبه يؤلمه بشده لألمها الذي تحاول ان تخفيه عنه و لكن هيهات لقلب يعشق لذلك الحد ألا يشعر بألم نصفه الآخر الذي كاان يحميه و يرعاه و يخشي عليه من نسمه الهواء ...
أخذ يرسم بأنامله ملامحها الفاتنه الذي يعشق كل إنش بها محاولا ان يملئ قلبه من قربها الذي سيشتاقه كثيراً
فما المانع من تنفيذ امنيه صغيره لبرئ حٌكم عليه بالإعدام ...؟
هكذا اخذ يقنع عقله الذي كان ينهره بشده و يطالبه بتركها و الثأر لما فعلته به و خاصتاً تلك الكلمات التي كانت تنخر في عظامه من فرط قسوتها و لكنه تجاهل كل هذا و قام بتقبيلها بين عينيها قائلا بصوت أجش من فرط الوجع يكاد يكون مسموعاً
- " خليكي فاكرة إني بحبك مهمه حصل مني اوعي تنسي كدا أبداً "
أخيرا استطاع ان ينتشل نفسه من جنه حبها المليئه بالاشواك التي دائما ما.كان يتجاهل ألمها .. فقد كان يكفيه قربه منها و النظر لبحر العسل الذائب في عينيها الذي كان كالمُخدر له يُنسيه كل آلمه و لا يتذكر سوي وجودها معه ......
بدأت كاميليا تستعيد وعيها تدريجيا علي الرغم من رفضها الكبير للعودة إلى تلك الحياه البائسه التي كٌتبت عليها إلا انها دائما ما تجد نفسها تُرغم كالعاده و تستفق من تلك الغيبوبه التي أصبحت مؤخرا تلجأ إليها كثيرا ...
أخذت كاميليا تسترق النظر لذلك المارد الذي يقف امام النافذه بكل هيبه و وقار ينظر إلي البعيد و لا يدري شيئا عن قلبها الذي ينتفض حباً له...
كانت قديماً عندما تراه تركض مرتميه في احضانه بيتها و ملاذها و لكن الآن مجبرة علي النظر إليه من بعيد غير قادرة علي إطلاق العنان إلى جناحيها الذان حتماً سيأخذانها إليه
أغمضت عيناها بشدة تمنع نزول دموعها مردده في نفسها بأن هذا كان إختيارها و لم يعد للتراجع مجال ...
اخرجها من شرودها صوته العميق بتلك البحه الرجوليه التي تجعل قلبها يدق بعنف ..
- عامله ايه دلوقتي ...
قالها يوسف ما ان انتهت من تحديقها به وشعر بها تغمض عيناها و تذم شفتيها كالعاده حتي تمنع نفسها من الحديث معه فقرر هو ان يزيل ذلك التوتر اللعين الذي يحيط بهما
- كويسه الحمد لله قالتها كاميليا بخفوت و همت بالاعتدال فكانت تشعر بالخجل من استلقائها امامه هكذا ، و ما ان رفعت رأسها قليلا فشعرت بالدوار يهاجمها من جديد ...
اقترب منها بلهفه حتي يساعدها فقلبه العاشق لا يتحمل تألمها و لو بسبب دوار بسيط فقام باحتضانها بيد و بالاخري قرب الوساده ليضعها خلف ظهرها ،، و ياليته لم يفعل فقد كان قربهما بهذا الشكل القاتل لثوانٍ معدوده مدمر لقلبيهما فقد كان كلا منهما يحارب جيش من المشاعر التي اجتاحته كالطوفان ..
ظهر ذلك جلياً في يدها التي امسكت بقميصه من الخلف بشدة و يده الممسكه بالوساده تعتصرها حتي لا تخونه و تزرعها بداخل احضانه ...
كان كلاهما يتعذب و يتوسل للآخر حتي يأخذ زمام المبادرة و لكن هيهات ان يتحرك احد منهم فما ان يصبح الكبرياء الضلع الثالث للعلاقه فالهلاك بإنتظارها ....
تحمحم يوسف و قام بإسنادها على الوساده و سأل بهدوء
- مرتاحه كدا
- ا.. اه ميرسي يا يو...... هو انا اقولك يا يوسف و لا يا ابيه دلوقتي .؟ تحدثت كاميليا برقه ممزوجه بالبراءة
حاول يوسف بصعوبه منع الابتسامه من الوصول الي شفتيه فتلك.المرآة تقوده للجنون هل هذا حقا ما يشغلها الآن ..؟
و هل عليها ان تكون بمثل هذا الجمال والرقه و هيا في اكثر اوقاتها ألما ..؟
جاهد نفسه كثيرا الا يختطفها لابعد مكان يمكن ان يصلا اليه و يعاقبها هناك بطرقه الخاصه إلي ان تهدأ براكين الشوق بداخله و لكن مهلا فلكل وقت أذان ...
أجاب بهدؤ مناقض تماما لذلك الصخب الذي يدور بداخله
- انتي شايفه المفروض تقوليلي يا ايه
- يعني مش عارفه الاول كنت بقولك يا ابيه و بعدين انت .. يعني .. قولتلي اقولك يا يوسف بينا و بين بعض و بعد يعني ما بقي.. ما بقيت ...
لم تستطع ان تنطقها خوفا من ان تذوب بحلاوة طعمها و تنسي مراره ما تخبئه بجوفها فصمتت و اخفضت نظرها إلي أن اقترب منها و امتدت يداه لأسفل ذقنها رافعه رأسها و قال بعد ما اصبح علي بعد انشين من وجهها
- بعد ما بقيت جوزك بقيتي تقوليلي ايه ....
اكمل هو جملتها ليتذوق جمال كونها تنتمي اليه ففاجئته بقنبله سقطت علي قلبه فحولته لأشلاء و قالت بحزن لم يلحظه لفرط الألم الذي عصف بكيانه
- ما احنا خلاص هنطلق ...
صفعه ... تلك المرأة حتمًا تحتاج إلي صفعة قاسيه حتي تعود لرشدها و هو لن يتواني عن فعل هذا و لن ينصاع مجددا لأي توسلات لعينه من قلبه الغبي الذي يمنعه عنها كل مرة و لكن يكفي ...
- تمام عندك حق قالها بهدوء و ابتعد عنها
- خلاص يبقي اقولك يا ابيه يوسف قالتها بحزن
- قولي اي زفت علي دماغك يا كاميليا مش فارق معايا ..
او اقولك متناديش عليا خالص يكون احسن قالها بغضب لم يستطع السيطرة عليه و هم بالمغادرة حتي لا يفعل شئ قد يندم عليه معها خاصتاً و هو الآن في اقصي درجات غضبه و عندما وصل الي باب الغرفه التفت لها قائلا
- انتي هتقعدى هنا كام يوم لحد ما نطمن علي حالتك و نشوف الاغماء الي بتجيلك دي سببها ايه انا هروح اجبلك هدومك و الحاجات الي هتحتاجيها و مش هتأخر
- طب و انت هتعرف منين انا محتاجه ايه قالتها حتي تستوقفه ما ان راته علي وشك الرحيل
- بقالي 15 سنه عارف كل احتياجاتك و بشتريلك كل حاجتك و هاجي دلوقتي و مش هعرف ...؟ ايه الست شهور الي عدوا و انتي بعيده غيروكي اوي كدا قال يوسف بغضب ممزوج بحزن
- انا مقصدش انا بس ... اخفضت رأسها من فرط الحزن و الخجل معا فقد اوشكت دموعها بالهطول
غضب يوسف بشده من نفسه لإحزانها بهذا الشكل و هو يعلم بانها متعبه فقال محاولا تلطيف حدة كلماته
- اممممم .. هبعتلك ممرضه تشوف لو محتاجه حاجه خاصه اتبع كلماته بابتسامه هادئه و غمزه زادت من ارتباكها و أضاف بحزن حاول ان يداريه قدر الإمكان
- انا هجبلك الشنطه إلى انتي كنتي هرب.... اقصد مسافرة بيها اظن انها فيها كل حاجه انتي محتجاها
- فعلا .. فيها كل حاجه انا محتجاها قالتها بحزن شديد
اولاها ظهره و هرول مسرعا هاربا من ضعفه أمامها الذي كان علي وشك ان يجبره ان يضرب بكبرياؤه عرض الحائط و يبثها ذلك الشوق الكبير الذي يكنه لها و لم يعد يستطيع قلبه أن يتحمله و لكن ماذا هو بفاعل فالودااع كان خيارها
و بالرغم ذلك يوجد بداخل عيناها توسل يقتله و خوف كبير....
يري بهما العذاب الذي تخفيه داخلها.. فهو لن يخطأ أبدا في فهم عيناها ..
أي عذاب هذا الذي قذفته بداخله فماذا عساه ان يفعل معها ..؟
فهو قد سألها مرارا و تكرارا و حاول ان يطمئنها و لكن لا جدوى فإصرارها علي الفراق يقتله و لا يترك له مجال .....
أخيرا حسم أمره و اتخذ قراره بأن ينفذ ما إنتوى عليه فإن كانت قد اختارت فلتتحمل عواقب إختيارها.....
إن اجبرتني الحياه علي إفلات يدي منك فقلبي لم و لن يفعلها ابدا فكلما ابتعدت خطوه اعادني اليك عشرة ... اتمني ان يظل قلبك علي العهد الذي أخذناه يوما ما بألا تُفلت قلوبنا بعضها البعض فربنا تُشفٍق علينا الحياه ذات يوم و تتشابك أيدينا مجدداً....
********
كان أدهم يراقب ملاكه الحزين الذي يرقد بداخل احضانه و ذلك المقوي المغروز بيديها يشعر به مغروز بقلبه الذي ينفطر من كثرة الندم علي ما تسبب لها به يلعن نفسه و يلعن تلك المرأة التي جعلت منه ذلك الشيطان الذي طرد لتوه من الجنه جنتها..!
اخذ يتذكر كيف أجبره قلبه علي مراقبتها حتي يطمئن كونها عادت سالمه إلي بيتها و هو يعرف حق المعرفه بانها لن تكون سالمه ابداً بعد ما فعله بها ..
وعندما وجدها لم تركب السياره التي من المفترض أن تقلها الي منزلها و رآها تتوجه ناحيه البحر حتي شعر بالدماء تتجمد في عروقه ماذا تنوي ان تفعل لا لا لن تفعل شئ ..،، فإن كانت خائنه مثل باقي النساء لماذا قد تُقٍدم علي انهاء حياتها
و ما كادت ان تكتمل جملته بداخله حتي وجدها تتقدم نحو البحر بخطوات ثقيله من فرط الخزلان الذي يلتصق بها و ما ان بدأت قدماها تلمس مياهه حتي شعر بقلبه ينتفض بداخله رعبا علي حبه الذي حكم عليه بالقتل في مهده ...
و عندما كادت المياه تغطيها حتي اندفع كثور هائج ينقذ ما تبقي من حطام قلب قد قام بكسرة دون ان يرف له جفن و قلبه يخبره بأن خسارتها هذا ما تستحقه لتعيش انت وشيطانك الجحيم علي الارض و هو علي حق فخسارتها هيا الجحيم بالنسبه له و لكنه لم يدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان ...
انتشلها من بين امواج البحر الثائرة عليه و التي آذرتها السماء فارعدت بشده و اخذت تصب جام غضبها عليه بأمطارها الكثيفه و كأن الطبيعه أيضا تلعنه كما يلعنه قلبه علي غدره بها
حاول أن يجعلها تستفيق و لكن دون جدوي فاخذ يضغط علي بطنها حتي يخرج الماء الذي ابتلعته رئتيها فلم يجد أيه إستجابه منها فصار يهز رأسه يمينا و يسارا رافض فكرة ان تكون غادرته للابد و اخذ يبكي بشده و يتوسلها بكلماته
- غرام فوقي ... فوقي ارجوكي.... متعمليش فيا كدا ... انا الي استاهل الموت مش انتي فوقي يا ملاكي
اخذ صوت شهقاته يعلو كطفل صغير يبكي علي قبر امه و يتوسلها حتي تعود و تنتشله من ذلك الضياع الذي اوقعه به فراقها
سعال قوي خرج منها جعله يضحك كمن فقد عقله هل ضحك له القدر أخيراً و لم يأخذها منه ام ان قلبه المسكين يتخيل
- غرام انتي فوقتي
انتي كويسه يا روح قلبي صح ... فتحي عنيكي و بصيلي
نظرت له غرام بضعف شديد و قالت بوهن
- ابعد عني
- مقدرش ... مقدرش ياريتني كنت اقدر ابعد عنك مكنش زمان حصل الي حصل
أخذت غرام تنتفض بين احضانه و اخذ جسدها بالارتعاش فقام بإحتضانها بشدة كمن يحاول حمايتها و بثها الامان الذي لم و لن تشعر به مطلقاً بين ذراعيه و قام بحملها و التوجه الي المشفي وووووووو