رواية أخباءت حبه الفصل العشرون بقلم محمد ابو النجا
كانت ساره فى لهفه كبيره
لمعرفة حقيقة شخصية ذلك
الغامض الذى يلقى لها بالرسائل
عبر شرفة منزلها..
رحاب فى صوت متحمس :
هل زوجك محمود بالقرب
منك ...؟
ساره ساخره : حتى وإن كان
بالقرب منى فلن ينتبه لشىء...
إنه يهيم شوقًا الآن...
ويستمع إلى ذكرياته وصوت
حبيبته المسجل على هاتفه ..
تتراجع رحاب فى صدمه :
ماذا...!
يستمع إلى صوتها فى حضورك...
يالها من بجاحه...
كيف تقبلين ذلك ..؟
ساره لقد طلب منى إحضار
هاتفه وإختيار المقطع وتشغيله ..
وأخبرني بأنه يشتاق إلى سماع
صوت (منى)
لكن ماذا عساى أن أفعل..!
أنا أقدر مشاعره ..
وأعلم ما معنى الحب ..
ثم أطلقت زفره حاره من
صدرها وقالت :
دعينى من كل هذا وأخبريني
بسرعه من هو ذلك الرجل..؟
وكيف كشفت حقيقته..؟
رحاب بنبرة صوت هادئه :
لقد جاءت إلى المستشفى
فى الصباح سيدة مصابه
بكسر فى ساقها..
تبلغ من العمر تقريبًا سبعون..
لقد كانت فى ضجر شديد ..
وملامحها تدل على أنها قد
مرت بظروف عصيبه ...
بإختصار كانت في حاله
يرثى لها...
كانت بصحبة إبنها ..
شاب فى بداية
الثلاثينيات من عمره..
يدعى كريم...
وسيم للغاية...
وما عرفته بأنه يعمل سائق
لدى شركة أغذيه...
ساره فى لهفه : المهم...
ماذا حدث...؟
رحاب : عندما ذهب إبنها
وتركنا وحدنا داخل
الغرفه تحدثت معها فى
محاوله لإخراجها من الحاله
النفسيه السيئه والكئيبه
التي تعيشها..
وكانت المفاجأة بأن ولدها
كريم هذا وراء كل هذا الشقاء
الذى تعيش فيه..
إنه ابنها الوحيد ..
ليس لها غيره بعد وفاة أبيه..
يحب فتاة ويقسم بأنه لن
يتزوج غيرها ...
يتبعها فى كل مكان ...
فى عملها ومنزلها...
حتى بعد أن تزوجت يدور
كل يوم حول منزلها الجديد..
تطلق ساره تنهيده قائله بلهجه
حاده : وما علاقتى بكل هذا ..!
أنك إلى الآن تحكى لى قصة
لا أدرى ما علاقتى بها...!
رحاب فى دهشه :
هل يحتاج الأمر إلى توضيح
أو ذكاء ..!
يبدو أن محمود قد أصاب
عقلك بخمول حاد..
ساره فى تعجب : لماذا...!!
رحاب بصوت قوى :
لأنك أنت تلك الفتاة أيتها
النبيهه...
تتراجع ساره في صدمه حاده
تهتف : ماذا ...!!
أنا تلك الفتاة...!!
كيف علمت هذا...!
رحاب بهدوء : لقد أخبرتنى
بأنها تزوجت منذ أسبوع..
من رجل احترقت ورشته....
لكنها لم تقول اسمه..
لكن بكل تأكيد هو أنت..
لا مجال للشك..
ساره في قلق واضح :
وربما لست أنا...
رحاب فى إصرار :
قلبى يخبرنى بأنه أنت...
وهذا الشاب هو من صعد
وطرق باب شقتك ...
ويسبب لك الذعر...
وعلينا وقفه...
ساره في تعجب شديد :
علينا وقفه ...!
كيف...؟
كيف يحدث ذلك ...!!
رحاب بأن يتم مقابلته ..
وإرغامه عن التوقف عن
هذا العبث...
وإلا لن تكون العواقب
سليمه ...
ساره في ذهول :
ومن يمكنه فعل ذلك..!
ومقابلته...!!
رحاب بهدوء شديد :
أنت...
أنت فقط...
تتسع أعين ساره في ذهول
من إجابة رحاب ..
لتنفى فى قوة وسرعه :
لا...لا يمكننى فعل ذلك ...
أنا لم أفعل ذلك طوال عمرى...
فما بالك بعد أن أصبحت زوجه..
رحاب : أنه ليس لقاء غرامى...
بل لوقفه عن إبتزازك...
وعن فعل تلك الأفعال
الصيبيانيه...
تنفى ساره من جديد :
نبحث عن أى حل غير
مقابلتى له ...
تتغمغم رحاب : إذن رشحى
شخص لمقابلته...
شخص أهل ثقه...
ساره بدون تفكير : أنت..
تنفى رحاب بسرعه : لا...
أرجوك...
عليك إعفاءى من تلك المهمة..
أنا لست لها..
ساره بكلمات سريعه :
رحاب لا يوجد غيرك حتى
أثق به...
أرجوك..عليكى وقف هذا
الشخص..
أبعديه عنى..
أتوسل إليك بحق صداقتنا..
رحاب بلهجه جامده :
حسنًا..حسنًا...كفى ...
ليس أمام بديل أمام هذا
التوسل...
ساقابله ..
وأمرى إلى الله...
*****
( الطعام سيء وبلا ملح )
نطق محمود جملته وهو
يتناول الطعام بصحبة ساره
التى تساعده وتتحمل أسلوبه
الحاد والجاف والغليظ...
لتقول وهى تطلق زفره ملتهبه
من صدرها : الطعام جيد ..
ليس به أى شىء...
محمود فى غضب :
هل يعنى هذا أن أتناوله
غصبًا...
ساره فى سخط : يمكنني صنع
غيره لو اردت ...
ولكن تذكر أننا نعيش من
إيجار الورشه...
بعد أن تغير نشاطها إلى
محل بيع أسماك...
ولو أنفقنا كل الإيجار ..
لن نجد طعام باقى الشهر...
محمود فى لهجه عنيفه :
حسنًا ..
سأكله...
رغمًا عنى...
تشعر ساره بالحزن
وبقلة الحيله..
لقد فعلت وبذلت كل شىء
فى سبيل إرضاءه وفشلت...
فجأة ..
يقاطع شرودها صوت باب
الشقه...يطرق ...
تعتدل من مقعدها وهى تهتف
: من...؟
من بالباب...؟
ولكن الباب يطرق من جديد..
فتعلو بصوتها..
من ...من يطرق الباب...،؟
تكلم ..
فجأة ..
يجيبها هذا الصوت..
الذى لم تسمعه من قبل ...
يقول : أنا الاستاذ نصار...
تتراجع ساره فى تعجب وهى
تلامس الشباك الجانبى وتفتحه
بهدوء وحذر...
لرؤية هذا الزائر...
وماذا يريد ..؟
ولم تعلم ساره بأن القدر
يخبىء لها من تلك الزياره
ما سيقلب حياتها
رأسًا على عقب...
فهو ليس زائر عادى...
بل يحمل لها مفاجأة..
من العيار الثقيل...
مفاجأة تشبه القنبله..
التى لا يتوقع أحد وجودها..
أو إنفجارها...