رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الخامس والعشرون بقلم رحاب ابراهيم
اتسعت عيناها بصدمة عندما فتح جفونه فجأة وحملق بوجهها متساءلا .......
تجمد الدم بعروقها من الارتباك والخجل حتى التفت انامله حول معصم يدها على شعره بقوة وجذبها إليه متفحصا وجهها عن قرب ، تأمل بعيناها الزرقاوين كي يستشف منهم أي شعور خفي بعمقهم حتى استشعر رجفتها واحمرار وجنتيها بحمرة شديدة بلون الكرز الناضج ..لتطرف بعيناها خجلا واصبحت لمعتهم كضي القمر الساطع في جوف السماء ....اوضحت نبرته مكرا يواريه بالثبات :-
_ بتعملي إيه ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تجيبه وحاولت أن تتظاهر بالثبات :-
_ ما كنتش بعمل حاجة ...
سخرية عيناه ذكرتها بكلماته اللاذعة الأخيرة حتى وقف الألم امام عيناها وابتعدت عنه بقوة ... فهو من اختار الفراق بموعد مؤجل ....والضعف لا يجب أن تسلكه هي ...
لمعت عيناه بغيظ حتى اعتدل وأراد استفزازها فقال وهو يتوجه لخزانة الملابس :-
_ عندي ميعاد مهم ولازم أخرج ...ما تستننيش على الغدا ولا حتى العشا ....
زمت شفتيها بضيق يقدح بمقلتيها وقالت :-
_ رايح فين ؟
التفت لها رافعا حاجبيه بتعجب واجاب :-
_ مالكيش دعوة ...هو لما خرجتي قولتيلي رايحة فين ....ولا ناسية كلامك أني مش مسؤول منك ...أنتي كمان مالكيش تسأليني ....حتى لو دخلت وفي إيدي واحدة ...مايخصكيش
اتسعت عيناها بغضب واقتربت منه قدر خطا قدماها المريضة وهتفت :-
_ انت بتقول ااايه يا آدم ؟! ...انا سألتك لأني عارفة أنك في اجازة ومش عادتك أنك تخرج مع صحابك الا نادرا جدا وكل وقتك بعد الجامعة بتقضيه وسط الكتب ...ماكنتش اتوقع منك الاجابة دي .... وماتنساش أني مراتك على الاقل قدام الناس ولازم تحفظ كرامتي ....
اقترب هو أيضا حتى اصبح امامها مباشرةً وتساءل بعصبية طلت من عيناه :-
_ قدام الناس ! ، اهم حاجة عندك منظرك قدام الناس ، مابيهمكيش غير نفسك وانانية ...تعرفي أني بعتبرك ابتلاء في حياتي ... انتي ماينفعش تبقي معايا
جحظت عيناها بصدمة واعاصير الحزن تسقط على قلبها كالطعنات ....بل أشد الما من ذلك ...وقفت الكلمات بحلقها بصعوبة ...حتى نفضتها قسوة عيناه فقالت بصدمة :-
_ انا ابتلاء يا آدم ؟!
وتابعت حديثها مثلما تتابع الدمع على خديها سربا منظما وقالت :-
_ الابتلاء ده غيرك يتمناه ، بس عموما انا ما خسرتش كتير ، شوية وقت بسيط وهتشوف الابتلاء ده وغيرك طاير بيه ..وساعتها هتعرف أنا ابتلاء ولا نعمة ...مش انا اللي هقولك هخليك تشوف بعنيك
فارت الشراسة على ملامحه حتى حفر انامله بلحم كتفيها بعنف وهزها بقوة هاتفا:-
_ غيري مين ؟ ...تقصدي العيل اللي اسمه أنس. ..هو ده غيري بقى ....هو ده اللي فرحنالي بيه .... مافكرتيش للحظة أنه ممكن جدا يكون مش عايزك أنتي وعايز فلوس عيلتك وبس ....مين غيره هيبصلك ...ااانطقي
وقفت مستسلمة لغضبه بعيون باكية ولولا يداه لكانت سقطت من وهن قدميها ...يداه تقبض على كتفيها بقسوة ، واحيانا من فرط الألم والضعف تصمت الكلمات بنا ....
هزها مرة أخرى مرددا كلماته حتى تابع بقسوة :-
_ لو ماكنتش اتجوزتك محدش كان هيتجوزك غيري
قالت بدموع صامته قد اخفت نيران حارقة داخل قلبها الباكي :-
_ أخرج يا آدم ...أخرج من حياتي مش عايزاك ... انت علمتني اكرهك
تبلدت عيناه كالجليد من جملتها حتى ارتخت يداه تدريجيا ولم يخفي الذهول من مقلتيه ...بدلا أن يعلمها كيف تحبه اصبحت تكرهه وهو من فعل ذلك .. يا للسخرية ...
ابتعد عنها ببطء شديد واستدار متوجها للمرحاض مرة أخرى ولكنه يعلم أن ذلك هروبا ليس أكثر ....
اغلق الباب خلفه دون ان ينظر لها وحرك مقبض الماء اعلى رأسه حتى تساقطت حبات الماء البارد عليه وكأنه يعاقب نفسه في هذا الطقس البارد ....بقلم رحاب إبراهيم
كتمت دموعها بيدها ثم ذهبت لغرفة والديها وكأنها تلتمس الحنان من اشيائهم ....
_______________________صلّ على النبي الحبيب
((في شقة فهد ))
امتلأ المكان بصيحاتها وهي تركض أمامه هاربة حتى استطاعت أن تدلف إلى غرفتها ولكنه أسرع ودلف خلفها قبل ان تغلق الغرفة الخاصة به .... ابتسم بسخرية وقال لاهثا :-
_ وريني بقى هتهربي مني أزاي يا حلوة
نظرت فاطمة حولها بغيظ وبدأت تلقي عليه الوسائد الواحدة تلو الاخرى وكان يتلقفها بسهولة ثم يلقيها خلفه بنظرة ماكرة واسرع حتى اقترب منها ولكن اتسعت عيناه بصدمة حينما وجدت سلاحه الخاص وصوبته خلف رأسها وقالت بتهديد :-
_ لو ما بعدتش هموت نفسي
انتقلت عيناه بقلق بين يداه الحاملة للمسدس وبين وجهها حتى قال بتحذير :-
_ ده مش لعبة يا فاطمة ...انتي ممكن تضيعي نفسك ...ده عمران ! ...هاتي المسدس
هزت رأسها برفض وقالت بحدة :-
_ لأ ....اطلع من هنا الاول ....
فكر بنظرة غاضبة حتى تراجع للخلف وفتح باب الغرفة مرة أخرى وخرج مبتعدا .. اشار لها من بعيد وقال :-
_ هاتي بقى المسدس ...
مطت شفتيها بسخرية ثم قذفته خارج الغرفة بغيظ وهمت ان تغلق الباب ولكنه لحقها مرة اخرى واغلق الباب تاركا سلاحه بجيبه بعد أن التقفه منها :-
_ لو اتكلمتي بقى هفرغ المسدس ده في دماغك بجد
نظرت له فاطمة بتمعن وابتسمت ابتسامة واسعة وتحركت حتى اقتربت منه ووقفت امامه بنظرة عميقة ...وقالت :-
_ اذا كان انت كنت خايف عليا من نفسي ....يبقى أزاي بتهددني !!
اجفل فهد من اجابتها حتى انزل يداه المواجهة لها بنظرة مرتبكة ووقف متسمرا حتى قالت متابعة :-
_ ما تخافش عليا يا فهد ....انا مش ضعيفة
قطبت حاجبيها بحزن وقالت :-
_ اطمن ...لما نطلق هعرف احمي نفسي كويس
جعد فهد حاجبيه بضيق شديد غزا ملامحه وتركها تذهب من امامه دون اعتراض منه ...
ركضت فاطمة لغرفتها واغلقت الباب بإحكام ثم اجهشت في البكاء وكم وخزتها تلك الكلمات وهي اصبحت تعشقه ...
لو ظل اكثر من ذلك لركض اليها معترفا بعشقه ولكن لابد ان تبتعد عنه ...فقسوته لا تصلح للعشق ....اغتسل سريعا وارتدى ملابسه سريعا ثم ذهب لعمله .....
____________________استغفر الله العظيم
اغلقت ياسمين الهاتف واتسعت ابتسامتها بفرحة حتى دلفت هايدي للغرفة وتفحصت وجه ابنتها بتساءل ثم قالت :-
_ فكرتي ؟
انكمش وجه ياسمين بتعجب واجابت :-
_ انتي عارفة ياماما اني مقررة خلاص ...احنا مش اتكلمنا امبارح في الموضوع ده بما فيه الكفاية !
تنهدت هايدي بحدة وقالت :-
_ بس اتفقنا انك تفكري وتصلي استخارة وبعدها تخدي القرار النهائي ...الموضوع مش بسيط يا ياسمين ...دلوقتي الموضوع اختلف ...ده بقى اعمى وقاعد على كرسي متحرك ....دي حياة بحالها يابنتي فكري كويس ....
نهضت ياسمين من الفراش وقالت بقوة :-
_ عملت زي ما اتفقنا والنهاردة لقيت عمي باسم بيتصل بيا عشان احدد ميعاد معاكي ....انا اخترت مالك بكل عيوبه ومش هتخلى عنه ....انا عايزة اعيش معاه واقف جانبه ..متأكدة ان ربنا مش هيسيبه وهيشفيه ....انا بحبه يا ماما ....عشان خاطري وافقي
اطرفت هايدي عيناها بحيرة ممزوج ببعض الضيق وقالت مرغمة :-
_ خلاص ...خليهم يجوا يوم الجمعة ...بس انا قلقانة ومش مبسوطة ....
قفزت ياسمين بفرحة وضمتها بقوة حتى قالت :-
_ ده عشان انتي قلقانة بس ، لكن لما تشوفيني مبسوطة أكيد هتفرحي عشاني
ربتت هايدي على ابنتها ولم تفارق نظرات عيناها الضيق والقلق ....
___________________________سبحان الله العظيم
أمام مبنى سكني منقوش على واجهته بالطابق الثاني اسم الطبيب النفسي ( سليم عمران ) .....
ترجل آدم من سيارته متوجها للداخل حتى دلف للعيادة تحت نظرات سكرتيرة الطبيب المافحصة بخجل ذلك الوجه الرجولي الساحر ....قالت مبتسمة بحياء :-
_ اهلا استاذ آدم
اجابها آدم سريعا دون اكتراث وتساءل :-
_ محمود هنا ؟
اجابت السكرتيرة بالايجاب :-
_ اه ، هو معاه حالة جوا وخلاص هتطلع بعد دقايق ...
جلس آدم على احد المقاعد منتظرا حتى خرج رجل في نهاية العقد الثالث من عمره متوجها للخارج ....لينهض آدم متوجها إلى مكتب صديقه حتى رأه يجلس بإرياحية على مكتبه وكاد أن يخلع نظارته حتى قال مرحبا :-
_ وحشني ....ده انا قلت انك خلاص مش هتعرفني تاني ...
تحدث آدم بسخرية وقال :-
_ لا متخافش ، هجيلك اكتر من الاول ...
عقد محمود حاجبيه وقال :-
_ شكلك عكيت ونيلت الدنيا ....ها احكيلي بقا حصل ايه ؟
تنهد آدم بحزن وقال :-
_ مش هقدر اكمل معاها يا محمود ...انا ماكنتش عايز الجواز يحصل دلوقتي ...مابعرفش اتحكم في غضبي يامحمود وبقول كلام ما بحسش بيه ....
تطلع اليه محمود صديقه بتمعن ثم قال :-
_ ليه ما تقولش أن ربنا بيحبك ....ليه ما لاحظتش ان الظروف اللي حصلت دي خدمتك جدا ....انت قولتلي أنها هتدخل الجامعة صح ؟
اجابه آدم بموافقة حتى تابع محمود :-
_ طب افرض انك ما اتجوزتهاش ...وهي دخلت الجامعة وانت عارف يعني ايه جامعة ... ممكن جدا كانت تقابل حد ويضحك على عقلها بكلمتين حلوين ويخطفها منك ....ساعتها كنت هتعمل ايه ؟
امتقع وجه آدم بنظرات شرسةة وهتف :-
_ ماكنتش هسمح لحد حتى يبصلها مش يكلمها ! .....مش عارف بس ممكن اتهور واعمل أي حاجة...
وافقه محمود بتأكيد وتابع :-
_ بالضبط ...ده اللي عايز افهمهولك ....ان اللي حصل ده خير ليك ...ربنا رتبلك حياتك عشان بيحبك ....لو الظروف ما خلتكش تتجوزها كان هيبقى من الصعب تطلب كدا من نفسك .....لانك مش لاقي نفسك لسه يا آدم
نظر آدم له بنظرات معذبة وقال :-
_ ومش حاسس اني هلاقيها ....محدش مقدر اللي انا فيه ...انا ساعات بكره نفسي كل ما اتخيل اني .....
نهض محمود وجلس امام آدم وقال بلطف :-
_ انا دلوقتي مش بتكلم معاك على اني طبيبك الخاص ، انا بتكلم معاك على اني صاحب عمرك يا آدم ....انا عارف ان اللي انت فيه مش سهل ....بس هي مالهاش ذنب ...اللي عايز اقولهولك أن مريم هي تعويض عن عذابك ....وانت من جواك عارف كدا بس تايه لسه ....
تنهد آدم بضيق وضيق عيناه بحزن شديد وقال :-
_ انا جرحتها اووي ....بس غصب عني ...بتمنى تحبني وفي نفس الوقت مش عايزها تحبني ..... مش عايزها تحب واحد معقد ...مش عارف ينقذ نفسه من اللي هو فيه ...مش عارف ينسى ماضي خلى حياته لها جحيم .... انا كنت نتيجة غلطة ...غلطة كبيرة ابويا وامي مافكروش لحظة في نتيجتها ..... والنتيجة انا ....انسان مش سوي نفسيا ... دايما حاسس انه ما يستاهلش اي حاجة لأن دمه حرام ...
اوقفه محمود بحدة ثم تحكم في عصبيته بمهارة وقال :-
_ انت بتجلد نفسك بذنب انت ما عملتهوش ... انت بتعمل كدا لانك طيب وقلبك نضيف أووي يا آدم ....انت تستاهل كل خير عشان كدا ربنا بيفتحلك الطرق من غير ما تحس ....فكر فيها كدا .... فكر لو مريم ماكنتش اتولدتش من الاساس ... ولا كان ليها وجود ...، اظن كان حياتك هتبقى اصعب صح ؟ ....فكر أزاي ربنا خلاها من نصيبك بطريقة انت نفسك ما رتبتهاش ...... فكر انه بيعوضك لأنك اتظلمت ....فكر في رحمة ربنا .....
اغمض آدم عيناه وقال هامسا :-
_ ونعم بالله..
وكزه محمود بمرح على قدميه وقال :-
_ انا هقولك تعمل ايه ....اولا بما انك نيلت الدنيا فلازم تصالحها بطريقة تنسيها الزعل اصلا ....قولها كلمتين حلوين كدا تشغل تفكيرها دايما ....المهم يعني ان بعد كل زعلة صالحها بطريقة زي الافلام كدا عشان لما تزعل منك بعد كدا تكون مستنياك تصالحها 😂💙
فكر آدم بهذا الامر واجاب معترضا :-
_ كرامتي 😓
زم محمود شفتيه بغيظ وقال :-
_ خليها تنفعك 😕
_____________________لا ولا قوة إلا بالله
في المساء .....
قد قاربت الشمس في المغيب وتوارت وراء الغيوم بضحكة خفية .....دلف آدم للڤيلا ولمحها وهي تجلس على الارجوحة بشرود وتكرر نفس المشهد الخاص بالامس ....كاد ان يتوجه اليها ولكن تراجع بكبرياء حتى صعد الى غرفته .......
اتت كريمة الخادمة لمريم وقالت بقلق :-
_ يابنتي الجو برد عليكي وحرارتك عالية من بعد الضهر وممكن تتعبي اكتر من القاعدة دي ...وكمان جوزك جه ماينفعش تسيبيه لوحده كدا ده انتوا لسه عرايس !
توجهت مريم بعيون منتفخة من البكاء وهتفت بحدة :-
_ هو انتي كمان هتعلميني اعمل ايه وما اعملش ايه ؟!
نكست كريمة راسها بحزن ممزوج ببعض الحرج وقالت متمتة :-
_ انا غلطانة يابنتي اعذريني .... مش هتكلم تاني
ذهبت كريمة وكتمت دموعها وتركت مريم غارقة بحزنها أكثر لانفعالها على مربيتها الحبيبة ..ومالت راسها جانبا ...
وقف آدم يتأملها من النافذة خلسة وعاد لفراشه قائلا :-
_ البرد هيجبرها تطلع زي امبارح ...ولا هيهمني 😎
________________________ صلّ على النبي الحبيب
دلف فهد لشقته بوجه مرهق وهو يتضور جوعا حتى تشمم رائحة تأتي من المطبخ فذهب متتبعا الرائحة حتى وجد فاطمى تختبر نضج حلوى صنعتها بيدها فقال ماخوذا بتلذذ لتلك الرائحة :-
_ الله تورته 😀
اجابته فاطمة دون ان تلتفت له :-
_ كنت فاضية قلت اتسلى ....وسع كدا عشان عايزة اروح اوضتي ...
نظرا شزرا لما بيدها وقال بتهديد :-
_ سيبي اللي في ايدك يابت 😡
اعترضت فاطمة ووضعت طبق الحلوى على الطاولة الخشبية ثم اشارت له بيدها كي تحذره ولكنه حملها بين ذراعيه الى غرفتها والقاها على الفراش وقال :-
_ خليكي هنا على ما اجي
خرج من الغرفة واغلق الباب خلفه ....اشتعلت غيظا منه وتذكرت النسخة الاخرى من مفتاح الغرفة ....
جلس فهد ياكل بتلذذ وقال بمرح :-
_ هاكلها كلها ومش هسيبلها حاجة هاهاها😄
انتبه فجأة لصوت ضحكتها العالية بالقرب وتفاجئ بها تقف وبيدها مفتاح الغرفة وصوت ضحكتها تملا الاركان حتى قال :-
_ بطلي ضحك 😡
كلماته اثارت ضحكاتها أكثر وجلست بجانبه ثم اخذت قطعة من الحلوى ووضعتها بفمه ....قالت بابتسامة :-
_ لو أعرف انك بتحبها كنت عملتهالك كل يوم
اكل فهد ما بفمه بنظرة منتصرة حتى ضحكت فاطمة مرة أخرى رغما عنها وتطلع اليها فهد هائما بضحكتها الذي لأول مرة يراها هكذا ومالبثت أن اعقبت الضحكات بدموع هبت من عيناها فجأة وبترت مرحها بحزن شديد غمرها ....
نظر اليها بضيق ولا يعلم أن حزنها الآن خوفا من فقدانه ...
ظل شاردا حتى تفاجئ انها تمددت ووضعت رأسها على قدميه كالطفلة واغمضت عيناها ......هذه طفلته ..احتوت شراسته وقوته ...بدفء حنون جعله يعشقها أكثر ...بجنون
مرر يده على شعرها الطويل الذي يعشقه والتزما الاثنان الصمت الذي انعم القلب بدفء صامت لا يعكره ضجيج الكلمات ......
_______________________اللهم حبك
ظفر الخوف بقلبه وهاجرت جفونه النوم لهذه الليلة حتى نهض مرة أخرى ووقف أمام النافذة يراقبها من بعيد ويطمئن ...لاحظ ميل رأسها جانبا بشكل مربك حتى ركض إليها دون تفكير ......
اشتدت حرارتها بفعل برودة الهواء ولاول مرة لم تبالي فنيران قلبها حارقة بلهيب يطارد البرودة فيها حتى غفت وهي بين اغمائة وغفوة تائهة ....ورأت وجهه بشكل مشوش وضبابي وكأنها تراه في احلامها ....
حاوط وجهها بيديه وهتف بها بخوف شديد اجتاح قلبه بجنون وقال :-
_ مررريم ...فوقي
لم تفيق رغم أنها أرادت ذلك ولكن الوهن قد نال من جسدها حتى حملها آدم بين يديه وأسرع إلى غرفتهم ....
*********
وضعها على الفراش ثم تحسس جبينها ليزداد الخوف بداخله أكثر ونظر لها بنظرات نادمة وقال بهمس :-
_ مريم ...حبيبتي فوووقي عشان خاطري