![]() |
رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نورهان ال عشري
الفصل السابع و العشرون
من أصعب الأشياء في هذه الحياه هو أن يتساقط العمر من بين ثقوب القلب التي ولدتها أختياراتنا الخاطئه ...
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
قاد أدهم سيارته بسرعة جنونيه توحي لمن يمر به بأن قائدها عازم علي الإنتحار بكل ما يمتلك من عزم و لما لا و هو منذ ساعات قليله قد سمع أسوء خبر قد يتلقاه عاشق في حياته و هو إنتماء محبوبته لرجل آخر …
و كم اعتصره الألم عندما مرت تلك اللحظات البسيطه علي عقله مرة آخري عندما سمع شقيقته تتحدث عن تلك الخطوبه اللعينه التي تضم معشوقته مع ذلك الطبيب اللعين الذي لم يتعلم من الدرس القاسي الذي لقنه إياه ليقسم أدهم في داخله أن يجعله يتمني الموت كونه لم يستمع لتحذيراته ..
فما أن سمع أدهم ذلك الخبر المشؤم حتي سقط فنجان القهوة الذي كان يمسك به من يده ليرتضم بالأرضيه الرخاميه متحولا إلى أشلاء كمان تحول قلبه بعدما استمع لذلك الخبر الأكثر من مؤلم له و خاصة في هذا الوقت الي كان فيه قد ظن بأنه قد شفي جزئيا من وساوس و ندبات الماضي بعد أن ظل طوال الليالي المنصرمه يتجادل مع كلا من قلبه و عقله لينجح قلبه أخيرا بإقناع عقله في تخطي ما حدث بالماضي و إعطاء قلبه فرصه ليحيا بسعادة مع معذبة فؤاده و قد ساعده علي ذلك شوقه الكبير لها فهو قد اشتاقها حد الجحيم حتي أنه في إحدى الليالي منع نفسه و بصعوبه من الذهاب إليها و الإرتماء عند قدميها طالبا الصفح و الغفران و آثر تأجيل هذا اللقاء حتي يفاجئها بخطبه مازن لطلب يدها هيا الآخرين للزواج …
حتي لو تطلب الأمر لإختطافها و الزواج بها بالقوة رغم أنف الجميع و علي رأسهم هيا ليتفاجئ بنزول تلك الصاعقه فوق رأسه لتتحطم جميع أحلامه التي بناها معها في خياله مقصر من الرمال ليجد نفسه لا يعي شيئا سوي قيادته لسيارته في طريقه إليها …
حتي أنه و لأول مرة يتجاهل نداءات أخيه و والدته الذان تحيرا كثيرا فيما أصابه ليقرر الذهاب إليها فأما أن تكون له أو لن تكون لأحد آخر …
وصل أدهم إلي البنايه حديثه الطراز التي قد ترك بها روحه في أحد الليالي و فر هاربا بجرم لو انطبقت السماء علي الأرض فلن يعطيه أحد الحق فيما فعله ليترجل من سيارته واقفا أمام شرفتها مخرجا هاتفه ليقوم بالإتصال بها و هو يرتجف كليا من البرد و الألم في آن واحد …
ليظل الهاتف يرن كثيرا دون جدوى فجن جنونه و قام بإرسال رساله صوتيه بصوته الأجش المرتجف الغاضب لمحبوبته فحواها
" انا تحت البيت .. لو مردتيش عليا حالا هتلاقيني برن الجرس و مش هيهمني حد "
لترتعب تلك التي كانت حالتها لا تقل عنه شيئا في البؤس و العذاب حتي أنها منذ أن غادر خطيبها المزعوم و هيا تغلق باب غرفتها رافضه الحديث مع اي احد لتتفاجئ بهاتفها يهتز لتنظر بلا مبالاه و من ثم تنتفض كمن مسه صاعق كهربائي عندما وجدت إسمه يملئ شاشة هاتفها حتي أن قلبها من فرط الصدمه ظنت أنه سيتوقف عن الخفقان ليستمر في الإهتزاز و هيا غير قادرة علي الحركه فقط ترتجف كورقه شجر أصابتها رياح خريفيه في غير موعدها لتأتيها رسالته التي ارتعدت لها جميع أطرافها فتلك النبرة المخيفه التي يتحدث بها لا تبشر أبدا بالخير أبدا فهرولت إلي نافذتها تتحقق من وجوده ليزداد رعبها أضعافا هيا تراه واقفا في الأسفل بحالته المبعثرة هذه ليعيد اهتزاز الهاتف فحاولت أن تأخذ نفسا طويلا و من ثم ضغطت علي زر الإجابة قائلا بصوت حاولت أن يبدو قويا
" عايز إيه "
" انزلي عايز اتكلم معاكي... "
تفاجئت غرام من بجاحته لتقول بزهول
" انت أكيد اتجننت صح ..؟! "
ليعلو صوته بغضب قائلا
" لو منزلتيش دلوقتي تقابليني هتشوفي الجنان الي علي أصله .."
ارتعبت غرام كثيرا فهو يبدو فاقد السيطرة علي نفسه لتقول بمسايسه
" أرجوك يا أدهم امشي دلوقتي انت عارف الساعه كام ..؟! "
ليقول بنفاذ صبر
" تكون زي ما تكون … بلاش تجننيني يا غرام و انزلي احسن ما اطلعلك أنا .."
زفرت غرام بغضب لإضطرارها الإنصياع لأوامرة فقالت بضيق
" طب اقفل و أنا نزلالك .. "
دخلت غرام لغرفه شقيقتها التي كانت تهرول قادمه إليها لتخبرها بأن مازن حادثها و أخبرها بأن أدهم في طريقه الي الأسكندرية بعد ما سمع بخبر خطبتها و بأنه في طريقه أيضا للحاق به خوفا من أي فعل طائش قد يرتكبه
" مانا جايه هنا عشان اقولك أن البيه تحت و بيهددني لو منزلتش قابلته دلوقتي هيطلعلي هو "
تحدثت غرام بغيظ لتضرب كارما علي صدرها شاهقه و قالت بخوف
" طب و هتعملي ايه مع المجنون دا ...؟ "
" مفيش حل غير إني أنزل أقابله .."
جحظت عين كارما و قالت مستنكرة
" انتي اتجننتي يا غرام هتنزلي تقابليه دلوقتي انتي عارفه الساعه كام .؟! "
لتجيبها غرام بنفاذ صبر
" و انتي شايفه قدامي حل تاني .؟! المهم قوليلي ماما و على فين ؟! "
اجابتها كارما يائسه
" على بايت في الشغل النهاردة و ماما أخدت دواها و نامت "
" طب حلو اوي .. انا هنزله خمس دقائق و هيطلع علي طول و انتي تفتحيلي الباب .."
تحدثت كارما بخوف
" ما بلاش يا غرام و استني شويه مازن زمانه علي وصول .."
" مش هينفع يا كارما دا مجنون و ممكن نلاقيه بيرن الجرس .. انا هنزل هشوفه عايز إيه و هيطلع علي طول .."
" طب والنبي متتأخريش و خدي موبايلك معاكي عشان ارنلك لو ماما صحيت أو حصل حاجه "
" طيب "
بعد دقائق مرت عليه كالدهر لمح طيفها قادم من مدخل البنايه لتضرب قلبه عاصفه إشتياق عاتبه حتي ظن بأنه علي وشك الخروج من مكانه فقد كان مرتعب من فكرة عدم قدومها لملاقاته حتي أنه لم يستطع إلا أن يهددها حتي يضمن أنها حتما ستنزل إليه ليغزو أنفه رائحتها الرائعه ما أن جلست بجانبه في السيارة ليظل لثوانٍ يتشرب ملامحها التي افتقدها كثيرا لتقطع هيا صمته قائله في غضب
" ممكن اعرف إيه الي انت بتعمله دا ..؟! "
أيقظ حديثها نيران الغضب مرة ثانيه بداخله ليقول بحده
" الي انت بعمله و لا الي انتي بتعمليه ..؟! "
لتُصدم من وقاحته و تقول بغيظ
" انا حرة اعمل الي اعمله انت مالك ..؟! "
امتدت قبضته تمسك برسغها بطريقه آلمتها و هو يقول من بين أسنانه
" اتعدلي في الكلام و ردي عليا انتي صحيح اتخطبتي للزفت دا ..؟! "
قالها أدهم بلهجة توسل يغلفها الغضب و كل خليه فيه تدعو الله أن تقوم بنفي هذا الخبر حتي يستطيع أن يلتقط أنفاسه التي هربت منه منذ أن علم بتلك الخطبه اللعينه لتجيبه قائله
" و دا يخصك في إيه "
قالتها غرام بغضب من ألم قلبها الناتج عن إشتياقها له و جرحها الغائر منه ليجيبها بنفاذ صبر
" ردي عليا …"
" أه اتخطبت .. عايز مني ايه ..؟ و جاي هنا في الوقت دا ليه ..؟ "
و كأن خنجر مسموم قد انغرز في قلبه محدثا آلام تفوق طاقه البشر لتسقط بعض العبرات من مقلتيه قائلا بوجع قد أحرق قلبها حزنا عليه
" و قدرتي ...؟! "
لتجيبه بكل ما تحمل بداخلها من قهر و وجع
" و مقدرش ليه ..؟! ايه يمنعني من إني ارتبط زي كل الناس .. و لا انت كنت مفكر اني هقعد اعيط عشان حبيت واحد طلع ميستاهلش ..غدر بيا و كسر قلبي و شك فيا و عاملني علي إني واحده رخيصه .. و كل دا ليه عشان وثقت فيه و اعتبرته راجل و آمنته علي قلبي "
" مش يمكن الراجل دا اتعذب قد مانتي اتعذبتي مليوووون مرة "
قالها أدهم بوجع فقد أصابته كلماتها في صميم قلبه لتجيبه غاضبه بلهجه مستنكرة
" اتعذب…!! ليه هو عنده قلب زينا عشان يتعذب..؟! "
ليباغتها بكلماته المعذبه التي آلمت روحها كثيرا
" مكنش عنده قلب قبل ما يعرفك .. قلبه كان مات من زمان و بسببك رجع ينبض من تاني يا غرامي .."
لتقاطعه بحده قائله بصراخ
" ماتقوليش الكلمه دي تاني انا مش غرامك مش بتاعتك مش اخصك عشان تقولي كدا فاااهم…"
ليقاطعها صارخا
" لا بتاعتي … بتاعتي من أول يوم شفتك فيه انتي الي لازم تفهمي دا كويس و اعرفي إن و رحمه أبويا ما هسمح لحد أبدا ياخدك مني فاهمه .."
كانت كلماته.كفيله بجعل قلبها يطير إلي أعالي السحاب من فرط السعادة و لكن لو كان ذلك قبل أن يقوم بكسر جناحيها لتشعر بأنها طير صغير كُسِر جناحيه قبل أن يستمتع بالتحليق بهما فأي شئ في هذه الحياه قادر علي إذاقته طعم السعادة ثانية لتقول بحزن و قد اضناها كل ذلك الألم الذي اختبرته منذ تلك الليله المشئومه و حتي خطوبتها المزعومة من ذلك الطبيب .. و قد شددت علي كل حرف تتفوه به
" إتأخرت كتير يا أدهم بيه أنا خلاص بقيت لواحد تاني غيرك و شايله إسمه و الي كان بينا ماضي و انتهي و ياريت تبعد عني و تنساني زي مانا نسيتك .."
ما أن أنهت حديثها الذي اشعل النيران بقلبه حتي ترجلت من السيارة مهروله لا تري أمامها من كثرة دموعها حتي اوقفتها ذراع مازن التي التقطتها ما أن تعثرت لترفع رأسها ناظرة إليه بحزن قائله ببكاء أشبه بالإنهيار
" قوله يبعد عني يا مازن .. انا مبقتش عيزاه .. كفايه الي شفته منه بقي خليه يسبني في حالي و يبعد عني .. كفايه اوي كدا كفااايه .."
صُدِم مازن من مظهرها المزري و هذا الحديث إلي تفوهت به يشرح كم تأذت بسبب صديقه التي ما أن لحق بها حتي سمره حديثها في مكانه فلم يجرؤ علي التقدم خطوة واحده فحديثها و إنهيارها افصحا عن مدى المعاناه و الألم الذان تجرعتهم تلك المسكينه بسببه فلم يستطع سماع أي شئ بعدها فقط كانت عيناه تتابع إنسحابها إلي الأعلى بنظرات منكسرة أشعرته بأنه قد خسرها للأبد ...
★★★★★★★
بعد ذلك الخروج العاصف لأدهم و يليه إستئذان مازن السريع ليلحق به بعد ما دار بينه و بين يوسف حديث سري لم يستغرق سوي بضع دقائق حتي شعر جميعهم بوجود خطب ما ليقول رحيم بغضب
" هو في إيه الولد المجنون دا خرج ليه كدا ..؟ "
" هو الجنان دا جديد علي أدهم يا جدو دا العادي بتاعه .."
تحدثت نيفين بلامبالاه لتسخر منها روفان قائله
" والله يكون مجنون أحسن ما يكون حشري و بيدخل في الي مالوش فيه .."
لترد عليها نيفين بغضب من إحراجها أمامهم
" قصدك ايه يا روفان انا حشريه و بدخل في الي ماليش فيه ..؟! "
تدخلت صفيه لقمع شجارهم قبل أن يبدأ قائله
" روفان اكيد متقصدكيش يا نيفين … "
ثم اتجهت بأنظارها إلي رحيم لتقول بمسايسه
" يمكن افتكر حاجه مهمه يا بابا فخرج بالطريقه دي معلش اعذره .."
لم يفلح حديثها في إخماد غضب رحيم الذي قال يإستنكار
" حاجه ايه دي الي مهمه لدرجه انه حتي مرماش علينا السلام و لا احترمك لما ناديتي عليه .. الولد دا مبقالوش كبير خلاص .."
" والله يا بابا عندك حق أدهم لا بيحترم حد و لا بيخاف من حد و واخد الدنيا بصدره عالآخر .."
تحدثت سميرة بخبث محاوله إضفاء المزيد من البنزين فوق نار رحيم ليقاطعها يوسف الذي ضاق ذرعا بحديثهم الذي لا جدوي منه و خاصة عندما استفزته تلك الحيه فقال بصرامه
- " أدهم يعمل الي هو عايزة يا جدي هو مش ولد صغير عشان نحاسبه .. و بالنسبه للإحترام فعموما فالإنسان هو الي بيجبر الناس تحترمه أو لا .. و الي حصل من شويه دا موقف عابر ميستحقش نقف عنده .. و ولاد الحسيني مش موضع إنتقاد من حد فياريت الي عنده كلمه يحتفظ بيها لنفسه …"
غضبت سميرة من لهجة يوسف و تلميحاته لتقول بغضب مغلف بالسخرية
" طبعا يا يوسف ولاد الحسيني محدش يقدر ينتقدهم و يعملوا الي هما عايزينه و محدش يقدر يتكلم … و بعدين يا عمي انت زعلان ليه ما عمه مراد من كام يوم حصل معاه نفس الموقف بردو و خرج يجري و لحد دلوقتي منعرفش عنه حاجه و يا عالم هيفضل غايب لحد امتا ..؟ و بردو محدش يقدر يتكلم .."
" مراد الحسيني مش هيغيب عن بيته تاني يا سميرة اطمني … "
التفت جميعهم لذلك الصوت القادم من الخلف و الذي لم يكن سوي لمراد و لكن ليس هذا ما لفت إنتباههم إنما ذلك الجسد الصغير الذي كان يمسك بيده و ينظر إليهم بعينان يرتسم بهم الخوف الممزوج بالخجل ليقاطع صمتهم و إستغرابهم مراد مرة ثانيه قائلا بفخر و تشفي
" أحب اقدم لكم زين مراد الحسيني ابني ….! "
★★★★★★
في مكان آخر نجد هناك روح مزبوحه بسكينه هيا من قامت بسنها و إحمائها لتكون أول و آخر ضحاياها ...هذا كان حال أدهم الذي لم يكن يعي أو يسمع شئ سوى رنين بكائها في أذنيه و كلماتها التي كانت كطلقات ناريه استقرت بصدره و هيا تتمني لو أنه يخرج من حياتها للأبد ..
لا يمكنه لومها فالذنب ذنبه و كل هذا الألم الذي جناه هو ثمار جرحه لها و لكن ماذا يفعل بتلك النيران التي تلتهم كل ذرة فيه و ذلك الألم الفتاك الذي يعصف بقلبه حتي عقله قد توقف عن التفكير كل ما يذكره هو نظرات الإحتقار في عينيها و رغبتها في الإبتعاد عنه لتفر دمعه هاربه من طرف عيناه تحكي مدي القهر الذي يعتمل بداخله ..
حتي أن مازن قد شعر بالشفقه عليه ليقرر كسر ذلك الصمت و. مساعدة صديقه في تلك المحنة التي يمر بها
" هتفضل ساكت كدا كتير يا أدهم و مش هتقولي حصل ايه بردو .."
ليجيبه أدهم بقهر
" مبقتش عيزاني في حياتها يا مازن … خلاص غرام ضاعت مني و مبقتش بتحبني ..! "
" كل دا انا عارفه يا إدهم بس الي معرفهوش ليه هيا تعمل كدا ..؟ "
لم يجد مازن إجابه منه ليطول الصمت مرة ثانيه حتي قرر أعاد صياغه سؤاله و لكن بطريقه اقوي فقال بنفاذ صبر
" رد عليا يا ادهم عملت فيها ايه خلتها تكرهك بالشكل دا ..؟ "
خرجت الإجابة من عيناه قبل أن تخرج من فمه علي هيئه موجه من الدموع تلتها كلماته المعذبه
" كسرتها أوي يا مازن .. كسرتها و أنا معرفش إني بكسر قلبي بإيدي … عمرها ما هتقدر تسامحني ..! "
أخذ الفضول يضرب عقل مازن و لكنه آثر الصمت بسبب حالة صديقه التي لا تسمح بالكلام فحاول عدم الخوض في الموضوع و قال مهدئا
" طب اهدي يا أدهم و اشرب الليمون دا هيهديك .."
" مفيش حاجه في الدنيا هتقدر تهديني يا مازن أنا ضيعت نفسي بإيدي و استاهل كل الي يجرالي …"
" كل مشكله و ليها حلال يا أدهم .. اشرب بس عشان تهدي .."
طاوعه أدهم و قام بإرتشاف العصير عله يطفئ النيران المشتعله بجوفه ليمر وقت ليس بكثير حتي سأله مازن
" بقيت أحسن شويه ..؟ "
فلم يتلقي إجابه سوي إيمائه بسيطه من رأسه ليعاود مازن الحديث مجددا
" طب ممكن تقوم تغسل وشك عشان نعرف نتكلم زي الناس و اوعدك أن كل حاجه هتتحل أن شاء الله .."
أضائت شعله الأمل نظراته ليرفع رأسه قائلا بلهفه
" انت ممكن تساعدني يا مازن ..؟! "
" انا عمري ما هتأخر عنك يا أدهم و خصوصا و أنا شايف انت متعلق بيها قد ايه .. قوم انت بس اغسل وشك و تعالي نتكلم .."
علي الفور قام أدهم بتنفيذ طلبه و توجه الي مرحاض المقهي ليمسح آثار خزلانه و ينحي حزنه جانبا فهو قد أخطأ و عليه تصحيح خطؤه مهما كان طريقه شاقا و صعبا ليحظي بمحبوبته في النهاية …
بعد مرور دقائق قليله خرج أدهم متوجها إلي طاولته لتجحظ عيناه من شدة الزهول الذي سرعان ما تحول لغضب عندما شاهد مازن يقف مع ذلك الشاب .. ليندفع تجاههم و هو ينوي بأن يرتكب جريمه قتل حتي أنه حالما وصل إلي مكانهما انقض علي الشاب لاكما إياه بقوة ليسقط أرضا و تسيل الدماء من أنفه وسط زهوله الذي لا يقل عن زهول مازن ليندفع الأخير جاذبا إياه عندما رآه ينوي لكمه مرة آخري ليقول بغضب
" أدهم انت اتجننت بتعمل ايه ..؟! "
ليحاول أدهم الفرار من بين قبضته قائلا بصراخ
" سيبني يا مازن .. لازم اخلص عليه الكلب دا .."
قاومه مازن بشتي الطرق حتي لا يفر من بيد يديه محاولا تهدئه ذلك الوحش الثائر بين ذراعيه قائلا بصراخ
" يا ابني بقولك اهدي و بطل جنانك دا .. هو عملك ايه .."
انهي مازن كلماته ثم قام بكل قوته بدفع أدهم بعيدا عندما وجد عمرو يتأهب للهجوم عليه حتي اندفع مازن تجاهه محاولا تهدئته هو الآخر ..
" اهدي يا عمرو .. معلش .. هو اكيد مكنش يقصد و افتكرك حد تاني .."
" دا واحد مجنون .. سيبني عليه يا مازن .. والله لهربيه من أول و جديد .."
اندفعت الدماء إلي رأس أدهم لتثور ثائرته و يحاول الإنقضاض عليه مرة آخري مخرجا بعض اللعنات و السباب ليتدخل مازن محاولا فض الشجار حتي انتهي به الأمر لاكما كلا منهما و قال بصراخ هز أرجاء المكان ..
" في إيه انت و هو ؟ بطلوا جنان بقي فرجتوا علينا الناس .."
كانت صدورهما تعلو و تهبط من فرط الإنفعال و نظراتهما تقدح شرارا حتي أنهما لم يلتفتا ليروا كم المشاهدين من زبائن المقهي الذين لم يجروء أحدهم علي التدخل خوفا من أن يطال أحدهما غضب أيا من هذان الوحشان ليتحدث مازن بغضب جحيمي
" انا عايز اعرف في ايه بينكوا ..؟ انتوا تعرفوا بعض منين أصلا ..؟ "
ليتحدث رامي بغضب و نفاذ صبر
" يا عم انا معرفوش و لا عمري شفته انا واقف معاك لا بيا و لا عليا لاقيته جاي بيضربني اسكتله يعني ..؟! "
تحدث أدهم بصراخ موجها نظراته لمازن
" أنا عايز اعرف انت تعرف الأشكال الزباله دي منين ...؟! "
ليثور عمرو من جديد محاولا الإنقضاض عليه مرة آخري ليمنعه مازن معنفا إياه
" ما خلاص بقي يا عمرو .. و انت يا زفت انت بطل طولة لسان … دا أدهم يا عمرو ابن خالتي و صاحبي .. و دا عمرو يا أدهم يبقي ابن عم كارما و أخو غرام في الرضاعه ..!!!!! "
جحظت عين أدهم من هول ما سمعه حتي أنه شعر و كأن مازن قد هوي بمطرقه حديديه فوق رأسه ليقول بتلعثم غير قادر علي تصديق ما نطق مازن به
" يبقي أخو مين ...؟؟؟!! "
أجابه مازن بنفاذ صبر
" يبقي أخو غرام في الرضاعه و ابن عم على و كارما و حفيد اللواء هاشم الرفاعي صاحب جدك الروح بالروح ها وصلت و لا لسه …"
ما أن اختتم مازن حديثه حتي شعر أدهم بدوامه من الأفكار و الصور التي أخذت تتقاذف إلي عقله ليجد نفسه يفر هاربا من أمامهما .. فلم يكن يكفيه ما كان يعانيه من ألم حتي تتضح له جميع الأمور الآن و يدرك فداحه جريمته في حق محبوبته .. ليشعر في هذه اللحظه بأنه قد ارتكب جرم كبير يصعب تصليحه حتي لو اجتمعت الأرض و السماء معا ….
★★★★★★★
موجه من الصمت الممزوج بالزهول خيمت علي جميع من في القصر عقب تصريح مراد الناري بأن هذا الطفل الذي لم يتجاوز الخمس سنوات يكون ولده لتقطعه سميره صارخه بزهول و إستنكار
" ابنك ..! اتجوزت عليا يا مراد .. لا لا انت اكيد بتقول كدا عشان تقهرني مش معقول تكون عملتها …"
لينظر لها مراد بتشفي قائلا بسخريه
" لو هعتبر جوازي منك جواز يا سميرة ف أيوة اتجوزت عليكي و دا فعلا ابني مبعملش كدا عشان اقهرك و لا حاجه و لو إنها فكرة حلوة .."
ثارت ثائرتها عند سماعها تأكيده لذلك الخبر المشؤم لتقول بلطم صدرها مقتربه منه قائله بقهر و حقد
" عملتها يا مراد و اتجوزت عليا بعد كل القرف الي شفته منك .. بعد ما اتحملت زُلك و هجرك ليا كل السنين دي كلها جاي و جايبلي ابن ضرتي …. كنت بتسيبني انا و بنتك كل دا و تروح تترمي في حضن واحده تانيه ..! "
" والله انا مجبرتكيش تتحملي قرفي الباب طول عمره يفوت جمل بس انتي الي مكنتيش قادرة تسيبي العز دا كله و تمشي و دي بقي مشكلتك مش مشكلتي .."
خرجت سميرة عن السيطرة لتندفع تجاهه محاوله الوصول إلي عنقها قائله بهستيريا
" هقتلك... والله لهقتلك .."
عند هذا الحد آفاق جميعهم من صدمتهم ليتقدم منها يوسف ممسكا بها عندما قام مراد بدفعها بعيدا ليرتجف جسد الطفل الصغير و يبدأ بالبكاء فصرخ يوسف الذي كان يحاول جاهدا للتحكم بسميرة التي كانت تردد بأنها سوف تقتله
" كاميليا خدي الولد علي فوق إنتي و روفان بسرعه .."
لتتحدث سميرة بغضب وسط ثورة جنونها
" يطلع فين الواد دا مش هيقعد دقيقه واحده هنا خدوه ارموه بره .."
قاطعها مراد بعنف
" لو حد هيخرج بره يبقي انتي دا ابني و دا بيته فاهمه و لا لا ..؟ "
ليقوم يوسف بالصراخ علي كاميليا التي كانت متسمرة في مكانها و جسدها يرتجف كليا من هول المشهد و جنون تلك المرأة
" كاميليا قولتلك خدي الولد و اطلعوا فوق .."
لتهرول كاميليا و من خلفها. روفان تجاه الطفل الصغير الذي تشبث أكثر بوالده ليقوم مراد بحمله و تهدئته و إعطائه لكاميليا التي أخذته و هرولت للأعلي تليها روفان تبعها يوسف الذي أخذ سميرة إلي الأعلي خوفا من جنونها حتي أنه قام بإغلاق باب الغرفه عليها بالمفتاح ليرجع مرة آخري إليهم فيصدم بكلمات نيفين المعذبه
" ليه عملت كدا ..؟! "
اقترب منها مراد محاولا تهدئتها فللأسف نسي أمرها وسط هجوم تلك المرأة و شعوره بالتشفي بها لتلك الحاله التي وصلت لها ليقترب منها خطوة فابتعد هيا آخري صارخه ببكاء
" متقربش مني .. خليك عندك .. اوعي تقربلي أنت إنسان أناني مبتفكرش غير في نفسك و بس .. عمرك ما حسستني بوجودك جنبي .. عمرك ما حسستني اني مهمه عندك … كنت تروح تغيب بالشهور و استناك و كل مرة تغيب فيها و تيجي اقول مش هيمشي و يسبني تاني .. و كل مرة تخزلني و دلوقتي عشان تنتقم من ماما بتدوس عليا أنا و انت واقف تتشفي فيها مبصتليش و لا مرة تشوف هكون عامله ازاي .. مفكرتش فيا … ابعد عني .. انا معنتش عيزاك في حياتي انت مش أبويا … "
أنهت نيفين كلماتها و هرولت باكيه لترتمي بأحضان يوسف الذي كان يقف علي باب الغرفه لتحين منه إلتفاته إلي الأعلي خوفا من ظهور محبوبته فهو يعلم بأنها لن تستطع تحمل مثل ها المشهد ليسقط قلبه عند قدميه حين رآها تقف في الأعلي تنظر إليه باكيه و لم تتحمل طويلا فإندفعت إلي غرفتها تبكي بقهر ليلعن بداخله ذلك الموقف و تلك الملتصقه به تبكي بقهر فشعر بالأسف عليها أيضا ليقوم بالربت علي ظهرها بحذر و هو يهمس لها ببعض الكلمات المهدئه فما حدث اليوم ليس بهين أبدا …
تقدمت صفيه من نيفين عند رؤيتها لمشهد يوسف و هو يتنفس بغضب فعلمت بأن كاميليا قد شاهدته لتأخذها من بين ذراعيه من دون التفوه بحرف واحد و تقوم بإسنادها للتوجه إلي غرفتها تزامن ذلك مع تنفس يوسف الصعداء و كان ينوي التوجه إلي غرفة معشوقته لمراضاتها فهو أبدا لن يقبل بأن تبكي قهرا بسبب شئ فرض عليه لتوقفه كلمات مراد الملهوفه علي جده ليعيد ادراجه بسرعه حيث وجد رحيم يرتمي علي كرسيه يحاول إلتقاط أنفاسه بعد أن شعر بروحه تكاد أن تفارقه فهو كان يقف بالمنتصف يشاهد ما يحدث بزهول تام و كأنه اصابه الشلل غير قادر علي التفوه بحرف حتي أنه شعر بأن قدميه لم تعد تحملانه ليرتمي جالسا علي كرسيه فهرول مراد ناحيته قائلا بلهفه
" بابا .. انت كويس ..؟! "
قام يوسف بجلب كأس المياه الموضوع علي الطاوله بجانبه و جعله يرتشف بضع قطرات من المياه ليظل رحيم يحاول تنظيم أنفاسه حتي خرجت الكلمات منه بعد دقائق فقال بوهن و عتاب
" ليه عملت كدا يا مراد ..؟! ليه عايز تهد العيله الي ضيعت عمري كله ببني فيها ليه ..؟! "
ارتد مراد للخلف قائلا بحنق
" انا مهدتش حاجه يا بابا .. انا دورت علي سعادتي الي ضاعت و ضاع معاها أحلي سنين عمري مع واحده بكرهها و مبطقش حتي أشوفها قدامي .. و انت أجبرتني أفضل معاها عشان بنتي .. ايه غلطت في ايه كدا ..؟! "
" كل حاجه بتعملها غلط .. " قالها رحيم بوهن ليجيبه مراد بغضب صارخا
" انا داخل عليك بحفيدك يا بابا .. ابني الي طول عمرك نفسك تشوفه .. مش طول عمرك كنت بتقولي نفسي أشيل ابن ليك يا مراد .. اديني جبتهولك و جيت ايه دا كمان غلط ..؟! "
" عمي مراد اهدي شويه .. مش شايف حالته "
تحدث يوسف بعد أن وجد جده علي وشك الإختناق مرة ثانيه ليتابع رحيم بغضب
" أسلوبك و طريقتك غلط .. لما انت متجوز ليه مجتش قعدت زي الناس و قولت .. ليه ممهدتش لبنتك الي انكسر قلبها منك الف مرة ..؟! كل دا عشان تدوس علي سميرة و تقهرها و الحقيقه ان القهرة الحقيقيه كانت لنيفين حفيدتي الي دمعه من عنيها تسوي الدنيا كلها عندي .."
" عندك حق انا غلطت إني جبت إبني و جيتلكوا هنا أنا ماشي .. "
قالها مراد بغضب و انطلق نحو باب الغرفه ليقاطعه رحيم بغضب صارخا
" استني عندك .. أحنا مش لعبه في إيدك عشان تيجي تقول أنا عندي عيل و بعدين تاخده و تمشي حفيدي مش هيخرج من بيتي أبدا .."
توقف مراد بمكانه لدي سماعه كلمات والده و عندما رآي إحتقان وجهه عاد إليه بسرعه محاولا تهدئته فقال بمسايسه
" إهدي يا بابا .. الي انت عايزة هيحصل .."
نظر رحيم لمراد مرة ثانيه و قال بهدوء بعد أن التقط أنفاسه الهاربه
" أم الولد فين ..؟ "
ترقرقت الدموع بعيون مراد و قال بحزن و خيبه أمل
" توفت من ٣ أيام …. "
صدمه خيمت علي ملامح كلا من يوسف و جده ليتابع مراد بألم
" ميرفت كانت مريضه سرطان و للأسف اكتشفناه متأخر أوي و العلاج منفعهاش بأي حاجه .. و فضلت تعااني لحد ما توفت من ٣ أيام في المستشفي "
"و حفيدي كان قاعد فين و مع مين ..؟! "
قالها رحيم بحزن ليجيبه مراد
" كان قاعد مع المربيه بتاعته و أنا كنت بروح و باجي عليه .."
" شد حيلك يا ابني البقاء لله .."
قالها رحيم بمواساه و تعاطف لحاله إبنه ليجيبه مراد بحزن دفين
" ميرفت سابتني و راحت زي الي راحوا يا بابا .. يظهر مش مكتوب عليا أحب حد و يفضل معايا .."
انهي مراد كلماته تزامنا من نزول دمعه هاربه من عيناه تحكي مقدرا الوجع الكامن بداخله ليهب واقفا و قال بعجله حتي يغادر هذا المكان قبل أن ينتهي به الأمر باكيا امام والده و ابن أخيه
" انا هروح مشوار صغير و هرجه علي طول ياريت تخلوا بالكوا من زين علي ما ارجع .. "
انهي كلماته و بسرعه كان قد اختفي من المكان حتي يستطيع أن يطلع العنان لحزنه الذي يتكرر للمرة الثانيه ليوقفه صوت يوسف الذي ناداه ثم اندفع تجاهه معانقا إياه قائلا بحزن
" البقاء لله يا عمي ربنا يرحمها و يصبرك .."
ليحتضنه مراد بقوة و كأنه يشكو له من ظلم القدر له ليقول مراد بوجع
" متضيعش حياتك زي عمك يا يوسف و خلي بالك من كاميليا … صدقني يا ابني مفيش حاجه في الدنيا ممكن تعوض الراجل عن واحده بيحبها … ارمي كل حاجه ورا ضهرك و عيش معاها … متأمنش أبدا للأيام .."
انهي مراد كلماته مع نزول الدموع كالشلال من عيناه و قام بإنتزاع نفسه من بين أحضان يوسف متوجها للخارج ليجد يوسف نفسه متوجها للأعلي نحو غرفة محبوبته فلن ينوي أبدا أن يضيع دقيقه واحده بالإبتعاد عنها …
دخل يوسف إلي غرفتها ليجد روفان جالسه علي الأريكه تلهو بهاتفها بينما كاميليا مستلقيه علي سريرها تحتضن الصغير حتي نام بحضنها و هيا تلهو بخصلات شعره و يبدو أنها كانت شاردة فلم تلحظ خروج روفان من الغرفة ..
و لكنها انتفضت عندما لامستها يده تمسح دمعه هاربه من عيناها لتعتدل جالسه ليمد يوسف يده ساحبا إياها ليتوجه نحو الشرفه قائلا بحنو
" عيط كتير ..؟!"
" اكيد... خصوصا أنه مع ناس غريبه عنه و اول مرة يشوفها .."
ليقترب يوسف منها و يمد يده ليضع خصله من شعرها خلف أذنها قائلا بنبرة ذات مغذي
" بس الناس دي مش غريبه عنه يا كاميليا .. دول أهله .."
أجابته بنبرة حزينه
" حتي لو كانوا أهله بس هو عايز ممته بيقول بقاله كتير مشفهاش .."
تخدث يوسف بنبرة تشوبها بعض المرح ليخرجها من هذا الخزن المخيم عليها ..
" ياااه دانتوا بقيتوا أصحاب و بتاخدوا و تدوا مع بعض دانا هبتدي اغير .."
اجابته كاميليا بوجع مع نزول بضع قطرات من دموعها
" يمكن عشان يتيم زيي ففهمنا بعض .."
قاطعها يوسف محتضنا وجهها بين يديه قائلا بحنو
" اوعي تقولي الكلمه دي تاني .. لما أموت يا كاميليا ابقي قولي علي نفسك يتيمه .. لكن طول مانا عايش انا كل حاجه ليكي و انتي كل حاجه ليا .. انتي بنتي و حبيبتي و مراتي و صاحبتي و كل حاجه في الدنيا .."
انهارت كاميليا ين يديه و انخرطت في نوبه بكاء حادة فأخذ يشدد من إحتضانها و كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه ليستمر الوضع عدة دقائق حتي هدأت نوبة بكائها لتهمس بإسمه بين دموعها
" يوسف .."
" حقك عليا يا عشق يوسف .. اوعدك الي حصل تحت دا مش هيتكرر تاني .. و لا هسمح لحاجه في الدنيا دي توجعك أبدا .. "
" بحبك اوي يا يوسف .."
" و يوسف ييعشقك يا كاميليا … تعرفي إني مبضعفش قدام حاجه في الدنيا غير دموعك دي ..! و مفيش حاجه تقدر توقفني أو تخليني ارجع عن قرار أخدته غير نظرة من عنيكي…"
توسع بؤبؤ عيناها من جمال كلماته و شعرت بأنها قد خلق لها جناحان لتحلق بهما في سماء العشق فلم تستطع سوي النطق بإسمه غير مصدقه لكل ذلك الحب المرتسم بعينها و التي ترجمه إلي كلمات أكثر من رائعه
" يوسف .."
" أجمل حاجه حصلتلي في حياتي هيا إني عشقتك يا كاميليا … و عمري ما هضيع لحظه واحده في الدنيا دي من غيرك .."
انهي جملته مبرهنا علي عشقه لها بالأفعال فقام بسجنها بين ذراعيه و كأنها كنز ثمين يخاف من فقدانه و أخذ ينثر عشقه فوق ملامحها و كأنه يمجد كل إنش بها....
★★★★★★★
مهما كان الليل طويلا لابد من نهار يتبعه لتشرق الشمس بنورها علي تلك القلوب التي أضناها الفراق و لوعه الأشتياق و قلوب آخري تخشي الفقد .. و الحقيقه ان لكل قلب قصه مختلفه و فهناك من يتألم لغدر الحبيب كغرام التي لم تذق طعم النوم منذ البارحه فحديثهما مازال طنينه في أذنيها تشعر بأن قلبها قد شطر إلي نصفين نصف يعاتبها علي هجرها له و الآخر يلومها علي هجرها لروحها التي تركتها معه منذ أن غادرته البارحه .. فبرغم من عذابها و جرحها منه إلا أنها ودت البارحه لو ترتمي بداخل أحضانه تشكو به جرحا كان هو المتسبب به .. تشكو له وجعا بات مزمنا و لا شئ في هذه الحياه قادر علي مداواته.. لتنزل دمعه من عينيها بعدما ذرفت أنهارا البارحه فمسحتها بطرف يدها و قررت بأن هذا هو قدرها و بأن الحزن قد رسخ جزوره في قلبها و بات انفصاله عنها أمرا مستحيلا …
أيقظها من حزنها دخول كارما الغرفه ابتسامتها الخلابه و حنانها المعهود فهي ما أن اقتربت منها حتي عانقتها مقبله مقدمه رأسها قائله بحنو
" ايه يا حبيبتي عامله إيه دلوقتي ..؟! "
اجابتها غرام بوهن
" الحمد لله .."
" نمتي كويس..؟ "
ابتسمت غرام بسخريه قائله
" منمتش خالص .."
" و بعدين يا غرام .. هتفضلي معذبه نفسك كدا كتير ..؟ "
" و أنا في إيدي ايه يا كارما إذا كان العذاب انكتب عليا ..؟! "
" في إيدك انك تفوقي لنفسك يا غرام و متسبيش الحزن يطفيكي كدا .. و بعدين دا كان قرارك محدش غضبك عليه .."
تنهدت غرام بحزن قائله
" عندك حق ..! "
" اتفضلي قومي اغسلي وشك و تلت دقائق و الاقيكي لابسه و متشيكه عشان خارجين ورانا مشوار مهم…."
قطبت غرام ما بين عيناها قائله
" مشوار ايه يا كارما الي الساعه ٧ الصبح دا ..''
" و لا حاجه يا ستي عزماكي عالفطار و هنلفلف شويه تغيري مود النكد دا و لا عايزة ماما تصحي تلاقيكي عامله كدا "
تاففت غرام و قالت بملل
" كارما مش قادرة انا هنام شويه اخرجي انتي .."
" مفيش الكلام دا قومي يالا و إلا هصحيلك ماما تتفاهم معاكي "
انهت كارما حديثها و هيا تجذب شقيقتها من فوق السرير لتدخلها إلي الحمام عنوة وسط تذمرها و لكنها قد عقدت العزم عن الترفيه عنها قليلا و عدم تركها للحزن و المعاناه ..
بعد وقت قليل ترجلت الفتاتان من باب المصعد و توجها إلي سيارة كارما حتي تفاجئ كلاهما بأن إحدي إطارات السيارة مثقوبه لتلعن كارما حظها العاثر فهيا لا طاقه لها بهذا العمل الشاق فتوجهت غرام تجاهها و حادثتها بعتاب قائله
" بصي هيا الخروجه دي بايظه من أولها اصلا تعالي نطلع مش طالبه مرمطه و هدت حيل عالصبح "
لتهم كارما بالرد عليها و لكنها تفاجئت بسيارة سوداء تقف بالقرب منهما ليترجل منها رجال ملثمين قاموا بتكبيل كارما و محاوله إختطافها و من ثم وضعوا منديل مخدر علي أنفها ليغمي عليها بينما غرام تحاول الدفاع عن شقيقتها فإشتبكت مع إحداهما حتي أنها استطاعت أن تكشف الغطاء عن وجهه لتجحظ عيناها من الصدمه فنهره أحد الرجال الآخرين الذي قال في عجل
" الله يخربيتك دي شافت وشك هاتها هنا جمب أختها بسرعه .."
ليقوم الآخر بتنفيذ أوامره و إستغلال صدمتها ليكممها بذلك المنديل المخدر لتفقد وعيها في الحال ثم انطلقت السيارة إلي مكان مجهووول ووووووووو