رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم رحاب ابراهيم


 رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الثالث والثلاثون بقلم رحاب ابراهيم 

سقطت دموعه ......
اختناق ضلوعها بين يديه ذهب من فكرها عندما رأت عيناه التي اسقطت دموع لاول مرة تراها ....جحظت عيناها بذهول وثار النبض متألماً ......حاوطت وجهه وهي تنتفض بخوف وهتفت :-
_ فهد في ااايه ...بتعيط ليييه !! 
لم يستطع أن ينظر لها بعد أن اصبح سره معلن امامها وتمزق القلب لأشلاء وتفتت الكبرياء ....
لم يستطع الوقوف وهي تحرك وجهه وتصرخ ببكاء وسقط على الفراش وسقطت معه حتى اصبحت فوقه وبكت بشدة ، وسجن يداه  المتحجرة لم يجعلها تسعفه حتى تأوه من الالم .......اتسعت عيناها بذهول  وصرخت :-
_ فهد ....مالك رد عليااا عشان خاطري ....مالك يافهد 

اغلق عيناه والالم يعتصره ولو استطاع أن يدفعها خارجا لفعل ولكنه لم يستطع حتى أن يجيبها .....وقع رأسها على صدره وبكت بشدة وكم شدة الضعف والعجز  الذي شعرت به الآن وهي لا تعرف ماذا اصابه ....وكلما اشتدت الامه اشتد صراخها بجنون ....

لحظات ....دقائق ...لا يعرف ...حتى بدأت الآلام تذهب ..وليتها تذهب بلا رجعة ...لكنها تعود اقسى من السابق .... ورفع يداه بالتدريج لكي يحررها من هذا القيد بعد أن فتح عيناه بوجه شديد العرق .....قال ببطء :-
_ اطلعي ...برا
رفعت عيناها فجأة ونظرت له ،  وسكن وجهه بين يداها بلهفة عاشقة وقالت :-
_ في ايه يا فهد قولي ...ايه اللي حصلك 
انا لو فضلت دقيقة كمان كان قلبي هيوقف ....
ابتلع ريقه بصعوبة وعيناه تصرخ من الالم حتى دفعها بعيدا ونهض ، ثم دلف للحمام حتى يغسل وجهه المتعرق ...

جلست فاطمة بتيهة وصدمة  وعيناها لم تأبى التوقف عن الدموع حتى عاد وقطرات الماء تتساقط من رأسه ....لم ينظر لعيناها ..لم يستطع ....ولكن جذبها من يدها  عندما ركضت إليه بلهفة ودفعها خارجا واغلق الباب حتى لا تدخل هي ...... دفع بكل شيء بالغرفة بغضب حتى اصبحت الفوضى تعم المكان ثم جلس على فراشه وعبراته سقطت مرة أخرى ...فخضع منذ دقائق لابشع شيء مر به خلال عمره بأكمله ....ووضع يداه على وجهه يحجب كل شيء عن ناظريه .....

دقت على باب الغرفة بعنف وهتفت :-
_ افتح الباااب يا فهد .....عشان خاطري افتح البااب 
قرعت الباب بشدة حتى اصبحت كالمجنونة التي لا تدري ماذا تفعل .... وصرخت من الخارج :-
_ ورحمة ابويا لو ما فتحت لامشي وماهتشوف وشي تاني ....ولو مش مصدقني جرب 

قالت ذلك وما كانت تريد غير أن تراه فقط ...فتح فهد الباب وتحاشى النظر اليها وهو يستدير مرة أخرى ....لحقت به وقبضت على معصم يده ونظرت لوجهه وعيناه الباكية ثم ارتمت على صدره واجهشت ببكاء وقالت :-
_ قولي حصلك كدا ليه وايه اللي كان بيخليك تصرخ كدا ...
تنهد بحزن وقال بنبرة متألمة :-
_ خوفتي مني ...صح ؟ 
جمدتها الكلمة حتى ابتعدت ونظرت له وودت لو تصفعه على ظنه بها ...صرخت به ببكاء حارق :-
_ انا خوووفت عليك .... ياخي حرام عليك بقى .....ده انا كنت  هموت عشانك ...... انت غبي عارف ليه ؟ .......لأنك مش واخد بالك لحد دلوقتي  أني ...بحبك ....

وقف متسمرا ولم يشعر إلا بنبضاته التي تركض كطيف الريح ....لم يعتقد يوما أنه سيعشق لهذا الحد الذي يجعله يقف متبلدا هكذابالله  يقف حائرا ما بين أخذها بين ذراعيه أم يدفعها خارجا فلم تكن لتقل ذلك لولا ما حدث ....وهناك انتفض قلبه من الألم وقال عاتبا :-
_ اشمعني قولتي كدا دلوقتي يا فاطمة !! ....انا متأكد أنك ماكنتيش هتقولي كدا لولا اللي حصل .... انا مستحيل اقبل شفقة منك .....ده اللي عملت حسابه من زمان .... انتي هتخرجي من حياتي بس بعد ما انفذ وعدي معاكي ...عشان اسيبك وانا مطمن عليكي .....ده واجبي كضابط ...وواجبي كزوج .....
اغمضت عيناها بقوة بحزن والعبرات تمر على وجنتيها بعزاء حتى فتحت عيناها وقالت بنبرة متهدجة حزينة :-
_ واجبك كزوج !! .....ماشي ...بس واجبي انا كمان كزوجة أني افضل جانبك ...وهفضل يافهد ...حتى لو غصب عنك ...انا كنت ناوية اسيبك لكن دلوقتي لأ ومش عشان شفقة وكل التفكير الغلط ده ....
تابعت وهي تبكي من الحزن :-
_ عشان ابويا مات وسابني والنهاردة اتحطيت في اختبار قاسي وبيوجع اوي ...حسيت انك هتروح مني ...انا مش عايزة حاجة غيرك انت ... الانتقام مش هيرجعلي ابويا وربنا هياخدلي حقي .....لكن انت مش مستعدة استغنى عنك ولا ابعد ...ده اللي خلاني اقولك ... انا مش حمل فراق تاني ...يمكن قلت كدا دلوقتي .....لكن انا بحبك بس  مش من دلوقتي .... 

اقتربت منه ونظرت لعيناه المرتبكة وتابعت :-
_ هتصدقني لو قولتلك أني حبيتك من أول مرة شوفتك فيها ....لما زقتني في كتفي وزعقتلك ....بصتك ليا يومها مش عارفة انساها ولا بتروح من قدام عيني .....انا مش هسيبك غير على القبر .....ان شالله تضربني مش هسيبك ، وهفضل معاك بكيفك ...أو غصب عنك 
رمته بنظرة تحدي دامعة ثم ذهبت من أمامه وركضت للخارج   ....... حتى وقفت فجأة عندما قال بنظرة قوية غامضة :-
_ خايف اصدقك 
التفتت ولمحت بعيناه شعاع أمل فأجابت بتأكيد :-
_ لو مش مصدقني دلوقتي الايام هتثبتلك ...ومش فاطمة اللي تتخلى عن راجلها ...

قالت ما قالته وذهبت من أمامه ودلفت لغرفتها باكية ...تبكي من كل شيء يؤلمها ....وأكثر ما يؤلمها الآن رؤيته وهو يصرخ من الألم ....لم تصر على معرفة ما يعانيه لكي لا تجرحه أكثر ....لمع بخاطرها شيء واستقرت عليه .....
                      *************
لم تعد نبضة واحدة بقلبه إلا وعشقتها ....حديثها اربكه بشكل مقلق ...فأن كانت صداقة بمشاعرها حقا ...سيصبح اسعد عاشق ولكن بداخله شيء لم يترك الشك ...شيء خائف برعب من الأتي ...فمثل ما قالت ...سيتضح كل شيء مع الوقت .....تبقى القليل وسيخطوا على اعتاب قراره .....هو يعشقها ولا يقبل بغير عشقها أيضا .... وما جعله يلتهف لضمها الى قلبها بجنون هو حديثها الانثوي الدافئ ..... حديث حواء لرجل قلبها الوحيد ...حديث عنيد يتحدى ثباته وقسوته ...يتحدى كل شيء عدا قلبه ! 
وما اجمل من الحب سوى  شعورنا به  ........
___________________________ صلّ على النبي الحبيب 

اليوم لا يوجد محاضرة بالمادة التي يدرسها آدم ...فشعرت مريم بثقل الوقت وهو يمر ...... نظرات الفتايات حولها تخترقها والهمسات تصل لأذنها بإزعاج ......

مر الوقت ولم يطمئن عليها حتى برسالة نصية فذهبت لمكتبه بحنق واستياء .....وقفت بتردد أمام مكتبه ثم دقت على الباب بخفوت وفتحت المكتب لتتفاجئ بوجود ندى وعلى وجهها ابتسامة واسعة وبالاصح شامته فتعجب مريم بغيظ يشتعل بداخلها فقالت :-
_ ممكن اتكلم معاك لوحدنا ! 
مطت ندى شفتيها بضحكة ساخرة وقالت :-
_ لطيفة أوي مرات حضرتك دكتور آدم .... ويشرفني أتعرف عليها ...
رمق آدم مريم بمكر واجاب :-
_ اكيد طبعا ....واكيد هيكون التعارف متاح اكتر في الحفلة بأذن الله ....
اتسعت عين مريم باستغراب فعن أي حفلة يتحدث !! ..حتى انتبهت لضحكة ندى الجريئة وقالت ندى بانتصار :-
_ مستنية الحفلة بفارغ الصبر يا مدام مريم ....بجد حبيتك جدا ....بعد اذنكوا بقى اسيبكوا براحتكم 
رمت ندى مريم بنظرة ذات معانٍ ففما جعل مريم تكز على اسنانها بغضب ونظرت لها بكره .....
لم تنقطع ابتسامة ندى حتى وهي تخرج وتغلق الباب خلفها والتفتت مريم لآدم بعصبية وهتفت :-
_ حفلة إيه دي اللي بتتكلم عنها ؟! 
عاد آدم بظهره للخلف وقلمه الخاص يمر بين يديه بمكر واجاب بثبات :-
_ حفلة بمناسبة جوازنا ....في مانع ؟ 
دقت مريم على المكتب بانفعال وقالت :-
_ طبعا في مانع ...أنت ناسي أن امي تعبانة وسافرت تتعالج ...هحتفل بإيه وهي مش موجودة مش كفاية جواز فهد اللي لسه محدش يعرفه لدلوقتي !! 
نهض آدم من مقعدها وربت على كتفيها بإستفزاز وقال :-
_ أولا أمي كويسة الحمد لله وسافرت فرنسا تتفسح كمان ، ثانيا كلميها ومش هتلاقي اي اعتراض منها ! ، ثالثا بقى أن طلابي هما اللي اتفقوا على الحفلة وعايزين يباركولي لأنهم ماكنوش يعرفوا وخصوصا أن مراتي كمان تبقى زميلة ليهم ...أنتي يعني 😊 ....
ضيقت مريم عيناها بضيق وقالت :-
_ هي مش دي ندى اللي اتصلت بيك في شهر العسل وكانت بتباركلك !! ...أزاي مايعرفوش ؟! 
ابتسم آدم بخبث واجاب :-
_ ذاكرتك قوية ....بس ندى بتعرف اللي غيرها ما بيعرفهوش ...ندى دي حاجة تانية 😇 

ضغطت على شفتيها بغضب شديد وقالت بتهديد :-
_ أوك ...انا مش هحضر الحفلة 
هز كتفيه بلا مبالاة واجاب :-
_ براحتك ...الحفلة هتكون في الڤيلا بعد يومين  لو عايزة تحضري أوك لو مش عايزة اوك بردو ....براااحتك 
هتفت به :-
_ ومالك فرحت كدا !! ...ااااه ما انت عايز الجو يخلالك ....عيب عليك ده انت المفروض استاذ جامعي !! 
اقترب منها وقال متأملا بعيناها وقال :-
_ في حاجات كتير ماتعرفيهاش عني يا مريم .... واحسنلك ما تعرفيهاش ..... 
تذكرت في ذات اللحظة كارت الهدية ونظرت له بحزن وقالت :-
_ ومايهمنيش أني أعرف يا آدم ...لكن زي ما عايزني احفظك كرامتك وشكلك قدام الناس أنت كمان لازم تعمل كدا .....معلش تعالى على نفسك شوية لحد ما ....
تحول مرحه لغضب شرس حتى جذبها وقال بشراسة :-
_ لحد إيه؟؟ 
أرضاها غضبه وشعرت ببعض الارتياح وقالت ذلك بثبات :-
_ لحد ما نسيب بعض ....بعدها عمري ما هفكر تروح فين او بتعمل إيه ....
صر على اسنانه بغضب ولولا عرج قدميها لدفعها من امامه ، قال والشرر يقدح بمقلتيه :-
_ مش هتتغيري ابداً ....لو عدى بيكي مية سنة انتي زي مانتي .... وتصرفاتي ما تحاسبنيش عليها .....اعمل اللي انا عايزه ....
اخفت دموعها حتى تذهب من هنا وقالت وهي تتنلص من قبضته :-
_ مش بحاسبك ولا هحاسبك ...ولا حتى عايزة احاسبك ...اعمل اللي انت عايزه .... وذوق مني هحضر الحفلة ......
رمقها بغضب ثم رفع سماعة هاتفه واخبر أحد سائقيه أن يأتي للجامعة ويصل مريم للمنزل ثم اغلق هاتفه وقال لها :-بقلم رحاب إبراهيم 
_ السواق هيجي يوصلك عشان عندي محاضرات ومش فاضي ....خليكي هنا لحد ما السواق يجي ويرن عليكي 
لم تجيبه بل صمتت حتى خرج من المكتب ونزفت دموعا  حارقة ولم تستطع المكوث بمكتبه أكثر من ذلك ......

ذهبت لمكتبة الجامعة وجلست بها شاردة ....حتى انتبهت بعد فترة لرنين هاتفها برقم السائق فخرجت من المكتبة للخارج ......
_____________________________سبحان الله وبحمده 

في قسم البوليس .....
زفر إسلام بحنق وغضب وهتف بسماعة هاتفه بالمكتب :-
_ يعني اااايه مش عارفين تخلصوا عليه .....هو صعب أووي كدا !! 
اجابه الرجل الآخر خلال المكالمة :-
_ فهد مش سهل عشان يتطال بسهولة كدا ....ومحدش من رجالتي سلم منه وحبس نصهم ....نحمد ربنا أن محدش اعترف علينا لحد دلوقتي منهم ....
رد إسلام بسخرية وقال :-
_ ما اللي هينطق عارف هيحصله ايه ....على الاقل السجن اهون من القتل وانا مراقب كل حاجة هنا ....لكن لازم يتصفى بأقرب وقت انا مش عارف اخلص شغلنا وهو موجود وماعرفش بيوصله اخبارنا أزاي !! .... انت عارف لو فهد شك فيا هيحصل ايه ؟ ........ يبقى انا كدا انتهيت ولازم اخلص عليه قبل ما يخلص عليا .......
قال الرجل الآخر :-
_ سعد الاعور برا البلد ...عمل عملته وهرب منه .....اذا كان سعد نفسه خايف منه انا مش هخاف ...فهد لو عتر في سعد هيموته ده ما بيرحمش .....
زفر إسلام بغيظ وقال :-
_ يعني هفضل كدا كتير ....شوفوا حل ....
قال الاخر :-
_ ياباشا منا قولتلك نخطف مراته والفرصة كانت موجودة وهو مسافر ....كنا هنجيبه لحد عندنا ونخلص عليه 
مط اسلام شفتيه بسخرية واجاب :-
_ انت غبي ...فهد لو في سابع بلد ، بيته ال ٢٤ ساعة متراقب بحراسة خاصة ومستحيل حد يعرف يوصل لشقته من غير ما يتعرف ...... كنتوا تخطفوها عشان يجيب القوة اللي معاه ويجيوا يقلبوا الدنيا عليكوا !! .....انا عايزه في وقت يكون لوحده ...مش  مهم الطريقة المهم ما يلحقش يتصرف ....
صمت الرجل الاخر لدقيقة ثم اجاب بنفاذ صبر :-
_ هتصل بيك ياباشا لما توصلنا اي اخبار ....وقريب ما تقلقش ....
اجاب عليه اسلام ثم اغلق الخط بضيق وقال :-
_ كل ما اقول خلاص تنفد منها  ...... والبت اللي معاك دي هي اللي هتوصلني للي عايزه .....
_________________________لا حول ولا قوة إلا بالله 

في الڤيلا ......
دلفت مريم لغرفتها وعلى وجهها أثار البكاء وتمددت على فراشها بألم يغمر كيانها ثم أخذت الهاتف واجرت اتصال هاتفي احتاجته بشدة الآن .... أجاب فهد على هاتفه :-
_ ايوة يا مريم ...أزيك ؟ 
اجابت مريم بنبرة حزينة :-
_ الحمد لله ...ممكن تخليني اكلم فاطمة يا فهد ؟ 
نهض فهد وخرج بإتجاه غرفة فاطمة وفتح الباب فجاة ليجدها تضم إيطار صورة فوتغرافية تخصه ....تأملها جيدا وهي تنظر له بعمق ولم تتوقف عن ضم صورته حتى قال وهو يبتلع ريقه :-
_ مريم عايزة تكلمك ....
أشار لها بالهاتف حتى أخذته من يده ببطء .....وكاد أن يأخذ صورته من يدها ولكنها هزت راسها رفضا ....توترت عيناه وخرج من الغرفة وتركها .....
ابتسمت فاطمة بحنين واجابت على مريم :-
_ ايوة يا مريم ...كنت هتصل بيكي بس انتي سبقتيني 
بكت مريم بخفوت وانتبهت فاطمة لذلك فقالت :-
_ آدم أكيد زعلك 
قالت مريم بنبرة متهدجة مترجية  :-
_ ياريت تعرفي تجيلي دلوقتي يا فاطمة ...انا في البيت ...مش عايزة اتكلم في الفون عايزة اشوفك واتكلم معاكي ......
قطبت فاطمة حاجبيها بقلق واجابت :-
_ خلاص ماشي ...هقول لفهد واجيلك ... 
تنفست مريم ببعض الارتياح وقالت :-
_ مستنياكوا ...
اغلقت فاطمة الهاتف بقلق اعتراها ثم تركت صورة فهد وخرجت لتراه بغرفته ممددا على ظهره ناظرا للاعلى بتيهة ويداه مشبوكة خلف رأسه ....
تأملته بعشق ثم جلست بجانبه وقالت :-
_ ممكن اروح لمريم هي عايزاني 
التفت لها بعيناه محدقا فيها بنظرة طويلة ثم اعتدل بجلسته وقال :-
_ عايزاكي في ايه ؟ 
هزت رأسها نفيا واجابت :-
_ مش عارفة ....بس اكيد يعني زهقانة وعايزة تتكلم مع حد ...كلام بنات بقى 
نهض ووقف امامها بقامته الطويلة وقال :-
_ طب جهزي نفسك في خلال ربع ساعة بالكتير عشان راجع الشغل ......هوصلك وهمشي ....
نهضت ووقفت امامه وكل قوة حبها له اتضحت بنبرتها وهي تجيبه :-
_ حاضر يا حبيبي ....
ذهبت من امامه وهي ترتجف من الخجل واستعدت .....

تجمدت نظرته للحظات حتى تحولت لعشق يشتعل بجنون ..... وكلماتها الذي تحييه وتُميته بآنٍ واحد .....
                 **************

رغم ردائها الاسود ولكن فكرت بمكر أن تترك بعض خصل الشعر خارج الحجاب ...لم تفعل ذلك سابقا وكم كرهت الفتايات التي يفعلون هذا ولكن فعلت ذلك الآن وهي تعلم ردت فعله ...........خرجت من الغرفة وكاد أن يفتح باب شقته حتى اغلقه بغضب وهتف بها :-
_ ايه ده ؟ 
نظرت حولها متظاهرة بعدم الفهم وقالت :-
_ ايه ؟ 
اقترب منها واشار لشعرها وقال :-
_ شعرررك .....دخلي شعرك في الطرحة بدل ما اولع فيه 
ابتسمت عيناها بمكر وقالت :-
_ طب وانت زعلان ليه ! 
اقترب اكثر ورفع يداه لجبينها حتى حجب خصل الشعر اسفل الحجاب وتركته بابتسامة يفعل ذلك ...ثم نظر لها بعمق وقال :-
_ ما تحاوليش تستفزيني وانتي عارفة اني مجنون 
شبكت يداها بيده وقالت هامسة :-
_ وانا مجنونة بيك .....اعترض بقى 😡 
شدد يده على اناملها وقال بمقاومة :-
_ يلا  يا فاطمة نمشي ....
خرجت ويدها بيده ولمعت الابتسامة تتراقص بعيناها .......

تعليقات



×