![]() |
رواية وشم علي حواف القلوب الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم ميمي عوالي
ما ان بدأ رامى فى السير على طريق السفر باتجاه القاهرة .. الا و هاتف شقيقته بعد ان نظر الى الساعة و وجدها قد قاربت على التاسعة ، لترد عليه مى قائلة بشغف : ما تقولليش انك وصلت
رامى ضاحكا : لاا .. مش للدرجة دى ، انا يا دوب مسكت الطريق
مى بامتعاض : يعنى على كده هتوصل بعد العصر
رامى : لاا ماتقلقيش ، هحاول اوصل بدرى عن كده ان شاء الله ، على الاقل نلحق الاكل و هو سخن
مى بعدم فهم : اكل ايه ده
رامى ضاحكا : مش عارف بالظبط ، بس الست نجاة باعتة معايا زيارة معتبرة عشانك
مى بفرحة : بجد .. عشانى انا
رامى : ااه ، قلتلها ان الحاجات عجبتك المرة اللى فاتت و انك نفسك فيها من تانى
مى بشهقة : انت بتشحت عليا يا رامى
رامى : يابنتى شحاتة ايه بس ، دى ست جميلة جدا ، و مسافة ماقلتلها كده لقيتها حطالى الزادة و الزوادة ، و ما اقوللكيش بقى على الروايح
مى بتحذير : اوعى تروح بيهم على الفيلا
رامى : لا طبعا .. هو انا اهبل ، عشان ثريا هانم ترميهم زى المرة اللى فاتت ، هطلع بيهم على عندى طبعا ، و جت فى دماغى فكرة كده ، قلت اخد رايك فيها
مى : فكرة ايه دى
رامى : ايه رايك تجيبى شهاب و تيجوا عندى نتغدا كلنا سوا ، و اللا هو كمان مالوش فى الكلام ده
مى : مش عارفة ، بس متهيالى ممكن ينبسط من الحركة دى
رامى : خلاص .. اول ما الاقى نفسى قربت هكلمك تحصلونى على هناك
مى : خلاص اتفقنا ، بس مش ملاحظ حاجة
رامى بفضول : حاجة ايه دى
مى : انى قلتلك انى عملالك مفاجأة ، و من ساعتها ماسالتينيش ايه هى
رامى بتذكر : ااه صحيح ، معلش ، انتى عارفة بقى الدنيا كانت عاملة ازاى فى البلد ، ها .. ايه بالظبط بقى المفاجأة
مى : يا سلااام .. عاوزنى اقوللك كده بسهولة ، لا طبعا ، لازم تشوفها بنفسك ، و تقوللى رايك ، رغم انى عارفاه من دلوقتى
رامى : ماشى يا ستى .. كلها كام ساعة و هبقى عندك و فأجئينى براحتك
مى بحماس : مستنياك
بدار شيخون .. كان قد استيقظ كجميع ابنائه ، ليجد زينب قد قامت بتحضير الفطور و دعتهم لتناوله ، ليجلس شيخون بصحبة ابنائه و يتناول طعامه بنهم ، فهو لم يذق الطعام منذ ساعات طويلة ، و لم يتناول سوى لقيمات قليلة منذ ماحدث ما حدث
و اثناء تناوله الطعام انتبه على احمد و هو يقول : هنروح لامى كلاتنا يا ابة ، و اللا تحب اروح انى و انتم تبقوا تاجو براحتكم
شيخون : لاا يا ولدى ، هنروح كلاتنا مع بعض
احمد : طب و مين هيبات معايا النهاردة من خواتى
لينظر شيخون الى زينة قائلا : عمك حكم امبارح قاللى انك ماتقدريش تباتى هناك وحدياتك مع احمد ، الحديت ده صوح
زينة بصدق : ماخبراش ، بس مش هعرف الا اما اجرب ، سيبونى اجرب الليلة دى و اشوف
زينب باشفاق : لو مش هتقدرى يا زينب خليكى انتى و ابات انى مع احمد .. انتى برضيك لساكى صغيرة هبابة
زينة برفض : الصغير مسيرة يكبر يا زينب ، خلينى اجرب الليلة دى و لو ما قدرتش هقول .. انى مش هكابر مهما ان كان عشان مصلحة امى
شيخون : ماشى يا زينة ، و عموما انتم ان شاء الله مش هتحتاجو شى ، الناس هناك هم اللى بيعملوا كلات شى ، هو بس نفس و ونس وياها بالليل
ليترك الطعام و ينهض قائلا : الحمدلله .. خلى مسعدة تعمللى شاى يا زينب على ما اغير خلقاتى ، و انتو اجهزوا على ما اشرب الشاى ، عمكم حكم قدامه نص ساعة و هتلاقوه على وصول
زينب : حاضر يا ابة
و قبل ان يتركهم شيخون عاد للنظر الى زينب مرة اخرى و قال و هو يراقب رد فعلها : صحيح يا زينب
زينب : اؤمرنى يا ابوى
شيخون : عمك حكم طلب يدك منى
ليرتسم الوجوم على وجه زينب و هى تكاد تبكى من الصدمة ، قبل ان يكمل شيخون حديثه قائلا .. لرامى ولد خاله
ليلمح شيخون ابتسامة راحة تلوح على وجه زينب بخجل ، فيربت على كتفها قائلا : ربنا يسعدك يا بتى
لتحتضنها زينة بفرحة قائلة : مبروك يا زينب ، و الله من ساعة ماشفت رامى ده و انى قلت انه يليق بيكى
احمد بحب : مبروك يا زينب ، رغم انى هيعز عليا فراقك يا خايتى
زينة باستنكار : فراق ايه ده ، احنا نشرط عليه انه يتجوزها معانا اهنا فى الدار
احمد و هو يضر.ب بمرح على جبهة زينة : دار ايه يا هبلة ، الا هو هياخدها معاه مصر ، و اللا تكونيش اياك فاكرة انه هيقعد فى الكفر
زينة بشهقة : و تبعد عنينا .. لاا .. انى مش موافقة على الجوازة دى
زينب : ليه بس يا زينة ، ما انى اكيد هاجى ازوركم و انتم كمانى هتاجوا تزورونى
زينة بنصف عين و خبث : ده انتى موافقة و مبسوطة بقى على اكده
لتتورد وجنتى زينب خجلا فتقول زينة بسعادة صادقة : ربى يسعدك يا خايتى ، انتى تستاهلى الخير كلاته
كان شيخون لازال واقفا على الدرج يراقبهم دون ان يلاحظه اى منهم .. فقال بصوت مسموع جعل زينب تذوب خجلا : ماحدش فيكم بقى يجيب سيرة الحكاية دى قدام حد دلوك و خصوصى امكم لجل ما تزعلش ، حتى لو سالتكم ، تردوا بانكم ماتعرفوش شى .. مفهوم
اما بالمشفى فكانت حسنة تتأوه منذ الصباح الباكر ، بينما سميحة و عزيزة تغضان بنوم عميق ، فكانت تناديهم بأنين و هى تعانى من الالام الشديدة ، و عندما يئست من تلبية ندائها .. ظلت تتحسس بيدها حتى وصلت الى جرس استدعاء التمريض بعد معاناة شديدة ، و بعد مرور برهة قصيرة وجدت احدى الممرضات تدق الباب و تفتحه ، لتطل عليها متسائلة عن سبب الاستدعاء .. فقالت حسنة بالم : انجدينى ياخايتى بحاجة تسكن الوجع اللى عندى ده الله يباركلك
الممرضة و هى تنظر بساعتها : حاضر .. خمس دقايق و هيجيبوه ، هو معاده دلوك اصلا ، بس انتى طولتى الجرس ازاى ، ماتحاوليش تتحركى كتير لجل ما تأذيش حالك بزيادة ، اندهى على اللى معاكى دول يتصرفوا
حسنة بالم : ندهت عليهم كتييير و مش سامعيننى
الممرضة و هى تقترب من الفراش الاخر : هم جايين اهنا لجل يناموا و اللا لجل ياخدوا بالهم منيكى ، لتربت على ذراع سميحة قائلة بامتعاض : يا مدام و اللا ياحاجة .. اصحى
لتنتبه سميحة و تنهض بعد ان وكزت امها بذراعها ، و قالت : صباح الخير .. فيه ايه
الممرضة بتهكم : فيه ان الست عمالة تلالى على حد فيكم و انتم نايمين و مش دريانين ، و لما مالقيتش منكم رجا رنت هى الجرس
سميحة بامتعاض : و ايه اللى حوصل يعنى لما رنت هى الجرس
الممرضة : اللى حوصل ان الجرس كان بعيد عن يدها و الحركة ممنوعة اصلا عنيها خالص ، و انتم تنين .. بدلوا مع بعض حد يصحى و حد ينام ، زى الحاج ما عمل اكده امبارح هو و بتها
عزيزة : خلصنا .. ماحصولش حاجة لكل ده
لتلتفت الممرضة الى حسنة قائلة : زمانهم حضروا العلاج .. و هيمروا عليكى بيه دلوك .. اتحملى شوي معلش ، و ماتتحركيش اكده نوبة تانية
حسنة برضوخ و ألم : ماشى .. بس قوليلهم بسرعة الله لا يسيئك
عزيزة لحسنة بامتعاض : و انتى راخرة .. ماكنتى تندهى عليا و اللا على خايتك
حسنة بألم : انى حسى اتنبح يا امة .. بقالى ياجى ساعة و انى بنده شوي و اسكت شوي
سميحة و هى تعيد ترتيب ملابسها : هو احنا يا امة هنمشى ميتى
عزيزة : اما ياجى حد من عيالها و اللا جوزها حتى ، ما ينفعش نمشى و نسيبها اكده بطولها
حسنة بحزن : لو عاوزين تمشوا انتو مشوا ، ماتشغلوش بالكو بيا
عزيزة : انتى عاوزة جوزك و عيالك يعايرونا بيها ، دولم يمسكهوهالنا العمر كلاته ، ثم قالت بفضول : هو مين اللى هيبات وياكى الليلة .. زينب برضيك
حسنة بتنهيدة : ما خابراش
سميحة بسخرية : و هو عريسها هيفوتها تبات اكده فى المستشفى كل يوم و التانى
لتنظرعزيزة بانتباه لحسنة قائلة : ايوة ايوة .. انى اكده فهمت .. يبقى بقى جوزك قفل على الحديت بتاع زين و زينب لجل يديها لصاحبه ، واعر برضك و خابر ان صاحبه ماهيسألوش على مال البت و اللا حالها و يفوتهوله زى ما المصيلحى فات له ورث نجاة و مالها كلاته اكده
عزيزة بتحذير لحسنة : المهم .. ياريت بقى تلجمى لسانك ده خالص مع المدعوقة اللى ما تتسمى دى لو جاتلك تبات وياكى من تانى ، ماتتحدتيش وياها فى شى واصل .. مانقصينش عاد ، على ما اشوفلى صرفة فى الموال ده
حسنة برهبة : اوعاكى تفكرى تعملى اللى قلتى عليه امبارح ده يا امة احب على يدك
عزيزة بشر : خليكى انتى فى موالك و مالكيش صالح باللى انى هعمله
حسنة بألم : يا أمة الله لا يسيئك
عزيزة بحدة : قلتلك مالكيش صالح انتى بالموال ده
وصل حكم لدار شيخون و اصطحب معه شيخون و ابنائه و اتجه الى المشفى و فى الطريق قال حكم لشيخون : مافيش اخبار من امبارح
شيخون : لاا
حكم : ماحاولتش تحدت حد منيهم تطمن لو فى جديد
شيخون : انى امبارح اتسبحت و اندلقت نمت لحد الفجر ما أذن ، حتى صليت بالدار ماقدرتش اروح الجامع
حكم : معلش ملحوقة
شيخون : و ادينا رايحين ليهم اهه ، و هنعرفو كلات شى
احمد : هو رامى سافر خلاص
حكم : ايوة .. من قيمة نص ساعة اكده ، كان عاوز يبقى معانا و احنا رايحين نتطمن على الحاجة قبل ما يسافر ، بس انى قلتله يروح هو و انى معاكم اهه ، و اللا انى مش كفاية و اللا ايه يا باشمهندس
احمد : لاا .. ازاى الحديت ده ، ده انت الخير و البركة كلاتها يا عمى
و عند وصولهم الى المشفى ذهب شيخون مع احمد الى الحسابات .. تاركا زينب مع زينة تتجهان الى غرفة امهما
وكانت الممرضة قد قامت باللازم لحسنة ، لتدخل عليها زينة بلهفة قائلة : صباح الخير يا امة .. كيفك النهاردة
حسنة و هى تنظر لزينة بلهفة مماثلة : زينة .. اتوحشتك يا بتى
عزيزة بجمود : انتو جايين لحالكم
زينة : لاا .. ابويا و احمد راحوا الحسابات الاول و بعدين هيحصلونا
عزيزة : و مين اللى هيبات مع امك النهاردة
زينة : انى و احمد
زينب و هى تقبل راس حسنة : لساكى موجوعة يا امة و اللا حاسة انك بقيتى زينة هبابة
و قبل ان ترد حسنة قالت عزيزة بلهجة حادة خفيضة الصوت : و هتبقى زينة ازاى يعنى و هى راقدة اكده يا ام مخ ضلم انتى
زينة بدفاع عن زينب : جرى ايه يا ستى ، احنا عاوزين نتطمنو على امى .. حوصل ايه يعنى
عزيزة و هى تنظر بغل لزينب : عاوزاكم تتعلموا الكلام الزين يبقى كيف ، و ماتبقوش اكده زى اللى لسانهم محتاج الحش
لتعلم زينب على الفور ان عزيزة توجه حديثها لها وحدها ، فلم تكد زينة تحاول الرد على عزيزة مرة اخرى .. حتى امسكتها زينب من ذراعها قائلة : خلاص يا زينة ، هو احنا جايين نتطمن على امك و اللا جايين نرغى
سميحة بسخرية : لا و الله و عقلتى يا زينب ، له حق حكم يطلب يدك
لتنظر زينب الى زينة بتردد و لكنها تذكرت تنبيهات ابيها فقررت عدم الرد ، فتقول عزيزة بترصد : جرى ايه يا بت انتى .. هى البسة اكلت لسانك و اللا ايه .. هى مش خالتك بتحدتك .. مابترديش عليها ليه
زينب بتردد و هى تنظر لحسنة التى كانت تغمض عينيها بامتعاض : انى ما خابراش انتو بتتحدتوا على ايه ، و كمانى الحديت ده مع ابويا ، انى مالياش صالح بيه
سميحة بتهكم : اهى تلاقيها ضحكت على الراجل بحبتين السهوكة دولهمن لغاية ما خلته نسى …
لتسمع حسنة تقول بتحذير ممتعض : بكفاياكى بقى يا سميحة
لتجدها سميحة تنبهها بعينيها الى وجود زينة بصحبتهم ، فتمتعض ملامحها و تقول لامها : اهم جم اهم ، ياللا بينا بقى و اللا ايه
عزيزة : اصبرى خمسة على ما شيخون ياجى
و ما هى الا لحظات و دخل احمد اولا باتجاه فراش امه و هو يلقى التحية و يسأل امه عن حالها ، ليلحقه شيخون و هو يدق بعصاته ارضا معلنا عن وصوله و هو ينظر بتهكم الى عزيزة و سميحة و هو يقول بحاجب مرفوع و ابتسامة سخرية : كيفك يا ام بكر
عزيزة و هى تحاول كتم غيظها : بخير يا ولدى .. كيفك انت عاد
شيخون بمرح : انى زين على الاخر الحمدلله ، عقبالك انتى و سميحة …… و بكر
لتشعرعزيزة بان شيخون خلف حديثه .. حديث آخر ، لتشعر بالرهبة منه و لاول مرة بعمرها ، فتتبادل النظرات مع سميحة التى قبلت شقيقتها ببعض الرهبة و قالت : احنا هنهملك بقى دلوكيت يا حسنة مع جوزك و عيالك و هنبقى ناجيكى من تانى ، ياللا فتناكم بعافية .. ياللا يا امة
لتتجه الى الباب و من خلفها امها و لكن شيخون ظل بمكانه يسد عليهم الباب و لم يتحرك حتى وقفت سميحة امامه قائلة بتردد و هى تزدرد لعابها و اشير الى الباب : عدينا يا جوز اختى
شيخون : هو اذا حضرت الشياطين و اللا ايه يا سميحة .. مالكم مستعجلين اكده عاد
سميحة : احنا هنفوتكم بقى تقعدوا مع حسنة براحتكم قبل ما حد ياجى يكروشنا
شيخون بعبث : و هو انتو قالين راحتنا فى ايه ، ما تخليكى مأنسانا شوى ، ده حتى .. يمكن جابر ياجى بعد شوى اكده
قالها شيخون و هو يتجه الى المقعد الذى بجوار حسنة و يجلس عليه و يقول لحسنة : كيفك النهاردة يا ام احمد
حسنة بجمود : الحمدلله
سميحة و هى تنظر لامها بفضول : هياجى ميتى
شيخون و هو يدعى عدم الفهم : هو مين ده
سميحة بدهشة : جابر
شيخون : ما خابرش ، و بعدين يعنى يا سميحة انتى لو قعدتى هتقعدى لجل جابر و اللا لجل خايتك الراقدة مكسرة دي
لتتجه عزيزة الى الباب قائلة بغيظ دفين : ياللا يا سميحة .. همى خلينا نلحق نروح لابوكى
سميحة بتردد : طب بسى………
لتنهرها عزيزة قائلة : ماتقعديش تبسبسى .. قلت ياللا
لتذهب سميحة خلف امها و هى تضر.ب الارض غيظا ليضحك شيخون بشدة ، ثم ينظر لحسنة قائلا بخبث : لو خايتك بعقلها صوح و خابرة مصلوحتها زين .. كانت تعرف جابر فى انهى جيهة و تروح هى من الجيهة التانية
لتنظر له حسنة بريبة و لكنها لا تجيبه باى كلمة ، فى حين قالت زينب لشيخون : هو مافيش اخبار يا ابة من الحكيم ، ماحدش قال امى هتخرج من اهنا ميتى
شيخون : لسه يا زينب .. لسه
اما سميحة فكان الامتعاض هو السمة السائدة على ملامحها و هى تجلس بجانب امها فى سيارة الأجرة عائدين الى الكفر ، و عندما نظرت لها عزيزة و رأت وجهها تكسوه تلك الملامح قالت لها بأمر : افردى بوزك ده
سميحة باعتراض : سيبينى فى حالى بقى الله يرضى عنيكى
عزيزة : هو انتى يا بت انتى هتفضلى هبلة اكده لميتى ، هو انتى صدقتى صوح ان جابر رايح حداه
سميحة بعدم فهم : مش هو اللى بيقول
عزيزة بتهكم : ده بس عشان يمسك عليكى غلطة يا هبلة
سميحة : غلطة ايه دى
عزيزة بغيظ : هو انتى يا بت جاموسة
سميحة بضجر : هو فيه ايه يا امة
عزيزة : فى انك البعيدة ما بتفهميش ، هو مش البقرة التانية قالت انه سمعها و هى بتبعبع من البنج
سميحة : ايوة .. قالت اكده
عزيزة : و احنا مش خابرين هى بعبعت باية و هو كمانى ما راسهاش على بر
سميحة : ايوة يعنى ايه برضك
عزيزة : يعنى بيلعب بيكى و بيتتريق عليكى ، بدليل صوت ضحكه اللى كنا سامعينه لحد ما وصلنا حدا السلم
سميحة بريبة : تقصدى انه عارف حاجة
عزيزة : ماخابراش .. بس مش مرتاحاله
سميحة بتردد : طب و العمل يا امة
عزيزة بحيرة : ماخابراش ، بس احسن حاجة نعملها كلاتنا ، اننا نتعاملوا عادى و لا كأن حاجة حوصلت ، و لما نشوف اخرتها ايه
سميحة : و افرضى بقة لقيناه هو عمل حاجة
عزيزة : ما ظنيش .. شيخون برضيك خايف لا الحديت يطول حد من عياله ، و لجل اكده .. رجع ردها من تانى بعد ما طلقها
سميحة : ايوة صوح
عزيزة بانذار : رايداكى تفتحى عينيكى و مخك ده شوية ، و تصحصحى لكل كلمة تتقال لك او تقوليها
اما جابر .. فقد انهى بناء غرفة بصوان مغلق بارضه القبلية ، و قام بنقل غرفة نومه الخاصة بزوجته الراحلة ، و ايضا بعض المستلزمات الخاصة بها كما تم الاتفاق مع تهامى ، ليبدأ فى ترتيب داره و هاتف تهامى و اخبره انه قد قام بشراء غرفة نوم جديدة ، و قام بفرشها بالكامل بداره ، ليقول تهامى : مبارك عليكم يا ولدى ان شاء الله ، و الله اللى حوصل لحسنة خلانى مش قادر افرح بشى
جابر : انى برضيك لقيت ان مايصوحش اقول لسميحة و خالة ام بكر ياجو ويايا ، و لولا انى كنت منفق مع التاجر على المعاد كنت لغيت كلات حاجة دلوك ، بس انى قلت ابلغك لانى كنت متفق وياك ، و انت عارف انى مابرجعش فى كلمة و لا معاد واصل و لو على رقبتى
تهامى : ايوة يا ولدى .. عارف و متوكد كمانى
جابر : ماشى يا عم تهامى .. ابقى بلغ الجماعة بقى اما يتطمنوا على مرة شيخون و يرجعوا بالسلامة من عنديها ان شاء الله
و ما ان وصلت عزيزة و سميحة الى دارهم .. حتى قابلهم تهامى بلهفة قائلا : خير يا اولاد طمنونى على حسنة ، كيفها دلوك
عزيزة : اهى زى ما هى
تهامى بقلق : يعنى لساتها بتتوجع برضيك
سميحة : لاا يا ابة .. اما بيدوها العلاج بتروق شوى
تهامى بتوسل : يارب زيح عنيها دى غلبانة و صاحبة عيال ، شيل من ماعليها يارب
عزيزة و هى تتجه الى الاعلى بصحبة سميحة : ايوة ادعيلها .. و ادعيلنا كلاتنا يمكن ربنا يزيح من ما علينا الغمة
تهامى : جابر حدتنى فى التلفون
لتتوقف سميحة و تلتفت الى ابيها و هى تتبادل النظرات مع امها و تقول : حدتك ليه .. فى حاجة
تهامى : ماهو امبارح كان معاده مع الراجل بتاع العفش عشان اوضة النوم بتاعتكم
سميحة : ايوة .. ماهو النحس ورايا ورايا
تهامى : لا نحس و لا حاجة يا بتى استغفرى ربك ، جابر اما حدتنى قاللى انه راح هو للراجل امبارح و جاب اوضة حلوة مبروكة عليكم
سميحة بلهفة : صوح يا ابة
تهامى : صوح يا بتى
عزيزة بحدة : و كيف يعنى يختار و ينقى من غيرنا
تهامى : يعنى كان هيعمل ايه يا عزيزة ، الراجل كان مدى كلمة للتاجر ، و جابر راجل مايرجعش فى كلمته واصل
عزيزة بغضب : و اشمعنى رجع فى كلمته ويانا ، ماهو برضك متفق ويانا ان انى و بتك هنكون وياه و هو بيجيب الاوضة
سميحة : ماتفرقش يا امة
عزيزة بذهول : كيف يعني ما تفرقش ، احنا هنعرف كيف ان كانت الاوضة عدلة و اللا لااا ، مش كفاية انه مارضيش يجيب قشاية غيرها ، كمانى ماتبقاش جاية على عينينا ، انتى لازما يجيكى احلى و اغلى حاجة ، ده انتى بنت عزيزة
سميحة بامتعاض : يا امة احب على يدك بكفاياكى بقى اللى انتى بتعمليه ده عاد
عزيزة : يا بت بكفاياكى انتى عاد ترخصى حالك عنديه اكتر من اكده ، بعد أكده لو ضر.بك بالبلغة ماحدش هيعرف يفتح خشمه وياه بكلمة لجل واخدك بالرخيص
سميحة بتهكم : طب ما انتى وزنتى حسنة بالدهب .. قادرة تفتحى خشمك حتى
تهامى بانتباه : و هى مالها حسنة و مال اللى بتتحدتوا فيه ده ، هى حسنة كان جوزها هانها و اللا عيمل فيها حاجة عفشة ، طول عمره بيعاملها بالغالى ، و لما حوصل لها اللى حوصل مدخلها مستشفى بشئ و شويات و صرف عليها الوفات لحد دلوك
سميحة بتردد و هى تنظر لامها برهبة : انى يعنى اقصد ان الواحدة ما تضمنش ايه اللى ممكن يوحصل ليها
تهامى : فى دى عندياتك حق ، فضيها سيرة بقى يا عزيزة ، جابر راجل ، و كلف و اللا ما كلفش راجل ، جاب غالى و اللا جاب رخيص راجل ، كفاية انه بيراعى صاحبة و وقفته مع بتك
عزيزة و هى تزيح سميحة من امامها بغضب و تستكمل طريقها الى الاعلى : اندعقوا .. بس مايبقاش حد بعد اكده يقول انى ما نبهتكمش
اما بالقاهرة .. فقد وصل رامى الى منزله ليهاتف مى و يخبرها بانه فى انتظارها هى و شهاب ، و يقوم بتحضير الطعام على المائدة حتى وصلت مى و قامت بدق الباب بطريقة مرحة .. ليفتح رامى الباب بابتسامة و هو يقول : هو انتى مش معاكى مفتاح
و لكنه توقف عن اكمال حديثه و هو ينظر الى مى بانبهار لتقول له بمرح : ايه.. هى القطة كلت لساتك و اللا ايه
رامى بسعادة ملحوظة : الحقيقة المفاجأة هى اللى كلت لسانى
مى : عجبتك
رامى و هو يسحبها بين احضانه و يضمها بحب : الا عجبتنى ، دى احلى مفاجأة ، عملتيها امتى دى
مى : طب ايه هتسيبنا كده على الباب
رامى و هو ينظر الى شهاب باعتذار : انا اسف ، بس فعلا المفاجأة نستنى حتى انى ارحب بيك .. اتفضل
شهاب بدماثة : الحقيقة انا عاذرك ، لان انا كمان بلمت زيك كده برضة اول مرة شفتها بالحجاب
ليدعوهم رامى للجلوس و هو يطالع مى بدقة و يقول : لو كنتى قلتيلى على المفاجاة دى كنت جيبتلك هدية على الخطوة الحلوة دى
مى : بس مش معنى كده انك مش هتجيبها
رامى ضاحكا : لا طبعا .. حقك محفوظ ، بس .. اخبارهم فى البيت ايه
مى ضاحكة : طبعا لحد دلوقتى مامى معتبرانى بهزر او بلعب ، و انا سايباها تماما
رامى: كده احسن برضة ، ثم التفت الى شهاب قائلا : مى كلمتنى عنك كتير
شهاب : الحقيقة هى كلمتنى عنك اكتر ، لدرجة انها قالتلى ان موافقتك على جوازنا هو اول شروطها
رامى بابتسامة : طب تعالوا ناكل الاول لقمة مع بعض ، و بعدين نتكلم بعد كده براحتنا
