رواية نهاية الخطأ الفصل الثالث بقلم سلمي رامي
... من سكات ومن غير كلمة واحدة تلبسى ويلا معايا ...
عادت للخلف خطوتين ووضعت يدها فى خصرها وهى تقول
.. ومين قالك اصلا إن انا عايزة أروح معاك ، انا هنا فى بيتى ، محدش له حق يتحكم فيا ...
قال أشرف وهو يضغط على أسنانه وقد وصل لقمة
... إتقى شرط ياإيمان وعدى يومك على خير ، والله العظيم انا فعلا عندى استعداد أخلص عليكى وانتى واقفة ...
قالت بتحدى ... جرب كدة ياأشرف ، وانا أوديك فى داهية ...
لم يعد قادرا على تحمل استفذاذها ، فهم عليها ليضربها فوقف خاله أمامه ليمنعه لكن والدته كانت قد سبقته هى أولا لتطبق بيدها على شعرها وهى تقول
... عيارك فلت يابنت بطنى وانا اللى هربيكى من أول وجديد ...
لا تعلم من أين جائتها كل هذه القوة لتمكنها من ابنتها لتضربها بمثل هذا الشكل رغم مرضها ، من الممكن أن تكون نتاج ما تحمل فى نفسها من غضب وقلق وحزن على حال ابنتها مما هيأ لها أن الضرب قد يصلح من حالها ،
والغريب انه للحظات قد تركها أخوها وابنها لتفرغ ما بها بيدها ، على الأقل من امرأة لإمرأة ، لكن للأسف كبيرة السن لم يساعدها مرض السكر على التحمل كثيرا ، فحين خارت قواها ، تمكنت ابنتها من تحرير نفسها منها ، لكن يدها التى حررتها ضغطت أكثر على صدر الأم لتفقد توازنها وتقع على الأرض فاقدة للوعي ،
لم يتحمل أشرف المشهد الذى حدث فى لحظات كمرور الطيف ، فإنقض على الفتاة فى حالة من الهياج ، لصفعات متتالية على وجهها بكل قوته مما أدمى جانب شفتيها ، وهى تصرخ مرارا حتى بدأت المارة يلاحظون الصراخ القادم من النوافذ ،
لم يترك أخته إلا على نداء خاله والذى لم يستطع حمل أخته ورفعها وحده ،
رفعها معه وساعداها لتجلس على الكرسى فيما بدأت تستعيد وعيها ببطئ ،
اعتدلت إيمان بينما كانت منكبة على وجهها على الأرض لتفاجئهم بالصاعقة الكبرى حين زحفت لتصل لهاتفها وتتصل بأحدهم ، فسمعها أشرف تقول
لمن اتصلت به
... الحقنى يامحمد ، اهلى هنا وضربونى وعايزين ياخدونى ...
ثم بقت صامتة تستمع لما يقول الطرف الآخر وأغلقت الهاتف بعدما قالت له ... بسرعة والنبى ، هيموتونى. ..
ثم التفتت لتجد أشرف خلفها وفى عينيه نار غضب تكاد تحركها ، مد يده لتقبض على زراعيها قائلا
... مين محمد ده ...
تلجلجت من الخوف وابتلعت ريقها وقالت
... ده اللى هتجوزه بعد ما أطلق من أسامة ...
تجمد أشرف تماما وتجمدت يده على زراعها وعينيه متسعة على آخرها ، لم يبق منه إلا أنفاس تتسارع للخروج والدخول لصدره ،
وخاله وأمه لم يكونا أفضل حالا منه ،
والتفسير الوحيد الذى يتقبله العقل هو أن اخته على علاقة برجل ما ، هو من شجعها على كل هذا العصيان لهم والتمرد على زوجها وأبنائها وحياتها التى كانت قد رضيت بها منذ زمن .
بهدوء بعدما ابتلع ريقه قال ...تعرفيه من امتى ؟
قالت بثقة أكبر منحها لها هدوءه فى السؤال ، متخيلة أنها قد تعدت المرحلة الأصعب ،
... من سنة ...
أغمض عينيه يحاول التحكم أكثر فى غضبه وقال
... ومتفقين على كل حاجة ..
قالت ... ايوة ،مستنى لما أطلق واخلص وهيتجوزنى ...
.. وولادك ؟
... هيفضلوا معايا ...
... والحيوان ده هيصرف عليكى وعليهم ...
... ايوة طبعا ، دا هو إللى مأجرلى الشقة دى وبيدفع ايجارها ، وكمان بيدينى 1000 جنيه كل شهر ، اصرف منهم ...
كاد أشرف أن يجن ،حتى أن عرقى رقبته قد انتفخا نابضين و عيناه قد ظهرت حمراء لامعة من دموع مختفية من ضغطه على نفسه حتى لا يقتلها ،
قال ... والله ، كل ده وانتى منيمانا منعرفش حاجة ...
فاجأته قائلة ... ماما عارفة ...
التفت أشرف لوالدته يرمقها بنظرات مرعبة والتى كانت تبدوا غير قادرة على التنفس حتى وكأنها على وشك الإغماء للمرة الثانية ،
قالت بتقطع وضعف ... ده ، ده موضوع قديم وخلص ، والله ما اعرف أنها لسة بتكلمه ...
هنا قد وصل لآخر قدرة يمتلكها ، فرت من عينيه دمعة على جانب وجهه وهو يحرك رأسه اسفا على حال أخته ووالدته ،
التفت لأخته وبنفس الهدوء قال ... اسمه ايه بالكامل ؟
لم ترد ، فهى تعلم تماما أن أشرف لن يمررها بخير وقد تصل للدم ،
لكن أشرف لم يمهلها لحظة لتفكر بل فاجأها بيده التى تركت زراعيها لتقبض على عنقها قائلا
... انطقى ، اسمه ايه ؟
قالت من بين حشرجة أنفاسها المتقطعة ... مح محمد مدحت ...
تجمدت يده على عنقها وهو يقول ... محمد مدحت ؟ اللى فى الشارع اللى ورانا ، بتاع ورشة النجارة ...
التفت لوالدته لعلها تكذب ما قالت ابنتها لكنها شرعت فى بكاء عنيف ،
وقعت عينيه على خاله الذى وضع رأسه بين يديه من قلة حيلته ،
ترك عنق أخته لتقع فى الأرض تسعل من شدة ضغطه على عنقها ،
اتجه لأقرب كرسى وجلس عليه ، فقد شعر انه سيفقد وعييه فى الحال ،
وهو يقول بصوت لا يسمعه إلا القريب منه وعينيه على إيمان
... ده متجوز اتنين ، ومعاه خمس عيال