رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الخامس 5 بقلم رحاب ابراهيم


 رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الخامس بقلم رحاب ابراهيم 

سمعت صوت يقول :-
_ لأ اختاري الطوب الكبير عشان تفتحي نفوخه على طول وتخلصي من خلقته ..
هتفت بتاكيد :-
_ صححححححح 
ثم نظرت له بذهول واتسعت عيناها بصدمة 😨 
ابتعدت عنه ببطء  وهي تنتفض ولم تدرك انها تقترب من حافة سطوح المدرسة الخاوية من أسوار آمان ...

لمعت عيناه بنظرات غاصبة تهددها حتى لمح موضع قدميها ليتبدل وجهه للنقيض واعترفت عيناه بالخوف وتحركت يداه لا إراديا و جذبها من معصم يدها عندما كادت أن تسقط بظهرها للفراغ ، فرغ جسدها من أي قوة عندما شعرت انها على وشك الموت ويد القسوة اصبحت الآن يد النجاة ..
انتفض جسدها بقوة ورعشة اجتاحت اوصالها حتى تشبثت بأطراف معطفه وهي تشهق من البكاء وترتجف من الخوف والذعر ...

صغيرة على مقربةٍ منه وترتجف من البكاء هكذا  وتتشبث به كأنه أباها فأين قسوته الآن ! أو بالأصح ....أين قلبه ؟ 
بلع ريقه بقوة عندما تخيل إذ لم تجذبها يداه فالى أين كانت  ستذهب الأمور ؟ ....أراد حقا بشيء كالاعصار داخله أن يضمها  بكل غضبه ولكن توقفت يداه حتى قالت فاطمة وهي تبكي بشدة :-
_ كن..كنت ..هموت 
اجهشت في البكاء مرة أخرى واجهش معها غضبه الذي تفتت في بحر دموعها ،وطاف طريق جديد شع ببعض الضياء في قلبه ولكن لم يفهمه إلى الآن وضغط على اسنانه بقوة عندما قالت هذه الكلمات البسيطة الباكية ....

أمطرت السماء من جديد ولكن بشكل اكثر حدة حتى اختلطت مع دموعها على وجنتيها وزاد ارتجافها أكثر وهي تبتعد بخجل ، ارتبكت عيناه وهو يراها هكذا حتى خلع معطفه وكاد أن يضعه على كتفيها حتى ابتعدت عنه وقالت بتوتر :-
_ ما تقربليش 
عقد حاجبيه بغضب وهتف :-
_ البسي ده 
اطرفت بحيرة ثم مدت يدها واخذته ببطء حتى تضعه على كتفيها ، قال هو بتهديد :-
_ودلوقتي .. أمشي معايا من غير كلام 
اتسعت عيناها بذهول فأين هذا الرجل الذي كانت عيناه مذعورة عليها منذ قليل؟!  ....خلعت معطفه حتى القته في وجهه ثم اقتربت منه ببطء وتسمرت عيناه عليها بغموض حتى  دفعته  بكل قوتها فجأة ليسقط في صندوق حديدي قد امتلأ من مياه الامطار ليغرق جسد فهد به ......

ركضت للأسفل سريعا حتى خرجت من المدرسة في لمحة بصر ، اصابته الصدمة فيما فعلته فهذه ليست صغيرة هذه شرسة بثياب الطفولة ....خرج من المياه وشعر بالحيرة كيف سيظهر هكذا أمام الناس حتى ركل حجارة بقدمه بشكل عنيف وتملكه الغضب بطريقة أشرس من ذي قبل ..
وتوعد :-
_ بقى فهد الشريف حتت بت صغيرة  تعمل فيه كدا ! 
مش هتبقى آخر مرة أشوفك فيها يا فاطمة ...هجيبك 
ضاقت عيناه بشكل غاضب وحقا غضب لهروبها منه مجددا وهو الآن لا يعرف عنها شيء ولا إلى أين ستذهب !؟ 

اقترب من حافة السور  حتى لمحها وهي تركض بين السيارات ، نظرت للخلف وكأنها شعرت بنظراته تخترقها ، أرسل لها نظرة غاضبة يختلجها شيء غريب ولم ترى هي وجهه بتركيز لبُعد المسافة ولكن الغضب كان يبدو من وقفته ونظرته المصوبه بإتجاهها حتى ابتعدت عن ناظريه 

_______________________استغفرك ربي وأتوب إليك 

انتظر عمر في مكتب مديرة المدرسة الخاصة الذي تدرس بها مريم حتى اتت هي بابتسامة واسعة تعلن عن انهائها الامتحان بشكل جيد واستقبلتها يداه بضمة قوية ومرح ثم قال :-
_ تعالي بقى افسحك شوية قبل ما نرجع البيت ، كدا امتحاناتك خلصت الحمد لله ومافيش مذاكرة قبل الجامعة ..
وافقت مريم بسعادة وضحكة طفولية حتى جلست بسيارة والدها وأمر عمر السائق أن يذهب لأحد الأماكن ....

بعد مرور بعض الوقت 
خرجت مريم ووالدها عمر من احد الاماكن الترفيهية وبين يدها علبة من الايس كريم ..قال بضحكة :-
_ الناس فاكرينك خطيبي يابابا 😂 
علت ضحكته ثم قال بثقة :-
_ وانتي فكراني كبرت يابنت ولا إيه ، انا حاليا بدور على عروسة 
شهقت مريم ثم قهقهت من الضحك أكثر وقالت بتوعد :-
_ والله لقول للاااالي 
عبس وجه عمر وقال وهو يتظاهر الخوف والذعر :-
_ خلاص معلش بقى ،كلمة وعدت ، اعتبريني ابوكي واستري عليا 😂 
رفضت مريم وهي تغيظه وتاكل الايس كريم ....

نظر لابنته بمحبة فائقة ولضحكتها الطفولية الجميلة وقال :-
_ عايز اتكلم معاكي يا مريم شوية قبل ما نرجع البيت 
القت مريم العلبة الفارغة من يدها في سلة المهملات ثم أشارت له بالجلوس على احد طاولات الكافية المجاور لهم حتى جلسوا بعد دقائق ...بدأ عمر الحديث :-
_ كلها أيام ويبقى ليكي أسرتك الخاصة بيكي ، المفروض ماما اللي تقولك كدا بس احنا مش اب وبنته احنا صحاب كمان ...
ضمت مريم يد اباها وقالت بابتسامة :-
_ طبعا يا عموري ، قول اللي انت عايزه كله 
ابتسم عمر بحنان وهو يربت على يداها وتابع :-
_ انا وافقت على آدم لأني عارف أنه هيصونك وهيحافظ عليكي ، لكن لازم اوضحلك شوية حاجات لو عرفتي تعديهم يبقى أنتي كدا هتعيشي في سعادة وهنا ..
انصتت مريم ولم تقاطعه ، أضاف عمر :-
_ آدم عنده أزمة نفسية كبيرة من ساعة ما عرف موضوع نسبه ، الأزمة دي مش سهلة بدليل أنه مش عارف يخرج لحد دلوقتي من الدوامة اللي دخلها لأنه كان طفل لما عرف ، انا ماكنتش عايز اقوله غير لما يكبر شوية كمان ويبدأ يستوعب بعقل اكبر كل اللي حصل زمان ...بس نصيبه أنه يعرف يومها .......
عايزك تصبري عليه ، لو لقيتيه بعيد ما تزعليش هو مش قصده بس نفسه يطلع من التوهة دي ومش عارف ، خليكي انتي الايد اللي تنقذه من اللي هو فيه ...

أطرفت مريم عيناها ولم تفهم حديث والدها بنسبة كبيرة ثم قالت بتساءل :-
_ طب يا بابا انتوا كلكم حاولتوا معاه ، تفتكر انا بضعفي ده هقدر انقذه ...
اعتراض عمر على حديث ابنته ونفى :-
_ مين اللي قال انك ضعيفة ، بالعكس ، انتي الوحيدة يا مريم اللي تقدري تخرجي آدم من اللي هو فيه ...
عقدت حاجبيها بفضول :-
_ ليه ؟ ، اشمعنى انا 
ابتسم عمر في مكر وقال :-
_ ليه بتسألي ليه ! ، مش مكفيكي انه طفش أنس وكان ممكن يضربه كمان ...
تذكرت مريم أن آدم بالفعل فعل ذلك ثم ابتسمت بخجل وهي تنظر للاسفل ....
ربت عمر بحنان على رأس ابنته المحجب ثم قال :-
_ هتفهمي كل حاجة في آونها ، التجارب اللي بتفهم مش الكلام بس ، وكل اللي بطلبه منك تصبري عليه 
تابع ببسمة عاشقة وهو يتذكر ليالي :-
_ انا وامك شوفنا الويل في حياتنا واتعذبنا كتير أووووي ، انتي ما تقدريش تستحملي ربع اللي استحملته هي ، صبرت عليا كتيرررر وانا اللي كنت غلط وهي بردو كانت غلط في حاجات ، بس لما رجعت مصر وبدأنا نرمي اي خلاف ممكن يبعدنا عن بعض وصلنا لطريق اننا ما بقيناش نختلف اصلا ...هو ده سر الحياة الزوجية الناجحة ....
الخلاف يعني نقاش مش بُعد .. يعني تسمعيه ويسمعك وماتخبيش عنه حاجة ....واوعي تدخلي حد ما بينكوا حتى لو انا أو ماما واحنا مش هندخل في أي حاجة دي حياتكوا وانتوا حرين فيها ....
بقلم رحاب إبراهيم 
هزت مريم رأسها بتفهم ووضع النادل المشروبات ثم ذهب 
احتارت كيف تخبر اباها قرارها ..قالت فجأة :-
_ انا عايزة ادخل كلية العلوم يابابا بس مش عايزة آدم يعرف غير بعد ما اقدم ..مفاجآة وكدا
وضع عمر فنجان قهوته ونظر لها بخبث ثم قال :-
_تمام ، بس النتيجة تطلع بخير الاول وهعملك اللي انتي عايزاه..
_______________________صلّ على الحبيب 😍 

في النادي الرياضي ...
لمح مالك تلك الفتاة التي كانت ترمقه بعدائية وشعر بالفضول ليعرف السبب فهو مستجد هنا ! ، أو من الممكن أنها تشابه عليه ! ....

كانت ترتدي حجابها الابيض على رداء التنس المحتشم حتى انتظر هو لانهاء جولتها وأشار لها بتحدي لبدء جولة معه ....رمقته بغيظ واستفزتها نظرته الواثقة حتى قالت بخفوت :-
_ بس كدااااا ، ااااوك 
بدأت الجولة بشكل هجومي غير مبرر منها حتى انتبه مالك لذلك وكان يخفي بسمته فهي لم تعرف بعد أنه من أحد ابطال هذه اللعبة ...
تركها تفوز في أول الخطوات حتى شن هجومه عليها حتى جعلها تلهث وهي ترمي كراتها الصغيرة ..
بدأ الجميع يحتشدون ليروا هذا الفريق الذي وكأنهم في معركة حتى انتهت الجولة بفوز مالك واحمرت عيناها من الغضب ثم ذهبت إلى تدريبها الرياضي بشكل غاضب ...
تركها تمر من امامه وهو يكتم ضحكته المرحة ورغم عنادها وتحديها الغريب له ولكن اعجبته كثيرا ..
______________________________ أذكروا الله 

ترك عمر مريم بالسيارة وذهب مع السائق مرة أخرى لداخل المول لياتوا ببعض المشتريات الكثيرة التي اختارتها مريم بعد اصرار والدها بذلك ...
نظرت من النافذة ورأت سيدة تسأل  المأرة المساعدة ، عطفت مريم عليها ثم فتحت باب السيارة لتترجل منها وقد أخذت من حقيبتها بعض النقود لتعطيها لها ، واثناء ذلك مر متسكع بوجهه المخيف وبدأ ينظر لمريم بنظرات جريئة وبدأ يقترب منها للمضايقة ، التفتت مريم بعد أن اعطت السيدة النقود ونزرت له باستحقار حتى اعترض طريقها بقوة ...لم تستطع الركض فبدأت تعنفه ولكن الآخر كانت نظراته مخيفة ...
قبل أن يبدأ بالتحرش كانت حقيبة بالية تضم وجهه حتى سقط على ظهره متأوها....قالت الفتاة صاحبة الحقيبة لمريم بلطف :-
_ انتي كويسة ؟ 
مسحت مريم عيناها التي بدأت في البكاء واجابت بأمتنان للفتاة الذي ترتدي الزي المدرسي :-
_ الحمد لله ،متشكرة أوي ، انا كنت خايفة منه أووي 
ثم اتسعت عين مريم وهي تراه يقف من جديد وبدا يقترب لفاطمة حتى يثأر ...صاحت مريم وهي تحذر فاطمة حتى تلقف اللكمة الأخرى بالحقيبة ثم بدأت فاطمة تلكمه بيدها وتضربه بطريقة شرسة جعلته يلهث ....
عادت فاطمة بنظرة منتصرة إلى مريم التي كانت تنظر لها وهي لا تصدق أن هذه الشراسة تكمن في جسد فاطمة الصغير ...قالت مريم :-
_ برافوا عليكي ،انتي اسمك ايه ؟ 
عدلت فاطمة من هندامها بثقة  وقالت :-
_ فاطمة ، وماتستغربيش ، انا لسه ضاربة ضابط من شوية هع 😎 
ابتسمت مريم رغما عنها وقالت وقد دخلت هذه الفتاة إلى قلبها :-
_ ميرسي يا فاطمة بجد ، مش عارفة اقولك إيه 

اتى عمر راكضا من الداخل عندما أخبره أحد بعراك فتاة عرجاء بالخارج مع أحد المتحرشين ، ركض كالمجنون إلى ابنته حتى وصل امامها وحاوط وجهها بكفيه ثم قال :-
_ مين اللي زعلك يا حبيبتي ، قوليلي يا مريم 
نفت مريم بابتسامة رقيقة وأشارت لفاطمة ثم قالت :-
_ واحد متحرش بس ما تخافش يابابا ، فاطمة دافعت عني وفضلت تضربه لحد ما كان هيموت في ايدها وجري ..
نظر عمر بإمتنان وشكر إلى فاطمة وقال :-
_ متشكر أوي يا فاطمة ، اطلبي اللي انتي عايزاه مني
قالها متسرعا حتى اخفضت فاطمة عيناها بلمعة دموع ثم قالت له :-
_ شكرا يا بيه ، انا مش عايزة حاجة ومادافعتش عنها عشان كدا ...
نظرت مريم بألم إلى فاطمة وقالت معتذرة :-
_ بابا ما يقصدش يا فاطمة انا اسفة 
باغتها عمر بإعتذار وأسف :-
_ يابنتي والله ما اقصد ، بس ماحستش أن الشكر وحده كفاية على اللي عملتيه مع بنتي ...
مسحت فاطمة عيناها وقالت وهي تهم بالذهاب :-
_ خلي بالك من مريم وما تسيبهاش تاني لوحدها 

ذهبت فاطمة ونظراتهم تتبعها وشعر عمر بالضيق لاحراجها فهو لم يقصد ذلك وتحدث بعفوية ...ثم التفت إلى ابنته بأسف وقال وهو يضمها :-
_ انا اسف يا مريم ، مش هسيبك دقيقة واحدة بعد كدا في مكان غريب ..اسف يا حبيبتي سامحيني
ابتسمت مريم لها بتفهم ثم نظرت لفاطمة وهي تسير بين السيارات وتمسح وجهها بين الحين والأخر ...دعت لربها أن تراها مجددا ....
_____________________________استغفر الله العظيم 

توجهت فاطمة إلى بيتها مباشرةً حتى دلفت للحجرة البسيطة على سطوح العمارة القديمة ووضعت حقيبتها بضيق وجلست على مقعد مسنود ببعض قوالب الطوب الاحمر  ...لمحتها الام واقتربت منها بتساءل :-
_ مالك يا بطة ؟ 
هزت فاطمة رأسها ثم نهضت لتبدل ملابسها حتى وقفت وهي تبحث حولها عن والدها :-
_ هو ابويا فين ؟ 
اجابتها الام وهي تعود لاعداد الطعام :-
_ راح يشوف أي شغلانة هنا ولا هنا ، احنا مش معانا حتى فلوس السفر للبلد ..
اعترضت فاطمة بقوة :-
_ مش عايزة اسافر الصعيد ، انا عايزة افضل هنا ، انا خرجت من الامتحان وقعدت الف على المحلات لحد ما لقيت محل هدوم حريمي في مول واتفقت اروح من بكرا 
نظرت الام لابنتها بألم ثم تساءلت :-
_ طب وهما رضيوا يشغلوكي كدا على طول ؟ 
تنهدت فاطمة بضيق وقالت :-
_ الست صاحبة المحل فضلت اقنعها ومارضيتش غير لما عرفتش اني بعرف اخيط على المكنة 
---------------------------------
مفترية فاطمة 😒😒😒

سقطت دموع الام وهي تتمتم بدعاء إلى الله :-
_ ربنا يسترك دنيا وأخرة يا فاطمة يا بنت نعيمة ويوقعك في اللي يهنيكي ويغنيكي عن الدنيا بحالها 

دلفت فاطمة للحمام  لتبدل ملابسها التي اتسخت بعض الشيء من السير في الطريق حتى خرجت وهي تسرح شعرها الطويل الذي ضاقت من طوله حتى هتفت :-
_ تعااالي يا ماما سرحيلي شعري مش بعرف اسرحه لوحدي 

ابتسم الام وهي تجفف يدها ثم جلست خلف ابنتها على الارض وبدأت تمشط شعر فاطمة الذي كان يسبح طوله حتى عدة اشبار ناقصة ويصل إلى قدميها ...
سمت الام الله وهي تمشط شعر ابنتها وقالت بمرح :-
_ الله اكبر على شعرك يابت يابطة ، بكرا لما تتجوزي وحب يضربك عشان لسانك الطويل ده يجرك من شعرك 

لوت فاطمة فمها بسخرية وتذكرت فجأة مشاجرتها لهذا اليوم ثم قالت بغرور :-
_ ماحدش يقدر يمد ايده على بطة ، ده كنت افرمه 
وكزتها امها بضحكة وقالت :-
_ والله انا حاسة انك هتقعي في واحد ما هتقدري تقوليله بم حتى ....
ذهب فكرها إليه بشكل مفاجئ حتى تذكرت ما فعلته ورمي الحجارة عليه ثم دفعه بصندوق الماء مما جعلها تضحك عاليا وظنت الام أنها تضحك على جملتها الاخيرة 

__________________________ لا إله إلا الله محمد رسول الله 
في شقته الخاصة التي يقيم فيها أكثر ما يقيم في الڤيلا ، خلع ملابسه الرطبه وابدلها بأخرى وعلامات الشراسة على وجهه ثم نعت نفسه بالابله :-
_ مانت كمان غبي ،كل ما تشوفها تتجمد ليه !! ، فيها ايه يعني زيادة عن اللي بيجروا وراك ! ، دي ماتجيش ربع جمالهم ...
صمت قليلا من المنحنى الذي اتخذه تفكيره ثم التقط مفتاح شقتها وخرج بعصبية وصمم انهاء هذا الامر ونسيانه....
______________________اللهم حسن الخاتمة 

في ڤيلا الشريف...
دلفت مريم إلى ذراع امها ليالي وبدأت تسألها عن الامتحان حتى طمأنتها مريم ولم تخبرها عما حدث كي لا تقلقها ..
ثم صعدت مريم إلى غرفتها وما أن دلفت حتى ركضت القطة إليها والتقفتها مريم بابتسامة ....
سمعت بعض الضوضاء بالأعلى وتعجبت لذلك حتى خرجت من غرفتها إلى الاسفل متساءلة عن السبب :-
_ هو إيه الدوشة اللي فوق دي يا ماما ؟ 
اجابتها ليالي بابتسامة وهي تبحث على شبكة الانترنت من خلال هاتفها على شيء :-
_ جناح العرايس بيجهز يا عيون ماما ، وآدم استأذن من بابا انه هيروح يقعد في شاليه اسكندرية لحد الفرح ...
عقدت مريم حاجبيها بضيق ثم قالت :-
_ هيقعد في اسكندرية ! ، يبقى خد اجازة اصلا ، مش المفروض كانت اجازته تبدأ من الفرح مش قبلها كدا ؟! 

توترت نظرة ليالي ولكن اخفت هذه النظرة وقالت :-
_ هو خد شنطة هدومه ومشي من شوية ، ويمكن حب ياخد فترة نفسيته تهدأ من دوشة الجامعة وكدا عشان شهر العسل وكدا ، ماتستعجليش هتعرفي منه كل حاجة 

مطت مريم شفتيها بعصبية ثم قالت :-
_ طب وهو ساب الفيلا ليه ، ما كان ممكن يقعد في أي اوضة تانية ! 
نهضت ليالي واجابتها بجدية :-
_ بالعكس انا احترمته أكتر رغم أنه هيوحشني وقلقانة عليه ، لكن الفترة دي بالذات حرجة شوية وبالذات انه المفروض خطيبك دلوقتي ..
تأملتها مريم للحظات واستقبال الكلمة كان كالنسيم عليها حتى صعدت إلى غرفتها بابتسامة شاردة وهي ترددها بداخلها مراراً...

__________________________سبحان الله وبحمده

بعد أن عادت ياسمين إلى منزلها والغضب جلي على وجهها دلفت امها "هايدي " إلى غرفتها بقلق :-
_ حبيبتي زعلانة ليه ؟ 
نفت ياسمين وابتسمت قليلا ابتسامة لم تصل لعيناها ثم كررت امها السؤال عدة مرات حتى افصحت ياسمين بغضب عما حدث ، تبدل وجه الام للعصبية وأشارت بيدها محذرة :-
_ يابنتي افهمي بقى ، ماتبقي غبية زي ما عملت زمان ، ابوكي اللي كان طماع وبرر لنفسه اللي حصل زمان بس انا عارفاه كويس اووي ، هو كان عايز يبقى غني زيهم ولو مابقاش يبقى يدمرهم ...كل العذاب اللي الناس دي شافته بسبب ابوكي ...
قالت ياسمين بانفعال وهي تنهض :-
_ انا ماجيتش جمبهم في حاجة ، ابن اللي دخل ابويا السجن هو اللي وقع في طريقي ...ابن باسم عبد العاطي مش عمر الشريف ....
وقفت الام وهي ثائرة من الغضب وقالت :-
_ ابوكي فضل يتحجج باللي حصل في ابوه وانتي بتعملي زيه دلوقتي بس انا مش هسمحلك ، قسما بالله لو عملتي أي حاجة تأذي عمر ولا باسم ولا حد من اهل بيتهم لا انتي بنتي ولا أعرفك وهغضب عليكي ليوم الدين ....وانا عارفة مين اللي مالي مخك بالكلام ده ...عمك مش كدا ؟ 

اشاحت ياسمين عيناها عن امها مما جعل الام تتأكد من ظنها وصاحت غاضبة  :-
_ طب لما هو حنين اوي كدا وبيحب أخوه ماخدش هو حقه ليه من زمان !! ، ولا مستني بنت اخوه لما تكبر ! ، انا هتصل بخالك احمد النهاردة يجي يشوف حل معاكي ومع عمك اللي ورحمة ابويا وابوكي ماهو داخل هنا تاني ...

جذبت ياسمين يد امها ثم قبلتها وبدأت تبكي :-
_ خلاص يا ماما ما تزعليش عشان خاطري ، انا اصلا ماكنتش ناوية اعمل حاجة ، بس مش قادرة ما اكرهش الناس دي وده غصب عني ، سواء بابا كان صح ولا غلط بس هما السبب في اني اتولدت يتيمة واتحرمت من بابا ..
ضمتها امها بقوة وقالت :-
_ اليتيم هو يتيم الام ،وانا جانبك ياعبيطة ، انا عارفة انك طيبة بس مش عايزاك تسمعي لعمك أي كلام ، اسمعي كلامي انا وبس ، محدش هيحبك ادي ..
استمرت ياسمين تبكي بين ذراعي امها حتى هدأت وقررت تجاهل ذلك المالك تماما ......
____________________________سبحان الله العظيم 

ليلاً ...في ليل اسكندرية الشتائي 😎 

وقف أمام الشالية الذي قد تعمووري

ائه من سنوات قريبة مضت ..نظر للمياه بشرود وبين يده فنجان قهوته واليد الأخرى بجيبه...أراد الابتعاد حتى يجمع شتات نفسه ويرسو على بر لهذه التيهة ...كان شبح الماضي يصفعه ويقول له انت مدنس ليس من حقك أي شيء ، فالأم مخطأة ..والأب مدمن على تعاطي المخدرات وكانت سبب وفاته أيضا ...وتبدلت حياته رأسا على عقب في يوم وليلة حتى تبدل هو واصبح ذلك الرجل المعقد الذي يرى أن تلك البريئة لا يجب أن تكون معه ...سيقسو عليها بعقدته ، لن يستطيع أن يمنحها الحب الذي تسمو اليه أي فتاة ، لن يستطيع اعطائه لأي إمرأة ..لأنه مفتقد الذات ...
وفاقد الشيء احيانا لا يستطيع أن يعطيه ....
ضغطت على فنجان قهوته الدافئ حتى قال بعذاب وألم يركض بداخله مجرى الدم :-
_ ابعدي عني يا مريم ....مش هقدر اخليكي تحبيني ومش هقدر  اكونلك زوج هيقدر يسعدك ....وانت صغيرة أووي على قسوتي ...

لمع ضوء القمر بعينيه الغائرة كلما تذكر كلماتها المعتادة "زي أخويا " وظن أنها ارضخت لقرار الزواج بسبب سفر امها للعلاج مثلما اخبرها قبل ذلك  .....
دلف للداخل والقى الفنجان من يده في حوض الماء بالمطبخ الخشبي الحديث ثم صعد على الدرج ودلف إلى غرفته للراحة ....
____________________اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك 

بعد مضي يومين ...في ڤيلا الشريف 
زفرت ليالي في ضيق وهي تلقي هاتفها وقالت لمريم التي تنظر للمجلة :-
_ مافيش حاجة عجباني يا مريم لا في المجلات ولا النت 
ابتسمت مريم وقالت :-
_ طب في محل انا شوفته واشتريت منه شوية طرح تحفة وكان فيه فساتين  خرافة ، والله لسه فكراه دلوقتي 
قالت ليالي بضيق :-
_ هو لازم نروح يعني ،ماينفعش مندوب يجيلنا هنا ولا حتى ليهم صفحة أو موقع على النت ؟ 
اجابت مريم بصدق :-
_ مش عارفة بصراحة انا حتى مش فاكرة اسمه ، بصي يا ماما ما تقلقيش ، انا هروح مع بابا وخليكي انتي هنا ، وانتي عارفة بقى ذوق بابا ...
ابتسمت ليالي بثقة وقالت :-
_ طبعا

اتى عمر بعد أن انهى عمله في الشركة وجلس معهم في الصالون :-
_ ايه مالكوا ؟ 
اجابت ليالي وهي تضع كوب العصير من يدها على المنضدة :-
_ هتروح مع مريم ياعمر عشان تنقي الفستان اللي يعجبها عشان الخطوبة ، انا تعبانة ومش هقدر اروح ...
نهض عمر من مقعده وجذب مريم من يدها وقال بمرح :-
_ تعالي يا روما ، وانا اللي هختارلك فستانك 
ضمته مريم بابتسامة ثم صعدت لتستعد ......

__________________________الحمد لله 

في محل الملابس الحريمي ...
ربطت فاطمة شعرها الذي كان ينسدل كل فترة وهي تنظف المحل مثل ما امرتها صاحبته بغطرسة  ....
قالت مدام نايا :-
_ ها يا فاطمة ..خلصتي ؟ 
بلعت فاطمة ريقها ثم اتجهت لتبدل ملابسها المبتلة من مسح الارض حتى هتفت مدام نايا مرة أخرى وقالت :-
_ طب بسرعة عشان في فستان صحبته عايزاه يتزبط وهتاخده بكرا ....
اجابتها فاطمة  خلف زاوية البروڤا بالايجاب ثم خرجت وهي تعقص شعرها ثم لفتها دائرة على راسها ..والقت عليها نايا نظرة حسد عندما رأت كثافة وطول شعرها ....
ربطت فاطمة حجابها ثم جلست أمام ماكينة الخياطة الحديثة وبدأت تعمل بجهد حتى انتبهت لصوت يهتف بأسمها ....
_ فااااااطمة 
رفعت فاطمة رأسها لتتسع عيناها بدهشة ثم ابتسمت بصدق لمريم التي اسرعت الخطا إليها مبتسمة ابتسامة واسعة ...نهضت فاطمة لتصافح مريم مع دهشة مدام نايا لمعرفة فاطمة بفتاة مثل مريم الذي يبدو عليها الثراء الفاحش ....ضمتها مريم بقوة وقالت :-
_ دعيت ربنا أني اشوفك تاني والحمد لله دعوتي استجابت ...
اقترب عمر وعلى وجهه ابتسامة ايضا وقال بلطف :-
_ أزيك يا فاطمة 
اجابت فاطمة بابتسامة صادقة :-
_ الحمد لله ، نحمدو 

نظرت مريم حولها وقالت :-
_ انتي بتشتغلي هنا ؟ 
ردت فاطمة بالايجاب ثم قالت مريم :-
_ طب تعالي بقى اختاري معايا فستان خطوبتي 
قال عمر بمرح وابتسامة :-
_ طب انا هقول رأي في الاخر ، هستناكي في الكافية اللي قصاد المحل يا روما ..
اشارت له مريم بالسلام ثم بدأت فاطمة تبحث مع مريم عن الرداء المناسب .....
اقتربت مدام نايا لهم وقالت وهي تهتف بفاطمة 
_ روحي انتي كملي شغلك مش هتعرفي تنقي من الفساتين دي  ،انا هختارلها احلى فستان 

عقدت مريم حاجبيها بضيق واعترضت :-
_ لأ ، انا عايزة فاطمة تختار  معايا 
اجابتها نايا بابتسامة رسمية قد لا تنفر مريم ....
ابتعدت فاطمة بضيق حتى وقع نظرها على فستان بلون الكشمير مندس بين عدة فساتين بعيدة ....ابتسمت فاطمة وركضت له حتى اخرجته من بين الفساتين وهتفت ...
_ هووووو ده 
كانت نايا تعرض عدة أزياء على مريم ولكن لم يلفت نظر مريم شيء ولرفضها طريقة هذه المرأة ايضا ...حتى انتبهت لصوت فاطمة ...ابتسمت مريم وهي تشهق من جمال الرداء الساحر الذي يبدو أن صمم للاميرات ...

أشارت لها مريم حتى تأتي وركضت فاطمة اليها بفرحة حقيقية وأعتطها الرداء بابتسامة سعيدة وقالت :-
_ هيبقى تحفة عليكي يا مريم ، ادخلي قسيه 
اتسعت ابتسامة مريم وهي تنظر لفاطمة بمحبة ثم دلفت للبروفا حتى تجربه ....
جذبتها نايا بغضب وقالت :-
_ مين اللي قالك يا غبية تجيبي الفستان ده ..ده للعرض بس ..
تذمرت فاطمة وقالت :-
_ هو مش فستان زي بقية الفساتين والمفروض يتباع 
رفعت نايا حاجبيها الاشقران بعصبية وقالت باحتقار :-
_ انتي هتعلميني شغلي يابت 
جزت فاطمة على اسنانها حتى تكبت غضبها كي لا تخسر هذا العمل الذي ستأتي منه براتب مرضي لها ....
عادت لعملها أمام ماكينة الخياطة ولم تجيب على نايا ....

خرجت مريم من البروفا وهي مبتسمة بسعادة وقررت بتأكيد أنها سترتدي هذا الرداء بخطبتها ....

ابتسمت فاطمة لسعادة مريم الواضحة ثم قالت :-
_ الف مبروك يا روما 
اقتربت منها مريم وجذبتها من يدها ثم ضمتها بقوة وقالت :-
_ وبتدلعيني كمان يا فطومة 😍 
ثم توقف عندما لمحت لمعة البكاء بعين فاطمة ورمقت نايا الذي تنظر بغيظ اليها ...قالت مريم لفاطمة :-
_ عايزة منك طلب 
مسحت فاطمة عيناها بابتسامة واجابت :-
_ تؤمري 
تابعت مريم بنظرة محبة :-
_ خطوبتي يوم الجمعة الجاية ، عايزاكي معايا 
تعجب نايا وفغرت فاها ثم قالت :-
_ انتوا تعرفوا بعض اوي كدا ، ده انا بحسب معرفة سطحية ..
ابتسمت مريم واجابت :-
_ احنا صحاب ...
نظرت لها فاطمة بعمق وهزت مريم رأسها مؤكدة وبعيناها نظرة خبث لتلك التي ترمق فاطمة بدهشة ....
فهمت فاطمة حديث مريم ودفاعها غير المباشر عنها وقالت :-
_ ما تزعليش لو ما قدرتش اجي 
قطب وجه مريم ثم قالت :-
_ طب الفرح بعد اسبوعين من الخطوبة ، عشان خاطري تعالي ...
حسبت فاطمة سريعا موعد راتبها ثم اجابت بموافقة جعلت مريم تكاد أن تقفز من الفرحة .....قالت فاطمة :-
_ هروح انادي والدك عشان يقول رأيه في الفستان ، خليكي انتي هنا ....

ذهبت فاطمة للكافيه المقابل للمحل وأشارت لعمر أن يأتي حتى ترك فنجان قهوته واتى معها .....

دارت مريم بسعادة وببعض العرج من قدميها حول نفسها عندما اتى والدها ليلقي نظرة على اختيارها ....صفر بإنبهار وقال بابتسامة :-
_  وااااااااااااااو ، يابخت آدم هياخد مني قمري 
ذهبت مريم بين ذراعي والدها وقالت :-
_  محدش يقدر ياخدني منك يا عمووري

اتم عمر الحساب حتى ارتدت مريم ردائها الاخر ثم قالت لفاطمة وهي تعطيها كارت بالعنوان :-
_ ياريتي تيجي في الخطوبة يا فاطمة ، بس لو ماعرفتيش تعالي في الفرح عشان خاطري ...
ابتسمت فاطمة بصدق وأردفت قائلا :-
_ ممكن ما اعرفش اجي الخطوبة ، بس اوعدك هحضر الفرح ...
قال عمر بجدية :-
_ لو عايزاني ابعتلك عربية تيجي تاخدك من بيتك مافيش مانع ، انتي زي بنتي 
رفضت فاطمة بقوة :-
_ لأ ما تتعبوش نفسكوا ، انا هعرف اجي بأذن الله ..اوعدك 
صافحتها مريم بضمة ثم اخذت ردائها وخرجت مع والدها وهي تشير لفاطمة ...

قالت فاطمة بخفوت :-
_ هروح الفرح عشان ادخل عليهم بهدية حلوة كدا مش بإيدي فاضية 

تعليقات



×