رواية جنة الياسين - انتقام بالخطأ الفصل التاسع بقلم اسراء هاني شيوخ
يجلس يستمع لمقابلتها مع الشخص الذي أرسله وداخله خوف لم يشعر به في حياته ..
"ارفضي يا جنة ارفضي وهديكي قد المبلغ ده مليون مرة ارفضي وهأكون أنا وكل ثروتي تحت رجليكي ارفضي ووعد مني هخليكي ملكة "
كان هذا الصوت الذي يتردد داخله وهو يتمنى من كل قلبه أن ترفض وتنجح في هذا الاختبار لن يتحمل كسر قلبه لم يكمل دعاءه حتى سمعها تهمس للرجل " انا موافقة"
صدع وشروخ بل حرق في قلبه بأكمله شعر بتجمد أطرافه وبرودة في جسده كأن روحه ستغادره لم يشعر في حياته بألم هكذا لو أنها أطلقت رصا..صة اخترقت قلبه أهون عليه مما يشعر به الآن هل عشرة مليون تمنه وتمن قلبه يا له من ثمن رخيص ..
نظر له صديقه بحزن وقال بأسى " ياسين هيا اكيد .."
قاطعه بأن أشار له بيده أن يسكت ليتنهد صديقه بحزن وقال " ما تعملش في نفسك كدة هيا ما تستاهلش اصلا تزعل عشانها انت من الأول عارف كدة وضحكت على نفسك وكنت تبرر ليها وتحسن صورتها في كل مرة كويس انك عرفت حقيقتها وانت عالبر "
ضحكة عالية خرجت منه وقال بقهر رجل وما أصعب قهر الرجال " عالبر "
سكت يحاول منع دموعه ثم اكمل " اللي عالبر كان تمنه قلبي تفتكر في اغلى من قلبي كنت هأخسره بعد كدة "
أخفض أحمد رأسه بحزن ليكمل ياسين حسرته " ياريتني ما طاوعتك وفضلت عايش مخدوع أهون من اللي انا حاسس بايه دلوقتي "
تركه وخرج مسرعا ولم يوقفه صراخ صديقه قاد سيارته لا يعلم أين يذهب فقد كانت هيا راحته وقت ضيقه أوقف سيارته أمام الشاطئ وخرج منها دون أن يغلقها وقف أمام الشاطئ يدور حول نفسه ليصرخ بكل صوته لعل ألمه يخف قليلا انحنى على ركبتيه وهو يضع يده على قلبه الذي يتألم وهمس بصوت مختنق " ليه ليه يا جنة ليه "
استمر على جلسته ودموعه تهبط كالمطر في يناير ولأول مرة يبكي بهذا الشكل ..
بعد وقت قام من مكانه وعاد سيارته اخرج زجاجة ماء وغسل وجهه وهمس بحرقة " هتدفعي التمن أضعاف يا جنة التمن القديم والجديد "
قاد سيارته وذهب الى شقتهم وعاد بذاكرته الا ما قبل كم يوم
انتهت من الغداء وكان يعمل على لاب توبه بكل تركيزه اقتربت منه بغيظ وأغلقت اللاب رفع عينيه بغيظ وقال " عارفة لو حد تاني اللي عمل كدة كان زمانه متقطع دلوقتي "
اقتربت منه بدلال أنثى أذاقته من السعادة ألوان وألوان وهمست " انا زهقت هو انت قولتلي نتقابل اليوم عشان تشتغل وانا افضل اتطلع عليك "
التمع المكر بعينيه وقال وهو يفك ازراره " تصدقي اني وحش انا هأصلح غلطتي "
أمسكت يديه وقالت بسرعة " لا لا انت ايش فهمت استنى احنا هنعمل حاجة تانية نتسلى "
تأفف بضيق وقال " لا انا بعرفش أتسلى غير كدة "
عقدت حاجبها وامسكت هاتفها وقالت بحماس " استنى بس احنا هأنعمل تيك توك "
رفع حاجبه بسخرية وقال بعدم تصديق " نعم يا اختي تيك ايه انتي اتضربتي بنافوخك قال تيك توك "
رفعت حاجبها بتحدي وقالت " تعمل تيك وعندي بدلة رقص كنت جايباها يلا مافيش نصيب "
قامت من مكانها ليتمتم بغيظ " ولا يفرقلي " ثم سأل ببراءة " هيا جامدة اوي يعني برضو ولا يفرقلي "
بعد وقت كانت تستمع للفيديو ( بكلمك مش بترد مشغول طب ما تقول منا هو بقول ) بعد أن تم تصويره وهو يضحك بشدة غير مصدق انه قام بفعل ذلك
وكانت هيا تنظر لضحكته بقلب يدق بشدة وهمست بلا وعي " ضحكتك حلوة كتير يا ياسين "
توقف عن الضحك وقال بمكر " مش بس ضحكتي انتي بس قومي نفذي وعدك وبعدين نقرر ايه الحلو "
ركضت من امامه وقالت " انسى انا عيلة بتاخد بكلام العيال "
نظر لها بصدمة وقال بغيظ " انسي اقسم بالله أعلقك "
وضعت يدها بخصرها وقالت وهيا تشير لهاتفها " ولا تقدر تعمل اشي عندي فيديو لو نزلته عالتيك توك هيجيب مشاهدات انما ايش مالهاش اخر وهأتشهر وألم مصاري بالهبل "
فتح عينيه على آخرها غير مصدق ما تقول هل تهدده بذلك هيا محقة يدفع كل ما يملك ولا يتم تنزليه ..
ليهمس بحزن مصطنع " خلاص مش عايز منك حاجه انا قولت جنة الوحيدة اللي بتنسيني الدنيا وكل اللي نفسي بتحققه انا ماشي "
نظرت لأثره بحزن لتوقفه بلهفة " استنى خلاص هلبسها بس تغمض عينيك وما تطلعش "
رفع حاجبه بسخرية وقال " نعم يا اختي "
لترد برجاء " طيب غمض عين وفتح عين "
يلا تلك التي ستصيبه بالجنون بسبب لطافتها وطريقتها هز رأسه وجلس ينتظرها على أحر من الجمر ..
فاق من ذكرياته على وصوله شقتهم ...
في الشقة كانت قد وصلت وهيا تشعر بدوامة ليس لها آخر هل هيا حامل ماذا ستفعل هل سيتقبله ام سيطلب منها إجهاضه ماذا ان رفض هل ستوافق على إجهاض طفلها كل تلك الاسئلة كانت تدور في رأسها ..
لتتذكر ذلك المتخلف الذي طلب منها احد الملفات واعطاها شيك بخمسة مليون تنظر للشيك بسخرية وهمست " خمسة مليون اممم ولا كنوز الدنيا كلها جمب ضافر من ضفاير ياسين طيب ايش اعمل احكيله ياخد باله اه انا لازم أقوله "
رن هاتفها اجابت " ها فكرتي "
استمعت للطرف الآخر وهمست " انا قررت لازم اهل بلسم يعرفوا فيها وتعيش في خيرهم حرام تفضل محرومة من كل اشي "
يا لحظه السعيد كان ينقصه أن يستمع لذلك ليتأكد من طمعها سيجن كيف لديها بنت وكان اول رجل يلمسها لا توجد سوى اجابة واحدة أنها خدعت أخيه كما خدعته هو
فاق من شرودها عندما همست بابتسامه متوترة " ياسين انت هنا من وقتيش "
رسم ابتسامة بصعوبة على وجهه وقال " لسة واصل "
اقتربت منه وضمته من خصره تفاجأ من عملتها لكن هيا كانت متوترة تطمئن بقربه اما هو فهم أنها لعبة جديدة حتى تستطيع أخذ الملف ..
ابتعدت تنظر له وقالت بابتسامه " ياسين حساك متضايق في اشي صار '
هز رأسه بالنفي همست بتوتر " طيب انا عايزة أتكلم معاك في موضوع "
أمسك يدها وقال بصوت مهتز قليلا " انا كلمت ماما عليكي واتفقت معاها تعيشي معايا في بيتي وهيا تحمست تتعرف عليكي "
ردت بفرحة بسبب حملها " عنجد وقتيش طيب هلقيت "
هز رأسه وقال وهو يشعر بخنقة تكاد تودي بروحه لتهتف بصوت قلق " طيب شكلي هيك حلو طيب اسمع تعال انت اختارلي حاجة ألبسها "
رد بصوت مختنق " حلو اوي يلا عشان هيا مستنية "
جلست بجواره في سيارته وبدأ في القيادة وهو يتمنى ان يصر.خ بها لماذا؟؟
اما هيا كانت تفرك يديها بخوف وتوتر لتفيق على صوته " وصلنا "
همست برعب " ياسين خليك جمبي '
ابتسم بصعوبة وقال بمرح مصطنع " ما تخافيش مش هتاكلك "
دخل البيت كانت والدته وشريف في الصالة نظرت لتلك التي بجواره ليهمس وهو ينظر للارض بصوت مختنق " اعرفك دي ماما وده شريف أخويا '
ابتلع ريقه ونظر لوالدته وقال بغصة ' ماما دي جنة الشغالة الجديدة "
شعرت بصفير في أذنيها كأنها على وشك أن تصم نظرت له بملامح باردة وصد.ر أنفاسه واضحة وهيا تعلو وتهبط ماذا يحدث يوجد خطأ ما لم تتكلم ولا كلمة فقط تحدق به وهو ينظر للأرض هل رفعها سابع سماء ليرميها أرضا بلا رحمة شعرت بدوار شديد يداهما كم تمنت ان تزهق روحها اهون من شعورها الآن..
فاطمة باستغراب " من امتى بتجيب حد يشتغل او بتهتم في حاجة زي دي "
حاول استجماع صوته وقال بصوت اوشك على البكاء " جتلي محتاجة شغل ووضعها صعب اوي فصعبت عليا "
ابتسامة خافتة ظهرت على وجهها وهي تسمع كلامه لتنظر لها فاطمة وهيا تقول " تمام اتفضلي عالمطبخ وهخلي وردة تعلمك شغلك "
ما زالت تنظر له تنتظر منه ان يخبرها انه يكذب ان هذه مزحة أن يحتضنها يطمئنها لكنها فاقت على صوته " زي ما قالتلك فاطمة هانم على شغلك "
جرت قدميها جر وذهبت الى المطبخ نظر لها الخدم الموجودين بقلق لحالتها وهيا تضع يدها على رأسها لتقول احداهما " انتي كويسة يا بنتي "
لتهمس وهيا تشعر بالضباب حولها " الحمام فين "
اشارت لها عليه لتمشي بصعوبة وهيا تستند على الحائط وقبل ان تغلقه سقطت أرضا أغلقت عينيها وهيا تتمنى قبل ان تغيب عن الوعي ان تغادر الدنيا بأكملها ...
صعد غرفته بصعوبة ودخل الحمام يقف تحت الماء لعله يهدأه لكن منظر وجهها وصدمتها به تجر.ح صد.ره بقوة تجعله غير قادر على التنفس ...
على الجانب الآخر كان يجلس ولا يشعر بشئ حوله لا يصدق انه منذ وقت قليل كاد يقت.ل حبيبته ..
فلاش لقبل ساعة ..
دخل لها الغرفة والشياطين تتنطط أمامه وقال بهدير مرعب " هقت.لك زي ما قت.لتي ابني يا دلال "
وقبل ان تستطيع الهرب كان يضرب بها بقوة ودون رحمة كلما تذكر ابنه الذي حلم به طوال حياته ..
اما هيا فهمست بانفاس متقطعة من شدة ألمها وصراخها " انا دلال حبيبتك فوق يا شريف فوق "
حدق بعينيه يستوعب ما يحدث وحبيبته تنز.ف من رأسها وفمها وجسدها كدمات هز رأسه بدون تصديق وخرج مسرعا بعدها دخلت لها احد الخدمات فقط سمعت صوتها وساعدتها وعقمت جروحها وهيا تبكي لأجلها فقط كانت حنونة عليهم تعاملهم كعائلتها ..
اما تلك المسكينة فقد كانت صامتة تنظر أمامها فقط لتهتف الخادمة بصوت حزين " انتي كويسة اجبلك دكتور "
لكنها لم ترد لستسرسل الخادمة بحزن " لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يصبرك يا بنتي "
تركتها وغادرت فاق من ذكرياته وهو يركض لغرفتها سيقب.ل قدمها لتسامحه ..
دخل الغرفة ليصطدم من هيئتها ووجهها الأزرق اقترب منها بدموع غزيرة وجلس على ركبتيه أمامها أمسك يدها لتنطرها بقوة وقرف ..
ليقول برجاء " عشان خاطري سامحيني معرفش عملت كدة ازاي غصب عني انت عارفة بقالي قد ايه بحلم في ابني ده تجوزت على حبيبتي عشانه فرصة أخيرة يا دلال "
لم تجبه فقط تفكر كيف تخلص نفسها منه حتى لو ستنت.حر المهم ان ترتاح منه ...
وهو ما زال يبكي ويعتذر ويطلب فرصة اخرى كلام كثير لم تسمع منه اي كلمة..
هبط السلالم وقلبه يؤلمه يشعر بخنقة لينادي احد الخادمات " احم جنة فين "
نظرت له الخادمة بعدم فهم ليصحح " في بنت جت من شويا "
تذكرت الخادمة لترد بسرعة " ايوة صح هيا دخلت الحمام من ساعتها وما خرجتش "
"لغاية دلوقتي " نطقها وهو يركض ناحية الحمام ليجدها على الارض بوجه شاحب لقل بعدم تصديق ورعب حقيقي " جنة "
حملها وصعد بها غرفته وهو يشتم نفسه والمال والدنيا بأكملها وضعها على السرير وهو يهمس بصوت مهتز " جنة فوقي يا حبيبتي في ايه جنة "
جلب زجاجة عطر وبدأ بافاقتها لتبدا بفتح عينيها شعر بروحه عادت اليه ..
بدات تفتح عينيها وتنظر حولها حتى رأته أمامها وقبل ان تتكلم تذكرت ما فعله بها لتهمس بعتاب " ليش يا ياسين "
ابتسم بسخرية وقال " عايزة سبب واحد ولا كام "
لترد بهدوء شديد " احكي اللي نفسك فيه انا كلي اذان صاغية "
نظر لها بقوة وقال بحدة " خالد فاكراه "
ضيقت عينيها بعدم فهم ليكمل " ابوه بلسم "
لم تستوعب كلامه ليكمل بخصة " يبقى اخويا اللي تحرمت منه وهو صغير وتحرم منه ابنه وبنته اللي عندك "
الآن فهمت لتهمس بعدم استيعاب " خالد يبقى اخوك ؟؟ ازاي خالد ناصر اهو ياسين الخالدي "
ضحك بألم عندما أقرت بمعرفتها به وقال " ايوة اسمي ياسين معتز ناصر الخالدي اخو خالد معتز ناصر الخالدي عايزك بقى تحكيلي كل حاجة "
كانت هادئة جدا عكس صدمتها لترد بهدوء " الأول انت كيف عرفت "
رد بقهر " قريت دفتر مذكراته وعرفت انه انتي اللي ضحكتي عليه ودخلتي بطريق السم اللي اخدو ومات منه اتكلمي اللي حصل "
قامت من مكانه بهدوء وقالت وهيا تعدل ملابسها " هو انت مش قريت دفتره وعرفت كل اشي وانا معنديش اشي تاني احكي عن اذنك "
أمسك يدها وقال بتهديد " انت هتتكلمي غصب عنك وتقولي كل حاجة "
نظرت له بتحدي وبكبرياء انثى قت.لها حبيبها دون رحمة وقالت " وقولتلك ما عنديش اشي احكي "
تركته وغادرت بهدوء وهو ينظر له بقهر وألم وكل المشاعر المؤلمة تسيطر عليه وتحر.ق به ..
بعد وقت أنهت عملها وذهبت تنظر للغرفة التي ستعيش فيها لتعود للمطبخ وتنام على السجادة التي تتوسطه تكورت بوضع الجنين وأغمضت عينيها..
أما ذاك المسكين كان يتقلب على نار الشوق والقهر والألم أصبحت الساعة الرابعة فجرا وهو لم يغفو ثانية قام من مكانه وقد قرر ان يقررها بأي شكل متأكد أنه يوجد حلقة ناقصة في قصته ..
هبط السلالم ودق غرفتها لم تجبه فتح الباب بقلق لم يجدها ذهبت انفاسه وركض للحمام دون فائدة رجع للخلف يركض ييحث عنها ليجدها تفترش الأرض دون غطاء والجو كان مثلج جدا ..
اقترب منها بلهفة وهمس وهو يوقظها بهدوء فتحت عينيها وقالت بضيق " ايش بدك يا باشا "
تجاهل سخريتها وقال بحنان خرج غصب عنه " ايه اللي منيمك بالبرد هنا "
تأففت بضجر وقالت بغيظ " ياسين باشا اعتقد جو الخادمة والباشا مش حلو صح فياريت حضرتك تروح اوضتك وتسيبني في حالي تمام "
فرك وجهه بغيظ شديد لم يكلمه أحد في حياته هكذا سكت قليلا يتأملها ثم قال بصوت يشوبه الرجاء " مش عايزة تقوليلي ايه اللي حصل وانا هسمعك وهصدقك والله "
نظرت له ببرود وقالت " انا وخالد تعرفنا على بعض وانا باشتغل في محل هدوم وحبينا بعض وتجوزنا بعدها عرفت اني حامل "
قاطعها بحدة وصوت حاد " كدابة كدابة انا تجوزتك بنت بنوت "
اقتربت منه وقالت بنفس البرود " يا باشا عيب هلقيت في عمليات ترقيع تحل الموضوع انا تجوزت خالد قبلك وخلفت منه وعملت حكاية اخويا وابن عمي هيجوزوني عشان اتجوزك وانت عملت اللي انا خططتله بالظبط "
قاطعها بحدة وصوت حاد " كدابة كدابة انا تجوزتك بنت بنوت "
اقتربت منه وقالت بنفس البرود " يا باشا عيب هلقيت في عمليات ترقيع تحل الموضوع انا تجوزت خالد قبلك وخلفت منه وعملت حكاية اخويا وابن عمي هيجوزوني عشان اتجوزك وانت عملت اللي انا خططتله بالظبط "
سيجن ستصيبه بسكتة قلبية اقترب منها وضغط على فكها بقوة وقال " بتعملي كدة ليه بتتبلي على نفسك ليه عملية ايه اللي عملتيها انا عارف بنات بعدد دقايق عمرك يعني اعرف ان كنتي بنت ولا لا "
رغم نار غيرتها الشديدة التي شعرت بها الا انها همست ببرود " بتفتخر انك ز.اني يعني "
تركها وعاد للوراء بخزي من نفسه لتكمل " واقف بتحاسبني ان كنت تجوزت اخوك قبلك وانت بنفس اللحظة بتحكيلي عن عدد البنات اللي عرفتهم يعني عملت أكبر الكبائر بدون اي شعور بالذنب وما تقوليش راجل ربنا قال " الزانية والزاني " يعني ذكر الراجل والست نفس الحساب بدون تمييز "
كلامها أشعره بالخوف ليهمس بخزي " ايوة ما أنكرش بس عمري ما حسيت مع حد فيهم باللي حسيت بيه معاكي "
نظرت له باستغراب ليهز رأسه وهو يتابع " ما اعرفش شعور الحلال ولا حاجة تانية بس ببقى مش عايز أسيبك مش عايز أبعد عنك "
استدار وجلس على الكرسي وشبك يديه ببعضها وقال بتعب " انتي مش عارفة انا حاسس بايه انا في دوامة البنت اللي تجوزت اخويا وضحكت عليه هيا نفسها اللي اللي...."
سكت ولم يكمل هل يخبرها أنه عشقها لدرجة لا يتخيلها بشر يحبها بشكل لم يتخيل بحياته أن يحب أحد لهذه الدرجة أنها أغلى من حياته..
اما هيا فكانت تنظر له بحسرة ولوم فقط فرق معه فرق التوقيت لو سأل سؤاله قبل أن يأتي بها هنا لكنه ان كان أتى بها هنا للانت.قام فستريه من سينت.قم من من ستذيقه العذاب الألوان ولن تريحه ..
استمرت النظرات طويلا لتتنهد هيا بتعب وتقول " ممكن حضرتك تتفضل بدي انام "
أغمض عينيه بتعب ويأس من تلك العنيدة التي لم يرى في حياته في قوتها ليقول بحنان " ليه مش عايزة تدافعي عن نفسك "
رفعت حاجبها بسخرية وردت " عشان مين "
ضيق عينيه بعدم فهم لتتقترب منه وتتابع كلامها بغصة مريرة " عشان واحد جابني هنا يعرفني على أهله اني الشغالة الجديدة الراجل اللي المفروض انه جوزي "
كطعنة بسك.ينة تلمة كان كلامها عض شفته بألم لتسترسل كلامها وعينيه تلمع بدموع أبية تأبى النزول "تعرف لو سألتني السؤال بس قبل ما نيجي هنا كانت هتفرق كتير لكن هلقيت انا ماعنديش كلام غير اللي حكيته الك وتفضل بدي انام "
عادت مكانها وتكورت على نفسها كما كانت ونامت وهو ينظر لها بوجع لم يشعر به في حياته يتألم انه كسرها يتألم بسبب الغصة الذي كانت بصوتها ليهمس بصوت حنون " طيب نامي في اوضتك الدنيا برد عشان خاطري "
لكنها لم تجبه أي خاطر هذا الذي يحلفها به وهو فعل بها هذا خرج من المطبخ وعاد بوسادة وغطاء ثقيل رفع رأسها عنوة رغم اعتراضها ووضع الغطاء عليها وخرج كم تمنى لو نام بجوارها وضمها يدفئها ..
اما هيا فقد سمحت لدموعها بالهبوط بغزارة وهيا تحترق على حبها وعشقها وكسرتها لكنها ستأخذ تارها
كاد يدخل غرفته ليوقفه صوت دلال " انا عايزة أتكلم معاك "
نظر لوجهها بصدمة وقال " دلال ايه اللي عامل فيكي كدة ايه اللي بوشك ده "
أبتلعت غصة مريرة وأجابت " اخوك "
حدق بعينيه وقال بعدم تصديق " شريف مستحيل ده بحبك جدا ده بيعشقك "
ضحكت بسخرية وردت " بيحبني وايه مفهوم حضرتك عن الحب ان يتجوز عليا ويخلف منها ولا يضربني عشان تبلت عليا اني زقيتها ويكدبني ويصدقها"
لم يستطع اجابتها فهي محقة كل الحق في كلامها لتكمل كلامها بجدية " انا عايزاك تساعدني أتطلق "
هز رأسه باستنكار ورد " تتطلقي مستحيل شريف يوافق وانا أساعدك ازاي بحاجة زي دي ده ده اخويا وبحبك اوي "
كأنها لم تسمع كلامه لتعيد كلامها مرة أخرى " هتساعدني ولا أتصرف "
ياسين بمهادنة " طيب نامي دلوقتي والصبح نتصرف "
كورت يديها بسبب نبرته وقالت " طيب اسمع يا ياسين يا اما هتساعدني ياما متلومش غير نفسك من اللي هأعمله في اخوك انت سامع "
قالت جملتها ودخلت غرفتها نظر لأثرها بضيق فقد كان ينقصه دلال وزوجها يكفي ما به ...
أما شريف فقد كان في عالم آخر يجوب الشوارع ألما بسبب ما فعل بزوجته حبيبته منذ صغره وطفله الذي حلم به منذ ان تزوجها وخسره هو أيضا كان يبكي كطفل صغير لكنه من فعل بنفسه ذلك ..
عاد البيت ووقف على بابها حاول فتحه وجده مغلق ليهمس برجاء " افتحي يا دلال انا حبيبك تعالي ننسى اللي فات وانا هأعملك اللي انتي عايزاه فرصة أخيرة وأوعدك آخر مرة هتشوفي شريف تاني خالص هأفضل عند رجليكي بس افتحي يا حبيبتي انا حبيبك "
كانت تستمع له ولم يؤثر بها كلامه أبدا فقط يئست منه ومن تصرفاته وليس به أمل فهوسه بطفل جننه ويكفي ما فعله بها ..
في الصباح استيقظت لتجد في ملابسها بعض الد.ماء وألم في بطنها همست لنفسها " هو ده ميعادها لا مش فاكرة طيب هيا كتيرة كدة ليه انا تعبانة اوي "
استمعت لصوت دقات على الباب فقالت بتعب " ادخل "
طلت عليها جنة التي صدمت من منظر وجهها وقالت بتوتر " احم شريف بيه قالي اقولك تنزلي تفطري عشان ما كلتيش حاجة من امبارح "
دلال بتعب " مش عايزة آكل قوليله "
جنة بترقب " هو حضرتك كويسة "
دلال بألم " عندي مغص شديد والبريود جتني كتير مش عارفة السبب '
جنة بلهفة " استني عليا دقيقتين هأعملك وصفة تريحك "
هزت دلال رأسها وخرجت جنة بسرعة وعادت بعض قليل بمشروب أعشاب دافئ بدأت تتناوله بألم وجنة تراقبها حتى انتهت ثم ناولتها حبة مسكن ..
جنة بقلق " بقيتي أحسن "
هزت رأسها وقالت بابتسامه " متشكرة يا .. "
ردت بسرعة " جنة اسمي جنة " سكتت قليلا ثم قالت بغصة " الشغالة الجديدة "
هزت دلال رأسها وقالت بخجل لجنة أنها تعاني من نز.يف جعل جنة تقلق فقالت " ايه رأيك نروح لدكتور نساء انا أعرف دكتور شاطر "
هزت دلال رأسها بسبب خوفها وارتدت ملابسها وذهبت برفقتها الى احد المستشفيات الكبيرة فقد خرج شريف وياسين ..
كان يجلس يتابع عمله بكل تركيز حتى يشغل نفسه من التفكير به دق الجرس بعد خروج الحالة لتدخل له السكرتيرة وقالت " دكتور في حالة جاية بدون موعد بس شكلها تعبانة وقالتلي مستعدة تدفع زيادة "
مراد بموافقة " من غير زيادة خليها تدخل "
أمسكت الورقة تقرأ الاسم الذي بالورقة " دلال الباشا "
قبضة بقلبه ورجفة بكل جس.ده عندما سمع اسمها هل يتهيئ له كما يتهئ له رؤيتها واحلامه معها ام ماذا رفع رأسه ورمى قلمه ينظر للباب ينتظر دخولها هل هو تشابه أسماء هل هي حبيبته هل سيراها بعد ثمان سنوات ..
حتى دخلت الغرفة ليقسم أنه شعر بشعور لم يشعر به في حياته شعر باضطراب في معدته لكن قلبه وعينيه كانا يقيما حفلة كبيرة دقات قلبه التي يسمعها المارة لمعة عينيه التي تكشف كل ما قلبه انتبه الى ما في وجهه جن جنونه وأصبحت عينيها داكنة توحي بمدى غضبه لكنه لم يتكلم فلكل حادث حديث..
لم تعرفه هيا في البداية جلست بتعب وهو يتأملها بكل عشق الكون ويحرك القلم بيده بكل توتر لتبدأ جنة بالقص عليه ما حدث بخجل ..
اما هو ينظر لها يشبع عينيه منها ليؤكد لنفسه أن حبه لها لم ينقص مقدار ذرة ..
استغربت جنة نظراته لتتحمم وتنادي " دكتور "
فاق على نفسه ومسح وجهه وهو يضحك على نفسه بسخرية هل سيكشف على حبيبته لا والله لن يفعل سينسى القسم ولن يضمن نفسه فهو عاشق وليس على العاشق حرج..
وقف من مكانه وقال بتوتر " عن اذنكوا لحظة "
خرج بسرعة لتعقد جنة حاجبها وهيا تقول باستغراب " ماله هادا "
اما دلال فقد تذكرته جيدا كيف تنسى تلك العيون لتسألها جنة بشك " انتي تعرفي "
نظرت لها بتوتر وقالت لتغيير الموضوع " انتي متأكدة انه شاطر "
هزت رأسها وشعرت بشئ ما لكنها لم تعقب ..
اما هو دخل غرفة اخرى يأخذ نفسا ودموع عينيه التي تجمعت وحاول منعها من السقوط يعشقها لأقصى درجات العشق ..
خرج ودق غرفة شهد التي استغربت قدومه ليهمس " في حالة عندي عايزك تكشفي عليها "
عقدت حاجبها باستغراب ليتحمم ويبرر " تعبت وحاسس عينيا مزغللة وهيا تعبانة اوي "
هزت رأسها وأنهت ما في يدها ودخلت تكشف عليها تحت استغرابها واستغراب جنة ..
وهو ينتظر بقلق ودقات قلبه ما زالت تدق بعنف وضع يده على قلبه وقال برجاء " يارب هونها عليا يارب "
وقفت جنة على الباب بقلق وكانت تتابع ذاك الذي عينيه تكشف كل شئ ..
اقتربت منه وقالت " بتحبها للدرجة هادي "
نظر لها بصدمة لتهز رأسها وتهتف " واضح عليك كتير عينيك بتتكلم ينفع تحكيلي يمكن اقدر اساعدك "
شعر بالراحة معها ليقل بغصة ' كنت انا وياسين ابن خالها صحاب "
قاطعته بفضول " ياسين الخالدي "
هز رأسه وتابع " كان عندي ١٢ سنة صحاب من زمان اوي لما تولدت كنت عندهم وروحت معاهم كنت اول واحد اشوفها خطفت قلبي كانت زي القمر وبقيت بشوفها كل مرة اجي فيهم عندهم لغاية ما سافرت ورجعت مع تاني بعد عشر سنين وشوفتها كانت تجنن ضحكتها براءتها كلامها ولما صارت ١٥ سنة بقت صبية تجنن بقيت بغير عليها من الكل تعلقت فيها جدا وحبيتها اوي ومستنيها تخلص ثانوية واتقدم كنت تخرجت واشتغلت وبقيت بستنى اللحظة اللي تبقى فيها مراتي ولما بقت ١٧ بقت بنت حلوة اوي والعرسان بتتقدم ليها تجننت وفاتحت ياسين ورحب بيا اوي بس صدمت بأنه شريف بحبها ازاي وامتى ياسين قالي ده اخويا وما اقدرش اوقف ضده تقدمت تاني وتجننت هاخدها غصب لغاية ما بعتلي ناس دقتني علقة موت ولما فوقت كانت تجوزت "
كانت تبكي بشدة على الغصة بصوته وكمية الألم لتسأله " وهيا ما كانتش تعرف انها تحبك "
هز رأسه بالنفي وقال " لا كنت طول الوقت بتقي ربنا فيها وبحبها اوي بس من بعيد "
سكتت قليلا بحزن لتقول بحسم " بما انك بتحبها دافع عن حبك وحارب "
نظر لها بعدم فهم لتكمل هيا بغيظ " شريف لما ما خلفتش تجوز عليها "
حدق بعينيه بعدم تصديق لتتابع ما جننه " ولما مراته تهمتها انها سقطتها ضربها علقت موت وسبحان الله كانت حامل وسقطت بسببه ربك عاد "
كان يهز رأسه باستنكار وجنون كور قبضته وهو يلكم الحائط " الكلب الك.لب كان يسيبها للي تستحقها "
جنة بهدوء " يبقى تحارب عشانها وتنسيها اللي حصلها "
نظر لها بلهفة وأمل وقال " طيب ازاي "
جنة بشرود " انا هاساعدك "
فاقت من شرودها على صوت ياسين الذي صرخ بغيرة " واقفة بتعملي ايه هنا يا ست جنة وازاي تخرجي بدون ما تقوليلي "
رفعت حاجبها بسخرية ولم تجبه ليعيد كلامه بغيظ " انا مش بكلمك ما تردي "
ردت ببرود " مرات اخوك بالعمليات بتعمل عملية "
عقد حاجبه وقال بقلق " عملية عملية ايه "
ليأتيه اخر صوت يتوقعه " عملية تنضيفات كانت حامل وسقطت من اخوك لما ضربها "
شهق ولم يصدق وقال بصدمة " مراد انت بتعمل ايه هنا "
رد مراد بسخرية " ربك بقى وقعني في طريقها عشان ارجع حقي اللي مش هأفرط فيه تاني يا ياسين "
تركه وغادر فهو لم يراه منذ ان فضل أخيه رغما عنه نظرت له بحزن وقالت " حرام اللي حصل لهم هادا يعني اخوك اخدها من شخص بحبها الحب ده كله عشان يعمل فيها هيك "
نظرت له قليلا ثم تابعت " سبحان الله لو كان صبر شويا كانت حملت منه وريح نفسه بس لا أصل الواحد دايما كدة بيعمل حاجات بيندم عليها بعد هيك "
نظر لها عندما علم أنها تقصده ليهمس برجاء " طيب احيانا العقاب بيكون صعب اوي انك تتعذب العذاب ده عشان غلطة "
كادت تجيب لكنها شعرت بدوار اقترب منها بلهفة " جنة انتي كويسة "
ابتعدت عنه قليلا وقالت بهدوء " أصلي ما فطرتش انا هأمشي وانت خليك معاها "
أوقفها بصرامة " لا هوصلك مش هخليكي تروحي لوحدك "
أبعدت يده عنها وقالت من بين أسنانها " قرب عليا وانا أصوت وألم الدنيا عليك "
ياسين بتحدي " صوتي يا جنة "
حملها بين يديها وهيا تحاول فك نفسها لكن دون فائدة وخرج بها وضعها بسيارته واغلق القفل ثم صعد بجوارها وقاد بها حتى وصل أحد المطاعم وقال بحنان " هتفطري بعدين اوصلك "
هزت رأسها بجنون وقالت بغيظ " اقسم بالله يا ياسين ان ما حليت عني لأموت نفسي وارتاح منك ما تحلي عني وتطلقني وتريحني "
شعر بالغيظ من كلمتها ليهتف بكلمه سيندم عليها عمره كله " أطلقك مش لما أتجوزك الأول أبقى أطلقك "
بهتت ملامحها ونظرت له بصدمة ليهز رأسه ويكمل " ايوة جوازنا كله كان لعبة عشان اخد اللي انا عايزه وانت.قم بطريقتي يبقى تتعدلي وتعملي اللي انا عايزه عشان ما أنشرش الصور اللي بينا "
لا لا هذا حلم عالاكيد انه يكذب صرخت بجنون وهيا تهجم عليه " أقسم بالله لاموتك يا كل.ب هموتك يا ياسين "
كانت تهاجمه بقوة وتخربشه صدم من ردة فعلها ولعن نفسه كانت بحالة انهيار شديدة حتى فقدت وعيها من شدة صدمتها وقع قلبه ارضا وقال وهو يحاول افاقتها " جنة في ايه حبيبتي انا بهزر اقسم بالله مراتي والله العظيم فوقي جنة "
ركض بها إلى غرفته يحاول افاقتها وهو يسب نفسه فتحت عينيها تستوعب اين هيا لتتذكر ما حدث تلك النظرة التي نظرت له بها كافية لقت.له قامت من مكانها بهدوء وخرجت دون كلام وهو لم يستطيع منعها ..
*****
بعد مرور اقل من شهر كان يجلس في مكتبه حينما دق باب مكتبه طلت احد الخادمات وقالت " في وحدة عايزة تقابلك يا فاندم "
ضيق عينيه وقال باستفسار " وحدة مين دي "
لتظهر امامه فتاة جميلة قصيرة نوعا ما في يدها طفلة صغيرة وقالت " انا جنة كمال الشناوي يا ياسين باشا ودي بلسم بنتي وتبقى بنت اخوك خالد الله يرحمه '