رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الثاني عشر 12 بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الثاني عشر 

لو فاكر أنك فهمت اللعبة
تبقى اللعبة
لعبتك !
____________
صباح يوم الجمعة 
فتح عينيه قليلا يتأوه متألما يشعر بعظامه متيبسة تؤلمه ، ولكنه ما أيقظه كان رنين هاتفه الذي لا يتوقف ، مد يده في جيب سرواله يخرج الهاتف فرأى رقم حسن ، فتح الخط يضع الهاتف على أذنه يتمتم بنبرة ناعسة :
- ايوة يا حسن 
سمع حسن على الجانب الآخر يحادثه ساخرا :
- صباحية مباركة يا عريس ، اخلص يا أخويا وأنزل في كلام مهم لازم تسمعه 
أغلق جبران معه الخط استند بكفيه إلى سطح الأريكة وانتفص جالسا ينظر حوله ، رأى أمنية مسطحة على الفراش نائمة أو ربما توهمه بذلك ، تحرك إلى المرحاض اغتسل سريعا وتحرك ينزل إلى أسفل رأى حسن يقف بعيدًا ، يده يديه في جيبي سرواله ما أن أقترب جبران منه تحرك حسن يهمس له :
- أمشي معايا ، هنروح المسجد هقولك في الطريق عشان رزق ما يشكش أنت نازل تقابلني ليه 
اومأ جبران له وتحرك يجاوره ، نظر حسن حوله خلسة يتأكد أن لا أحد يراقبهم ، قبل أن يُخفض صوته حد الهمس يخبره بما حدث بالأمس :
- إمبارح بعد ما أنت طلعت ، والليلة انفضت استنيت لما اتأكدت أن كله نام ، وروحت على المكان اللي قولتلي عليه ، لقيته هناك غفر ، واحد منهم كان بيقول أنهم سلموا البضاعة خلاص وأن الشوال اللي كان مع الراجل دا شوال فلوس ، وأن رزق جه قبل ما الليلة تبدأ وخد الفلوس ، وأن رزق هيجيب دخال ولا ساحر من بلد هنا جنبهم عشان يفتحله مقبرة فرعونية ، خلال الأيام الجاية ، إحنا هنمسكه بحاجة منهم يا آثار يا سلاح ، أي واحدة منهم هتجر الباقي 
اومأ جبران برأسه موافقا قبل أن يتنهد يهمس له خفية :
- بقولك إيه أنا بفكر أقوله أن أنا زهقت من تجارة الحشيش ، وعايز اشتغل معاه ، مش هقوله طبعا عايز أشتغل معاك في السلاح ، هقوله هشتغل معاك في الأرض وواحدة وواحدة هيثق فيا أكتر ، دا أنا ابنه بردوا 
اومأ حسن برأسه يوافق ما يقول قبل أن يلكزه بمرفقه في ذراعه يغمغم ساخرا :
-أوعى تكون عريس بجد ياض دي وتر تدبحك 
ضحك جبران قبل أن يحرك رأسه للجانبين يطمأنه ، توجها إلى المسجد ما أن دخل جبران رأى رزق بالداخل ، ابتسم له وتحرك يعانقه يقبل كف يده فابتسم رزق يربت على كتفه :
- صباحية مباركة يا عريس ، عقبال البشارة بأن مرتك حامل ، هدبح على حسها 3 عجول لله 
ضحك جبران بخفة يحرك رأسه يقول :
- إن شاء الله يا حج ، أنا عايزك في موضوع مهم بعد الصلاة 
بعد الإنتهاء من الصلاة خرج جبران بصحبة رزق من المسجد ، رفع يده يلوح لحسن يعلو بصوته :
- أبو علي ، في كشك أنا شوفته وإحنا جايين ، هات منه حاجات حلوة لسعد وأنا هبقى أحاسبك ، وقوله دول من بابا ياض 
ضحك حسن يحرك رأسه وغادر ، انتبه جبران حين وضع رزق يده على كتفه يردف :
- الواد صاحبك دا بيفكرني بعمك طاهر الله يرحمه ، أنا قلبي اتفتحله من أول ما طليت في وشه 
ابتسم جبران يومأ برأسه تحرك بصحبة رزق يتجولان في الحقول القريبة ، لاحظ جبران مدى إحترام أهل البلدة الذي هم فيها لرزق بشكل أدهشه حقا ، توقفا عند نهاية أحد الحقول جلس رزق أسفل ظلال أحد الأشجار فجلس جبران أمامه ، ابتسم رزق يقول :
- تعرف يا جبران ، أنا حاسس إن ربنا راضي ، عشان رجعت لحضني تاني قبل ما أموت ، أنا قلبي أنكوى شهور وسنين بفراقك يا ولدي
كاد جبران أن يشعر بالحزن والشفقة على حال الرجل أمامه ، تذكر أنه تاجر سلاح يموت بسببه الكثيرون ، فزيف ابتسامة حزينة يحرك رأسه لأعلى وأسفل يتحدث نادمًا :
- حقك عليا يا حج ، أنا مش فاكر أنا كنت بفكر ولا بخطط لإيه وقت ما مشيت ، بس أنا مبسوط أوي أنك رجعت تاني ، عشان كدة بفكر يعني مش عارف دا القرار الصح ولا لاء ، إني أبعد عن القرف دا ، وأبدأ حياتي هنا معاك ، وتعلمني الشغل
عقد رزق جبينه قبل أن يسأله بنبرة مليئة :
- شغل ايه بالظبط اللي عايز تتعلمه 
ضحك جبران بخفة قبل أن يردد مدهوشا :
- أنت بتتكلم مصري على فكرة حلو ، أنت بتضحك عليا يا حج وعامل صعيدي ، مش إحنا عندنا مواشي وأراضي وأنت بتاجر في علف المواشي ، فهمني الموضوع ماشي إزاي
أخذ نفسا قويا قبل أن يردد حائرًا :
- أصل أنا كدة يا حج محطوط بين نارين ، يا أما أسيب إبني ومراتي هنا وأرجع القاهرة عشان أنا بردوا متجوز ومخلف ، يا أما أكمل هنا ، وساعتها هجيب وتر وكايلا هنا ، وربنا يستر من خناقات الضراير
ضحك رزق عاليا يضرب كفا فوق آخر يتشمت به :
-تستاهل من يوم يومك ، وأنت بصباص وعينك زايغة ، اديك بقيت جوز الاتنين ، وبعدين مين قالك أن أنا هسيبك تمشي تاني ، إن كان على الشغل من بكرة تيجي معايا وتفهم كل حاجة ، ومرتك اللي اسمها عجيب دي تجيب بنتك اللي اسمها غريب زي أمها وتيجي تقعد أهنه تحت طوعك بمزاجها أو غصب عنها ، ولما تيجي لازم تعدل بينها وبين أمنية ، عشان أنا عارف ومتوكد أن قلبك مايل للمصراوية ، وحسن صاحبك دا كمان يفضل أهنه وأجوزه  أجمل بنات البلد ، قوم يلا معايا ننروح نريح ساعتين عشان أخدك بعد العصرية أعرفك على الشغل 
_____________
استيقظ باكرا قبل عدة ساعات لف رأسها ينظر إليها ، حياة حزينة غاضبة منه تتحاشى الكلام معه وهو لا يلومها هو فقط حزين وللغاية مما قاله وضايقها حياة عانت كثيرا ، إلى الآن لم يسامح نفسه أنه تركها في أهم اللحظات التي كان يجب أن يكن فيها جوارها وحل مكانه شخص آخر قرب جسده يحتضنها بخفة خوفا من أن تستيقظ وتبعده ، توعد لذلك المحتال ألف مرة لن يدع ما قاله يمر مرور الكرام ، سيعرف منه كيف علم بأسرار حياتهم حتى لو اضطر لقتله ومن ثم سيحصل على إجابة سؤاله من أشباحه التي يتباهى بها ولكن الأهم الآن أن تغفر حياة ما فعل ، رفع يده يمسح على خصلات بخفة في حين كانت هي تعاني مع كابوس بشع رأت فيه نفسها تقف في غرفة وليد التي اختطفها فيها قبلا رأت وليد يقف أمامها على شفتيه ابتسامة كبيرة يحادثها ساخرًا :
- أنتي فاكرة أنك هتهربي مني يا حياة ، أديكي رجعتي تاني لبيتي لحضني لأوضتي ، ومش هتخرجي من هنا تاني أبدا 
حركت رأسها للجانبين مذعورة ، دفعته بعيدا عنها تهرول صوب باب الغرفة تحاول الهرب ما أن فتحته تجمدت مكانها تصرخ حين رأت صندوق الأفاعى مفتوح على مصراعيه ، واندفعت الأفاعي تنقض عليها ، صرخت فتحت عينيها تتعالى صرخاتها انتفض زياد يجذبها لأحضانه يمسح على رأسها يحاول أن يجعلها تهدأ :
- دا كابوس يا حياة ، كابوس يا حبيبتي 
مرت عدة لحظات قبل أن بدأت تعي أنه كابوس مرعب تمسكت بأحضان زياد لعدة دقائق إلى أن تذكرت ما فعل فدفعته بعيدًا عنها ، قامت من الفراش ليهرول خلفها يحاول أن يلحق بها وقف أمامها يتحدث سريعا يعتذر منها :
- حياة أنا آسف ، والله أنا غبي وحمار عشان زعلتك بالشكل دا ، حقك عليا ، مش هتتكرر تاني ، طب اطلبي أي حاجة أعملها عشان تسامحيني 
ظلت تنظر لوجهه عدة لحظات غاضبة منه ومن نفسها ومما يحدث بالكامل ، تنهد تومأ برأسها تردف :
- رجع حورية ، كلمتني وهي منهارة من العياط وقالتلي أنك طردتها ، دي بنت غلبانة وما أذتكش في حاجة ، عشان تطردها ، بتفضل معايا طول اليوم وبتسليني وبتساعدني في شغل البيت 
ظل ينظر لوجهها عدة لحظات أراد أن يصرخ فيها أن تلك الحورية ليست سوى حية تسعى للتفريق بينهما ولكنه استطاع مقاومتها قبلا ويستطيع أن يفعل ذلك الآن ، حرك رأسه لأعلى وأسفل يوافق يردف يراضيها :
- حاضر يا حياة ، كلميها وقوليلها ترجع أنا مستعد أعمل أي حاجة عشان ما تزعليش ، تحبي نخرج نتفسح نقضي اليوم برة
أعطته ابتسامة صغيرة وحركت رأسها توافق فابتسم سعيدًا أقترب يقبل جبينها يقرب جسدها من أحضانه يهمس حزينا :
-أنا آسف يا حياة ، بجد آسف أوي 
______________
تأنقت وتر وألبست كايلا خرجت فرأت أمل في انتظارها هي الأخرى ضحكت ما أن رأتها تقول متوترة :
- حاسة أننا هنتنفخ بسببك ، الولا حسن هيرجع لروح البلطجي وهيعلقني في نجفة الصالة 
ضحكت وتر تومأ برأسها توافقها ، ودعت وتر والدتها التي أخبرتها أنها ذاهبة بصحبة أمل لتناول الطعام في أحد المطاعم ، ركضت كايلا أمامهم على السلم ما أن وصلت لأسفل ركضت إلى ورشة طه تعلقت بساقه تقول ضاحكة :
- توتي حبيبي
ضحك طه يمسح يديه بقطعة قماش حملها على أحد ذراعيه يقرص وجنتها برفق :
- الأميرة كايلا ، إيه العسل دا ، رايحة فين يا ست كايلا الملاهي
ضحكت كايلا تحرك رأسها للجانبين تخبره بكل شيء :
- هنلوح أنا وماما وأمولة عند جدو داغل في بيته
قطب طه جبينه من داغر ذلك ؟ بالطبع ليس والد وتر ولا جبران ولا أمل ، ربما أحد أقرابائهم وهو لا يعلم ، وقبل أن يقول شيئا تقدمت وتر منه ابتسمت تلقي عليه التحية :
- إزيك يا طه ، أخبارك إيه ، يلا يا كوكي بطلي شقاوة 
وأخذت يد الصغيرة التي التفتت تلوح لطه قبل أن تمسك بيد والدتها أخذت أمل ووتر سيارة ، أخبرته وتر بالعنوان 
بعد ساعة تقريبا وصلوا أمام منزل كبير فخم ، اللحظة التي وقفت فيها وتر أمام المنزل من الخارج تذكرت منزلها وحياتها السابقة وكل ما حدث معها في لحظات معدودة ، انتبهت حين فُتحت الباب ورأت داغر يخرج على شفتيه ابتسامة كبيرة يرحب بهم سعيدًا :
- أهلا أهلا نورتوا ، أنا مبسوط بجد أنكوا جيتوا ، أهلا أهلا برنسس كايلا بنفسها 
اقترب منها يحملها على أحد ذراعيه يطلب منهم الدخول :
- ادخلوا واقفين ليه ، تعالي يا وتر ، اتفضل يا بنتي أنا لسه ما أعرفش اسمك
عرفته وتر على أمل فرحب بها داغر بحرارة ، ما أن اقتربوا صرخت كايلا سعيدة فضحك داغر ينزلها أرضا ركضت إلى مدينة الألعاب الصغيرة التي رأتها أمامها ، ركضت صوب الأرجوحة فتحرك داغر خلفها يدفعها برفق وكايلا تتذمر غاضبة :
- زق جامد 
أقتربت أمل من وتر التي تنظر صوب صغيرتها وداغر يدفعها تملأ الدموع عينيها وقبل أن تسألها ما بها همست وتر تتحدث بصوت خفيض مختنق :
- بابا كان حنين عليا أوي يا أمل ، كنت دايما شايفة نفسي أكتر بنت محظوظة في الدنيا وأن مستحيل حد بيحب بنته زي ما بابا كان بيحبني ، أنا حتى مش عارفة دا كان بابا ولا أخوه المسكين ، لأن اللي خطفني واللي اتفق مع وليد أنه يغتصبني ، واللي حاول يموتني ما كنش نفس الشخص أبدا اللي بيجري مرعوب عليا لو اتكعبلت ووقعت ، لما بتكلم مع دكتور داغر ، لما بشوف قلقه دايما عليا ، وحبه الكبير لكايلا بحس إني بشوف نسخة بابا القديمة 
رفعت أمل يدها تربت على كتف وتر تواسيها :
- مش يمكن ربنا بعتلك دكتور داغر دا ، عوض بعد اللي حصلك ، شكله راجل طيب جداا ، أنا شوفته على التليفزيون كذا مرة كاريزما كدا في نفسه ، بس في الحقيقة شكله طيب جداا 
انتبهت وتر وأمل حين علا داغر بصوته يوجه حديثه لهم :
- يا بنات يلا الغدا جاهز ، يلا أنا ما صدقت أقنعت برنسس كايلا تيجي تتغدى وبعدين تكمل لعب ، اجروا بسرعة قبل ما تغير رأيها 
ضحكت وتر تشاركها أمل قبل أن يتحركا خلف داغر الذي يحمل كايلا فوق كتفيه يسبقهم للداخل ، توجهوا للداخل يرشدهم داغر إلى طاولة الطعام ، تحركت عيني وتر على المكان حولها لم يكن مبالغا في فخامته ، كان راقيا بسيطا في الآن ، عكس قصر أبيها كان فخما بشكل مرعب ، تتذكر أن صناع الأفلام عرضوا على أبيها لتصوير عدة أفلام به ولكن كان يرفض رفضًا قاطعًا ، يخبره أنه لن يدع أب منهم يخدش طلاء قصره حتى ، جلسوا على طاولة الطعام أخذت وتر كايلا تُجلسها جوارها وبدأوا في الأكل ، هنا ركز داغر كامل تركيزه مع أمل يسألها بنبرة ودودة للغاية :
- قوليلي يا مدام أمل أنتِ خريجة ايه ؟
ابتسمت أمل تُجيبه :
- كلية تجارة
همهم داغر يبتسم لها قبل أن يردف يسألها من جديد :
- متجوزة بقى بقالك كام سنة وعندك أطفال ولا لسه 
بان الضيق جليا على وجه أمل ابتلعت غصتها تجيب بنبرة مختنقة :
- بقالي أربع سنين وشوية ، لسه ربنا ما أذنش بأطفال
ابتسم داغر ينظر إلى كايلا نظرة دافئة مليئة بالحنان يردف يقول:
- الاطفال دول أحلى حاجة في الدنيا ، وجودهم جنة، هما اللي عاملين للحياة لون وطعم ومعنى ، ربنا يرزقك قريب بطفلة جميلة زي كايلا 
شعرت أمل بالاختناق أثر كلمات داغر ، وتردد في عقلها كلمات والدتها ، ابتلعت غصتها حين دق هاتف وتر ، رأت توتر وتر قبل أن تعتذر منهم تحركت تبتعد قليلا ما أن فتحت الخط انفجر جبران يصرخ فيها :
- أنتِ إزاي تطنشي كلامي يا وتر ، إزاي تعتبري رفضي مالوش أي لازمة وبردوا تعملي اللي في دماغك ، هو مش أنا قولتلك ما تروحيش ، بتتصلي تسأليني ليه طالما بتتصرفي من دماغك وكأن مالكيش حمار أنتِ على ذمته ، دا أنا موصيكي 60 ألف مرة قبل ما أسافر ، وتر اخرجي من بيت الراجل دا حالا تاخدي كايلا وأمل وتمشي ، دا مش أبوكي ، ما تعلقيش نفسك بوهم في دماغك 
قالها مباشرة وبطريقة قاسية علها تستيقظ مما هي فيه ، أما هي فكان ردها على كل ما قال أنها تحدثت تخبره بكل هدوء :
- لاء يا جبران أنا مش همشي دلوقتي ، سلام
وأغلقت الخط ، وأغلقت هاتفها لا تعرف لما فعلت ذلك ولكنها شعرت فجاءة أنها لا تطيق حتى سماع صوته ، التفتت فرأت داغر ينظر إليها يبتسم قبل أن يسألها :
- أنتِ كويسة ، وشك أتغير لما موبايلك رن ، هو جبران مش موافق أنك تكوني هنا مش كدة ، خليني أكلمه أنا ما فيهاش حاجة 
حركت رأسها للجانبين تحركت خطوتين تجلس على أحد درجات السلم الخارجي ، فرأته يتحرك يجلس جوارها يسألها قلقا :
- مالك يا وتر ، حالك مش عاجبني، حاسك متلغبطة وتايهة ، ودا ما ينفعش تكوني عليه ، وتر أنتِ شخصية ذكية وقيادية وعقلانية جداا ليه التوهان ، بصراحة من غير زعل أنا شايف إن جبران بيخترع مشاكل عشان تتخانقوا تقريبا ، الخناق وحش يا وتر بيتوهك زي ما أنتِ تايهة دلوقتي ، ثقي في نفسك يا وتر ، وأديها وضعها وفخمي فيها لأنها تستاهل ، وتستاهل أوي كمان ، حصليني يلا عشان تكملي أكلك ، أنتي ما كلتيش حاجة خالص 
وابتسم لها قبل أن يتركها ويعود أدراجه ، تحرك للداخل صوب أمل جلس مكانه ينظر إليها وهي تطعم كايلا يقول باسما :
- هتبقي أم حنينة أوي يا أمل ، أنا آسف لو السؤال هيضايقك ، بس هو في مشكلة حد بيتعالج منها ؟
تضايقت أمل من تدخل الرجل ولكنها حركت رأسها للجانبين فابتسم يقول :
- خلاص ما تقلقيش ، أحسن يكون معمولك عمل يا أمل
قالها كأنه يمزح وضحك ، ولكن أمل قلقت أكثر وظهر القلق واضحًا عليها تفكر شاردة في كلمات والدتها
________________
قضت ساعات لطيفة معه في أحد المطاعم علر الطريق الرئيسي ، تكلما وضحكا كثيرا وتناولا الطعام ، حين خرجت بصحبته من المطعم أشارت إلى أحد المتاجر تخبره:
- زياد أنا عاوزة أجيب كذا حاجة ناقصة في البيت 
اومأ برأسه يوافقها يشير لمحطة البنزين التي على بعد خطوتين تقريبا يردف :
- طب روحي هاتي اللي أنتي عيزاه كله ، وأنا هحط بنزين في العربية وهحصلك 
ابتسمت توافقه ، تحركت صوب المتجر ، تجر أمامها عربة ، من ممر للثاني تختار ما تريد وتضعه في
العربة توقف عند المبرد تأخذ زجاجة حليب حين رأت حافظة من الجلد أسفل قدميها نظرت حولها سريعا فرأت رجل على بعد عدة خطوات ، فاستنجت أنها له، علت بصوتها تنادي عليه :
- يا أستاذ لو سمحت المحفظة بتاعت حضرتك وقعت 
توقف الرجل والتفت إليها ، توسعت حدقتيها مذعورة ما أن رأته شهقت بعنف تضع يديها على فمها ، في حين أقترب الرجل منها ابتسم يشكرها :
- متشكر جداا ، في إيه حضرتك كويسة ، أطلبلك إسعاف ؟ أنتِ بتبصيلي كدة ليه يا ست أنتي هتجبيلي مصيبة ؟ أنتِ تعرفيني 
عقدت حياة مستنكرة ما تقول وبدأ عقلها يترجم ارتعش صوتها تسأله خائفة :
- أنت وحيد ؟
عقد وحيد جبينه يومأ برأسه يقول سريعا وهو يبتسم :
- ايوة هو حضرتك تعرفيني ، من العيلة أو الأصدقاء ، أنا آسف أنا ما أعرفش حد ولسه واصل حضرتك مين ؟
لا تصدق ما يحدث ، تقف أمام وليد كابوسها المرعب ولكنه ليس وليد ، وإنما رجل آخر مهذب للغاية لا يعرفها حتى ، عادت خطاها للخلف تنظر إليه مذعورة ، أما هو فبدأ يحادثها مستنكرًا ما تفعل:
- يا آنسة ، حضرتك ، يا مدام طيب ، طب ردي عليا ، حضرتك تعرفيني ؟
ولكنها لم تُجب بل جذبت العربة تبتعد عنه سريعا إلى أن اختفت من أمام عينيه فارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة خبيثة ، حبيبته أخيرًا أمام عينيه ، لن يرحل اليوم قبل أن يعرف أين تسكن ، لن يثق بكلمات ذلك الوغد المدعو بالجوكر ، حياة ستعود له رغم عن أنف الجميع
توجهت حياة تبتعد عنه بقدر الإمكان لا تصدق ما حدث توًا ، لم يكن وليد ، نظرة عينيه وطريقة حديثه مختلفة تماما ، ولكن الشبه البشع بينهما مرعب لها ، ولكنه لم يؤذيها ، نظرت حولها هنا وهناك فرأته هناك يقف عند البائع يطلب منه بكل تهذيب :
- معلش أنا آسف للإزعاج ، ممكن تدلني على رف المنظفات عشان مش لاقيه 
وحين أخبره عنه ابتسم يشكره ولم ينظر إليها مرة أخرى ، ومن ثم ابتعد يبحث عن رف المنظفات ، هنا انتبهت على صوت زياد يعتذر منها :
- معلش يا حبيبتي ، المكنة بتاعت البنزين كان فيها مشكلة ، جبتي اللي أنتي عيزاه كله 
لفت رأسها إليه ابتلعت لعابها تومأ برأسها ، فأخذ منها العربة تحرك يدفع الحساب يحمل ما جلبته يضعه في السيارة وهي تنظر حولها هنا وهناك تبحث عنه، تريد أن تعرف أن كان يراقبها أم لا ولكنه لم يكن يفعل ، لم تره من الأساس ، جلست جوار زياد في السيارة يتحرك بها عائدًا إلى القرية ووحيد خلفهما يبتعد بقدر كافي حتى لا تراه 
____________
الزيارة في منزل داغر أخذت ساعات ، خرجا قبل المغرب بقليل قبلت كايلا داغر تقول سعيدة :
- أنت أحلى جدو في الدنيا 
ابتسم داغر سعيدًا يعانقها يقبل يديها :
- وأنتِ أحلى بنوتة في الدنيا
والتفت إلى وتر يحاول إقناعها :
- خليني أوصلكوا يا وتر عشان ابقى مطمن عليكوا يا بنتي 
ولكن وتر رفضت تطمأنه أنهم سيكونون بخير ، تحركت تُوقف سيارة أجرة ، لاحظت وجود رجل يجلس جوار السائق بالإمام شعرت بالقلق فسألته :
- هو حضرتك راكب ولا تبع السواق 
لف الرجل رأسه إليها وابتسم يقول ساخرًا :
- دا مش شغل حضرتك 
قطبت وتر جبينها متضايقة مما قال الرجل وقبل أن تصرخ فيه أخرج زجاجة من جيبه ورش في وجهها بعنف شيء جعلها تفقد وعيها في لحظات ، صرخت أمل مذعورة وقبل أن تصرخ تستنجد بأي أحد لاقت مصير وتر نفسه ، أما الصغيرة كايلا فتمسكت بوالدتها تبكي خائفة تحاول إيقاظها :
- ماما اصحي
ابتسم الرجل لها يقول يطمأنها :
- ما تخافيش يا حبيبتي إحنا رايحين عند بابا !!
___________
حاولت فتح عينيها مرة بعد أخرى إلى أن نجحت فتحت عينيها تشهق مذعورة حين تذكرت ما حدث ، لفت رأسها فرأت غرفة غريبة لا تعرفها ولا أثر لكايلا ، قامت من الفراش تترنح تحاول أن تتوازن ، تحركت صوب الباب كانت تظن أنها ستجده مغلقا ولكن على العكس كان مفتوحا ، نزلت على سلم كبير تسمع ضحكات تأتي من أسفل حين وصلت لأسفل رأت جبران ومعه كايلا وذلك المدعو رزق والفتى الصغير وحسن ، وأمنية ، صاحت كايلا تشير لوالدتها :
- ماما صحيت يا جوجي
لف جبران رأسه صوب وتر ينظر إليها محتدًا غاضبا وقبل أن يقل شيئا صرخت فيه بعلو صوتها :
- أنت إزاي تخطفني بالشكل الهمجي المتخلف دا ، أنت نسيت أنا مين ، أنت اتجننت يا جبران 
هنا ثار رزق غاضبا دق الأرض بعصاه يصرخ غاضبا :
- اتحشمي يا بت ، ولمي لسانك لأقطعه ، أنت كيف سايبها تزعق فيك قدام الكل أكدة ، من غير حساب 
ولكن وتر لم تهتم بكل ما قال بل تحركت إليهم تأخذ كايلا منه تتحرك صوب الخارج تصيح فيه :
- أنا هاخد بنتي وهمشي من المورسيتان دا وصدقوني هتدفعوا التمن 
لفت رأسها صوب جبران ترميه بنظرة حادة فرأت تلك الأمنية تقف ملتصقة به فصرخت فيها :
- ابعدي عن جوزي بدل ما أجي أقطع وشك
شهقت أمنية مدهوشة مما تقول ، تلك الفتاة مجنونة على ما يبدو ، لم تبتعد وإنما اقتربت أكثر تحتضن ذراعه تحادثه ساخرة :
- والله يا حبيبتي دا جوزي أنا الأول ، أنتي اللي خطافة رجالة أنتي اللي سرقتي جوزي ، وبعدين أنتي مش ماشية يلا يا ماما مع السلامة 
توسعت حدقتي وتر غضبا نظرت صوب جبران الصامت تماما منذ رؤيتها قبل أن تنظر صوب أمنية شمرت عن ساعديها تقول تتوعدها :
- أنا هوريكي خطافة الرجالة هتعمل فيكي إيه 
واقتربت منها في لحظة تجذب خصلات شعرها تطرحها أرضا لتبدأ كل منهن ضرب الأخرى !
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1