رواية وجع الفراق ساري وصافي الفصل الثاني عشر 12 بقلم حنان اسماعيل


 رواية وجع الفراق ساري وصافي الفصل الثاني عشر 

جلست فى حجرتها تتفحص الاوراق مرة اخرى بحزن وهى تنظر لتاريخ المغادرة .شردت لبعيد وهى تفكر عن لو ان تلك الاوراق قد تأخرت عدة ايام اخرى .ابتسمت وهى تتذكر ليله الامس والوقت الجميل الذى قضته برفقته .استغرقت فى النوم وهى تفكر فيه قبل ان تنهض على اصوات جلبه واصوات اطلاق رصاص بالخارج .فزعت ونزلت مسرعه بعدما خبأت اوراقها بجيبها .اتتها الخادمه فى رعب وهى تبلغها بأن احد الحراس اتصل بها من التليفون الداخلى للقصر  على تلفون المطبخ ليبلغها بإقتحام بعض الرجال القصر وبضرورة اختبائهم .
طلبت صافى من الخادمة ان تهرب الا ان الخادمه رفضت من الخوف فأمرتها ان  تختبئ جيدا فى غرفه الخزين وراء الثلاجه الكبيرة والا تصدر صوتا
حتى يأتى احدهم لانقاذها .ازدادت الاصوات خارجا وبدا كما لو كانت تقترب .هربت صافى الى الحديقه بعدما سلكت طريقا جانبيا بعيدا عن الطريق الرئيسى محتمية بالشجر الكبير .كانت الشمس قد اقتربت من الغروب وهى ماتزال تسير بخطوات سريعه محاوله اكتشاف مكان للخروج من القصر قبل ان تجد الاصوات قد هدأت فجأة .توقفت مكانها مرتعبة .تفكر فيما يحدث بالخارج .اكملت سيرها فى قلق حتى وصل لمسمعها صوت صفير سيارات مسرعه تجوب المكان بكشافات نور والتى اعمت عيناها لتجد نفسها امام سارى وبعض من رجاله .جذبها بقوة الى داخل السيارة  حتى وصلا للقصر .ادخلها بالقوة ومن خلفه رجاله باسلحتهم .كان غاضبا اقل وصف يوصف به فى تلك اللحظة بل نارا مشتعله تكاد تحرقها وتحرق القصر بمن فيه .دفعها للداخل فوجدت امامها طارق مقيدا على الارض هو وبعض من الرجال وعلامات الضرب بادية على وجوههم 
سألها طارق فور رؤيتها :صافى انتى كويسة 
صدمت من رؤيته .تحرك سارى ناحيته ولكمه فى وجهه عدة لكمات قائلا بصوت اجش 
سارى : متنطقش اسمها على لسانك تانى ياحيوان .واقتحامك لبيتى النهاردة انتى وكلابك دول هدفعك تمنه غالى 
قالها وهو يكيل له الضرب بغيظ وحقد فصرخت فيه صافى برعب 
صافى : كفاية بقى 
تركه ونظر اليها والشرر يتطاير من عينه قبل ان يجذب يدها بقوة قائلا بالانجليزبة لقائد رجاله ان يأخذهم ويسلمهم للشرطة بتهمة التعدى واصابة بعض من الرجال بالرصاص 
قالها وهو يصعد بها للاعلى .فتح باب الغرفه ودفعها فوقعت على الارض .امسكها من شعرها فتأوهت من الالم بقوة وهو يشد على شعرها اكثر قائلا لها 
سارى : بتتفقى مع عشيقك عشان يجى يهربك .هو دى خطتك .تبعتى له عشان يجى ينقذك منى وده بقى بمقابل ايه ؟ وعدتيه تديله ايه يا حقيرة
صرخت من الالم اكثر وهى تشتمه 
صافى : اخرس ..انت اللى حقير .انت فاكر ان كل الناس قذرة زيك 
صفعها بقوة مرة بعد الاخرى حتى سالت الدماء من شفتيها وهو يشتمهاقبل ان يرميها على السرير بقوة  قائلا لها بغضب 
سارى : انا هوريك الحقارة بحق شكلها ايه .وبعد كده هرميكى زى الكلبة  لعشيقك
قالها وهو يضربها بجنون قبل ان يخلع ملابسه وينزع عنها ملابسها بعدما مزقها .حتى بدا كما لو ان مسا من الجنون اصابه طوال الوقت الذى مر بهما وهما معا حتى انتهى منها.
اخذ يجول بالغرفه وهو يضرب كل مايقابله بجنون محطما كل مايقابله وهو يفرك رآسه غير مصدقا لما حدث .كانت مكانها تغطى وجهها الكدمات .تئن من الآلم بصوت مخنوق .حاولت ان  تنهض من مكانها  الا جسدها خانها من كثر ماتحس به من الام  .عاد اليها فشدت الغطاء الى جسدها بضعف كى.تخفيه نظر اليها بحيرة ممزوجه بغضب قائلا لها 
سارى : انا عاوز افهم ازاى انتى بنت ؟
اجابته بإحتقار : قصدك كنت بنت ؟
نظر اليها بضيق : ماشى كنتى بنت ؟ بعد كل ده واللى اتقال عنك ,,تطلعى بنت طب ازاى ؟
لم تجبه بل اكتفت بنظرات الاحتقار قبل ان تشيح بوجهها بعيدا عنه .لمحت بنطالها مرمى على الارض وجواز السفر يبرز منه .خلفت ان يلمحه فرمت قميصه الملقى بجوارها عليه بقرف
اعاد السؤال عليها عليها وهو يفرك رآسه قائلا 
سارى : ردى عليا ...ازاى بعد كل ده تطلعى عذراء ؟ طب وفضيحة ليله فرحك ؟ والولد ...الولد مش ابنك ؟ انا هتجنن فهمينى 
رمقته بنظرات كره واحتقار قبل ان تشيح بوجهها بعيدا عنه من جديد قائله بتحد 
صافى : لو قلت لك هتطلقنى وتسيبنى ارجع بلدى ؟
رن هاتفه فأجاب بلهجة بلده على المتصل .فهمت من حديثه ان المكالمه تخص  طارق والهجوم الذى تعرض له القصر .اغلق الهاتف بعدما وعد المتصل ان يمر به الان 
نهض ناحيتها ممررا يده الى الكدمات بوجهها فى ندم قائلا  لها بهدوء اكثر : انا هخرج .هسيبك تهدى كده والصبح هعدى عليكى ..نتكلم ونحكى وبعدها اقرر ان كنت فعلا هطلقك ولا هسيبك.فى فى الحمام املاح طبيعية هتساعد جسمك انه يسترخى اكتر .وهخلى الشغاله تطلع لك تلج للكدمات دى .
ابعدت يده فى حنق فزم شفتيه فى ضيق قبل ان يدخل للحمام 
.................
نهصت بتثاقل للحمام .ملأت البانيو مياه دافئه ورمت بها بعض من كرات الاملاح كى تساعدها .تركت العنان لدموعها كى تنزل .بكت بقهر وهى تتحسس بألم كدمات وجهها وشفتاها .نهضت بعد وقت ارتدت ملابس نظيفه .وضعت الثلج على كدماتها .نظرت للسرير بقرف قبل ان تخرج من الحجرة التى شهدت انتهاك آدميتها .
نزلت للمكتبه امسكت بورقه وقلم وبدأت فى كتابة رساله 
نامت على اريكه الغرفه .سمعت صوت وصول سيارة فنهضت مسرعه ارتدت  نظارتها الشمسية وايشارب حول وجهها  كى يخفى اثار الكدمات  خرجت لباب القصر وجدت سائق اسيوى بدلا من على .صدمت الا انها تداركت الموقف  فحادثته بالانجليزية ان يدخل بالاكياس للخادمه فى الداخل لانشغالها .امتثل لاوامرها وحمل الاكياس للداخل .فتحت شنطة العربية واختبأت بداخلها واغلقت بابها .خرج السائق بعد وقت .قاد السيارة لخارج القصر وصافى فى الخلف تكتم شهقاتها خوفا من ان يعرف بوجودها .توقفت السيارة بعد وقت .فتحت الباب الخلفى بروية فوجدته فى محطة وقود .نزلت بهدوء وجرت للشارع الرئيسى .اشارت للسيارات حتى توقفت امامها سيارة اجرة .سألته ان يوصلها للمطار كما ابلغته بأن حافظه نقودها قد سرقت منها وانها لاتملك المال .تردد السائق لثوانى قبل ان يوافق
وصلت المطار .ختمت جواز السفر وانتظرت موعد اقلاع الطائرة فى ترقب وقلق 
...............
نهض سارى  من نومه بعد ليله كئيبة قضاها صاحيا وهو يلوم نفسه على فعلته الحقيرة ليلة امس .زم شفتيه وهو يخبط رآسه بيده بصوت مكتوم 
نزل للاسفل بعدما غير ملابسه وجد ابنائه يتناولون افطارهم .قبلا رآسهم قبل ان يلمح كرسى زوحته خالى كعادته بسبب سفرياتها التى لا تنتهى .وجد على امام باب القصر فناداه بغضب 
سارى : على ..تعال هنا 
اتاه على مهرولا  فبادره بقسوة :تصفى حسابك وتمشى من هنا النهاردة 
اومأ على رآسه بعزة نفس قائلا بأدب 
على : زى ماحضرتك ماتحب 
كاد ان ينصرف فناداه سارى بغيظ : انت طبعا عارف ليه ؟
اجابه على : ايوه عشان ساعدت الهانم فى طلب طلبته منى ؟
سارى بغضب : اسمها خنت الراجل اللى بيأكلك عيش 
على بجدية : عمرى ماعملتها ولا هعملها ...انا ساعدت واحدة ست طلبت مساعدتى ...واحدة  بلدياتى غريبة عن بيتها واهلها ومااظنش انى لما اساعدها فى استخراج جواز سفر جديد  بدل اللى ضاع منها تبقى دى خيانه.وعامة الرزق على الله 
اندهش سارى قائلا له : لا تعالى وفهمنى الحكاية كلها من الاول
حكى له على كل شئ منذ البداية حتى لقاءه بطارق ومحاوله اغوائه كى يدله على مكان صافى وحتى كلام صافى عن طارق حينما ابلغها على بسؤالها عنه
شرد سارى لبعيد محاولا تجميع خيوط الموضوع..هز رآسه بعدما فهم ان لا علاقه بصافى بمحاوله اقتحام طارق للبيت وبشكوكه حول اتصالها بها .. وان ماحدث تقريبا هو لحاق طارق بعلى بعد خروجه من السفارة للقصر ثم ذهابه بعد ذلك برجال كى يقتحموا القصر .ولولا ان ابلغ حراس القصر سارى وقتها بما يحدث واحباطه للخطه بعدما استعان برجال له اخرين حتى استطاع القبض على طارق ورجاله .
زم شفتيه فى ضيق قبل ان يربت على ظهر على برفق قائلا لها بلهجة ودودة 
سارى : شوف شغلك ياعلى وبعد كده متعملش حاجة الا لما تبلغنى فاهم 
اومأ على برآسه بابتسامه هادئه 
...............
قاد سارى سيارته للشركة .طوال الطريق كلما تذكر قسوته وضربه لها بالامس يزداد جنونه وغضبه حتى انه اخذ يضرب مقود السيارة عدة مرات بقوة .وصل للشركة بعد وقت .كان قد اتصل بفهد كى يقابله بمكتبه .جاءه فهد بعد وقت .ظل  سارى شاردا لا ينطق .قاطع صمته فهد بإستغراب قائلا بحيرة : طب انت جايبنى عشان اقعد اتفرج عليك وانت سرحان 
نهض فى ضيق قائلا له بقهر 
سارى : اول مرة اكون حيوان كده يافهد .اول مرة ابقى غبى ..طول عمرى بحسبها بعقلى ولاغى قلبى واحساسى عشان مغلطش بس امبارح غلطت غلطة عمرى وانا بكدب احساسى تجاهها وبصدق اللى انا كنت عاوز اصدقه .انا امبارح بس وانا بآذيها وبجرحها كنت زى ما اكون ماصدقت .كأنى كنت عاوز اعاقبها عشان اللى عرفته عنها من غير ما اتأكد حتى هو الكلام اللى اتقال عنها ده كان صح ولا غلط .انا امبارح دبحتها ودبحت آدميتها وكرامتها واى مشاعر كان ممكن تكون بينا فى يوم من الايام 
اقترب منه فهد مستغربا قائلا له : انا مش فاهم حاجة ..ممكن تفهمنى كده بالراحة كل حاجة 
اشعل سيجارته فى ضيق وهو يحكى له بإختصار  ماحدث ليله امس .استمع اليه فهد بضيق قبل ان يقول له بحكمة
فهد: انا مش هلومك ولا هعاتبك لانى شايف حالتك عاملة ازاى وشايف الندم فى عينيك.كل اللى اقدر اقوله لك اعتذر من مراتك واطلب منها تسامحك وفك آسرها هى مش سجينه عندك ولا عبدة .ورجع لها جواز سفرها وتليفونها وسيب لها حرية الرجوع لمصر لو انها تفضل معاك بعد اللى عملته معاها ده ..ولو انى اشك انها ترضى تسامحك
سارى : لاء مش قبل ماافهم قصتها بالكامل فى الاول وبعدين اقرر اعمل ايه 
فهد وهو ينهض مغادرا : انت حر بس نصيحه بص لنفسك فى المراية وقولى تفرق عن مروان ايه ؟ سلام 
..............
وصل للقصر قبيل الظهر بوقت قصير .صعد لغرفتها فلم يجدها نظر لملاءة السرير الملطخة بقطرات دمائها المبعثرة من ليله امس فتصاعدت الدماء الى وجهه .مد يده اليها ليلقيها بعيدا قبل ان ينزل مناديا على الخادمه كى يسألها عنها .التف حول القصر الى الشاطئ بحثا عنها فلم يجدها.طاف بالقصر كله والحديقه امامه الا انها لم يجد لها اثرا .دخل بعد يأس الى غرفه المكتبه .جلس فى يأس على الاريكه وصدره يعلو ويهبط من اثر انفعاله .وجد ورقه مطوية على المنضده امامه .التقطها وفتحها كى يقرأ مافيها 
كانت منها اليه كتبت فيها 
"عندما تقرأ خطابى هذا اكون فى طريقى لوطنى  او ربما هذا ما اتمناه لو نجحت فى الفرار من سجنك هذا ...سجنك الذى خلته  لساعات قليله وانا برفقتك قبل يوم من الان  فى لحظة غباء متناهية من قبلى بأنه جنة السعادة التى فقدتها  يوما ما ..أقصد ليله ما ..ليله زفافى او ليله العمر كما يسمونها البعض .يوم تبدلت فيه احوالى الى ما أنا عليه الان .لأصبح تلك الفتاة الموسومة بالخطيئة والعار .اعينهم ترافقنى  نظرات احتقارهم تسبق خطواتى 
وهمساتهم الخافته عن ماضيا المشين ..ذاك الماضى الذى بدأ ليله زفافى من طارق والذى شاهدته انت وتعجبت كيف كنت وقتذاك حالمه وسعيدة وانا بفستانى الابيض ممسكه بيد زوجى
وأنا اغنى له واتراقص يمينا ويسارا .تكاد الدنيا لاتسع فرحتى الحمقاء .لن أطيل ولكنى رغما عنى  أتذكر وأنا اكتب لك الأن تلك التفاصيل التافهة الصغيرة ....المهم .بعد انتهاء الحفل ذهبنا لعشنا الهادئ الذى آسسته وحدى فى شهور قليله بعدما ترك لى طارق الحرية فى اختيار أدق التفاصيل .نزلت العائله بعدما اطمأنا علينا .بمجرد أن اغلق الباب علينا  بدأت معاناتى او مصيبتى التى لم اكن لاتوقعها ابدا خاصة بعدما خرجت من غرفه نومى  كريمان  ابنه عمى او اختى التى لم تلدها امى وصديقة عمرى ونصفى الاخر.كانت كريمان تصغرنى بعامين فقط .مكثت بيتنا كى تدرس بالجامعه بعد اغترابها عن البلدة موطن ابى وابيها .عمى كبير عائلتنا وعضو مجلس الشعب المحترم واب الرجال كما كان يدعوه الجميع   .صدمنا لرؤيتها.الا اننى ابتسمت لظنى انها تمزح معنا او ترتب مفاجأة من مفاجأتها الجميله .رغم ان هيئتها وقتها ووجهها الشاحب وعيناها الغائرتان لم تكونا توحيان بكل تخميناتى
هذا.وقفت امامنا .اقصد امام طارق خاصة تواجهه بإثمهم معا بعدما وعدها بالزواج والتقدم لخطبتها وتخليه عنها فور رؤيته ليا معها مصادفه قبل اشهر .ليتركها هى ويبدأ معى فصول قصتنا سويا والتى حسمها فى شهور قليلة بدءا من حفل خطوبة بسيط وصولا ليوم الزفاف.لن انكر اننى تعلقت به وقتها رغم قصر الوقت الذى عرفته فيها .فقد كان شابا مناسبا  لاى فتاة من كافه النواحى .صعقت مما اسمعه منها وهى تبكى بحرقه وتتهمنى بأننى انا من دمرت حياتها وسعادتها ومستقبلها خاصة وهى تحمل طفله فى احشائها .وقتها فقدت القدرة على الاستيعاب وعلى النطق .حتى وجدته يتطاول عليها بالشتائم والاهانات وركل بطنها بقسوة .لم اتحمل ووقفت بينهم  ادافع عنها عن اختى وحبيبتى وذكريات طفولتى .عن شرفى وشرف عائلتى الذى لطخه ذلك القذر بدم بارد دون اى ارى حتى لحظة ندم واحدة فى عيناه .امسكت بذراعها كى اساعدها للنهوض لنرحل سويا .اوقفنى مهددا تارة ومتوعدا تارة ومتوسلا تارة اخرى .لملمت فستانى وخرجت بإبنه عمى لبيت ابى .والذى انهار هو الاخر مما سمعه منى .ليلتها احس ابى انه قصر فى حماية ابنه اخيه الاكبر وابيه الذى لطالما رعاه منذ صغره .اذكر يوم اتتنا كريمان آمنها عمى لدى أبى بأن يحافظ عليها .لم نجد حلا غير مواجهة طارق وعائلته و التفاوض معهم  كى يطلقنى ويتزوج ابنه عمى ولو لفترة بسيطة الا انهم اهانا ابى وطردوه شر طردة ليخرج منها على المستشفى بازمة قلبية حادة .بعث طارق بعدها بورقه طلاقى وساعدت عائلته فى نشر اكاذيب قذرة تخص سمعتى وشرفى لاصبح حديث الجميع .جاء عمى لابى كى يوبخه على العار الذى جلبته لهم .صمت ابى وصمت انا لتتكلم كريمان مدافعه عنى وهى تحكى لابيها كل شئ .لم يتحمل عمى مايسمعه .وقع هو الاخر ليلفظ انفاسه الاخيرة فى بيتنا بعدما اقسم على ابى ان يحفظ سمعته وسمعه ابنائه والا يفضحه او يفضح ابنته ابدا .واقسم ابى على هذا لاصمت انا للابد بعدما وعدت ابى لاصبح انا الموسومة بخطأ لم افعله .
انجبت كريمان بعد شهور قليله طفلا جميلا .تركته بعد ولادته بساعات وجرت لطارق تترجاه ان يعطيه اسمه ولكنها لم تعد .جاءنا خبر انتحارها رميا من الكورنيش بعد ذهابها بيومين بعدما عثرا على جثتها .لتترك لنا طفلا جميلا بريئا لم يتخطى عمره الايام فى كفالتنا .وقتها تبناه ابى وامى واعطياه اسمهما وكتيتهما .اعطيته جزءا من اسم امه .ونسبته الناس ابنا لى رغم انهم لم يرونى يوما ببطن منفوخه ولكنهم صدقوا فى ما ارادوا .وانا على وعدى لابى وابى على قسمه لاخيه 
هذه هى قصتى التى ساومتنى على الطلاق مقابل ان احكيها لك وها انا افعل .اعرى نفسى واعرى سمعه عائلتى من أجل ان احصل على حريتى للمرة الثانية من شخص لايختلف عن الاول بكثير بل ربما يفوقه بمراحل فطارق وان كان قد اغتال براءة سعادتى فأنت بكل صفاقه اغتلت روحى وانت تنتهك جسدى كحيوان برى وجد صيدته الضعيفه ليفترسها بكل وحشية .أنا امقتك الان اكثر مما كرهته يوما ما.فلتطلقنى رجاءا ولتجعلنى لا اراك مرة اخرى ماحييت .لقد حققت مرادك واخذت ماسعيت اليه منذ الوهله الاولى لنا معا .فلتستمع بإنتصارك الرخيص ولابقى انا على قيد الحياة ولو جثه بلا روح من اجل ابى وامى وابنا كتب عليه الشقاء 
.ملحوظه ..رجاءا لاتؤذى على فليس له اى علاقه بهروبى .  
...........
تنفس بصعوبة وهو يصرخ بعدما شد قبضته على الورقه .ضل يصرخ ويصرخ وهو يشتم نفسه قائلا 
سارى : غبى  .....غبى  ....غبى ...انا ايه اللى عملته ده ؟
جلس على الارض ينظر حوله وهو يتنفس بصعوبة .يتذكر دناءته معها منذ قابلها للمرة الاولى .يتذكر كلمات قاسية القاها فى وجهها .تذكر يوم قبلها بمكتبه .يومها شك انها القبله الاولى لها .يوم لعبا معا على الرمال .يوم ان اعاد اليها ضحكتها وبعضا من سعادتها .لماذا فى لحظة غباء واحدة نجح فى اغتيالها .
ردد على مسامعه بندم وحرقه ثانيا 
سارى : طلعت غبى ياسارى ياايهم .المرة دى كان المفروض تصدق احساسك ...غبى
.................
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1