رواية وجع الفراق ساري وصافي الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم حنان اسماعيل


 رواية وجع الفراق ساري وصافي الفصل الواحد والعشرون 

مرت ساعة قبل ان يخرج الطبيب لسارى والذى انتفض فور رؤيته فى قلق قائلا له 
الطبيب : الحمدلله حالتها مستقرة  الان 
سارى : هى مالها يادكتور عندها ايه ؟
الطبيب : مفيش..هى جالها نزيف حاد شوية تقريبا لانها بتعانى من انيميا حادة واحنا علقنا لها المحاليل وهتبقى كويسة على الصبح 
سارى : طيب ممكن ادخل لها 
الطبيب : هى نايمة دلوقتى 
سارى : متخافش مش هزعجها بس اتطمن عليها
الطبيب : زى ماتحب 
دخل سارى بهدوء الى الحجرة وجد صافى نائمة وبيدها علقت  محاليل 
جلس بجوارها فى حزن .كانت تنتفض  بين الحين والاخر بخوف وهى تتمتم بإسمه فى استغاثه .اقترب منها وامسك بيدها مقبلا اياها قائلا بحزن 
سارى : انا هنا ياحبيبتى ..
اخذت تنتفض اكثر وهى تصرخ بإسمه قائله 
صافى بضعف: سارى ...سارى ..ابنى ..ابنى 
اقترب منها محاولا فهم ماتقول قائلا لها بحنان : انا هنا ياحبيبتى .متخافيش ياصافى ..انا جنبك ياحبيبتى ومش هسيبك 
هدأت على صوته ونامت وهو بجوارها بعدما رفض محاولات هيفاء للذهاب للقصر كى يستريح .ظل طوال الليل جالسا على كرسى بجوارها.لم يستطع النوم بسبب نوبات الفزع التى انتابتها طوال الليل وهلوستها بإسمه وبإبنها .خمن انها ربما تحلم بأحلام سيئة عن كريم .طلب من الطبيب المناوب ان يعطيها شئ يهدئ من روعها الا انها لم تكف عن نوبات الخوف والفزع التى ظلت تنتابها بين الحين والاخر 
.............
فى الصباح كانت قد فاقت من نومها وهى تصرخ .نهض من كرسيه اليها يحتضنها .نظرت اليه غير مصدقه قائله من بين دموعها
صافى : سارى ..انا ...انا ..كنت بحلم بكابوس ......
قالتها وهى تنظر حولها لتدرك ان ماعاشته حقيقة فسألته 
صافى : انا فين ؟ايه اللى حصل ؟ وابنى ؟ ابنى حصل له حاجة ؟
قالتها وهى تنظر للمحاليل بيدها ثم لبطنها فى فزع فإقترب منها مهدئا قائلا بحنان 
سارى : انا لقيتك مرمية ورا باب القصر وبتنزفى وجبتك المستشفى .والدكتور بيقول ان عندك انيميا 
صافى : وابنى ؟؟ ابنى جرى له حاجة ؟ انا حامل  ياسارى  حامل فى ابننا 
سارى : حامل !!من قالك ده ياحبيبتى .الدكتور المفروض قال  ان النزيف كان بسبب انيميا حادة تزامنت مع ميعاد دورتك الشهرية ..مقالشى ان فى حمل 
صافى وهى تصرخ : لا ياسارى ..انا حامل .اسأل حتى وعد بنتك .هى جابتلى اختبار الحمل ..طب نادى للدكتور .نادى له يا إما هقوم له انا 
قالتها وهى تحاول فك المحاليل الموصله لذراعها فأمسك بها قائلا : اهدى ياحبيبتى .انا هناديه ..انتى اهدى بس وانا هفهم منه كل حاجة 
ذهب وعاد بعد قليل معه الطبيب الذى حادث هيفاء بالامس 
سألته صافى بلهفه قائله : دكتور ..انا حامل ...فى الشهر التانى ..ابنى جرى له حاجة 
اجابها الطبيب بهدوء : مدام صافى ده التقرير الطبى عن حالتك بيوضح انك عانيتى من نزيف نتيجة نزول الدورة الشهرية مع وجود انيميا حادة تسببت فى حدوث نزيف حاد والحمدلله سيطرنا عليه .بس هو ده الموضوع مفيش حمل زى مابتقولى جايز تكون الامور اختلطت عليكى 
تعصبت وهى تصرخ فيه قائله : انت كداب ..انا حامل او كنت حامل وانتم موتوا ابنى .كلكم موتوه ..سارى صدقنى انا حامل .طب اسال بنتك وعد .قولها اختبار الحمل اللى بعتت جابته من صيدلية ماما واحدة صحبتها 
امسك بذراعها كى تهدأ قائلا : اهدى ياحبيبتى .انتى ممكن تكونى اتخيلتى انك حامل عشان احنا اتكلمنا فى الموضوع ده بس ..دكتور ممكن تديها حاجة تهديها من فضلك 
الدكتور : حالا 
صرخت وهى تحاول نزع الاسلاك من يديها قائله : لا ياسارى متخليهوش يدينى حاجة ..ده اكييد متفق معاهم 
سارى : متفق مع مين بس ياحبيبتى ..اهدى يا صافى محدش عاوز يأذيكى 
صافى بخوف : ايوه .متفق معاهم مع وعد بنتك هى اللى عرفت انى حامل وقالت لى مااقولش لخالتها  وانا صدقتها واكييد ده كان ملعوب منهم  .. واليوم ده  وعد هى اللى طلعت لى كوباية النعناع السخن ..ايوه اكييد حطوا لى فيه حاجة عشان اسقط الجنين  .ولما قمت من النوم اصرخ من الالم مالقتش التليفون  جنبى .بنتك هى اللى اخدته عشان معرفش اطلب حد يساعدنى وهما اللى فصلوا الحرارة عن تليفونات البيت وقفلوا الابواب من بره عشان معرفش اخرج وافضل انزف لحد لما اموت 

كان سارى يستمع اليها  بغضب غير مصدقا لما تقوله قائلا لها 
سارى : انا مكنتش اتخيل ان غضبك وغيرتك  ممكن يوصلوكى لتأليف قصة خايبة زى دى .قصة بتدخلى فيها بنتى اللى عمرها اقل من ١٥ سنة وكل ده عشان غيرة نسوان بينك وبين هيفاء
كانت الممرضه قد دخلت بحقنه المهدئ .ارتعبت صافى فور رؤيتها قائله لسارى وهى تستنجد به 
صافى : صدقنى يا سارى ده اللى حصل .من فضلك خرجنى من هنا ..متخليهومش يدونى اى علاج تانى دول اكييد متفقين معاهم 
قالتها قبل ان يغمى عليها من تأثير الحقنه .رمقها سارى بنظرات غضب وحيرة قبل ان يخرج من الغرفه بسرعه للقصر 
واجه ابنته وهيفاء بما قالته فأنكرا مندهشين مع انهيار وعد باكية كما امرتها خالتها مسبقا عند مواجهة ابيها لهذا.
عاد للمشفى .كانت صافى ماتزال نائمة .نهضت فوجدته يجلس بعيدا بملامح جامدة .نادته بضعف فنهض اليها 
صافى : سارى خرجنى  من هنا من فضلك ..رجعنى مصر 
اقترب منها بضيق قائلا : كفاية بقى ياصافى ...مش كل مشكله بينا تقولى هرجع مصر وكأن الكل هنا متآمر عليكى
رفعت رآسها بصعوبة وهى تعتدل فى السرير قائله : يعنى انت مش مصدقنى ؟ مش مصدق انى كنت حامل وهما اللى نزلوا ابنك  ...طب  بلاش تسألهم .فى اختبار الحمل كان فى ادراج مرآة الحمام 
اخرج اختبار حمل من جيبه   قدمه اليها قائلا :
سارى : هو ده ؟
خطفته من يده ونظرت فيه فوجدته بخط واحد يدل على عدم وجود حمل .بلعت ريقها فى احباط فأكمل قائلا وهو يخرج هاتفها اليها قائلا 
سارى : وده تليفونك لقيته واقع فى اوضتك جنب الترابيزة بس كان فارغ شحن ...بالنسبة لهواتف البيت كلهم فيهم حرارة .وابواب البيت اللى قلتى كانت مقفوله من بره .فأنا اللى لقيتك انا وعلى السواق  ووقتها لما فتحت الباب لقيته كان مفتوح معايا بسهوله ....يعنى زى ماقلت لك كلها اوهام وممكن يكون زعلنا الفترة الاخيرة اثرت على نفسيتك 
نظرت اليه غير مصدقه قائله : انت صدقتهم هما وطلعتنى انا المجنونة اللى عايشة بنظريه  الاضطهاد من الكل 
سارى بضيق : انا حكمت عقلى وصدقت الادله اللى اودامى ...صافى ياحبيبتى .موضوع الحمل ده هيجى هيجى متقلقيش متخليهوش يأثر على نفسيتك ..وبالنسبة لوعد بنتى فحاولى تكسبيها افضل من كده.وعد مش معنى انها مش متقبله وجودك معنى كده انها مجرمة وممكن تفكر تأذيكى 
هزت رأسها بإبتسامه قائله :انت صح ...كلكم صح .فعلا اعصابى ممكن تكون تعبانة زى مابتقول .ويمكن اهلى وحشونى بجد ومفتقدة لمتهم حواليا .يضايقك لو سافرت لهم
زم شفتيه فى ضيق قائلا : برضه ....ماشى زى ماتحبى ..الاسبوع الجاى على ما تتحسنى  هحجز لك 
صافى بسرعه :لاء  بكره 
نظر اليها مطولا قبل ان يهز رأسه على مضض قائلا : براحتك 
ادارت وجهها الناحية الاخرى كى لاتراه قائله : لو سمحت خلى حد يبعت لى شنطة هدومى واوراقى هنا مع اى سواق من اللى عندك وهو بيوصلنى للمطار
اجابها : انتى كمان مش عاوزانى مش عاوزانى اوصلك المطار 
تجاهلت اجابة سؤاله قائله : انا تعبانه وعاوزة انام 
زفر بعصبية وهو ينظر اليها قبل ان يخرج من غرفتها 
فى اليوم الثانى ارسل على السائق لها بحقيبتها واوراقها .وصلت  للقاهرة ظهر اليوم .
..................
مر شهر  ونصف تقريبا على فراقهم 
جلس يدخن سيجارته بشراهه وهو على مكتبه وامامه جلس فهد ينظر اليه بضيق قائلا له 
فهد: مادمت هتموت عليها كده .ماتسافر ليها ؟
اجابه:مينفعش 
فهد : ياسارى انت عارف انى حقانى .بس من معرفتى بصافى ومن حكاياتك عنها.بصراحة مش مقتنع انها ممكن تفبرك قصة زى قصه حملها .فى حاجة فى الموضوع ده .
سارى بعصبية : يافهد حط نفسك مكانى .بنتى  وهيفاء فى كفه وصافى فى كفه ده غير ان كل حاجة ضد كلامها .متوقع اعمل ايه ؟
فهد : طب ناوى على ايه دلوقتى ؟ هتنفصل عنها ؟
سارى بغضب : ابقى كداب لو قلت انى مفكرتش فى ده .بس للاسف اكتشفت انى مش قادر .انت مش عارف حالتى عاملة ازاى من غيرها ..انا لاعارف انام ولا اكل ولا اشتغل ..انا قلت اسيبها تستريح وتهدى .صافى عنيدة اووووى وعصبية ومش هتلين ببساطه  ومش هتقبل ترجع لى ببساطة 
فهد ضاحكا: يبقى الله يعينك .هيفاء من ناحية بجبروتها وصافى بعنادها
رن الهاتف فنظر سارى اليه قائلا لفهد : ده عبدالحميد مدير تحرير الجرنال 
فهد : هى لسه صافى شغاله فيه ؟
سارى : لاء .عبدالحميد قالى مرجعتش الجرنال  من ساعه  رجوعها مصر ..استنى اشوفه عاوز ايه ؟
اجاب سارى متبادلا التحية معه  قبل ان يبلغه عبدالحميد قائلا 
عبدالحميد : انا كنت عاوز اقولك ان الاستاذ رفيق والد صافى توفى من يومين وانا انشغلت ونسيت ابلغك 

ذهل سارى قائلا بعصبية: ازاى تنسى حاجة زى دى ياعبدالحميد ..
تلعثم عبدالحميد قائلا : انااساسا كنت مسافر ورجعت سمعت بالخبر وافتكرت ان صافى بلغتك بس امبارح فى العزاء لما مشوفتكش هناك قلت لازم ابلغك خصوصا وانى عرفت ان المرحوم كان محجوز فى المستشفى بقاله اسبوعين تقريبا بسبب جلطه 
زفر سارى بغصب وفهد ينظر اليه محاولا فهم مايجرى فأكمل عبدالحميد قائلا بتردد : بس مكالمتى لك مش بس عشان ابلغك بالوفاة ..بس كمان فى حاجة حصلت تهمك  قلت اقولك عليها ولا اقولك انا هبعت لك لينك فيديو لقناة كانت بتغطى العزاء امبارح على الواتس اب وانت شوفه بنفسك 
قالها واغلق الهاتف .زفرسارى  بغضب وهو يخبط بيده على المكتب فبادره فهد قائلا : فهمنى جرى ايه ؟
فهد بغضب عارم :والد صافى توفى من يومين .وكان محجوز قبلها فى المستشفى لفترة .كل ده وانا بعيد عنها فى اكتر وقت احتاجتنى فيه 
فهد بأسف : الله يرحمه. كان انسان محترم .مسكينة صافى ربنا معاها.لازم تسافر لها حالا .
سارى : استنى شكل اللينك وصلنى .عبدالحميد بيقول فيديو العزاء فيه حاجة تهمنى 
فتح الفيديو وشاهداه معا .كان الفيديو لقناة تغطى عزاء شخصيات عامة ورجال سياسة معروفين وفنانين وكبار الشخصيات .مرت الكاميرا بصافى ترتدى السواد بجوار امها المنكوبة بقهر وهم يأخذون العزاء على ابواب احد المساجد الشهيرة .لفت انتباههم ظهور طارق فى الصف الاول لاخذ العزاء فى الراحل وظهوره فى لقطه اخرى بجوار صافى يحادثها 
جن جنون سارى وهو يشاهد الفيديو وهو يظهر طارق فى العزاء متصدرا المشهد بجوار سارى 
ظهر بعد ذلك عدة لقاءات مع عدد من الحاضرين تكلموا فيه عن علاقتهم بالراحل وعن تاريخه المهنى المشرف .
جاء دور طارق والذى اجاب عن سؤال احد المراسليين الصحفيين عن تواجده اليوم لتلقى العزاء رغم الخلاف بينه وبين الراحل رفيق بعد انفصاله عن ابنته 
اجابه طارق بأن الراحل كان شخص محترم هو وابنته طليقته وبأن انفصاله عنها جاء بناءا على طلب والدها رفيق بعدما اكتشف خيانه طارق لابنته مع فتاة كان يعرفها .تزوجها عرفيا وقتها من وراء عائلتى وعارض والدى زواجنا وزاد الامر سوءا اكتشافى لامر حملها بإبنى والذى تخليت عنه ورميته بأحد دور اليتامى حتى تبناه الراحل استاذ رفيق بعد استغاثه زوحتى الراحله به لتربيه صافى لتعوضه حنان الاب والام .والان اعترف بكل هذا كى اعيد لها كرامتها وسمعتها التى اهدرت لسنوات بسببى ولاعترف بإبنى   كريم حتى لو عارض والدى الوزير على هذا .
لم يستطع سارى اكمال الفيديو .امسك بالهاتف ورماه بقوة فى الحائط 
اخذ يتنفس بعمق والشرر يتطاير من عينه وهو يجول الغرفه قبل ان يقذف بكل ما على مكتبه على الارض وهو يزمجر بغضب بصوت عالى  
حاول فهد تهدئه روعه الا انه لم ينجح .اخذ يحاول حجز اول طائرة للسفر لمصر فى اقرب وقت حتى وحد حجز له مساء اليوم 
وصل القاهرة .ذهب مباشرة لشقه ابيها .دخل فوجد طارق يقف بالباب لاخذ العزاء .نظر كلاهما للاخر بغل .وقف طارق امامه كى يمنعه من الدخول وهو يودع اخر الحاضرين من الرجال 
دفعه سارى بغضب وهو يمسك بياقته قائلا بغضب 
سارى : انا مش حذرتك قبل كده انك تقرب من مراتى ياحيوان 
ابعد طارق يده قائلا بمكر : والله  لو كنت  لقيت حضرتك واقف جنبها فى ظروف زى دى . مكنتش هبقى هنا 
لكمه سارى بغضب فى وجهه ليسقط ارضا قائلا بغضب : سارى :وانت مالك ؟مين اداك الحق لده ياحيوان انت ؟
اتاه صوتها من خلفه قائله  بجدية : أنا 
ابتسم طارق فى شماته وهو يمسح دماء فمه 
التفت سارى اليها بغضب قائلا وهى تقف امامه متشحه بالسواد .اقترب منها قائلا بغضب 
سارى : صافى خلينا ندخل جوه ونتكلم انا وانتى لو سمحت 
اجابته بجدية : حياتك الباقية .شرفتنا ياسارى بيه ..كنت اتمنى اقدم لك قهوة بس العزاء خلص 
نهض طارق قائلا وهو يمد يده لسارى لحظتها: منجيش لك فى حاجة وحشة
وقف ينظر اليها للحظات مصدوما من ردة فعلها. انسحب خارجا فى غضب 
ابتسم طارق وهو يتابعه قبل ان يقول لصافى التى تقف اممه فى حزن 
طارق : انسان غريب اوووى راجع بعد مالعزاء ماخلص ..قال وعاوزك تطردينى كمان 
صافى بهدوء : ماانا هطردك فعلا وحالا.وبعد كده ياريت متدخلش فى حاجات متخصكش 
ارتبك قائلا : صافى ..انا كنت فاكر ....
صافى بحدة : فاكر ايه ؟انك لما تظهر بعزاء ابويا واستغلالك للموقف عشان تحسن صورتك بعد ما ابوك مااتشال من الوزارة ومراتك سابتك لما اكتشفت خيانتك ليها للمرة العاشرة تقريبا 
طارق : صافى .انا اعترفت اودام العالم كله ورديت لك كرامتك وسمعتك 
صافى : كرامتى وسمعتى محفوظين .انا مغدرتش ببت مسكينة ودفعتها للانتحار ورميت ابنى اللى من لحمى ودمى 
طارق : ما أنا اعترفت به اهو ولعلمك امى هتموت وتشوفه وبتقترح انها تاخده ويعيش معاها 
صافى : انسى ياطارق وبعدين ده لا وقته ولا مكانه ومن فضلك اتفضل انا تعبانه ومحتاجة استريح انا ومامتى 
قالتها وهى تمسك بباب الشقه كى تغلقه وهو ينظر اليها غير مصدق لما 

لما تفعله خاصة بعدما اغلقت الباب ورائه 
..............
مر اسبوعان على لقائهم هذا .كانت صافى قد بعثت الى سارى عن طريق عبدالحميد طلبا للطلاق بالتراضى الا ان عبد الحميد كان رده كلما سألته هو تجاهل سارى لمطلبه كلما كرر نقل طلبها اليه عدة مرات .
فى النهاية وكلت محامى لرفع قضية طلاق .جلس مع محاميه عدة مرات اتفقا خلالها ان ينتظر عودته من امريكا كى يكون حاضرا فى جلسه الاتفاق على تفاصيل الانفصال 
...............
طلبها المحامى بعد مرور عدة اسابيع اخرى  كى تستعد لملاقاه سارى ومحاميه للاتفاق على الانفصال بهدوء .
وقفت امام المرآة قبل ميعادها بوقت طويل تعدل من هيئتها .نظرت للملابس المحدودة التى تملكها ذات اللون الاسود .فى النهاية ارتدت بلوزة سوداء من الدانتيل الشفاف . إرتدت من تحتها توب بحمالات من نفس اللون .معها بنطلون من  نفس اللون ضيق بعض الشئ.رفعت شعرها برباط من الخلف .
كان موعدهم فى الخامسة قبيل المغرب فى مكتبه بشركه الانتاج فى مبنى الجريدة .تجولت بالسيارة حتى قاربت على الموعد فإتجهت للمبنى .صعدت للدور الذى به مقر الشركة 
وجدت محاميها بالانتظار.جلست تتشاور معه بعض الوقت وعيناها تتفحص السكرتيرة الحسناء بغيرة.تساءلت بينعا وبين نفسها عن طبيعه علاقتها مع سارى اثناء وجوده بالشركة ...ترى هل تربطهم علاقه من اى نوع  
.انتبهت لشعورها هذا فعاتبت روحها على شعورها هذا. .سمحت لهم السكرتيرة بعد وقت بالدخول سبقها المحامى بينما تباطأت هى فى تردد وهى تأخذ نفسا عميقا محاوله استجماع شجاعتها اثناء ملاقاته 
دخلت المكتب .لمحته بطرفى عيناها جالسا عل  مكتبه .بينما جلس محاميها ومحاميه على طاوله الاجتماعات .اتجهت اليهم فى خطوات ثابته .تعمدت ان تجلس مبتعدة عن مواجهته فأعطته ظهرها 
تكلم محاميها طالبا بإنفصال هادئ بعيدا عن المحاكم الطويله قبل ان يقدم تنازلها عن الفيلا وكافه الاموال التى وضعها بإسمها فى البنوك .
دخل الساعى بالقهوة للجميع .ارتشفت قهوتها وهى تأخذ نفسا عميقا فى تلبك .كانت تشعر بنظراته مصوبة اليها حتى مع صمته الطويل .
تحدث محاميه بعد ذلك موضحا رفض سارى لاخذ اى مما اعطاها اياها.مع منحها حقوقها الاخرى بعد الطلاق من مؤخر وخلافه بشرط تأجيل الطلاق لعدة شهور أخرى 
ثارت صافى معترضه فشرح لها محاميه سبب سارى فى التأجيل بسبب تأسيسه لشركات فى امريكا منذ عدة شهور بإسمها وهى شركات بملايين الدولارات واى انسحاب للمالكه الاساسية الان للشركة  قد يضر بأسهم الشركة 
اندهشت صافى من الامر لعدم علمها به من البداية .كما اقترحت صافى ان تتنازل عن ملكيتها لهذه الشركات لو كانت هذه المشكله لسارى بشكل رسمى او اى شكل اخر يضمن له عدم الخسارة 
 .نظر  محاميه اليه فأشار اليه ان يأخذ محاميها ويخرجا ليتركاهم معا.تحركا للخروج بعدما طلب  محاميه من محاميها ان يخرجا ليتركاهما غلى انفراد بعض الوقت .هبت واقفه هى الاخرى لتهرب من مواجهته الا انه ناداها 
سارى : صافى 
توقفت مكانها واغمضت عيناها فى تأثر .أحست بالعالم كله يدور من حولها .نفس الشعور ونفس التأثير  ونفس احساسها بالضعف لمجرد نطقه لاسمها .اقترب منها وقف خلفها واشتم رائحتها تلك الرائحه التى لطالما خدرت كل حواسه .واضعفت قواه واربكت حساباته  .حتى لو تظاهر بعكس هذا .وحدها تلك العنيدة الصغيرة قادرة على اذلاله وكسر كبرياؤه 
تنفس بعمق وهو يديرها اليه .رفعت عيناها الى عيناه فى تلبك .اراد ان يعاتبها وان يصرخ فيها ولكن ليس قبل ان  يحتضنها بقوة بحق كل يوم بل كل ساعه ابتعدت فيها عنه 
خانتها ضربات قلبها وهى تعلو وتهبط بقوة تكاد تسمع من بالخارج .ارادات ان تتكلم وان تثور عليه ..وحتى ان تهرب من امامه ولكن حتى هذا فشلت فيه وهى تقف امامه تغرق فى نظراته اليها
بادرها بصوت اجش خافت فى عتاب : احنا ايه اللى وصلنا لهنا يا صافى..للطريق المسدود ده  ؟ انا جه عليا وقت تخيلت ان يستحيل حد يقدر يفرقنا عن بعض ..وقت كنت فيه اكتر انسان سعيد فى العالم وانا معايا حب عمرى .فى بيتى وتحت عينى .وقت كنت  ببتسم لما بلمح طيفها بس بيعدى من اودامى  وبكون أسعد بنى آدم فى العالم  لما اشوف نظرات الحب فى عينيها  ...ليه ده كله ياصافى وعشان ايه ؟
اجابته بهدوء: من فضلك انا معنديش اى كلام ممكن اقوله .غير خلينا ننفصل فى هدوء وانا زى ما المحامى بتاعى ما قال انا مش عاوزة منك اى حاجة 
اجابها بعصبية وهو يمسك بيديه الاثنين ذراعيها امامه قائلا 
سارى :طظ فى المحامين وفى الفلوس وفى كل حاجة .انتى ليه مش عاوزة تفهمى انك عندى بالعالم كله ..انتى بس ياصافى ..انتى حبيبتى .وعشقى وروحى اللى عايش بيها 
انتى عاوزة ايه ؟ عاوزة تشوفينى مكسور اودامك عشان عارفه انك نقطه صعفى 
ابتسمت ساخرة : للاسف اتضح ان كل ده كلام..كلام وبس ...لحد لما واجهتنا اول مشكله حقيقية .ساعتها ضحيت بيا وخسفت بكلمتى ليك وبآمانى معاك والاهم بثقتى فيك... فى لحظة واحدة ومن غير تردد ..لحظة كدبتنى أنا وصدقتهم هما 

سارى بضيق:انا مش هناقشك فى كل ده وهفرض ولو للحظة انك صح وانا غلط  ..مكانش فى ولو حاجة واحدة بس  تفتكريها  ليا وانتى بتقررى تمسحينى من حياتك ...مفيش لحظات حب صادقه جمعتنا سوا ...لحظات امان وانتى معايا ..او سعادة حستيها وانتى جنبى 
ابتسمت بحزن قائله : لا فى ويمكن هعيش عمرى الجاى على كل ذكرى حلوة عشتها معاك بس كل ده مكانش كافى ياسارى ...لان اللى اهم من الحب والسعادة ..الثقه.. وانا فقدت ثقتى فيك وفى انى فى المستقبل ممكن اثق فيك  والجأ لك تانى خصوصا بعد ما خذلتنى فى المرة الاولى 
تنفس بنفاذ صبر قائلا : والثقه دى لقتيها فى طارق اللى رايح جاى على بيتك ؟وبعدين انتى قاعدة فى بيت ابوكى ليه ؟ انت مش عندك فيلا فى المقطم سايباها ليه ؟
اجابته بتلبك : عشان ارجعها لك .
سارى بغضب: ومن قالك انى هاخدها .حتى لو انفصلنا .روحى عيشى فى الفيلا ياصافى وبطلى هبل وعند شوية  وخدى مامتك هناك هى وكريم وابعدوا عن شقه والدك شوية على الاقل عشان مامتك نفسيتها تستريح بعيد عن المكان اللى بيفكرها بوالدك
صافى : انت عاوزنى ابعد عن شقه والدى عشان نفسية امى فعلاولا عشان طارق
ترك ذراعها وضم قبضه يده فى غضب قائلا 
سارى : طارق ده لو عاوز انسفه من على الارض هنسفه وانتى واثقه من ده ...ولو هو فاهم انى هطلقك وهسيبه الفرصه انه يحوم حواليكى بعد الشو الرخيص اللى عمله فى عزاء ابوكى يبقى غلطان.لانك هتفضلى مراتى لحد اخر نفس فى عمرى
صافى وهى تجذب حقيبتها بتحد: انت كده بتضطرنى اكمل فى سكه المحاكم 
كادت ان تغادر فسألها : صافى ..هتقولى للقاضى عاوزة اتطلق من جوزى ليه ؟ واياكى تقوليلى الثقه والهبل ده ؟ لانى بمجرد ما هقف قصادك فى المحكمة عينيكى هتفضحكى وهيبان فيهم حبك ليا 
اجابته دون ان تنظر اليه : انت بتوهم نفسك 
جذبها اليه قائلا وهو يقربها لصدره : يعنى انتى بتكرهينى ؟
بلعت ريقها فى صعوبة وهى تهز رأسها بالايجاب فسألها مرة اخرى بصرامة اكبر 
سارى : صافى ..انتى بطلتى تحبيبنى ؟
حاولت ان تكذب قائلة : ايوه 
رفع وجهها اليه قائلا : بصى فى عينى وقوليلى ..انا بكرهك ياسارى 
دفعته بعيدا عنها قائله بعناد : بطل اسلوبك ده .لانه مبقاش بينفع معايا ...انا عاوزة اتطلق ياسارى وفى اقرب وقت 
قالتها وهى تتحرك مغادرة نحو الباب .جاءها صوته قائلا بغضب وعصبية 
سارى : مش هيحصل ياصافى .انتى هتفضلى مراتى بمزاجك او غضب عنك
خرجت واغلقت الباب ورائها بقوة

وهي تزفر بقوة كي تفيق من تأثيره القوى عليها بعد اعتراف طارق

تغيرت نظرية الجميع لصافي حتى

ان اقاربها عادوا للتقرب منهم مرة اخرى بعدما اتضح لهم براءتها حتى ان خالتها صممت ان تصطحب معها امها لزيارة بالسعودية حيث تقيم هناك بالسعودية بعدما لاحظت تدهور حالتها النفسية بعد وفاة زوجها .

جهزت صافی اوراق السفر لامها خاصة بعدما اخذت والدة طارق كريم عندها لفترة من الزمن بعد محاولات والحاح منها لمرات عديدة قبل ان تقتنع صافي بعدما تأكدت من نيتها الحسنة تجاه كريم وحبها له .

في تلك الفترة حاول طارق كثيرا التودد لصافي الا انها صدته بصرامة

كان قد مر على لقائهم الاخير شهر اخر كانت قد انتقلت للفيلا كما طلب منها ربما لانها تفکرها به ولانها هديته المميزة لها والتي عشقتها منذ الوهلة الاولى .

جلست ذات يوم تحس بالضجر امام التلفاز حين سمعت صوت جرس الباب المتواصل

نهضت غاضبة كى ترى من بالباب خاصة وانها لم تتعود على زيارة احد لها بالفيلا اللهم الا نهى صديقتها وحتى فى حاله زيارة نهى فإن الامن يبلغها وهي على البوابة بقدومها
وقفت خلف الباب تسأل في عصبية ایوه مین

جاءها صوته ويده ماتزال على الجرس

فتحت بسرعه فوجدته يستند على باب البيت وهو فى حاله غريبة . بعض

من ازرار قميصه مفتوحه وشعره اشعث ورائحه الخمر تفوح منه

كاد ان يسقط وهو يترنح قائلا

حبيبتى وحشتينى اوووى

مدت يدها لتسنده فإرتمي في حضنها

اسندته وهي تدخله قائله

صافی ساری .. انت ايه اللي عملته في

نفسك ده ياساري انت من امتى بتشرب خمرة

اجابها وهو يعتدل بصعوبة مبتعدا

عنها قائلا من يوم ما سيبتيني انا

بموت من غيرك يا صافي وانتي
 عارفه ده ومصممة تموتيني كل يوم قالها وترنح فاسرعت نحوه فسقطا معا على الاريكه

حاولت ان تنهض عنه قائله طب تعال اسند عليا اغسل لك وشك واعمل لك قهوة تفوقك

اجابها وهو يتحسس شعرها قائلا بولع انتى الوحيدة اللي ممكن تفوقني يا صافي بكلمه واحدة منك بس

... قوليلي بحبك ياساري قوليلي انك بتتعذبي أد ما بتعذب .
.............
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1