رواية ما بين الحب والرغبة الفصل الثانى و العشرون بقلم هدير الصعيدى
رفعت رهف رأسها من على صدر يامن بهدوء ونظرت له كى ترى هل غفى أم مازال مستيقظا فوجدته نائما فهزته برفق هاتفه
رهف : يامن .. يامن حبيبى
لم يجيبها يامن فتيقنت من نومه فأزاحت يده من حولها برفق ثم نهضت من الفراش ودثرته جيدا بالغطاء وأخذت مئزرها المنزلى وإرتدته ثم خرجت من الغرفه وتوجهت إلى غرفه المكتب , أضاءت رهف نور الغرفه وتوجهت إلى المكتب وجلست على الكرسى وأخذت تتطلع للأوراق أمامها ثم هتفت قائله
رهف : شكله مشفش حاجه
..... فلاش باااااك ......
كانت رهف تهم بدخول الغرفه وهى تبحث عن يامن لأنها لم تجده بالخارج , وما إن رأته يعبث بالأوراق الخاصه بها حتى شهقت بصدمه ممزوجه بالخوف وهتفت قائله
رهف : يامن أنت بتعمل إيه ؟
نظر لها يامن بإستغراب شديد فإقتربت منه سريعا ووضعت الصنيه على المكتب وهتفت قائله
رهف بقلق ممزوج بالخوف : بتدور على إيه ؟
يامن بإستغراب : بدور على ورقه أكتب فيها .. وخلاص لقيتها
أخذ يامن الورقه وهتف قائلا
يامن : ها يا يحي قول .. معلش إتأخرت عليك
كتب يامن ما أخبره به يحى بينما كانت رهف تتابعه بعينيها وهى تبحث أيضا للأوراق الخاصه بها , وما إن أغلق يامن الهاتف حتى نظرت له وهتفت قائله
رهف : القهوه بتاعتك أهى
همت رهف بتجاوزه لكى ترى الأوراق الخاصه بها ولكنه أمسكها هاتفا
يامن بخبث : على فين ؟
رهف بإرتباك : هشوف حاجه
يامن بخبث : تؤ تؤ
عقدت رهف حاجبيها فى إستغراب ولكن يامن لم يمهلها فرصه أخرى للتفكير وحملها فجأه وتوجه إلى غرفتهم تحت تذمرها وإعتراضها والتى أنهته هاتفه
رهف : طيب القهوه .. أنا تعبت فيها عشان أعرف أعملهالك زى ما بتحب
..... عوده إلى الوقت الحاضر ......
لملت رهف الأوراق ووضعتها بالدرج وأغلقته ثم أرجعت رأسها للخلف وزفرت بإرتياح
*******************************
فى صباح اليوم التالى
كان حسن يُغرق نفسه فى العمل كى لا يُفكر فى ماحدث بينه وبين سلمى فهو يري أن الحق لديه فى ما فعله فهذه تسمى غييره من وجهه نظره هو وليست بشك , لذلك لم يجد طريقه ليتوقف عن التفكير سوى العمل
حسن بجديه : محمد خد الملف ده راجعه كويس و بلغنى باللى ناقص عشان أبلغ الشركه تجيبه و...................
قطع حديث حسن رنين هاتفه وعندما نظر للمتصل وجده والده فإعتذر ليجيب على الهاتف
حسن : السلام عليكم ورحمه الله
الحاج يوسف ( والد حسن ) : عليكم السلام ورحمه الله
حسن بإستغراب : خير يا حاج .. أول مره تكلمنى بدري كده
الحاج يوسف بحده : أنت فين دلوقتى ؟
حسن بدهشه : فى الشغل
الحاج يوسف بحده : سيب اللى فى إيدك وتعال بسرعه .. سامع أنا قولت إيه يا حسن .. تسيب اللى فى إيدك وتيجى بسرعه
حسن بدهشه : حاضر يا حاج سامع
ترك حسن عمله بعد أن أوصى محمد بمتابعه العمل جيدا ريثما يعود ثم توجه إلى بيت والده وهو مشغول البال من طريقه والده معه التى يعهدها لأول مره , وما إن وصل إلى منزل والده حتى دخل فوجد والده يشتعل غضبا , فما كان منه الإ أن يجلس ليستمع له
الحاج يوسف بحده : مراتك فين يا حسن بيه ؟
حسن بإرتباك : سلمى .. سلمى قاعده عند مامتها كام يوم كده بتغير جو البيت
الحاج يوسف بجديه : بتغير جو البيت .. ولا سابتلك البيت ومشيت يا بيه يا محترم ؟
حسن بعصبيه : هى الهانم إتصلت إشتكتلك وطبعا طلعتني الراجل الشكاك اللى هدم البيت
الحاج يوسف بعصبيه : إتكلم بأدب يا ولد أحسنلك فاكر نفسك كبرت عليا
هنا تدخلت هاله ( والدة حسن ) لتهدأ من حده الحوار بين إبنها وزوجها
هاله : إهدى بس يا حاج .. حسن ميقصدش .. وبعدين يا بنى والله مراتك لا إتكلمت ولا جت .. ده أنا بتصل بحماتك أطمن عليها حكيتلى على اللى حصل بينكم وإن سلمى طالبه الطلاق ومصممه عليه وهى مش عارفه تعمل معاها إيه
حسن بسخريه : كمان الهانم هى اللى طالبه الطلاق
الحاج يوسف بجديه : حسن أنت شفت حاجه على مراتك .. مراتك بتعمل حاجه مش مظبوطه ؟؟
حسن بإرتباك : لا .. بس يا بابا أنا
الحاج يوسف : قصرت معاك كزوج ؟
وضع حسن عينيه بالأرض وهتف قائلا بإرتباك ممزوج بالإحراج
حسن : لا خالص
الحاج يوسف بحده : أومال بنيت إتهامك لمراتك على إيه ؟
حاول حسن شرح أسبابه لوالديه واللذان لم تقنعهما أى من أسباب حسن
الحاج يوسف بهدوء : بس كده هى دى أسبابك ؟
حسن بضيق : كل اللى بقوله لحضرتك ده وتقولى بس كده
الحاج يوسف بسخريه : لأن دى مش أسباب .. مراتك أشرف إنسانه فى الدنيا وتغيرها معاك أنت السبب فيه مش هي
حسن بحده : هو أنا كل ما أحكى لحضرتك حاجه تغلطنى .. أنا ماشي
خرج حسن دون أن ينتظر كلمه من والده , خرج ولكن عقله مازال يُفكر فى كلمات والده
الحاج يوسف بحزن : شايفه إبنك ياهاله .. هيخرب بيته ومش مستعد يقبل نصيحه من حد
هاله بدموع : ربنا يهديه وينور بصيرته .. أنا هحاول أكلم سلمى وأقعد معاها يا حاج لحسن كده البيت هيتخرب
الحاج يوسف : نكلمها بإذن الله وربنا يحلها من عنده
......
فى المساء
كانت وعد تجلس بالشرفه بمفردها وتُفكر فيما حدث بمنزل رهف وما رأته وكيف سوف تستفاد منه
..... فلاش باااااك ......
ذهبت رهف لتحضر كوب ماء وعصير لوعد لكى تهدأ وعندما غابت رهف عن أعين وعد مسحت وعد دموعها المزيفه وإبتسمت بإنتصار لنجاحها , ولكن لفت إنتباهها بعض الأوراق والتى من الواضح أن رهف كانت تكتب بها شئ فأمسكتهم وأخذت تتطلع إليهم سريعا
وعد بهمس : بقي دى المواضيع اللى أنتى مشغوله بيها .. وإيه ده .. كلام ليامن
قرأت وعد الكلام سريعا ثم هتفت قائله
وعد بهمس : يعنى أنتى مخبيه على يامن ليفكر إنك إتجوزتيه عشان تثبتى أن الجواز مش زى ما ناس كتير فاهمه .. ليفكر جوازكم مجرد تجربه .. ياااه ده أنتى كده يا رهف إتقدمتيلى على طبق من فضه وأنا هعرف أتصرف معاكى
أعادت وعد الأوراق إلى مكانها عندما سمعت وقع خطوات رهف وهى قادمه
....... عوده إلى الوقت الحاضر ........
وعد بإبتسامه خبيثه : ده أنا هخليكى تلفى حولين نفسك يا رهف .. ومبقاش أنا وعد أما خليتك زى الخاتم فى صباعى .. هتشوفى يا رهف وعد تقدر تعمل إيه
إرتشفت وعد رشفات من كوب النسكافيه خاصتها وهى تبتسم بإنتصار
........
فى نفس التوقيت
كان ساجد جالس بمكتبه بعد أن رحل جميع العاملين حتى نغم , كان يُفكر بحياته مع وعد وفجأه قذفت لمخيلته نغم ورقتها , ظل يفكر بنغم وحركاتها وحديثها وكلما تذكر شئ ظهرت الإبتسامه على وجهه , تذكر نغم وهى تضع النسكافيه أمامه لأول مره و إرتباكها الشديد فزادت إبتسامته إتساعا , وظل يتذكر ويبتسم الى أن قضب جبينه فجأه
ساجد بضيق : إيه اللى بتهببه ده يا ساجد .. معقول بتفكر فى واحده تانيه غير مراتك .. ونغم مظهرش منها حاجه تخليك تفكر فيها .. دى بتتعامل بكل أدب وحدود .. أنا هرجع البيت أحسن
أخذ ساجد مفاتيحه الخاصه وتوجه إلى منزله وهو فى يُأنب نفسه على تفكيره ذلك
***********************************
بعد مرور يومين
كانت رهف تجلس أمام التلفاز بعد أن أنهت المكالمه مع وعد فهاتفت يامن , وما إن أجابها حتى هتفت قائله
رهف : حبيبى
يامن : أيوه يا حبيبتى .. فى حاجه ؟
رهف بإستغراب : أنت مشغول ولا إيه ؟
يامن : أه جدا .. عندى شغل كتير
رهف : طيب أنا متصله أقولك على حاجه ومش هعطلك
يامن : أوك
رهف : أنا عايزاك تعزم ساجد على العشا عشان أنا عزمت وعد فال............................
قاطعها يامن بعصبيه قائلا
يامن : تانى وعد .. بردو بتتدخلى فى موضوعهم يا رهف
رهف : يا يامن أنا عزمتها خلاص وأكيد مش هتخلى شكلى وحش قدامها
لم يجيبها يامن فهتفت قائله
رهف : هو أنا بكلم نفسى
يامن : إقفلى يا رهف
رهف بضيق : هو إيه اللى إقفلى .. هتعزمه ولا لا
يامن : معرفش
رهف : طيب أنت جاى إمتى ؟
يامن : مش هعرف أجى على الغدا وهتأخر شويه بالليل لأنى هعدى على ماما
رهف بضيق : طيب يا يامن
أغلقت رهف الهاتف ووضعته بجانبها بغضب بينما هتف يامن قائلا
يامن : بردو بتتدخل وتحللهم مشاكلهم ... إستغفر الله العظيم يارب
......
فى المساء
إرتدت حبيبه إحدى المنامات الخاصه بها وكانت عباره عن برمودا وستره قطنيه ضيقه ثم رفعت شعرها على شكل ذيل حصان وإكتفت بوضع أحمر الشفاه فقط ثم خرجت حيث يجلس مازن بخطوات خجوله
فى تلك اللحظه كان مازن يتصفح هاتفه , وما إن شعر بقدوم حبيبه حتى إستدار برأسه وهو يهتف قائلا
مازن : حبيبه أعمليلى شاى الله يخل.................................
قطع مازن حديثه ونظر لملابس حبيبه ثم تنحنح بخشونه قائلا
مازن : أعمليلى شاى
حبيبه بخجل : حاضر
توجهت حبيبه إلى المطبخ تحت نظرات مازن , وما إن دلفت إلى المطبخ حتى هتفت قائله
حبيبه بخجل : البيجاما دى ضيقه أوى .. أروح ألبس عليها روب
فى تلك اللحظه هتف مازن قائلا من الخارج
مازن : حبيبه حطيلى على الشاى لبن
حبيبه بإرتباك : ح... حاضر حاضر
أعدت حبيبه كوب الشاى بلبن وخرجت بخطوات خجوله أكثر , ضحكت بإرتباك فهى مازالت تخجل كالعروس فى بدايه زواجها على الرغم من مرور أكثر من تسع سنوات على زواجها
أعطت حبيبه الكوب لمازن ثم جلست بجواره , فأخذ مازن يرتشف من الكوب وهو يتابع التلفاز ويختلس النظرات لحبيبه بين الحين والأخر , وأثناء متابعته للتلفاز لاحظ إقتراب حبيبه منه فنظر لها بطرف عينه بإستغراب وفجأه وجدها تضع رأسها على كتفه وتتأبط ذراعه فإبتسم , وأخذا يشاهدان التلفاز على تلك الوضعيه , وما إن أتى أحد الفواصل الإعلانيه حتى وضع مازن يده على وجنته حبيبه بحب ثم أمسك ذقنها ورفع وجهها ونظر لها بحب قائلا
مازن : إيه القمر ده
إبتسمت حبيبه بخجل فإقترب منها مازن قليلا وفجأه رن هاتفه فنظر كلاهما له بخضه لتأخر الوقت ثم أخذه مازن وفتح الخط , ولكن ما هى إلا عده ثوانى وإنتفض من جلسته قائلا
مازن : أنا جاى حالا
.........................