رواية وجع الفراق ساري وصافي الفصل الرابع والعشرون
وصلت للشهر الثامن تقريبا وسارى متنقلا بينها وبين عمله واولاده فى ارهاق بدا واضحا عليه كلما جاء اليها .كانت صافى قد انشغلت بإستكمال كتاب قد بداه ابيها قبيل وفاته عن مذكراته ولقاءاته المتعددة برؤساء دول وقادة وشخصيات عالمية شهيرة .حقق الكتاب نجاحا مبهرا فور اصداره .فتشجعت صافى لإصدار رواية اخرى لها أسمتها "قابلت رجلا حقيقيا" ماخوذة عن قصتها مع سارى .رغم اعتراضه على المجهود التى تبذله وهى تنحنى بالساعات لتكتب الا انه كان مضطرا لموافقتها كى لا تمل وتطالب بعودتها للعمل .
مساء يوم جلسا بالشرفه على ارجوحه كبيرة جعل نجار يصنعها لها من الخشب الضخم بنفس مواصفات ديكور البيت معلقه بالسقف كى تسترخى عليها .انبهرت بها فور رؤيتها لها
جلسا معا وهى نائمة على كتفه ويده من خلف ظهرها تتحسسها بحنان .انفلتت منها ضحكة فجأة فسألها مبتسما
سارى : بتضحكى ليه ؟
اعتدلت قائلة وهى تبتسم : فاكر اول مرة اتقابلنا فيها ؟ لو حد قالى وقتها انى ممكن احب الشخص ال
قاطعها بمكر قائلا : الشخص ايه ؟
ضحكت قائلة : ايه هتنكر انك كنت مغرور وشايف نفسك وكل همك رغباتك
ضحك قائلا بحسرة : ايام بقى ..
لكزته بغيظ قائله : ايه بتحن للايام دى ولا ايه ياهارون الرشيدى
نهض واقفا قائلا ليستفزها: كنت ملك زمانى ..فين مابروح الستات بتقع فيا ...لو حد قالى وقتها انى ممكن اقع فى حب البنت ام لسان طويل اللى شتمتنى اول مرة اتقابلنا فيها وانه يجى اليوم واقعد جنبها بكرشها ده ..خايف حتى اقرب ابوسها من الحاجز اللى بينا
نظرت لبطنها بضيق قبل ان تنزل من الارجوحه قائلة بغضب
صافى : والله كرشى اللى مش عاجبك ده شايل ابنك .وبعدين من قالك انى هبوسك حتى لو اترجتنى
قالتها وهى تندفع للداخل
فضحك وهو يجذبها لحضنه قائلا
سارى : تعالى تعالى .انتى زعلتى ..انا بغيظك بصراحة عشان انتى احلويتى اووووى وخايف تتغرى عليا
عدلت من شعرها قائله : بجد ..يعنى انا لسه حلوة فى نظرك ؟
احتضنها بقوة وهو يقبل وجهها قائلا : اوووى .ويمكن ده احلى وقت شايفك فيه حلوة .مش حلوة بس .انتى زدتى جمال فوق جمالك .وبطنك الصغيرة دى ادتك هيبة الامومة ووقارها .بس بقولك ايه عشان تبقى عارفه ..اول ماتولدى .تعوضينى عن كل ده .مش الاقيك مشغوله بأيهم وتنسى ابوه
ضحكت وهى تقبل شفتيه قبلات متقطعه قائله بحب
صافى : ابوه ده روحى وعقلى وعمرى كله
تنهد بضيق قائلا : طب بعدين بقى ..كده مش هينفع ..انا مش قادر اقاومك .طب ماتيجى نطلع فوق ..مش هنعمل حاجة .هقعد أبوس فيكى شوية وبس
ابتسمت قائله : بوس بس ؟
هز رأسه وهو يحملها قائلا : هعمل ايه يعنى .على اخر الزمن سارى الأيهم بقى مقضيها بوس بس
...............
اخذ يداعب شعرها بيده وهى نائمة على ذراعه تدلك صدره بيدها قائلا لها بجدية
سارى : حبيبتى
نظرت للاعلى قليلا حيث وجهه قائله
صافى : ايه ياحبيبى ؟
سارى : صافى انتى عارفه ومقدرة طبعا .ان نزولى مصر كل فترة جاى بخسارة كبيرة عليا مش على مستوى شغلى اللى فى بلدى بس لان فهد بصراحة شايل ده عنى بس شغلى فى امريكا وباقى البلاد الاوربية واللى محتاج منى اكون حاضر ومتابع .ده غير ولادى اللى محتاجينى خصوصا بعد وفاة والدتهم دلوقتى
نهضت معتدله لتجلس على السرير فإعتدل هو الاخر امامها مستكملا حديثه
سارى : انا تقريبا مبنامش وانا مضطر اسافر من عندك للولاد .لامريكا وارجع تانى اعيد الكرة .
صافى بهدوء: انت عاوز ايه ياسارى بالضبط ؟
سارى :عاوزك معايا .هناك فى بيتى ومع ولادى .ابننا يكبر فى بيت ابوه ومع اخواته وارتاح بقى من السفر رايح جاى
صمتت لبرهه قبل ان تجيبه بضيق : وان قلت لاء
تنفس بغضب قائلا : يبقى انتى زى عادتك بتعاندى لمجرد العند وده كتير اوووى عليا.انا بقولك عندى شغل بملايين سايبه عشان بس اكون معاكى وانتى ولا فارق معاكى
اجابته بعصبية : واضح ان انا اللى مش فارقه ولا ابنى اللى ممكن اخسره زى ماخسرت اخوه قبل كده
نهض غاضبا وهو يصيح فيها : بطلى بقى .انتى محملتيش قبل كده .فوقى بقى من اوهامك دى .انتى ايه مبتزهقيش ؟
نهضت قبالته قائله بغضب موازى : لاء حملت وبنتك ومراتك هما اللى قتلوه عاوز تصدق صدق ولو انى اشك انك هتسمع لى ولو مرة واحدة فى حياتك
التقط قميصه وغادر الحجرة منصرفا وهو يلعن بصوت منخفض .بينما جلست وهى تلهث بصعوبة ناظرة لبطنها قبل ان تتحسسها بحنان قائله
صافى : متخافش ياحبيبى .يستحيل اسمح لاى حد يأذيك ابدا
.................
سافر فى اليوم التالى دون ان يودعها حتى ولو بكلمه .مر على سفره اسبوعان دون ان يتصل حتى بها .اتصلت هى به كثيرا دون ان يجيبها .فبعثت له على الواتس رسائل اشتياق وصور من اشعه الجنين .رآها جميعها الا انه ظل على موقفه رافضا اى كلام بينهم حتى تعود لرشدها كما قال لفهد
بعد منتصف الليل بساعه .كانت قد خلدت للنوم مبكرا بسبب انخفاض ضعطها الملازم لها طوال فترة الحمل .فوجئت بإتصاله على هاتفها .فرحت واجابت بسرعه .جاءها صوته
متوترا وهو يقول بسرعه
سارى : صافى.رعد ابنى عمل حادثه واتنقل المستشفى
اجابته بلهفه : طيب وهو عامل ايه ؟ طمنى على حالته ؟ الدكاترة قالوا لك ايه ؟
اجابها بهدوء: ان شاء الله هيبقى بخير .ادعى له .انا عارفه انك بتحبيه وهو كمان بيحبك وسأل عليكى
اجابته بعد تردد : طيب هو يقدر يتكلم ؟ يعنى ممكن اكلمه فى التلفون ؟
جاءها صوته غاضبا وهو يقول : بقولك ابنى عمل حادثه وبين الحياة والموت وكل رد فعلك انك عاوزة تكلميه فى التليفون؟
اجابته بعصبية : انت عارف غلاوة رعد عندى .بس أنا مقدرش اجى عندك .صدقنى مينفعش
اجابها بصوت عالى وعصبية حادة : متجيش ياصافى .خليكى عندك .واتخلى عن جوزك فى اكتر وقت محتاج لك فيه جنبه .بس صدقينى بعد ما يمر الموقف ده .فى حاجات كتيرة بينا اوووى هتتغير وهتتغير لشكل عمرك ما هتتخيليه .سلام
قالها واغلق الخط فى وجهها .نهضت من مكانها تتمشى فى الغرفه بضيق وهى تفكر مليا فى كلامه .حائرة مابين واجبهاكزوجه مجبرة ان تقف بجوار زوجها فى محنته ومابين خوفها من فكرة سفرها لنفس المكان الذى فقدت فيه جنينها وكادت ان تفقد فيه حياتها.
...... .......
نفث دخان سيجارته بضيق من غرفه مكتب قصره قبل ان يقول لفهد الجالس خلفه على الاريكه محتسيا قهوته.
سارى :انا كنت عارف انها مش هتيجى ؟صافى دماغها زى الحجر
فهد مفكرا : بس ياسارى مش ملاحظ ان فى حاجة غريبة اووى فى موضوع صافى واصرارها على قصة حملها وان بنتك ومراتك هما اللى اجهضوا الجنين .يعنى رغم كل الوقت اللى فات صافى لسه مصرة على قصتها .يعنى لو هى ست غيرانه وعملت كده عشان تفسد علاقتك بهيفاء وبنتك .اظن كانت المفترض تفضل هنا .وتكمل فى لعبتها مش تهرب وتترعب اول ما تجيب لها سيرة العيش هنا معاهم .
سارى بغضب: يعنى بنتى مجرمة يافهد ؟وعد اللى انت مربيها على ايدك تصدق فيها ده ؟ طب بلاش كل ده .الدكاترة كمان فى المستشفى مشاركين فى المؤامرة دى؟
فهد : والله ما بقيت فاهم حاجة
فجأة انتبه سارى من خلال نافذة المكتب المطله على الحديقه وصول سيارة تاكسى تدخل القصر امامه .لحظات وتوقفت السيارة امام باب القصر لتنزل منه صافى وهى تنظر حولها بخوف
ابتسم وهو يقول لفهد قبل ان يتركه مغادرا لاستقبالها
سارى : جات يافهد ..صافى جات
ابتسم فهد لتبدل حال صديقه والذى تغير كليا بمجرد رؤيته لحبيبته .
استقبلها امام القصر بفرح قبل ان يستغرب عدم وجود حقائب معها وهو يحيط خصرها بيده كى تدخل للقصر
دخلت من الباب .توقفت مكانها فى رعب وهى تتذكر ذلك اليوم وصراخها من الالم .انتفضت من الخوف وتمسكت بملابسه ويده فى قوة .نظر اليها مستغربا فرأى حبات العرق تتكون على جبينها ولون وجنتيها يتحولان للاصفر بعدما اختفى الدم منهما وعيناها تزوغان حتى كاد ان يغشى عليها
حملها مسرعا وصعد بها للاعلى حيث غرفته وفهد من خلفه يقف قلقا قبل ان يسأله
فهد : اطلب لها الدكتور يا سارى ؟
سارى : لاء ده ضغطها انخفض .خلى حد من الشغالين يطلع لى بسرعه فوق
وصل للغرفه .وضعها برفق فوق سريره وربت برفق على خدها وهو يدلك يدها قائلا بهلع
سارى : صافى ..حبيبتى ..صافى ..فوقى ياحبيبتى ؟
فتحت عيناها برعب قائله : سارى متسبنيش عشان خاطرى .خليك هنا جنبى
جاءت الخادمة فإلتفت اليها قائلا بصرامة : جهزى فطور سريع بسرعه للهانم واعملى لها فنجان قهوة يرفع لها الضغط ..يلا بسرعه
هبت معتدله مكانها فى ذعر قائله : لالا مش هاكل ولا هشرب حاجة
نظر اليها بتمعن قائلا : ده عامة ولا عشان انتى هنا فى بيتى ؟ وبعدين فين شنطتك ؟
اجابته بقلق: انا مجبتش شنطة .لانى حاجزة عودة النهاردة بعد نص الليل .انا جيت اشوف رعد واتطمن عليه وعشان متزعلش منى برضه
وقف غاضبا وهو يقول : لا بجد .كتر خيرك .طب تعبتى نفسك ليه ؟كنتى خليكى احسن ؟ وبعدين ايه مش هاكل ولا هشرب دى ؟ انتى محسسانى اننا هنحط لك سم بالاكل
اجابته بضيق : سارى من فضلك ..
سارى بعصبية : بلا سارى بلا زفت ..اسمعى .انسى سفرك النهاردة ده ..مفيش سفر ...وكلى الاكل اللى هيجيلك ..انا هنزل تحت ارتب موضوع الغاء تذكرتك ده ...اطلع الاقيكى كلتى كل الاكل وشربتى قهوتك فاهمة؟
غادر الحجرة فنهضت وراءه باكية لتتعثر واقعه على الارض وهى تبكى بقهر
عاد اليها بعد ساعة فوجدها فى اسوأ حالاتها والطعام والقهوة مكانهم لم تقربهم .نظر اليها فوجدها فى أسوأ حالاتها .وقف امامها وقهى تجلس على السرير فى صمت تنظر اليه بحذر .اقترب منها اكثر قبل ان ينظر للطعام .فجأة أطاحه بيده بقوة على الارض وهو يصيح فيها
سارى : خليكى كده متاكليش وموتى اللى فى بطنك عشان اوهامك المريضة دى
اشاحت بوجهها بعيدا عنه .فامسك بذقنها بقسوة قائلا
سارى : بطلى عند ياصافى .لانك لو رفضتى الاكل النهاردة هتضطرى تاكليه بكره او بعده او بعد شهر ...انتى هتفضلى هنا ومش هترجعى مصر
نظرت اليه بحنق قائله :يعنى كدبت عليا لما قولت ان رعد عمل حادثه عشان تجيبنى هنا وترغمنى انى افضل غصب عنى
اجابها بهدوء: انا مش مضطر اكدب لا عليكى ولا على اى بنى ادم تانى لانى مبخافش من حد ياصافى وانتى عارفه ده كويس ولو كنت دلعتك اوووى لدرجة انك تفتكرى انك خلاص هتمشى اللى فى دماغك تبقى غلطانه .ولعلمك رعد فعلا عمل حادثه بس الحمدلله بسيطة شوية رضوض وكسر بسيط فى رجله
اجابته بضيق: يعنى انت هتفرض عليا افضل هنا غصب عنى ؟
جلس بجوارها قائلا بنفاذ صبر : هو مش ده الطبيعى يا بنتى ؟ مش المفروض مكانك جنب جوزك وابنك اللى جاى ده مش دى بلده وبلد ابوه ؟واللى هنا دول مش عيلته واخواته؟ماتردى عليا ؟
اجابته بهدوء: اه بلده واهله وناسه فعلا بس ياترى هيحموه ويحبوه ويتقبلوا فكرة وجوده من اساسه ولا هيحاولوا يتخلصوا منه زى ما اتخلصوا من اللى قبله ؟
نهض غاضبا وهو يصيح فيها : انتى مجنونة ..محتاجة دكتور نفسى ياصافى وانا صبرى بدأ ينفذ معاكى
قالها ونهض مغادرا قبل ان يلتفت اليها قائلا
سارى : انا هبعت لك اكل واقسم بالله لو مكلتيش هجى واكلك غصب عنك
ارتطم عند خروجه برعد والذى اتكأ بقدمه المكسورة على عكاز .دخل لصافى فنهضت لترحب به بفرح
جلسا وتسامرا كثيرا بسعادة قبل ان يطلب منها ان تتناول الطعام معه بعدما سمع حوارها مع ابيها قبل ان يدخل ورفضها لتناول الطعام .وافقت على مضض بعد الحاح رعد عليها .
تقلبت فى فراشها كثيرا كى تنام الا انها لم تستطع .سمعت وقع اقدامه تقترب فتظاهرت بالنوم .دخل الغرفه نظر اليها قبل ان يغير ملابسه .نام بجوارها بعدما وضع يده حول خصرها .مدت يدها تبعد يده الا انه تشبث اكثر قبل ان يقترب منها ليدفن رأسه فى شعرها هامسا لها
سارى : ياريتنى أقدر ازعل وابعد عنك واقسى بقلبى عليك يا تاعبة قلبى زى ما بتعملى
استسلمت ليده حولها قبل ان تنام على صوت انفاسه المطمئنة بجوارها.
..................
فى الصباح نهض قبلها واخذ حمامه وغير ملابسه قبل ان يلكزها برفق فى كتفها كى تفيق .فتحت عيناها فبادرها قائلا
سارى : صباح الخير .قومى عشان تفطرى عشان جاى لنا ضيوف يسلموا عليكى
فركت عيناها قائله: فهد وعيلته .وياربت تتصرفى بعقل اودام الناس وان كان على هيفاء انا هخليها ملهاش دعوة بيكى ابدا
قالها ثم انحنى على بطنها مقبلا اياها قبل ان يرفع عيناه اليها قائلا كأنه يحادث طفلهم
سارى: قول لامك تعقل ياأيهم .وقولها بابا ميستحقش منها ده .وياريت تقولها بالمرة انى بحبها وهفضل احبها رغم جنانها ده لاخر يوم فى عمرى
ابتسمت وهى تحتضن وجهه بكفيها قائله
صافى : وانا كمان بحبك اوووى ياسارى .بس من فضلك طلب واحد بس .خلى بالك مننا
احتضنها قائلا بحب: وهو أنا بعمل غير كده ياحبيبتى ؟ ما كل ده عشان اخلى بالى منكم واراعيكم وتبقوا جنبى طول العمر
.........
ارتدت ملابسا كانت قد تركتها يوم سافرت للقاهرة وتزينت بعدما سمعت اصوات سيارات الضيوف .خرجت من غرفتها بحذر تنظر يمينا ويسارا ويدها على بطنها فى وضع الدفاع عن ابنها
كان الضيوف قد بدأوا فى التوافد وهى تنزل السلم .فجأة سمعت صوت هيفاء بجوارها تهمس فى اذنها بابتسامه خبيثه على وجهها
هيفاء : انا لو منك اخلى بالى كويس اووى من نفسى ومن اللى فى بطنى
قالتها وهى تتجاوزها نزولا للاسفل .
رحب الجميع بصافى خاصة زوجه فهد وابنائه وهم يسألونها عن الاسم المقترح للطفل .كانت وعد قد انضمت اليهم بعد وقت .سلمت على الجميع وعلى صافى بطرف يدها .بينما استراح رعد فى غرفته .
اثناء الغذاء لاحظ سارى امتناع صافى عن تناول الطعام فتضايق .همس فى اذنها ان تتناول طعامها وهو يضع فى طبقها انواع من الخضار واللحوم المشوية والتى لم تستطع مقاومتها فتناولت بعضا منها
انتقلا جميعهم بعد ذلك لتناول القهوة .همست هيفاء لوعد ببضع كلمات فى اذنها لتنهض على فورها الى المطبخ .عادت بعد قليل تتصنع الود وهى تتجه الى صافى بكوب دافئ من النعناع
قدمته اليها بود وهى تقول
وعد: اتفضلى ياصافى .انا قلت اكييد هيفيدك ويفيد اخويا اللى جاى
فجأة هبت كل الذكريات السابقه لصافى وهى تنتفض واقفه لتطيح بكوب النعناع ع الارض فى غضب وهى تقول
صافى : مش عاوزة منك حاجة واياكى تفكرى تقربى من ابنى انتى او خالتك
هب سارى غاضبا متجها نحوها وهو يصيح فيها
سارى : انتى ايه اللى عملتيه ده ؟ انتى مش هتبطلى الجنان ده؟
تظاهرت وعد بالبكاء وهى ترتمى فى حضن ابيها ببكاء مصطنع وهى تقول: انا كان قصدى اقدم لها حاجة دافية تشربها بدل القهوة لانى عارفه انها غلط عليها
ربت على كتفيها بحنان وهو يرمق صافى بنظرات غاضبة قائلا
سارى : معلشى ياحبيبتى .اصل الحمل اعصاب صافى تعبانه من الحمل وهى هتعتذر لك وحالا
اجابته صافى بغضب: انا مش هعتذر لحد ..هما اللى المفروض يعتذروا ولو انى مش هقبل ابدا اعتذارهم على اللى عملوه فيه وفى ابنى اللى موتوه بدم بارد
نهض فهد وعائلته فى حرج بينما جذب سارى ذراع صافى بغضب قائلا
سارى : هتعتذرى لوعد وحالا ومش ليها بس ولهيفاء وللضيوف كمان
جاء صوت هيفاء وهى تتصنع الضعف قائله : انا مش عاوزاها تعتذر لى ياسارى .حقها تخاف وتتجنن كمان على الولد اللى خططت انها تجيبه عشان يورث بعد عمرا طويل لك ياحبيبى .معلشى اعذرها .من حتة صحفية بتاخد ملاليم لمرات سارى الأيهم اثرى اثرياء العالم .فطبيعى لازم يجيلها هوس ان الكل بيتأمر ضدها .مش بيقولوا عندكم برضه شبعه بعد جوعه
تحركت صافى امامها قبل ان تهوى بيدها على وجهها بصفعه قوية تلتها صفعه اخرى وهى تقول بحنق
صافى: دى لاهانتك ليا ودى للى عملتيه فيا وفى ابنى ..فاكرة
فجأة وجدت سارى خلفها يمسك بيدها قبل ان يهوى هو الاخر بصفعه على خدها قائلا والشرر يتطاير من عينه
سارى : لاء انتى زودتيها اوووى .وواضح انى سكت لك فتماديتى ونسيتى نفسكى
صعقت من فعلته وظلت تنظر اليه غير مصدقه والجميع ينظرون اليهم فى حرج قبل ان يتحرك فهد ناحية سارى قائلا
فهد : اهدى يا سارى .احنا هنمشى وانت اهدى شوية
اجابه سارى بغضب وهو مايزال ينظر اليها : لاء يافهد .انا دلعتها وفوت كتير لحد لما اتجرأت وافتكرت نفسها اعلى من الكل هنا
اجابته بكبرياء : ومن قال لك انى عاوزة افضل هنا
جذب ذراعها بقوة قائلا بتهديد : هتفضلى بمزاجك او غصب عنك .على الاقل لحد لما تولدى وبعد كده هرجعك بلدك ولوحدك
انتفضت فى رعب قائله : لاء... على جثتى .انا هخرج من هنا وحالا انا واللى فى بطنى ..يستحيل اسيبه هنا يقتلوه هو كمان تحت عينيك اللى انت مغمضها بمزاجك عشان خايف تجرح احاسيس بنتك او تنكش الهانم مراتك اللى نص ثروتك فى ايديها ...انت للاسف نزلت من نظرى كزوج واب للى فى بطنى
قاطعها بهدوء قائلا : انتى طالق ...
تسمرت مكانها تنظر اليه وهى تتنفس بصعوبة .تحرك خطوتين ونادى بصوت عالى هز ارجاء القصر على احدى الخادمات لتصعد للأعلى كى تحزم حقيبة صافى وتنزل بها اليها بسرعه
حاول فهد تهدئته الا انه اشاح بيده كى يصمت وصافى مكانها تمسك بطنها بيدها من الألم الذى أصبح يسيطر عليها
صعدت الخادمة للاعلى .رتبت الخقيبة ونزلت بها ومن خلفها رعد يستند على عكازه وهو ينادى
رعد : صافى ...صافى
وقفت هيفاء تبتسم فى شماته بينما وقفت بجوارها وعد صامته فى حزن هى وعائله فهد ..جذب سارى ذراع صافى للخارج بقوة وهو ينادى على قائلا له بعصبية
سارى : على ..على..شوف حجز للهانم النهاردة على اول طيارة راجعه مصر .ولو ملقتش احجز لها فى فندق النهاردة وارجعلى حالا .....وانتى ..اياكى تفتكرى انى هسيب لك ابنى ...بمجرد ما هتخلفى .هاجى وهاخده وخلينا نشوف وقتها وانتى فى بلدك هتقفى ازاى أودام نفوذ وفلوس سارى الأيهم
نظرت اليه نظرة إنكسار قائله بقهر : انا عمرى ما هسامحك على كل ده .
...................