رواية عشق الروح الفصل السادس والعشرون 26 والاخير بقلم نور عزام

رواية عشق الروح الفصل السادس والعشرون والاخير بقلم نور عزام

تركتها و اسرعت الخطي , الا انها لم تتمكن من الابتعاد كثيراً
حتي شعرت بيد تطوقها من الخلف و تحملها في لحظه خاطفه بيد و تغطي لها عيونها باليد الاخري !!!!!!!!!!
شهقت بعنف من الخوف و اخذت تتلوي بين ذراعيه , الي انها كان يحملها باحكام
شعرت به يسير بها , تنتفض رعباً و فزعاً
تحاول بكل قوتها الافلات من بين يديه , تحاول ان تنزع يديه من فوق عيونها كي تراه
الي انها في لحظه استكانت , استكانت تماماً , و هو يحملها و يسير بها دون ادني مقاومه منها , وضع يديه فوق قلبها ليستشعر دقاته المتسارعه , لابد انها تعرفت عليه حتي استكانت هكذا !!
الامر لا يحتاج الكثير من العناء , يكفيها فقط ان تشتم رائحته لتتعرف عليه , تستشعر بلمسته كي تتعرف عليه , حتي انفاسه التي تلفح بشره عنقها و هو يحملها تستطيع ان تتعرف عليه من خلالها !!
سار بها الي حيث لا تعلم , لكن يكفيها انها بين ذراعيه
شعرت به يهبط بها الي مكان ما ثم يصعد بها مره اخري , مازال يحكم وضع يديه فوق عيونها
هدوء.. لا يتخلله سوي صوت انفاس كلاهما
بعد عده لحظات هبط برأسه و همس في اذنها بصوته الدافئ
-عرفتيني ؟؟؟
شعر بانتفاضه جسدها من ان سمعت صوته و همست بخفوت
-آدم
ازاح يديه من فوق عيونها ببطئ و هو مازال يحملها , ظهرها ملتصق بصدره الذي يعلو و يهبط بجنون
وجدت نفسها في عرض البحر , علي سطح يخت ضخم
شعرت بالدوار يلفح رأسها , تكره البحر و تخشاه كثيراً
لكن …
هو معها ! هو هنا .. الي جوارها
كانت مستعده للقاءه في عرين الاسد فقط لتراه و تطمئن عليه , تشعر دائماً انه طفلها و ليس حبيبها , طفلها الذي يحتاج الي حنانها و دعمها
ظلت ساكنه , و لم تتجرأ علي الالتفات و النظر اليه و هو لم يتجرأ علي التفوه بحرف واحد اخر
فقط يستمتع بقربها
لكن بعد عده لحظات انزلها ببطئ الي ان لامست قدماها الارض
تقف ظهرها له , غاضبه و مشتاقه
تود ان تصفعه ثم تحتضنه !!
تضربه لعذاب كل ايام تركه لها ثم تقبله !!
مشاعر عاصفه , متضاربه , مجنونه
التفتت اليه ببطئ , وقفت امامه
تتطلع الي عيونه الظاهره من خلف الوشاح العريض الذي حجب ملامح وجهه كلها
تعانقت عيونهم في حوار صامت
همس بعد فتره
“وحشتيني”
“مكنتش سيبتني”
” ُخفت اظلمك ”
” بُعدك عني هو اكبر ظلم ليا ”
” مكنتيش قبلاني زي ما انا ”
” عمري ! ”
” يعني بتحبيني ؟ ”
” انت غبي !!!!! ”
صمت قليلاً يستوعب معني جملتها
لم تمهله وقت للتفكير و سارعت تقول بانفعال
” غبي مش حاسس انا قد ايه بحبك , بحبك لدرجه مخلياني مش شايفه غيرك في الدنيا و لما بتغيب دنيتي بتبقي فاااضيه , بحبك لدرجه مخلياني راضيه بيك و قابله بكل ظروفك و انا شيفاك في عيني احسن واحد في الدنياا !!!
انا كان نفسي احركك , نفسي اشوف متمسك بيا قد ايه , مستعد تعمل ايه عشاني , بس انت معملتش حاجه , ضعيف و سلبي و انااني !! سيبتني و مشيت !
سيبتني و انا بموووت في كل لحظه في بُعدك عني ”
بكت بحرقه و اشتد الدوار , كادت ان تسقط لولا انه سارع اليها و التقطها بين احضانه قبل ان تسقط ارضاً
نظرت اليه من خلف دموعها و همست بتحشرج
” انا بخاف من البحر”
” عارف ”
” امال جايبني هنا ليه ؟! ”
” عشان متخافيش من حاجه ابداً طول ما انا معاكي ”
” و انت فين ؟! انت سيبتني ”
” بس رجعت”
” خايفه تسيبني تاني ”
” مقدرش ”
استعادت توازنها و ابتعدت عن احضانه بهدوء
” عملت ايه عشان تبقي معايا ؟! ”
” عملت كتيير”
نظرت اليه بعدم فهم
امتدت انامله نحو الوشاح الملتف حول وجهه و ازاحه ببطئ شديد
كانت عيونها تتسع شئ فـ شئ
الي ان ازاحه تماماً و القي به فوق ارض اليخت
شهقت بعنف و نظرت اليه مبهوره غير مصدقه !!!
صرخت بأنفعال
– آاااااااااادم !!!
لم تشعر بنفسها و الا هي تركض نحوه تحتضنه و تتعلق بعنقه و هي تبكي !
احتضنها بقوه كادت تحطم ضلوعها و ضلوعه معاً و ظل يربت فوق ظهرها بحنان عله يهدئ من ثوره انفعالها
آدم (هامساً في اذنها ) : بتعيطي ليه طيب ؟؟؟
آسيا ( و هي تدفن وجهها في كتفه ) : عشان بحبك
تأوه ضاحكاً و اخرجها من بين احضانه برفق و ظل يتطلع الي عيونها و هو ممسكاً بوجهها الجميل بين كفيه
ظل ينظر اليها طويلاً مبتسماً لعيونها المحدقه به في انبهار , الي ان همس بخفوت
” بقيت عاجبك كده ؟ ”
” انت عارف انك عاجبني من زمان , عشان انا حبيت ده (شارت الي قلبه) قبل ده ( اشارت الي وجهه الوسيم )
————————————————
يقود اليخت و هي تقف خلفه , تحتضنه من ظهره بشده كأنها تخشي فقدانه من جديد
و الهواء يلفح وجوههم المبتسمه
التفت اليها مبتسماً و قد اوقف اليخت و سحبها من يدها ليجلسها بجواره علي الاريكه
” انت وقفت هنا ليه ؟ ”
” خايفه ؟؟ ”
” لا ”
” طيب مبسوطه ؟؟ ”
” عمري ما كنت مبسوطه قد دلوقتي ”
” انا أسف ”
” علي ايه ؟! ”
” علي كل حاجه عملتها ضايقتك و جرحتك من غير ما اقصد , علي كل دمعه نزلت من عيونك بسببي ”
كلماته ايقظت جروحها من جديد , فرحه رجوعه انستها ما فعله بها , لكن الآن ….
ابتعدت عنه فجأة
آدم ( بقلق ) : مالك يا حيبتي ؟! بعدتي عني ليه ؟؟
نظرت اليه بحزن
– عملت كده ليه ؟؟؟
رد عليها بدهشه
– عملت ايه ؟!
– ليه سافرت من غير ما تقول لي , ليه سيبتني اتعذب و انا فكراك مش راجع تاني , ليه مخلتنيش ابقي جنبك و انت بتعمل العمليه ؟!!
نظر اليها بحزن
– عشان انا مكنتش رايح اعمل عمليه التجميل اصلاً يا آسيا
نظرت اليه بعدم فهم , فاقترب منها بهدوء
– انا هحكي لك كل حاجة
– احكي !
————————————————
” بعد اخر مره اتقابلنا فيها و المهله اللي ادتيهالي يا اعمل عمليه التجميل او انساكي , كنت حاسس اني بموت بالبطئ , مش قادر اخد قرار , لا قادر اعمل العمليه و لا هقدر ابعد عنك ..وجع رجلي زاد اوي لدرجه مبقتش قادر اتحملها , روحت للدكتور لوحدي من غير ما اقول لعلي مع انه دايماً كان بيتحايل عليا اروح , الدكتور صدمني ..قالي ان حاله رجلي اتدهورت جداً و لازم اعمل جراحه فوراً , و يُستحسن تبقي بره مصر و في نسبه كمان اني مقدرش امشي عليها تاني … الدنيا اسودت في وشي اوي , ضاقت عليا اوي اوووي
كنت بعاهه واحده و بقيت بعاهتين !
مشوه و في احتمال ابقي مشلول كمان !! مش قادر امشي علي رجلي !!
تعبت اوي , تعبت من كل حاجه و كنت محتاج ابعد , الألم هو الحاجه الوحيده اللي كانت بتحركني , ألم فظيع مكنش بينيمني الليل .. سافرت علي أمل اني اقدر اسكت ألم رجلي مع ان ألم قلبي كان اقوي بكتير
مقولتش لعلي غير قبل معاد الطياره بساعه , مكنتش عاوز اعذب حد معايا ,
سافرت و انا سايب قلبي هنا عندك و كنت فاقد الامل اني ارجع لك تاني و ارجع لك تعملي بيا ايه ؟!! قولت لعلي يقولك انك مبقتيش ليا عشان مكنش عندي امل اني هقدر ارجع امشي علي رجلي تاني , بس مكنتش قادر ابداً اتخيلك لغيري يا آسيا , انتي مينفعش تكوني لغيري اصلاً و لو انا منفعتش يبقي مش هتكوني لغيري !
انا عارف انها انانيه بس انا في حبك اكبر اناني و قولتها لك قبل كده
المهم سافرت و عملت عمليه رجلي و مصدقتش نفسي لما الدكتور قال لي ان العمليه نجحت و اني هقدر امشي علي رجلي احسن من الاول , و بجلسات العلاج الطبيعي العرج الخفيف كمان راح
حسيت بكرم لربنا و رحمته
حسيت ان ربنا بيديني امل و بياخد بأيدي
حسيت ان ربنا رايد يقربني منك
قعدت اتخيل شكل فرحتك لما تشوفيني بعد ما اكون عملت عمليه التجميل , اتخيلت حياتي معاكي , اتخيلت شكل ولادنا
صليت و دعيت ربنا كتير اوي و صحيت تاني يوم مقرر اني هعمل عمليه التجميل
كانوا اكتر من عمليه و قعدت كتير في اوضه العمليات و قعدت فتره علي ما فكيت الشاش من وشي
كل ده و انا ثقتي في ربنا انه هيجبر بخاطري عشان ارجع ليكي و انا سليم متهزتش ولا لحظه
مكنتش مصدق لما فكيت الشاش و شوفت وشي كده , هتصدقيني لو قولت لك اني حلمت بأمي و هو مبسوطة و بتضحك و بتقولي عيش حياتك يا آدم..
جبل و انزاح من علي صدري , حسيت ان امي راضيه عني و عن اللي عملته
و رجعت مصر من اسبوعين

نظرت اليه بدهشه
– و لما انت هنا من اسبوعين كلمتنيش ليه ؟ مجتليش ليه ؟!! و اصلاً عرفت ازاي اني هنا ؟!!!!
نظر اليها و ابتسم لها ابتسامه حانيه
– مكنتش عاوز اجي لك غير و انا واقف علي رجلي و ضامن مستقبلي و حياتي معاكي
فتحت الصيدليه تاني و جيبت ليا انا و انتي بيت جميل اوي قريب من بيت اهلك عشان مبعدكيش عنهم
نظرت اليه مصعوقه !!!!
– جيبت لنا بيت ؟!!!
– ايوه , و متأكد انه هيعجبك
نظرت اليه بعشق هز كيانه ثم قالت بخفوت
– طيب و عرفت اني هنا ازاي ؟!
ابتسم لها بعبث
– ما انا اللي متفق مش شروق تجيبك هنا اصلاً
آسيا (بصدمه) : شروق !!!
آدم : ايوون انا متفق مع شروق و علي , علي كل حاجه
– و هو علي هنا كمان ؟!!
– هنا و زمانه مع شروق دلوقتي
– انتوا كلكوا عاملين فيلم عليا بقي ؟!!!!!
ضحك من قلبه لأول مره منذ ثلاث سنوات و عاد باليخت من حيث اتي ليبدأوا حياه جديده ..سعيده .. لا فاق ولا دموع فيها بعد اليوم
————————————————
– تفتكري آدم و آسيا بيعملوا ايه دلوقتي ؟؟
شروق (ضاحكه ) : الفرحه مش سيعاهم اكيد
علي (بخبث) : و انا كمان الفرحه مش سيعاني
شروق (بدهشه) : ليه ؟!
علي : اصلي بحب اقعد و انا شابف القمر اوي
شروق : قمر ايه ؟! احنا لسه الصبح !
علي : اه , ما انا القمر اللي اقصده بيطلع الصبح و بالليل
شروق : ده قمر ايه ده ان شاء الله ؟!
علي (بوضوح ) : انتي
اشتعلت وجنتيها بحُمره الخجل
علي (ضاحكاً) : انا مش بعاكس علي فكره , بس انتي شكلك حلو اوي النهارده
شروق (بخجل) : ميرسي
علي : تعرفي اني حبيت آدم دلوقتي اووي اكتر من الاول
شروق : اشمعني يعني ؟!
علي : عمل فيا جميل كبير
شروق : ايه هو ؟!
علي : انه عرفني بالقمر اللي كنت بتكلم عنه من شويه
شروق (بخجل شديد ) : احم , علي انت مش طبيعي النهارده علي فكره
علي : لا بالعكس انا طبيعي جداً جداً
همت بالرد عليه الا انها سمعت رنين هاتفها
– ده طارق
و ردت علي الفور
– ايوه يا طارق
– بجد ؟!!!!
– اااالف مبروووووووووك و الله فرحت لكم اووي
– اكييد ان شاء الله و انا هكلم ماهي ابارك لها
– ان شاء الله
– مع السلامه
علي : في ايه ؟؟
شروق (بسعاده) : طارق بيعزمني علي فرحه هو و ماهي , فرحت لهم اووي
علي : انا مستغربك جداً !
شروق : ليه ؟!
علي : انك بتحبي ماهي !
شروق ( بتنهيده) : ماهي ملهاش ذنب يا علي , ماهي كانت ضحيه , هي كويسه اوي من جواها بس كانت محتاجه اللي ياخد بأيدها و الحمدلله ربنا بعته ليها
صمتت قليلاً ثم نظرت اليه
علي : مالك بتبصي لي كده ليه ؟!
شروق : مستغربه نفسي !
علي : ليه ؟؟
شروق : اني حكيت ليك كل حاجه عني كده و انا مش من النوع اللي بيتكلم و يحكي عن نفسه لأي حد بسهوله
علي ( بخبث) : ما جايز انا مش اي حد
شروق : احنا… اتأخرنا اوي , انا هقوم اشوف شيرين
و فرت من امامه هاربه قبل ان تختفي من الخجل !
ابتسم لخجلها و تمتم بخفوت بصوت لم يسمعه الا هو
” و انتي كمان ربنا بعت لك اللي هياخد بأيدك و يعوضك يا شروق ”
————————————————
يلازمها كظلها !
سعيده لقربه , مشاعر اول مره تشعر بها تنمو علي يديه
تكلم عن نفسه كثيراً و سألها الكثير عن نفسها , يريد الاقتراب منها و معرفه كل ما يخصها
لكنها قلقه , حائره , لا تعلم ماذا يريد من هذا الاقتراب ؟!
معتز : شيرين ..شيرين
شيرين : ها ؟!
معتز : سرحانه في ايه ؟!
شيرين : مفيش
معتز : طيب يلا بيندهوا لنا عشان نتغدي
————————————————
التف الجميع حول مائده الطعام في الحديقه
كانت آسيا تتطلع نحو شروق بغضب و شؤوق علي حافه الانفجار من الضحك
صلاح : انتي اختفيتي فين صحيح يا آسيا ؟؟؟ دورنا علييكي كتير و ملاقيناكيش
آسيا (بارتباك ) : مفيش يا بابا , كنت بتمشي شويه بس
سمية : كل ده بتتمشي ؟!
شروق : ايوه يا طنط ما هي راحت تتمشي لوحدها من غير ما تقول لي فـ لما جت خدتها و روحنا اتمشينا تاني عشان كنت زهقانه
نظرت اليها آسيا شزراً
لم تستطع شروق منع ضحكه ضغيره من الافلات منها
شيرين : ما تضحكينا معاكي
شروق : خليكي في حالك , صحيح انتي كنتي فين انتي كمان ؟!
معتز : كانت قاعده علي المرجيحه اللي عند البيسين الكبير
شروق (بخبث) : مركز انت يا معتز
معتز (بارتباك) : لا ابداً , انا بس شوفتها .. شوفتها قاعده هناك فـ روحت اناديها عشان الغدا
شروق : ممممممممم ما هي بقت بتسرح كتير اصلها
شيرين (بغضب) : ما تاكلي و انت ساكته بقي
شروق (ضاحكه) : حاضر حاضر
سميه : انا مش مرتاحه لك يا شروق
شروق ( ضاحكة ) : ليه بس , و الله ده انا غلباانه
آسيا ( بغيظ) : غلبانه اووووي .. ثم همست بخفوت
” صبرك عليا يا شروق ”
————————————————
انتهوا من تناول الطعام , جذبتها من ذراعها بشده جعلتها تتألم
– ماماا هروح انا و شروق نتمشي شويه
سميه : ايه حكايتكوا في التمشيه النهارده يا آسيا ؟!
آسيا : احنا مش جايين هنا نتفسح ! شويه و راجعين
سارت بها الي ان ابتعدت عن الشاليه
شروق : يا بنتي ااااايدي وجعتني , سيبيبني بقي
آسيا : انااا تعملي فيا كده ياا شرووق
شروق ( ضاحكة) : عملت ايه بس ؟!!
آسيا : تبقي عارفه ان آدم هنا كل ده و متقوليليش !!!
و تعملي عليا الفيلم ده و تخلينا كلنا نسافر
شروق : انا مليش دعوه هو اللي طلب مني كده و حلفني مقولكيش
آسيا : والله !! و ايه حكايه علي ده كمان
شروق : ماله ؟! صاحب آدم
آسيا : ما انا عارفه انه صاحب آدم ايه علاقتك بيه
شروق (بارتباك) : مفيش ..علاقه ولا حاجه , هو آدم اتفق معايا بصفتي ..صاحبتك و اتفق معاه بصفته صاحبه , بس كده ..
آسيا : متأكده انه بس كده ؟
شروق : ايوه طبعاً امال ايه يعني , بقولك ايه سيبك مني انا و علي دلوقتي و قولي لي اتفقتي مع آدم علي ايه ؟؟
تنهدت و ابتسمت بسعاده
– هحدد له معاد يجي يقابل بابا اول ما نرجع القاهره
————————————————
لم تتوقف اتصالاتهم و لقاءاتهم السريه الي ان انتهي الثلاثه ايام و عادوا الي القاهره
حددت له موعد مع والدها الخميس القادم
لا يستطع احد وصف مدي سعاده كلاهما
– و اخييييييييرا الخميس الجاي هاجي بيتكم و اطلبك من اهلك و تبقي بتاعتي قدام الدنيا كلها
ضحكت من قلبها
آسيا : و اخيراً يا حبيبي
آدم : بقولك ايه بقي انا مش لسه هخطب و اجيب دباديب انا جبت اخري خلاص , انا اتفق مع باباكي علي كتب الكتاب علي طول و الفرح بعديه بأسبوع
آسيا : اسبوع ايه يت مجنون !!!
آدم : كتير صح ؟؟ انا بقول نخليها تلت ايام احسن
آسيا (ضاحكة) : والله مجنون
آدم (بعشق) : مجنون بيكي من ساعه ما عرفتك
————————————————
اليوم جلسه النطق بالحكم في قضية أيمن
مشاعر كثيره متضاربه بين شفقة و غضب
لكن لا وقت للتراجع الآن , هي فعلت الصواب
عزمت امرها علي التوجه الي المحكمه بصحبه والدها
رأته يبتسم لها بحزن قبل ان ينطق القاضي بالحكم..
” وبعد الاطلاع علي الاوراق وسماع الدفاع واقوال المتهمين والنظر في القضيه ..
حكمت المحكمة حضوراً علي المتهم ايمن رفعت الشناوى في قضيه التهرب الضريبي
بسدادها خلال مده يحددها القاضى وهي عشرون يوماً من تاريخ صدور الحكم و يوجد غرامة تأخيرية فى حالة تأخير سداد الرسوم المستحقة لمصلحة الضرائب
اما بالنسبة لقضية الرشوة فيحكم على المتهم بسنة مع الشغل, رُفعت الجلسة ”
تنهدت بعمق .. لا تستطيع تحديد شعورها الآن , لقد نال ما استحقه , لكنها حزينه علي ما اصابه
لم تظلمه بل هو من ظلم نفسه !
—————————————————–
انه الخميس
اليوم المُنتظر
داخل غرفه آسيا…
شروق : يا آسيا قاعده قدام المرايا بقالك تلت ساعات و ربنا طالعه حلوه و زي القمر , ده جاي يتقدم يا حبيبتي مش هتعملوا الفرح النهارده و الله و بعدين هو عارفك و شافك ميه مره قبل كده و قابلك بعبلك كده , مش مستاهله كل ده !!
آسيا (بغضب) : ممكن تنقطينا بسكاااتك
انتفضت ما ان سمعت صوت جرس الباب
شيرين (ضاحكه) : ده جرس الباب عادي , مالك اتخضيتي كده ليه ؟!
آسيا : آدم جيه !!
شروق : طيب ما الساعه 7 ده معاده !
آسيا : طيب طيب انا رايحه اشوفه
شروق : استني هناااا ! تشوفي مين , يا بت اتقلي و بلاش الدلقه السودا اللي انتي فيها دي , هما اكيد هيندهوا عليكي
اصبري
آسيا : طب انا شكلي حلو ؟؟؟
شيرين : يوووووووووووووه ما تسيبيها تطلع لهم احسن
شروق : اسكتي يا بت
و نظرت الي آسيا
و الله قمر , انتي مش لابسه ازرق اللون اللي هو بيحبه ؟؟
آسيا : ايوة
شروق : طب خلاص استهدي بالله كده بقي , و بطلي توتر
بعد قليل طلبت سميه من آسيا الحضور , جلسوا معاً قليلاً ثم تركوا آدم و آسيا بمفردهم في الصالون
آدم : بيدونا فرصه نتعرف علي بعض , قال يعني لسه محتاجين نتعرف
آسيا (بخجل) : بس يا آدم
آدم ( مبتسماً) : بس ايه القمر ده كله ؟!
آسيا : بجد ؟! شكلي حلو ؟؟ الفستان عجبك ؟؟
آدم : عندك شك ؟! انتي دايماً حلوة اصلاً
و بعدين كفايا ان الفستان ازرق
آسيا (ضاحكة) : ايوه قول كده بقي , كله عشان الازرق
آدم ( بهيام) : و اللي لابسه الازرق
آسيا : احم , طب احترم نفسك بقي احنا قاعدين في البيت , مش كده
آدم (ضاحكاً) : طب اعاكسك بره البيت عادي ؟؟
آسيا ( بغضب مصطنع) : خلاااص بقي يا آدم , اسكت
و قول لي عمل ايه مع بابا ؟؟؟
آدم : مفيش يا سيتي كلمته عني و حكيت له كل ظروفي و كل حاجه عني و قولت له علي مكان الشقه و انها قريبه من هنا اوي عشان اخليه يطمن عليكي اكتر و بس
آسيا : صحيح الشقة , انا نفسي اشوفها اووي
نظر اليها و اتسعت ابتسامته
– هتشوفيها قريب , قريب اووي ان شاء الله هتيجي تنوريها عشان هي مش ناقصها غير وجودك فيها بس اصلاً
آسيا : نفسي اعرف لحقت تعمل كل ده امتي ؟!
آدم : عشان ابقي معاكي في اسرع وقت انا مستعد اعمل اي حاجه
آسيا : احم , انا بقول انادي بابا بقي احسن و كفايا تعارف لحد كده
آدم (ضاحكاً) : ليه السربعه دي ؟! لا يفتكروكي مش طيقاني ولا حاجة , اقعدي معايا شويه كمان
—————————————————-
بعد انصراف آدم
صلاح : والله شاب هايل , بس لازم اسأل عليه بردو
سمية : انا ارتحت له جداً, حسيته طيب و ابن ناس كده و شغله و ظروفه الماديه كويسة جداً , ده كفايا انه جايب لآسيا شقه قريبة من هنا
بس هو صعبان عليا اوي في موضوع اهله اللي كلهم ماتوا في حادثه ده
ابتلعت غُصه في حلقها و ردت بهدوء
آسيا : الله يرحمهم يا ماما
سميه : هو فعلاً كان وشه متشوه بعد الحادثه ؟!
آسيا (بذهول) : هو قال كده ؟!
صلاح : ايوة , هو مقالكيش ؟؟
آسيا : لا قال لي , بس يعني .. انا افتكرت انه مش هيقلكوا حاجه زي دي عاي اعتبار انه بقي كويس خلاص يعني
صلاح : لا قال لنا علي كل حاجة حتي العمليه اللي عملها في رجله , الولد ده صبور و عنده اراده قويه اوي , انا احترمت صراحته جداً
ثم نظر اليها بعمق
– انا حاسس انك مرتاحه و مبسوطة يا آسيا , مش كدة ؟؟
اطرقت برأسها في خجل و لم ترد
صلاح (ضاحكاً) : ماشي يا ست المكسوفه انا بردو لازم اسأل عليه تاني و لو لاقيت كل اللي قال له مضبوط , هرد عليه ان شاء الله
آسيا ( بلهفه) : امتي ؟؟
سمية ( بنصف عين ) : شوف البت ملهوفه ازااي
آسيا ( بخجل ) : ايه يا ماما , مش قصدي انا ..يعني بس ..عاوزه اعرف بابا هيرد عليه امتي مش اكتر
صلاح (ضاحكاً) : لما اسأل عليه الاول و اطمن من كل حاجه قالها ,, هرد عليه علي طول
—————————————————-
هاتفته ما ان اصبحوا دلفت الي حجرتها
– كنت عندكوا من شويه , لحقت اوحشك ؟!
آسيا (ضاحكه) : كفايا هزار بقي
آدم : طيب طمنيني رأيهم فيا ايه ؟؟
آسيا : بيقولوا فيك شعر
آدم : بجد ؟!!
آسيا : اه والله , ماما حبيتك اوي
آدم : حبيبتي حماتي دي والله
آسيا (ضاحكة) : لسة مبقتش حماتك
آدم : هتبقي قريب اوي ان شاء الله , بس طالما معجبين بيا كده , عمي مردش عليا ليه ؟!! ليه قال لي هنفكر و ارد عليك !
آسيا : اولاً عشان يسأل عليك بردو و يطمن من كل اللي قولته , ثانياً بقي مينفعش يقول موافقين كده من اول مره يشوفك يعني , لا تفتكيرنا مدلوقين عليك ولا حاجه
آدم (ضاحكاً) : يا سيتي انا اللي مدلوق بس يوافق
آسيا : هيوافق ان شاء الله , و هيرد عليك قريب اوي
آدم : يااا رب
آسيا (بخفوت) : آدم..
آدم (بصوت حالم ) : نعم يا حبيبتي
آسيا : انا مبسوطة اوي انك صارحت بابا و اما بكل حاجه , يعني اقصد الحادثه .. و كده
آدم (بهدوء) : انا خليتك زمان كدبتي و خبيتي كتير عشاني يا آسيا , بس اوعدك مفيش كدب ولا اي حاجه هتستخبي بعد كده , اهلك هيبقوا اهلي ولازم يعرفوا كل حاجه و كده كده انا كنت متأكد ان باباكي هيسأل عليا و كنت حابب انه يسمع مني انا كل حاجة عني
آسيا (بسعادة ) : انا فرحانه اووي يا آدم
آدم : ان شاء الله يا حبيبتي ربنا هيكمل فرحتنا قريب و يجمعنا مع بعض في بيت واحد في اقرب وقت
—————————————————
-هاتفت شروق ماهي لتبارك لها و تطمئن ان كانت تحتاج الي شئ
– الوو
شروق : اهلاً اهلاً بالعروسه
ماهي (ضاحكة ) : ازيك يا شروق ؟؟
شروق : انا فل المهم انتي يا عروسة عامله ايه ؟؟
ماهي : عامله محتاسة والله
شروق : ليه بس كده ؟؟
ماهي : لسة مخلصتش شرا الحاجات اللي عاوزه اجيبها , طارق مسربعني علي الاخر
انا اسفه يا شروق انا عارفه انها قله ذوق مني و ان انا اللي كان المفروض اتصل اعزمك مع انك مش محتاجه عزومه اصلاً و كنت عاوزه رقم آسيا كمان عشان اكلمها , بس والله انا مربوكه جداً مش متخيله قد ايه
شروق : بلاش عبط يا بنتي احنا مفيش بينا الحاجات دي , ايه رأيك بقي اني هنزل معاكي انا و آسيا نشتري الحاجات اللي ناقصه و اهو بالمرة تعزمينا بنفسك يا سيتي
ماهي (بسعاده) : بجد يا شروق ؟؟
شروق : طبعاً بجد .. شوفي عاوزه تنزلي الساعه كام و انا هتفق مع آسيا و نيجي لك
—————————————————-
– الوو
آسيا : ايوة يا حبيبي , صباح الخير
آدم : صباح الفل
آسيا : انت لسه صاحي ؟؟
آدم : اه من شويه كده , كنت هفوق و اكلمك
آسيا : كسوووول
آدم (ضاحكاً) : عشان نايم امبارح متأخر بس
آسيا : طيب انا شويه كده و نازله مع ماهي و شروق , نجيب مع مماهي الحلجلات اللي ناقصه عشان فرحها
آدم (بضيق) : هو باباكي مش ناوي يرد عليا بقي و فات يومين , كل ده بيسأل
آسيا (ضاحكة) : يا مفتري هو لحق
آدم : مش قادر اصبر اكتر يا آسيا
آسيا : هانت يا حبيبي ان شاء الله
آدم : طيب ماتتأخريش و خلي موبايلك في ايدك عشان تسمعيه لما اكلمك
آسيا ( ضاحكة ) : حاضر يا افندم
—————————————————-تقابل الفتيات في احد المولات الكبري و اشتروا كل ما تبقي من لوازم لحفل زفاف ماهي
ماهي : انا مش مصدقه اني جبت كل حاجه !!
شروق : احنا بننزل نجيب من الاخر علي طول
ماهي : ربنا يخليكوا لياا بجد انا مش عارفه من غيركوا كنت هعمل ايه
آسيا : ان شاء الله تبقي عروسه زي القمر و فرحك يبقي احلي فرح
ماهي ( بسعادة ) : يااا رب , اوعي ماتجيش يا آسيا
آسيا : لا ان شاء الله هاجي طبعاً , متقلقيش
—————————————————-
هاتفته ما او وصلت الي منزلها
– عندي ليك خبر هيفرحك اووي انا لسه عرفاه دلوقتي حالااً
آدم (بلهفه) : باباكي قال انه موافق علياا , صح صح ؟؟
آسيا ( ضاحكه بسعادة ) : ايوون , و قال انه هيكلمك الصبح , بس مش هيقدر يتفق معاك علي اي حاجه لسه لحد ما يشوف ظروف عمر هيقدر ينزل امتي مصر و كده , بس هو موافق يعني و كلم عمر و قال له انه هيشوف ظروف شغله و يرد عليه
آدم (بسعاده) : يااااااااه اخيراااً
بس اسمعي بقي انا هتفق مع باباكي لما يكلمني علي اننا نكتب الكتاب علي طول اول ما اخوكي يجي , ش هستني اكتر من كده انا , و يا ريت كمان نخلي كتب الكتاب و الفرح مع بعض
آسيا : يا عم المستعجل انت اصبر بس , نشوف ظروف شغل عمر و هيقدر ينزل امتي و اتفق مع بابا علي اللي يريحك
—————————————————-
ليله الخميس ..
بدت كالبدر في ثوب زفافها الرقيق , الذي اختارته بعنايه فائقه لينول رضاء “طارق”
زوجها الحبيب الذي عُقد قرانهم للتو
حفل زفاف راقي في احد الفنادق الكبري , السعاده المرتسمه علي وجوه كل من في الحفل هي سمته الاساسيه
همس في اذنها برقه اثناء رقصتهم ” السلو”
– بحبك يا مراتي
نظرت اليه بعشق
– بحبك يا كل حاجه ليا في الدنيا , و ربنا يقدرني و اسعدك و افرحك زي ما انت السبب في الفرحه اللي انا فيها دي
طال حوار العيون الصامت الذي لا يفهمه سوي كل منهما
—————————————————-نظر اليها بأنبهار و هي ترتدي ثوبها الابيض المزركش بورود زرقاء غايه في الرقه و النعومه
آسيا : انت هتفضل تبص لي كده كتير ؟
آدم (بحب) : مشوفتش احلي منك في الفرح و لا هشوف احلي منك في حياتي كلها
آسيا (بخجل) : انت مش هتبطل بقي كلامك ده , انا مش عارفه انت جاي الفرح بصفتك ايه اصلاً
آدم : بصفتي خطيبك , ايه مش خلاص باباكي وافق عليا , ربنا يهديه اخوكي بقي و ينزل مصر بسرعه عشان متهورش و اخطفك
آسيا (ضاحكه) : والله مجنون
آدم (مبتسماً) : بيكي
—————————————————-
ظلت تتطلع الي ماهي و طارق في الكوشه
وهي شارده في حياتها
منذ طلاقها من أيمن و هي تشعر بعلي يتقرب منها شيئاً فـ شئ , ترتاح لقربه و تحب تلميحاته و غزله .. لكنها خائفه
تجربتها السيئة مع الزواج باتت محفوره في ذاكرتها لن تنساها ابداً
تنهدت بضيق و حزن علي حالها
تتمني لو تنسي , نعم سامحت لكنها لم تتمكن من النسيان بعد
تلك الذكري المؤلمه تعكر صفو حياتها
—————————————————-انتهي الزفاف و طار العروسان الي باريس لقضاء شهر عسلهما الذي ربما يمتد لسنوات و ليس لشهر واحد فقط
استقلت سيارة آدم في الخلف
و قبل ان يدير آدم محرك السيارة
فوجئ بعلي يقف امامه
آدم (بدهشه ) : علي !! انت ايه اللي جابك دلوقتي ؟! و عرفت منين مكان الاوتيل ؟؟؟
علي : عرفت من آسيا
آسيا : احم , انت مبتسترش ابداً
آدم : آسيا ! طب انا مش فاهم حاجه !
علي و هو ينظر الي شروق الجالسة في المقعد الخلفي للسياره
– مفيش حاجه , انا هعمل فيك خدمه و اسيبك مع آسيا شوية لوحدكوا و اخد شروق اوصلها البيت
آدم (بدهشة) : لا والله !! جاي عشان تعمل فيا خدمة و توصل شروق البيت !!
علي ( مبتسماً) : ايوة
و فتح باب السيارة الخلفي و نظر اليها
– ممكن تتفضلي معايا
شروق ( بارتباك) : لا .. انا .. انا آدم هيوصلني
آسيا : لا انا عاوزه اقعد مع خطيبي شويه لوحدنا بعد اذنك , يلا من هنا علي هيوصلك
نظرت اليها شذراً
علي : يلا يا شروق انا هوصلك مش هاكلك يعني
نزلت معه و استقلت بجانبه سيارته علي مضض
—————————————————-
في سيارة آدم و آسيا..
-انا مش فاهم حاجة !
آسيا : بجد مش فاهم
آدم : اوعي يكووون !!!
ااه يا ولاد الايه يا لذينه !!
آسيا (ضاحكة) : ايووة هو ده !
—————————————————
-في سيارة علي و شروق ..
شروق : ممكن افهم بقي في ايه ؟!
علي (بهدوء) : عاوز اتكلم معاكي شوية
شروق : تتكلم في ايه ؟!
ابطل محرك السياره و نظر اليها
نظرت اليه بتساؤل
” انا بحبك و عاوز اتجوزك ”
باغتها بتلك الجمله , رمشت بعينها عده مرات علها تستوعب ما سمعته للتو
شروق (بذهول) : قولت ايه ؟!
علي (بهدوء) : قولت بحبك و عاوز اتجوزك
صمتت تماماً و قد توقف قلبها عن العمل لعده ثواني ثم عاد ليخفق بجنون
علي : ايه يا شروق , معقول كل ده مكنتيش حاسة ؟!
شروق : كنت حاسة ..بس ..يعني….محدش بيقول حاجه زي كده بالطريقه دي ولا في المكان ولا الوقت ده ابداً !!
علي (ضاحكاً) : نحن نختلف عن الاخرون
نظر اليها قليلاً ثم تحدث بجديه
– بصي يا شروق انا من ساعه ما اتكلمت معاكي و شوقتك و انا معجب بيكي , منكرش اني اتصدمت لما حكيتي لي عنك و عرفت انك متجوزة , بس لما حكيتي لي اكتر و عرفت ان في مشاكل و انك هتطلقي , هديت شوية , فضلت صابر و ساكت و مخبي مشاعري طول الفترة اللي فاتت دي احتراماً لانك لسة علي ذمه واحد تاني , بس بعد كده خلاص بقي …
شروق (بارتباك ) : يعني.. انت معندكش مشاكل مع اني مُطلقه ؟!
علي (بهدوء) : لا طبعاً و فيها ايه يعني ! ده نصيب و ربنا كاتب انه يحصل و بعدين انتي كان كتب كتاب بس مش جواز جواز
شروق (بخجل) : احم , طيب و انت اهلك يعني .. مش هيبقي عندهم مشكله في الموضوع ده ؟
علي : لا اطلاقاً
تنهدت بعمق
– انتي خايفه من تجربه الجواز تاني صح ؟؟
نظرت اليه بدهشه لاستطاعته قراءه افكارها بهذه السهوله
علي (بابتسامه حانيه) : متخافيش يا شروق و اوثقي فيا , انا اللي ربنا بعتني ليكي عشان يعوضك عن كل العذاب اللي شوفتيه , اوعدك اني هنسيكي كل الألم و الحزن اللي عيشتيه في حياتك كلها , ده وعد مني ليكي اتحاسب عليه قدام ربنا , وافقي بس و انتي تشوفي
وافقت .. ووعدها , فصدق !
——
بعد مرور ثلاثه اشهر ..
تجلس امامه علي طاوله في احد الكافيهات
– حسبي الله و نعم الوكييييييل
آسيا : في حاجه يا كابتن ؟!
آدم : طارق اتجوز و سافر شهر العسل و رجع ومراته حامل
و علي اتجوز و سافر شهر العسل و قرب يرجع و انا لسه قاعد هنا بشرب في عصير كوكتيل
آسيا (ضاحكة) : اتجوز من غير اخويا يعنيييي
آدم (بغضب) : كل ده مش عارف ياخد اجازة من شغله , انا خللت جنبكوا
آسيا : معلش خلاص هانت والله في احتمال كبير يقدر ينزل اخر الاسبوع الجاي , لو تمام هيأكد علينا اول ما يحجز
آدم : يا فرج الله
آسيا (برقه) : خلاص يا دومي بقي
آدم : بطلي دومي اللي بقيتي بتقوليها دي , عشان لو اتهورت عليكي العواقب هتبقي وخيمه
آسيا (ضاحكه) : عواقب و وخيمه , خلاص انا اسفه يا سيدي مش هدلعك تاني
آدم : يكون احسن بردو , بس ده لحد ما نتجوز بس ها و بعدها عاوز اشوف احلي دلع
آسيا (بخجل) : مش مؤدب
آدم (ضاحكاً) : انا مقولتش حاجه علي فكرة و بقول بعد الجوااز , ركزي شويه
—————————————————–
– طاارق يا طااارق
طارق : ايوة يا حبيبتي
ماهي : معلش حبيبي ممكن تجيب لي مايه , عطشانه اوي و مش قادره اقوم
طارق : يسلم لي القمر اللي بيتدلع
حاضر يا حبيبتي
احضر لها كوب الماء و جلس الي جوارها
مالت برأسها الي كتفه , فحاوطها بذراعيه
طارق : قولي لي يا ماهي
ماهي : نعم يا حبيبي
طارق : لما انتي في الشهور الاولي و مش قادرة تجيبي كوبايه مايه , امال قدام شويه هتعملي فيا ايه ؟!!
ماهي : يوة يا طارق بقي , ما انا كل ما بقوم بدوخ
طارق (مبتسماً و هو يضع يده فوق بطنها بحنان ) : شكله هيطلع شقي حبيب بابي
ماهي ( و هي تضع يدها فوق يده الموضوعه فوق بطنها) : و ليه متقولش انها بنت ؟؟
طارق : يا سلاام , يا رييت , و انا اطول تطلع بنوته زي القمر شبه مامتها كده
ماهي (مبتسمه) : مبسوط معايا يا طارق ؟
طارق ( مشدداً من احتضانه لها) : اسعد واحد في الدنيا
انتي مبسوطه معايا ؟؟
رفعت رأسها قليلاً و نظرت الي عينه بعمق
– مكنتش اعرف معني الانبساط و السعاده قبل ما اعرفك اصلاً
نظر لها طويلاً قبل ان يقبلها بعمق , قبله بث فيها كل ما يحمله قلبه لها من عِشق
—————————————————–
تقدم معتز بطلب يد شيرين رسمياً من والدها
الذي رفض بشده فكره ارتباطها قبل ان تنهي دراستها
يا الله !!! انها في عامها الاول , كيف له ان ينتظر اربع سنوات كامله !!!
فالعام الدراسي الاول مازال في بدايته !!
يبدوا انه من كُتب عليهم الاحتراق بنار حبهم !!
—————————————————–
أكد عمر موعد حجزه اخر الاسبوع المقبل
و اتفق آدم مع صلاح علي ان الزفاف و كتب الكتاب في نفس اليوم , لا قدره لديه علي الصبر اكثر من ذلك
الاستعدادات علي قدم و ساق للزفاف الاسطوري الخاص بآدم و آسيا و قد اشتري عمر لآسيا فستان الزفاف من ألمانيا
انبهرت آسيا بالمنزل الذي اشتراه لها آدم , حقاً لا ينقصه سوي وجودهم به
منزل رائع بحديقه جميله فُتنت بها ما ان رأتها
—————————————————–
– علي
علي : ايوة يا حبيبتي
شروق : مش هتشوف الفستان اللي جيبته عشان فرح آسيا
علي : اه طبعاً وريهوني
احضرته له
– ها ؟؟ ايه رأيك ؟؟
نظر اليها بغضب
– مش هتروحي بيه الفرح يا شروق
شروق (بدهشه) : ليه بس ؟!
علي (مبتسماً) : عشان مخليكي حلوه بزياده
شروق : يووة يا علي , خضتني يا رخم
ابتسم و اشار لها بأصبعه كي تذهب اليه
دون تفكير ركضت اليه و ارتمت فوق صدره
احاطها بذراعيه و احتضنها بشده
و همس في اذنها برقه
– وفيت بوعدي معاكي يا شروق ؟؟
رفعت رأسها اليه و نظرت له بعشق
– وفيت باكتر من وعدك كمان يا حبيب شروق
—————————————————–
ليله زفاف آدم و آسيا
الكون بأكمله لا يسع فرحه كلاهما
اخيراً تحقق الحلم .. بعد عذاب و فراق و دموع
يأتي الفرح و السعاده .. كرم الله كبير لأبعد الحدود و رحمته اكبر
ابداً ابداً لا يظلم الله احد من عبيده
فقط الصبر ..
ثقتك بربك هي من تجعلك تعيش سعيداً لانك واثق في اخياراته لك في الوقت الذي يحدده هو , لأنه اعلم منك بمصلحتك و اعلم بالخير لك منك !
ينتظرها اسفل السلم بشوق كاد يفتك بقلبه المسكين
متشوق لرؤيتا في فستان زفافها
متشوق لعقد قرانه عليها
متشوق لأسرها بدبلته الذهبيه الي اخر العمر
شهق بأنبهار ما ان رأها علي بدايه السلم متعلقه في يد والدها و تنزل درجات السلم درجه درجه
قلبه صار ينبض بعنف لا يُصدق انها علي بُعد درجتين فقط سوف تتعلق في ذراعه و تصبح ملكه !!
تبدوا تماماً كسندريلا في فستان زفافها كما كان يُطلق عليها سابقاً
وصلت الي عنده , استلمها من يد والدها .. تشبثت بذراعه
و همس في اذنها برقه اذابتها
– اميرك تعب من كتر الانتظار يا سيندريلا
—————————————————–
تتراقص بين احضانه بعد عقد القران , و اخيراً صارت ملكه
اغنيته المفضله التي حلم ان يهديها لها يوما و قد تحقق حلمه
استنيت سنين كتير ليوم اللقا
واتمنيت اعيش معاك وافرح بقا
انا حبيت هواك عشان اجمل هوا
حلوة فى عينى الدنيا طول محنا سوا
يوم ورا يوم بنام واقوم على شوقى ليك
دة انا حسيت بحياتى لما لقيت عينيك
بحلم بيك .. بحلم بيك .. بحلم بيك
انا بحلم بيك
تعلقت بعنقه بشده و هي تهمس بانفعال عاطفي بحت …
” بحبك يا آدم ”
ما كان منه الا انه حملها في حركه خاطفه و ظل يدووور بها و هي تصرخ بسعااده و انفعال و الجميع في حاله دهشه مما يفعله ذلك العريس المجنون !!!
الي ان انزلها ارضاً اخيراً و هو يتطلع الي عيونها بعشق
و قال بانفعال عاطفي مماثل تماماً لانفعالها
” انا بعشقك يا روح آدم و حياته كلها ”
————————————————–
بعد مرور عامان..
استطاعوا اخيراً اقناع محسن بزواج معتز و شيرين قبل ان تُكمل دراستها ,فهي متبقي لها سنه واحده الآن
مع وعد من معتز لمحسن انه ابداً لي يعطلها عن دراستها بالعكس سوف يكون داعماً لها دائماً
جميله , رقيقه , بسيطه كعادتها
لم تري عيونه عروس اجمل منها
التف الجميع حول معتز و شيرين لألتقاط صوره تذكاريه
علي و شروق و توأمهم آدم و آسر
طارق و ماهي و ابنتهم تاليا التي تشبه والدتها كثيراً
و اخيراً آدم و آسيا الحامل في شهرها الخامس في ذكر يبدو انه سيصبح مشاغب تماماً كوالده

 انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم


للمزيد من الروايات الحصريه زورو قناتنا على التلجرام من هنا

تعليقات