رواية وعد القسوة الفصل الثامن و العشرون بقلم رنا
عمرو: كنت لسه صاحي من النوم لما ريم اتصلت كانت منهاره جدا وكانت كل شويه تكرر كلمة...ارجوك ياعمرو اعتبرني اختك وتعال انجدني...سامح مش ناوي يرحمني...مكنتش مستوعب ألي سامح عمله...فعلا هيفضل طول عمره وضيع ....كنت بجري بالعربيه زي المجنون...لو ماكنش اخويا كنن قتلته على عملته في ريم....
اول ما اخدت ريم ونزلنا وركبنا العربيه ....غرقت في حاله انهيار ومكنتش قادرة توقف دموعها...البنت دي رغم اني معرفتهاش كتير لكن كانت صعبانه عليا...عمي سبها وحدها في الدنيا...اقرب الناس بما فيهم اخوتها اتخلو عنها...وحتى امي كانت بتعملها كأنها شوال فلوس...كانت طفله برئيه لسه في مقتبل العمر وجه سامح خد منها كل حاجه...ولما افتكرت انه اتعدل وبقى راجل طلع اسوء من الأول...
بعدت عن المنطقه ووقفت بالعربيه على جنب اهدي ريم...لكنها كانت في حاله صعبه قوي...
قلتلها...انا أسف ياريم مكنتش متخيل ان الحقارة توصل بيه لكده....مردتش عليا كانت بتعيط وبتأووه بحزن شديد...
حطيت ايدي على كتفها وقلت...اهدي ارجوكي ربنا مش هيسبك مظلومه طول عمرك...خلي ايمانك بربنا اكبر....
قالت بصوت مخنوق من الدموع....انا مش عارفه هو ليه مصر يجرحني...ليه مش قادر يبعد عني...
رديت بحزن...بيقول انه بيحبك لكنه غبي...مش فاهم ان الحب مش كده....
قالت...انا خايفه منه ياعمرو..خلاص سامح مبقاش طبيعي..انا..انا...حاولت اقتله فاهم...مش مستبعد انه هو كمان يحاول يقتلني...
قلت...لا طول منتي معايا مش هيقدر يلمس شعره منك اطمني...يارتني ماسبتك تروحي...دي غلطتي...
قالت...ارجوك انا محتاجه ابعد...مش عاوزه اروح مكان يقدر يوصلي فيه...مش عاوزه اكون في مكان لمسه سامد قبل كده...
رديت بسرعه وانا بدور مفتاح العربيه...صدقيني انا فعلا ناوي على كده....
.......................
ريم: لما كنت بفكر استنجد بحد من سامح...مفكرتش غير في عمرو....لاني كنت عارفه اني لو كلمت باسم مكانش هيعبرني واقرب حاجه هيقولها انا ماليش دعوه بيكي...
اخدني عمرو في شقه قديمه نوعا ما وفي منطقه عاديه...وحكالي انه كان متجوز وانه كان عايش فيها مع مراته...وكل القصة....قالي ان الشقه دي سامح ميعرفش عنها اي حاجه ولا اي بني ادم في الدنيا ووعدني انه كل يوم هيجيلي يشوف طلباتي ....وطلب وأكد عليا اني مفتحش لأي حد ولو سامح اتصل بيا مضعفش وارد عليه...لكنه مكنش محتاج يوصيني...
انفصلت تماما عن الدنيا مكنتش بنزل خالص من الشقه....كنت خايفه سامح يلاقيني او اي حد يعرفني يشوفني ويقولو....كنت بهرب من خيال سامح في عقلي وكنت بحاول اهرب بتفكيري واشغل نفسي في اي حاجه...
فات شهر كامل معرفش اي حاجه عن سامح...حتى عمرو كان لما بيجيلي مكنش بيجيب سيرته...كان الفضول قاتلني...كنت عاوزة اعرف اخباره....ياترى اتعدل ولا لسه زي الأول....
في يوم جالي عمرو...سلمت عليه وقدمتله حاجه يشربها وكان معاه واحده ست جايه عشان تنضفلي الشقه...
قفدت معاه وكان بيحكيلي على الشغل واحواله والدنيا...في وسط الكلام مقدرتش امسك نفسي قاطعته وقلت....مفيش اخبار عن سامح...بصلي بأستغراب وقال...مش مستغرب انك بتسألي عنه لكن مستغرب انك اخدتي كل الوقت ده عشان تسألي...رديت بسرعه...انا مش بسأل عشان حاجه لكن عاوزة اعرف وضعي هفضل كده طول عمري متعلقه...هفضل محبوسه كده....
ضحك وقال...لأ طبعا بصي من يوم ماجبتك هنا وسامح مش سايبني في حالي وكل يوم يسأل عنك مليون مره...ودوشني بجد لكن مهو لازم يتربى...والا انتي مش معايا...
ابتسمت وقلت...بس ياريته فعلا يتربى...
رد بسرعه سامح مقدرش أكدلك ده عشان ميحصلش زي المره اللي فاتت لكن حاسس بجد انه اتغير..بيصلي...مبيخرجش كتير ...من البيت للشغل او الكليه...بيقول انه عاوز يكبر عشانك...حجات كتير...
رديت بحسرة...بس ياريت يكون ده حقيقي انا عارفه انك مش بتكدب عليا...لكن انت تضمن منين انه اتغير...
ضحك تاني وقال...اللي عرفته انه من اسبوع تقريبا مشي ورايا وعرف مكانك...ومفكرش انه يجيلك...وحتى لما عرفت وواجهته قال أنا مش هأذيها...ومش هروحلها غير لما ابقى راجل زي منتا قلت...
بيسأل عنك ويطمن عن اخبارك لكن مبيفتحش اي كلام تاني...اه نسيت في مره سألني عن حالتك النفسيه طبعا بعد اللي حصل
سألته...طب وقلتو ايه...
رد...قلت ان ديه حاجه متخصهوش والأفضل انه ميفكرش فيكي تاني ويبعد عشان تنسيه...طبعا اتضايق جدا ومردش عليا ومسألنيش تاني...بس بصراحه ياريم بيبقى صعبان عليا هو اه بيشتغل جد وبقى ملتزم لكن في عيونه نظرة حزن يمكن مشفتهاش عليه قبل كده حتى يوم وفاة امي...
سكت ومعلقتش على كلام عمرو...
بصلي وقال...مش ناويه تقابليه...
سكت كتير المره دي ورديت الحالة اللي ممكن اقابل فيها سامح يوم مايطلقني لكن غير كده مش هقدر...
حسيت ان عمرو اتضايق...انا كان صعبان عليا سامح وحاسه انه ممكن فعلا يكون بيحبني...اما انا كنت دايما عاوزه اعرف اخباره من عمرو واسمع اسمه...كنت بتحجج بأي حجه عشان اتكلم عنه...مكنتش عارفه ده يتفصر بأيه لكن بردو مكنتش قادرة اسامح او اغفر...
على الرغم من كده كان مكتوبلي اشوف سامح...وغصب عني مش بأردتي...كان فات شهرين على اخر مره شفته فيها...بس كان لازم نتقابل سواء بأردتنا او غصب عننا...كان يوم ما اكتشفت اني....