رواية ما بين الحب والرغبة الفصل الثانى بقلم هدير الصعيدى
فى صباح اليوم التالى
كانت حبيبه تعد طعام الغذاء بعد ذهاب مازن إلى عمله , وبينما هى منشغله فى إعداد الطعام سرحت بفكرها لتتذكر ليله زفافها
... فلاش بااااك ....
كان مازن ينظر لحبيبه والتى كانت تنظر للأرض بخجل شديد ثم هتف قائلا
مازن بإبتسامه : مش يلا ننام بقي
حبيبة بإرتباك : هاااه ... أأأوك يلا .. أصلا الفرح كان متعب أوى
كان كل ما يشغل بال حبيبه هو كيف ستغفو بجوار رجل لأول مره بحياتها فهى لم تكن تعلم شئ عن أحداث مثل هذه الليله
توجهت حبيبه مع مازن إلى الغرفه بإرتباك بينما كان يعلو وجهه إبتسامه واسعه وكان ينظر لها بفرحه لخجلها ذلك فهى تزداد جمالا بذاك الخجل
....
بعد مرور فتره قصيره
كشف مازن الغطاء وهو يسحب نفسه من جانب حبيبه والضيق متمكن من ملامحه بينما كانت حبيبه ترتعد من الخوف
مازن محاولا أن يبدو هادئا : عادى يا حبيبه أنا هسيبك لحد ما تتعودى وتاخدى عليا لأن واضح إنك مكسوفه زياده .. أنا داخل أخد دش
تركها مازن وإتجه الى الحمام , بينما ظلت هى على الفراش تتخلل الصدمه ملامح وجهها ثم بدأت تبكى بدون صوت
حبيبة بدموع لنفسها : أنا محدش قالى أن الجواز كده
...... عوده إلى الوقت الحاضر .......
عادت حبيبة من ذكرياتها على جرس الهاتف فمسحت الدموع التى تجمعت بعينها وهى تهدد بالهبوط وذهبت لتجيب الهاتف
.......
فى نفس التوقيت
كانت رهف قد إستيقظت للتو من نومها وهى تحك رأسها حينما سمعت جرس الباب وعقبه هتاف والدتها بإسمها فنهضت من الفراش وخرجت كى تفتح الباب وهى تهتف قائله
رهف بضيق : مفيش غير رهف فى البيت .. كل شويه رهف رهف
فتحت رهف الباب وهى تفرك عينيها وفجأه إتسعت عينيها بإستغراب ما إن رات يامن يقف أمامها وهو ينظر لها بإستغراب هو الأخر فهتفت قائله
رهف بعدم إستيعاب : يامن !
نظر لها يامن وإلى شعرها الأشعث وهتف قائلا
يامن : هو أنتى بتصحى كدا كل يوم من النوم ؟
نظرت له رهف قليلا بعدم فهم وفجأه إتسعت عينيها بصدمه ما إن تذكرت بأنها خرجت من غرفتها دون أن ترتدى إزدالها حتى أو تمشط ..............
قطعت رهف حديثها الداخلى ثم إستدارت قليلا ونظرت فى المرآه المجاوره للباب وما إن رأت هيئتها المزريه حتى إنطلقت إلى غرفتها بسرعه البرق وتركت يامن يكاد يفقد توازنه من شده الضحك
ما إن مرت رهف سريعا من أمام المطبخ دون أن تجيب على تساؤلات والدتها حول الطارق حتى خرجت والدتها من المطبخ كى ترى من , وما إن رأت يامن يقف على الباب حتى نظرت له فى البدايه بإستغراب لشده ضحكه ثم هتفت قائله
أمانى بإستغراب : أنت واقف على الباب ليه يا يامن ؟ .. إتفضل يا بنى
إعتدل يامن فى وقفته ثم إبتسم بهدوء لأمانى ودلف وهو يهتف قائلا
يامن : إزى حضرتك يا طنط ؟
أغلقت أمانى الباب وهتفت قائله
أمانى : الحمد لله يا بنى .. إتفضل وثوانى وهنادى محمود من جوا
إبتسم لها يامن ثم جلس على الأريكه , بينما دلفت أمانى كى تخبر زوجها محمود ثم توجهت لترى رهف والتى كانت تجلس على الفراش وهى عابسه بوجهها
ما إن دلفت أمانى إلى غرفه رهف حتى أغلقت الباب ثم هتفت قائله
أمانى : فى إيه يا رهف ؟ .. وكنتى بتجرى كدا ليه وسايبه خطيبك على الباب
رفعت رهف رأسها ونظرت لأمانى وهى مازالت عابسه ثم هتفت قائله
رهف : إزاى محدش يقولى إن يامن على الباب
أمانى : أنا فكراكى عارفه إنه جاى يفطر معانا عشان رايح مع بابا مشوار
رهف : لا معرفش يا ماما وطلعت قدامه كدا
أمانى : عادى إيه المشكله .. ما أنتى لابسه بجاما طويله أهو وأنتوا كاتبين كتابكم فمش حرام .. إيه المشكله
نظرت لها رهف بضيق ثم هتفت قائله
رهف : إيه المشكله ! .. المشكله إنى منكوشه وشكلى زى العفريت .. ينفع يشوفنى بالمنظر ده
نظرت لها أمانى قليلا ثم إنفجرت فى الضحك فنظرت لها رهف بإستغراب فهتفت أمانى قائله
أمانى : عشان كدا لما خرجت لقيته بيضحك وأنا أقول ياربى بيضحك على إيه وفكرتى بيضحك عليا وظلمته
نظرت لها رهف بغيظ ثم هتفت قائله
رهف : إطلعى يا ماما خلينى أغير وألبس حاجه عدله عشان أحاول أمحى الصوره اللى شافها دى من راسه خالص
نظرت لها أمانى وهى مازالت تضحك ثم خرجت من الغرفه تحت نظرات رهف الغاضبه
....
بعد مرور ساعتين
فى الشركه الخاصه بساجد ويامن
كان ساجد جالس على مكتبه وهو يتابع الأوراق أمامه والتى كانت تضعها نغم بالترتيب كى يوقعها , وأثناء قراءته لإحدى الأوراق إختلست نغم بعض النظرات له ثم أغمضت عينيها وهى تستنشق عطره الذى يظل متواجداً حتى بعد رحيله , وما إن تعود فى اليوم التالى تجده مازال متواجدا أيضا .. تُرى من أين يأتى بذلك العطر الذى يكاد يذيب كافه حواسها
إنتفضت نغم فجأه وخرجت من مراقبتها لساجد ما إن نظر لها ساجد وهتف قائلا
ساجد : نغم أنتى معايا ولا نمتى ولا إيه ؟
نظرت له نغم بخضه ثم قامت بضبط نظارتها الطبيه وهى تهتف قائله
نغم : مع حضرتك يا فندم
نظر لها ساجد بإستغراب ثم هتف قائلا
ساجد : طيب خدى الأوراق دى ووصليها لأستاذ عبد الله وقوليلهم لما يامن يوصل يبلغونى
حملت نغم الأوراق ثم هتفت قائله وهى تتوجه إلى الباب كى تلبى ما أمرها به ساجد
نغم : تحت أمرك يا فندم
خرجت نغم من المكتب بينما أمسك ساجد هاتفه كى يلهو به قليلا ثم يعاود متابعه العمل
.....
فى المساء
كان ساجد يجلس بمكتبه وهو يفكر فى أمر ما كى يحاول تلطيف الأجوا مع وعد ففكر قبل ذهابه للبيت أن يشتري باقه ورود حمراء لها وبالفعل توجه لشرائها ثم توجه إلى المنزل وهو فى قمه سعادته منتظراً رد فعل وعد على مفاجأته الرومانسيه تلك
ما إن وصل ساجد للمنزل حتى توجه إلى حيث تجلس وعد فوجدها جالسه تشاهد التلفاز فإقترب منها قليلا وهتف قائلا وهو يخفى باقه الورد خلف ظهره
ساجد بحب : وعد ..غمضي عينك
وعد بلامبالاه : ليه هنلعب يا ساجد ؟
ساجد بإصرار : غمضي بس
أغمضت وعد عينيها وهتفت قائله
وعد بإستسلام : أهو غمضت
قام ساجد بحركه مسرحيه وأخرج الورد ووضعه بين يدي وعد وهو يميل قليلا بجسده للأمام
ساجد : تراااا .. أحلى ورد لأحلى زوجه فى الدنيا
فتحت وعد عينيها ونظرت للورد الذى وضعه ساجد بيديها بفتور ثم وضعته جانبها
وعد بفتور : ميرسي يا ساجد
ساجد بخيبه أمل وضيق : والله وأنا اللى عمال أتخيل رد فعلك هيكون إيه .. تقومى تقوليلى فى الأخر ميرسي يا ساجد .. طيب يا وعد العفو
ثم تركها وتوجه إلى غرفه نومهم ليبدل ملابسه وهو يزفر فى ضيق , بينما نظرت وعد للورد بجانبها بلامبالاه ثم هتفت قائله
وعد بفتور : كنت جبتلى خاتم ألماز أو دهب أفضل هعمل إيه بشويه الورد دول
......
بعد مرور عده دقائق
خرج ساجد من غرفته وهو يتصفح هاتفه , وما إن وصل حيث تجلس وعد حتى هتف قائلا
ساجد : وعد عملتى الأكل ؟
وعد : لا مكنش عندى وقت بعد مارجعت من النادي .. إطلب دليفري
ساجد بعصبيه : والله وأنا متجوز علشان أطلب دليفري
وعد بضيق : ساجد صوتك والجيران
ساجد بغضب : الله يحرق الجواز واللى عايز يتجوز دي بقت عيشه تقرف
ثم تركها وإتجه لغرفه مكتبه والغضب متملك منه بشده وظل يجوب الغرفه ذهابا وإيابا , وبعد فتره كان قد هدأ قليلا وفكر أنه يجب أن يتعامل مع زوجته بهدوء ورحمه فخرج من المكتب وتوجه إلى الصاله ولكنه لم يجدها ووجد التلفاز مغلق فتوجه إلى غرفه نومهم , وما إن دلف إلى الغرفه حتى وجدها تقف أمام الشرفه فتوجه إليها ووضع يده على كتفها وهتف قائلا
ساجد بحب : وعد متزعليش إنى إتعصبت بس ضغط الشغل كتير عليا
وعد بضيق : راعى إن جنبنا جيران يا ساجد من فضلك
أدارها ساجد إليه ثم أمسك يدها وقبلها وإحتضنها وهو يهتف قائلا
ساجد بأسف : حقك عليا هاخد بالى من إنفعالاتى بعد كده
إحتضنته وعد ببرود وبدون مشاعر بينما كان ساجد يحتضنها بحب فهو حقا يعشقها
.......
فى نفس التوقيت
كانت حبيبه تضبط حجابها أمام المرآه وما إن إنتهت حتى أخذت المفاتيح الخاصه بالمنزل ثم خرجت وتوجهت إلى الشقه المقابله لها حيث تسكن صديقتها سلمى والتى كانت تنتظرها حسبما إتفقتا فى الصباح
جلست حبيبه على الأريكه الموضوعه بالصاله فى إنتظار سلمى التى توجهت كى تحضر أكواب العصير , وما إن أتت سلمى حتى هتفت حبيبه قائله
حبيبه : ممكن تقعدى بقى وكفايه تجيبى فى حجات من المطبخ كدا .. هو أنا ضيفه يا سلمى
جلست سلمى بجوارها على الأريكه وهى تهتف قائله بتهكم
سلمى : أنا جايبه حجات نتسلى فيها وإحنا قاعدين عشان منقمش كل شويه ونجيب حاجه
نظرت لها حبيبه قليلا ثم هتفت قائله
حبيبه : طيب ياختى دايما غلبانى فى الكلام
سلمى بفخر : طبعا يا بنتى
إبتسمت حبيبه ثم هتفت قائله
حبيبه : تعرفى يا سلمى أنتى بتهونى عليا تعب اليوم كله بالشويه اللى بقعدهم معاكى دول
ربتت سلمى على قدمها بحب , بينما نظرت لها حبيبه ثم هتفت قائله
حبيبه : سلمى أنتى كويسه ؟
سلمى بحزن : تعرفى يا حبيبه لما حسن إتقدملى زمان كنت طايره من الفرحه .. أكيد إبن الجيران اللى بقعد أبص عليه وبقالى سنين بحبه عبرنى وجه يتقدملى .. يوم خطوبتنا قالى أنا بحبك أوى ومن زمان كمان بس كنت مستنيكى لما تدخلى الجامعه وأتقدملك عشان كنتى صغيره
صمتت سلمى قليلا ثم هتفت قائله وكأنها ترى تلك الذكريات وهى تتجسد أمام عينيها
سلمى : بعدها بكام شهر سألته ممكن فى يوم تبطل تحبنى يا حسن .. رد عليا بسرعه وقالى لا طبعا .. فى حد يبطل يحب نفسه .. وأهو بطل يحب نفسه اللى قال عليها
نظرت لها حبيبه بعتاب ثم هتفت قائله
حبيبه : لا يا سلمى حسن مبطلش يحبك .. أنتى بس اللى بترمى ودانك للشيطان وده غلط
سلمى بحزن : حسن بطل يقولى بحبك يا حبيبه .. بعد ما كان بيتحايل عليا عشان أقولهاله بقيت أنا اللى بشحت منه الكلمه
حبيبه : متقوليش الكلام ده .. تشحتى منه إيه بس .. هو حسن متجوزك تخليص حق يعنى .. ده أنتوا واخدين بعض عن حب
نظرت لها سلمى وإبتسمت إبتسامه باهته ثم هتفت قائله وهى تنهض من جلستها
سلمى : خلينا نشوف أى حاجه فى التليفزيون تخرجنا من القرف اللى إحنا فيه ده
*******************************
فى مساء اليوم التالى
كانت حبيبه جالسه أمام التلفاز تشاهد إحدى الأفلام الهنديه وهى تمسك بيدها مشروبها المميز " النسكافيه " حينما أتى مازن وجلس بجانبها فإنتفضت ونظرت له بصدمه فهتف مازن قائلا
مازن بإستغراب : أنتى للدرجادى كنتى سرحانه ؟
حبيبه بخضه : أنت جيت إمتى ؟
مازن : لسه جاى حالا
حبيبه : أنا سرحت مع الفيلم ومحستش بيك خالص
نظر مازن إلى ما تشاهده ثم هتف قائلا
مازن : هندى بردو .. الناس كلها بقت بتتفرج على الهندى ده ... ده حتى جمال عندى فى العياده كل أما أدخل ألاقيه جايب الهندى ده
حبيبه بإبتسامه : عشان الهندى ده حلو .. معرفش ليه أنت مبتحبوش
نهض مازن من جلسته وهو يهتف قائلا
مازن : أنا راجل عملى مليش أنا فى جو الرومانسيه والمياصه دى
حبيبه بتهكم : مياصه !
نظر لها مازن ثم هتف قائلا
مازن : أنتى مش هتنامى ؟
حبيبه بإستغراب : هو أنت هتنام دلوقتى ؟
مازن : أه عشان تعبان اوى وعندى شغل الصبح بدرى
حبيبه بضيق : طيب
مال مازن بجسده قليلا وقبلها على جبينها ثم إعتدل وهو يهتف قائلا
مازن : تصبحى على خير يا بيبه
حبيبه بضيق : وأنت من أهله
دلف مازن إلى الغرفه بينما قلبت حبيبه ملامحها وأكملت مشاهده الفيلم بعبوس إلى أن راحت فى سبات عميق على الأريكه
.......
فى نفس التوقيت
كان ساجد ووعد يشاهدون التلفاز بغرفتهم وكانت وعد تتابع الفيلم بإهتمام وفجأه أخذ ساجد جهاز التحكم وأطفأ التلفاز مما أثار ضيق وعد
وعد بضيق : يوووه يا ساجد طفيته ليه أنا بتفرج عليه
ساجد بإبتسامه ونظرات ماكره : وحشتينى
وهم ساجد بأن يقترب منها ولكن أوقفته وعد بيدها وهى تهتف قائله
وعد بضيق : أنا أسفه يا ساجد بس أنا تعبانه ومش قادره ومحتاجه أرتاح
ساجد بضيق : فى إيه يا وعد مش ملاحظه إن كل ما أقولك وحشتينى وأقرب منك تقولى تعبانه
وعد بضيق : يوووووه بقولك تعبانه يا أخى قدر شويه
نظر لها ساجد بضيق ونهض من الفراش تاركا لها الغرفه بأكملها وهو يتمتم ببعض الكلمات الغاضبه
....
بعد مرور فتره قصيره
عاد ساجد إلى الغرفه فوجد وعد تتابع التلفاز مره أخري , وما إن رأته حتى أشاحت بوجهها متجاهله إياه فهتف قائلا
ساجد بجديه : وعد إحنا لازم نروح لدكتور نفسي