رواية ميساء في قلب الصعيد (ابوالبنات) الفصل الثاني 2 بقلم صفاء حسني


رواية ميساء في قلب الصعيد الفصل الثاني بقلم صفاء حسني 



**تترك ملساء جيني وتركب العربية، وهي تقرأ الآيات التي علمها ملهم، عيناها تلمعان بشغفٍ بينما تتبع الكلمات على الورقة.  **


- تذكرت صوت ملهم الدافئ،  ابتسامة خفيفة رسمت على وجهها،  وَأول مرة تتعرف عليه، لم تسمع صوته وهو يقرأ القرآن، وهو راكب ترام، وهى كمان كانت راكبة راجعة من كليتها. جلست ملساء، وملهم كان يجلس قبلها.

وكان ماسك مصحفًا، ويقرأ بصوت منخفض،  عيونه مغمضة في تأملٍ عميق،  شده بعض الآيات التي يقرأها،

وسألته:

**"ما هذه اللغة التي تقرأ بها؟" صوتها خجولًا،  **

ابتسم ملهم ورد عليها:

**"اللغة العربية."  ابتسامة رقيقة كشفت عن أسنانه البيضاء،  **

سألته ملساء:

**"وما هذا الكتاب؟"  عيونها تتأمل الكتاب بفضولٍ،   **

أكمل حديثه سائلًا:

**"لماذا تسألين؟"  حواجبه ارتفعت قليلاً في دهشةٍ،  **

تنهدت ملساء:

**"جذبتني الكلمات، أنا بدرس الفرق ما بين اللهجات والمقارنة ما بينهم، ودرست بعض من اللغة العربية، ولكن في بدايتي، وجذبني سلسلات الكلمات، وقلت ممكن لو استعرت منك الكتاب، أو قلت لي ما اسمه، أشتري مثله."  وجهها يعبّر عن شغفٍ واضحٍ بالتعلم،  **

ابتسم ملهم بهدوء:

**"أكيد هذا لكِ، هذا كتاب مقدس عندنا المسلمين، واسمه القرآن الكريم، وتم تجميعه باللغة العربية، لأنها أبسط اللغات، ومتداولة، وأيضًا لأن الإسلام ونبينا محمد، اتولد في شبه الجزيرة العربية، وهم كانوا يتكلمون اللغة العربية بطلاقة."  عيونه تلمعان بشعورٍ بالفخر،  **

ترددت في البداية أن تأخذ منه الكتاب، ولكن بعد تفكير قالت:

**"أنا لم أتعامل قبل ذلك مع مسلم، ولم أعلم شيء على دينكم، أنا من ولاية صغيرة في أمريكا، وجئت هنا للدراسة، وسوف أعود إلى الزراعة."  صوتها يعبّر عن خجلٍ وترددٍ،  **

ابتسم ملهم وقال:

**"إذا، أنا عندي اقتراح، أنا اسمي ملهم من إيجيبت، ومهندس زراعي، وكنت أريد أن اشتغل في الزراعة هنا، أنتِ تساعديني في العثور على عمل في قريتك، وأنا أساعدك في دراستك."  ابتسامته تبعث على الطمأنينة،  **

ابتسمت ملساء ومدت يدها للسلام:

**"إذن اتفقنا، إذا لم يكن عندك عمل الآن، تاتي معايا على كافيه، نتفق مع بعض."  عيونها تلمعان بالأمل،  **

هز رأسه ملهم، وبالفعل مع أول محطة نزلوا هما الاثنين، وذهبوا إلى كافيه، واتفقت معه.

**"أي رأيك أن تكون مدرس لي، وأيضًا عامل معها في مزراعة أبي؟"  وجهها يعبّر عن حماسٍ وفرحةٍ،  **

رحب بالفكرة، وتم تناول الحديث، واتفقوا على موعد السفر، وانتظرها بعد ما أنهى حساب الفندق، وذهب بها إلى مزراعته في الولاية.


جميل!  سأضيف بعض التفاصيل لوصف مشاعرهم:


عادت رحب بيهم الأب:


**"أهلاً بكم، هذا هو العامل الذي أخبرتني أنه سوف يساعدني في الزراعة."  ابتسامة خفيفة رسمت على وجه الأب،  لكنّ عينيه كانتا تحملان بعض الشكّ. **


ابتسمت ملساء ليس عامل يا أبي هذا مهندس زراعي وسوف يهتم بالارض وينقذها من الهلاك.  عيونها تلمعان بالثقة والحماس،  وجهها مشرقٌ بالفرح. **


وبالفعل بدا العمل معهم ملهم وهو بدا يعلمها القراة فى المصحف ومع الايام وقعت ملساء فى حب ملهم وايضا احبت دينه  وبعد شهور استطاع ان ينقذ مزراعتهم من خسارة كبيرة.  ابتسامة ملساء أصبحت لا تفارق وجهها،  عيونها تتألق بالحبّ والإعجاب،  وكلّ يومٍ يمرّ،  تزداد حُبّها لِملهم ودينه.


ومع الايام تم زفافهم وارسل اهله ان ياتوا يحضروا الزفاف وعلى قد ما كانوا رافضين لكن استسلموا  اختياره.  رغم رفضهم في البداية،  لكنّهم لم يستطيعوا مقاومة حبّ ابنهم لِملساء،  ووافقوا على الزفاف،  وعيونهم تلمع بالفرحّ لرؤية ابنهم سعيدًا.

وكعادتها  كانت كل يوم تحب ان تسمعه وهو يقرا بيطمنها دايماً في لحظات ضعفها. شعرت بدفء تلك الذكريات، ورزقت منه بنتبن ولان تحمل الطفل الثالث

في نفس الوقت كانت شايلة هاجس القلق من المستقبل، خاصة مع اقتراب موعد ولادتها.

- كانت بتراقب جيني وهي بتخفي غضب مكبوت،  فقد ساءتها نظراتها الحاسدة،  وكانت بتدرك أنها بتعاني من نفس الشعور اللي عانته والدتها.

- ملساء: هذه جيني، أصبحت لا أطيقها! أشعر أنها تحسدني مثلما تقول مامتك.

- ملهم ابتسم بسخرية،  مُحاوِلاً تهدئة زوجته،  لكنه ما كانش بيدرك مدى عمق مشاعرها.

- ملهم: ههههه، بركاتك يا حاجة مديحة! زيارتها قلبت دماغك الأجنبية.

- ملساء شعرت بالإحباط والغضب،  فلم تكن ترغب في سماع هذه الكلمات مرة أخرى.

- ملساء: بضيق، أنت أيضًا تقول لي أجنبية! أنا سوف أحمل بولد يحمل اسمك، مثلما يحدث عندكم في مصر، لكي عندما نعود تكون مرفوعة الرأس، إن زواجك بأجنبية جابت الولد أيضًا.

- ملهم كان بيحاول يخفف من حدة الموقف،  مُعبّرًا عن إعجابه بزوجته،  لكنه ما كانش بيدرك مدى حساسية الموضوع.

- ملهم: ههههه، حبيبي! أنا أم الشعر الأصفر والعيون الخضراء زي الزرع. أنا لو كنت لاقيت الجمال ده في مصر، كنت جيت هنا برضو؟!! وانا مش فارق معايا بنت والا ولد

- ملساء غضبت بشدة،  فلم تكن ترغب في سماع هذه الكلمات التي تُقلل من شأنها.

- ملساء: بغضب شديد، نعم، الرجالة كلهم عينه واحدة! عنيهم زيّاقة، فيها رصاصة بتدور على الجمال بس!

- ملهم كان بيحاول يتهكم، لكنه ما كانش بيدرك مدى خطورة كلامه.


- "لا، أنا هموت من الضحك! حرام عليكي! اسمها يندب! فيه رصاص وزياغة مش زياقة.  وعلى فكره ما هو لازم الراجل يتجوز واحدة حلوة عشان ما يخونهاش! مفهوم. وعلى فكره،  أنتِ الفرق ما بينك وبين بنات بلدي مش كتيرر.  أنتِ فلاحه أجنبية! بملامح الفلاحين هنا وتشبهي البنات هناك عندنا، علشان كده محستش إنك مختلفة عني غير اللغة بس، وأنتِ بـ 100 راجل وست، ووقفتي جمبي."

- ملساء شعرت بالغيرة والحزن، فلم تكن ترغب في سماع هذه الكلمات.

- "نو! أنت بتضحك عليّ، وهتروح تتجوز أُماه بنت أُتحي زي ما أمك قالت! سمعتها وهي بتقول لك: "ما أماه شبها، ولا لازم ترمرم."

- ملهم كان بيحاول يتهكم، لكنه ما كانش بيدرك مدى خطورة كلامه.

- "ههههه، هى اسمها سماح بنت فتحي، وعيب تقولي ل جوزك الكلمة ده، ومش كل حاجه تسمعها تقليدي، أنا مسلم واعرف ربنا."

- ملساء بصّت له بغيظ.

- "ما أنا عرفت إن عندكم في الدين بتاعكم الرجل ممكن يتجوز وان وتو وسري وفور."

- ملهم ضحك جامد.

- "الحاجة كانت بتغيظك بس يا مجنونه! تعالي في حضني يا حتة القشطة بالحليب أنتِ! هو اللي يتجوزك يفكر في غيرك."

- ملساء لاحظت إن ملهم ما كانش بيدرك مدى جرح كلماته،  فأحست بِغضبٍ  داخلها،  و  قررت  أن  تُظهر  له  أنها  لا  تُبالي  بكلماته،  و  أنها  تُدرك  قيمة  نفسها  أكثر  من  أن  تُهتم  بكلام  مثل  هذا.

ابتسم ملهم وهو يشعر بالنار الا بيخرج من داخلها وسالها 

- **"أنت ليه   بتحاول  أن  تُقلل  من  قيمة  نفسك  ،    بتحاول  أن  تُبرر  لِنفسك  تصرفاتك  و  أفكارك  الضيقة  بِهذا  الشكل،  بس  أنا  أُدرك  أن  الجمال  أكتر  من  مجرد  ملامح  و  شكل،  الجمال  في  الروح  و  في  القلب  و  في  العقل  و  في  التصرفات  و  في  الأخلاق،  و  أنا  احبك 

- ملساء ابتسمت، وضمته  ثم تذكرت جيني،  فانقلبت مشاعرها من الفرح إلى القلق.

- ملساء: تبتسم وتقترب منه، ثم تتذكر شيء فتقطع اللحظات الرومانسية: ماذا أفعل لكي لا تحسدني هذه الملعونة جيني؟ كنت أحبها، ولكن الآن أكرهها.

- ملهم كان بيحاول يهدّي زوجته،  مُعبّرًا عن حبه لها.

- ملهم: أوف! أنتِ بقيتي ست مصرية صح! متفتكريش الكلام إلا وأنتِ في حضني.

- ملساء بدأت دموعها تتساقط،  فلم تكن ترغب في سماع هذه الكلمات التي تُقلل من شأنها.

- ملساء: ملهمي، لماذا تقول هذا؟

- ملهم وضح ليها وهو بيهديها 

- طيب خلاص، متزعليش، هقول لك، بس وعد وأنتِ معايا، اوعي تتكلمي خالص! عاوز ملساء الأستاذة في الحركات.

- ملساء ابتسمت بطريقة مثيرة،  مُحاوِلة إخفاء حزنها.

- ملساء: حاضر.

.

- ملهم: أيوة كده! بصي يا ستي، في 3 سور في القرآن لو قريتيهم يبعدوا عنك، وعن اللي هتقريهم عليهم أي حسد أو أذى.

- ملساء كانت بتحاول تفهم اللي بيقوله جوزها.

- ملساء: القرآن الكريم بتاعكم.

- ملهم كان بيشرح 

- : آه! كل السورة عظيمة! دي المعجزة اللي نزلت على النبي محمد، زي المعجزة اللي نزلت على نبيك عيسى.

- ملساء كانت بتحاول تفهم اللي بيقوله جوزها.

- ملساء: آه، أنت قُلت لي ان نبي عيسي  إنه اتكلم في المهد وهو صغير، وإن مريم جابته وهي عذراء، وليس هو ابن الله، بس ما كنتش عارفة الكلام ده.لانه لم يورد عندنا 

.

- اكمل ملهم شرحه : 

حبيبتي، أنا بقول اللي ربنا نزله في القرآن! المهم أنا مش فاضي أشرح لكِ دلوقتي! أنتِ احفظي السور دي: قل هو الله أحد، قل أعوذ برب الناس، قل أعوذ برب الفلق. واسمهم الصمد والمعوذتين.

-تفوق ملساء وهي بتتذكر وبتبتسم، وكانت بتسوق وهي بتتذكر وما انتبهتش، جات العربية قدامها وعملت حادثة.

وفى نفس الوقت 


تمام، هكمل الترجمة لهجة مصرية عامية، مع الرجالة صعيدى:


الجزء التاسع:


- "بابا حبيبي يا أغلى ما عندي"

- الأب ابتسم: "نعم يا بكاشة"

- البنت ضحكت: "أنا بكاشة الله يسامحك"

- "المهم عايزة منك طلب"

- الأب سألها: "خير يا ميساء"

- ميساء سألته: "أنت بتحب الاسم ده، ليه؟ هل كان عندك حبيبة في مصر غير ماما؟"

- فريد: "ههه، لا يا بنتي! بس اسمك بيذكرني بأصلي المصري وأرضها. بتمنى أرجع، وأدفن في ترابها الطاهر. هل تعرفي معنى اسمك؟"

- ميساء: "لا، إيه معناه؟"

- فريد: "يا ميس، أنتِ مسلمة ومصرية وأنا فلاح ابن فلاح، حتى لو أقمت  هنا 30 عام فإن  عرقي وأصلي لن يتغير..."

- ميساء: "ليه الكلام ده يا بابا؟ وكل المقدمة دي؟ هل أنت  معترض على  خروجي  مع توم وماكس وجيم؟"

- فريد: "ما اعتراضش، بس ما أريدش أن لا  تفرطي بشرفك يا أبنتى، شرف البنت  هو تاجها  .."

- ميساء: "What  ما هذه الكلمة .."

- فريد: "عندنا في مصر Egypt  البنت ما تعملش  علاقة مع أحد قبل الزواج .."

- ميساء: "ما هذا الجهل يا أبي، دي ثقافة بندرسها هنا، ومن لا يفعل ذلك  يكون شاذ ومختلف .."

- فريد: "شاذ أن البنت تصون نفسها وأن لا يلمسها غير جوزها ...."

- ميساء: "بس أنت تزوجت ماما، وأكيد كانت بتعمل كده من زمان..."

- فريد: "لا، أنا كنت أول راجل في حياة  والدتك   لأنها كانت بتقرأ  في ثقافتنا واعجبت بالتقاليد دي وما خلتش حد  يقرب منها   غيري..."

- ميساء: "أعرف إنها متيمة بيك، ومن أول  يوم  تقابلتم  علي السفينه وهي أصبحت ملك لك  أنت، بس اعتقد إقامت  علاقة معاك قبل الزواج، و كان  ممكن ان  تتركها وتكون تزوجت غيرك.."

- فريد: "وأنا لما  عرفت كده ما تركتهاش  وتزوجتها  تاني يوم في السفارة المصرية وهي كانت سعيدة،

- "وأنتِ بنتي وأريد لما تتزوجي من شاب أسلمك له وأنتِ بنت  عذراء وليس غير ذلك، وخذي  الكتاب ده وأتمنى أن تفهمي  المقصود.."

- وفى وسط الحديث فجاءة...


تأتي فتاة، وجهها يُعبّر عن القلق والتوتر،  تحمل هاتفًا بين يديها،  كانت تتمنى لو أنها لم تضطر لإزعاجه في هذا الوقت.


الفتاة: مستر ملهم، مستر ملهم..


نظر لها بغضب ملهم، وجهه مُعبّر عن الانزعاج والتعب،  كان قد سئم من الاجتماعات التي لا تنتهي،  وكل ما يريده هو العودة إلى منزله.


ملهم: نعم! أنتِ كمان!!!


الفتاة: يوجد اتصال من زوجتك.


انصدم ملهم، تغيرت ملامحه من الغضب إلى القلق،  فقد تذكر زوجته المريضة،  وأحس بالذنب الشديد لأنه لم يتصل بها.


ملهم:  وليه ما قولتيش من الأول؟ هاتي التليفون!


السكرتيرة: تليفونك يا مستر ملهم بيرن من نص ساعة وأنت في الاجتماع،  ومستمر في الاتصال من غير ما يوقف.


ملهم:  وليه ما قولتيش لي؟ أكيد دي مراتي!


يأخذ الهاتف منها ملهم، يده ترتجف قليلًا،  قلبه ينبض بسرعة،  كان يتمنى أن تكون زوجته بخير.


ملهم: (يرد) نعم يا حبيبتي، أعتذر كتير، كنت في اجتماع، وجاي في الطريق.


يرد شخص غريب، صوته قاسٍ وبارد،  يُعبّر عن عدم الرضا،  كان واضحًا أنه لا يحمل أي أخبار سارة.


الشخص الغريب: هذا الهاتف يخص زوجتك...


ملهم: (برعب) من أنت؟ وأين هي؟


تظهر فتاة جميلة جدًا بملامحها المصرية والغربية، عيونها تحمل بريق الذكاء والحزن في آن واحد،  تبدو عليها علامات القلق والتوتر. يُطلق عليها ميلسنت، لكنها تُفضّل ميساء، أو ميس اختصارًا، كما اختارت والدتها وأبوها وسجّلا اسمها. ميساء فرنسية مصرية، تعيش في نيويورك. والدها أراد اسمًا مصريًا، ووالدتها اسمًا فرنسيًا. فبحث والدها عن اسم يجمع بين البلدين، فوجد هذا الاسم: ميساء فيردي، أو فريد بالمصري.

- ميساء: هل تحدثت مع زوجها يا والدي؟

- فريد (مستر فيردي): نعم يا ميس، ولكن لم أقل له أنها قامت بحادثة على الطريق.

- ميساء: لماذا يا أبي؟ ماذا قلت له إذن؟

الفصل الثالث من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1