![]() |
رواية رحم للايجار الجزء الثالث الفصل الثامن والسبعون بقلم ريحانه الجنه
نظرات النصر وارياحية المزاج والشر القاتم اللي مالي عيونه وقلبه واحساس النصر والتفوق وشفاء الغليل كانت هي الحالة المسيطرة عليه في اللحظة دي وده قد ايه كان شعور طاغي وممتع بالنسبة ليه ..
فايز قرب منه بفخر : من سنين ماشوفتكش في الحالة الحلوة دي يا باشا واضح كدة ان النهاية قربت واللعبة هتخلص !!؟
ابتسم ليه بمكر وهو بيصب مشروبه بسعادة وبيتنفس انفاسه براحة..
حازم : حقيقي النهاية قربت ويمكن هنرتاح من مربع التعب دول وفي ضربة واحدة وخصوصا رعد خلاصنا منه هيكون اكبر جائزة لكن تعرف اني برغم كل ده هفقد شئ مهم وقتها !!؟
فايز عقد حاجبه بدهشة وفضول: مش فاهم سيادتك انت هتزعل انك هتخلص منهم !؟ اومال كل اللي فات ده كان ايه والسنين اللي عدت بكل المحاولات اللي حصلت دي كانت ليه !؟
لوي شفايفه بسخرية من ظنه الغريب والبعيد عن نواياه كل البعد !
حازم اتنهد بغليل وخبث شديد: انت غبي!؟ ازعل علي مين !؟ ده انا مستني اليوم اللي اخلص منهم فيه طول عمري ! لكن انا هفقد اكبر لعبة قمار كنت بلعبها طول عمري وكانت مسلياني ..هو انا وكل شركائي ماكناش نقدر نخلص من رعد وعيلته كلها من زمان وفي اي فرصة !؟ لكن قولتلك قبل كدة كانت هتبقي فين المتعة والاثارة !؟ انت لما بتلعب لعبة مش بتدخل تفجر المكان كله وتخلصها ويخلص الچيم في لحظة كدة !! لا لا بتفضل تستخبي وتقرب وتبعد وتقتلهم واحد ورا واحد ..كل واحد بطريقة معينة لحد ما بتكسب وتغلب وقتها بتحس بإنتصارك وكمان متعتك ...وكمان كل محاولاتي كانت بهدف ان النهاية تكون بشكل تاني كان هيخليني مرتاح ومستمتع اكتر بكتير لكن للاسف النهاية اللي كنت بتمناها حلم او اقرب للخيال !؟
فايز قرب منه بفضول: وإيه النهاية اللي كنت بتتمناها اوي كدة !؟
رفع عيونه ليه بغضب وهو بيضغط اسنانه بغليل : كنت بسعي ان نهاية الاتحاد اللي بين الاربعة دول وخصوصا رعد يكون بتسليمهم ليا وخضوعهم بكل زل ومهانة ...كنت بتمني انهم يسعوا ليا علشان ارحمهم وابعد عنهم ...كان نفسي اشوف الزل والخضوع في عيون رعد وهو بيترجاني ارحمه هو وولاده واحفاده من شري وبطشي عليهم!! لكن كان هو دايما بيقاوم ويقاتل بكل جرأة وصمود الراجل ده عنده قدرة علي المقاومة والتحمل رهيبة ..عنده كبرياء وغرور لا كان ولا هيكون في بشر مهما اتأذي هو أو اي حد من عيلته لا بيتهز ولا بيسلم ! بالعكس ده بيعاند ويقوي زيادة !! نفسي اعرف هو جايب القوة دي منين !؟
ضحك فايز بقوة من امنيته وكانت السخرية غالبة علي ضحكته...
فايز : كدة فهمت ليه قولت حلم..لكن في الحقيقة اللي بتقوله ده اقرب للمعجزة كمان عن الخيال !!؟ سيادتك اكتر واحد يعرف رعد وكنت متخيل او مستني منه يركع قصادك ويطلب العفو والمغفرة !؟ مستحيل..انا متهيألي لو شاف بعيونه اعز ما ليه بيدبح قصاده مش هيركع ويضعف ...ده بني آدم قلبه صخرة لا بيحن ولا بيتزل ....انا كمان كنت بستغرب دايما من صموده قصاد كل اللي كان بيحصل والمعافرة اللي عافرها ودايما حكيم وعاقل كنت بندهش بصراحة من عقله وتفكيره وكبرياءه الغريب ده ..
اتنهد حازم بحسرة وحقد وحسد واضح: عندك حق .. إنسان قوي واستقوي اكتر بصحابه وولاده واحفاده اللي كون بيهم امبراطوريه عظيمة وكبيرة ..عارف يا فايز برغم اني طول عمري بتمني وبسعي اهدهم وافرقهم ...الا اني كنت دايما بحسدهم علي جمعتهم دي وحبهم لبعض كل واحد فيهم مستعد يضحي بنفسه علشان التاني او علشان العيلة كلها !! تخيل اربع صحاب وخامسهم كان مروان لما كان عايش قدروا يخلوا حياتهم كلها واحدة وعائلتهم كلها مترابطة لحد ما اصبحت عيلة واحدة قوية وليها سلطة ونفوذ !!؟ عمري ما شوفت اصحاب زيهم ولا عيلة قوية ومافهاش واحد بس حتي طلع خاين !!!؟
فايز ابتسم بمكر: لا فيهم يا باشا ومعانا كمان انت نسيت ولا ايه الليدي هنا !؟
حازم بسخرية : حتي دي كمان لو كانت من جواها من البداية مش كارهة رعد وبتتمني تقضي علي غروره ماكنتش هتبيعهم حتي لو من جواها انسانة حقودة كانت هتفضل في صفهم لحد النهاية ..هنا ما كشفتش ورقها لينا وانها كانت عارفة انك الراجل بتاعي من زمان وساكتة وعاملة مصدقة انك صديق وشريك وبس الا علشان محتاجالنا ومحتاجة اننا نساعدها تنتقم مش اكتر ...لكن لو ما كنش عدي غفلها التغفيلة دي واتجوز عشق كان زمانها لسة خايفة وهايبة رعد وعاملة عبيطة ومستحيل تكشف ورقها لينا وخصوصا انها طول عمرها بتخاف من رعد وبتعمله الف حساب حتي لو لو كارهاه ...
فايز بتفكير: عندك حق بس كمان بحكم قربي من هنا طول السنين اللي فاتت دي كنت بستغرب انها الوحيدة اللي عندها لامبلاه بأي حاجة بتحصل في العيلة ومش مهتمة بأي حروب ومشاكل دايما شايفة ان رعد هو سبب كل المشاكل وهو اللي بيدخل فيها العيلة وعلشان كدة هو الوحيد المسؤل يحلها ..عارف ياباشا لما كانت بتتكلم معايا عن عدي كنت بحس انها بتتكلم عن شريكها مش جوزها كنت دايما شايف نقطة ضعفها في احساسها دايما بالنقص وانه هو صاحب الفضل عليها من البداية ..كان جواها تصميم واصرار غريب انها تثبت لنفسها وليهم كلهم انها تقدر تحقق اللي هما قدروا عليه بمساعدة بعض لكن هي حققته لوحدها ..كنت بشوف كل يوم البعد اللي بينها وبين عدي بيزيد وانا كنت دايما بشجعها عليه ..بس كنت بسأل نفسي لو هو وهي بيحبوا بعض اوي كدة زي ماهي كانت بتقول وتحكي عن حياتهم زمان ..ايه اللي يخليها تقسي عليه بالشكل ده يعني بشوف كل واحد من الخمسة ومن قبل موت مروان هو ومراته كأنهم حتتين حديد اتسيحوا وتلحموا مع بعض وبقي حتة واحدة مهما توقع بينهم او تحاول تفرقهم بيرجعوا تاني بشكل غريب وسريع !! الا هنا لدرجة اني قولتلها مرة انها جايز ما حبتش عدي زمان وكان بالنسبة ليها طوق نجاه مش اكتر لكن هي زعلت والكلام جالها علي الحساس زي ما بيقولوا وانكرت ده .. لكن كل حاجة شوفتها بعنيا من وقت ما دخلت حياتها بتقولي اني صح وانه كان بالنسبة ليها سلم طلعته ومحطات وقفت فيها وكل قطر وليه محطة نهاية وسفرهم السنين اللي فاتت دي كان هو المحطة الاخيرة اللي فيها نهاية مشوارهم سوا ..بس تعرف ياباشا هنا يمكن فيها عيوب كتير لكن مش عارف ليه كنت بحب اكون قريب منها !!؟
حازم التفت ليه وهو بشرب مشروبه بخبث: وده اسميه ايه بقي !!؟ تكونش حبتها ولا ايه !؟
فايز بإرتباك وإنكار: حبتها !!؟ إيه الكلام ده يا باشا هو ...هو انا برضوا بتاع حب وكلام من ده !؟ ويوم ما ححب!! ححب هنا !؟
حازم بتأكيد لكلامه وتحذيره ليه : خد بالك دي جدة يا فايز مش عيلة صغيرة بضفاير هنا دي زي الحيا تفضل مرقدالك لحد ما تتمكن منك وتلف نفسها حاوليك علشان تكتفك وتبخ سمها فيك...هنا دي لدعتها مش سهلة وخد بالك اكتر ان اللي تكون عارفة كل اللي كان داير من حاوليها ده وعارفة انت مين ووراك مين وتنيمك في حجرها كل السنين دي وتقنعك انها مصدقاك وهي كاشفاك ..دي ما تبقاش سهلة ولا هينة دي يتخاف منها ولازم تكون عامل حسابك ان هنا الدور عليها من بعد ما هنخلص من مربع الرعب ده رعد وعدي ومهاب وأكمل ..هي هتكون الختام فاهم يا فايز !
فايز بصدمة : وانت هتستفاد ايه من موتها ! خلاصك منها مش هيفيدك في شئ!! كمان هي بعد كدة هتقدر تساعدنا في دخولنا جوا العيلة دي بشكل اسهل خصوصا بعد ما العيلة هتكون ضعفت واتفككت هي هتكون ايدينا هناك وعنينا كمان !! يبقي ليه نخسرها مش فاهم !؟
حازم ابتسم بمكر بيأكدله ظنه في فايز : هنا بمجرد ما تخلصنا منهم هتكون كارت واتحرق وخلصت مهمتها ودورها انتهي ..كمان انا لسة قايلك من دقايق هنا دي حيا وانا مستحيل أئتمن حيا زيها واخدها في حضني ...هنا نهايتها بعدهم بنفس مصيرهم ..
وقتها فايز شرد بتفكير وحيرة وخرجه من شروده الغريب ده رنين مكالمة وكانت هنا!!؟
فايز ابتلع غصة شرود: دي هنا !؟
حازم قعد علي كرسيه وابتسم بإرياحية ماكرة : رد وسمعنا عايزة إيه!!
فايز اتنفس بهدوء ورد عليها : ايوة يا هنا !!
هنا بعصبية : انت فين يا فايز !! وحازم ليه كل ما بحاول اكلمه ارقامه كلها مقفولة !؟ انتم هتتحركوا امتي !! هو احنا مش هنخلص من حكاية عشق دي ولا إيه !؟ ولا هو حازم كان بيخدني علي قد عقلي !؟
فايز كانت عيونه مع عيون حازم وكأنهم بيتفقوا علي الرد المناسب بدون كلام !
فايز : مين قال كدة !! حازم باشا بس مشغول شوية مش اكتر ..كمان هو وعدك وانا وعدتك اننا هنتصرف يبقي تهدي بقي شوية فيه حاجات بتكون محتاجة هدوء وتفكير وتنفيذ صح علشان نضمن انها تنتهي صح !! اصلنا يعني مش هنبعتلها قناص يضربها رصاصة...انتي عايزة عشق بين ايديكي وتشفي غليلك منها يبقي تصبري وتهدي ولا إيه!؟
هنا بتحاول تتمالك اعصابها : والكلام ده بقي هيحصل امتي انا محتاجة اعرف !!
فايز اتنهد: رجالتنا اللي متابعة عدي وعشق لسة مبلغني من شوية انهم اتحركوا علشان مسافرين والحراسة بتاعتهم وراهم لسة هنعرف بقي هما مسافرين فين !؟
هنا بدهشة وغيرة : مسافرين !؟ هو واخد الهانم شهر عسل ولا ايه!؟
فايز انتبه لوصول رسالة ليه من رجالته اللي بتراقب عدي ...شافها واتنهد بهدوء..
فايز : الرجالة لسة مبلغني حالا انهم داخلين علي اسكندرية كدة مش بعيدة يعني وسهلة في اقرب فرصة هنعرف ناخد عشق بأي طريقة ماتقلقيش...
هنا عقدت حاجبها بدهشة : إسكندرية !؟ وهما رايحين هناك ليه وعلي فين بالظبط !؟
فايز : لسة هنعرف ده في وقته ..حاولي تهدي إنتي بس واستني من مكالمة هعرفك فيها كل حاجة..انا مضطر اقفل دلوقتي وهرجع اكلمك تاني ...
هنا قفلت مكالمتها مع فايز وهي تايهة وبتفكر بشكل مريب في حديثها مع نفسها!! ..
هو عدي رايح إسكندرية ليه !! وواخدها هناك ليه !! وإشمعن إسكندرية !؟
فايز انهي مكالمته مع هنا وقعد بالقرب من حازم ..
فايز : ها يا باشا اوامرك !؟
حازم : اول ما تعرف هو رايح هناك فين وليه تبلغني بسرعة...
فايز : أوامرك اعتبره حصل ..
******🌹ريحانة الجنة🌹********
كانت طول الطريق وهي معاه جواها قبضة وخوف غريب!! فيه خاطر جواها مخوفها لكن الغريب اكتر ان الخاطر ده يخصه هو !! مش خوف علي نفسها او انها خايفة وقلقانة يحصلهم حاجة ..لا لا الخوف ده خاص بيه هو وبس وكأن جواه شئ مخبيه او حاجة مش مفهومة ...فيه حاجة هتحصله لكن هي إيه مش قادرة تحدد...اتمسكت بكفوفه بقوة وخوف ...
عشق بخوف حقيقي : حبيبي هو إنت كويس !! فيه حاجة انت مخبيها عليا ومش عايز تقولهالي !؟
عدي التفت ليها بإبتسامة وراحة وهو بيتنفس هواء أجمل مكان في العالم هو بيحبه وبيرتاح فيه ..
عدي: ليه بتقولي كدة !! انا كويس اوي وخصوصا النهاردة ...ويمكن ده اكتر يوم انا كويس ومرتاح فيه من سنين كتير اوي ..اطمني يا حبيبتي ما فيش حاجة تقلق اطمني..
عشق بحيرة وهي شايفة العربية بتقرب من بناية سكنية قديمة لحد كبير ومستغربة هو أيه المكان ده !؟
عشق بفضول : مش هتقولي برضوا احنا رايحين فين !! وجاين إسكندرية ليه !؟ وإيه المكان ده !؟
وقتها العربية اتوقفت وهو عيونه علي البناية دي بحنين شديد وابتسامة حالمة ومفرحة...
عدي : قولتلك هتعرفي ..واهو خلاص احنا وصلنا خالينا نطلع فوق وانا هفهمك كل حاجة ...تعالي معايا ..
اتنهدت بإستسلام ونزلت معاه من العربية وهي مستغربة حالة التوهان والحالمية اللي واضحة علي ملامحه وحاله دي ...وطلب من الحرس يطلعوا شنطتهم لفوق وهما نفذوا وهي في دهشة مش قادرة تفهم اي شئ هو والحرس عارفين هما جاين فين وهيعملوا ايه وهي الوحيدة اللي بتتفاجأ...لكن سكتت مجبرة لرغبته وطلعت معاه...
المفاجأة هنا انها بمجرد دخولها معاه الشقة اللي فتحها شافت مكان شيك بشكل مبهر برغم ان كل قطعة اثاث فيه قديمة وطرازها قديم كمان الا انه راقي وجميل لابعد حد...بدأت تتلفت في المكان بفضول واتوقفت قصاد كم الصور الكتير اللي شافته في الشقة بأكملها صور بالحجم الطبيعي وصور في اطارات صغيرة وفيهم كمان صور مرسومة مش تصوير وكلها صور قديمة وده واضح من صاحبة الصورة وتوفيت تصوريها ...
عشق بإستغراب: كل دي صور لهنا !! تعرف انها كانت جميلة اوي في شبابها !! هي لحد النهاردة ست جميلة لكن واضح من الصور انها كانت حلوة اوي زمان ..بس إيه كم الصور دي مافيش مكان ولا اوضة مش فيه صور ليها!! هي دي شقتكم اللي اتجوزتم فيها !؟ بس إنت جبتني هنا ليه !؟
وقتها كان واقف قصاد صورة من الصور الضخمة اللي مزينة الحائط وهو مبتسم بحنين شديد وحزن ممزوج بوجع وافتقاد وعيونه بتتمعن في الصورة وكأنها بتحضنها....
عدي بحزن قوي: بس دي مش هنا !! دي حلا ..وايوة ده كان بيتنا سوا ..
عشق بدهشة : حلا !! حلا مين دي هنا يا عدي انا متأكدة هو انت كويس!؟
عدي إبتسم بمرار لصعوبة فهمها للحكاية بشكل سريع التفت ليها واخد إيديها بهدوء وقعدها وقعد جنبها واتنهد بحزن...
عدي : انا مش بخرف ولا حاجة ما تقلقيش..دي مش هنا دي حلا اخت هنا وتوأمها ...واللي كانت مراتي قبل هنا والشقة دي كانت شقة جوازي من حلا مش من هنا ...ايوة عشت مع هنا هنا فترة لكن ماكنتش كبيرة ..البيت ده كان وهيفضل طول عمره في حياتي وفي موتي بيت حلا .فهمتي !
عشق بإندفاع: بعد الشر عليك ربنا يديك العمر كله حبيبي...لكن...لكن إنت عايز تفهمني انك كنت متجوز حلا ولما ماتت اتجوزت اختها !! وكان ايه السبب علشان شبه بعض بالشكل الرهيب ده !!
عدي وقتها بصلها بحزن واحساس بالظلم بين اتوصم بيه من سنين ولسة بيطارده لحد النهاردة وبعد كل العمر ده !!
عدي إبتسم بسخرية : حقك تقولي كدة إنتي كمان بس يمكن انتي معذروة لانك لا شوفتي حاجة ولا تعرفي حاجة طبيعي تحكمي علي الكتاب من عنوانه وأي حد مكانك كان هيقول كدة برضوا...!!
وقتها شافت حالة حزن في ملامحه وعيونه عمرها ما شافتها قبل كدة !! برغم انه كتير بيكون حزين ومهموم ويمكن متأكدة انه مخبي عنها كتير لكن المرة دي مختلفة نبرة صوته نفسها محملة مرارة قوية وحزن وخزلان رهيب ...قربت منه أكتر وقعدت قصاده في وهي بتتكأ علي ركبتها وكأنها بتترجاه يطمن...
عشق بشفقة وحنان : وحياة اغلي حد حبيته في حياتك تفضفضلي وترمي الهموم اللي حواك دي والوجع اللي في عيونك وتقولي مالك وفيك إيه!!! عدي أنا قلبي بيقولي انك مخبي عني حاجة!! وحاجة كبيرة ومهمة اوي!! الحزن والانكسار اللي شايفاك فيه النهاردة ده مخوفني اوي لا ده راعبني مش بس مخوفني...مالك يا روحي إيه واجعك للدرجة دي !؟
إبتسم بحزن وهو بيخبي دمعة خزلان من اقرب شخص ليه واللي كانت اولي تكون هي القلب اللي حاسس بيه في لحظة زي دي وتكون جنبه ومعاه ...لكن للاسف اللي قصاده عشق !! عشق اللي وصل ليها وهو في نهاية مشواره واللي تقريبا ما قدرش يقدملها ولو جزء بسيط من الحب والحنان اللي تستحقه ..وبرغم كدة هي الوحيدة اللي موجودة معاه بكل جوارحها ومسانداه ...ومد اصابعه تداعب ملامحها الفانتة .....
عدي: من يوم ما عرفتك ولحد النهاردة بحاول الاقي سبب لحبك ليا وتمسكك بيا ده مش لاقي !! بحاول افهم كمية الحنان والطبطبة اللي بشوفها في نظرتك ليا وكأني اعظم شئ حققتيه ووصلتي ليه في حياتك !!! برغم إنك جيتي في حياتي متأخر اوي...جيتي في وقت أنا ماعنديش حاجة اقدمها لنفسي علشان اقدر اقدملك إنتي حاجة !؟
عشق ابتسمت بحب: وأنا ياما قولتلك أنا لا عايزة منك حاجة ولا منتظرة اكتر من اللي انا فيه معاك انك تكون جنبي وتحت عيوني واطمن بيك ...بس لا طالبة منك حب اكتر من اللي شايفاه منك ولا حنية اكتر من اللي بلاقيها في لمسة إيدك ليا ....أنا مكتفية بيك اوي وبكل حاجة بشوفها منك مهما كنت انت شايفها بسيطة ومالهاش لازمة...لكن بالنسبة ليا أنا فاهي كبيرة اوي ومكفياني اوي اوي اوي...سيبك بقي من كل الكلام ده وقولي إيه حكاية حلا وهنا !! أنا ليه حسيت انك كنت بتحب حلا اوي وليه النهاردة بالاخص اخدك الحنين ليها وجيت هنا وجبتني معاك !؟
عدي بتعب وارهاق واضح : طيب ممكن ادخل اخد شاور وندخل جوا محتاج ارتاح في السرير وتاخديني في حضنك واحكيلك !!؟
عشق ابتسمت بقوة : طبعا انت تؤمر يالا بينا انا هساعدك واجهزلك لبسك وبالمرة اجهزاك حاجة تاكلها وبعد كدة اخدك في حضني وتحكيلي براحتك...
عدي بحنين طفولي : عشق هو إنتي بتعرفي تعملي حواوشي اسكندراني!؟
عقدت حاجبها باستغراب: يعني تقريبا بعمله بس يعني مش عارفة هيعجبك ولا لا بس قولي إشمعن حواوشي اسكندراني يعني!؟
عدي التفت لصورة حلا بحنين وذكريات جميلة : حلا كانت بتحبه اوي وكنا بنعمله سوا انا وهي دايما ونتخانق مين فينا اشطر ...تعرفي اني بقالي سنيييين طويلة ما اكلتوش ولا عملته !؟
عشق: وليه بقي هي هنا مش عارفة ايه الاكل اللي انت بتحبه !!! ليه ماكنتش بتعملك اللي نفسك فيه ! ولا هي بقالها سنين مش بتطبخ بإيديها وفيه طباخين !؟
عدي ابتسم بسخرية: هنا !!؟ هنا مش بس نسيت المطبخ ونسيت انا بحب ايه وبكره ايه من سنييين ونسيت تهتم بيا ....هنا نسيتني انا بكل كياني وانا عايش معاها ...والاهم بقي انها كان عندها فوبيا قاتلة ومجنونة من أي حاجة كنت بحبها مع حلا ..اوقات كنت بحس انها داخلة معايا حرب من غير داعي لمجرد انها تمحي اي ذكري او شئ في عقلي وقلبي وحياتي كلها كان ليه علاقة بحلا...يمكن في البداية انا كنت بضايقها بكلمة او تصرف بخصوص الموضوع ده ولكن صدقيني والله عمري ماكنت قاصد الفكرة اني انسان حياته عبارة عن ذكريات عاشها مهما كانت ومهما كان اللي شاركه الذكريات دي مين !؟ المهم تعالي بقي ناخد شاور وندخل المطبخ سوا وانا بقي هعلمك اصل الحواوشي الاسكندراني وادوقك احلي مرة هتكليها في حياتك ...وبعدها بقي نقعد ونتكلم ونحكي علشان انا النهاردة قلبي مفتوح وعايز احكيلك واقولك كل حاجة يمكن ارتاح ... يالا بينا.
عشق ابتسمت: موافقة يا سيدي تعلمني وانا اطول لما عدي باشا بذات نفسه يعلمني واكل من ايده!! بس خد بالك من صوابعك بقي علشان انا متأكدة انك طباخ شاطر ومش ضامنة نفسي من جمال الاكل اكل صوابعك انت وراه ....
عدي ضحك بمشاكسة : يا بت إنتي دايما كدة متوحشة اتهدي بقي انتي مهيبرة وانا مش حملك انا كبرت علي الفرهدة دي !!
عشق قامت وهي واخداه معاها بخطوات هادية: قولتلك انت خايف احسك ما صدقتنيش هو فيه واحد كبر برضوا ومش حمل فرهدة يعمل عمايلك اللي بتعملها ده لما انت بتعمل كدة وانت كبرت ومفرهد اومال لما كنت شباب بقي وبصحتك كنت بتعمل ايه !!؟ ماليها حق هنا تغير عليك مني مهما كانت ولية قوية ومفترية وعندية ...لكن حقها من اللي شافته منك زمان !!
عدي اتنهد بسخرية : ويارتها فاكرة اللي شافته زمان ولا اللي شافته بعده هنا نسيت ...نسيت كل حاجة وكأنها قاصدة تنسي ...يالا خالينا بس نخلص علشان ناكل علشان انا جعان اوي النهاردة ونفسي مفتوحة اوي ومرتاح اوي من وقت ما جيت هنا ...
****🌹ريحانة الجنة🌹******
علامات الصدمة والحيرة كانت مخيمة علي ملامحهم بشكل صادم وغاضب من كل كلمة سمعوها وكل معلومة عرفوها ...
أكمل بعدم تصديق: أنا مصدوم يا رعد ... حقيقي مصدوم ...معقول هنا تتفق علينا مع حازم رشدي !! ازاي دماغي هتنفجر ...
مهاب بسخرية غاضبة: يارتها جات علينا احنا صدقوني ماكنتش هندهش ولا أنصدم... الغريب انها بتتفق انها تخلص من عدي معانا !!! انتم متخيلين الرخص والخيانة !! هو انا طول عمري مافيش عمار بيني وبينها لكن ماكنتش متخيل ان الموضوع يوصل لكدة !!!
رعد اتنهد بحيرة : انا اكتر شئ فارق معايا دلوقتي ان مافيش حرف من كل ده يوصل لعدي احنا لازم نتصرف بعيد عنه نحميه منها ده أكيد لكن بعد تأثير الصدمة اللي شوفته علي همس مش هجازف بعدي كمان مش عارف لو وصله الكلام ده ممكن يتحمله ازاي !!؟
مهاب برفض وحدية : غلط !! مش هينفع لازم يعرف ولازم يفهم انه كان مخدوع فيها طول عمره ...وانها اتفقت علي موته ..عدي كدة كدة هيعرف يبقي يعرف من البداية ويكون معانا في الصورة افضل من انه يعرف متأخر وهو متغفل مننا احنا كمان ...ولا إيه يا أكمل!؟
أكمل قرب من رعد بإستفهام لشئ شاكك فيه : رعد إنت وعدي مخبين علينا حاجة !؟
رعد رفع عيونه ليه بدهشة: وهنخبي إيه انا وعدي عنكم !؟ ليه بتقول كدة !؟
أكمل اتنهد بحيرة: مش عارف لكن حالة عدي الصحية انا ملاحظ انها مش تمام من وقت رجوعه من السفر كنت بقول يمكن نفسيته كانت تعبانة من الغربة والمشاكل مع هنا ...وماكنتش بحب اضغط عليه في السؤال والح اني اعرف حاجة...لكن تصميمك دلوقتي انك تخبي عنه موضوع هنا وحازم شككني انك مخبي حاجة !
مهاب عقد حاجبه: وهو احنا اغراب عن بعض ولا متقسمين لاحزاب علشان عدي ورعد يخبوا عننا حاجة زي دي !؟ رد يا رعد عدي ماله !؟
رعد استراح بظهره لكرسيه بتعب وارهاق وحيرة : صدقوني أنا كمان كنت شايف ده .. وعندي ريبة منه اول ما رجع وسألته وأنكر لكن من جوايا كنت متأكد إنه مخبي عني حاجة... وللاسف سألت وعرفت كل حاجة ويارتني ما عرفت !؟
أكمل بلهفة وقلق: انطق يا رعد ماله عدي !؟
رعد غمض عيونه بحزن ووجع: عرفت من الدكتور اللي كان بيعالجه في ايطاليا انه مصاب بكانسر في المعدة وانه عمل اكتر من عملية واستأصل في كل مرة جزء كبير من معدته ...خبي علينا كلنا بما فينا هنا ... كل مرة لما كان بيعمل عملية جراحية من دول كان بيسافر المانيا مع الدكتور بتاعه ويقول لهنا إنه معايا في سفرية شغل ...ويقولي انه معاها في سفرية وبيغير جو . ... عدي عانا لوحده وتعب لوحده وكل مرة كان بيقول انها آخر مرة ...لكن الخلايا كانت نشطة وبيرجع الورم ويرجع يشيله تاني لحد آخر مرة مابقاش فيها آمل ولا محاولات...هي مسألة وقت وخلاص كدة ...
أكمل ومهاب كانت نظرات الصدمة والحزن واضحة عليهم..أكمل قعد علي أقرب كرسي قابله بإهمال وكأنه جبل بيتهد....مهاب ابتلع غصة وجع وحزن...
مهاب بعتاب حزين : وليه خبيت علينا كل الفترة دي من وقت ما عرفت يا رعد !؟
رعد بحزن ودموع محبوسة في عيونه : مابقتش عارف احكي لمين واقول ايه ...كل الضربات كانت نازلة علي دماغي ورا بعض همس وعدي و المصايب اللي بتحصل كل يوم لحد من العيلة ...دمار في دماغي ودوشة مالهاش نهاية ... خوفت اقولكم يبان عليكم قصاده ويعرف اننا عرفنا ...
أكمل بدهشة: هو إنت ما عرفتش عدي انك عرفت بمرضه !؟
رعد خانته دموعه بعد قوة التماسك بضعف : متقدرتش يا أكمل ما قدرتش ... عدي مش صاحبي وبس !! عدي طول عمره إبني ماقدرتش اشوفه مكسور ومهزوم قصادي...هو خبي لهدف انه مش حابب يحمل حد مننا همه خصوصا وسط كل اللي كنا بنمر بيه السنين اللي فاتت بسبب حازم ..وانا ماقدرتش اواجهه واشوفه ضعيف كدة قصادي قلبي مش هيتحمل ...انا مش متخيل ان ممكن تيجي لحظة واخسر عدي وهمس يا أكمل !! دي ضربة قوية عليا اوي اوي...هدة شديدة مش عارف هتحملها ازاي مش عارف. ...
مهاب قرب من رعد وحضنه بقوة بدموع غالبة قوتهم والهيبة اللي سقطت غصب عنهم قصاد الحزن الشديد في لحظة تهد جبال شامخة زيهم ...هما حقيقي سلسلة جبال قوية وعالية متصلة ببعض برابط قوي ومتين لكن بمجرد ما جبل منهم بيتهد كل الجبال بتتأثر وتتهد حزن ليه ووجع لوجعه ...
مهاب بحزن: أول مرة اشوف دموعك يا رعد اول مرة !!!
رعد بتعب شديد وقوة تحمل بتنهار بضعف : أنا بعترف اني بتهد يا مهاب ...انا حقيقي بتهد قلبي مقسوم نصين معاهم الاتنين وكل واحد فيهم هيقع هياخد نصه معاه وقتها هتكون نهايتي معاهم مستحيل اكمل من غيرهم مستحيل يا مهاب ..
أكمل قرب منهم بضعف ووهن: لكن احنا لازم نتصرف مش هينفع نشوفه بيروح مننا يوم ورا يوم واحنا بنتفرج كدة !! مش كفاية مروان !! خسرنا واحد مننا وبقينا اربعة ايوة الموت علينا حق لكن وجع الفراق ده مميت وصعب اوي ...وانا دوقته بموت چنا والقهرة لسة جوايا والمرارة معلمة فيا ومن بعدها مروان وكسرتنا من موته...لسة هنعيده وننكسر تاني بموت عدي !؟ هي نهايتنا كلنا بتقرب خلاص ودي سنة الحياة !! ولا ده عقاب بنشوفه ووجع انكتب علينا!! هي حياتنا ليه ما بتخلناش نفرح ونعيش في هدوء !! احنا بنجري في سبق من سنين وخلاص نفسنا كلنا انقطع اتهدينا ...
رعد بحزن شديد: مش عايز اليوم ده يجي يا أكمل مش عايز اشوفه...انا كل لحظة بتمني اموت قبل ما اشوف نهايته او نهاية همس ولا حتي نهاية حد منكم ..كلكم متخيلين اني اكتر واحد هيتحمل النهايات بكل قسوتها وهو ثابت ..لكن الحقيقة انا خلاص تعبت ما بقتش ثابت قصاد الريح اللي كل يوم بتهب علينا وتقلع حد مننا من جدور قلبنا بكل جحود وتمشي وكل شوية ترجع تهب وتلخبط حياتنا اكتر .....علشان كدة انا خايف علي عدي مايتحملش خبر خزلانه من هنا وصدمته فيها ياعالم ده ممكن يعجل بشئ لسة مش جاي اوانه ... علشان كدة احنا لازم نتصرف بعيد عنه فاهمين بعيد عنه ...
وقتها السكوت والصمت خيم عليهم بملامح حزن وإنكسار شديد وكأن حقيقي الزمن والعمر مالهمش امان ولا ليهم وعهود صعب نقدر نصدق وعد من الزمان اننا مش هنتوجع ولا ننجرح ولا يكسرنا الحزن ويقسم ظهرنا بدون رحمة ولا رأفة!!!!
أقدارنا مكتوبة ووجعنا مافيش مفر منه مهما سعينا للراحة والسعادة حكم أقدارنا هو اللي بيكون الفيصل في النهاية ...
احساس الخوف ودقات قلبها اللي بتزيد بقلق غريب مش قادرة تحدد سببه ولا مبرره كل لحظة بيزيد جواها بشكل مخيف...برغم انها لاول مرة تشوفه في حالة النشاط والسعادة دي !! عنده طاقة غريبة وحماس مختلف !! مش قادرة تحدد هو ايه السبب في التغير ده ...معقول وجوده في بيته القديم ومجرد صور متعلقة علي الحوائط وشوية ذكريات يكونوا هما السبب في حالة الاستقرار النفسي اللي هو فيها دي !؟ معقول مجرد ذكريات لإنسانة ماتت من سنين طويلة تقدر تحسن من حاله ونفسيته للدرجة دي !؟
كانت بتشوفه وهو واقف معاها بيجهز الاكلة اللي بتفكره بيها بكل طاقة وفرحة ابتسامته مع كل حركة وحواره الممتع عنها وعن مواقفهم سوا في نفس المكان ده زمان كان بيخليها بتبتسم بحب ليه عن جمال الحالة اللي بيوصف بيها كل اللي فات وكأنه رجع شباب لنفس العمر اللي كان عليه وقت ما كان عايش معاها ...كانت بتسمعه وتتجواب معاه وهو بيتكلم وبيتشاركه الاكل بجوع ونهم غريب وضحكهم بشكل طفولي وطلقائي علي كل موقف وحكاية بيحكيها ليها وخفة دمه المعهودة زمان واللي حضرت الليلة دي عليه بشكل مفاجأ...
لكن فجأة شافته بيتألم وبعد عن الاكل بتعب وملامح متألمة ..قلقت وقربت منه بدهشة !!
عشق : مالك حبيبي فيه ايه !! سبت الاكل ليه !؟
كان بيضم بطنه بتعب وآلم حاد : انا شكلي نسيت نفسي واكلت زيادة شوية ...انا اصلي مش متعود اكل حاجة تقيلة وكمية كبيرة بالشكل ده من سنين ...
عشق بتأكيد لكلامه: انا عارفة انا من يوم ما عرفتك وانا بلاحظ ان اكلك قليل اوي وكمية صغيرة جدا ...
عدي بدأ الألم يزيد جواه وتاثيره يظهر علي ملامحه واصابه الغثيان بشكل مفاجأ واتحرك بسرعة واتخلص من كل الاكل اللي اكله بشهية من دقايق بسيطة ...عشق كانت متوترة وخايفة بشكل مرعب من الحالة اللي اول مرة تشوفه عليها كانت جنبه ورافضه تسيبه وتبعد زي ما طلب منها اصرت تفضل جنبه لحد ما اتخلص من كل الاكل اللي دخل معدته وبعدها ساعدته في الاستحمام لان حالته كانت مرهقة ومؤلمة بشكل ملحوظ اخدته لغرفته وسريره ونام في حضنها بتعب وهزيان ....
عشق بخوف عليه وهي ضماه كأنه طفل ضعيف: مالك يا عدي ! اول مرة اشوفك تعبان كدة ...كل ده علشان اكلة بسيطة معقول !! شكلك تعبان اوي وجسمك كله كأن الدم مسحوب منه ...قولي احاول اشوف دكتور !! هكلم حد من الحرس تحت يتصرف ويجيب دكتور بسرعة ..
منعها واتمسك بإيديها قبل ما تسحب التليفون وتكلم الحرس...والتقط انفاسه بتعب وارهاق...
عدي : لا لا ما تكلميش حد ...انا مش محتاج دكتور...انا عارف علاجي كويس وموجود معايا اهدي شوية ومعدتي تهدا وهاخده بس دلوقتي مش هقدر اخد اي حباية دواء مش هقدر....انا دلوقتي هبقي كويس ما تقلقيش ...اهدي بس ما فيش حاجه تخوفك كدة...
عشق مش قادرة تصدقه انه بخير وخوفها عليه بدأ يزيد ...
عشق: عدي انا مش مرتاحة قولي بصراحة انت مخبي عليا ايه !؟ اليوم كله ملخبط ومش فاهمة حاجة...اوله شوفتك انسان جديد عمري ما شوفته فرحان ومبسوط وبتضحك من قلبك وكانك رجعت شباب تاني وبقيت مستغربة هو معقول انت لسة فاكر حلا مراتك الاولي بالشكل ده ولسة فاكر كل ذكرياتك معاها !! معقول وجودك في بيتها يرجعلك الحيوية والروح كأنها دبت فيك وفي ضحكتك وعيونك بالشكل ده !!!! ...وفجأة تتعب وتقع كدة !! انا عايزة افهم ارجوك !!
خرج من حضنها واتكأ بظهره لسريره بهدوء واتنهد بحزن وارهاق...والتفت ليها بضعف .
عدي : انا كنت محتار احكيلك لكن اخدت القرار اني اصارحك بكل حاجة واحكيلك اللي مخبيه عن كل اللي حواليا حتي رعد ....لكن قبل ما احكيلك واجبلك من النهاية واخر المشوار ...ححكيلك من البداية خالص من اول الحكاية علشان تعبت من حكايتي لنفسي ...ما بقتش عارف هو انا صح ولا كنت غلط !! .هو انا كنت جاني ولا مجني عليا !! . لكن اللي متأكد منه كويس إني عمري ما قصدت اظلم اي حد عمري ما فكرت اوجع حد...لما بشوف الحكاية من اولها بلاقي اني الوحيد اللي اتظلم واتوجع....
زمان لما قابلت حلا وحبيتها واتجوزتها كانت اول حب في حياتي كانت مش مجرد بنت جميلة شوفتها وكأنها عروسة البحر خارجة من بين أمواجه وبتهل عليا تخطف عيوني وتفكيري...لا دي كانت حبيبتي وصحابتي وأمي الحنينة وسري المؤتمن...كانت كل حاجة فيها جميلة ...حتي طباعها كانت حلوة ومؤلوفة ...غضبها وعصبيتها كانت طفولية بشكل يحنن القلب عليها مش يخليني اثور واغضب او اعاند...لا خالص كانت حقيقي ملاك علي هيئة بشر....لما ماتت وهي حامل في اول طفل ليا انا وقتها كنت في حالة ضياع وفقدان للشغف والحياه....عارفة لما تحسي انك كائن ميت بيتحرك ويتنفس لكن من غير روح ولا حياه جواه ....كنت بتمني كل لحظة اتخلص من حياتي وانهيها لكن كنت بخاف اموت علي ذنب كبير زي ده واتراجع....بعدها الحياة مشيت وكملت وانا رجعت لشغلي ورعد وقف جنبي طول الوقت وتعب معايا علشان اقدر اخرج من الحالة دي وارجع حتي للشغل يمكن يلهيني وابدأ اتخطي... كملت حياتي ايوة لكن ما عرفتش اتخطي...لحد ما قابلت هنا في ليلة ومش هنكر ان اول شئ جذبني ليها هو الشبه بينها وبين حلا اللي يلخبط اي انسان ... وقتها ما كنتش لسة عارف انها اختها وتوأمها انا عرفت ده متأخر اوي ...لكن وقتها كانت مجرد بنت هربانة من اهلها ومشاكلها معاهم ...قربنا من بعض وبدأت حكايتي مع هنا...بدأت احبها واتعلق بيها ويوم عن يوم احبها اكتر....لكن الغريب انها كانت دايما عندها شك في حبي ليها ومصممة انه بهدف الشبه بينها وبين حلا!! هو حقيقي بينهم شبه ملامح لكن بينهم فرق شاسع في الطباع والصفات مافيش اي وجه شبه بينهم بالعكس هنا كانت علي النقيض تماما من حلا مختلفة في كل شئ ولو كان فيه سبب يخليني ابعد عنها وقتها كان هيكون هو طباعها وصفاتها دي لان ملعونة الملامح الحلوة واللي تشبه حلا اللي تخليني اتحمل هنا بكل صفتها اللي مش مقبولة بالنسبة ليا .... لكن انا حقيقي حبتها وده اللي خلاني اكمل معاها واتحمل جنونها وظنونها واتهامها المستمر وظلمها ليا اتحملت علشان حبيتها حتي بعيوبها ...يمكن ما نستش حلا لكن ده كان من باب الوفاء مش الخيانة دي واحدة مغطيها التراب عاشت نسمة جميلة وماتت خايفة ومرعوبة وهي بتغرق.... احساس الذنب ناحيتها واني انا اللي صممت انها تتخلي عن خوفها من البحر كان بيقتلني....كوابيس نومي اللي كانت ومازالت بتطاردني اني بقتلها واغرقها ما سابتنيش من يوم موتها بين ايديا .....حاولت كتير اقرب من هنا وافهمها ده كانت بترفض تفهم ...كان نفسي تحس بيا وتقرب مني وتفهم اني حقيقي حبتها هي والا ليه اتجوزتها وليه اتحملتها كل السنين دي ما كنت طلقتها وريحت دماغي !! لكن صبرت عليها واتمسكت بيها وخلفنا اولادنا وهي لسة بتعاقبني علي ذنب ماليش ذنب فيه ولا حتي هي ليها حق انها تعاتبني عليه وهو حبي وجوازي من حلا لان وقتها اصلا انا ما كنتش لسة اعرف هنا.. بتحاسبني علي حياة عشتها قبلها !! لحد ما ولادنا كبروا واتجوزا وخلفوا كمان ولسة هي حاسبة حسبتها وعاملة فجوة بينا مالهاش داعي..سكت واتحملت وعديت علشان بحبها وعلشان اولادنا .... كانت هتضيع مايا بنتنا بسبب انها شربتها طباعها وانانيتها من صغرها لحد ما خلتها انسانة متوحشة واديها خلاص فعلا ضيعتها وخلتها مخلوق لا يحتمل وبرغم كدة هي بنتي وبحبها ....لما قررت تنزل الشركة معانا انا ورعد بعد جواز الاولاد وانها زهقت من البيت والروتين وافقت ورحبت وقولت اهو نرجع نقرب زي زمان ونجدد شبابنا سوا ونبقي سوا في البيت والمجموعة..وبرغم رفض رعد الا إني صممت واخدت القرار انها تنزل معانا وهنا كانت مازالت شباب وعندها طموح وحيوية للشغل والنجاح....بعدها بدأت تهتم بالشغل بشكل مبالغ فيه ولما اتناقشنا صممت تنفصل عننا وتعمل بيزنس خاص بيها لوحدها وشافت ان ده احسن لينا كلنا ....واقفت علي مضض لكن كنت بحاول ارضيها واكسب ودها لاني ماعنديش اي نية اني اخسرها ....
في اللحظة دي عدي تعب وارهق من الكلام...
عدي بتعب: ممكن تفتحي شنطتي الصغيرة فيها جيب داخلي هتلاقي جواه الدواء بتاعي هاتيه من فضلك...
عشق حركت رأسها بقوة ولهفة : حاضر حاضر ثانية واحدة...
لكن بمجرد ما فتحت الادوية اتصدمت بشكل مرعب من اسماء الادوية والمرض اللي بتعالجه...قربت منه بدموع ودهشة !!
عشق : هو ده علاج لايه!؟ انت فيك ايه قولي وريحني!!
عدي سحب منها الأدوية واخد حبوب علاجه والتقط انفاسه بصعوبة ...
عدي: خاليني اكملك وهتعرفي كل حاجة في وقتها ما تقلقيش...
عشق بدموع: مش مهم اي كلام دلوقتي انت تعبان محتاج ترتاح كفاية كدة النهاردة نام وبكرة نتكلم تكون بقيت احسن ...
عدي ابتسم وهو بيمرر اصابعه علي ملامحها يمحي دموعها ...
عدي: مش هينفع لازم أكمل دلوقتي علشان يمكن ما فيش بكرة !
عشق بلهفة ورعب: انت بتقول ايه !! اسكت اوعي تقولي كدة تاني ..
عدي ضحك بوهن : حاضر يا ستي مش هقولك كدة تاني هسيبك تتفاجئي ..
ابتسمت عشق غصب عنها لضحكته : علي فكرة بايخة ومش حلوة اسكت بقي وبطل الكلام اللي يوجع القلب ده ممكن ..
عدي بص في عيونها بحزن: هو انا لما اموت هتفتكريني يا عشق !! هاجي كدة علي بالك وتترحمي عليا ولا هتنسيني و تقولي كان اناني واستغل حبي ليه وضحك عليا ومات وسابني !؟
عشق بدموع : ابوس ايدك كفاية الكلام ده انا قلبي متقطع عليك لوحده ارحمني ..ومع ذالك هرد عليك واريحك...شوف انت ازاي لسة بتقول عمرك ما نسيت حلا وفاكرها وفاكر كل حاجة حلوة عشتها معاها ودايما جواك !! اهو انت بقي الحاجة الوحيدة الحلوة والصح اللي حصلتلي في حياتي ومستحيل تغيب عن بالي ولا انساك في يوم ...ممكن بقي كفاية وعلشان خاطري ارتاح شوية حتي وبعد كدة كمل كلامك ..
عدي ابتسم براحة واتنهد: انا بقيت احسن خلاص... المهم بعد كدة طموح هنا زاد وكبر وصممت تسافر ايطاليا وتكمل شغلها هناك ..كان صعب عليا اجبرها ما تسافرش او اضغط عليها بأي شكل اتخانقنا ايوة وزعلنا جايز لكن في النهاية رضخت لرغبتها ووافقت وصممت اسافر معاها لاني مستحيل كنت اسيبها لوحدها ونفترق بعد السنين دي كلها ... وقتها فضلت راحتها هي علي زعل وتعب كل اللي حاوليا رعد وهمس والولاد كمان وكنت بالعكس بدافع عنها واحسن من صورتها وتصرفاتها في عيونهم كلهم حتي لو بالكذب لمجرد انها تفضل في مكانتها عندهم من غير ما تتهز...سافرنا وعشنا هنا وكنت بتابع شغلي مع رعد من هناك في فرع المجموعة لكن يوم عن يوم هنا بتبعد وتتجاهل كل حاجة بينا كنت بعاتب وازعل واراضيها مرة وتراضيني مرة لحد ما بقت حتي انها تراضيني دي مابقتش موجودة ...عارفة لما تعيشي مع حد مش شايفك اصلا !! كنت بحس اني عايش معاها مجرد خيال مش اكتر ...وقتها كان بقالي اكتر من سنتين بحس بتعب شديد في معدتي مؤلم وصعب...لكن كنت بقول يمكن من التوتر اللي بينا والتفكير والشغل كنت بنكر اني ممكن اكون مريض او محتاج دكتور اصلا ...لحد ما جه يوم وجاتني حالة من الغثيان رهيبة وشوفت الدم لاول مرة كانت بتجيني الحالة دي اوقات لكن كانت اقل وعلي فترات. ..لكن اليوم ده كانت شديدة وغريبة والدم شككني اكتر...وكانت هنا برا وقتها ولما رجعت تخيلت انها اول ما تشوفني تعبان هتجري عليا وتصمم نروح لدكتور ونفهم انا فيا ايه.. لكن اللي حصل غير كدة !!...
ورجع عدي باليوم ده بكل اللي حصل فيه.....
دخلت هنا البيت وشافت عدي قاعد مرهق وواضح عليه التعب....
هنا عقدت حاجبها بهدوء: مالك قاعد كدة ليه !! هو انت رجعت امتي !
عدي بإرهاق: رجعت من بدري..كنت تعبان اوي النهاردة اكتر من كل مرة مش فاهم فيه ايه !! والغريب اني لما جالي غثيان نزل دم بشكل غريب مش فاهم ده ايه !؟
هنا بدهشة : دم !؟ وده من ايه ! طيب عادي اطمن يمكن زورك مجروح ولا حاجة ما تخدش في بالك بقي وتوهم نفسك ..
عدي التفت ليها بصدمة: اوهم نفسي!! هو إنتي مش شايفة ان دي حاجة تقلق !؟
هنا قامت تبدل هدومها وابتسمت بسخرية : اكيد موهوم انت بس مش عايز تعترف انك كبرت ومحتاج طريقة حياة مختلفة وتبطل الاكل اللي بيتعب معدتك ده .. انت كبرت يا حبيبي ومحتاج اكل صحي وخفيف مش فاهمة مصمم تقف تعمل نفس الاكل التقيل بتاع مصر ده ما انا اهو قصادك محافظة علي اكلي وصحتي وبشرتي علشان افضل بكل طاقتي ...انت اللي بتعاند نفسك ...اظبط اكلك بس وانت هتبقي كويس . ويعني لو قلقان اوي روح لدكتور وشوف هيكتبلك ايه... لكن انا متأكدة ان اول شئ هيخليك تغيره هو طريقة اكلك والاصناف بتاعته...انا هدخل اخد شاور واجيلك ..
تابعها لحد ما غابت عن عيونه بصمت وصدمة جواه ... وسأل نفسه هي هنا اتغيرت ولا يمكن هي كدة من زمان لكن هو اللي كان مصمم يشوفها بصورة تانية!! هي هنا بقت أنانية فجأة ولا كل موقف وكل يوم عدي عليهم من اول ما شافتها كان بيقول انها انانية لكن هو اللي كان بيتعمد يكون أعمي ويرفض يصدق !!
خرجت من الشاور بتاعها ودخلت سريرها ..
هنا وهي بتستخدم كريم لبشرتها وكفوفها بهدوء وبرود ...
هنا : انت مش هتنام ولا ايه !؟
عدي ابتسم بسخرية: إنتي ايه خلاص هتنامي!؟
هنا بإرهاق : اكيد هنام أنا مقتولة تعب ودماغي مش متحملة تفضل تشتغل دقيقة كمان فصلت خلاص...انت هتنام دلوقتي ولا قاعد شوية !؟
عدي اتنهد بخزلان: لا نامي إنتي انا شوية وجاي انام..تصبحي علي خير ..
هنا وهي بتغط في نوم عميق ومريح بشكل مستفز وعليه الف علامة استفهام من عدي !!!
هنا بخمول ونعاس: وانت من اهله بس خف الاضاءة اللي هناك عندك دي شوية من فضلك...
عدي التفت جنبه وخفض الاضاءة فعلا وهو عيونه عليها وجواه الف سؤال وسؤال لكن هنا اللي قصاده دلوقتي مابقاش ينفع انه يتعب نفسه ويرهق عقله وطاقته معاها في أي نقاش ...ويمكن كانت هي دي نفس الانسانة من زمان لكن كل فترة من حياتها طباعها وحقيقتها بتختلف ووضوحها بيزيد مع الايام والعمر وتقدم السنين ...
عدت الساعات وهو مازال قاعد في نفس مكانه علي كرسيه في توهة وحيرة ممزوجين بتعب مرضي واضح ومرهق...وبدأت هنا تصحي من نومها او نسميها غفلتها اللي مش مبررة ليها انها تتجاهل تعبه ومرضه اللي هو بنفسه شكاه ليها وقلقه الواضح عليه بشكل فج ويوجع أي محب تجاه الشخص الوحيد اللي كان منتظر منه يكون سنده في اللحظة دي...
فاقت هنا واتعدلت من نومتها واشعلت الإضاءة بدهشة لوجوده في نفس كرسيه قصاد سريرها من وقت ما نامت من ساعات !!!
هنا : ايه ده !! هو انت لسة قاعد كدة من امبارح !؟ إنت مانمتش ولا نمت وصحيت !؟
إتنهد بهدوء : لا ما نمتش ماجنيش نوم ... المهم إنتي نمتي كويس !! كنتي تعبانة اوي شكلك نمتي بسرعة ..
هنا بدأت تقوم من سريرها وتجهز لدخول حمامها : ده حقيقي انا كنت مرهقة جدا امبارح...قولي ماعرفتش تنام ليه !!
عدي لوي شفايفه بسخرية: لا عادي مافيش سبب كنت سهران مش اكتر...
هنا تقريبا بنسيان لحالة مرضه الليلة اللي فاتت: طيب انا هاخد شاور واجهز بسرعة لان عندي ميتنج مهم بعد شوية حبيبي ممكن تعملي كوفي بسرعة مش هلحق اعملها عايزة اجهز واخدها واطير بسرعة...
ابتسم بخيبة أمل شديدة: بس كدة !! حاضر علي ما تجهزي نفسك هعملك قهوتك معايا ...
بالفعل عملها قهوتها واخدتها ونزلت وودعته ...لكن اللي بدأ يلفت نظره ويوجعه منها انها حتي ما سألتوش انت لسة تعبان او هتروح للطبيب او شغلت نفسها بأي تفصيلة عن اللي قاله ليها الليلة اللي فاتت!! نده عليها قبل ما تخرج من الباب !
عدي : هنا !! ما سالتنيش يعني هعمل ايه وهروح للدكتور ولا لا!؟
ذمت شفايفها بنسيان وضيق من نسيانها : اوووف ! عندك حق سوري حبيبي انا بس صحيت مستعجلة ونسيت اسألك ...ها طيب قولي هتعمل ايه النهاردة هتروح للدكتور !! علي فكرة اوصل بس المكتب وهخلي حد يشوفلك دكتور كويس وابعتلك البيانات اتفقنا !؟
ابتسم بسخرية مريرة: لا ما تتعبيش نفسك انا عندي الدكاترة بتاعتي هعرف اتصرف يالا إنتي علشان تلحقي مواعيدك خدي بالك من نفسك....
هنا ابتسمت : خلاص زي ما تحب ...حاضر هخلي بالي من نفسي وانت كمان خد بالك من نفسك باي حبيبي ...
خرجت من الباب تحت عيونه وهو قعد بتعب وتفكير وقرر انه فعلا لازم يستشير طبيب يطمنه ويوضحله اللي هو مش فاهمه...وبالفعل راح للطبيب وبعد الكشف المبدأي والاعراض اللي شرحها ليه عدي قدر يحدد بشكل مبدأي حقيقة مرضه بعد فحص كامل واجراء تحاليل وأشعات خاصة قدر من خلالها يتأكد من مرض عدي...
عدي كان قاعد قصاد الطبيب بتعب وارهاق شديد نتيجة الفحوص اللي خضع ليها طول الساعات اللي فاتت مع الطبيب واللي كانت متعبة ومؤلمة لحد كبير....
عدي بإرهاق وفضول شديد: خير يا دكتور رحمي هو الموضوع كبير كدة !! كان ايه سبب كل الفحوصات دي كلها والتحاليل الكتير دي!! هو انا عندي إيه بالظبط !؟
دكتور رحمي بأسف شديد وحزن كمان لمعرفته بعدي ورعد من سنين طويلة ...مش عارف ازاي ينقله الخبر المؤسف ده!؟
دكتور رحمي: أنا عارف انك تعبت من الفحص لانه مؤلم انا فاهم ده...لكن صدقني كان لازم علشان اكون متأكد من ظني وللاسف اتأكدت يا عدي..
عدي بقلق: طيب فهمني يا رحمي هو فيه ايه!؟
دكتور رحمي: عدي انت مصاب بسرطان المعدة من الدرجة الرابعة الحالة بقت صعبة واضح ان الورم بقاله فترة كبيرة وانت كنت بتهمل اي عرض بيظهر عليك ...وده كان سبب ان الورم ينتشر في معظم جدار المعدة والاسوء انه اتنقل لاعضاء تانية واضررت منه زي الكبد احنا لازم ندخل جراحة سريعة في أقرب وقت كل لحظة بتمر مش في صالحك...
عدي اتصدم بشكل مؤلم : ااااانت !! ااانت متأكد من اللي بتقوله ده !؟
دكتور رحمي بأسف: أيوة يا عدي متأكد وخلال اليومين اللي جاين لازم تدخل الجراحة علشان نستأصل الورم بأسرع وقت ...وانا ححاول اني استأصل اقل جزء من المعدة علي قد ما الورم وحجمه يحكمني..لازم تفهم ان ان العملية صعبة ومش سهلة واللي بعد العملية كمان مش هيكون سهل والاهم نفسيتك وتقبلك للمرض والمرحلة اللي جاية ...
عدي قام ومشي من عند الطبيب رحمي ضايع وتايه وكأنه لا بقي شايف حد ولا سامع حد وصل البيت وقعد بخمول وحزن وتيه...بعد وقت رجعت هنا ودخلت بسعادة ونشاط وقربت منه بحماس....
هنا : حبيبي انت هنا !! عارف انا النهاردة عملت ديل العمر بجد مش هتصدق اسم البراند والشراكة اللي انا دخلت فيها !! انا بجد مبسوطة واها علي فكرة انا بعد يومين بالظبط هسافر امريكا علشان نتمم الديل هناك...هسيبك لوحدك بقي كام يوم واهو علشان اوحشك ...
كان بيسمعها بإهمال وتيه وعيونه عايزة تصرخ فيها انها تكلف نفسها وتبص لحاله وحالة الارهاق اللي واضحة عليه وتسأله حتي بحنان من قلبها عمل ايه في يومه ووصل لايه !؟
هز رأسه بخفة : الف مبروك علي الديل الجديد..
هنا عقدت حاجبها: الله مالك بترد كدة ليه !؟ انت زعلان اني مسافرة !؟ خلاص تعالي معايا لو تحب !؟
عدي التفت ليها بعتاب واضح : مين قالك اني زعلان علشان مسافرة !؟ وانا من إمتي وقفت في حاجة تخص شغلك او زعلت من نجاحك كنت عملت كدة من زمان !!
هنا بإستغراب: اومال مالك كدة بتتكلم بهدوء وبرود ولهجتك مش مريحاني !؟ اللي يشوفك كدة يقول انك غيران من نجاحي !؟
عدي بسخرية مريرة: غيران!؟ انا غيران منك !؟ وليه ما تقوليش اني تعبان مثلا !! وراجع من عند الدكتور مرهق ويومي كله فوحصات وتحاليل يعني مفروض يكون عندك شوية احساس بيا ورحمة علي الاقل ... إنتي حتي من وقت ما دخلتي كل اللي شغلك تتكلمي عن نفسك ويومك وسفرك والديل المهم اللي وقعتيه ...ما فكرتيش حتي تساليني انا عملت ايه وروحت للدكتور اصلا ولا لا !؟.
هنا بضيق ومكابرة بتداري بيهم غلطها واهمالها ليه ...
هنا : لا انا سألتك عامل ايه وانت ما قولتش حاجة فا طبيعي مش هسألك لو كنت روحت فعلا للدكتور ما قولتش ليه يعني هي دي محتاجة سؤال مني !؟ ما انا اهو جاية احكيلك واقولك اللي حصل حتي من غير ما انت تسألني انت ليه بقي بتكبر المواضيع وتعملها حكاية ونكد!!!
عدي : لا ما سألتيش يا هنا ... كمان ايوة مفروض انك تسأليني لانك شوفتيني تعبان من امبارح وعارفة اني نازل الصبح رايح للدكتور بديهي تسأليني ...لكن انا مش طبيعي اسألك عن الديل اللي انا اصلا ما اعرفش عنه حاجة الا منك انتي من دقايق هسأل ازاي مش فاهم !؟
هنا نفخت بضيق: طيب خلاص ما علينا ممكن بقي نوفر علي نفسنا كل اللفة دي وتقولي عملت إيه مع الدكتور!؟
عدي في اللحظة دي أخد قراره انه مش هقدر يحكي ليها لانه ما بقاش ينفع ولا هي هتقدر تكون السند اللي هو محتاجله في المرحلة دي خصوصا ان مافيش علامة واحدة تثبت عكس ده وهيسبها للايام اللي جاية يمكن يكون غلطان وهي تثبتله العكس أما لو ما قدرتش تعمل ده يبقي هو كان قراره صحيح بأنه تكتم علي مرضه ....
عدي اتنهد بهدوء: لا يا هنا مافيش لفة ولا حاجة ...مجرد التهاب في جدار المعدة زي ما انتي توقعتي السن بقي وحمه زي ما انتي دايما تقوليلي وكمان فعلا الاكل ليه عامل في ده والتدخين كمان ان شاء الله هبدأ العلاج وهبقي احسن...
هنا رفعت اكتافها بتأكيد: شوفت قولتلك ان اللي كنت موهوم بزيادة واهو الدكتور طمنك..المهم دلوقتي انا هموت من الجوع تقريبا نسيت اكل طول اليوم هدخل اخد شاور واجيلك نطلب اي حاجة علشان محتاجة انام بدري النهاردة مش هتأخر عليك...
عدي استوقفها بهدوء وثبات: هنا أنا كمان عايز ابلغك اني مسافر كمان يومين مع رعد عندنا شغل في تركيا ..
هنا : تركيا !!! وانت لسة عارف الكلام ده دلوقتي !؟
عدي اتنهد ببرود: لا بقالي كام يوم لكن ما كناش لسة حددنا معاد السفر انا حبيت اقولك بس علشان لو إنتي سافرتي قبلي ورجعتي ما تتفاجأيش بسفري ...
هنا لوت شفايفها بضيق : عموما هاخد شاور واجيلك اشوف حكاية سفرك انت كمان دي وخصوصا مع رعد...ده احنا مافيش ميزة واحدة لسفرنا السنين اللي فاتت دي قد بعدك عنه وبعده عن حياتنا بتحمل سفرك معاه في كل مرة وانا مجبرة ..
عدي بدهشة: نفسي الاقي سبب واحد لكرهك اللي بيزيد كل يوم لرعد !! هو انتي عمرك شوفتي منه حاجة وحشة!! بالعكس دايما بيكون متجنبك لاقصي حد وده واضح لينا كلنا ...
هنا بسخرية: لازم ينجنبني علشان هو متأكد اني اكتر واحدة فهماه وعارفة انه واحد كل الهالة اللي عاملها حاوليه دي منكم انتم اذا كنت انت ولا مروان ومهاب واكمل هو عامل فيها كبيركم وانتم سامحين ليه بالمساحة دي مع ان كل واحد فيكم زيه ويمكن احسن كمان ليه بقي يكون هو الأمر الناهي !؟ عموما انا مش هتأخر عليك وياريت تطلب انت الاكل علشان يوصل بسرعة انا جعانة اوي...عن اذنك ..
اتنهد بمرارة قوية وهو بيكمل كلامه ليها بحزن والتفت ليها بضعف...
عدي: عارفة يا عشق ...في الليلة دي واللي قبلها رجعلي كل ذكرياتي مع حلا وكأنها سيل من الذكريات والحنين هجم عليا بشكل مفاجأ...تخيلت وقتها لو كانت حلا هي اللي كانت موجودة كانت هتتصرف ازاي !؟ اللي متأكد منه انها عيونها ماكنتش هتشوف النوم في الليلة دي وهتفضل قلقانة وخايفة عليا وكمان مستحيل كانت تسمحلي اروح للدكتور من غيرها كانت رجلها قبل رجلي ...
غصب عنه دموعه غلبته بضعف ووهن: كنت محتاجلها اوي ليلتها اتمنيت تكون موجودة تاخدني في حضنها وتهون عليا انام واغفل وانا مطمن انها جنبي ... احساس الوحدة اللي كنت عايشه وقتها كان قاتل يا عشق...اصعب وحدة اللي ممكن انسان يعيشه وهو موجود مع اكتر انسان حبه وعاش علشانه عمره بحاله...اصعب حوجة توجع وتزل لما تلاقي نفسك مطلوب منك تشحتي الاحساس من حد حبتيه واختارتيه من بين الدنيا كلها واتحديتي بيه كل الناس.. صعب تقوليله حس بيا..طمني...احضني ..خاف عليا..اهتم بيا وبحالي وتغيره اللي واضح للكل الا انت ...تشوفيه بقي اعمي معاكي وبارد ومهمل لاقصي حد...وانتي متكتفة وواقف بيكي الزمن منتظره يرجع يحبك ويحس بيكي من تاني ..ده لو كان من الاساس حبك في يوم وكان بيحس بيكي...لانك وقتها بتكتشفي انك كنتي بتشوفي فيه انعكاس حبك ليه مش اكتر ...انتي اللي مخدوعة وشايفاه بعيون حبك ليه ومتغافلة عن قسوته وانانيته ...انتي اللي عملتي الحالة وعشتي فيها جوه بلونة فقاعية كبيييرة وحبستي نفسك جواها...لحد ما بتفرقع في وشك والاقنعة تسقط ووقتها الغشاوة تتشال من عيونك وتشوفي كل حاجة بوضوح... وللاسف وقتها حكايتكم بتتهد قصاد عيونك وبتتهدي معاها بكل استسلام منك وانتي حتي ما بقاش عندك طاقة تعافري من تاني وتناهدي في إصلاح اي حاجة اتكسرت ..علشان ببساطة وانتي بتلمي المكسور بتنجرحي اكتر وتتوجعي اكتر ويوم عن يوم تزيد جراحك وغربتك جواكي ...
سحبت كفوفه لحضنها وباستها بحنان ودموع وآلم بيمزعها وهي بتسمعه وشايفه حاله وضعفه وحزنه...
عشق بشفقة : وعشت كل ده لوحدك وانت مخبي سرك جواك حتي عن رعد اقرب ماليك في الدنيا!! دخلت العملية دي وانت لوحدك يا عدي !؟
ابتلع غصة مرارة واتنهد بقوة : ايوة ودي كانت اول عملية !
عشق عقدت حاجبها بصدمة: اول عملية !؟ هو انت عملت غيرها !؟
عدي غمض عيونه بمرارة : اتنين بعدها كل مرة كان رحمي بيأمل في ربنا ان الورم يتوقف في انتشاره لكن كان بيرجع تاني وتستأصل جزء تاني لحد ما خلاص الورم انتشر في معظم اعضاء جسمي بقي مستحيل السيطرة عليه...وانا كل مرة كنت برفض اكمل علاج بالكيماوي ولا حتي الاشعاع...ولما وصلت للمرحلة دي قررت في اخر مرة عملت فيها فحوص وعرفت ان المرض انتشر اني ارجع مصر واعيش اللي باقي في عمري بقي ان كانوا سنين او شهور او حتي ايام هنا مع اولادي واحفادي...وده كان اكبر سبب اني ماكنتش قادر اكون مع رعد ومهاب واكمل ومروان الله يرحمه في اخر كام سنة وسط الازمات اللي عدت علي العيلة ..كلهم كانوا من جواهم زعلانين مني ومتخيلين اني مش مهتم بكل اللي حصل قد ما انا مهتم بهنا ورضاها....حتي اولادي واحفادي كل مرة كنت بكلمهم واتواصل معاهم كنت بشوف اللوم والعتاب في عيونهم من قبل ما ينطقوه بلسانهم....
والتفت ليها وابتسم بحنان : وقابلتك لما وصلت ودي كانت اجمل حاجة ربنا بعتهالي في اخر مرحلة في عمري ...تعرفي انا اوقات بحس ان ربنا بعتك ليا في التوقيت ده علشان يفرحني شوية قبل ما اسيب الدنيا وافارق كل ده !!؟؟
عشق ضمته بقوة ودموع : بس ..بس وحياتي كفاية ماتقولش كدة تاني مش هتفارق ولا هتسيبني لوحدي ...ربنا هيمد في عمرك وهتتحمل زي ما اتحملت كل اللي فات انت قد اي حاجة مهما كانت... وحياتي بلاش تنطق موت ولا فراق تاني علشان خاطري...
عدي ضمها بقوة اكتر كأنه بيشبع من حضنها وحنانه..خرجها من حضنه وهو بيتملي من ملامحها وعيونها ..
عدي: عشق عايزك تسامحيني لو كنت سبب في لخبطة حياتك من وقت ما دخلتها..عايزاك تغفرلي ليا ضعفي واحتياجي ليكي...صدقيني انا عمري ما كنت متصابي ولا انتهازي ولا طماع وعايز استغلك ...وانتي عارفة من البداية ده انا وقتها قولتلك اني عمري ماكنت الراجل اللي انتي تستحقيه...انتي محتاجة حد يحبك بجد ويطمنك ...انا ما قدرتش احبك زي ما حبيت حلا ومن بعدها هنا وده مش لعيب فيكي او لانك ما تتحبيش لا والله ابدا...ده لاني خلاص قلبي مابقاش يقدر يحب ضعف واتوجع واتخزل بما فيه الكفاية بقي متقطع لاشلاء مهملة مابقتش حمل اي شئ ...لكن حبيتك حب تاني مختلف ...حب حنية وطبطبة ...حبيت حبك ليا وخوفك عليا ووقفتك جنبي ومعايا....حبيت الدفئ اللي في حضنك ولمسة ايدك...انتي أجمل واحن ست شوفتها...سامحيني يا عشق ..
بكت بحرقة ووجع : والله ما عملت فيا حاجة تخليني اسامحك عليها ..بالعكس انت لا عمرك كدبت في كلمة ولا خدعتني في اي حاجة...انا اللي كنت جيالك برجلي وقلبي وروحي ...انا لو اطول اعيش تحت رجلك لاخر لحظة في عمري هعمل كدة...انت راجل لا بقي فيك زيك ولا هيكون فيه...انا اديلك عيوني وانا راضية ومبسوطة...انت كنت ليا من يوم ما عرفتك الأب والاخ والصاحب والحبين والسند...انت ما تتعوضش يا عدي والله ما تتعوض...
وقتها عدي غمض عيونه بحالة من الاستسلام والوهن: عشق خديني في حضنك عايز اشبع منه...
ضمته في حضنها بحنان : كفاية عليك كدة اهدي وارتاح شوية علشان خاطري...
عدي فتح عيونه وهو في حضنها وبص لصورة حلا اللي قصاده وابتسم ...
نطق كلماته بسعادة ولكن بخمول وكلمات خافتة وكأنها بتتسحب من روحه..
عدي : عارفة انا جيت هنا النهاردة ليه !! علشان حاسس اني خلاص نهاية كل ده قربت وموتي انا شامم ريحه ومتأكد منه...علشان كدة جيت هنا عايز اموت في اسكندرية زي ما حلا ماتت هنا واتدفن هنا زيها ومعاها...عايز اموت في بيتها وعلي سريرها وصورتها تكون آخر حاجة تشوفها عنيا ...
عشق بدموع وانهيار: حرام عليك بقي كفاية ..اسكت يا عدي اسكت ابوس ايدك ...مش هتموت ومش هتسيبني ..هنعيش هنا في بيت حلا وكل يوم نفتكرها وتحكيلي كل ذكرياتك معاها وتبقي مبسوط وفرحان...وانا اسمعك واضحك معاك...وحياتي ارتاح بقي ...
وقتها حست بيه همد في حضنها وكأن جسمه سلم بإهمال وضعف..رفعته من حضنها بصدمة ورعب شافت عيونه مغمضة ونفسه انقطع ولسة ابتسامته من وقت ما كانت عيونه علي صورة حلا علي شفايفه ...انهارت وصرخت بحرقة وجنون ووجع...
عشق : لا لا...لا وحياتي وحياتي ما تعملش فيا كدة...لا اصحي واتكلم طيب .. بص ...بص مش هقولك اسكت وارتاح تاني... اتكلم..وحياتي بقي فتح عيونك ...عدي ما تعملش فيا كدة الله يخليك لا...يالا .. يالا بلاش دلعك ده...بص ااانت بقي عايز تدلع وتشوف انا بحبك قد ايه مش كدة !! انا يا سيدي بحبك اوي بحبك أكتر من نفسي كمان...قوم ...قوم يا عدي ابوس ايدك...قوم رد عليا ....احنا لسة متفقين اننا هنكمل مع بعض...انت لسة بتقولي اني اجمل حاجة حصلتلك من بعد كل التعب اللي شوفته ده ..عايز تسيب احلي حاجة لوحدها !! طيب ليه . ليه رد عليا قولي هتسيبني لمين...انا مش عايزة حاجة من الدنيا غيرك انت وبس...عايزاك انت وبس...رد عليا بقيييييي..عددددي قوم...اااااااه . ااااااه قلبي ...قلبي هيقف معاك.. قلبي هيموت وراك....ليه يارب كدة...ليه بس كنت سبته شوية كمان ...يارب كنت سبته ليا اعوضه كمان شوية ... يارب يارب.....ااااااه ...لا لا ده مش عدل مش عدل يارب تخده مني بعد ما صدقت لاقيته...لا لا ....عددددي ..