رواية أخباءت حبه الفصل الثلاثون
كانت ساره تنتظر فى لهفه
لا حدود لها حديث الطبيب
الذى قال بهدوء : يبدو
أن القدر أرد أن يهديك بدل
الطفل إثنين ...
تتراجع ساره بظهرها للوراء
فى صدمه تحاول إستيعاب
جملة الطبيب وهى تشير
إلى صدرها بأصابعها :
هل هذا يعنى ...
هز الطبيب رأسه مبتسمًا
يقاطعها : نعم ..
توأم...
أنت حامل في توأم...
تتراقص الدموع في أعبن
ساره وتشعر بسعاده غامره...
والطبيب يكمل : وهذا يزيد
من حد الخطوره...
ويضاعف منها ...
أنت فى حاجه لمتابعه
دوريه ..
أسبوعيه على الأقل...
وراحه تامه ...
تمسح ساره دموع عيناها
المتساقطه وهى تهمس :
هل هما ولدين أم بنتين...
ينفى الطبيب بيده ..
المهم الآن هو نفسك ..
عليك الإعتناء بها ...
لا مجهود ..
لا تعب..
لا حزن .
لا إنفعال ..
سأكتب لك ادويه وعليك
الإهتمام بها وتناول الجرعات
صحيحه في التوقيت المكتوب
لك...
أومأت ساره برأسها ثم عادت
تتردد في سؤال يجول بعقلها..
أجمعت شجاعتها وقالت :
هل يمكننى طرح سؤال من
فضلك دكتور ..
مط الطبيب شفتيه وهز رأسه
: بكل تأكيد...
تتنهد ساره قائله :
هل هناك أمل في أن أعيش..
يشعر الطبيب بقلبه يعتصر ألمًا
من أجلها لكنها أجاب بنبرة
صوت تحمل كل أنواع الطاقه
الإيجابيه : فى الحقيقه
سأكون واضحًا معك ...
تستمع له ساره فى تركيز تام
وهو يشير لها : ولكن قبل
أن أجيبك لماذا سألت هذا
السؤال فجأة...!!
ساره فى صوت حزين :
ذلك الشعور الذى دب فى قلبى
بأنى سأكون أم ذاد من رغبتى
فى الحياه...
تلك الرغبه لم تكن بمثل هذا
الحماس قبل سماعى خبر
الحمل ..
وعندما علمت بأنهم توأم
إنتابنى حلم بأن أعيش بينهم
أن أحتضنهم ...
أن يكبران أمامى..
صور كثيره فجأة ظهرت لم
أكن أتخيلها ..
أو أتوقعها...
إبتسم الطبيب : حسنًا ..
عليك أن تعلمى بأننا لا نملك
لأنفسنا أى شىء
الله وحده يفعل ما هو خير
لنا ...
ربما الاوراق والتحاليل تثبت
بأنك قادمه على خطر ..
أو موت ..
ولكن الله يبدل فجأة الحال
من يدرى ..
لقد كانت هناك مئات الحالات
التى أقسم الطب على موتها
وهى الآن تعيش لعشرات
السنوات ...
ضعى دائمًا فى بالك بأن الله
سيفعل ما هو خيرًا لك ...
عليك بالدعاء ..
وصدقيني لدى شعور كبير
بأنك ستعيش...
حتى تبلغى أرذل العمر ..
سنموت جميعًا وسوف
تتذكرى حديثى هذا يومًا ما ...
صدقينى...
شعرت ساره مع كلماته بأنه
قد بث فى قلبها بصيص من
الأمل...
لتعتدل من مقعدها وهى تنصرف
وتلامس بطنها ...
وتشعر بفرحه لم تعهدها منذ
زمن ...
زمن بعيد ...
******
( إنه أسعد يوم فى حياتى )
نطقت سمر جملتها داخل شقة
محمود ومع ساره التى
كانت ملامحها جامده ...
وسمر تكمل حديثها :
أننى فى غاية السعاده
بأنك حامل ..
تحمل ساره فوق شفتيها
إبتسامه باهته وبارده ..
ولم تخبرها بأنها حامل
فى توأم...
لقد أخفت عنها وعن زوجها
ذلك الخبر...
ولا تعلم السبب ..
يقاطع شرودها صوت سمر
: أنت لست سعيده ..
واضح على ملامحك...
أعلم سبب حزنك ...
ولكن ...
تقاطعها ساره : لدى أكثر
من سبب لهذا الحزن..
سمر فى حيره : لذلك
قمت بالإتصال بى وإستدعائى...
هزت ساره رأسها : ليس من
أجل الحزن الذي أعيش فيه
ولكن هناك أمر أود أن أخبرك
به ..
تلامس سمر أصابع ساره فى ود
: تكلمى ...
يبدو بأن داخلك حمل ثقيل ..
تتراقص الدموع فى أعين
ساره وهى تقص عليها بهدوء
ما يفعله أخوها محمود ..
كانت ملامح سمر متأثره بما
تقوله ...
وواضح عليها الإنفعال والغضب .
حتى انتهت ساره..
لتنفى سمر برأسها : ببدو
بأن الحريق قد أصاب عقله
أيضًا...
فلم يعد لديه القدره على
التفكير وإستيعاب الأمور..
سألقنه درسًا لن ينساه...
تنفى ساره بيديها : لا...
لم أتى بك من أجل هذا ..
أو من إثارة المشاكل بينك
وبين أخيك ..
كل ما أود منه فقط أن
يصدقني..
أن يصدق بأن منى تلك مجرد
شيطانه لديها غرض واحد
هو الميراث...
ولديها شريك يدعى عادل ..
أردا أن يعتدى على...
تعقد سمر حاجبيها :
ولكنك لم تخبرينى كيف
تخلصت منه...!!
كيف نجوت...!!
ترتبك ساره وهى تحاول
إخفاء شخصية عبد الرحمن
من حديثها فتقول :
لقد هددته بقتل نفسي ..
واجبرته على الرحيل ...
تغمغم سمر وكأن تلك الروايه
لم تقنعها فتقول :
حسنًا ...
لا بديل ...
لابد من أن أتحدث مع محمود ...
لابد من مواجهته...
ساره بصوت خافت :
لن يصدقك ...
سمر بلهجه حاده :
لابد من أرد له عقله الذى
فقده ...
واعتدلت سمر بوجه وملامح
صلبه تتجه صوب حجرته
لقد كان مستلقى فوق فراشه
صامتًا بلا أى حركه ...
تلقى سمر السلام عليه
ليعتدل بجسده يهتف
: سمر أختى ..
تغلق سمر الباب خلفها
وهى تقترب وتجلس على
حافة الفراش قائله :
ألف مبروك...
محمود : إذن فقد علمت...
يا سمر
وتقترب منه وهى تهمس
: محمود كيف حالك..،؟
محمود بصوت خافت :
الحمد لله ..
تتنهد سمر : أنتى لم أعهد
منك القسوة من قبل..
محمود في حيره :
ما معنى كلامك ..؟
لست افهم..!
سمر : بل تفهم وتعى
جيدًا بمن أقصد...
إنها ساره زوجتك ...
ينفى محمود بيده :
أننى أكرهها...
سمر بوجه متجهم :
إنها لا تستحق كل تلك
القسوة ...
أنت لا تعلم أو تدرك قيمتها .
لديك جوهرة ثمينه ولا
تفهم ذلك ...
محمود يبتسم فى سخريه
: هل جئت لقول هذا ...؟
أننى تزوجت تلك المرأة
رغمًا عنى...
لقد كان شعور بالقهر لن
أنساه ..
سمر فى غضب :
هل يكون هذا هو جزاءها...
عقابها ..
لأنها أحبتك ..
آسفه سأكون صريحه معك
يستمع لها محمود فى تركيز
وهى تكمل بكل إتفعال :
لو أجمعت كل نساء الأرض
يوم الحادثه أو حتى الآن
وأخبرت أحدهم بأنها سوف
تتزوج رجل محترق ...
ولا يرى ..
لن يقبل أحد بك ..
أعلم مدى قسوة كلماتى
ولكن ساره قبلت ذلك
لأنها فقط من كانت تحبك
من قلبها...
والآن أنت بكل سذاجه
تقتنع بحب منى ...
منى التى تخلت عنك
فى وقت كنت فى أمس
الحاجة لها...
وبعد أن علمت بالثروة التى
أصابتك عادت ..
عادت ومعها شريك ...
وهذا الشريك أخبرتك به ساره
ولم تصدقها بل إنه سرق
مفتاح الشقه منك وأعاده إليك
دون أن تنتبه ..
وصنع نسخه ...
وجاء ليعتدى على زوجتك
أم إبنك ...
إنها تعلم بأنك ترفض
تصديقها..
لذلك إستعانت بى...
لمواجهتك...
محمود في سخريه :
وأنت قد صدقت قصتها
الوهميه التى تخترعها
من أجل الإطاحه ب منى
من حياتى...
تطلق سمر زفره حاره طويله
من صدرها وهى تهتف فى
غضب : أين عقلك يا أخى..
ضع إحتمال ولو بسيط
إنها صادقه ...
أنا عن نفسي أثق بها
تمامًا ...
ينفى محمود بيده :
أما أنا فلا...
لا أصدقها...
تغمغم سمر : حتى وإن
أثيت لك بأن هناك طرف
ثالث يدعى عادل..
شريك منى ..
محمود في تعجب :
كيف ..؟
سمر بهدوء : سأصنع خطه
بسيطه ...
بعدها ستقتنع ..
وتؤمن أن منى تلك خائنه ..
محمود : أخبرينى ما يدور
بعقلك...
وتبدأ سمر تخبره خطتها ..
فى كشف عادل وإثبات
وجوده له ...
وكانت بالفعل خطه
شيطانيه ...
خطه لن يفلت منها عادل..
سيقع بدون شك في الفخ
الذى نصبته له سمر ..
إذا تمت خطتها بنجاح ..