رواية وانحنت لاجلها الذئاب الجزء الثالث من (سلسلة الذئاب) الفصل الواحد والثلاثون
في العيادة النسائية ،،،،
نهض أوس عن الفراش ، ورمــق شقيقته ليـــان بنظرات حانقة ، ثم إتجه نحوها ، وقبض على ذراعها بغيظ .. وسحبها رغماً عنها إلى الخلف ناحية باب الغرفة ، فقاومته وهي تتألم من قبضته :
-آووه ، في ايه يا أوس
رد عليها بنبرة متجهمة :
-تعالي معايا
تلوت بذراعها بقوة ، وتمكنت من تحريره ، وركضت مبتعدة ، وردت بتحدي :
-لأ .. أنا عاوزة أفضل مع تقى حبيبتي !
صــر على أسنانه بشراســـة ، وتوعدها قائلاً :
-بقى كده ! أوكي !
إحتضنت ليـــان تقى بذراعيها ، وقبلتها من وجنتيها هاتفة بحماس :
-بصي بقى أنا مش هاسيبك لحد ما تولدي ، هاكون معاكي ثانية بثانية
دس أوس يديه في جيبي بنطاله ، ولــوى فمه قائلاً بصوت خافت وبتهكم صريح وهو يرمقها بنظرات حادة :
-أها .. بتحلمي !
ردت عليها تقى بإبتسامة خجلة وهي مطرقة لرأسها :
-براحتك !
نفخ أوس بصوت مسموع ، وهتف بضيق :
-ممكن تسيبني شوية مع مراتي أقولها كلمتين !
هزت كتفيها رافضة ، وألصقت رأسها على كتف تقى ، وتحدته قائلة ببرود :
-تــؤ ... قول قصادي !
صـــاح أوس قائلاً بضيق :
-إنتي مش كنتي مكتئبة واخدة جمب ومنعزلة عن كل الناس !
ردت عليه بإبتسامة مستفزة :
-أهــا .. بس ده قبل ما أعرف إن تقى حامل في بيبي جيرل !
رفع حاجبه للأعلى مستنكراً ، ورد عليه بحنق :
-بجد ؟!
نهضت عن الفراش ، ووضعت يدها على خصرها ، وتابعت بتنهيدة سعيدة:
-ويالا بقى عشـــان نروح ونعمل بارتي صغنون بالمناسبة دي
فرك أوس ذقنه بحركة ثابتة بإصبعيه ، ورمقها بنظرات غير مريحة ، وتقوس فمــــه بإبتسامة لئيمة وهو يرد عليها :
-ممممم.. ماشي ، أنا عاوزك تخدي راحتك على الأخر !
ردت عليه ليـــان بحماس :
-Sure, bro ( طبعاً أخي )
ولجت الطبيبة بارسينيا للداخل مجدداً ، وأردفت قائلة بإبتسامة دبلوماسية :
-واضح إن حضراتكم حابين تقضوا اليوم هنا
ردت ليــان عليها بتنهيدة سعيدة :
-احنا مبسوطين أوي
أومـــأت برسينيا برأسها إيماءة خفيفة ، ومدت يدها بإسطوانة مدمجة لأوس وهي تتابع بنبرة هادئة :
-اتفضل حضرتك ، دي عشانك
تناول أوس الأسطوانة منها ، وسألها بإستغراب وهو يرفع حاجبه للأعلى :
-ايه دي ؟
ردت عليه بإبتسامة عادية وهي تشير بعينيها :
-ده فيديو عن البيبي
تهللت أسارير أوس وبدت على وجهه علامات السعادة والحماس ، ولم يعقب ، فأضافت بجدية :
-طبعاً تقدروا تمارسوا علاقتكم الزوجية من غير أي مشاكل في الفترة دي ، الشهور الأولى المتعبة عدت خلاص !
إستدار أوس برأســه ناحية تقى ليتأمل تعابير وجهها فوجدها ملامحها مزيج بين التوتر والخجل .. فتفهم حالتها ، وعاود النظر للطبيبة التي إستأنفت حديثها قائلة :
-وهانتظرك في المتابعة كمان اسبوعين يا مدام تقى
رد عليها أوس بنبرة جادة وهو يقلب الأسطوانة المدمجة بكفه :
-أكيد
تأبطت ليـــان في ذراع تقى وعاونتها على النهوض ولم تكف عن الثرثرة معها بحمـــاس عن مخططاتها المستقبلية بشـأن الرضيعة الصغيرة ....
.......................................
وقف أفراد الحراســـة الخاصة بأوس أمـــام سيارته ، وفتح أحدهم الباب الخلفي حينما رأى عائلته مقبلة عليه ..
ركبت تقى أولاً ، وتسابقت ليـــان مع أوس في الدخـــول ، ودفعته من كتفه بقوة عجيبة لتجلس هي ملتصقة إليها ، فزفــــر شقيقها بغضب من تصرفاتها المستفزة ...
ثم أشــار لحراسته بالتحرك ، وجلس وهو يتمتم بكلمات خافتة تحمل الغضب ..
استطرد السائق قائلاً بنبرة رسمية موجهاً حديثه لرب عمله ، وهو ينظر في مرآة السيارة الأمامية :
-أنا وصلت مدام تهاني للحارة يا باشا
أجابه أوس بإقتضاب والعبوس واضحاً عليه :
-تمام ! اطلع على البيت !
تسائلت ليان بإستغراب وهي محدقة في أوس :
-هي مامي مش في البيت ؟
رد عليها بضجر وهو ينظر لها شزراً :
-لأ
هزت رأسها بحزن قليل وهي تهمس :
-أوكي ، هاتغيب كتير ؟
-معرفش
قالها أوس على مضض وهو يدير رأســه في إتجاه النافذة ..
فقد بلغ ذروة غضبه منها ، وود أن يثور في وجهها ويوبخها ، أو حتى يلقي بها خـــارج السيارة ليجلس بأريحية مع زوجته ، شعر بنيران الغيرة تآكله .. هو يود الإنفراد بتقى ، والإستمتاع معها ، لكنها دوماً تقاطعهما في لحظات حرجة ..
إستدارت ليان في إتجاه تقى ، وتابعت بحماس كبير :
-عاوزين نفكر في اسم كيوت كده للبيبي ، بصي مش هايكون حاجة عادية ، لأ .. اسم يكون مميز وآآ...
نفخ أوس من الغيظ وهو يحدث نفسه قائلاً بنفاذ صبر :
-لأ كده كتير بجد !
................................................
في منزل أوس الجديد ،،،
إستند أوس بقبضته على حافة الشرفة ، وراقب الطريق بدقــة ، ونفث دخـــان سيجارته بعصبية وهو يغمغم بضيق :
-أووف ، اتأخرت ليه ؟!
إلتوى ثغره بإبتســـامة ماكرة وقد لمح تلك السيارة تقترب من بنايته .. وهمس بخبث :
-في ميعادك !
ألقى سيجارته أسفل قدمه ، ودهسها ليطفئها.. ثم أســرع نحو غرفة شقيقته ..
....................................
كانت ليـــان قد إنتهت لتوها من تبديل ثيابها ، وإرتدت منامتها الرياضية من اللون الرمــادي الفاتح ..
تفاجئت بأوس يقتحم عليها الغرفة ، فقطبت جبينها مندهشة ، ومع هذا صاحت بحماس :
-ده أنا لســه كنت هاجيلك ، بس حبيبت أغير هدومي الأول
حك أوس مقدمة رأســـه ، وتلفت حوله باحثاً عن شيء ما ..
وقفت هي إلى جواره ، وتابعت بثقة وهي تلوح بذراعيها :
-تعرف يا أوس ، احنا محتاجين نعمل Dicoration ( ديكور ) مناسب للبيبي جيرل ، الألوان مش هاتكون بس بينك ، لأ ممكن نعمل ميكس مع آآ....
لم يصغْ أوس إلى كلمة واحدة مما تقــال على لسانها ، بل ظل مشغولاً بالبحث عن ضالته بالغرفة ، وبالفعل وجدها أعلى خزانة الملابس ، فتقوس فمـــه بلؤم .. ثم أســرع بمد ذراعه للأعلى ليجذبها ..
تابعت ليـــان قائلة بإهتمام كبير :
-أنا عارفة Websites ( مواقع ) بتعمل Designs ( تصاميم ) حلوة أوي ..
عقدت ما بين حاجبيها بإندهـــاش ، وســألته بفضول بعد أن رأته ينزل حقيبة سفرها للأسفل ويضعها على الفراش :
-هو إنت بتعمل ايه ؟
لم يجبها أوس ، بل أســرع بفتح ضلفة الخزانة ، وأخرج منها ثيابها ، وقـــام بطيها دون ترتيب فوق بعضها البعض ، و ( حشرهـــا ) جميعاً في الحقيبة ..
إنزعجت ليـــان من تصرفاته الغير مفهومة ، وهتفت متذمرة :
-أوس .. سيب هدومي !
ثم مــدت يدها لتخرج ثيابها من الحقيبة ، ولكنه منعها بذراعه ، وحــال دون وصولها لهم ، فزاد حنقها منه ، وهتفت بإنفعال :
-أوس ! إنت عاوز ايه من هدومي ؟ ابعد عنهم !
إنتهى هو من غلق الحقيبة ، ثم إعتدل في وقفته ، ورمقها بنظرات عابثة وقد إرتسم على ثغره إبتسامة إنتصــــار ، وهتف قائلاً بسعادة واضحة :
-هاتوحشيني يا ليو !
ثم طــوق رأسها بذراعه ، وجذبها نحوه ، وألصق وجهها بصدره ليقبل رأسها من الأعلى ، ثم أبعدها عنه ، فنظرت له بإستغراب عجيب ، وسألته بحيرة :
-هو انت بتعمل كده ليه ؟
ظلت تلك الإبتسامة العابثة متجلية على محياه ، ثم إنحنى بجذعــه فجـــأة للأمــام ، ولف ذراعه حول ركبتيها ليحملها على كتفه ، فشهقت مصدومة ، وركلت بقدميها في الهواء ، وصاحت معترضة بذهول :
-أوس نزلني !
أحكم قبضته حولها ، ثم أمسك بيده الأخــرى حقيبتها ، وخــرج حاملاً للإثنتين ...
تحولت ملامح وجهه للجدية حينما رأى عدي واقفاً أمـــامه ، فتسائل الأخير بتعجب :
-ايه اللي حصل يا أوس ؟
أنزل أوس شقيقته على قدميها ، ثم دفعها في إتجاه رفيقه ، وأجابه بنبرة شبه متصلبة :
-استلم !
هتفت ليان بحنق وهي ترمق أوس بنظرات مشتعلة :
-انت بتعمل ايه ؟
أمســـك عدي بليــان من ذراعيها ليثبتها في مكانها ، فإستدارت ناحيته برأسها ، وحدجته بنظرات غاضبة ، ثم هتفت بإنفعال وهي تتلوى بجسدها محاولة تحريره :
-أنا مش فاهمة حاجة ! إنتو بتعملوا ايه معايا
تابع أوس قائلاً بجدية وهو يشير بإصبعه :
-مراتك عندك ، ومش عاوز أشوفكم قبل ما تقى تولد !
هتفت ليــــان معترضـــة بعصبية :
-إييييييه !
كافح عــدي ليكتم ضحكاته ، وحـــاول أن يهديء من عصبية ليــان ويثبتها جيداً ، ولكنها كانت تتحرك بصورة شبه هيسترية ، وأكملت صياحها بصوت محتد :
-مش ماشية من هنا ، وهاصوت وأخلي الناس تتفرج عليكم بالليل !
كانت على وشك الصياح ، ولكن كمم عدي فمها ليمنعها عن هذا ، وقيد رسغيها بقبضته الأخــرى ..
حك أوس فروة رأســـه ليفكر في حل سريع لتلك المشكلة ، ثم إعتلى ثغره إبتسامة واثقة وهو يجيبها بتفاخر :
-عيب عليكي !
ثم اتجه ناحية غرفة الإستقبال بخطى سريعة ، وأزاح بعض التحف التي تزين الطاولات الصغيرة الجانبية ليسحب من أسفلها تلك ( المفارش ) الثمينة .. وعـــاد إلى شقيقته ، وجثى على ركبته أمامها ، وقـــام بتقييد قدميها جيداً ، ثم رسغيها ، وأعقبها فمها ، فنظرت له بنظرات محتقنة للغاية .. وقبلها من وجنتيها قائلاً بنبرة منتصرة :
-مافيش حاجة تغلى عليكي ! باي !
ثم ربت على كتف رفيقه ، وتابع بثقة وهو يرفع حاجبه للأعلى :
-عنك ! أنا بنفسي هوصلهالك لتحت ، وبشنطة هدومها !
وبالفعل انحنى أوس ليحملها على كتفه مجدداً ، وسحب حقيبة سفرها بيده الأخــرى ، واتجه ناحية باب المنزل ليوصلها إلى سيارة رفيقه وزوجها ...
لم ينكر عــدي أنه كان في قمة إعجابه بتصرفه الغير متوقع ، بل ومتحمساً للغاية لتعود ليــان إليه ، ويعيشا سوياً بصورة طبيعية ..
أجلس أوس ليـــان على المقعد الأمـــامي ، ووضع حقيبتها في الخلف ، ثم ودعها قائلاً بصوت لاهث :
-خدي وقتك مع جوزك ، باي يا ليو
ربت عدي على ظهره ، ونظر له بإمتنان وهو يقول بخفوت :
-أنا مش عارف أقولك ايه ؟
رد عليه أوس بتنهيدة متعبة وملوحاً بذراعه :
-خدها وأمشي !
هز الأخير رأســـه ودار حول سيارته ليركب خلف عجلة القيادة ، وانطلق بها في إتجاه فيلته ...
...........................................
إنتهت تقى من الإغتســال ، وبدلت ثيابها في منامة حريرية وردية ، وتمددت على الفراش ، وسحبت الغطاء عليها لتدعي النوم ..
تذكرت كلمات الطبيبة الأخيرة عن إمكانية ممارسة علاقتهما الزوجية دون أي مشاكل ..
إزدردت ريقها متوترة من خوض تلك التجربة من جديد .. وحاولت أن تتغاضى عن التفكير فيها بكل تفاصيلها المؤلمة ..
كانت مشاعرها مرتبكة للغاية .. نعم هي في حالة تحسد عليها .. ما بين القبول والخوف .. المجازفة والتراجع ..
تخشى أن تهاجمها ذكرى تلك الليلة البائسة فتقضي على أحلامها الوردية التي بدأت تتشكل في مخيلتها ..
ولج أوس إلى داخل غرفته ، وضاقت نظراته بشدة حينما رأها على وشــك النوم ..
دنا من الفراش ، وجلس على طرفــه ، وأخذ نفساً عميقاً ، وزفره على مهل ، ثم إستطرد حديثه متسائلاً بصوت رخيم :
-انتي هتنامي الوقتي ؟
أجابته مدعية الإرهــاق :
-ايوه !
هز رأســه قائلاً بإستنكار :
-لأ .. ماينفعش !
أغمضت عينيها ، فهتف مغتاظاً من بين أسنانه :
-طب .. طب والمفاجأة اللي عملهالك مش عاوزة تعرفيها برضوه ؟
تنهدت مستسلمة ، وإعتدلت في نومتها ، وابتسمت له برقــة وهي تسأله :
-ايه هي ؟
أمسك براحة يدها ، ورسم على ثغره إبتسامة راضية ، ومسح عليها بأنامله بنعومة فإقشعر بدنها من لمسته الرقيقة .. وتابع بهمس وهو مسبل عينيه نحوها :
-أنا عــارف إني جيت أوي عليكي ، ظلمتك ، وأجبرتك على حاجات إنتي مكونتيش عايزاها وآآ...
توقف للحظة ليتلقط أنفاسه ، وأكمل بهدوء حذر :
-وأذيتك غصب عني !
أطرقت تقى رأسها للأسفل .. واضطربت نظراتها .. فقد بدأت ذكرى تلك الليلة الظلماء تتجسد في عقلها ..
وضع أوس إصبعيه على طرف ذقنها ليرفع وجهها نحوه ، وتنهد بصوت مسموع ليضيف بندم واضح في نبرته ونظراته :
-ومهما عملت مش هاقدر أعوضك عن اللي عملته فيكي ، بس .. بس إنتي الوحيدة اللي غيرتيني ، كشفتيني قصــاد نفسي ! وعرفت أد ايه أنا ضعيف و.. وآآ.. مريض !
ترقرقت العبرات في عينيها تأثراً .. فقد أصابها حديثه في مقتل .. وتلاحقت ومضــات سريعة من تصرفاته العنيفة معها في عقلها ..
إبتلع هو تلك الغصة المريرة في حلقه ، وأكمل بشجن :
-كتير اتعذبت باللي عملته فيكي ، وندمت .. ندمت على كل لحظة عانيتي فيها بسببي ! وحاولت أغير من نفسي وأتوب بجد عن كل الذنوب اللي عملتها !
بدت متأثرة بكلماته ، وتشنجت تعابير وجهها .. بينما إستأنف هو باقي حديثه بصوت حزين :
-يمكن معملتش فرح ليكي زي بقية البنات ، ولا خليتك تحسي بفرحة العروسة ! بس اللي أقدر أعوضك بيه الوقتي .. هو .. هو ده !
أخــــرج من جيبه دعـــوة صغيرة .. وأسندها برفق في راحة يدها ، وتابع بصوت خفيض :
-يمكن .. يمكن ده يسعدك !
حدقت تقى في تلك الدعوة الصغيرة بنظرات مصدومة ، وفتحتها لتقرأ ما بها ..
وتقطع صوتها وهي تردد بهمس :
-تأشيرة عـ.. عمرة !
خفق قلبها بقــــوة ، وتسارعت أنفاسها بصورة لاهثة .. وتحول عبوس وجهها إلى إبتســـامة سعيدة ..
وتذكرت تلك الرؤية القريبة عن زيارتها لهذا المكان المقدس .. فإنهمرت عبرات الفرحة من مقلتيها مبللة وجنتيها ..
إحتضن أوس وجهها براحتيه ، وحدق فيها بنظرات والهة ، وأردف قائلاً بصدق :
-مكونتش بأفكر غير في إني أدور على أكتر حاجة ممكن تفرحك ، وأعملها !
ظلت إبتسامتها مرتسمة على شفتيها ، وردت عليه بصوت باكي وهي لا تكاد تصدق تحقق رؤيتها :
-إنت.. إنت عارف أنا آآآ...
قاطعها بوضع إصبعه على شفتيها ، وهمس بنبرة عاشقة :
-مش عاوزك تقولي حاجة ، كفاية نظرة الفرحة اللي في عينيكي دول ، دي لوحدها ترضيني
لم تعرف تقى ما الذي تفعله من فرط سعادتها الغامرة ، فلفت ذراعيها عفوياً حول أوس لتحتضنه .. فطوق هو الأخــر ذراعيه حول جسدها ، وضمها بقوة إليه .. وهمس لها بصوت عذب وهو مغمض العينين :
-وأنا .. معاكي عرفت يعني حب .............................................. !!!
وانحنت لأجلها الذئاب
الفصل الحادي والثلاثون ( الجزء الثاني ) :
في سيارة عدي ،،،
وزع عدي نظراته ما بين الطريق وبين ليـــان المقيدة الجالسة إلى جواره ..
كانت الأخيرة تتلوى بصورة مضحكة لتحرر نفسها ، فلم يستطع التحكم في نفسه من هيئتها ، فإنفجر ضاحكاً حتى أدمعت عينيه .. وإعتذر قائلاً :
-سوري يا ليو ، بس انتي شكلك رهيب !
إتسعت مقلتيها بغضب ، ولكزته في ذراعه برسغيها بإنفعال ، فتأوه من الآلم ، وحاول تهدئتها :
-خلاص يا ليان ، مش هاضحك تاني !
أشـــارت برسغيها إلى فمها ، فضيق نظراته ، وتابع بقلق :
-أخــاف أفكه تصوتي وتفضحيني ، والناس تفكر إني خاطفك !
هزت رأسها نافية ، وأشــارت بعينيها بنظرات ذات مغزى ليحررها ..
رد عليه بهدوء :
-ماشي أنا هافك بؤك بس اوعديني الأول ماتصرخيش ، اوكي ؟
أومــأت برأسها موافقة ، فمــد يده ليزيح عنها ذلك المفرش ، فنفخت بغضب ، وعاتبته قائلة :
-إنت ازاي توافق أوس على اللي عمله ، فين شخصيتك ؟!
لوح بكفه قائلاً بحذر :
-كله إلا أخوكي ، ده مينفعش معاه إلا حاضر وطيب وبس !
رمقته بنظرات حادة ، وهتفت بحنق :
-إنت جبان ، وخايف منه !
حدجها بنظرات شبه غاضبة من إهانتها ، ولم يعقب ، وتجاهلها حتى لا يتسبب في إحداث كارثة ، وحدق في الطريق أمامه ، وقد تحول وجهه للتجهم ..
استشعرت هي من قوة نظراته أنها إرتكبت خطئاً معه .. فأدارت وجهها للجانب لتتحاشاه ، وتابعت بصوت خافت متذمر :
-فيها إيه لو كنت فضلت هناك !
أوقف عـــدي السيارة على جانب الطريق بصورة مفاجئة ، فإرتد جسد ليـــان للأمـــام ، وإستندت برسغيها على تابلوه السيارة لتمنع نفسها من الإصطدام به ، وإلتفتت نحوه برأسها ، ورمقته بنظرات حــادة وهي تقول بتوبيخ :
-مش تاخد بالك !
أدار عدي رأســه نحوها ، وحدق فيها بنظرات جامدة ومطولة فإستغربتها هي منه ، وســألته بنفاذ صبر :
-بتبصلي كده ليه ؟ وإنت واقف هنا ليه وآآآ...
باغتها عدي بلف ذراعه خلف رأسها ، وجذبها نحوه ، ثم انحنى عليها ليقبلها قبلة عميقة ومطولة على شفتيها جعلتها تشهق مصدومة ..
حاولت مقاومته ، و التراجع برأسها للخلف ، لكنه كان متمكناً منها ، مسيطراً عليها ، وتعمد أن يبث خلال قبلته تلك أشواقـــه إليها ، فذابت مقاومتها تدريجياً معها ، وإستعادت تلك الأحاسيس التي افتقدتها منذ فترة طويلة ..
أرخى عدي ذراعه عن رأسها ، وابتعد ببطء عنها ، وتنهد قائلاً بحرارة وهو يتأملها عن كثب :
-وحشتيني !
ابتلعت ريقها بتوتر كبير .. ونهج صدرها بصورة واضحة ، فمسح عدي على وجنتها ، وهمس معاتباً بنبرة متريثة :
-أنا مش جبان ، أنا بأحبك !
رمشت بعينيها غير مصدقة ما حدث تواً .. وإنكمشت في مقعدها ، وشعرت أن الأرض ستميد بها من حركته تلك ..
شعورها المهلك بتجاوبها معه قد أثار حفيظتها للغاية .. فهي التي كانت تظن أنها ستقاومه بإرادة من حديد إن حاول التودد إليها .. ولكنها تفاجئت بأن حصونها المنيعة ما هي إلا أوهاماً واهية قد سقطت مع أول محاولة حقيقية منه للتعبير عن مشاعره ..
تذكرت تلك الأحاسيس المثيرة التي عاشتها ليلة زفافها ، وأدركت أنها بالفعل متعطشة لحب شغوف يدفعها للجنون .. لكن صدمتها معه ، وإكتشافها لزيف علاقته بها قد أصابها بخيبة الأمل .. لكنه لم يقتل إحساسها ناحيته ..
راقبها عدي بتمعن ، وأغراه رؤيته لتورد وجنتيها ، وإضطرابها الواضح عليها ، وتأكد من إنعكاس هذا عليه ، وتفاعل جسده معها .. شعور غريب اختبره ، وتيقن من صدق كلمات طبيبه التي طمأنه فيها بنجاح علاجه.. فتنهد في سعادة وإرتياح ..
أدارت ليان وجهها ناحية النافذة ، وحل عليها صمت مريب .. وحاولت أن تلملم شتات نفسها ..
بينما إلتوى فمه بإبتسامة إنتصــار بعد أن تيقن من إحتفاظه بتأثيره المغري عليها ، ثم عاود النظر أمـــامه بثقة ، وأدار محرك السيارة ليتحرك بها في طريقه .....
إستعادت ليـــان في ذاكرتها محادثتها العابرة مع الطبيبة بارسينيا حول إحتمالية شفاء من يعاني من حالات الضعف الجنسي ...
................................
◘◘◘ (( وقفت ليـــان قبالة الطبيبة بارسينيا في الرواق ، وسألتها بحرج وهي تعبث بخصلات شعرها :
-هو .. هو ممكن يا دكتور واحد يكون عنده زي .. زي حالة برود عاطفي أو .. أو إنه مش .. مش بيتأثر بالـ آآ... بالبنت اللي قدامه يخف ويبقى كويس ؟
أجابتها الطبيبة متسائلة بجدية وهي تنظر لها بثبات :
-قصدك عنده ضعف جنسي ؟
أومــأت برأسها إيجاباً وهي تجيبها بخجل :
-آآ.. ايوه
تابعت الطبيبة بارسينيا قائلة بهدوء :
-طبعاً في إحتمال كبير للشفاء لو هو اتعالج صح وراح عند متخصصين فاهمين حالته كويس
سألتها ليان بإهتمام :
-و.. وممكن يخلفوا عادي ؟
ردت عليها بثقة :
-أكيد .. الموضوع ده مالوش علاقة بالخلفة ، لأنه بيعتمد على حاجات تانية إنتي عارفاها
ابتسمت لها إبتسامة ممتنة وهي تقول :
-أيوه .. فهماكي ، ميرسي يا دكتور .. )) ◘◘◘
................................
لاح على ثغر ليــــان شبح إبتسامة خفيفة قاومت ظهورها ، ولكنها كانت مطمئنة في قرارة نفسها ....
..........................................
في منزل أوس الجديد ،،،،
مسح أوس بكفيه برفق على ظهر تقـــى بعد أن تراجعت برأسها للخلف .. ومــرر عينيه على وجهها الذي يعشق تفاصيله الدقيقة ، وشــرد في زرقــة عينيها ، وعبرت عينيه عما يكنه قلبه نحوها ..
أسبلت تقى عينيها خجلاً ، وهمست بتلعثم :
-تعرف .. أنا .. أنا حلمت إننا .. إننا مع بعض في الكعبة وآآ.. آ..
إرتسمت إبتسامة بشوشة على وجهه ، وهتف مقاطعاً بتلهف :
-بجد ؟
أومــأت برأسها بإيماءة خفيفة ، وتابعت برقة وهي تحنى رأسها للأسفل :
-عمري ما تخيلت إن الحلم يبقى حقيقة و.. ويحصل !
أمـــال أوس رأســـه للجانب ليحدق في عينيها الخجولتين ، وهمس بصوت آســـر :
-كل حاجة هاتحلمي بيها هاتحصل معايا !
شعرت بتنهيداته الحــارة تلفح وجنتها ، فزادت من حمرته ، وأربكتها بشدة ..
اقترب أوس ببطء من صدغها ، وتلمس بشفتيه ملمسه الناعم ، فأغمضت عينيها رهبةً .. وشعرت بإرتجافة مثيرة تسري في أوصالها .. وشبكت أصابع كفيها معاً ..
أخفض هو ثغره قليلاً لتشعر به على شفتيها ، وبحرارة أشــد تزيد من توترها ..
تسارعت دقــات قلبها ، وكذلك أنفاسها .. فإزدردت ريقها بصعوبة ، وأسندت كفيها على صدره لتبعده عنها قائلة بصوت شبه لاهث :
-بـ.. بلاش
سألها بهمس خفيض للغاية :
-ليه ؟
تلعثمت وهي تجيبه بإرتباك :
-لـ.. ليان هنا وآآ..
قاطعها بإبتسامة مغترة وهو يغمز لها :
-اطمني ، أنا اتصرفت مع ليان ، فمافيش حد هنا إلا احنا وبس !
توترت أكثر من عبارته الأخيرة ، ورمشت بعينيها بقلق ..
فهي على أعتاب تجربة تلك العلاقة الحميمية من جديد ، والخوض فيها بمشاعرها كليةً .. وبإرداتها .. وليس كالسابق رغماً عنها ..
هي تخشى أن يفسد كل شيء بسبب ذكرى عنفه المخزي معها ..
مـــرر أوس أصابعه على كتفها ، فإرتجفت من لمسته ، وتابع بهدوء :
-صدقيني ، أنا .. مش هاذيكي ..
تهدل كتفيها قليلاً ، وأبعدت عينيها عنه ، فأكمل بنبرة متمهلة وهو يدرك مخاوفها منه :
-أنا اتغيرت ، وآآ.. واتعالجت !
رفعت بصرها نحوها ، فرمقها بنظرات مطمئنة .. وأمسك بكفها ، ورفعه إلى فمه ليقبل أصابعها ببطء مغري .. فأغمضت عينيها متأثرة .. وتنهدت بحرارة ..
هي تحاول كســـر ذلك الحاجز النفسي الذي يقف عائقاً بينهما ، ويحول دون إتمـــام علاقتهما كشخصين طبيعين ..
راقبها بحــذر .. وتابع بتمهل تهيئتها نفسياً للإنتقــال تدريجياً لمستوى أعلى وأعمــق في بث مشاعره إليها ..
وبهدوء مثير حاول نزع منامتها عنها .. فإرتعش بدنها .. ولم تقاومه ..
ألقى بثيابها على الأرضية ، ونزع عنه قميصه ، وبنطاله ..
أغمضت عينيها ، وتسارعت أنفاسها .. وانتظرت بترقب شديد الخطوة التالية ..
تلمس أوس جبينها ، وأبعد خصلات شعرها للخلف .. فإنكمش جسدها من لمساته ..
مجدداً إستشعرت حرارة قبلته على شفتيها ..
وتعمد هو أن يزيد من عمقها حينما يلاحظ عدم وجود أي مقاومة منها ..
بينما إنتابتها أحاسيس غريبة لم تعهدها من قبل ..
نعم .. مشاعر جميلة ألهبت جسدها ، وأشعلته شوقاً ورغبة ، وحثتها بشجاعة على المضي قدماً ..
شعـــر أوس بتلك الإستجابات المطمئنة منها ، وبتفاعلها معه ، فشــرع بحمــاس على إكمــال ما بدأه .. وتعامل مع جسدها برفق ولين مثيرين للغاية ..
لم تتخيل تقى أنها ستعيش لحظات خطيرة تمتزج فيها الروح مع الجسد ، وتصدر منها تأوهـــات مستمتعة بما يحدث غير تلك التي صدرت عنها كتعبير عن إشمئزازها ورفضها لـــه ..
بعد دقائق قليلة من التلاحم والإندمـــاج العاطفي بين أجســاد العاشقين ، نجح أوس في إيصال زوجته إلى ذورة الحب ، وبث فيها حرارة أشواقـــه التي احتفظ بها لأجلها منذ أشهــر .. بينما تسارعت دقــات قلبها ، واستجاب جسدها لفيض حبه ، وتفاعل معه كلياً ..
وهنا إستطاعت تقى أن تدرك أنها قد حطمت للأبــــد تلك الذكرى المخيفة التي أفسدت حياتها ونغصتها لأشهر وأصابتها بالنفور والكره .. وحــل محلها مشاعر متحمسة جعلتها تحلق في السمــــاء ..
مشــاعر قد أتت بصورتها الحقيقية بعد فترات من التأهيل ، والدعم ، والعلاج النفسي ، والصبر ، والإصـــرار ..
لف أوس ذراعه حول خصرها ، وألصق جسدها في صدره ، وهمس لها بصوت آســر وهو يخلل أصابعه في أصابع كفها :
-بأحبك يا أغلى من عمـــري !
ردت عليه تقى بتنهيدة لاهثة وهي تعبث بصدره بأنامل يدها الأخرى :
-وأنا .. كمان !
ظل أوس يتأملها مطولاً بعدم تصديق .. يكاد لا يستوعب أنه خــاض معها تلك العلاقــة بلا عنف ، ولا رهبة أو حتى مشاعر فـــزع .. خاضعها كحبيبين طالما حلما بتلك الليلة المميزة ...
بعد برهة من الصمت ، استمع كلاهمــا إلى صوت آذان الفجر يصدح بالخـــارج ، فهتف أوس بتلهف :
-عاوز أعمل حاجة معاكي !
تسائلت بحياء :
-ايه هي ؟
رد عليها بهمس مثير وهو يعتدل في نومته :
-نصلي سوا !
إنفرج ثغرها مصدوماً من الفرحة ، ورمقته بنظرات فخورة به ، وقرأ هو بوضوح في عينيها سعادتها به ..
وبلا تردد مــرر ذراعيه أسفلها ، وحمل جسدها بحرص ، فشهقت مصدومة ، وإصطبغ وجهها بحمرة أخـــرى ، وسـألته بتلعثم خجل :
-إنت بتعمل ايه ؟
أجابها مبتسماً بتسلية وهو يمرقها بنظرات عابثة :
-هنستحمى الأول قبل ما نصلي !
أسبلت تقى عينيها خجلاً منه ، وطوقت عنقه بذراعها ، فنهض هو بها عن الفراش .. وســـار حاملاً إياها نحو المرحـــاض ، ودفع الباب بقدمه بعد أن ولجا للداخل لينغلق عليهما ....
..........................................
في فيلا عدي ،،،
صف عدي السيارة عند مدخل فيلته بعد أن ظل طوال الطريق صامتاً ، ثم ترجل منها ، وتحرك نحو الباب الملاصق لليان ليفتحه ..
مــدت هي رسغيها للأمام وهتفت بنزق :
-فكيني الأول
نظر لها رافعاً حاجبه للأعلى ، ورد ببرود :
-ليه ؟
أجابت عليه بتساؤل وهي تنظر له بإستنكار :
-أومــال هنزل إزاي ؟ ولا عاوزاني أزحف قصادك زي الدودة ؟
ضحك من طرفتها ، ورد عليها بهدوء :
-وأنا برضوه يرضيني تعملي كده
زفرت قائلة بإنزعاج وقد احتقنت نظراتها :
-عدي ، بليز ، أنا على أخري ومش ناقصة
أشــار لها بكفه قائلاً بعبث وهو يغمز لها :
-اهدي مش هاعملك حاجة ، أنا بس هاشيلك لفوق
أربكتها كلماته ، وشعرت بتوتر غريب يجتاح جسدها .. فقاومت بشراسة هذا الإحساس ، ونفخت في وجهه بغضب زائف ، وهتفت بإعتراض
-يووه ، أنا عندي رجلين وبأعرف أمشي لوحدي !
داعب طرف أنفها بإصبعه وهو يقول بمرح :
-ليو حبيبتي ، انتي عليكي توصية من فوق خالص !
أزاحت إصبعه بعنف من على أنفها ، وصاحت بنبرة شبه عدائية :
-عدي ، أحسنلك تعمل اللي أنا عاوزاه ، وإلا مش هايحصل كويس
عقد ساعديه أمام صدره ، ورمقها بنظرات متحدية قائلاً :
-ده تهديد ؟
أشاحت بوجهها بعيداً عنه لتتجاهله متعمدة ، وردت ببرود وهي تزم شفتيها :
-معرفش ، بس أنا ..آآ..
شهقت فجـــأة حينما باغتها بتمرير ذراعيه أسفل ركبتيها ليلقي بها فـــوق كتفه ...
ثم صاحت متذمرة ، ولكنه لم يكترث بها ، وتحرك نحو باب الفيلا ليفتحه ، ومن ثَمَ ولج للداخل ، وأوصده خلفه ، وأكمل طريقه حتى وصـــل إلى غرفة نومهما ، فألقاها بعنف على الفراش .....
زحفت بجسدها للخلف ، وخشيت أن يتهور معها ، فرمقته بنظرات زائغة ، وصاحت بخوف :
-إنت .. إنت هاتعمل ايه ؟
اقترب منها ببطء ، ورمقها بنظرات غير مريحة ، وأجابها بمكر :
-تفتكري ايه ؟
ابتلعت ريقها بتوتر كبير ، وهتفت بهلع وهي تتلوى بجسدها متراجعة :
-اوعى .. تـ.. تقرب مني !
صعد عدي على طرف الفراش ، ورمقها بنظرات أقلقتها للغاية ، ورد عليها متسائلاً بعبث :
-وليه لأ ؟ مش احنا متجوزين وآآ...
إنكمشت على نفسها ، وهمست متوسلة :
-بليز .. أنا .. آآ..
أمسك عدي بقدميها ، وثبتهما ، فصاحت بذعــر :
-لألألألألأ
تعجب هو من تصرفها المبالغ فيه ، وهدأها قائلاً بإبتسامة :
-حبيبتي أنا مش هاعملك حاجة ، أنا هافك المفارش دول
نظرت له مدهوشة ، وهتفت بإستغراب :
-ايه ؟
حل وثـــاق قدميها ، وكذلك رسغيها ، فشعرت بملمس أصابعه على بشرتها ، فتوترت أكثر .. وتلاحقت أنفاسها إلى حد ما ..
شعر عدي بالإضطراب الذي يتخللها ، فرمقها بنظرات ممعنة ، واقترب منها ليوهمها بمحاولة تقبيلها ، فأغمضت عينيها مشتهية قربه منها ، وانتظرت محاولته لتقبيلها ، ولكنه فاجئها قائلاً بتثاءب :
-نامي انتي هنا ، وأنا هنام في الأوضة التانية !
بدت كالبلهاء أمـــامه ، وفغرت ثغرها مصدومة .. بينما إلتوى فمه بإبتسامة أكثر عبثاً ، وحذرها بجدية دون أن تطرف عينيه :
-بس لو فكرتي تعملي حاجة مجنونة ، أنا هاتهور وأعمل اللي بتفكري فيه ........................................ !!