رواية ذئاب لا تغفر الجزء الثاني من (سلسلة الذئاب) الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم منال سالم


 رواية ذئاب لا تغفر الجزء الثاني من (سلسلة الذئاب) الفصل التاسع والثلاثون

عند المخزن القديم التابع لشركات الجندي للصلب ،،،

فغرت لــــوزة ثغرها في صدمة بعد أن تلقت تلك الصفعة المؤلمة على وجنتها ، ونظرت لأوس بنظرات مشدوهة غير مصدقة ما فعله .. 
أفاقت من صدمتها تلك بعد لحظات قائلة بصوت متقطع :
-إنت .. انت بتضربني ؟

هدر بها أوس بصوت قاتم قائلاً وهو يحدجها بنظراته المشتعلة :
-هو إنتي شوفتي حاجة يا ***** يا ***** 

ثم قبض على ذراعها ، وهزها بعنف وهو يصرخ بها بصوت جهوري :
-مش أوس الجندي اللي يتلعب عليه ، ولا يضحك على أخته !

لم يخلو وجهها من تعابيره الصـــادمة ، وابتلعت ريقها وهي تردد بتلعثم :
-هــــاه ، إنت .. إنت عرفت ؟!

رد على تساؤلها بتهكم وهو يرمقها بسخط :
-هو إنتي مكونتش عاوزاني أعرف
-آآ...

هزهـــا بعنف مجدداً وهو يغرز أظافره في ذراعها ليزيد من آلمها قائلاً بإهتياج :
-عملتي كده ليه ؟

أجابته بصوت منفعل وهي تشير بإصبعها :
-عشـــان أحرق قلبك على اختك زي ما حرقت قلبي عليك 

حدجها بنظرات شيطانية نـــارية ، بينما تابعت هي بصراخ هادر غير عابئة بما سيفعله بها وقد نجحت في تحرير ذراعها من قبضته بـ :
-ماهو مش أنا اللي اترمى زي الكلاب وغيري يخدك على الجاهز ، وأولع أنا ، لأ يا باشا ، لوزة مش رخيصة للدرجادي ، ده أنا لحمي مر ، ومُـــر أوي ، وماسبش حد حطيته في دماغي !

إكتفى أوس بتقويس فمـــه بسخط متابعاً إياها بتوعد بعد أن ظنت أنها قد نالت الفرصة لتجيش عمـــا بصدرها .. فقد كان يريدها أن تفصح أكثر لتكتمل خطته معها بتشفي دون أن يندم للحظة معها ..
-ممم..

أخــذت هي نفساً عميقاً ، وزفرته وهي تصرخ بصوت منفعل وهي تشير بإصبعها : 
-وإنت بقى مليت دماغي ، وروقت كيفي زي ما أنا كنت بأشوف مزاجك !
 
إنتظرت منه أن يهتاج أو يثور ، ولكن صمته المريب جعلها تمتد في حديثها النزق قائلة :
-هو انت فاكرني هبلة أسيبك بالساهل ، يبقى ماتعرفش لوزة كويس !

حدجها بنظرات مخيفة وهو يسألها بإيجاز :
-خلصتي ؟

هــــزت رأسها نافية وهي تهتف بصوت أكثر حدة :
-لأ لسه يا باشا ، أنا قلبي بيقيد نار لما بأشوفك مع حد تاني ، مين غيري استحملت اللي بتعمله زيي ، وكملت معاك السنين دي كلها .. أنا موجودة جواك يا باشا ، بأجري في دمك .. صعب أوي أسيبك تبعد عني ، ولا واحدة تلوف عليك غيري !

صرخ في وجهها قائلاً :
-تقومي تستغلي أختي وتوقعيها 

إلتوى فمها بإبتسامة متهكمة وهي تجيبه بتشفي :
-كانت قرصة ودن ، كنت عاوزة أشوفك مذلول زي ما أنا بأتذل معاك !

ثم تبدلت نبرة صوتها للضيق ، وعبست بوجهها أكثر ، وزادت نظراتها المحتقنة وهي تتابع قائلة :
-بس ولا فرق معاك اللي حصلها ، وهي كملت حياتها عــادي ، وأنا اللي بقيت بأتكوي بناري أكتر .. وإنت يا باشا عايش حياتك ولا همك ايه اللي بيجرى في الدنيا ، وشوفت نفسك مع غيري !

ضيق عينيه في فضـــول ، وسألها بجمود :
-قصدك مين ؟

هتفت بجموح وهي ترمقه بنظراتها الإحتقارية :
-البت الزبالة اللي اتلميت عليها في البيت إياه ، اللي شاف ليالينا الوسخة كلها ، وهي أخدة هناك مكاني ، ومتربعة فيه عشان تشوف مزاجك ، بس مهما عملت مش هاتكون زيي !

هوت يده فجــــأة على وجهها ليصفعها بقوة أشـــد وهو يهدر بها بصوت متشنج وهو يقتلها بنظراته النـــارية :
-اخــــرسي ، هي فعلاً مش زيك ، ولا تشبهك في شيء !

شعرت بفكها يحطم من قـــوة صفعته ، ووضعت يدها عليه لترى الدمـــاء تذرف من بين أسنانها .. فشهقت بصوت منفعل قائلة :
-آآآي .. اضربني تاني يا باشا ، ما أنا واخدة عليكي ، وبأتبسط أوي من ده ، زيك بالظبط ، ماهو المزاج واحد ، ولا هي نستك ده ؟ تلاقيها مش بتشوف شغلها كويس !

أطبق على عنقها بقبضة يده ، وإعتصره بقوة مفرطة جعلتها تختنق بشـــدة ، وتلهث بصعوبة محاولة التنفس ، وصــــرخ فيها بصوت هــــادر قائلاً وهو يحدجها بنظراته المميتة :
-اخــــرسي ، ماتجبيش سيرتها على لسانك القذر ده ، هي أشرف من أي حـــد ، هي مراتي يا *****

أخرجت لســانها محاولة إلتقاط أنفاسها وهي تقول :
-آآآ... لآ ..آآآآ

زاد من قوة ضعطته وهو يكز على أسنانه قائلاً بشراسة :
-مراتي اللي اسمها انضف من واحدة زيك تتكلم عنها 

تلون وجهها بزرقة غريبة وهي تحاول الإستغاثة قائلة :
-آآآ..كــح ...آآ.. هــ.. هاموت !

إتسعت حدقتيه الحمراوتين لترمقها بنظراته المخيفة ، وأكمل قائلاً بنبرة مميتة :
-إنتي غلطتي ، وهتتحاسبي يا *****

هنــا تدخل أحــد الأفراد الذين يرتدون زياً مدنياً ، ولكن هيئته توحي بأنه من رجـــال الشرطة ، وهتف قائلاً بصوت جـــاد من على مسافة شبه قريبة :
-سيبها يا باشا ، إحنا هنتعامل معاها !

ثم اقترب منه بحــــذر ، ووضع يده على كتفه ، وربت عليه بخفة قائلاً بنبرة شبه متوسلة :
-من فضلك يا باشا

لم يهتم به أوس، ولم يستدر نحوه ، بل ظل مطبقاً على عنقها ، محدجاً إياها بنظراته القاتلة ، ورد قائلاً بصوت غليظ :
-مش هاسيبها إلا ميتة !

حـــاول الضابط إزاحه ذراعــه بعيداً عن عنقها قائلاً بنبرة جـــادة :
-هي اعترفت يا باشا ، واحنا هانكمل الباقي !

لم يطرف له جفن ، وهتف قائلاً بقساوة :
-مش فـــارق معايا ، الكلب اللي جوا اعترف عليها 

نظر له الضابط برجـــاء قائلاً بصوت شبه منزعج بعد أن رأى علامات الإختناق جلية عليها :
-يا باشا ، دي بت ***** ماتستهلش توسخ ايدك !

بعد محاولات جـــادة من الضابط مع أوس ، تركها هو بصعوبة ، فسعلت بصوت قوي ، وتحشرج صوتها وحاولت إلتقاط أنفاسها ، فقد كانت قاب قوسين أو أدنى من لفظ أنفاسها الأخيرة على يده .. 
وضعت يديها على عنقها لتتحسسه ، وأطرقت رأسها للأسفل .. 

بينما سحب  رجلين من الداخـــل فــــارس الذي تراخى جسده بفعل الضربات المبرحة ، وألقوه عند قدمي أوس الجندي ، فنظرت إليه لـــوزة بذعر ...
كان فـــارس يبكي بحرقة ، ويصدر أنيناً خافتاً وهو يحاول التكور على نفسه ، ثم وضع يده أسفل معدته ليتحسس الجزء السفلي من جسده ، والذي كان ملوثاً بالدمــــاء .. 
لم تفهم هي سبب بكائه الجلي .. ولكن خفقات قلبها المرتعدة ، ونظرات فـــارس المخذوله تشير إلى أنه تعرض لإيذاء وحشي له صله برجولته ..
ومن ثم رفعت بصرها المرتجف ناحية وجـــه أوس لتتفرس تعبيراته المخيفة ..
أشـــار هو لها بإصبعه وهو يتابع بصوت قاتم ونظرات متشفية :
-كلبك أهوو .. معدتش ينفع بنكلة ، وعرف قيمة اللي عمله كويس ، وهايفتكره لحد أخــــر عمره ، ده لو فضل عايش 

سألته بصوت مبحوح ومتلعثم وهي توزع أنظارها المذعورة بينهما :
-إنت .. إنت عملت فيه إيه ؟

رد على ســـؤالها بنبرة مخيفة بـ :
-قولي هاعمل فيكي ايه ؟

رأت في عينيه الإنتقــــام الحقيقي من جريمتها ، فحـــاولت أن تستجديه قائلة بنبرة شبه نادمة :
-أنا مغلطتش عشان تعمل كل ده ، أنا واحدة بتحبك ، وعملت كل اللي انت عاوزه عشان ترضيك !

تجهم وجــــه أوس وإزداد قتامة ، فخشي الضابط أن يتهور ويرتكب ما لا يحمد عقباه على مرآى ومسمع منه ، فقال بنبرة رسمية بعد أن تحرك ليقف أمـــامه ويسد عليه الطريق :
-باشا ، ماتوسخش إيدك مع واحدة زيها ، المحاضر متظبطة ، وأنا هأخليها تتروق في الحجز 

لم يحدْ أوس بنظراته النارية عنها ، وهتف قائلاً بجمود :
-عاوزها تخش القسم مفضوحة ، سامعني !

أومـــأ الضابط برأسه قائلاً بثقة :
-ده أقــل واجب معاها 

تراجعت للخلف بخوف بائن على كل جسدها ، وابتلعت ريقها وصرخت مذعورة :
-إنت .. إنتو هاتعملوا ايه ؟

أجابها أوس بصوت مخيف قائلاً :
-شغل آداب .. حاجة مش غريبة عليكي يا .. يا ***** !!!

صرخت بأعلى صوتها وهي تشير بكفي يدها في الهواء :
-لألألألألألألأ .....!

....................................

في الملهى الجديد ،،، 

إبتسم ممدوح وهو يـــرى تلك الشابة الجديدة بجسدها المغري وهي تتلوى بحركات مثيرة أمامه لتزيد من رغبته فيها ، وإستجابت هي بإحترافية لنظراته المتفحصة لجسدها المشتعل بالأنوثة ...
وأتقنت بمهـــارة دورها كما علمها رب عملها " بهججة " ليغدق عليها الرواد بسخـــاء ..

ومـــا إن إنتهت من فقرتها الغنائية حتى أســرعت بالإستجابة لطلبه ، وجلست ملاصقة له ، فمــد ذراعه حول كتفيها ، ونظر لها بشهوة قائلاً:
-وجـــه جديد 

ردت عليه رحمة بنعومة شديدة ألهبته :
-أيوه .. هــا يجي مني ؟

إبتسم لها بإبتسامة مراوغة وهو يجيبها بمكر :
-أكيد ، بهججة بيعرف ينقي موظفينه كويس

هزت كتفيها بطريقة مثيرة وهي تجيبه قائلة بدلال :
-عندك حق 

مـــد ممدوح أصابعه ليتحسس بشرتها متسائلاً بلؤم :
-قوليلي بقى إنتي عندك كــام سنة ؟

ردت عليه بتساؤل بصوت مغري وهي تتأمله بنظرات ذات مغزى :
-تديني كـــام ؟

فهم نظراتها الوضيعة ، فمط فمه ليقول بعبث :
-مممم.. خليها بيني وبينك أحسن 
-ممم.. ومـــاله ، طالما كله بحسابه

أضـــاف قائلاً بثقة وهو يرمقها بنظراته المتعالية :
-لأ مع ممدوح متعديش .. هاغرقك فلوس

إزدادت ابتسامتها الطامعة اتساعاً .. فمــــال عليها ليهمس لها في أذنها بشيء مـــا ، فضحكت هي بطريقة رقيعة ، وغمزت له بطرف عينها وهي تتابع قائلة :
-خلاص .. زي ما تحب !

قطع حديثهما اللعوب رنين هاتف ممدوح ، فتراجع بجسده للخلف ، ومــد يده في جيب سترته ، ليخرج الهاتف وينظر إلى شاشته ، فوجد اسم ناريمـــان يضيئها ، فمط فمــه في إستهجان ، ثم تجاهلها ، ولكن رن مجدداً معلناً وصــول رســالة نصية ، فقرأها دون اكتراث لوهـــلة ، ولكن تبدلت ملامحه للجمـــود والصدمة ، فأزاح ذراعه بعيداً عن رحمة ، وقـــال بجدية :
-ثواني كده وجايلك 

ثم نهض عن أريكته المريحة ، وإتجه بخطوات أقـــرب إلى الركض نحو الخــــارج
تابعته رحمـــة بنظرات ساخطة ، وحدثت نفسها بتهكم قائلة :
-باينه من إياهم بتاع كلام وبس .. أوووف .. المصلحة خدها الغراب وطـــار ..!

......................

نـــزل ممدوح على درجات الملهى وهو يضع هاتفه المحمول على أذنه ، ومحدقاً أمـــامه بنظرات قلقة ..
هتف قائلاً بصوت شبه منزعج حينما ردت عليه ناريمان بـ :
-ايه اللي انتي كتباه ده ؟

أجابته قائلة بسخط بـ :
-ماهو انتو مش عاوز ترد على تليفوناتي 

سألها بصوت جــــاد وهو يتجه نحو سيارته :
-يعني ايه تهاني ظهرت ؟

ردت عليه  بصوت منفعل قائلة :
-يعني زي ما بأقولك تهاني عايشة وشوفتها واشتبكنا مع بعض !

أخـــذ نفساً عميقاً ليسيطر على إنفعالاته ، وزفره على مهل ليسألها بجدية :
-احكيلي بالظبط اللي حصل 
................................

وقفت تهاني أمـــــام محل البقالة الموجود على مقربة من بنايتهم السكنية القديمة لتتحدث بصوت جـــاد قائلة :
-ممكن الموبايل لو سمحت 

نظر له صاحب المحل بإستغراب ، فملامح تلك السيدة مألوفة ، ولكن يتعذر عليه تخمين هويتها .. 
شعرت هي بغرابة نظراته لها ، ولم تهتم .. بل أعـــادت تكرار طلبها بصوت مهذب ، فإستجاب لها قائلاً :
-إحم .. لامؤاخذة .. اتفضلي ، بس الدقيقة بنص جنية 
-حاضر 

تناولت الهاتف المحمول منه ، ونظرت إلى الكارت الصغير المطوي في يدها ، وأولت ظهرها لصاحب المحل ، واتصلت برقم مــا ..
ثم وضعت الهاتف على أذنها لتستمع إلى صوت هــاديء يجيب عليها بـ :
-أيوه 

هتفت قائلة بتلهف وهي تضع يدها على مقرب من فمها :
-دكتورة رجـــاء 
-مين معايا ؟
-أنا تهاني 

ردت عليها الطبيبة رجـــاء باستغراب بـ :
-حاجة تهاني !

ثم سألتها بإهتمام دون تردد للحظة :
-انتي فين ؟ واختفتي فجـــأة ساعة الحفلة ، وآآ...

قاطعتها تهاني بصوت أقرب للهمس وهي تتلفت حولها :
-دكتورة رجـــاء أنا عاوزاكي في حاجة مهمة

ردت عليها بإيجاز بـ:
-اتفضلي 

اخفضت تهاني نبرة صوتها أكثر ، وهمست قائلة بحذر وهي مطرقة الرأس :
-هي حاجة بخصوص بنت أختي ومش هاينفع أقولها في التليفون 

أجابتها الطبيبة رجـــاء بإهتمام بـ :
-طب هاتيها وتعالي الدار 

هزت تهاني رأسها رافضة ، وقالت بإعتراض :
-لأ مش هاينفع ، أنا مش عاوزة أجي هناك !

تنهدت بصوت مسموع ، وأضافت قائلة بإهتمام: 
-طب قوليلي فكرة عنه !

تلعثم صوتها وهي تجيبها بحذر بـ :
-الموضوع اصله آآآ.. آآآ.. يعني صعب يتحكي كده !

مطت رجــــاء شفتيها ، وصمتت للحظات قبل أن تجيبها بصوت جـــاد :
-ممم .. طب بصي اكتبي في ورقة عنوان العيادة بتاعتي ، وتعاليلي على هناك ، أنا بأكون متواجدة من بعد الساعة 6 بالليل  

هتفت تهاني بنبرة متحمسة وقد أدمعت عينيها :
-ربنا يباركلك يا دكتورة رجــاء ، أنا مش هانسى معروفك ده 
-أنا معملتش لسه حاجة 

مسحت بطرف إصبعها تلك العبرات العالقة بأهدابها وهي تكمل قائلة بإمتنان :
-كفاية إنك مش بتتأخري عن حــد 

ردت عليها بهدوء بـ :
-ده واجبي ، خلاص هستناكي بكرة ، وإن شاء الله خير 
-يـــا رب 

...................................

في سيـــــارة ممدوح ،،،،

تابع ممدوح حديثه الخطير مع نـــاريمان بشـــأن ظهور تهاني في الحفل السنوي للجمعية الخيرية بداخل سيارته حتى لا يستمع إليه أي أحـــد ، ونهـــرها بحدة لتعاملها بإستهتار مع الموضوع .. وأضــاف قائلاً بصوت محتد :
-إنتي بغباءك فضحتي نفسك !

خرج صوتها صـــارخاً من الهاتف بـ :
-وأنا كنت أعرف منين يعني إني هاشوفها !

حك ممدوح رأسه ، ثم أردف قائلاً بهدوء حذر :
-خلاص سيبك من اللي حصل الوقتي ، واعرفي مكانها فين 

سألته بنبرة حائرة بـ :
-إزاي؟

رد عليها بصوت جــــاد وهو يدير محرك سيارته :
-شوفي مين اللي جابها عندك ، ماهو استحالة تكون دخلت النادي ده منها لنفسها !
-أهـــا 
-اسألي كل الناس 

ابتلعت ريقها لتسأله مجدداً بضيق :
-طب .. طب والسوشيال ميديا والـكلام اللي اتنشر عني ؟

أجابها بصوت غير مكترث وهو يدير عجلة القيادة :
-كبري منه، إحنا نركز بس في تهاني ومكانها 
-اوكي 

أضــــاف ممدوح قائلاً بجدية شديدة وهو مسلط أنظاره على الطريق :
-ناريمان ، حطي في بالك إن وجود تهاني بيهددنا كلنا ، وهايقلب الدنيا علينا 

أجابته بتنهيدة إنهـــاك قائلة :
-ما أنا عارفة ده كويس ، أومــال يعني بأكلمك ليه 

سألها بإهتمام واضح وهو يلوي فمه :
-وجوزك عرف ؟

ردت عليه بفتور بـ :
-لأ .. مش بيرد عليا 

هتف قائلاً بصرامة وهو عابس الوجه :
-عرفيه هو كمــان ، ماهو متنيل معانا في البلوى دي 

ردت عليه بضجر بـ :
-مش أما يعبرني الأول 

زفــــر بصوت مسموع وهو يصرخ قائلاً :
-يوووه ، ناريمان انسي مشاكلك مع مهاب الوقتي لحد ما نتصرف مع المصيبة دي 
-اوكي .. اوكي 

ثم أضـــاف قائلاً بجدية :
-وكلميني لما تعرفي حاجة 
-ماشي 
-سلام !

..............................

في منزل تقى عوض الله ،،،،،

غفت تقـــى بعد حـــالة الهياج العصبي التي أصابتها في حضن والدها الذي جلس إلى جوارها على الفراش .. ثم بكل هـــدوء وحذر إنسل من بين ذراعيها ليتركها بمفردها وســـار بخطى متعرجة نحو الخـــارج

خرجت تهاني وهي تحمـــل في يدها مشروباً دافئاً من المطبخ ، ولحقت بهــا فردوس وهي تسألها بخفوت :
-يعني إنتي متأكدة إنها هتوافق تعالجها ؟

إستدارت تهاني بجسدها ، ونظرت لها بإرهــاق وهي تجيبها بصوت منخفض :
-بأمر الله ، هي مش بتتأخر عن حد

لوت هي فمها بسخط قائلة :
-يا ريته يجي بفايدة 

إكفهر وجـــه تهاني من ردود أختها المحبطة ، والتي تعبث على اليأس وفقدان الأمل ، وهتفت قائلة بصوت شبه حــــاد :
-إن شــاء الله ، طالما هنمشي على العلاج النفسي الصح هيفرق معاها أوي 

ثم تركتها وإتجهت ناحية الغرفة ، ولكن أوقفها صوت فردوس المتسائل بفضول :
-بس هي هتاخد أد ايه مننا ؟

إلتفتت برأسها ناحيتها ، وعقدت ما بين حاجبيها لتجيب على تساؤلها قائلة :
-يعني ايه ، مش فاهمة ؟

حركت إصبعيها بطريقة تشير إلى دفـــع مبلغ مادي قائلة بضيق :
-فلوس يعني !

نفخت تهاني في إنهاك ، وحدجت أختها بنظراتها المنزعجة قائلة بإقتضاب
-معرفش 

أضافت فردوس قائلة بتذمر :
-أنا مش حمل تكاليف زيادة ، ده أنا يدوب ممشية البيت بالضالين 

ردت عليها تهاني قائلة بجدية :
-ماتشليش هم ، أنا هاتصرف 

مطت فردوس فمها في سخط وأردفت قائلة بتهكم :
-هاتتصرفي منين ، وإنتي يا حسرة لا شغلة ولا مشغلة !

صرخت فيها تهاني قائلة بحدة وهي تحدجها بنظرات محتقنة :
-فردوس 

فشاغل أختها الأكبر هو تدبير المــال وإنفاقه وليس سلامة إبنتها الوحيدة ، نعم سندها في تلك الدنيا القاسية لا يقــــارن بأي أمــوال ..
رأت فردوس نظرات الغضب والإستهجان واضحة على تعبيرات وجهها ، فحاولت أن تلطف من الأمـــر قليلاً ، فرفعت كفها في وجهها وهي تقول ببرود مستفز :
-أنا مقصدتش ، بس دي الحقيقة 

رمقتها بنظرات حانقة وهي ترد عليها بإستنكار :
-خلاص ، هاتصرف ، وربنا هايكرم 

تنهدت في يــأس فهي تعلم ضيق ذات اليد مع أسرتها البائسة ، ولكنها لم ترد أن تتشاجر مع أختها ، لذا تابعت بفتور :
-ماشي 

نظرت تهاني بسخط لها ، فقد إستكفت من النقاش غير المجدي معها، وأردفت قائلة بصوت متصلب :
-أنا داخلة أنــام مع تقى 

قطبت فردوس جبينها ، ورفعت حاجبها للأعلى قليلاً قائلة بإستغراب :
-مش هاتسهري شوية ونحكي

ردت عليها تهاني بصوت ممتعض بـ :
-لأ .. أنا تعبانة 

لوت فمها للجانب وهي تهمس بعدم اكتراث : 
-براحتك 

ثم تابعتها بنظرات مطولة حتى توارت عنها ، وحدثت نفسها قائلة بتذمر وهي تزم ثغرها :
-وأدي أخرتها هم زفتي بينطر على ميت غمــــر ..!

.................................

في قصـــر عائلة الجندي ،،،،،

صــــاح مهاب بصوت جهوري في وجـــه ناريمان حينما أبلغته بظهور تهاني مجدداً قائلاً :
-وساكتة

هتفت هي قائلة بنبرة محتدة :
-ما إنت مش معبرني 

رمقها بنظراته البغيضة قائلاً بسخط :
-اه طبعاً ، حطي كل بلاويكي عليا 

لم تهتم برده المستفز ، بل سألته بإهتمام وهي تعبث بخصلات شعرها :
-طب هاتتصرف إزاي ؟

رد عليها بصوت قاتم وهو يفرك وجهه في حيرة :
-معرفش ، هافكر الأول 

فكرت هي في أن تذيل حاجز الضيق بينهما بإدعائها الإهتمام بمعرفة أحـــوال ليان ، فسألته بصوت متقطع وهي تختلس النظرات إليه :
-آآآ.. طب .. طب وعرفت حاجة عن ليان ؟

أجابها مهاب بصوت بــــارد وهو يلقي بجسده على الفراش :
-أيوه .. هي مع جوزها !

سألتها مرة أخــرى وهي تتابعه بنظراتها قائلة بإهتمام زائف :
-هي بخير ؟

هز رأسها مجيباً إياها بإختصار بـ :
-أهـــا .. 
-اوكي.. 

ثم حدق مهاب أمامه ليحدث نفسه بضجر بـ :
-كل حاجة بتتعقد ، أنا محتــاج أرتب أموري كلها ، وإلا اللي بنيته في سنين هايتهد في ثواني .....!

...................................

في منزل مــــا بمنطقة مصر الجديدة ،،،،

جــــاب أوس بعينين حـــادتين كالصقر تفاصيل وديكورات ذلك المنزل الجديد الذي اقترحه مكتب الإستشارات العقارية عليه لكي يمكث فيه ..
فالصـــالة متسعة للغاية ومفروشة على أحـــدث طـــراز ..
كذلك يوجد بالمنزل أربع غرفات أخــرى ، منهما إثنين للنوم ، وواحدة معيشة ، وأخــرى معدة كمكتب ، بالإضافة إلى وجود ثلاث مراحيض ، واحد ملحق بغرفة الإستقبال الخــارجية ، وإثنين بغرف النوم .. ومطبخ متسع بجوار باب المنزل ..

بـــدى على وجه أوس علامات الجمود رغم بريق الإعجاب الذي ظهـــر في مقلتيه ..
ثم إستدار بجسده ليواجه المهندس المســئول قائلاً بجدية :
-تمــام ، هاخده 

اتسعت ابتسامة المهندس ، وتشدق قائلاً بحماس جلي :
-المكان يتشرف بيك يا فندم ، وتقدر وقت ما توقع على العقود تستلم المفتاح فوراً 

أولاه أوس ظهره ، وتابع قائلاً بصوت صــــارم :
-التفاصيل دي كلها المحامي هيخلصها معاك الوقتي 

برزت أسنان المهندس وهو يجيبه بسعادة :
-أوكي يا باشا ، وإحنا تحت أمرك 

ثم تحرك أوس خطوتين للأمــام ليكمل حديثه الواثق مع نفسه وقد إلتوى فمه بإبتسامة مغترة :
-كل حاجة هاتكون جاهزة يا تقى ! ما إنتي هتنوري بيتك ده .. بكرة ........................... !!!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1