رواية المنبوذ الفصل الرابع والاخير بقلم محمود الامين
كمال كان شكله غريب.. معرفش إزاى وصل لكده ولا فاهم فى إى؟
كان بيقرب منى مش عارف هو عاوز إى.. بيطلع منه صوت غريب، فضل يقرب أكتر وأكتر لحد ما بقي في وشي
حسيت نفسي بيتقل وإنى بغيب عن الوعى.. معرفش فضلت كده قد إى؟!.. لكن لما فوقت لقيت نفسي على السرير وكمال هو اللي كان واقف جمبى
أول فتحت عينيا وشوفته برقتله وقولتله
_ إنت مش طبيعي يا كمال.. إنت ملبوس صح
_ ملبوس إى بس يا دكتور وليد؟.. إنت إى اللي حصلك بالظبط
_ إى اللي حصلى أنا؟.. إنت بتهزر صح
_ يا دكتور فى إى ما تفهمنى
_ يعني إنت مش فاكر اللي حصلك لما طلعت من الحمام يا كمال
_ حصل إى؟.. أنا خرجت لقيتك واقع على الأرض والممرضة بتحاول تفوقك
_ لا يا كمال مش هو ده اللي حصل.. أنا شوفتك خارج من الحمام وعينيك كانت بيضة تماماً والممرضة لما شافتك أغمى عليها وفضلت تقرب منى لحد ما فقدت الوعي أنا كمان
...
كمال كان واقف وعلى وشه علامات تعجب ودهشة وبعدها أتكلم وقال
_ الكلام اللي إنت بتقوله ده محصلش.. حتى إسأل الممرضة
..
في الوقت ده دخلت الممرضة عشان تأكد على كلام كمال أنا حسيت إني مجنون.. يعني كل اللي شوفته ده محصلش مستحيل أنا واثق ومتأكد جداً من اللي شوفته أنا مش بكدب معنديش دليل على كلامي وواقف عاجز قدام تفكيري وكلامهم
في الوقت ده أتكلم كمال وقال
_ الدكتور قال أنه هيكتبلى على خروج النهارده.. أنا بقيت كويس خلاص
_ حمدالله على السلامة يا كمال
_الله يسلمك يا دكتور وليد... يلا بقا قوم عشان تخلص الاجراءات عايز أخرج
....
مكنتش فاهم حاجه كمال لما فاق مكنش فكرنى.. وطلب يدخل الحمام وبعدين خرج بالشكل المفزع ده والممرضة اغمى عليها ومن ثم أنا بعديها.. ولما فوقت كمال كان فكرنى عادى وقلى إن اللي شوفته محصلش
دماغي كانت هتنفجر من كتر التفكير ومش قادر أشيل من دماغي اللي شوفته من شوية واللي عقلى مصدقه جداً رغم اللي قاله كمال والممرضة
...
القاهرة... نوفمبر 2020
رجعت قعدت على المكتب بعد ما سمعت أقوال أخت التؤام للمجنى عليه.. وكده ممكن ده يكون حل اللغز
التفكير الكتير في اللي جاي عملى صداع رهيب طلبت فنجان قهوة وقعدت أراجع شوية كده في أقوال الشهود
لحد ما دخل عليا سليم.. سليم ظابط شاطر جداً في المديرية وطلبت منه الاتى
_ أزيك يا سليم عامل إى؟
_ الحمدلله بخير يا فندم
_ أنا عاوزك تركز معايا شويه.. ده الأسم الثلاثى لشخص المفروض إنه هو القاتل في الجرايم اللي إرتكبت تمام عاوز بقى منك تحريات شاملة عنه من يوم ما أتولد لحد دلوقتي.. عاوزين نعرف مكانه في أقرب وقت
_ تمام يا فندم.. تحت أمرك
...
خرج سليم وأنا بفكر في كل الأحداث اللي حصلت.. هو في حد ممكن ينتقم من حد أذاه نفسي بالطريقة المفجعة دي
لو أفترضنا إن كمال هو اللي عمل كده عشان الناس دي إتنمرت عليه ودمرت نفسيته
فلازم وقتها أصدق إن النفسية دي ليها عامل مهم جداً في تشكيل شخصية الإنسان... عامل البوفيه قطع حبل أفكارى اما دخل عليا بفنجان القهوة وقالى
تأمر بحاجة تاني يا فندم؟
كنت سرحان ومجوبتش على سؤاله.. خرج من المكتب
وأنا كنت تعبان قررت أرجع البيت وأرتاح شوية.. رجعت البيت ومفيش نمت ساعتين وصحيت على تليفون من سليم
_ ألو أيوة يا سليم.. خير؟
_ يا فندم التحريات جاهزة عن المشتبه فيه
_ في حاجة جديدة يا سليم
_ في حاجات كتير يا فندم.. ياريت حضرتك تاجى بسرعة
...
قومت من السرير ورغم كم الارهاق اللي حاسس بيه لكنى جهزت نفسي ولبست ونزلت ركبت عربيتى وروحت على مكتبي وكان سليم مستنينى في المكتب
أول ما دخلت قالى
_ شكوكك في محلها يا فندم.. فعلاً بعد ما تقري التحريات كمال هيصبح مشتبه فيه بالنسبة 90 ٪
...
شديت كرسي وقعدت على المكتب وفتحت الملف وأبتديت أقرأ
هو فعلاً الموجود في الملف ده يضع كمال في دايرة الشك ولكن برضو لازم يتحقق معاه
واللي قريته إن كمال شخص كان بيتعرض للتنمر طول فترة دراسته وده بسبب إنه شخص بيتلعثم في الكلام، لحد ما بسبب مشكلة مع ابن دكتور هناك سقطوه رغم تفوقه العلمى الواضح ولما راح يدافع عن حقه حصله حادث دخله في غيبوبة
لما راجع فريق البحث الاسماء اللي تسببت في أذية كمال في الفترة دي.. كانت مفاجأة مش متوقعة
عشان دي نفس أسماء المجنى عليهم وده اللي بيخلى كمال مشتبه فيه خصوصا بعد الجملة اللي قالها احد المجنى عليهم (أنا مكنش قصدي أتنمر عليك)
التحريات كمان أثبتت إن فى شخص دايما كان مع كمال وفي
ضهره في أى مشكلة بتحصل، وأسمه الدكتور وليد واللي عرفنا أنه أترفد من الكلية بسبب كمال عشان بس دافع عنه
...
قفلت الملف وطلبت إذن نيابة بضبط وإحضار كمال والدكتور وليد.. وعلى حسب العناوين الموجودة في ملف التحريات كانت في مفاجأة جديدة أننا لقينا الدكتور وليد مقتول في بيته
القوة أتحركت علي بيت كمال واللي سلم نفسه لينا بدون إى مقاومة ومش كده وبس لأ ده أعترف بكل حاجة وبدأت الكلام وقولتله
_ ما هي أقولك فيما هو منسوب إليك؟
_ أنا معترف بقتلهم كلهم
_ قتلتهم ليه يا كمال؟
_ مكنتش في وعيى وقتها كان متحكم فيا
_ هو مين؟!
_معرفش بس أعتقد أنه مش بنى آدم
_ مش بنى آدم؟!.. أومال إى؟
_ جن.. اللي من ساعة ما شوفته وانا مش عارف أتكلم كويس زي الناس.. حاجة مش بأيدي بسببها إتريقوا عليا بسببها
_ بص يا كمال متحولش تعمل فيها مجنون وتعالى دوغري.. قتلتهم ليه؟
_ أنا قولت اللي عندي.. ومعنديش كلام تاني
_ طيب وقتلت الدكتور وليد ليه؟.. الشخص اللي وقف جمبك
_عشان كان هيبلغ عنى ومصدقنيش
..
أكتب يبنى يتم عرض المتهم على لجنة عليا من الطب النفسي والعصبي للكشف عليه وإفادتنا بتقرير.. وعليه يتم حبس المتهم أربعة أيام على زمة التحقيق لحين عرضه علي اللجنة
......
القاهرة... يناير 2021 (مستشفى العباسية الامراض النفسية والعقلية)
أنا كمال بكلمكم من المستشفى بعد ما اللجنة أقرت إنى مريض نفسي.. في الحقيقة أنا جاي أقولكم الحقيقة بعد ما سمعتوا كل ده
أنا مش ملبوس ومفيش جن ولا حاجة.. أنا شخص أتولد وعنده مشكلة في الكلام وشاف كتير من التنمر والقسوة في حياته وكنت بحاول أتماسك بس مقدرتش.. أنا قتلتهم كلهم بارادتى الكاملة، كلهم يستحقوا القتل حتى دكتور وليد
ليه؟
كنت مرتب كل حاجه وأنا في المستشفى لما دخلت الحمام ولبست عدسات بيضة على عينيا وعشت الدور على الدكتور وليد بالاتفاق مع الممرضة اللي عملت دورها تمام
لكن اللي مكنتش عامل حسابه إن الدكتور وليد يكشفنى وهددنى إنه هيبلغ عنى بعد ما اعترفتله بقتلهم.. كان لازم أخلص منه
أنا عملت حوار الجن ده عشان الناس متعرفش إنى مولود كده وأستغليته عشان أنفذ الجرايم دي من غير ما يتحكم عليا بالاعدام، أنا أهو عايش دلوقتي زي المجانين بس علي الاقل لسه عايش حتى لو المسمي مجنون
...
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصريه زورو قناتنا على التلجرام من هنا
