رواية جدران مظلمة الفصل الرابع بقلم شهد القاضي
#جدران_مظلمة
الفصل الرابع
وفي اليوم التالي ذهبت ميار إلي عملها في المستشفى لتجد أنها محور الحديث بينهم بسبب سفر محمود لدبي وتركها هكذا..
شعرت بالحزن قليلا ولكن هدأت نفسها بأن محمود لم تكن له أي مشاعر مجرد شخص مر بحياتها وانتهي! وقررت أن لا تعطي للموضوع أكبر من حجمه..
وبعد دقائق أتت إليها زميلتها تحاول فتح الحديث معها ولكن ميار لم تعطها فرصة!
وحدثت ميار نفسها الفضول يأكلهم حقا!
بعد قليل وجدت حسن في ممر المستشفي ويبدو عليه يبحث عن احد!
حسن بقلق= راح فين ده كمان انا ناقص
ميار من خلفه= أستاذ حسن بتعمل اي هنا وبتدور علي مين..
حسن بدهشة ممزوجه بإبتسامه = اهلا بشممرضة ميار انا هنا مع واحد صحبي بس معرفش راح فين قلتله ميتحركش من مكانه بس العند بقي هنعمل ايه..
ميار بتفهم= متقلقش هتلاقيه بيكلم في التلفون أو نزل الاستراحه
حسن= ايوة فعلا عندك حق ..اصلا كنا جايين ناخد شوية نتايج ل تحاليل وماشين ..فهنزل أدور عليه بقي وو..
لم يكمل حديثه حتي صدر صوت ساجد من خلفه
ساجد بهدوء= هتنزل ليه ما انا أهو
وبمجرد ما التفت إليه حسن نظر إلي ميار…
لم تكن نظرته إليها نظرة عادية! بل نظرة مليئة بالقبول والإعجاب بها!
هي ليست جميلة بالدرجة التي! ولكن ..كيف لتلك الملامح ان تكون هكذا!
بشرة قمحاوية عيون عسلية ! رموش كثيفة!
وما زادها جمالا حجابها!
من أنتي حقا؟
أفاق من شروده علي صوت حسن وعندما انتبه لنفسه وجدها تشعر بالحرج قليلا من نظره لها..
حسن وهو ينظر باتجاههم = طب كويس انك جيت كنت هدور عليك ..
ساجد وهو يحمحم= طب تمام يلا بينا
ذهب حسن بعد ما ودع ميار وحدث نفسه = ياسلام يواد حسن القدر هيكمل اللي بتعمله ولا ايه..ده انا أنفع علي كده
وكان يضحك ضحكه بلهاء..لينظر له ساجد باستغراب
ساجد= انت واقع علي دماغك وانت صغير؟
حسن بضحكه= واقع في ترعه ثم قهقق عاليا
ساجد = لا انا ماشي ليفتكروني تبعك ولا حاجه..
وفي المساء كان ساجد يجلس مع حسن ويتناولون العشاء ..
ساجد بهدوء= الممرضة اللي كنت واقف معها النهارده تعرفها منين..
نظر له حسن بإستغراب ممزوج بإبتسامه
وأكمل ساجد حديثه بسرعه= اقصد يعني انت ملكش في سكة انك تعرف بنات وكده ودي اول مرة اشوفك فيها واقف مع واحدة
حسن بإبتسامه = خلاص بقي يعم بتكسف الله
نظر له ساجد ببرود
وأكمل حسن كلامه= دي يسيدي الممرضه ميار لما ماما الله يرحمها كانت تعبانه كانت بتيجي البيت تهتم بيها عشان امي كانت بتستريح معها ووالدة ميار كانت بتيجي مع ميار والصراحه الست تتحب هي كمان وامي حبتهم أوي
أومأ ساجد متفهم لحديثه..
ساجد= هروح اطمن علي حياة خلص اكل وشيله دخله المطبخ واعملي قهوة وجهز اللبن ل حياة..
حسن وهو يبتلع الطعام= طب استني ابلع طيب واديني أوامر..
وبعد ساعة…
كان ساجد يجلس ويضع حياة علي رجله ويشاهد الأخبار في التلفاز..
حسن بمرح= ما تفكك بقي من الحاجات دي وتيجي نلعب بلايستيشن..والمرة دي انا اللي هكسب
حسن ببرود= لا
حسن = طب هات حياة شوية بقالك ساعه حاضنها
حسن بنفس البرود= لا دي بتاعتي روح اتجوز وهاتلك واحدة
وانهي جملته وهو يقبل حياة..التي ابتسمت وعلت ضحكاتها..
حسن بغضب كاذب= قد إيه انت غتت
وفي منزل ميار…
كانت تجلس شاردة في ذلك الشخص الذي نظر لها نظرة تفهم معنها جيدا! ولكنها شعرت بالحزن قليلا علي حالته ..فيبدو عليه مازال صغيرا ..وفي زهرة شبابه
وعندما تذكرت ملامح وجهه ابتسمت دون إرادة منها!
اخضر العينين! أبيض اللون! لحية معتدلة ملامح هادئة !
وذات اللحظة تذكرت محمود الذي يبدو وسيما اكثر ولكن ذلك الشخص يقول للقبول قف وأجلس أنا مكانك!
وفي لحظة نفضت تلك الأفكار من راسها..
ميار= ايه هنخيب ولا ايه استغفر الله العظيم
ودخلت والدتها وهي تحدث نفسها
نادية بإستغراب= ايه يبنتي الشغل بوظ دماغك وبقيتي تكلمي نفسك
ميار بضحك= لا يماما مش لدرجة كنت بفكر بس في حاجه
نادية بإبتسامه = يارب دايما أشوف الضحكة علي وشك..
قومي يلا نتعشي..
وهم يتناولون العشاء تحدثت روان..
روان = يعني هو محمود كان هيجراله حاجه لو قالنا علي الحقيقة..
توقفت ميار عن الأكل بمجرد سمعها لكلمات اختها!
نادية بجدية= خلاص يا روان كل شئ قسمة ونصيب ودي حاجه متزعلش
روان = بس ده كان دكتور يماما وكان مناسب لعيلتنا..
نادية بعصبية = اسكتي يا روان ومتتكلميش في حاجات ملكيش دعوة بيها وركزي في دراستك عشان تخلصي الثانوية علي خير..
روان غير مهتمة بكلامها= طيب طيب خلاص..
أما ميار شعرت بالاختناق و استأذنت وخرجت للشرفة..
وظلت شاردة لا تدري لما انزعجت من حديث أختها ..
وفي صباح اليوم التالي …
حسن= خد شوف كده اخر فيديو ترويجي اتعمل للمعرض الجديد في اسكندرية وقول رأيك..الفريق اشتغل عليه اسبوع عشان يطلع كده متأكد هيعجبك..
وبالفعل كان الفيديو أكثر من رائع
ساجد= الله ينور اعتمد الفيديو ونزله
وأكمل حديثة بحمحمه
ساجد= كنت عايز أجيب حد يهتم بحياة بما إني رجعت الشغل تاني وحاسس اني مقصر معها شوية وهي محتاجه اهتمام كتير الفترة دي
حسن باهتمام وهو يتابع العمل= تفكير سليم والله بس مين اللي هتأمنها علي بنتك وبيتك..
ساجد وهو يدعي التفكير
ثم اعتدل حسن وبإبتسامة خبيثة= ايه رايك في الممرضة ميار؟؟
ساجد بجدية أكثر= هتجوزها
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم