رواية السر الملعون الفصل الرابع 4 والاخير بقلم حماده زهران


 رواية السر الملعون الفصل الرابع والاخير 

وأنا واقف في المكان ده، حاسس إن كل خطوة هعملها محسوبة، سمعت صوت خطوات تقيلة جاية من بعيد، وكل ما الصوت يقرب كنت بحس الأرض تحت رجلي بتتهز أكتر..حاولت ألف حوالين نفسي أدور على مصدر الصوت، لكن الضباب كان مغطي كل حاجة..وفجأة،ظهر قدامي شخص، أو حاجة شبه شخص..كان طويل بشكل غير طبيعي وملامحه مش واضحة، كأنها بتتغير كل ثانية..عينيه كانت حمرا وبتلمع في الظلام،وصوته كان مخيف وهو بيقول:
-انت وصلت للمرحلة اللي محدش قبلك عداها..عرفت تضحي،لكن هل عرفت بإيه.
حسيت بخوف،بس حاولت أبان ثابت وقولت:
-أنا مش فاهم حاجة،إيه اللعبة دي..وليه أنا هنا.
رد بنبرة هادية لكن مرعبة:
-الكتاب اللي انت فتحته مش كتاب عادي،ده مفتاح لمصيرك وأنت اخترت تفتح البوابة..بس كل اختيارك ليه تمن،والسؤال هنا..مستعد تدفعه.
بدأت أفكر بسرعة..تمن إيه اللي ممكن يكون أضحي بيه،وأنا حتى مش عارف أنا ليه هنا. 
قرب مني أكتر،وكل ما يقرب كنت بحس بجسمي بيتقل وكأن حد بيضغط عليه، وقال:
-هقولك حاجة..اللي دخل هنا ما خرجش زي ما كان،الكتاب مش مجرد ورق،ده روح بتربطك بالعالم اللي حواليك،والاختيار اللي عملته، هيغير كل حاجة في حياتك.
زعقت فيه وقولت:
-إيه الاختيار ده..أنا حتى مش فاهم إيه اللي بيحصل.
ضحك بصوت مخيف وقال:
-فاكر الحجر اللي مسكته والرموز اللي شفتها،كل ده كان جزء من الاختبار..أنت أحييت حاجة كانت نايمة من آلاف السنين،ومش هتقدر تهرب منها.
حسيت بقلبي بيدق بسرعة،وكل كلمة كان بيقولها بتربكني أكتر.
حاولت أهدى وسألته:
-طيب إيه اللي مطلوب مني لو كنت اخترت، قولي أنا المفروض أعمل إيه.
قرب مني لدرجة حسيت بنفَسه البارد على وشي وقال:
-مطلوب منك تكمل اللي بدأته..تدور على الحقيقة اللي الكتاب مخبيها، لكن افتكر ان الحقيقة عمرها ما بتيجي ببلاش..وفجأة، الأرض تحتنا بدأت تفتح،ودوامة ضخمة بدأت تسحبنا لتحت،حاولت أتمسك بأي حاجة، لكن إيدي ما مسكتش غير الهوا..وأنا بنزل، الصوت بتاعه كان بيتردد حواليا بيقول:
-افتكر ان الهروب مستحيل،واللي بيبدأ لازم يكمل. 
لقيت نفسي واقع في مكان جديد.. كان زي مدينة قديمة مهجورة والبيوت كلها مهدومه،والأرض كلها مليانة رموز محفورة،نفس الرموز اللي كانت على الحجر والكتاب..وفجأة، سمعت صوت جاي من بعيد،الصوت كان زي صوت بكاء طفل،لكن مليان حزن وألم.
مشيت ناحية الصوت، وكل ما أقرب كنت احس بإيدين خفية بتحاول تمنعني. 
وصلت لمبنى كبير،وكان واضح إنه المكان اللي الصوت طالع منه.
دخلت لقيت تمثال كبير في النص،وكان على التمثال ده نفس المفتاح اللي لقيته في البيت..لما قربت حسيت الأرض بتتهز تحتي.
الصوت اللي كان جاي من فوق،بقى ورايا،بس المرة دي كان واضح أكتر..الصوت قال:
-أنت كنت دايماً جزء من اللعبة..بس عمرك ما كنت تعرف.
وقبل ما أتحرك،الباب اللي دخلت منه اتقفل،والصوت بقى أقرب:
-دلوقتي هنشوف إيمانك لسه حي،ولا اللعبة هتخصرك.
الدنيا حواليا سكتت فجأة،والصمت كان تقيل لدرجة حسيت كأن نفسي مكتوم.
كنت واقف قدام التمثال،والمفتاح اللى عليه بيشع نور خفيف..مديت إيدي ببطء،وحسيت كأن الجو حواليا اتغير،وشميت ريحة زي ريحة خشب محروق بدأت تملأ المكان،ومعاها صوت حاجة بتتكسر،زي خطوات بتدوس على الزجاج..وبمجرد ما لمست المفتاح، الأرض تحتي اتهزت بقوة،والتمثال بدأ يتحرك.
كنت واقف مش قادر أصدق اللي بشوفه..التمثال وشه بدأ يتغير،ملامحه بقيت مرعبة،كأنها مزيج من وشوش كتيرة،عيونه اتفتحت وكانت سودة تمامًا، زي حفرة ملهاش نهاية.
الصوت اللي كنت سامعه قبل كده، ظهر تاني،بس المرة دي كان جاي من التمثال:
-أنت اخترت والمفتاح هو البداية،استعد للي جاي. 
بمجرد ما الكلام ده اتقال،نور قوي خرج من التمثال،حسيت كأن روحي بتتسحب مني،وكأن فيه حاجة بتسيطر عليا.
بعد لحظات،النور اختفى لكن المكان حواليا كان مختلف تمامًا..مشيت شوية وأنا بحاول أفهم،لقيت نفسي قدام مرايه كبيرة،بس المرآاية دي ما كانتش عادية،لما بصيت فيها، ما شفتش انعكاسي الطبيعي..اللي ظهر كان نسخة مني،لكن وشها مليان جروح وعيونها بتنزل دم.
-"إيه ده"..قولتها بصوت عالي وأنا برجع لورا.
لكن الصورة في المراية اتكلمت وقالت:
-ده حقيقتك اللي بتحاول تهرب منها..كل حاجة جواك،خوفك وضعفك وغلطاتك كلها هنا،والمراية دي هتحدد مصيرك.
بصيت للمراية وأنا حاسس برعب شديد،لكنها كملت وقالت:
-لو عندك الشجاعة تواجه،امسك المفتاح وافتح الباب اللي وراك،ولو معملتش كده هتفضل هنا مدى الحياة.
لفيت ورايا لقيت باب خشب قديم، كان عليه نفس الرموز..إيدي كانت بتترعش، بس عرفت إن ده الطريق الوحيد..مسكت المفتاح،وبدأت أفتحه،وبمجرد ما الباب اتفتح،الهوا بدأ تلف حواليا،والصوت في المراية قال:
-ده طريقك للأجابات..لكن لكل جواب، فيه تمن.
دخلت من الباب وأنا مش عارف ايه اللي مستنيني،لكن اللي شوفته كان مرعب أكتر من كل حاجة عدت عليا.
الجو كان مختلف تمامًا..كأني دخلت عالم تاني،السماء لونها أحمر غامق، والأرض تحتي كانت زي بحر من الرمال المتحركة،كل خطوة كنت باخدها، كنت حاسس كأنها آخر خطوة..وبعد ما قطعت نص المسافة،لقيت أشجار سودة،شكلها غريب،الفروع بتاعت الشجر كانت بتتحرك لوحدها متجهة نحيتي..حاولت أتفداهم، لكن كأنهم قاصديني انا.
كل شجرة كنت بقرب منها كنت بحس بوشوشة في ودني،كلام مش مفهوم بنغمة صوت مخيفة.
بعد ما مشيت شوية،وصلت لمنطقة فيها دايرة محفورة في الأرض،جوه الدائيرة كان فيه طربيزة حجرية وعليها كتاب كبير،وشكله قديم ومغبر.
قربت من الكتاب، ولما مدّيت إيدي ألمسه،صوت طلع من ورايا بيقول:
-مش كل سؤال يستحق جواب،ومش كل جواب يستحق تمن.
اتلفت ورايا بسرعة، لقيت شخص واقف،لكن شكله مش واضح،كأنه ظل بيمشي..قالي:
-ده الكتاب اللي الكل بتدور عليه،بس انت مستعد تعرف الحقيقة. 
سألته بخوف:
-حقيقة إيه،أنا مش فاهم حاجة. 
رد وهو بيقرب:
-حقيقة اللي حصل هنا،وليه البيت ده اختارك أنت بالذات.
بصيت على الكتاب وأنا خايف ألمسه..الظل كمل كلامه:
-الكتاب ده مفتاح الأسرار،لكنه مش مجرد كتاب..هو عهد بينك وبين اللي صنعه،كل صفحة هتفتحها هتخليك تخسر جزء من نفسك.
انا كنت في حالة صدمة،بس فضولي كان أقوى من خوفي..مديت إيدي للكتاب وفتحته على أول صفحة. الكتاب كان مكتوب بلغة مش مفهومة، لكنها حسيت وكأني بعرفها.
أول جملة قرأتها كانت:
-اللي يبدأ هنا..مش ممكن ينتهي إلا بقرارك.
بمجرد ما قريت الجملة دي، حسيت الأرض تحتي بتتهز،والدايرة اللي حواليا بدأت تنور.
كنت حاسس إنني جزء من حاجة كبيرة جدًا،أكبر مني بكتير.
الظل بصلي وقال:
-القرار ليك، يا تمشي يا تكمل..بس اعرف حاجة، لو كملت مش هتقدر ترجع.
بصيت للكتاب مرة تانية،وكان قلبي بيدق بسرعة رهيبة.
أفتح الصفحة التانية..ولا أرجع وأسيب كل حاجة. 
بس للأسف لمست الصفحة التانية، وكنت متردد،كأن الكتاب نفسه كان بينادي عليا،ولما قلبتها النور اللي حواليا اختفى فجأة،ظهر من الكتاب خريطة لنفس البيت اللي أنا فيه.
كل غرفة كان متعلم عليها برموز، والرموز كانت متوصلة بخطوط..لكن في نص الصفحة،كان فيه جملة مكتوبة بخط كبير:
"الحقيقة مدفونة في البدروم"
عمري ما فكرت أصلاً يبقى ان هورث من أمي.
الظل رجع يتكلم،وصوته كان أعنف من قبل:
-البدروم هو المفتاح لكل اللي بتدور عليه، بس افتكر ان كل خطوة ليها تمن.
سألته بغضب:
-إيه التمن..وليه أنا بالذات، إيه اللي أنا عايش فيه ده.
رد عليا وقال:
-التمن هو روحك،والمكان ده اختارك لأنه كان مستنيك..الماضي بتاع امك مرتبط بالمكان،وأنت الوحيد اللي تقدر تفك اللعنة.
سمعت صوت خطوات تقيلة من تحت الأرض،كأن في حاجة بتتحرك..حسيت برجلي بتتقل،وكأن البيت بيشدني ناحيته.
قررت أنزل البدروم..الطريق كان ضيق، والجدران كانت مليانة شروخ زي عروق بتجري فيها حاجة..الجو كان مكتوم جدًا وكل خطوة كنت باخدها كانت بتطلع صدى صوت غريب،وصلت لباب البدروم.. باب حديد ضخم، وعليه نفس الرموز اللي شفتها على الكتاب..لما لمسته الباب اتفتح لوحده، اللي كان جوه البدروم مكانش طبيعي،المكان كان واسع جدًا، أكبر بكتير من مساحة البيت، وكأني دخلت في عالم تاني. الأرض كانت حجارة قديمة، وفي النص كان فيه دائرة تانية محفورة، بس المرة دي كانت مليانة رماد، وكأنه مكان حرق حاجة كبيرة..وفي آخر البدروم كان فيه تمثال ضخم،شكله مش بشري،عامل زي مزيج بين إنسان وحيوان، وعيونه كانت متجهة ناحيتي.
ولما قربت سمعت الصوت من جديد، بس المرة دي كان جاي من التمثال:
-أخيرًا جيت،دلوقتي نبدأنا.
حسيت بشعور غريب،كأن جسمي مش قادر يتحرك..الأرض تحتيا بدأت تتهز، وسمعت أصوات صريخ جاية من كل مكان..التمثال اتحرك وعيونه بقت حقيقية،والرماد اللي في النص بدأ يدور زي دوامة..الصوت كان أقوى من أي حاجة سمعتها قبل كده،بيقول:
-"السر الملعون..إما ان تحله أو تضيعه".
كل حاجة حواليا بدأت تتغير.
الجدران بدأت تسيح،والظلام زاد بشكل مخيف..كنت واقف في النص،وأنا مش فاهم حاجة.
لكن حاجة واحدة كنت متأكد منها:
اللعنة بدأت تتحقق.
حسيت برجلي بتتشد لقدام وكأن قوة غير مرئية كانت بتسحبني ناحية التمثال،حاولت أقاوم لكن ما كنتش قادر..الأرض تحتي كانت بتتشق وتفتح، وكأنها بتبلعني،الصوت اللي كان بيطلع من التمثال بقى أقوى، وكان زي صوت ناس بتتعذب تحت الأرض.
التمثال بدأ يتحرك بشكل غريب، حركاته مش طبيعية،كأن في جزء من التمثال بدأ يسيح ويتشكل بطريقة مرعبة،وما فاتش وقت كتير وكان التمثال قدامي بشكل بشع،وشه مش وش إنسان ولا وش حيوان،كانت ملامحه مشوشة،وبوقه كان مفتوح وكأن الصراخ جاي منه.
كنت مش قادر أتنفس،والهواء حواليا بدأ يسخن،حسيت كأني وقعت في فخ، مش قادر أهرب ولا أتحرك..لكن في اللحظة دي، افتكرت الجملة اللي كانت في الكتاب:
"التمن هو روحك"
 يعني أنا مش هقدر أهرب إلا لما أحل اللغز ده.
التمثال اتكلم تاني وقال:
-اللغز مش صعب،أنت كنت جزء منه طول الوقت.
حاولت أفهم إيه هو اللغز، لكن الصوت بدأ يزيد، وكأني مش لوحدي في المكان..صوت همسات جايه من كل زاوية.
وبعد لحظات من الذهول، لقيت نفسي قدام صورة في دماغي..الصورة كانت غريبة جدًا، وكانت بتظهرلي زي شريط سينما بسرعة. 
كانت صورة بيت قديم،والناس اللي كانوا فيه مش واضحين،كأنهم أطياف..وفجأة، شفت وش شخص متأكد إني شفته قبل كده..كان وش أمي،قولت بصوت ضعيف:
-أمي.
التمثال ضحك ضحكة مرعبة،وكأن العالم كله بدأ يتهز،واتكلم وقال:
-أنت مش فاهم..هي كانت هنا قبل كده، وهي اللي جابتك للبيت ده.
حاولت أستوعب الكلام،لكن الهمسات كانت بتزيد لدرجة إن عقلي كان بيشوش..وفجأة،الصورة اللي شوفتها في دماغي وضحت أكتر.
كنت في بيت كان فيه مكان غريب تحت الأرض،قبل ما أقدر أفكر أكتر، الأرض تحتي انفجرت بشكل مفاجئ، وكأن المكان كله بينهار..سحبتني قوة غريبة وخلتني أوقع في حفرة مظلمة.
مكنتش قادر أتحرك،والجو كان برد شديد،وسامع نفس الأصوات الغريبة، بس بعد لحظات،حسيت بحاجة تقيلة فوق صدري،وكأن الجاثوم كان قاعد عليه.
وفي وسط الظلام، عرفت إنه خلاص المسار اتغير،وعرفت إنه لو كنت ههرب، يبقى لازم أواجه كل حاجة،كل حاجه من اللغز..وكل شيء في المكان ده.
غمضت عيني وسمعت الصوت في ودني بيقول:
-أنت لسه مش فاهم..ده كله ليك.
حاولت أفتح عيني،لكن الظلام كان بالع المكان لدرجة إني مكنتش قادر أشوف حاجة قدامي،الجسم التقيل على صدري كان بيضغط عليا،وكان الصوت في ودني بيزيد بشكل غير طبيعي.
الصوت شبه همسات متراكمة مع بعض، وكأنها أصوات ناس مش موجودين في المكان،لكنهم بيخترقوا عقلي وبيشوشوا على تفكيري.
الصوت قال:
-أنت مش لوحدك هنا..الصوت كان بيقولها ببطء،وكأن كل كلمة مش بس بتخترق ودني،لكن بتخترق عقلي وجسمي كله. 
حاولت أتحرك لكن ما كانش في أمل،الشعور ده كان غريب،كأني عايش في عالم تاني،وكل خطوة كنت أخطيها كانت بتقربني لحاجه،لكن أنا مش قادر أعرف إيه هي.
في اللحظة دي حسيت بشيء غريب تحت ايدي،و حاجة كانت باردة جداً، ملمسها زي الحجر،لكن مش حجر عادي،بمجرد ما لمستها حسيت برعشة جرت في جسمي،وبدأت الأصوات تخف شوية.
فجأة..خطر في بالي الكتاب اللي لقيته في البداية،الكتاب اللي كنت فاكر إنه مجرد ورق من الماضي..كنت متأكد إن الكتاب كان في الإجابة،وفي شيء عن المكان ده،أو عن اللغز اللي حواليا..لكن الكتاب كان مختفي ومكنتش شايفه، وكأن الأرض اتشقت وبلعته.
فجأة..حسيت بحركة غريبة فوقي، وحسيت بشيء بيحاول يلمسني، زي اليد اللي بتدور حواليا، وبدأ الصوت يتغير..بقي أقرب واوضح، وكأن حد بيهمس في ودني..في اللحظة دي فهمت إنه ده مش مكان طبيعي،ده مكان لشيء أعمق وأخطر من أي شيء كنت متخيله.
الصوت بيقول:
-لو رجعت مش هتقدر تخرج تاني.
كان بيقولها بصوت غريب،وكان فيه نوع من التهديد،زي لو رجعت هتكون النهاية.
بصيت على الأرض اللي تحتي،ولقيت إن فيه شقوق كبيرة بدأت تظهر في الجدران،وفيه ضوء خافت بيشع منها. كنت عارف إنه مهما حاولت أهرب مهما كان،فيه حاجة هتسحبني لورا،ودي كانت لحظة الاختيار.
هل هكمل في المغامرة وأكتشف الحقيقة،ولا ههرب لأني عارف إن فيه شيء أكبر بيوجهني لشيء مظلم ومجهول. 
وقبل ما أقدر أخد القرار،بدأ الصوت يصرخ،والأرض تتهز بشكل أقوى. المكان كله كان بيتهد،والجدران بتتكسر من حواليا،وكل خطوة أخدتها كنت بحس إني قربت من نهاية الطريق.
مفيش مهرب..كنت عارف إن النهاية دي مش هتكون مجرد هروب..النهاية دي هتكون بداية جديدة.
قدامي كانت الشقوق اللي في الجدران بتفتح أكتر،والضوء اللي خارج منها كان بيزيد كأنه بيناديني..التمثال بدأ يتفتت، وصوت الصراخ العالي فجأة اتحول لصمت،كنت حاسس بعيون خفية بتراقبني،كأن كل ركن في المكان ده عارف عني كل حاجة.
مديت إيدي ناحية الشقوق،الضوء كان بيلسعني كأنه نار،بس ما رجعتش لورى،وكل خطوة كنت باخدها كانت بتخلي نبضات قلبي أسرع،وعقلي مليان أسئلة:
-هل ده مصيري..هل أمي كانت عارفة إن النهاية دي هي اللي مستنياني.
لما قربت من الشقوق لقيت الأرض تحت رجلي بدأت تنهار..وقعت لكن المرة دي ما حسيتش بالخوف زي الأول،كنت حاسس إني لازم أوقع وأكمل السقوط ده علشان أفهم.
وأنا بوقع كل حاجة حواليا كانت بتختفي..التمثال، الجدران، الصراخ، وحتى إحساس الجاذبية،ما كانش فيه غير ظلام ونور صغير قدامي. ولما وصلت للآخر،لقيت نفسي واقف قدام مراية ضخمة،مش مراية عادية..كانت بتعكسني،بس مش أنا..كان شخص شبهي،عيونه مليانة أسرار،ووشه مليان ندوب مش عارف مصدرها.
الشخص ده ابتسم ابتسامة غريبة وقال بصوتي أنا:
-أنت اللي اخترت.
في اللحظة دي كل حاجة حواليا اتغيرت. 
كنت لسه في نفس البيت،لكن كل حاجة فيه كانت قديمة ومتهالكة أكتر. 
الكتاب كان موجود على الترابيزة اللي في النص،ومفتوح على صفحة مكتوب فيها جملة واحدة:
"النهاية مجرد انعكاس لبدايتك"
خرجت من البيت،وكان أول شعاع شمس يضرب في وشي وكأن الدنيا أخيرًا بتديلي فرصة أبدأ من جديد، َبس كنت عارف جوايا إن البيت ده وأمي وكل اللي شوفته،عمره ما هيسيبي..لأني كنت جزء من اللغز،واللغز ده جزء مني...

تمت

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1