رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السابع والخمسون 57 بقلم نورهان ال عشري


رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السابع  والخمسون بقلم نورهان ال عشري 

كان صوت الرصاص حولهم يصم الآذان فأخذت كاميليا ترتجف بين أحضان يوسف الذي أخذ يحتضنها بحمايه و هو يخترق الصفوف و يأمر رجاله بتأمين جميع الموجودين و إدخالهم الي القصر و بالفعل تمت المهمه بنجاح و لكن توقف ضرب النار فجأة مثلما بدأ فجأة و صار الصمت يعم المكان فأخذ الجميع ينظرون إلي بعضهم البعض بترقب و خوف و قد التفت الفتيات حول كاميليا لتهدئتها و التي كانت ترتجف رعبا عندما تركها يوسف مع مراد و خرج ليري ماذا يحدث في الخارج و قد كان معه كلا من مازن و أدهم و على لمحاولة السيطرة علي الموقف و قد تفرق الاربعه كلا منهم في مكان و معه مجموعه من الحراس فلم يجدوا أي أثر يدل علي هوية الفاعل و قد قام على و مازن بإستجواب حراس البوابه لتكون إفادتهم كالتالي 

" يا على بيه احنا اتفاجئنا بأربع عربيات جيب وقفوا فجأة قدام القصر و بدؤا يضربوا نار و أما حاولنا نشتبك معاهم طلعوا يجروا .."


نظر على إلى مازن الذي كان يفكر في حديث الحارس ليقول على بإستفهام.

" يعني ايه طلعوا يجروا . محاولوش يهجموا عالقصر حتي ؟"

احد الحراس 

" أبدا بالعكس دول منزلوش من العربيات فضلوا يضربوا ضرب عشوائي مع إننا في الأول كنا مكشوفين كان سهل أنهم يخلصوا علينا بس محدش فيهم ضرب علينا غير لما بدأنا احنا نضرب زي ما يكون كانوا بينبهونا .."

على بإستنكار 

" بينبهوكوا !! "


" يا فندم دا الي حصل .."

تدخل مازن قائلا

" خلاص يا على .. ( وجه حديثه الي احد الحراس مستفهما ) كام واحد اتصاب؟"


" تلاته .."

مازن بإستفهام 

" إصابتهم خطيرة ؟'

احد الحراس

" لا يا فندم كل الإصابات عاديه يعني في الإيد في الرجل في الكتف مفيش إصابات خطيرة أو في أماكن صعبه .."

تنهد مازن قائلا بحنق 

" خلاص روحوا انتوا و احنا هنتصرف.."


خرج جميع الحراس فالتفت مازن الي على الذي قال 

" ايه تفسيرك للي حصل دا ؟'

مازن ببساطه 

" الي حصل دا بالنسبالي كان متوقع بنسبه كبيرة .."

على مستنكرا 

" نعم !! هو ايه الي كان متوقع بالظبط ؟"

مازن بتهكم

" تفتكر فرح يوسف الحسيني هيعدي كدا على خير ميصحش طبعا دا حتي يبقي عيبه في حقه ! "

على بحنق

" مازن مش وقت إستظرافك.. دا ضرب نار و كان ممكن حد يموت "

مازن بجمود 

" مش إستظراف .. دي حقيقه و على فكرة الي حصل دا كان نوع من أنواع التهديد المبطن مقصود بيه أننا نخاف .."


على بإستفهام 

" و مين بقي الي قاصد كدا .."

مازن بتفكير 

" انا شاكك في اتنين الزفت الي اسمه راغب دا و رائد و احتمال أنه يكون رائد احتمال اقوي ."

على مستنكرا

" حتي بعد ما عرف أن يوسف و أدهم اخواته ممكن يفكر يأذي حد فيهم ؟'

مازن بنفي

" الي حصل دا مكنش مقصود بيه أذيه دا كان مقصود بيه أنه يهددهم .. يعني العيار الي ميصبش يدوش.. "


" و الإصابات الي حصلت للحراس دي تهديد بردو ؟"

مازن بتهكم

" إصابات ايه كل واحد خربوش في رجله و لا في أيده بكتيره اسبوع او اتنين و هيرجع احسن من الأول .. دي عشان يسبُك الدور بس .. انما هو لو كان عايز يأذي كان ضرب في المليان .."


على بغضب

" مازن كلامك ممكن يكون في شئ من المنطق بس انا مش مقتنع بيه بردو و خلي بالك و انت بتقول الكلام دا أن رائد يبقي اخو أدهم و يوسف و كلامك ممكن يزود الفجوة الي بينهم و يقوم بدل الحرب ألف.."


مازن بغضب

" الحرب دي هو الي بدأها يوم ما فكر يرفع السلاح علي يوسف و خصوصا بعد ما عرف أن هو اخوه .. يوم ماعمل عملته دي هو كدا كتب نهايته بإيده .. "


على بتهكم

" سبتوا التعبان الكبير و جيتوا علي الضحيه الوحيدة الي في الحكايه صح .. ما تقولي كدا يا مازن يوم ما تخلصوا علي رائد هتبقوا كدا انتصرتوا !! أبدا الي انتصر هيبقي هو راغب و قدر أنه يخلي الإخوات يخلصوا علي بعض .."


مازن بإنفعال 

" ماتقولش اخوات بس .. الي يهدد مرات اخوه و يخطط عشان يخطفها منه ميبقاش اخ "

على بإندفاع

" مكنش يعرف انه اخوه .. "

مازن بسخرية

" و لما عرف عمل ايه .. ضرب عليه نار صح ! رائد دا قذر و انا لو طولتو هطلع روحه في أيدي مش هستني يوسف لما ينتقم منه..'


على بغضب 

" تبقي بتأذي يوسف مبتنفعهوش عشان مهما كان الاخ أخ و رائد عاش عمره كله مفكر أن يوسف عدوه و أن هو خد منه كل حاجه .. انا بقولك رائد مش هو الي عمل كدا و بكرة تشوف.."


صدح صوت قوي خلفهم يقول

" لا يا على رائد هو الي عمل كدا .. "

التفت الإثنان بصدمه الي يوسف الذي كان يقف و كل ملامحه تتسم بالشراسه و الغضب و خلفه ناصر قائد الحرس الخاص به و أدهم الذي لا يقل عنه غضبا و حقدا ليناظرهم على بصدمه ممزوجه بالغضب من ذلك الغبي الذي لا يعلم أين وضع عقله فها هو بدل من أن يصلح ما أفسده سابقا مستمر بعناده و تمسكه بإنتقام احمق ليس له وجود ..

تحدث مازن و هو ينظر بسخريه الي على 

" مش قولتلك هو الي عمل كدا .. الي اتربي في حضن التعبان عمره ما هيبقي ملاك يا على و دا شرب السم من صغره و مش متوقع منه غير كدا .."


ناظره على بغضب ثم حول أنظاره الي يوسف و هو يقول بإستفهام 

" عرفت منين يا يوسف أن هو الي عمل كدا ؟؟"


لم يتحدث بل أخرج هاتفه و وضعه أمام على الذي صُدِم عندما رآي تلك الرساله المرسله من رائد و فحواها 


" ألف مبروك يا عريس .. حبيت اباركلك بطريقتي و اقول للعروسه أنها مش هتلحق تتهني عشان قريب اوي هاخد روحك بإيدي .."


قرأ على الكلمات بصدمه و صمت ليفاجئه يوسف الذي قال بصوت يكلله الغضب 

" لا علي صوتك يا على خلي الكلام يرن في ودنك و ينطبع في عقلك عشان كل ما تيجي تقول تاني اخوك تفتكر الكلام دا كويس .. انا معنديش اخوات من دمي غير أدهم و روفان و بس . كلامي واضح !"


كانت نظرات يوسف تقطر غضبا و شراسه لم يرهم على من قبل و لكنه تفهم موقفه في تلك اللحظه فهز رأسه دون التفوه بحرف واحد ليتحدث يوسف قائلا بصرامه 

" الرد هيوصله الليله .. عشان يعرف عواقب الي يلعب مع ولاد الحسيني .."


على بإستنكار

" رد ايه يا يوسف !! هو انت بلطجي .. احنا دولة قانون و…"

قاطعه يوسف بصرامه 

" قانون الدوله مبيشملش ولاد الحسيني ! و خصوصا لما يكون ليهم طار .. "


التفت يوسف إلي ناصر و قال بصرامه 

" ناصر .. نفذ الي قولتلك عليه .."


ناصر بخنوع 

" أوامرك يا يوسف بيه ."

ما أن أوشك ناصر علي التحرك حتي تحدث على بغضب 

" استني يا ابني انت .. احنا مش في غابه يا يوسف و أنا مش هسمح انك تقلبها مجزرة .. "


يوسف بهدوء

" مش انا الي ابتديت يا حضرة الرائد .. انا مجرد رد فعل مش اكتر .. "

هنا تدخل مازن و الذي شعر بأن الأمر قد خرج عن السيطرة فقال محاولة أن يهدأ يوسف قليلا 

" على عنده حق يا يوسف .. احنا اتفقنا أن نهايته هتكون سودا بس مش كدا .. احنا مش قتالين قتله .. "


يوسف بسخريه 

" و مين جاب سيرة القتل .. دي قرصه ودن صغيرة . والله كان له عمر و نجي منها خير و بركه يبقي هيشوف الاسوء و لو راح في داهيه يبقي عمره و مكتوبله هنعمل ايه ؟؟ اتحرك يا ناصر .."


و بالفعل انصرف ناصر و ما أن أوشك على أن يوقفه حتي تدخل يوسف و أمسك يده بقوة و هو ينظر إلي عينيه بتحدي قائلا 

" مكانك يا على .. انا محدش هيقدر يوفقني و انت عارف كدا كويس .. دور علي مصلحتك احسنلك .."

قطب علي جبينه و قال بعدم فهم 

" تقصد ايه ؟؟ "


يوسف بهدوء

" بقول انك كتر الف خيرك روحت آخر الدنيا عشان تثبت حقيقة أن رائد اخونا و دي طبعا حاجه كبيرة اوي بالنسبالي و خصوصا أن كتب كتابك أتأجل بسبب كدا فأنا بقول أن خير البر عاجله و بما إن المأذون هنا يبقي يكتب الكتاب الي اتأجل دا "


صُدم الثلاثه على و مازن و أدهم الذي قال بغضب 

" يوسف انت بتقول ايه ؟؟"

يوسف بصرامة

" الي سمعتوه كتب كتاب علي و روفان و مازن و كارما و انت و غرام دلوقتي ..معدش له لزوم يتأجل اكتر من كدا ..إلا إذا كان حد فيكوا له رأي تاني .."


كان يوسف ينظر إلي على بتحدي و تهديد مبطن بأنه يضع زواجه من شقيقته أمام انتقامه من رائد فغضب بشدة و قال بإنفعال

" مش طريقه دي يا يوسف ؟؟"

يوسف بلهجة قاطعه 

" كلمه واحده يا على .. نقول مبروك و لا نلغي !!"


صمت على لبعض ثوان كان يناظر يوسف بغضب شديد و لكنه في النهايه قال بغموض

" ماشي يا يوسف .."

ابتسم يوسف ساخرا و نظر إلي أدهم و مازن المصدومين مما يحدث أمامهم و قال يوسف بحده 

" و انتوا لسه عايزين تتجوزوا و لا غيرتوا رأيكوا ؟؟ "


اندفع الإثنان بلهفه 

" طبعا عايزين .. دا سؤال بردو دا احنا هنموت و نتجوز .."

نظر يوسف إلي على و قال بهدوء 

" يالا يا على عشان نطمن الناس الي جوا و كمان لازم نتكلم مع جدك الأول و اعرف ان الي بعمله دا هو الصح . محدش عارف بكرة في ايه !!"


كان الغضب يأكله من الداخل من هذا الموقف الي وضعه يوسف به و لكن كلماته الأخيرة اشعرته بوجود خطب ما لذلك تجاهل غضبه و توجها معا الي الداخل قبل أن يلقي يوسف نظرة علي مازن فهمها علي الفور 

في الداخل ما أن أطل يوسف من الباب حتي هرولت كاميليا تجاهه ترتمي بين أحضانه و هيا ترتجف من الخوف أن يصيبه مكروه فاحتواها بين ذراعيه بلهفه و حب و وضع قبله حانيه فوق رأسها و أخذ يمرر يديه فوق شعرها الحريري و هو يقول بحنان 

" اهدي يا حبيبتي.. محصلش حاجه.."


رفعت كاميليا رأسها و عيناها تكاد تنفجر من كثرة البكاء الذي لون عيناها الذهبيه بخيوط حمراء جعلت الغضب يأكله مرة آخري خاصتا عندما قالت من بين شهقاتها 

" ازاي محصلش حاجه . و ضرب النار دا .. و الناس الي اتصابت برة كل دا و لسه بتقول محصلش حاجه .."


يوسف بحنان 

" اشش مفيش حد اتصاب بلاش دموعك دي و بعدين مانا كويس قدامك اهوة.. دي كانت حركه هزار من ظباط صحاب مازن و على بس مكنوش يعرفوا انها ممكن تسبب الدربكه الي حصلت دي كلها .."


برقت عيناها و كذالك جميع الموجودين و كان أولهم مازن و على الذي قال بإستنكار 

" نعم . صحاب مين ؟؟"

التفت إليه يوسف محذرا فصحح على حديثه و قال بتذمر 

" هما مش صحابي اوي يعني .. هما أصحاب مازن اكتر .. انا اعرفهم بس .."


مازن بإستنكار 

" يا سلام ! صحاب مازن ! الحيطه الواطيه بتاعتكوا مازن دا .. صح يا استاذ يوسف .."


يوسف بلامبالاة

" صح يا استاذ مازن .. "

حاول أدهم يكتم ضحكاته بصعوبه قبل أن يقول 

" آدي آخرة الي يصاحب عيال نوتي…"


غضب مازن من حديثه و كاد أن يلكمه علي فمه و لكن تدخل هاشم بعد أن خرج عن صمته و قال موبخا  

" ايه الهزار البايخ دا يا على انت و مازن مصاحبين ايه شويه عيال .. افرض كان حد اتصاب دلوقتي كان يبقي كويس ؟ "


تحدث على بغيظ مكتوم 

" معلش يا جدي.. عيال بقي تقول ايه .."

تحدثت فاطمه بإنفعال 

" و انت من امتا بتصاحب عيال زي دي يا على بيه ؟؟ ينفع الي حصل دا و بوظتوا فرحه بنت خالتك ؟ عاجبك حالتها دلوقتي انت و البيه التاني !"

هنا التفت مازن ناظرا إليها ببراءة و قال بإستفهام 

" هاه انتي بتكلميني انا ؟؟ "


فاطمه بغيظ 

" لا خيالك !! "

انفعلت صفيه هيا الآخري و قالت بعتاب 

" مكنتش يصح دا يا مازن انت و على .. خضتونا و وقعتوا قلبنا يا ابني .."

تدخل مراد بحدة 

" والله الواحد ما عارف يقولكوا ايه كل واحد فيكوا طول الحيطه و لسه معقلتوش ."


تمتم الإثنان عبارات الأسف بغيظ مكتوم من ذلك اليوسف الذي كان يحتضن حبيبته أمام الجميع يحاول تهدئتها متناسيا هذا الموقف المحرج الذي اقحمهم فيه دون أي ذنب

أخذ الجميع يؤنبهم حتي تدخل يوسف أخيرا و قال بصرامه


" خلاص يا جماعه موقف و عدي .. المهم دلوقتي احنا اتفقنا بعد إذن جدي و عمو هاشم طبعا أن كتب كتاب على و روفان و كارما و مازن و غرام و أدهم يكون النهاردة يعني أتأجل كتير و احنا كدا كدا متفقين من قبلها علي كل حاجه و المأذون موجود يبقي ليه التأجيل ؟؟"

تدخل هاشم مؤنبا

" و هيا دي الأصول يا يوسف .. انتوا عندكوا عروسه بس احنا اتنين ! يعني من باب أولى كتب الكتاب يبقي في بيتنا احنا !"

يوسف بلباقه 

" طبعا يا عمي هاشم عداك العيب بس انا مكنتش لسه كملت كلامي .. يعني كتب الكتاب عندنا و الفرح عندكوا و بنتنا هيا بنتك و بناتك بردو بناتنا و لا ايه ؟"


تنحنح هاشم بحرج فقد اقنعه حديث يوسف و قال مباركا 

" لا لو الموضوع كدا يبقي علي بركه الله و لا ايه يا رحيم ؟" 

كان رحيم في واد آخر فمنذ ذلك اليوم و عرف بأن رائد حفيده فقد انقلب كل شئ في عالمه و اصبح تائها و أخذ يتذكر جميع أخطاؤه الماضيه و يشعر بأنه يعاقب عليها الواحده تلك الآخري لذا صار الصمت حليفه مؤخرا و قد شعر يوسف بذلك و لكنه لم يحاول أن يحادثه في أي شئ قد يؤلمه لذا اخترع تلك الكذبه حتي يخفي عليه ما يحدث و لكن رحيم قد شعر بأنه هناك خطب ما و لم يقتنع بتلك القصه .

طال صمته فأعاد يوسف الحديث الي مسامعه حيث قال 

" ايه يا جدي عندك اعتراض عالكلام دا ؟"

هز رحيم رأسه و حاول أن يداري ما يشعر به من قلق و ألم و قال بنبرة متحشرجه 

" لا يا ابني معنديش ربنا يتتمملهم بخير .."


منذ أن ألقي يوسف قنبلته حتي شعرت كلا من كارما و روفان بالفرح الشديد و الذي ظهر علي ملامحهم الجميله علي عكس غرام التي خفق قلبها بشدة و ألقت عليه نظرة غاضبه و خاصتا عندما وجدته يبتسم ففسرتها علي إنها ابتسامة انتصار في حرب الكبرياء التي كانت تدور بداخلها لذا انسحبت الي الأعلي فسقط قلبه من فرط الخوف أن ترفضه تلك المرة أيضا فقد كان يراقب ملامحها منذ بدء الحديث و لم يستطع أن يخفي بسمه الإرتياح التي تسللت الي شفتيه ما أن سمع موافقه جده علي عرض يوسف و لكن فعلتها تلك ألقت به الي الهاويه مجددا و جعلت الخوف ينهش بداخله فسارت عيناه تتابعها حتي اختفت في أحدي الغرف و لم يلحظ نظرات الحضور نحوه و لكنه جفل عندما اقترب يوسف منه و قال بصوت خفيض لم يسمعه سواه 

" قدامك عشر دقائق بالظبط تقنعها فيهم و إلا هتضيع فرصه عمرك انها تكون ليك .."


نظر إليه أدهم بضياع و قال بيأس

" تفتكر هقدر أقنعها ؟"

يوسف بتعقل 

" غرام محتاجه تحس معاك بالأمان مش بالحب .. طمنها الاول و بعدين ابقي حبها براحتك .."


لم يتح له الفرصه بالحديث فنظر إلي الجميع و قال بصوت جهوري 

" الحراس برا بيظبطوا المكان و عشر دقائق و كل حاجه هترجع زي ما كانت ..( نظر إلي كاميليا المتعلقه بذراعه و قال بإهتمام ) 

احسن دلوقتي ..؟"

كاميليا بخفوت 

" يعني .. خليك جنبي يا يوسف اوعي تسبني ؟"


يوسف بتذمر 

" كنت انسحبت من لساني و قولت نتنيل نجوزهم .. ما كنت خدتك و طيرت و استفردت بيكي بدل العذاب الي انا فيه دا .."


ابتسمت بخجل علي كلماته فوصل هو لمبتغاه و اقترب واضعا قبله علي جبهتها و قال بحب

" افضلي اضحكيلي ضحكتك الحلوة دي علي طول و أنا أهد الدنيا دي و ابنيها عشان خاطرك .."


طالعته كاميليا بحب تجلي في نبرتها و هيا تقول بلهجه ناعمه

" ضحكتي دي سببها انت . طول مانت منور حياتي كدا هفضل اضحك علي طول .."

يوسف بهيام

" بعشقك !"


لم تتح لها الفرصه للرد إذ تدخل مازن قائلا بتهكم

" بعد إذن الحب ممكن نشوف الي ورانا و بعدين ابقوا حبوا براحتكوا .."


نظر إليه يوسف بإحتقار قبل أن يقول ساخرا

" الي ورانا دا الي هو ايه معلش !"

مازن بتهكم

" الي هو كتب كتابي حضرتك .. "

يوسف بوعيد

" كتب كتابك.الي انا لسه محدده من خمس دقائق و الي ممكن الغيهولك تاني دلوقتي !"

مازن بمكر

" امممم لا انا بقول نشيل فكرة انك ممكن تلغيه دي من دماغك احسن ابعت اجيب العيال صحابي النوتي دول تاني يخضوا الأمورة .. و انت طبعا ميرضيكش أنها تتخض .. "


ابتسم يوسف بوعيد و هو يشير له بالإقتراب و قال بهسيس

" هو انا مقولتلكش مش انا عازم أميرة عالفرح و قاعدة برة احسن تتخض هيا كمان و تيجي تستخبي ورا ضهرك كارما تشوفها تقول مفيش جواز ينفع .. خاف علي مستقبلك !"


نظر إليه مازن بأستنكار و قال بحنق

" اه يا واطي .."

يوسف بتهكم 

" عيب دانتا اخويا ! يالا من هنا و كُل عيش يا حبيبي .."

مازن بقهر

" ماشي يا يوسف ليك يوم .."


**************


كان أدهم يزرع الغرفه ذهابا و إيابا ناظرا إلي ساعته بين السفينه و الآخري و هو ينتظر خروج كارما التي طلب منها أن تُحادِث غرام و تحاول إقناعها و التنازل عن عنادها فهيا تعشقه و هو يعلم ذلك و من غير العدل أن تحكم علي قلبيهما بالعذاب طوال الحياة فهو لن يتذوق طعم الراحه بدونها و هيا مثله بل أكثر و لكن صدمه خروج كارما التي تحدثت بأسف قائله 

" أدهم مش عارفه اقولك ايه !!"

أدهم بغضب   

" رفضت بردو ؟"

كارما بحزن

" اه .."

عند ها الحد شعر أدهم بأنه عليه أن يتوقف عن فرض حبه عليها فإن كانت تحبه حقا لما اختارت الإبتعاد عنه خاصتا بعد كل ما فعله لأجلها لذا قال بكبرياء جريح حاله كحال قلبه الممزق 

" خلاص يا كارما براحتها مش هفرض نفسي عليها اكتر من كدا .."

أوشك علي المغادرة و لكن أوقفته كلمات كارما التي قالت بخفوت 

" بس انا خايفه عليها اوي !! "

نظر إليها أدهم بعدم فهم و قال 

" خايفه عليها ازاي يعني !"


كارما بتأثر

" اصلك مشوفتش حالتها و هيا بتقولي لا .. دي كانت منهارة من العياط و كانت بترتعش .. انا عارفه انها بتحبك اوي بس علي قد ما بتحبك علي قد ما قلبها موجوع منك .. حرام بجد الي هيا فيه دا . دي مبتنمش غير علي صورتك .. و مبتصحاش غير علي صورتك معقول تقضي عمرها كله مع شويه صور ليك !! دا يرضي مين ؟؟"


" ميرضيش حد طبعا و علي جثتي الكلام دا يحصل ؟؟ استني عندك و انا هدخلها .. هيا فاكرة اني هسمحلها تتمادي في جنانها دا !" 

هما تحدث أدهم الذي تحول شعوره مائه و ثمانون درجه من الإهانه لرفضها له الي الشفقه و الألم علي حالها و حاله و قد انتفض قلبه مرة آخري نافضا عنه غبار الإستسلام لرفضها و أعلن الحرب تجاه كبريائها اللعين و تلك المرة أبي الإنهزام أبدا و عندما أوشك علي فتح باب الغرفة دون إستئذان وجده مقفل من الداخل فغضب كثيرا و قد ظهر ذلك في نبرته عندما قال بصوت حاول أن يجعله خفيضا 

" غرام افتحي الباب عايز اتكلم معاكي ؟"

غرام بنبرة مرتجفه

" ارجوك يا أدهم مش عايزة اتكلم .. الي عندي قولته خلاص .."


آلمته لهجتها كثيرا فقال بنبرة أكثر رقه 

" مفيش الكلام دا … افتحي و خلينا نتكلم .."


لم تجبه و لكن وصله صوت بكائها من الداخل فسب داخله و قد انطلق الي الأسفل فاوقفته كارما قائله بلهفه

" هتسمع كلامها يا أدهم ؟"


أدهم بغضب

" روفان فين ؟؟"

" تحت مفروض كتب كتابها هيا و علي دلوقتي و زمان ماما جايه تاخد موافقه غرام زي ما جدي قالها .."

سب أدهم بداخله و قال بصرامه


" اياكي تخليها تدخلها عطليها علي قد ما تقدري فاهمه !!"

هزت كارما رأسها بلهفه فتركها أدهم و انطلق في طريقه 

 فنادت عليه فاطمه القادمه من الخارج و لكنه لم يستمع اليها فاندفعت كارما تجاهها فبادرتها فاطمه بالحديث حيث قالت بتوبيخ 

" انتي فين يا بت انتي و اختك . اخوكي كتب كتابه دلوقتي و انتوا مختفيين ؟؟"

كارما بتلعثم 

" مفيش يا ماما دا بس كنا بنصلح مكياجنا انتي ايه الي جابك ؟؟"

 فاطمه بغيظ

" يعني ايه ايه الي جابك دي يا حيوانه ؟؟ و فين الزفته اختك ؟؟"

كارما بإرتباك 

" ايه .. اختي مين "


فاطمه بسخريه 

" هو انتي عندك كام اخت أن شاء الله ؟؟"

كارما بإرتباك 

" اه تقصدي غرام .. جوا نازله اهيه.."

كانت فاطمه تنوي التوجه إلي ابنتها لأخذ رأيها النهائي علي زواجها من أدهم لتوقفها كارما التي قالت بلهفه 

" ايه يا ماما انتي راحه فين ؟؟"


فاطمه بشك 

" في ايه يا بت انتي مش علي بعضك ليه ؟؟ هكون طالعه فين راحه اشوف الموكوسه التانيه ناويه علي ايه .. "

كارما بخوف و إرتباك 

" يعني هتكون ناويه علي ايه يا ماما ! سببها بس لوحدها شويه ."


نظرت إليها فاطمه بشك و قالت بوعيد 

" بت انتي .. انا شامه ريحه مصيبه جايه من ناحيتك انتي و المخفيه الي فوق دي .. انطقي في ايه احسن ما اطربق الدنيا علي دماغكوا .. "


ارتعبت كاامت و قالت بخوف

" والله ما عملت حاجه يا ماما دي غرام .."

خفق قلب فاطمه لدي سماعها اسم ابنتها و قالت بلهفه

" انطقي يا بت انتي مالها غرام ؟؟"


زفرت كارما بحنق و قالت بإستسلام 

" هقولك بس احلفي انك ماتقوليش لحد اني قولتلك .."

" كارماااا.."

قالتها فاطمه بوعيد فضربت كارما قدمها بالأرض كالأطفال و قالت بإستسلام 

" هقولك .."


و بالفعل اقتربت من والدتها وأخذت تقص عليها ما حدث بالقرب من أذنها لتجحظ عيناها من الزهول الذي تحول لفرح وسرعان ما ارتسمت ابتسامه ماكرة علي شفتيها ..


******************


كانت غرام مستلقيه علي السرير تتساقط الدموع من عيناها و شهقاتها تملئ الغرفه لتتفاجئ بصوت غاضب قادم من خلفها 

" افهم بقي لما انتي مش عيزاني عامله في نفسك كدا ليه ؟؟"


انتفضت غرام من مكانها و هبت واقفه علي قدميها عندما وجدته يطالعها بغضب واضعا يدها حول خصره الي كان يبرزه ذلك القميص الذي يظهر عضلات جسده المنحوت فقد كان اليوم مثال للوسامه و الأناقه فكانت طوال الحفل تناظره بإعجاب كانت تخفيه بصعوبه و لكنه الآن يقف أمامها بطلته الخاطفه للأنفاس فظهر الإعجاب في عينيها و قد عزز ذلك من غروره قليلا ليتقدم منها بإبتسامه ماكرة لتتجاوز هيا نوبة ضعفها بسرعه و تقول بحدة 

" انت اتجننت ايه الي جابك هنا ؟؟ "


واصل اقترابه منها لتتراجع هيا الي الخلف مصطدمه بالحائط خلفها فوقف هو علي بعد خطوات قليله منها قائلا بتخابث

" متخافيش اوي كدا مش هقرب اكتر .. انا جيت عشان اسمعها منك .."

غرام بإرتباك

" هيا ايه دي ؟؟"


أدهم بنبرة مبحوحه 

" انك مش موافقه تتجوزيني يا غرامي ؟؟"

شدد من كلمته الأخيرة لتمس قلبها الذي كان يود لو يركض إليه معاندا كبريائها اللعين الذي يقف بينهما و الذي جعلها تتجاهل ضجيج قلبها و تقول بنبرة مهتزة 

" انا بعتلك الرد مع كارما علي فكرة .."


أدهم بنبرة جذابه ملحه 

" بس انا عايز اسمعه منك انتي يا غرام ؟؟"

كان الأمر شاق عليها كثيرا و لكنها قالت بنبرة خافته

" مش موافقه .."

اقترب منها أدهم فجفلت هيا ليقول برقه 

" متخافيش انا بس بقرب عشان اسمع صوتك .. أصله مش طالع .. بصيلي يا غرام و انتي بتقوليها ؟؟"


نظرت غرام إليه بنظرات ضائعه متوسله فاقترب أكثر و هو يقول بخفوت 

" كل دا خوف مني !! معقول تفكري اني ممكن اجرحك تاني او اظن فيكي اي ظن وحش ! "

غرام بألم 

" ليه لا مدام لسه بتبرر غلطك و مُصِر تطلعني وحشه !!"


قاطعها برقه 

" لا يا غرام مش ببرر غلطي و مش مطلعك وحشه و لا حاجه .. انا بعرفك أن الناس هيا الي وحشه و أنا كنت أولهم و حكمت عليكي من غير ما اعرف و لا افهم .. و دا الي اي حد بره ممكن يعمله .. لكن انا غلطان و اوي كمان و عندي استعداد اقعد عمري كله اراضيكي بس و انتي في حضني .. غرام انتي بتحبيني قد مانا بحبك و يمكن اكتر .. انتي بتعذبي نفسك قبل ما بتعذبيني .."


غرام بمكابرة 

" مش صحيح ..! "

حاول أدهم أن يتجاوز غضبه و قال بهدوء نسبي

" لا صحيح .. و الدليل دموعك دي .. انا عارف انك هتقدري تعيشي بعدي و تكملي و عارف انك مش ضعيفه بس قلبك هيكون ناقص من غيري مفيش حاجه هتملي مكاني جواه و مفيش حاجه هتعوض غيابي و دي حاجه غضب عني زي مانا بردو غصب عني مش قادر اعيش من غيرك .."


نظرت إليه غرام بضياع و قد كان صراعها واضح بعيناها الجميله ليقرر هو تنفيذ مخططه و قام بإخراج شئ ما من جيب بذلته و الذي لم يكن سوي سلاح ناري جعلها ترتعد و خاصتا عندما وضعه أمام قلبه مباشرة و هو يقول بنبرة مهزومه

" تمام يا غرام ردك وصلني .. بس مدام حكمتي عليا بالموت من غيرك يبقي موتيني بقي و ريحيني .."


ارتعبت من ذلك السلاح الموجه لقلبه و قالت برعب 

" أدهم انت مجنون شيل البتاع دا ممكن تأذي نفسك .."

ادهم بلامبالاة

" مش هتفرق كتير كدا موت و كدا موت .."


لم تكد تجيبه حتي صدح صوت فاطمه التي كانت تحاول فتح الباب فوجدته مغلق من الداخل فقالت بحدة من الخارج 

 

" غرام .. بتعملي ايه جوا افتحي الباب دا .."


هلعت غرام عندما سمعت حديث والدتها و قالت بصوت مهتز

" ماما .. انا طالعه اهوة.. بطل الي انت بتعمله دا ماما بره لو عرفت أن انت هنا هتبهدل الدنيا "

حولت انظارها الي ذلك المجنون الذي كان التصميم واضح بعيناه و هو يطالعها بدون أن يرف له جفن و يداه تضغط.اكثر فوق سلاحه و هو يقول بنبرة خفيضه

" متخافيش لو دخلت مش هكون عايش اصلا .."

رفض قلبها حديثه هذا فقالت بلهفه و غضب

" بطل كلامك الزفت دا .."


تحدثت فاطمه بغضب من خلف الباب 

" يا بت اخلصي جدك قاعد تحت مستني يعرف رأيك في الجوازة المنيله دي أقوله ايه ؟؟"


نظرت غرام إليه فوجدته يطالعها بأمل و يداه مازالت علي سلاحه الموجه الي صدره فأخذت تنقل نظرها بين الباب و بينه و شعرت بأن رأسها سينفجر من شدة الغضب و اليأس معا و والدتها التي تحثها علي الحديث و أدهم الذي نظراته توحي بالجنون فصرخت بصوت جهوري 

" موافقه يا ماما قوليلي موافقه .."


عند نطقها بتلك الكلمات تنفس كلا من أدهم و فاطمه و كارما الصعداء و قامت فاطمه بإطلاق زغرودة فرحه و اخيرا ارتاحت من أمر تلك المجنونه الصغيرة و نزلت الدرج خلفها كارما ليخبروا الجميع بموافقتها ..


في الداخل ما أن رأته قام بإنزال سلاحه واضعا إياه في جيبه حتي طالعته بحنق و قالت بإنفعال 

" مبسوط كدا .. اديك نفذت الي انت عايزه .. بس يكون في علمك أن الجوازة دي باطل عشان أنا مغصوبه اني اوافق ووو."

قاطعتها يداه التي امتدت حول خصرها لتلصقها به بعنف جعلها تُصدم خاصتا عندما سند جبهته فوق جبهتها و هو يتنهد بإرتياح قائلا 

" أخيرا .. "


غرام بصوت مبحوح تأثرا بقربه 

" دا ابتزاز علي فكرة .. و حتي لو عملت الي في دماغك انا هخليها جزازة منيله بنيله "

أدهم بصدق

" مش مهم .. المهم انك هتبقي مراتي مش عايز حاجه من الدنيا بعد كدا .."


غلفت نبرة الحب في صوته جراح قلبها فخدرتها لثوان و شعرت بالضعف يسري في اوردتها فقالت بضعف

" أدهم .."

أدهم بحب

" عيون أدهم .."

غرام بضعف 

" انا لسه موجوعه منك اوي .."

أدهم بحب

" و أنا بحبك اوي .. و حبي ليكي كفيل يداوي الف جرح وو "


قاطع حديثه رنين هاتفها فكانت المتصله كاميليا فما أن سمع أدهم اسمها حتي قال بإمتعاض

" الست زفته هانم بتيجي في أوقات زي وشها ..عايزة ايه دلوقتي ؟؟"


غرام بإرتباك 

" طب بس متقولش زفته احسن تسمعك.."

أدهم بسخرية

" هتسمعني ازاي يا ذكيه الا إذا كانت لابسه طاقيه لخفي مثلا .."


غرام بتمتمه

" والله ممكن ليه لا .."

قهقه أدهم بسخرية علي حديث غرام ليأتيه رنين هاتفه و يجد المتصل يوسف فقال بتذمر 

" اتفضلي و يوسف اخويا كمان بييجي علي الريحه .. اهو بيرن اهوة.."


ما أن أجابه أدهم حتي أتاه صوت يوسف الغاضب الذي قال بصراخ

" دقيقه واحده و الاقيك قدامي "


دي القلق في قلب أدهم الذي قال بصوت عال رغما عنه 

" يا تري يوسف ماله كدا .. نهار اسود لا يكون عرف الي عملناه انا و الواد مازن .."


اثار حديثه فضول غرام التي قالت بإستفسار

" و ايه الي انتوا عملتوه انت و أدهم ؟؟

تفاجئ أدهم من حديث غرام و سب بداخله فهو قد تحدث بصوت عال لذا قال مراوغا

" سيبك انتي .. خلينا في نفسنا .."


" أدهم في ايه ؟؟ عملة ايه الي انت عملتوها انت و مازن و خايف يوسف يعرفها ؟؟ "

زفر أدهم حانقا و قد رأي التصميم في عيناها فقال بغضب من نفسه 

" مصممه تعرفي ؟؟"

" مصممه !"


استسلم أدهم و قام بإخبارها بخطته عندما قاموا بتعطيل المصعد الذي كانت تستقله كاميليا حتي يلين يوسف قليلا و يعطيها فرصه آخري و بعد أن قام بقص كل شئ شهقت غرام بصدمه و قالت بفزع 

" انت مجنون يا أدهم . ازاي تفكر تعمل كدا ."

أدهم بملل

" اهو الي حصل بقي و بعدين ماهم اتصالحوا يعني خطتي جت بفايده .."


عرام بإستنكار

" يا سلام افرض الاسانسير كان وقع بكاميليا و كانت ماتت كنتو هتعمل ايه وقتها ؟؟"

أدهم بلامبالاة

" مين دي الي تموت دي قردة ياختي ماتخافيش عليها.."


تذكرت غرام شيء جعل الرعب يتمكن منها و خاصتا عندما قال أدهم 

" ميمو دا سر بيني و بينك .. يوسف لو عرف هتبقي حرم المرحوم ادهم الحسيني رسمي .. دا غبي و مبيتفاهمش .."


نظرت غرام إليه بصدمه و قد تسارعت أنفاسها فلم تكد تجيبه حتي صدح رنين هاتفه و كان المتصل مراد الذي فقال بغضب 

" انت فين يا ابني كتب كتاب اختك متعطل بسببك ."


أدهم متحججا 

" عمو مراد معلش كان في ايدي حاجه مهمه خلصتها و ثواني هكون عندك .."

اغلق الخط و نظر إلي غرام قائلا بحب 

" هستناكي تحت اوعي تتأخري عليا .." 


هزت غرام رأسها و علي شفتيها ابتسامه متحسرة من تلك الكارثه التي حلت فوق رأسهم فما أن خرج أدهم حتي انفتح. باب الحمام علي مصرعيه و خرجت كاميليا و الغضب يغلف ملامحها و قالت بانفعال 

" الحيوان كان عايز يموتني هو و الغبي التاني .."


اقتربت غرام منها في محاولة لتهدئتها و قالت بتوسل 

" كاميليا ارجوكي اوعي تقولي ليوسف دا ممكن يخلص عليه.."


كاميليا بإنفعال

" يستاهل .. انتي متعرفيش انا كانت حالتي عامله ازاي و انا في الاسانسير متشعلقه بين السما و الأرض .."

غرام بتوسل 

" انا عارفه والله بس هو كان قصده خير و مهما كانت حالتك في الاسانسير مش هتبقي اوحش من حالتك لو كنتي انتي و يوسف سبتوا بعض صح و لا ايه؟؟"


صمتت كاميليا لثوان و قالت بصوت أقل حدة 

" بردو ! افرضي الاسانسير مكنش اتصلح و كان وقع بينا كان زماني موت انا و هو دلوقتي .. "

غرام بلهفه

" بعد الشر .. بصي للجانب الإيجابي اديكي نجيتي انتي و هو و الحمد لله الدنيا لتصلحت بينكوا و النهاردة فرحكوا .. عديها بقي ورحمه امك .. حرام يعني يوم ما نتصالح و خلاص هيتكتب كتابنا تتقلب جنازة .."


قالت غرام كلمتها الأخيرة ببكاء رق قلب كاميليا التي ربتت علي كتفها و قالت بإذعان 

" خلاص يا غرام اهدي بقي و متعيطيش .. اصلك مش فاهمه انا مقدرش اخبي حاجه عن يوسف تاني كدا بقي هيحدفني من البلكونه ..'

 

غرام برجاء

" طب بلاش تقوليله النهاردة والنبي خليها ليوم تاني .. نكتب كتابنا بس و بعد كدا اعملي الي انتي عايزاه .."


اقتنعت كاميليا بحديثها و لكن رنين هاتفها منعها من الحديث فوجدته يوسف فأجابت بنبرة مرتعشه 

" انتي فين يا كاميليا ..؟"


" كنت بظبط الميكب بتاعي انا و غرام و نازلين اهوة يا حبيبي مش هنتأخر .."

أغلقت الهاتف و بالفعل توجهت مع غرام للأسفل ليجدوا زين يجلس أسفل الدرج و هو يبكي فاقتربوا منه و قامت كاميليا بإحتضانه و هيا تقول بلهفه 

" ايه يا روحي مالك بتعيط ليه ؟؟؟"


زين ببراءة من بين قطراته

" زعلان عشان اونكل أدهم اخد المثدث (المسدس ) اللعبه بتاعي الدديد ( الجديد ) و قالي هعمل بيه حاجه و ادبهولك (اجبهولك ) و خده و لسه مدابهوش (مجابهوش) ليا .."


برقت عينا الفتاتان و خاصتا غرام التي قالت دون وعي 

" ايه مسدس لعبه !!!! أدهممممممممم"

الفصل الثامن والخمسون من هنا 



تعليقات



×