رواية سجينة ابتزازه الفصل الخامس
فى ذات اليوم ليلاً......
كانت ضي جالسة بردهة منزلها تشاهد التلفاز باعين غائمة بالدموع تفكر فيما حدث اليوم مع أيوب وخطيبته واهانة أروى لها عندما اخذ باب المنزل يطرق بقوة لينتفض جسدها بخوف فقد كانت الطرقات قوية و متتالية كما لو كان من على الباب يهم بهدم المنزل فوق رؤوسهم
هتفت بصوت مرتفع و هى تلتقط حجابها من فوق المقعد و تضعه فوق رأسها بينما تتجه سريعاً نحو الباب الذي كان يطرق بقوة اكبر
=طيب... طيب فيه ايه....
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما فتحت الباب و رأت ثلاث رجال ضخام الهيئة يرتدان الاسود مما جعل مظهرهم يبث الرعب بداخل من يراهم همست بصوت مرتجف بالخوف
=ايوة..انتوا مين.....؟!
لكنها لم تنهى جملتها حيث اندفع نحوها احدى الرجال يجذبها من شعرها بقسوة و هو يهتف
=احنا قدرك المستعجل يا روح امك...ليلة ابوكي سودا النهاردة ..
صرخت ضي بفزع و خوف وهي تحاول مقاومته و دفعه بعيداً و هى تدرك بان أيوب قد نفذ تهديده لها حقاً.
صرخت و هى تحاول دفع يده بعيداً
=اوعى.... يالا.... اوعى
شدد الرجل من قبضته حول شعر.ها يجذبه بقسوة اكبر وهو يهتف بها بصوته الجهورى الخشن
=المعلم زينهم.... بيبلغك ان ابوكي معانا و ان مكنتيش تسدى الدين اللى عليه....
ليكمل بقسوة وهو يجذ.ب خصلاتها اكثر حتى كاد يقتلعها من رأسها رافعاً امام وجهها هاتفاّ به صورة لوالدها مقيد باحدى المقاعد مكمم الفم و وجهه ملئ بالكد.مات والد.ماء
=و الا هيبعتلك ابوكى متقـ.طع حتـ.ت......
انهى جملته دافعاً اياها بقوة لتسقط ارضاً و قد شحب وجهها من شدة الخوف فقد كانت تعلم هذا الرجل الذى يدعو زينهم فقد كان رجل له سوابق اجرامية عديدة همست بصوت مرتجف
=و الفلوس دى كام...؟
اشار الرجل باصبعه امام وجهها قائلاً بقسوة
=ابوكى استلف من المعلم 100 الف وقعد سنة بحالها يتهرب من السداد فالمعلم حاط الفوايد بتاعته وبقوا 350 الف
لطمت ضي وجهها بيديها و هى تنتحب بصوت يملئه الذعر و الصدمة
=يا لهوى... 350 الف..... اجيبهم منين دول....
قاطعها الرجل بقسوة
=ميخصناش... قدامك لنهاية الاسبوع ده... ان مجبتيش الفلوس... يبقى حضرى قبـ.ر ابوكى
ليكمل بنبرة منحفضة يملئها التحذير و التهديد و وجهه الملئ بندوب السكين يقترب منها ينظر اليه باعين ممتلئة بالشر مما جعلها تبعد نظراتها بعيداً عنه بخوف
=و لو فكرتى تبلغى البوليس... افتكرى ايه اللي حصل لحسام فرغلى لما اهله بلغوا البوليس... وقتها ابوكي هيجيلك حتت متقـ.طعة
انهى جملته ثم التف متجهاً نحو الباب مشيراً للرجال الاخرين ان يتبعوه ليغادور المكان تاركين ضي ملقية ارضاً تنتحب بصوت ممزق لا تعلم ماذا تفعل..و من اين ستأتي بهذا المبلغ الضخم فحياة والدها على المحك فقد كانت تعلم هذا الرجل و انه قادر على تنفيذ تهديده
انتفضت واقفة سريعاً تلتقط حجابها وتضعه فوق رأسها قبل ان تنطلق راكضة نحو منزل عمتها ماجدة...
طرقت الباب بايدى مرتجفة وكامل جسدها ينتفض بانفعال فتح الباب أيوب الذى ما ان رأى وجهها الغارق بدموعها وعينيها المحتقنة امسك بها جاذباً اياها للداخل قائلاً بقلق
=فى اى مالك...عاملة كدة ليه؟!
هتفت به بحدة و هى تحاول دفعه بعيداً
=وانت مالك.... فين عمتى...
لتكمل هاتفة بصوت مرتفع وعينيها تبحث بارجاء الردهة
=عمتى... عمتى.....
قبض أيوب على ذراعها بقسوة مزمجراً بغضب و القلق ينهش قلبه
=قولتلك مالك... فى ايه..؟؟ حد عملك حاجة..؟
نزعت يدها من قبضته هاتفة به بحدة
=وانا قولتلك ميخصكش... اوعى كدة من وشي...
انهت جملتها دافعة اياه بصدره مما جعله يتراجع الى الخلف مبتعداً عنها هتف بها بحدة و هو يشعر بالغضب والسخط من نفسه بسبب غباءه و قلقه عليها و ضعفه نحوها بعد كل ما فعلته به.
زمجر من بين اسنانه و عينيه تلتمع بالقسوة
=فعلاً ميخصنيش....يكش تو.لعى
ثم خرج من باب المنزل مغلقاً اياه بقوة اهتزت لها ارجاء المكان...
انسابت دموع ضي من عينيها و هى تشاهده يغادر شاعرة بقبضة تعتصر قلبها
فاذا كان الوضع كما كان سابقاً بينهم لكان هو اول من لجأت اليه فقد كان سندها بهذة الحياة لكنها اكتشفت ان كل ذلك كان كذب....
مسحت وجنتيها بيد مرتجفة و هى تجبر ذاتها على دفع هذة المشاعر و الافكار بعيداً فحياة والدها التى بخطر هي كل ما يهمها الأن هتفت بصوت مرتفع باسم عمتها
لتخرج الاخيرة من غرفتها هاتفة بحدة وغضب
=فى ايه يا زفتة انتى.... شغالة صريخ عمتى عمتى..... فاكرة نفسك فين فى الـ...
قاطعتها ضي وهى تندفع نحوها هاتفة برجاء و دموعها تنسال فوق وجنتيها
الحقينى يا عمتى... ابويا رجالة زينهم الحانوتى اخدته وحلفوا لو مدفعناش الدين اللى عليه هيموتوه
زفرت ماجدة بحدة قائلة بغضب و حدة
=يا دى ابوكى و سنينه السودا... هو انا هفضل طول حياتى الم فى وساخته و قرفه و ادبس جوزى قى مصايبه
همست ضي من بين شهقات بكائها ضاربة فوق صدرها بضربات متتالية فى رجاء
=معلش... معلش يا عمتى اعتبريها اخر مرة و انا والله لو حصله ايه ما هاجى اطلب منك ولا من عم فهيم حاجة تانى ابداً
اطلقت ماجدة زفرة طويلة تدل على الاستسلام قائلة بحدة و هى تستدير حتى تجلس فوق الاريكة
=و المطلوب كام المرة دى....؟!
ابتلعت ضي بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقها هامسة بصوت مرتجف متردد
=350 الف جنية......
انتفضت واقفة على قدميها تهتف بفزع ضاربة بيدها فوق صدرها
=350 ايييه انتى بتشتغلينى يا بت
هزت ضي رأسها هامسة بصوت منكسر
=والله ابدا يا عمتى... هو استلف من زينهم 100 الف والتانى لما اتأخر عليه زود النبلغ ل350 الف
ضربت ماجدة كفيها فوق ساقيها قائلة
=وانا اجيب المبلغ ده كله منين...
لتكمل بحدة مطلقة نظرات مليئة بالشرار تجاه ضي
=ايه مفكرنى قاعدة على بنك انا وجوزى... كل شوية ادفعله تمن القمار و الخمرة اللي بيطفحها ليل نهار....
اقتربت منها ضي قائلة بصوت منخفض يملئه الرجاء و الخوف
=معلش يا عمتي... والله اخر مرة... هيمو.توه
لو مدفعناش الفلوس...
قاطعتها ماجدة بحدة وهى تلوح بيدها امام وجهها
=يمو.توه... ياريت يمو.توه و نخلص منه و من فضايحه انا زهقت الم من وراه و محدش دلعه وضيعه غيرى.....
صمتت عن الحديث فور ان خطر بعقلها فكرة مفاجأة استدارت تنظر الى ضي بغضب عاصف
=ده يا بت ملعوب منك علشان تضحكى عليا و تاخدى مني فلوس مش كدة
لتكمل و هي تقبض على ذراع تعتصره بقسوة
=طبعاً بعد ما اتأكدتي انك هتطلعي من مولد بلا حمص بعد ما ايوب رامكي رامية الكلاب قولتي اضحك عليهم و ألهف منهم المبلغ ده و طبعا اتفقتي مع الاهبل اخويا اللي علشان جنية يبيع عمره كله....
خرجت ضي من حالة الذهول التي اصابتها بسبب كلماتها تلك صارخة بحدة و هى تنتزع ذراعها بقسوة من قبضتها
=ايه اللي بتقوليه ده... ايه فكراني ايه بالظبط...
اجابتها ماجدة بسخرية
=فكراكى رخيصة زي امك و تعبدى القرش زي ابوكي بالظبط....... يلا يا بت غورى من هنا مفيش جنية هتطوليه مني... و ابوكي ده له حساب معايا تاني ان ما ربيته
صرخت ضي بها و قد جن جنونها فور سماعها كلماتها القاسية تلك
=لا و انتي الصادقة طالعة لعمتي الحرباية اللي خربت بيت و خدت راجل من مراته و كانت السبب فى موتها بحسرتها بعد ما خلت جوزها يطلقها و يرميها فى نص الشارع مع ابنها اللي مكنش كمل شهرين....
شحب وجه ماجدة فور سماعها ذلك همست بصوت مرتجف يملئه الذعر
=انتي مين يا بت اللي قالك على الموضوع ده......
اجابتها ضي باعين تلتمع بالدموع و القسوة فى ذات الوقت
=ابويا حكالي كل حاجة... و عارفة ان ايوب ميعرفش حاجة عن الكلام ده ولا اللي حضل لامه بسببك انتي و ابوه....
اسرعت ماجدة تهجم عليها قابضة علي شعرها بين يديها هاتفة بقسوة وغضب
=عارفة يا بت لو كلمة من دى وصلت لأيوب هعمل فيكي ايه.......
لتكمل بشراسة وهى تزيد من جذب خصلات شعرها غير ابهه بصرخة ضي المتألمة
=لا مش هعمل فيكي انتي... هعمل فى اخواتك قسماً بالله اسلط عليهم عيل ابن حرام يو.لع فيهم بليل وهما نايمين....
هزت ضي رأسها هامسة بصوت مرتجف يملئه الخوف فقد كانت تعلم ان عمتها تستطيع تنفيذ تهديدها هذا...
=مش هنطق..... ولا هفتح بوقي....
زمجرت ماجدة بشراسة وهى تدفعها بقوة نحو الباب مما جعلها تسقط ارضاً بقسوة
=غورى من وشي.... و ابقي العبى غيرها يا روح امك.... مش عليا جو الافلام و المؤمرات دي.....
لتكمل وهي تدس يدها بصدر عبائتها مخرجة مبلغ من المال ال
=بعد كدة يا شاطرة لما تيجي تطلبى حسنة... ابقي اطلبيها بأدب
انهت كلماتها ملقية المال بوجه ضي التي كانت لازالت على الارض..
نهضت ضي على قدميها ببطئ بعد ان قامت بجمع المال ثم وقفت امامها ملقيه المال الذى بيدها بوجه ماجدة هامسة بصوت منكسر يملئه الالم و الشفقة علي النفس من الحالة التي من الحالة التى وصلت اليها من الاذلال
=تغور الفلوس لو هاتيجي منك...
ثم استدارت مغادرة المنزل و الدموع تغرق وجهها لا تعلم الى اين تذهب و كيف يمكنها انقاذ والدها الان....
غادرت على الفور متجهه الى منزل شقيقها فهو أملها الوحيد الان حتى تنقذ والدها...
وقفت بجسد مرتجف امام باب منزل شقيقها الذى ما ان فتح الباب ارتمت على الفور بين ذراعيه تحتضنه بقوة منفجرة فى بكاء مرير.
احتضنها صلاح بقوة قائلاً بهلع و خوف فور رؤيتها على حالتها تلك
=فى ايه يا حبيبتي بتعيطي كدة ليه....
ليكمل بحدة وهو يبعدها عن صدره حتي يستطيع ينظر اليها
=حد عمل فيكي حاجة او دسلك على طرف
هزت ضي رأسها بالنفى قائلة من بين شهقات بكائها
=انا... انا محتاجة 350 الف يا صلاح...
اجابها على الفور دون تردد
=اعتبريهم معاكى.. فلوس الدنيا كلها تحت جزمتك....
ليكمل بحنان وهو يمسح بيديه الدموع التى تغرق وجهها
=بس فاهميني الاول ايه اللي حصل... و محتاجهم فى ايه....
اجابته ضي بصوت مختنق وهي تحاول تمالك نفسها مرة اخرى
=رجالة زينهم الحانوتي خطفوا بابا و طالبين 350 الف والا هيمو.توه....
اظلم وجه صلاح فور سماعه كلماتها تلك قائلاً بحدة
=يعني انتي عايزة الفلوس دى علشان ابوكي......
هزت ضي رأسها بالايجاب
هتف صلاح بحدة و قد تبدلت ملامحه الي اعصار من الغضب
=بقى عايزاني ادفع فلوس وانقذ الراجل اللي كان السبب فى موت ابويا و دمر حياتي يا ضي.....
شحب وجهها فور ان سمعت كلماته تلك
=ده ابويا يا صلاح مقدرش اسيبه يموت....
قاطعها صلاح بقسوة وعينيه تلتمع بالألم و الغضب العاصف
=واللى مات بحسرته فى السجن و اتجبر يطلق مراته ابويا برضو يا ضي....مقدرش اساعدك... لو ساعدت الراجل ده هحس كاني بموت ابويا للمرة التانية....
انفجرت ضي باكية امسكت بيده بين يديها قائلة برجاء من بين شهقات بكائها
=علشان خاطرى يا صلاح هيمو.توه
نزع صلاح يده من بين يديها قائلاً بحدة و قسوة لم تعاهدها عليه من قبل
=يبقي احسن... ياريت يمو.توه اهو ترتاحى من قرفه و فضايحه ليكي.. سبيه بقي ياخد جزاءه مرة واحدة في حياته
هزت رأسها هامسة بألم وصوت مختنق بالدموع
=مقدرش اسيبه يموت.... ده ابويا... علشان خاطرى يا صلاح انا ماليش غيرك
قاطعها بشراسة وحدة و عروق عنقه تنتفض بقوة
=ضي لو مش عايزة تخسريني انسي الموضوع ده واقفلى عليه فاهمة
ليكمل بغضب عاصف بينما تتقافز شرارت الغضب من عينيه
=انا لو هحر.ق فلوسي كلها... اهون عليا من ان اساعد الراجل ده فاهمة انا عندى اموت و لا اني اساعده حتي لو ده معناه ان ممكن اخسرك باقي حياتي.....
حدقت فى وجهه بخوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه وقفت تنظر اليه بعجز عدة لحظات شاعرة بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها لا تعلم ماذا تفعل الان فقد كان هو اخر امالها...
التفت مغادرة عائدة الي منزلها بينما وقف هو يتطلع الي اثرها باعين لازالت تلتمع بالكراهية و الغضب اللذان يشعر بهم نحو والدها...
༺༺༺༺༻༻
بعد مرور يومين....
كانت ضي جالسة بوجه حزين وعينين ممتلئتان بالدموع تراقب اشقائها الصغار و هم يلعبون سوياً غير مدركين للمحنة التى يمر بها منزلهم..
ظلت جالسة تفكر من اين ستأتى بالمال فقد اغلقت جميع الأبواب بوجهها فكل من تعرفهم قد تخلوا عنها حتى شقيقها يرفض ان يتحدث معها فى الأمر مرة اخرى حتى عمتها زينات رفضت مساعدتها هى الاخرى قائلة بانها تتمنى ان يموت حقاً حتى تتخلص من عاره الذى سيلحق اولادها بسبب انه شقيق والدتهم...
فهى الان ليس امامها سوى اخر حل كانت تتمنى الا تضطر اللجوء اليه ابداً و هى ان تطلب المال من ايوب فليس امامها حلاً اخر سوى ان تلجأ اليه سوف تدعس على كرامتها من اجل ان تنقذ حياة والدها..
انسابت الدموع من عينيها فور تفكيرها بالاذلال الذى ستتعرض له على يديه
اقتربت منها شقيقتها الصغيرة دعاء ذات السبع سنوات جالسة فوق ساقي شقيقتها الكبرى مسحت بيدها فوق خدها تمسح الدموع العالقة بها قائلة ببرائة و خوف
=بتعيطى ليه يا ضى...انتى لسه زعلانة علشان عمو ايوب هيتجوز غيرك.....
صدمت ضي من كلماتها تلك فكيف لطفلة مثلها تعلم بامر ايوب و زواجه من اخرى
=جبتى الكلام ده منين يا دعاء....
هزت الصغيرة كتفيها قائلة
=سمعت ماما بتقول لبابا كدة....
لتكمل وهى تعقد ذراعيها الصغيرتين حول عنق شقيقتها الكبرى
=عمو ايوب ده وحش... انا مش هكلمه تانى ابدا و لا هاخد منه شيكولاتة ولا حاجة حلوة علشان زعلك....
ارتسمت شبه ابتسامة على شفتى ضي فور سماعها كلماتها تلك فقد كانت تعلم كم حب شقيقتها وتعلقها بأيوب
=لا يا حبيبتى انا مش زعلانة علشان عمو ايوب.....
لتكمل كاذبة و الألم يمزق قلبها
=انا مش بحب ايوب...ايوب بالنسبالى زى اخويا كدة...
ظلت الصغيرة تنظر اليها عدة لحظات بصمت كما لو كانت تفكر هل تصدقها ام لا
قبل ان ترتمى فوق صدرها تحتضنها بقوة كما لو كانت تخفف عن شقيقتها ألامها
فتح باب المنزل و دلفت الى الداخل امل زوجة شاكر التى كانت دموعها تغرق وجهها الباكى انتفضت متجهة نحوها ضى قائلة بلهفة
=عملتى ايه يا خالتى....
ابتعدت عنها امل جالسة على الاريكة قائلة من بين شهقات بكائها
=المفترية الظالمة هى وجوزها طردونى وقالولى ده ملعوب مننا علشان ناخد فلوس منهم زى ما ابوكى ما كان بيعمل فيهم قبل كدة.... حاولت اديهم رقم زينهم رفضوا وقالوا اكيد اننا متفقين معاه عليهم...
لتكمل وهى تمسح عينيها بطرف وشاحها
=ده حتى أيوب كان معاهم و مصدق كلامهم... وفضل واقف ولا اتحرك
شحب وجه ضي فور سماعها ذلك فقد مات اخر أمل لها فى ان تنقذ والدها انهارت جالسة على الاريكة منفجرة فى بكاء مرير يملئه الألم و الخوف لتقترب منها امل تحتضنها بقوة محاولة التخفيف عنها...
اخرجهم من حالتهم تلك صوت رنين باب المنزل نهضت أمل لكى تفتحه بينما اسرعت ضي بجذب وشاحها الملقى على الاريكة تضعه حول رأسها فور سماع أمل تقول بصوت مرتفع
=اهلا... اهلا يا باسم...خير فى حاجة
اجابها باسم بتواضع مصطنع
=اهلا بيكي يا خالتي... ابداً كنت عايز ضي فى كلمتين..
نهضت ضي متجهه نحوهم قائلة وهي تعدل من حجابها حول رأسها
=خير يا باسم... فى ايه.....
اجابها باسم وهو يشير الي الخارج بيده
=مش هينفع هنا هستناكي تحت فى الشارع يا ضي....
ثم استدار و غادر قبل ان يتيح لها فرصة للرد عليه
غمغمت أمل بقلق وحيرة
=و ده هيكون عايز منك ايه.. ؟؟
هزت ضي كتفيها قائلة بحيرة وقلق مماثل
=مش عارفة.... هيعوزنى فى ايه ده بس
ثم استدارت و التقطت عبائتها السوداء ترتديها قبل ان تتجه للخارج لتلحق به
وجدته يقف فى مدخل المنزل اتجهت نحوه
=خير يا باسم... عايزني فى ايه...
اجابها بهدوء وعينيه مسلطة عليها بنظرات جعلتها تتلملم فى وقفتها
=انا عرفت اللي حصل لعم شاكر... و كنت عايز اساعدك....
ضيقت عينيها محدقة به بشك
=هتساعدني ازاى... مش فاهمة....
اقترب منها عدة خطوات و هو يجيبها
=هديكي ال350 الف اللي محتاجهم...
اشرق وجهها بابتسامة واسعة شاعرة كما لو ان الروح قد دبت فى جسدها صارخة بسعادة
=بجد... بجد يا باسم....
لكن انطفئت ابتسامتها قائلة بشك و خوف
=طيب و انت هتعمل كدة ليه مش فاهمة...
اقترب منها حتي اصبح يقف امامها مباشرة امسك بيدها بين يديه قائلاً
=علشان بحبك يا ضي.... و عندى استعداد اعمل اي حاجة فى الدنيا علشانك...
نزعت يدها سريعاً من بين يده قائلة بارتباك
=بتحبني ايه..... ايه الكلام الفارغ ده....
ابتسم باسم قائلاً لها
=والله بحبك عارف انك مش هتصدقيني....
قاطعته ضي بحدة و هى تتخذ خطوتين للخلف بعيداً عنه
=بقولك ايه لو فكرك انك لما تديني الفلوس دي انى هبقي بقي مديونة ليك و اتجوزك و الجو ده.... مش هيحصل....
قاطعها سريعاً و هو يحاول كسب ثقتها
=ابدا والله انا كل اللي يهمني ان عم شاكر يخرج و انتي تبقي كويسة و متتذلليش لحد...خصوصا ايوب... و امي
ليكمل سريعاً و هو يخرج من جيبه مفتاح وضعه بيدها
=امسكى ده مفتاح مكتبى فى الوكالة هتدخلى هناك وتفتحي الخزنة بالمفتاح ده و تاخدى الفلوس اللي فيها....
شحب وجه ضي فور سماعها كلماته تلك هتفت بحدة
=نعم يا خويا....و انت متجبليش الفلوس ليه...
لتكمل بخوف ملقية المفتاح من يدها ليصطدم بصدره و يقع ارضاً
=لا طبعاً مش هعمل كدة مش عايزة حاجة......
انحني باسم ملتقطاً المفتاح من الارض قائلاً بصبر محاولاً اقناعها حتي لا تفشل خطته
=يا ضي.. انا لو اقدر ادخل الوكالة... كنت دخلت وجبتلك الفلوس بنفسي...
ليكمل بمرارة وحقد
=ولا انتي ناسية ان ابويا طردنى و مدي اوامر ان رجلى متخطيش الوكالة تانى بعد ما البيه ايوب عرفه بحوار اني كنت بشرب حشيش فى الوكالة و كنت هولع ف المخزن
تذكرت ضي ذلك فهذا حدث منذ ما يقرب شهرين وقتها اندلع حريق بجزء من الوكالة و قيل ان من تسبب به باسم واصدقائه الذين كانوا يسهرون معه بالوكالة ليلاً و قتها امر والده بطرده من الوكالة
=صدقينى يا ضي الفلوس اللي فى الخزنة دى بتاعتي و فى مكتبى... ومش قادر اوصلها بسبب ان ابويا حالف عليا رجلى متخطيش الوكالة نفسي اوصل للفلوس و مش قادر انتي... اللي هتقدرى تجبيها
عندما وجد لازال الشك مرتسم على وجهها مخرجاً من جيب مصحف صغير للقرأن الكريم واضعاً اياه فوق عينيه
=والمصحف الشريف اللى بقولهولك ده كله حقيقي وصدق.....
ليكمل واضعاً بيدها المفتاح مرة اخرى
=المفتاح معاكى يا ضى فكرى كويس وانا مش هضغط عليكي النهاردة بليل بعد 12 هتدخلى تاخدي الفلوس و تطلعى على طول ......
اردف ممسكاً بيدها بين يده
=ياضي انا بعشقك و عندي استعداد اخسر اللى ورايا وقدامي علشانك
فى ذات الوقت...
كان ايوب خارجاً من منزله عائداً الي عمله
لكن تجمدت قدميه فور ان رأى شقيقه باسم يقف مع ضي فى المدخل الداخلى لمنزلها ممسكاً بيدها بين يديه و ابتسامة مرتسمة على وجهه شعر بالغضب ينفجر بداخله كما لو هناك ستار أسود من الغضب يعمى عينيه....غضب عاصف لو اطلق له العنان لقام بقتل شقيقه و قتلها...
بالجهة الاخرى...
صدمت ضي من كلمات باسم تلك كانت تهم بسحب يدها من يده لكنها اطلقت صرخة فازعة فور ان رأت أيوب يهجم فجأة علي باسم يلكمه بوجهه وهو يصرخ به بصوت عاصف
=بتعمل ايه... يالا انت.... ها بتعمل ايه
نهض باسم الذى كان قد سقط ارضاً من شدة الضربة التي تعرض لها هاتفاً به بغضب عاصف
=وانت مالك... بنت خالى و بتكلم معاها ايه دخلك اهلك ايه فى الموضوع...
ليكمل بسخرية لاذعة وهو يرمقه بنظرات شامتة
=ولا تكونش غيران عليها ولا حاجة....
قبض أيوب على عنق قميصه يهزه بقوة و هو يعصف بغضب ونيران الغيرة تلتهم قلبه
=اغير على مين يالا... انت عبيط....
ليكمل بقسوة وهو يرمق ضي التي كانت واقفة بوجه شاحب تتطلع اليهم بخوف
=مبقاش الا الاشكال دى اللى اغير عليها.... انا خايف عليك انت
انفجر الغضب بداخل ضي فور سماعها كلماته القاسية تلك هتفت به بسخرية
=الاشكال دى برقبتك انت و عيلتك كلها فاهم.....
تجاهلها أيوب ليكمل مستديراً نحو شقيقه
=تاخد بعضك و تروح على البيت...
دفع باسم يديه بعيداً هاتفاً به بحدة وهو يرمقه بنظرات يملئها التحدي
=و لو ممشتش هتعمل ايه...؟
قبض أيوب على مؤخرة عنقه يشدد قبضته عليها فى هامساً بالقرب من اذنه بنبرة يملئها التهديد
=هتمشى بالذوق ولا اعرف ابوك على موضوع الحشيش بتاع امبارح
شحب وجه باسم فى خوف فور سماعه ذلك وقف ينظر اليه عدة لحظات بنظرات يملئها الغضب و الكراهية قبل ان يلتف و يغادر المكان بصمت...
فور مغادرة باسم التف أيوب اليها قائلاً بحدة وعينيه تنطلق منها شرارات الغضب
=ابعدي عن اخويا احسنلك....
اقتربت منه ضي حتي اصبحت تقف امامه تنظر داخل عينيه مباشرة قائلة بتحدي
=و لو مبعدتش هتعمل ايه ؟؟؟
قبض على عنقها يعتصره بقسوة بينما روحه تتلوي علي جمر الغضب و الاحترا.ق بنيران الغيرة فور تذكره لمشهد شقيقه و هو يمسك بيدها و الألم يعصف بقلبه كما لو هناك سكين حاد مدفون بقلبه
=همو.تك يا ضي...فاهمة همو.تك
دفعت بحدة يده المحيطة بعنقها و هي تصرخ به
=و انت مالك ومالى ما تخاليك فى حالك....
لتكمل بغضب وعينيها تنطلق منها النيران
=و لا روح شوف الست اروى بتاعتك بنت الناس المحترمة اللى مدورها....
هجم عليها على الفور يقبض على ذراعها بقسوة مزمجراً من بين اسنانه وهو يلويه خلف ظهرها مزمجراً بشراسة
=أروى دى برقبتك... و اها هى بنت الناس المحترمين اللي محافظة علي نفسها مش رخيصة و زبالة زيك
لم تشعر ضي بنفسها الا و هي تتحرر من قبضته و تقوم بالهجوم عليه تسدد له الضربات المتفرقة بصدره و جهه تقودها النيران المشتعلة بصدرها تلتهمها حية و ألامها من قسوة كلماته اخذت تدفعه و تضربه بقسوة لتصيب ضرباتها صدره و وجهه و هى تصرخ به بشتائم لاذعة
بينما وقف ايوب مستسلماً لها لم يحاول منعها او دفعها بعيداً برغم استطاعته فعل ذلك بسهولة...
فور ان انتهت وقفت تنظر اليه باعين ممتلئة بالدموع وهي لا تصدق بان هذا الشخص القاسى الذى امامها هو ذاته الذي احبته لاكثر من اربع سنوات بان هذا الشخص الذى كان يغرقها بحبه وحمايته لها من الجميع
همست بصوت متحشرج يملئه الالم و هى لازالت تقبض على قميصه بقوة
=بكرة تعرف مين اللى بنت ناس و محترمة و مين الزبا.لة اللى مقضيها..... بس اقولك متصدقنيش لانى عايزاك تشيل
لتكمل بقسوة و قبضتها تشتد حول قميصه
=انا بكرهك..... فاهم بكرهك و مكرهتش حد قدك فى حياتى...
انهت جملتها دافعة اياه بقوة بصدره مما جعله يتراجع للخلف بينما التفت هى تركض على الدرج صاعدة الى منزلها تاركة اياه واقفاً برأسى محنى و الدموع التى كان يحاول منعها تنساب اخيراً على خدييه و هو يشعر بألم بقلبه لم يشعر بمثله من قبل....
فور صعود ضي للأعلى تعالى رنين هاتفها اجابت مسرعة عندما تعارفت على الرقم اجابت بلهفة
=ايوة.....
وصلها اليها الصوت الغليظ للرجل
=انا صبرت عليكى كتير كدة فات اكتر من يومين و مفيش ولا جنيه وصلى قدامك
همست ضى بصوت مرتجف
=اجيب المبلغ ده منين محدش راضي يسلفنى.....
قاطعها الرجل بقسوة و حدة
=ميخصنيش اتصرفى قدامك بالظبط يوم الفلوس لو موصلتليش استلمى جثة ابوكى بعدها...
ليكمل بتهديد و قسوة
=ولو فكرتى تبلغى البوليس قولى على ابوكى يا رحمن يا رحيم.....
انهى جملته مغلقاً الهاتف بوجهها لتنهار ضى مطلقة العنان لدموعها لا تعلم ماذا تفعل كيف تنقذ والدها فهى وحيدة الان...
تذكرت عرض باسم لمساعدتها و رغم مخاوفها لم تتردد امسكت بهاتفها و قامت بالاتصال بباسم
=ايوة يا باسم... انا موافقة وبليل هروح اخد الفلوس...
اجابها باسم بهدوء
=تمام يا ضي و انا هتصل بيكى بليل هعرفك تدخلى الوكالة من غير ما حد ياخد باله ازاى.....
همست ضى بتردد
=باسم متأكد ان الفلوس دى فلوسك....
قاطعها قائلاً على الفور
=قسماً بالله يا بنتى فلوسي و فى مكتبى و خزنتى و علشان تطمنى انا هاجى معاكى ....
وافقته ضي برغم مخاوفها فليس امامها حل اخر فكل الابواب قد اغلقت بوجهها و يجب عليها انقاذ والدها....
فى وقت لاحق...
فتح باب غرفة باسم دون سابق انذار و دلف ايوب الى الداخل الذى كان يرتسم على وجهه تعبيرات وحشية هتف به على الفور
=ابعد عن ضي يا باسم...
تراجع باسم فى مقعده قائلاً ببرود
=و ابعد عنها ازاى بس... ده انا ناوى اتجوزها....
انتفضت عروق عنق ايوب تتنافر بغضب بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة هتف به بقسوة وهو يتقدم نحوه
=تتجوزها ازاى يالا فهمنى..عايز تتجوز واحدة كانت ماشية مع اخوك...
اجابه باسم ببرود واستفزاز و هو يحاول ان يزيد من نيران غضبه
=وماله احسن ما تكون كانت ماشية مع حد غريب.... على الاقل ضامن اخلاقها...
قاطعه ايوب بقسوة و النيران تزداد بداخله
=ضي دى مش كويسة... انا عرفت عنها حاجات مقدرش اقولك عليها بس كل اللي اقدر اقولهولك ان ده السبب اللي خلاني اسيبها و اخطب اروي...
هز باسم رأسه قائلاً ببرود
=ايه اكتشفت انها بتخونك مع واحد تاني....
ليكمل بلامبالاة و هو ينهض و ابتسامة على وجهه ترتسم
=يا عم عادى.... ما كل بنات اليومين دول كدة انت اللي محبكها بس....
عصف أيوب بغضب و كان هناك تهديد مشؤوم في الهدير العاصف الذى صدر منه
=انت ايه يالا... د.يوس... مبتحسش...
لوح باسم برأسه قائلاً بهدوء غير مبالى بشقيقه الذى كان اشبه ببركان سينفجر باى لحظة
=متشغلش بالك انت بس... ركز مع خطيبتك...
ليكمل و هو يتجاوز أيوب متجهاً نحو باب الغرفة
=عن اذنك بقي... اروح اشوف خطيبتي علشان اساعدها فى المصيبة بتاعت ابوها...
ثم التف مغادراً تاركاً ايوب واقفاً امامه بوجه شاحب و السعير يكوي اعماقه انتفضت عروق عنقه تتنافر بغضب بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة.
فى وقت متأخر من الليل....
وقف كلاً من باسم و ضي خارج وكالة العميرى التفت اليه قائلة و هي تشعر بالخوف
=بقولك ايه يا باسم.. ما تدخل معايا....
اومأ لها قائلاً بهدوء
=هدخل معاكي طبعاً اومال هسيبك لوحدك...
اطمئنت ضي فور سماعها كلماته تلك...
دلفوا الي الوكالة من الباب الخلفى حيث دخلوا دون ان يراهم احد بمساعدة احدى الحراس الذى قام باسم اعطاءه مبلغ من المال بوقت سابق حتي يقوم بمساعدتهم..
دخلوا الى الوكالة يتسحبون بخطوات بطيئة حتى وصلوا الي احدى الغرف...
اشار اليها باسم قائلاً
=ادخلى بسرعة فضي الخزنة فى الشنطة دى و انا هقف على الباب علشان لو حد جه اعرف اتصرف معاه....
اومأت برأسه قبل ان تدلف الى داخل الغرفة وساقييها ترتجفان لا تعلم ما تفعله كان صواب ام خطأ لكن ما تعلمه انها بحاجة لانقاذ والدها بعد ان تخلى عنها الجميع و هى تصدق باسم بان هذا ماله و حقه..
امسكت بالمفتاح وفتحت باب الخزنة وقفت عدة لحظات بجسد مرتجف وانفس منحبسة داخل صدرها تنظر للمال داخل الخازنة بخوف و رهبة قبل ان تقوم بمد يدةها والامساك ببعض منه وتضعه فى الحقيبة التى اعطاها اياها باسم...
=بتعملى ايه عندك يا بنت الكلـ.ب يا حرامية
انتفضت فى مكانها فى فزع فور ان سمعت هذا الصوت يأتى من خلفها استدارت لتجد منصور الذراع الايمن للحاج فاهيم ومعه اثنين من رجال الأمن
شعرت ضي بالخوف يسرى بعروقها و قد اصبحت قدميها كالهلام غير قادرتان على حملها تراجعت للخلف بخوف فور ان رأته يتقدم نحوها غير قادرة على فتح فمها والدفاع عن نفسها
صرخ بها منصور وهو يقبض على ذراعها بقسوة
=اها يا حرامية يا بنت الرفضى.. بقى بتعضي الايد اللى اتمدتلك...
اخذت تحاول مقاومته والافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول ذراعها بقسوة..
لكنها تجمدت فى مكانها و قد دب الذعر بأوصالها فور سماعها اياه يصرخ باحدى الرجال
=اتصلى يالا على البوليس و كلم الحاج فاهيم بسرعة....
تمايلت الارض تحت قدميها بينما دوامة سوداء تكاد ان تبتلعها من شدة الخوف و الذعر