![]() |
رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الستون بقلم نورهان ال عشري
عندما أخبرتها "أُحِبُك "
ابتسمت قائله " اعلم ! "
و لكنها أبدا لا تعلم اني غارق فيها للحد الذي يجعلني أرى الحياة بعيناها و اختصر الوجود في قلبها . ذلك الشعور العميق الذي أشعر به تجاهها لم تفلح الأربع و عشرون حرفا في وصفه فاكتفيت قائلا احبك ..
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
اعتدل يوسف في جلسته و قطب جبينه قبل أن يقول بعدم فهم
" يعني ايه هما السبب ؟"
ابتلعت كاميليا ريقها بصعوبه و لعنت بداخلها حظها العاثر الذي جعلها تعرف ذلك السر الغبي لهاذان الاحمقان و لكن ما باليد حيله فهي قد علمت و أخبرته و ليساعدها الله علي تهدئه هذا الوحش الكاسر الذي ينفث النيران من أنفه و هو فقط ينتظر أن تتحدث فما الذي سوف يحدث أن علم بخطتهم الغبيه
لفت شرشف السرير حولها و قامت بالجلوس علي ركبتيها و اقتربت منه تمسك يده قبل أن تقول بخفوت
" يوسف انا طول عمري بتردد احكيلك اي حاجه عشان بخاف من رد فعلك اوي .. بليز متندمنيش المرة دي اني قولتلك .."
يوسف بنفاذ صبر
" هو انتي لسه قولتي حاجه ؟"
زفرت كاميليا بإستسلام قبل أن تقوم بقص عليه تلك القصه الحمقاء التي رواها أدهم لغرام و مع كل كلمه كانت تتفوه بها كانت تري الإندهاش و الصدمه يسيطران علي ملامحه و لكن ما أن انتهت حتي تحول كل هذا الي غضب مقيت فجأة اسودت عيناه و برزت عروق رقبته و هب من مكانه بجانبها و هو يقول بصراخ
" انا هوريهم المتخلفين دول. ."
ارتدت المئزر الخاص بها بسرعه و هرولت خلفه تحاول منعه من جنونه فقد ارعبتها ملامحه فما أن امتدت يده الي مقبض الباب حتي أسرعت تحول بينه و بين الخروج و هيا تقول بتوسل
" يوسف ارجوك استني . هما مكنش قصدهم الي حصل والله دول كانوا عايزين يرجعونا لبعض .."
كان لا يري أمامه من شدة الغضب الذي جعله يقول بحده
" انتي عبيطه يا كاميليا .. يعملوا مصيبه زي دي عشان يرجعونا لبعض امال لو كانوا عايزين يموتونا كانوا عملوا ايه ..اوعي من قدامي خليني اربي المعاتيه دول .."
امسكت كاميليا بيده و هيا تقول بدموع أوشكت على الهطول
" انا عارفه انها حركه غبيه جدا و كان ممكن اموت فيها بس والله هما كانوا عايزين يحننوا قلبك عليا لما تحس اني ممكن اضيع .."
قاطعها يوسف بحده فلم يكن يتحمل أن يستمع إلي ما ستقوله فقد كان يحاول بصعوبه تناسي ذلك الشعور المقيت و هو مهدد بفقدانها فقال صارخا
" كاميليا اسكتي .. انتي متعرفيش انا كنت حاسس بأيه ساعتها .. الي حصل دا لا يمكن هعديه بالساهل.."
انهي كلماته و جذبها بعنف من أمام الباب و قام بفتحه و قبل أن يخرج من الغرفه سمع كلماتها التي اذهلته بقدر ما آلمته و خاصتا لهجتها المعذبه حين قالت
" عرفت بقي انا طول عمري بخاف اصارحك بأي حاجه ليه ؟؟ عرفت ليه قررت اهرب .. ؟ عرفت ليه خبيت عنك موضوع رائد .. ؟"
التف يوسف يطالعها بصدمه زادت عندما شاهد حالتها البائسه و التي تنافي تماما اشراقتها عندما استيقظت منذ قليل .
ارتد يوسف للخلف و قام بإغلاق الباب و تقدم إليها بضعه خطوات فأصبح أمامها مباشرة فآلمه رجفه شفتيها و تلك الدموع المنسابه من عينيها الجميلتين فشعر بالغضب أكثر من ذي قبل لكونه السبب في تبدل حالها الي هذا البؤس فمد يده يمسح قطراتها المنسابه فوق خديها فارتدت هيا خطوة إلي الوراء و هيا تقول بإنهيار
" اقولك انا ليه ؟ عشان الي لسه حاصل دلوقتي. هتفضل و تزعق و تكسر و تنفعل و انا مش هقدر اسيطر عليك و لا علي غضبك مهما بكيت و اترجيتك و حتي لو بوست علي ايدك مش هيهز فيك شعره و هتنفذ الي في دماغك . زي يوم رائد بالظبط حلفتك علي كتاب ربنا انك متعملش حاجه تأذي بيها نفسك و مع ذلك اول ما عرفت اتجننت و كنت هتضيع نفسك لولا ستر ربنا . كنت بترجاك و انا ببكي عشان ترجع عن الي في دماغك و لا سألت فيا . حتي لما قولتلك هموت نفسي و كنت فعلا هعملها كل الي عملته انك ضحكت عليا و كنت ناوي تقتله بردو . توسلاتي و دموعي و انهياري مأثرش فيك . و لا هيأثر بالرغم من كل حبك دا الا انك وقت غضبك مبتشوفنيش اصلا .. "
آلمته كلماتها كثيرا بل قتله مظهرها الباكي و و شفاهها المرتجفه و الاكثر من ذلك هو شعورها بأنها لا تؤثر به و لا تعلم بأنه لا يوجد احد في هذا العالم يستطيع إيقافه عن فعل اي شئ يريده سواها و لكنه أدرك الآن حجم خطأه فاقترب منها قائلا بخفوت
" انا مبشوفش في حياتي غيرك يا كاميليا.. مفيش حد في الدنيا يقدر يخليني ارجع في كلمه قولتها غيرك .. عمري ما اتخليت عن مبدأ من مبادئي غير عشانك .. مفيش حاجه في الدنيا ممكن تثير غضبي بالطريقه دي الا لو كانت تخصك .. "
قاطعته بلوعه
" بس انا بخاف من غضبك دا اوي .. مبقدرش اقف قدامه . لما بتتعصب بتكون واحد تاني غير الي بشوفه في حضني .. مبعرفش اتعامل معاك .. بكون عايزة اهرب منك …"
ازدادت حدة بكائها مع نطقها جملتها الأخيرة فحاولت الإنسحاب من أمامه فلم تعد قادرة علي الحديث في تلك اللحظه فالتقطتها ذراعه بلهفه فقد انشق قلبه لنصفين لدي رؤيته انهيارها بهذا الشكل و أخذ يحاول احتضانها و أخذت هيا تقاومه و هيا تقول بإنفعال
" يوسف اوعي !"
لم يجيبها بل ازدادت محاولاته في احتضانها و قد حاول قدر الإمكان إلا يقسو عليها فصارت تقاومه أكثر و هيا تقول
"سيبني بقي . "
لم يجد مفر من استخدام العنف قليلا فجذبها الي داخل أحضانه بعنف و سيطر علي مقاومتها مستخدما قوته البدنيه و قام بتطويقها بذراعيه قبل أن يقترب من أذنيها و هو يقول بحنان
" مقدرش اسيبك أبدا "
شعرت بانفاسه الحاره فوق كتفها فاضعفت مقاومتها قليلا وقالت بخفوت
" انا مش قادرة اتكلم دلوقتي .. ارجوك سيبني ."
أخذ يمرر أنفه بطول عنقها يشتم رائحتها الجذابه و هو يقول بصوت مبحوح
" و أنا مش هتكلم اصلا .. "
انهي جملته و قام بوضع يده خلف ظهرها و الآخري أسفل ركبتها و حملها برفق و اتجه الي الأريكه خلفهم و جلس و اجلسها فوق ساقيه و قام بوضع رأسها فوق صدره و أخذ يمرر يده بحنان فوق خصلات شعرها و يده الآخري ملتفه حول خصرها بتملك كبير و شفتيه تضع القبل الحانيه فوق جبهتها و مقدمه رأسها و ظلوا علي هذه الحاله بعض الوقت الي أن قامت هيا ببدأ الحديث قائله بخفوت
" يوسف "
أجابها بحنان
" عيونه ."
رفعت رأسها تطالعه بترقب و قد كان الحزن مازال يرتسم بعينيها الجميله و قد آلمه هذا كثيرا و خاصتا تلك البحه في صوتها التي تنذر بأن هناك فيضان من الدموع علي وشك الهطول
" انا آسفه ."
لم يتوقع أبدا اعتذارها و خاصتا في حالتها تلك . تدهشه كثيرا ردود أفعال تلك المرأة فهيا دائما ما تخالف جميع توقعاته فهو توقع أن تكون غاضبه منه لا أن تعتذر له بتلك الطريقه اللطيفه لذا شدد من احتضانها و هو يقول بإستفهام
" بتتأسفي ليه ؟"
اخفضت نظراتها و هيا تقول بخفوت
" عشان انفعلت و عليت صوتي عليك و عشان الكلام الي قولته بس انا .."
قاطعها بوضع قبله سطحيه حانيه فوق شفتيها لكي يمنعها من الحديث بينما تابع هو قائلا بحب
" متعتذريش تاني علي حاجه قولتيها من قلبك . و خصوصا لو ليا . عمرنا ما هنفهم بعض لو متكلمناش و قولنا الي جوانا . ايا كانت الطريقه الي اتقال بيها و بما اننا في اوضتنا و لوحدنا فكل شئ بينا مسموح بس دا مش معناه اني مش زعلان عشان عليتي صوتك عليا لا طبعا دانا زعلان و ليا حق هاخده علي أقل من مهلي بس مش دلوقتي"
أعطاها غمزة وقحه لتفهم المغزي خلف كلماته و لكنها ارتعبت حين قال كلمته الأخيرة فقالت بخوف
" مش دلوقتي قصدك أما تخلص علي أدهم و مازن صح !"
ابتسم يوسف قبل أن يضع قبله حانيه بين عيناها و هو يقول بخفوت
" تؤ لما اصالحك الاول .."
لم تفهم ما يقصد فقطبت جبينها ليطالعها بابتسامه ماكرة قبل أن يقول
" مش كل الصلح بيكون بالطريقه دي يا كاميليا. احيانا بنحتاج الي بنحبهم يطبطبوا علي قلبنا عشان وجعنا يخف . و أنا بحبك اوي و بعتبرك بنتي قبل ما تكوني حبيبتي و مراتي و يهمني اوي قلبك ميكنش زعلان مني قبل اي حاجه "
ارتجف قلبها من فرط الحنان الذي يقطر من بين كلماته التي اذابتها بشكل آخر جعلها تحاوط عنقه بذراعيها و هيا تقول بحب
" انت ازاي قادر تكون حلو اوي كدا ."
ابتسم يوسف و قال بمشاكسه
" قصدك عشان عنيا زرقه يعني ؟""
ابتسمت هيا الآخري و قالت بحب
" مش بس كدا .. كلامك حلو و حنانك ماشفتلوش مثيل كل حاجه فيك جميله بشكل مش معقول .. "
لامست كلماتها قلبه وخاصتا طريقتها في الحديث التي تزلزل براكين الشوق في داخله مما جعله يقول
" كاميليا هانم الحسيني بجلالة قدرها بتعاكسني .. "
كاميليا بدلال
" شفت بقي انت محظوظ قد ايه .."
يوسف بصدق
" دي حقيقه. انا اكتر راجل محظوظ في الدنيا بيكي .. و عشان كدا مش عايز حاجه تزعلنا من بعض أبدا .. "
اطلقت تنهيدة قويه و هيا تضع رأسها فوق صدره و تقول بخفوت
" و لا انا والله .."
اسند يوسف رأسه فوق رأسها الملقاه بإرتياح فوق صدره و قال بصدق
" عشان كدا انا الي لازم اعتذرلك يا حبيبتي. انا مكنتش اقصد أبدا يوصلك الي وصلك دا . انتي اكتر حد غالي عليا في الدنيا و علشانك ممكن اعمل اي حاجه .. و اتحمل اي حاجه في سبيل سلامتك و انك تبقي معايا و دول بالنسبالي خط احمر و رائد اتعداه لما عمل الي عمله دا عشان كدا مشوفتش قدامي وقتها و الي بردو أدهم و مازن اتعدوه لما عرضوا حياتك للخطر .. انتي متعرفيش انا احساسي كان عامل ازاي وقتها .. "
عند جملته الأخيرة اشتدت يداه فوق خصرها رغما عنه فقد كان يتذكر ذلك الشعور المقيت عندما علم باحتجازها في هذا المصعد اللعين و احتماليه فقدها فكان هذا اقسي ما مر عليه في حياته و قد شعرت هيا بما يشعر به فزادت من احتضانه كي تبثه امان وجودها بجانبه و أخذت تمرر يدها علي مؤخرة رأسه و هيا تقول بطمأنه
" عشان خاطري متفكرش في الي حصل دا تاني .. انا جمبك و في حضنك اهوة و عمري ما هسيبك أبدا و افتكر ان ربنا بيحطنا في اختبارات و الحمد لله اننا بنعدي منها .. و اديك شوفت حالتنا يومها كانت عامله ازاي .. و انت كنت زعلان مني قد ايه و الي حصل دا خلاك تسامحني و بقينا مع بعض .."
يوسف بإستنكار
" كاميليا متبرريش غلطه كبيرة زي دي و مهما كانت نتايجها فهيا غلط .. احنا مهما زعلنا و اختلفنا كان هييجي يوم و نتصالح . انما مجازفه زي دي كانت ممكن تضيعنا .. "
كاميليا بتوسل
" خلاص يا يوسف علشان خاطري .. متخلنيش اندم اني حكتلك .."
يوسف بلهفه
" اوعي تندمي أبدا انك حكتيلي علي اي حاجه .. انتي مينفعش تخبي عني اصلا .. "
ناظرته كاميليا بغموض يشوبه المكر و قالت بترقب
" طب و انت يا يوسف ينفع تخبي عليا .."
جاء الوقت الذي كان يخشاه كثيرا و لكن لابد من أن تعلم كل شئ فهو قد وعدها بأنه سيخبرها كل شئ ما أن يعود لذا نظر إليها قائلا بهدوء
" لا مينفعش اخبي عليكي و اصلا كنت ناوي اقولك كل حاجه في الوقت المناسب ."
كاميليا بإستفهام
" و لسه الوقت المناسب دا مجاش ؟"
يوسف بتأكيد
" لا جه يا كاميليا بس قبل ما احكيلك عايز افكرك اني كبير العيلة دي و كل فرد فيها في حمايتي و واجب عليا متخلاش عنه ابدا حتي لو هعمل المستحيل .. "
شعرت كاميليا بالخوف يتسلل الي قلبها جراء كلماته فقالت بقلق
" قلقتني يا يوسف . في ايه ؟"
يوسف بطمأنه
" متقلقيش يا حبيبتي انا بقولك كدا عشان تفهمي دوافعي في الي هقوله .."
لم يزدها حديثه سوي خوف علي خوفها الذي تحول لصدمه عندما زارها هذا الهاجس الذي جعل عيناها تبرق و قالت بأستنكار
" يوسف اوعي تكون اتجوزت عليا ..؟ "
لثوان معدودة أخذ ينظر إليها بصدمه قبل أن تتحول صدمته إلي قهقهات صاخبه دوت في أرجاء الغرفه و لأول مرة بحياتها تجده يضحك بتلك الطريقه فأخذ يقهقه الي أن دمعت عيناه من هذا الهراء الذي تفوهت به حمقائه اللذيذه و التي قطبت جبينها غضبا من قهقهاته و انتظرت حتي هدأ من نوبه الضحك خاصته و قالت بحنق
" خلاص خلصت ضحك حضرتك ؟"
حاول كتم ضحكاته عندما شاهد غضبها الطفولي و قال بمزاح
" كاميليا انتي بتتكلمي بجد ؟ "
كاميليا بتذمر
" انت شايف ايه يعني ؟ "
يوسف بزهول
" دا بجد بقي .. انتي متخيله اني ممكن اتجوز عليكي ؟ أو عيني تشوف واحده غيرك اصلا !"
راقتلها كلماته و لكنها أرادت أن تتدلل قليلا فقالت بغنج
" يعني مثلا مثلا يعني مش هييجي عليك يوم و تزهق مني و تقول اتجوز عليها ؟ "
يوسف بصدق
" محدش يبقي عنده القمر و يروح للنجوم .. "
كاميليا بغيرة
" اممم يعني مثلا لو في واحده حلوة اوي يعني و ليكن سمر السكرتيرة .. أو مش شرط هيا اي بنت من البنات و كانت جميله اوي مش ممكن تعجب بيها !! "
ابتسم يوسف علي غيرتها التي لم تفلح في إخفائها و قال بمزاح
" يعني لو جميله اوي … ( تبدلت ملامحها و برقت عيناها من جملته التي صححها قائلا بصدق " سمر مين و بنات مين الي ابصلهم و أنا عندي ستهم.."
ضاعت في تصريحه الذي جعل قلبها يتضخم من فرط السعادة فقالت بوله
" هاه .. قول تاني كدا .."
تلك المرأة تقوده للجنون بكل أفعالها و انفعالاتها تجعله يريد أن يلتهمها من فرط حسنها و رقتها و لطافتها. قربها منه كثيرا حتي تلامست أنوفهم و وضع قبله رقيقه فوق شفتها العلويه و هو يقول بعشق
" انت ست البنات كلهم و أنا عيني عمرها ما تشوف حد غيرك .."
كان الكلام يخرج من بين شفتيه و يتبعه بقبلات رقيقه حول شفتيها اضاعتها أكثر فشعرت بالخدر يسري في أنحاء جسدها الذي كان يرتجف بين يديه مما جعله يقوم بحملها و قد فاق شوقه لها حد احتماله و قام بالتوجه الي مخدعه فتنبهت الي ما يحدث فقالت بخفوت
" يوسف .. احنا كان مفروض نكمل كلامنا .."
أجابها بهمس مثير و هو يضعها فوق السرير و مازالت يداه تحتفظ بخصرها
" اي كلام يتأجل لحد لما تصالحيني الاول مش قولتلك من شويه اني زعلان و ليا حق عندك .. "
إجابته بهزة من رأسها فقال بخفوت
" طب ايه بقي ؟"
خجلت من تلميحاته كثيرا و دفنت رأسها بصدره قبل أن تقول بخجل
" بطل بقي .. "
يوسف بمداعبه
" تبطل ايه .. دا احنا لسه هنبتدي .."
اختتم جملته و لم يتح لها الفرصه للحديث فاخذها معه الي عالم ملئ بالسحر و المشاعر المحمومه التي انستها كل شئ سوي ذراعيه التان تطوقانها بقوة حانيه راقتلها كثيرا فبكل مرة تكون معه يفتح لها بابا آخر من ابواب الجنه فقد كان يعاملها برفق و كأنها زجاج يخشي عليه من الكسر و أخذ يمرر شفتيه علي كل ما يقابله و كأنه يمجد كل إنش بها و قد أعطاها هذا شعور مختلف من السعادة و عززت غرورها الأنثوي كلماته الرائعه حين قال بلهاث
" عمر ما في واحده في الدنيا حركت مشاعري زيك كدا . انا لو طايل أكلك هاكلك.. "
و بالفعل اقترن حديثه بالفعل فصارت شفتيه تلتهمها بشغف و يداه تمارس فنون العبث و العشق فوق جسدها الذي كان يرتجف من فرط السعادة و الاحاسيس اللذيذة التي تسري بأوردتها جراء تلك الملحمه التي كان يتسيدها عشق كبير افاضت به القلوب التي لا تمل أبدا من ممارسته و لكن نال التعب منها كثيرا و شعر هو بها فتركها علي مضض خوفا عليها منه و من جنونه بها فما أن ارتمت علي صدره لاهثه حتي وضع قبله حانيه فوق رأسها و قال بإهتمام
" حبيبي ..في حاجه تعباكي ؟"
هزت كاميليا رأسها بوهن تنفي وجع يسيطر علي جميع أنحاء جسدها فشعر هو بألمها فقال بحنان
" حقك عليا يا قلبي .. بس محدش قالك تبقي حلوة كدا يعني .."
ابتسمت كاميليا بخجل فوضع قبله فوق ارنبه أنفها و قال بحب
" خليكي هنا راجعلك .."
هب من جانبها متوجها إلي المرحاض بينما هيا ارتمت فوق الوسادة بتعب جعلها تغمض عيناها مستسلمه للنعاس لتشعر بيده تقوم بحملها برفق و سار بها و لكنها لم تشعر سوي بالماء الساخن حولها فقد وضعها في المسبح بعد أن قام بتجهيزه واضعا به العطور و سوائل الاستحمام التي تفضلها و جلس هو علي الحافه يقوم بتدليك كتفها برقه واحترافية شديدة فاسترخي جسدها و أغمضت عيناها بأستمتاع و ظلت علي هذه الحاله وقت لا بأس به إلي أن زال عنها تعب جسدها فقام هو بغسل شعرها جيدا و حملها برفق و جففها بالمنشفه جيدا و لفها حول جسدها الذي احتواه بين يديه في عناق قوي قبل أن يقول بخفوت
" احسن دلوقتي ؟"
إجابته بامتنان
" احسن يا حبيبي .. ربنا يخليك ليا .."
يوسف بحنان
" و يخليكي ليا .. هاخد شاور علي ما تجهزي عشان في موضوع مهم عايزين نتكلم فيه "
قطبت جبينها و همت بالإستفسار و لكن وضع قبله سطحيه فوق شفتيها و قال بحزم
" مفيش كلام دلوقتي .. يالا قبل ما اغير رأيي "
********************
حل الصباح علي الجميع ما عدا تلك القلعه السوداء و سكانها فقد كان الظلام يخيم علي سمائها او لنقل أنه غضب أسود جعل راغب يصرخ باعلي صوته و هو غير مصدق بما يحدث له فهذه المرة كانت الخسارة كبيرة جدا و عواقبها وخيمه و قد تكلفه حياته ثمنا لخيانه لم يفعلها و لكنها هيا المبرر الوحيد لما يحدث
كان يجلس علي الكرسي الخاص بمكتبه و هو ينفث النيران من أنفه يشعر بوجود خائن حوله و لا يعرف من هو يحارب جهه ليست معلومه و هذا ما يجعله علي حافة الجنون فتلك العمليه كان قد حضر لها بمنتهي الدقه كيف اختفت المخدرات بلمح البصر و معها اثنان من رجاله و الفاعل اختفي كالسراب و لم يترك خلفه أي أثر كما المرة السابقه فقد اتجه ظنه الي رائد و لكن هو متأكد بأن رائد قضي ليلته في المقبرة بجانب تلك الفتاة بعد أن احترقت في شقته فقد كان ينوي قتلها و لكن لحسن حظه فايوسف الحسيني سبقه و فعلها وبهذا قد اشعل فتيل الحرب بينه و بين رائد مرة ثانيه و هذا الأمر يناسبه تماما و لكنه الآن عليه أن ينشغل بخسارته التي لا يعرف كيف يعوضها أو الأصح كيف يبررها لهؤلاء الملاعين الي يتعامل معهم من المافيا فهم حتما لن يمرروا هذا الأمر و قد يشكوا بولاءه لهم و في هذه الحاله فهو هالك لا محالة
قاطعه تفكيره دخول فاتح و علي وجهه جميع إمارات الاسف فهو منذ البارحه بحاول معرفة كيف اختفت شحنه الحبوب تلك من الصناديق التي كانت لا تحمل أي بصمات عليها و لا اي أثر للفتح لو لم يكن قد رآي الشحنه أثناء تحميلها و دسها في اكياس الطعام لاقسم بأن هؤلاء الملاعين قد خدعوهم .
توجه فاتح الي راغب الذي كان يرفض تصديق ما يرتسم علي وجهه من خيبه امل ليؤكدها حديثه عندما قال باسف
" مفيش اي آثر للبضاعه للأسف ."
صاح راغب بغضب
" ازاي .. فص ملح و داب."
فاتح بهدوء
" حاجه زي كدا .."
قهقه راغب بغضب قبل أن يقول
" يعني انت بتقولي روح موت نفسك قبل ما الجماعه يعرفوا و يموتوك صح ؟"
فاتح بهدوء
" او تلجأ للروس عشان يحموك منهم .."
صُدٌم رائد من حديث فاتح فقال بزهول
" انت بتقول ايه ؟ "
" بقول الي سمعته .. انت لازم تشوف حد يحميك عشان لو مهما عملت المرادي مش هيصدقوك و أن حصل و صدقوك هيعتبروك زي خيل الحكومه كبرت و خرفت و بقيت تبوظلهم شغلهم و وقتها مش هيترددوا أنهم يصفوك .."
جلس راغب بصدمه فوق كرسيه الذي أخذ يدور به بينما هو نظره يرتكز علي نقطه واحده أمامه و هيا نهايته البشعه علي يد رجال المافيا الذين لا يرحموا أحد ابدا و هو حتما لن يكون إستثناء
" مش قدامك وقت كبير للتفكير .. و منصحكش تفكر تعمل اي حركه غبيه تضيع كل حاجه منك .."
نظر إليه راغب بخوف جلي و قال بصوت مرتعب
" طب و هوصلهم ازاي و هل ممكن يوافقوا اني انضم ليها خصوصا بعد المعاهدة دي ؟"
فاتح بطمانه
" سيب الموضوع دا عليا انا .. المهم انك تاخد القرار .."
كان يشعر بأنه يغرق في الوحل أكثر و كلا الأمور ستودي به الي الهلاك لذا فليجرب أقل الطرق ضررا فنظر إلي فاتح و أوشك علي الحديث و لكن قاطعه ذلك الدخول العاصف لرائد الذي كانت حالته مبعثرة و مظهره مزري و عيناه تقطران شررا حتي أن راغب تملكه الخوف من مظهره و الذي زاد حينما تقدم الي داخل الغرفه و قال بصوت جهوري ينبض بالألم
" انا عايز احرق ولاد الحسيني واحد واحد .."
لم يتفاجئ راغب من حديثه فهو كان يتوقع بأن يأتي اليه طالبا مساعدته و لكن مظهره كان مرعب بالنسبه اليه فأخذ ينظر إليه بتفحص قبل أن يهب من مكانه متوجها إليه ليقف أمامه مباشرة و فجأة يقوم بإحتضانه بقوة فصُدِم رائد كثيرا من فعلة ذلك الثعبان الذي أتقن رسم الحزن علي ملامح وجهه عندما نظر إليه و قال بتأثر مصطنع
" قلبي عندك يا ابن اخويا .. انا حاسس بيك و بالنار الي جوا قلبك .."
طالعه رائد بغموض يخفي خلفه الكثير من الإشمئزاز و الكره و الغضب الذي كان يشعر به تجاه نفسه كيف أنه كان يصدق هذا المسخ فملامحه تنضج بالكذب كيف أنه تركه يسمم حياته كل هذا الوقت و لكن مهلا فهو سيذيقه من ويلات ما تجرعه علي يديه لذا قال بلهجة قويه غاضبه
" النار الي جوايا دي لازم يدوقوها سامع .. انا مش هرحم حد تاني و لا هتعاطف مع حد أبدا .."
********************
خرج يوسف من المرحاض ليجد حبيبته تقف أمام المرآة و الغضب باد علي محياها و أخذت تبحث بين اشياءها و هيا ترغي و تزبد فاقترب منها محاوطا خصرها بذراعيه يطالع جمالها المشع في المرآه و قد فطن الي سبب غضبها و لكنه ادعي عدم الفهم عندما قال
" حبيبتي متعصبه عالصبح ليه كدا ؟"
كاميليا بسخرية
" الصبح ! حضرتك احنا بقينا العصر .."
ابتسم يوسف علي مظهرها و لكنه قال ببراءه
" طب و ايه المشكله يا روحي ؟"
التفت تناظره بغيظ تجلي في نبرتها حين قالت
" ابدأ ممتك بعتت داده شريفه بالفطار و قولتلها أننا نازلين "
" حلو. بس بردو انا مش لاقي مشكله في الي انتي بتقوليه . ايه مش عايزة تنزلي تحت ."
اتبع حديثه بغمزة ذادت من غضبها فقالت بتهكم
المشكله يا روحي اني مش لاقيه حاجه ألبسها "
ضيق يوسف عينيه و قال بإندهاش
" دا بجد ؟ كل اللبس الي عندك دا و مش لاقيه حاجه تلبسيها .. "
كاميليا بحنق
" قصدك مش لاقيه حاجه تداري الفضايح دي .."
قالت جملتها و هيا تشير إلي تلك العلامات التي تركتها ليله امس علي جسدها و التي كانت مثيرة بالنسبه اليه كثيرا فقد كانت تحمل من الحب الكثير الذي لم يبخل عليها به أبدا فطافت عيناه فوق ما تشير إليه و قد ارتسمت الرغبه بهم مما جعلها ترتد للخلف و هيا تقول بخجل غلفته بالغضب
" انسي الي بيدور في دماغك دا مش هيحصل .. و دلوقتي اتفضل شوفلي حل في الحاجات دي .."
ابتسم علي غضبها الذي لم يخفي خجلها الواضح من احمرار خديها و ارتجافه شفتيها لذا قال يستفزها أكثر
" و مالها الحاجات دي ؟ دا حتي شكلها حلو جدا عامله لوحه فنيه بديعه .. طب والله تسلم يا واد يا يوسف و يسلم …."
قاطعته بوضع يدها بلهفه فوق شفتيه تمنعه من مواصله حديثه و قالت بنبرة يشوبها البكاء
" يوسف ارجوك متكملش .. وحياتي عندك احسن والله خلاص هعيط .."
قهقه يوسف علي مظهرها و قد أشفق عليها من كم الخجل الذي جعل دقات قلبها تزداد الضعف فقال بمزاح
" خلاص هسكت .. و انتي شوفي اي حاجه مقفوله بدل الحاجات الي بتلبسيها دي علشان كدا كدا هرميهم في الشارع اصلا .. "
اوشكت علي الاعتراض فاوقفها إصبعه الذي وضعه علي شفتيها و قال بحزم
" هشش لو سمعت اي اعتراض هكمل كلامي الي كنت هقوله من شويه و ابقي اتحملي النتايج بقي . انا هروح البس و انتي كمان غيري هدومك عشان عايزك في موضوع مهم و مينفعش يتأجل .."
ابتلعت كلماتها و اعتراضها أمام جبروت ذلك الرجل الذي تعشقه بقدر غضبها منه و من أوامره و لكن لا بأس بها فهيا تعشق غيرته تلك لذا توجهت نحو غرفه الملابس و اختارت تلك البذله البيضاء و اختارت تحتها قميص من اللون الوردي و ارتدتها بعد أن صففت شعرها و وضعت بعض مساحيق التجميل فوق بعض العلامات المتمردة و التي لم تخفيها الملابس وانتظرت حتي وجدته يخرج بتلك الملابس الغير رسميه و التي أظهرت وسامته بشكل كبير فأخذت تناظره بإعجاب التقطه هو و هو ينظر في المرآه أمامه فقال يشاكسها
" طب ايه اغير رأيي و نقضي اليوم هنا ؟"
اخرجتها كلماته من سرحانها و قالت برفض قاطع
" لا طبعا انت عايزهم يقولوا علينا ايه تحت .."
يوسف بسخريه
" هيقولوا ايه يعني عريس و عروسته و عايزين يتهنوا ببعض شويه .."
سيطر الخجل علي ملامحها فقالت بخوف
" يالهوي يا يوسف انا هكسف اواجههم تحت اوي .."
يوسف بإستنكار
" نعم يا حبيبتي هتتكسفي تواجهيهم ليه أن شاء الله هو انا جايبك من علي اول الشارع .. اومال لو مش كاتب كتابي مرتين كنتي عملتي ايه ؟"
كاميليا بتذمر
" اول الشارع ايه بس .. انت مش فاهمني .. يعني مثلا هبص في وش بابا ازاي و انا بايته معاك في الأوضه طول الليل .."
غضب يوسف عند سماعه اسم مراد فقال بإستنكار
" بابا !! اهو بابا دا بقي واقف في زوري .. الحقيقه اني من بعد ما عرفت أنه أبوكي و أنا مش طايقه اصلا"
كاميليا بتأنيب
" يوسف بطل بقي .. دا بابا دا حنين اوي و قلبه ابيض . امال انا سامحته ليه . عشان طول عمره حنين عليا و بيحبني و عمره ما زعلني أبدا ."
يوسف بغضب مكتوم
" علي اساس ان انا كنت بعذبك مثلا .. "
لاحظت كاميليا غضبه النابع من غيرته عليها فاقتربت منه قائلا بحب
" انت حاجه تانيه يا يوسف . مينفعش اقارنك بأي حد اصلا . انا لو الدنيا دي كلها اتحطت في كفه و انت في كفه هبيع كل حاجه و اختارك انت .."
جذبها بقوة من خصرها الصقها بصدره و هو يقول بأنفاس مسموعه
" عايزة تجننيني بيكي اكتر من كدا ايه ؟؟ "
التقطت أنفاسها و قالت بحب
" اشمعنا انا مجنونه بيك . اتجنن انت كمان شويه "
قرب شفتيه من أذنها و قال بخفوت و لهجه مثيرة
" اكتر من كدا جنان هيبقي خطر عليكي .. مش هتقدري تتحمليه .."
شعرت بالمعني المبطن في كلماته فهدرت الدماء بعروقها و ازدادت دقات قلبها للحد الذي ظنته سوف يخرج من بين ضلوعها من فرط التأثر بكلماته فاخفضت رأسها تسندها فوق قلبه الذي كان هو الآخر يدق بعنف فسحبت نفس طويل قبل أن تستطع رفع رأسها تنظر إلي داخل عيناه التي كانت تحوي الكثير من العشق الممزوج برغبه قاتله لإمتلاكها في تلك اللحظه و قد كان ينوي ذلك بالفعل ضاربا بعرض الحائط كل ما كان يخطط له و لكن أتي رنين الهاتف ليعيده اللي صوابه فزفر بحدة قبل أن يتوجه الي الطاوله يلتقطها فوجد رساله كان ينتظرها فالتفت إليها قائلا بلهجة هادئه تنافي ضجيج قلبه
" كاميليا احنا لازم نتكلم ضروري .."
مد يده إليها فامسكتها و توجها معا الي الاريكه و جلسوا متقابلين و قال يوسف بهدوء
" عايزك تسمعيني للآخر .. و تفتكري الكلام الي قولتهولك الصبح قبل ما تحكمي علي اي حاجه تمام "
شعرت كاميليا بالرهبه من كلماته و ملامح وجهه و لكنها حاولت الثبات قائله
" تقصد اني مراتك و انك كبير العيله و كدا ؟"
يوسف بتأكيد
" بالظبط .. و نضيف عليهم كمان اني محتاجلك جدا تكوني جنبي الفترة الي جايه دي .."
ابتسمت كاميليا بهدوء و هزت رأسها بتفهم فأخذ نفس طويل قبل أن يقوم بسرد كل شئ علي مسامعها بدأً بخطته مع رائد الي ما حدث أمس عندما كانوا سويا فهبت من مكانها تقول بصدمه
" يوسف انت بتقول ايه ؟؟ يعني ايه كنتوا متفقين ؟ يعني كل الي حصل دا كان تمثيليه .. ؟
يوسف بتحذير
" كاميليا اهدي و اقعدي خلينا نكمل كلامنا "
كاميليا بإنفعال
" اهدي !! اهدي ازاي؟ معقول مفكرتش فينا و لا في حالتنا كانت هتبقي عامله ازاي لما شفناك غرقان في دمك .. دانا لحد دلوقتي مش قادرة اتخطي الموقف و لا يروح من بالي .."
يوسف بحدة
" كاميليا لآخر مرة بقولك اهدي و خليني اشرحلك .. انتي مش طفله صغيره كل ما تسمعي حاجه تنفعلي بالشكل دا .."
غضبت من حديثه و لكنها أخفت ما تشعر به بداخلها و اقتربت تجلس بجانبه علي الأريكه و هيا تحاول تنظيم أنفاسها قبل أن تقول بإذعان
" تمام .. اتفضل كمل . انا سمعاك ."
امتدت يداه تمسك بكفها تحتضنه و هو يقول بحب
" انا عارف انك ليكي حق كبير تزعلي مني .. بس حطي نفسك مكاني عدوي طلع اخويا .. و مطلوب مني حاجه من اللتنين يا اسيبه يخرج و يتقتل يا اجازف و اعمل كدا عشان احميه و احمينا كلنا .. الي حصل كان أقل الحلول ضرر "
كاميليا بإنفعال
" ضرر اتحملته لوحدك يا يوسف .. يعني ايه تخليه يضربك بالنار ما كنت تضربه انت و نفس السيناريو يتعمل .."
يوسف محاولا تهديتها
" حبيبي مكنش ينفع يحصل غير الي حصل .. لو كنت ضربت نار عليه يبقي لازم يطلع من هنا ميت . ماهو انا مش ههوشه .. بعد كل الي حصل دا كان متوقع حاجه من اللتنين يا أقتله يا يقتلني .. ملهاش حل تالت .."
لم تستوعب ما يقوله في تلك اللحظه كان الغضب يعمي عيناها فقالت بعناد
" مش قادرة اقتنع أبدا يا يوسف مش قادرة اتخطي أننا عشنا العذاب دا كله عشان تمثيليه هتحمي بيها رائد بيه ."
ضغط يوسف علي كلماته حين قال
" رائد يبقي اخويا يا كاميليا.. زيه زي أدهم و روفان بالظبط .. لو حد منهم في مكانه كنتي هتقولي كدا .."
شعرت بخطأها فقالت بصوت متألم
" انا فاهمه كلامك كويس بس يا يوسف بس حقي اخاف عليك .."
يوسف بحب
" عارف .. و هو حقه عليا أني احميه و خصوصا أنه كان ضحيه لالاعيب القذر دا طول السنين دي .."
كاميليا بعناد
" بس دا مش طفل صغير محتاج تحميه .."
يوسف بإنفعال
" كاميليا انتي ليه مش قادرة تفهميني .. ابويا مات و هو رايح يدافع عنه و عن امه.. يعني لو كان عاش دقيقه واحده بس كان هيطلب مني اعمل دا .. كفايه اني اتأخرت الوقت دا كله علي ما عرفت أنه اخويا و سبته يتعرض لكل العذاب دا .. "
كاميليا بزهول
" يوسف متقوليش انك حاسس بالذنب ناحيته ."
يوسف بحزن
" هتصدقيني لو قولتلك اه .. مش عارف إذا كان ذنب و لا ندم و لا ايه . بس انا عمري ما هقدر اتخلي عنه انا حاسس أنه وصيه ابويا ليا الي ملحقش يقولهالي .. ارجوكي تفهميني .."
لم يسعفها الكلام في تلك اللحظه فاقتربت منه تعانقه بقوة فقد شعرت بألم يقطر من بين كلماته فهيا تعلم مقدار شهامته و اصاله قلبه الذي مهما بدا قويا و لكن بداخله حنان يسع العالم أجمع لذا رفعت رأسها و أخذت تطالعه بحب تجلي في صوتها حين قالت
" فهماك يا حبيبي و هفضل جمبك و في ضهرك علي طول .. بس انت توعدني انك تخلي بالك من نفسك أنا مقدرش اتحمل الي حصل دا يحصل تاني سواء بجد أو تمثيل .."
يوسف بابتسامه امتنان
" متقلقيش يا حبيبتي ان شاء الله ربنا مش هيجيب حاجه وحشه أبدا و هيقف معانا لحد ما نجيب حقنا من الكلب دا .. "
كاميليا بخوف
" يوسف الراجل دا شيطان و مفيش حاجه ممكن تقدر عليه .. انا خايفه اوي من الي ممكن يعمله .."
وضع قبله حانيه فوق جبهتها و قال يطمانها
" متقلقيش . كل حاجه معمول حسابها و مترتبه صح .. انتي بس خليكي معايا و جنبي كدا و سيبي الباقي علي ربنا.."
كاميليا بحب
" انا هفضل جمبك طول عمري . دي حاجه مش محتاجه كلام .. "
يوسف بحب
" ربنا يخليكي ليا ."
كاميليا برقه
" و يخليك ليا يا حبيبي "
قاطع حديثهم طرق الخادمه علي الباب فأجابها يوسف بأنهم قادمين و وجه أنظاره الي كاميليا قائلا بمزاح
" يالا ننزل احسن حماتك تقلب علينا من اول يوم كدا .."
ابتسمت كاميليا قالت برقه
" هو انا ممكن اطلب منك طلب ؟"
يوسف بحب
" انتي تؤمري و أنا انفذ "
طالعته بحب قبل أن تقول بتوسل
" وحياتي عندك يا يوسف ما تعمل حاجه في أدهم و مازن .."
قاطعها يوسف قائلا بحزم
" وحياتك عندي هقرص ودنهم بس .. عشان يفكروا الف مرة قبل ما يعملوا مصيبه من مصايبهم دي .. "
نظرت إليه كاميليا بعتب فوضع قبله قويه فوق شفتيها و قال بتحذير
" لو زعلتي مني عشانهم مش هقرص ودنهم بس لا دانا هقطعها خالص "
كاميليا بلهفه
" لا وعلي ايه .. قرصه ودن قرصه ودن هما يستاهلوها بصراحه .."
يوسف بمزاح
" شوفتي اديكي قولتي يالا ننزل بقي .."
بالفعل نزل الثنائي العاشق الي الأسفل يدا بيد تحيط بهم هاله كبيرة من السعادة و الفرح الذي كان يشع من نظراتهم عندما وصلوا الي الصالون فوجدوا الجميع ينتظرهم و ما أن رؤهم حتي انطلقت الزغاريد من فم صفيه التي اندفعت تجاههم تعانقهم بسعادة و فرح تجلي في نبرتها حين قالت
" حبايب قلبي الف مبروك .. مش قادرة اصدق عنيا اني شيفاكوا أخيرا مع بعض .."
بادلتها كاميليا العناق بحب و قالت بسعادة
" الله يبارك فيكي يا ماما يا حبيبتي.. "
و قال يوسف بمزاح
" لا ياا صفصف صدقي بقينا مع بعض و هتفضل مع بعض العمر كله أن شاء الله "
كان يقول كلمته و هو ينظر إلي مراد بإستفزاز عندما شاهده يحتضن كاميليا و يجلسها بجانبه مما زاد من حنقه فقرر أن يستفزه فلم يعيره مراد اي انتباه بل وجه أنظاره الي كاميليا التي كانت تطالع يوسف بتحذير فلم يبالي بنظراتها بل التقطت عيناه ذلك الثنائي الذي يجلس في ركن الغرفه بهدوء جديد كليا عليهم فوجه لهم نظرة تهديد قوية و انصرف الي جده يتلقي منه التهنئه و كذلك روفان
ثم اتجه إليهم يجلس بجانبهم و هو يقول بلهجه ذات مغزي
" ايه يا رجاله مش هتباركولي و لا ايه ؟"
شعر كلا من مازن و أدهم بأنه يوجد خطب ما فلهجته لا تبشر بالخير و لكن تجاهل مازن ما يشعر به و قال بلهفه
" دا سؤال طبعا هنبارلكلك .. الف مبروك يا يوسف .. الف مبروك ياخويا .. فرحتلك والله .."
و اندفع أدهم خلفه يربت بقوة علي كتفه و هو يقول
" طبعا لازم نباركلك ياخي امال مش هنباركلك .. بس المهم طمني دبحت القطه و لا ايه ؟"
اتبع أدهم حديثه بغمزة ففهم يوسف بأنه يريد تغيير الموضوع فقال بتهديد
" الا دبحت القطه .. دانا كمان اتعشيت بيها .."
اندفع مازن يقول بتملق
" اسد يا ابني والله .. مش جديد عليك .. هو انت اي حد بردو . دانتا يوسف الحسيني علي سن و رمح ."
و تحدث أدهم أيضا قائلا
" اخويا الوحش يا جدعان .. حسيني اصيل . طب مش محتاج من العبد لله اي حاجه .. يعني اشوحلك حته لحمه و اطلعهالك ارصلك حجرين شيشه اي حاجه يعني .."
نظر يوسف إليه بغضب دفين و قال بتهديد
" هنشوف الموضوع دا النهاردة بالليل .."
نظر الإثنان الي بعضهم البعض و قالوا في نفس واحد
" بالليل .. هو في ايه بالليل ..؟"
يوسف بوعيد
" ابدأ بس في عجلين احتمال ادبحهم علي باب القصر النهاردة.."
نظر الثنائي الي بعضهم البعض بزعر و من حسن حظهم التفات يوسف إثر كلمات زين الذي كان متعلق بأحضان كاميليا بحب كبير و هو يقول ببراءة
" وحستيني ( وحشتيني) اوي يا كامي . مس ( مش ) عالف(عارف) انام من غيلك ( غيرك ) مس قولتيلي هتيدي (هتيجي ) تنامي معايا .."
شعرت كاميليا بالإحراج من كلمات زين فاندفعت صفيه تنقذها قائله
" يا زين يا حبيبي كاميليا دلوقتي بقت متجوزه و مينفعش تنام غير مع جوزها .. "
زين بتذمر
" طب ما انام معاهم .. ماهو دوزها (جوزها) يبقي أبيه يوسف و هو ساحبي (صاحبي )"
نظر اليه يوسف بنصف عين و قد اغتاظ من حديثه ليقول مراد بمكر
" والله فكرة يا زين ايه رأيك تبات معاهم النهاردة.. "
فرح زين كثيرا و أخذ يهلل و هو يقول بسعادة
" هيييييه ياس ياس ياس .. انا موافق و انتي كمان يا كامي موافقه صح .."
شعرت كاميليا و كأن دلو من الماء انسكب فوق رأسها و لم تعد تدري ماذا تقول ليتدخل رحيم قائلا بغضب من أفعال ابنه
" مينفعش يا زين يا حبيبي عشان لازم كل واحد ينام في اوضته و بعدين هتسيب اوضتك الجميله و العابك الحلوة و تروح تنام في اوضتهم الوحشه دي .."
قطب زين جبينه بتفكير و قال ببراءة
" صح يا ددو (جدو ) عندك حق .. خلاث يبقي كامي تيدي (تيجي ) تبات هيا معايا .. انا يوم و أبيه يوسف يوم "
شعر يوسف بالحنق من كلمات عمه مراد و أوشك علي الرد فاندفعت صفيه تحاول منع اي صدام بينهم و قالت بحزم
" عيب الكلام دا يا زين انت مؤدب . و بعدين انت كبرت و بقيت راجل و مينفعش حد ينام معاك .. "
زم زين شفتيه بغضب طفولي فرق قلب كاميليا لحاله و قامت بوضع قبله رقيقه فوق رأسه و هيا تقول بحنان
" زينو حبيبي مقدرش علي زعلك أبدا .. ايه رأيك انا عندي اقتراح .. ايه رأيك كل يوم آجي احكيلك حدوته جميله قبل النوم .."
" مش موافق !"
كان ذلك صوت يوسف الذي كان الغيظ يأكله من ما يحدث حوله فخرجت الكلمات من فمه بإندفاع جعل جميع الأعين تلتفت إليه فحاول تصليح الموقف فقال بخشونه
" زين تعالي هنا عشان عايزك .."
توجه إليه زين علي مضض بعدما أخذت كاميليا تناظره بتوسل الا يقسو عليه فنظر إليها بابتسامه طمأنتها و قام بحمل زين و وضعه فوق ساقه قبل أن يقول بحنان
" زين كبر و بقي راجل كبير حواديت ايه و كلام فاضي أية الي تحكيهاله احنا ورانا حاجات تانيه اهم ؟"
طالعه زين بحزن و قال بتذمر
" حادات (حاجات) ايه ؟"
يوسف بمكر
" امم يعني مثلا البلايستيشن الي انت كنت نفسك فيه مين هيلعب بيه ؟"
برقت عينا الصغير بحماس قبل أن يقول
" انا طبعا .."
" امال سايبه فوق و قاعد ترغي هنا ليه ؟"
زين بعدم تصديق
" فوق .. "
يوسف بتأكيد
" ايوا طبعا جبتهولك زي ما وعدتك .."
هب زين من فوق ساقيه و هرول الي الاعلي و هو يصيح بحماس جعل مراد يغتاظ من فشل خطته و ما جعل غضبه يزداد أكثر حديث ذلك الماكر حين قال ببراءة
" كاميليا حبيبتي هاتي طبق التفاح دا و تعالي اقعدي جمبي ."
ثم نظر إلي الثنائي مازن و أدهم بإشمئزاز قبل أن يقول بحدة
" قوم ياد انت و هو من جمبي .."
أطاعه الإثنان علي الفور و قال مازن بلهفه
" حاضر يا باشا .."
و وجه أدهم حديثه الي كاميليا قائلا بحدة
" ما تيجي يا بنتي تقعدي هنا جمب جوزك الراجل نفسه في التفاح .. بنجوزه عشان نريحه و لا عشان نتعبه احنا .."
نظر يوسف إليه بوعيد و هو يقول بتوبيخ
" انت مالك حد قالك تتدخل ؟"
شعر أدهم بالحرج كثيرا فنظر إلي مازن قائلا بتوبيخ
" انت مالك ياخي بتدخل بين الراجل و مراته ليه هاه ؟"
مازن بحنق
" انا فتحت بقي يا حيوان انت !"
يوسف بملل
" بقولكوا ايه قوموا اتخانقوا بره عشان مصدع .."
ما أن قال جملته تلك حتي هرول الإثنان للخارج فقد كان وجهه لا يبشر بالخير و قد ارتعبوا من أن يكون قد علم بفعلتهم الحمقاء فما أن وصلوا الي الحديقه حتي تحدث مازن برعب
" واد يا ادهم . ايه حكايه العجلين الي اخوك ناوي يدبحهم قدام باب القصر دول . يكنش يقصدنا احنا .."
نهره أدهم بشدة قائلا بإستنكار
" لا ياخي انت اتجننت ولا ايه ؟ عجلين ايه احنا ايه علاقتنا اصلا .. ولاا انا خايف لا نكون احنا العجلين الي يقصدهم دول .. "
مازن بحسرة
" والله شكله يقصدنا احنا .. اخوك مش مظبوط و عمال يكزلنا علي سنانه و شكل نهايتنا علي ايديه .. "
ادهم بخوف
" طب و الحل هنعمل ايه ؟؟"
" العمل عمل ربنا هنقعد نستني قدرنا .. انا كل الي حازز في نفسيتي اموت قبل ما اتجوز البت .."
أدهم بغيظ
" مانتا اتنيلت علي عينك و اتجوزت متقرفناش بقي .."
مازن بحسرة
" اتجوزت ايه دا كتب كتاب بس . لسه اهم حاجه الدخله .. "
أدهم بحنق
" دا كل الي فارق معاك مش فارق معاك فخادنا الي هيشويها عالفحم المفتري الي جوا دا ؟ اتكتم خلينا نفكر حل نخرج بيه من المصيبه دي "
مازن بحنق
" ادينا بتفكر ياخويا ."
بعد دقيقه من الصمت اندفع أدهم قائلا بلهفه
" بااااس لقتها …."
في المساء جاءت عائله هاشم الرفاعي لزيارة العروسين و تهنئتهم و تم استقبالهم بترحاب شديد و جلست العائلتين في الصالون يتجاذبون أطراف الحديث الي أن قام يوسف و خلفه علي الذي غمز لكلا من مازن و أدهم فنظروا لبعضهم البعض دون فهم ليشير إليهم على بالمجئ و بالفعل تبعه الثنائي الي الخارج فسأله مازن بإستفهام
" احنا رايحين فين يا علوة ؟"
اجابه على بتخابث
" ابدأ عايزكوا في موضوع كدا .."
أدهم بإستفسار
" موضوع ايه الي ميتقالش جوا دا و بعدين الطريق دا مودينا علي اوضه الجيم بتاعت يوسف .."
ما أن نطق اسمه حتي كانوا قد وصلوا الي باب الغرفه فالتفت الإثنان علي صوته القوي و هو يقول
" اسم الله عليك يوسف !! هاتهملي "
قال الأخيرة لعلى الذي دفع بالإثنان الي منتصف الغرفه ووتوجه يرتدي قفازه هو الآخر فقال مازن بزعر
" ايه يا رجاله انتوا هتعملوا ايه ؟"
على بمكر
" ابدأ اصل عندنا ماتش ملاكمه جماعي النهاردة."
تحدث مازن مستنكرا
" ايه ؟"
لم ينهي جملته إذ تفاجئ يقبضه قويه حطمت اسنانه …
********************
بعد يومان ازالت هند تلك الستائر التي تحجب عنها ضوء الشمس التي تتمني لو تشرق علي قلبها المظلم الذي يرتجف من شدة البرودة التي تعتريه جراء ما يحدث معها فاسندت رأسها علي النافذة تنظر إلي البعيد و هيا تتذكر جزء من معاناتها
فلاش باااااك
طرق رائد علي باب الغرفه بعد أن أخبرته الممرضه بأنها قد استعادت وعيها فدق قلبه بشدة فقد جاء وقت المواجهه التي كان يخشاها كثيرا أو لنقل يخشي نهايتها أكثر و لكن لا مفر منها لذا توجه إلي غرفتها و قام بالطرق علي الباب و فتحه بهدوء ليجدها تنكمش علي نفسها خوفا من معرفه القادم الذي ما أن رأته حتي هبت من مكانها مذعوره و هيا غير مصدقه بأنه يقف أمامها الآن و سرعان ما تحولت صدمتها الي رعب كبير عندما تذكرت ما حدث بينهم آخر مرة و ما تلاه من أحداث فظهر خوفها جليا علي ملامحها فآلمه قلبه كثيرا علي حالها و ما اُقحِمت فيه تلك البريئه لذا حاول رسم ابتسامه بسيطه علي وجهه يطمئنها و قال بصوت هادئ
" اذيك يا هند عامله ايه ؟"
طالعته بإندهاش و ترقب لرد فعل عنيف قد يصدر منه في اي لحظه فالرجل الذي كانت تعرفه في السابق حتما لن يتواني عن عقابها علي هروبها منه و لكنه الي الآن مازال هادئا يرسم إبتسامه بسيطه علي وجهه جعلتها تقول بصوت متحشرج
" مش عارفه .. "
رفع أحدي حاجبيه و قال بإستفهام
" مش عارفه ؟"
قالت مصححه
" اقصد مش حاسه بحاجه .. انت كويس ؟"
فهم رائد ما ترمي إليه فاقترب خطوة منها لتبتعد هيا بظهر إلي الوراء فقال هو بلهفه
" متخافيش . انا مش هأذيكي .. انا بس ..."
قاطعته صارخه
" انت بس هتعاقبني عشان هربت منك صح .."
نفي حديثها بشدة قائلا
" لا ابدا مفيش حاجه من دي . انا بس عايز اتكلم معاكي و افهمك كل حاجه …"
طالعته بشك فقد كانت تخشاه كثيرا و لكن ذلك السلام الذي يبدو عليه ملامحه أعطاها دفعة امان غير معهودة لها معه لذا عندما تقدم يجلس اعلي الأريكة أمامها لم تتحرك بل ظلت تنظر إليه بترقب و كأنها تأخذ وضع الأستعداد للهرب منه عند أول رد فعل قد يصدر منه و لكنه حاول طمأنتها مرة ثانيه عندما قال بهدوء
" صدقيني انا عمري ما هأذيكي انا بس عايز اتكلم معاكي و افهمك حاجات كتير و بعد كدا هسيبلك القرار تعملي الي يريحك .."
هزت رأسها دون التفوه بحرف لذا أطلق تنهيدة حارة قبل أن يقول بصوت حزين
" الي فات كله من حياتي طلع كذب .. الراجل الي المفروض انا ابنه و شايل اسمه مطلعش ابويا .. و الي كنت مفكره عمي طلع الشيطان الي بيسمملي حياتي و الي كنت مفكرهم اعدائي طلعوا اقرب ناس في الدنيا ليا . طلعت طول السنين الي فاتت دي بخطط و ارسم عشان ادمر اهلي و عيلتي .. كل حاجه طلعت كذب و وهم كل العذاب دا طلع تمثيليه حقيرة كنت أنا المغفل الي فيها مجرد أداه وسيله بيستخدمها الشيطان عشان يصفي حساباته القديمه .. "
كانت تعي ما يقول فهي كانت قد علمت من ذلك الحقير مسبقا بأنه ابن عائله الحسيني لذا شعرت بقبضه قويه تعتصر قلبها ألما عليه و على ذلك العذاب الذي يقطر من بين كلماته و يرتسم علي ملامحه التي كبرت كثيرا فمن بره يظنه كهل كبير يحمل من الهموم ما يثقل كاهله و ليس شاب في أوج شبابه و عنفوانه .
هطلت دموعها تأثرا بمظهره و لكن بصمت فلم تكن لها قدرة علي الحديث فأكمل هو قائلا بلوعه
" مش عايزك اصعب عليكي .. مش عايز اشوف نظرة شفقه في عنيكي أبدا .. انا مستاهلش .. مستاهلش تتعاطفي معايا أو حتي تزعلي عشاني انا بس عندي رجاء انك تحاولي تسامحيني . عارف اني بطلب المستحيل بس انا اكتر واحد واحد في الدنيا عارف قلبك و عارف طيبته الي كت بعمي قلبي عنها طول الوقت .. انا هكفر عن كل غلطاتي الي غلطها مع اهلي و علي كل حاجه وحشه اتسببتلهم فيها و عارف انهم هيسامحوني حتي من غير ما اطلب دا .. بس انتي انا مستعد اقعد اترجاكي تسامحيني الي باقي من عمري . "
لم تستطع اجابته و لكن تولت عيناها المهمه فقد كان الدمع يتقاذف من مقلتيها يحفر وديان من العذاب و الألم فوق خديها فاقترب هو منها و هو يقول بعذاب و لوعه
" سامحيني .. اغفرلي لطفل صغير كان بيقعد يرتجف طول الليل من شدة الرعب و البرد ينادي علي أمه و ابوه و ميلاقيهمش .. اغفري لطفل كان بيقعد ينتفض و يهلوس من الحمي من غير ما يلاقي ايد تطبطب عليه .."
انهي جملته و خر علي ركبتيه أمامها من فرط الألم الذي جعله يحني رأسه بتعب غير قادر علي النظر إلي عيناها التي اشفقت عليه و علي مظهره المحطم الذي جعل قلبها ينتفض بين ضلوعها و يداها تلتف حول عنقه تقربه منها بلهفه فسرعان ما حاوط خصرها بيديه و أسند رأسه عند قلبها الذي كان ينتفض بداخلها ألما و شفقه عل
انهي جملته و خر علي ركبتيه أمامها من فرط الألم الذي جعله يحني رأسه بتعب غير قادر علي النظر إلي عيناها التي اشفقت عليه و علي مظهره المحطم الذي جعل قلبها ينتفض بين ضلوعها و يداها تلتف حول عنقه تقربه منها بلهفه فسرعان ما حاوط خصرها بيديه و أسند رأسه عند قلبها الذي كان ينتفض بداخلها ألما و شفقه عليه فظل يبكي و يبكي كما لم يفعل من قبل و كانت يدها تحتضن رأسه بقوة و ظلوا علي هذا الحال وقت ليس بقليل الي أن أفرغ بين أحضان حنانها كل اوجاعه و رفع رأسه يطالعها بضياع قبل أن يقول بتمني
" ياريتني لاقيت حضنك دا زمان .. مكنتش هقدر اشيل كل الحقد و الكره دا في قلبي .."
أخيرا استطاعت إخراج صوتها الذي كان متحشرج بفعل البكاء
" و اهو ربنا فوقك في الوقت المناسب .. احمد ربنا انت لو كنت وحش مكنش زمانك في الحاله دي دلوقتي.."
عند سماعه جملتها هب من مكانه ينفض عنه حالة الضعف التي اعترته و التف يرتشف بعض قطرات من الماء فأمسك الكوب بيد مرتعشه كرعشه قلبه الذي يحتاج الي الدفء فقد ارهقه كثيرا تلك العواصف و الأعاصير التي تجتاح حياته منذ طفولته التي يفعل المستحيل حتي يمحيها من ذاكرته و لكن ما باليد حيله فهذا قدره و عليه تقبل الأمر
التف يناظرها بعد أن تمالك نفسه قليلا و قال بصوت حاول أن يجعله ثابتا
" مامتك و اختك بخير اكيد عايزة تطمني عليهم .. يوسف بنفسه مخلي باله منهم .."
عند ذكر والدتها و شقيقتها اقتربت منه بلهفه تمسك بذراعه و هيا تقول بلوعه
" بجد ؟ طب هما فين ؟ انا هتجنن و اشوفهم و اطمن عليهم . "
و كأن يداها لامست قلبه لا ذراعه فنظر إليها نظرة إشتياق كبير و سرعان ما تحدث مطمأنا
" اطمني هما كويسين و بخير . بس مينفعش تشوفيهم .. "
هند بإستفهام
" ليه ؟"
كان يعلم بأنها ستسأل و قد كانت الإجابه مرة علي شفتيه و لكن لابد من اخبارها فقال بنبرة معتذرة
" منقدرش نسيبك تخرجي عشان دا في خطر علي حياتك و حياتهم ."
صُدِمت من حديثه و قالت بجزع
" خطر علي حياتي و حياتهم ! ليه ؟"
رائد بغضب دفين
" الحيوان اي اسمه راغب دا اكيد هياذيكي هو مرعوب انك تقوليلي انا انا و يوسف اخوات .."
تراجعت خطوتان الي الخلف من صدمتها التي تجلت علي ملامح وجهها فهز رأسه قائلا بغضب
" انا عرفت كل حاجه .. يوسف حكالي و علي فكرة هو الي انقذك من الحيوان دا .. بس متخافيش هجبلك حقك من عنيه .. و هندمه عاليوم الي فكر فيه يمس شعره واحده منك .."
ارتعبت من كلماته المغلفه بالحقد و لكن رعبها هذه المرة كان خوفا عليه الذي تجلي في نبرتها حين قالت
" و مين قالك أن انا عايزه منه حاجه .. أو عيزاك تقرب منه حتي .. و حقي الي عنده انا سيباه لربنا يجبهولي .. المهم تبعد عن الشيطان دا "
رائد بأستنكار
" انتي بتقولي ايه ؟ ابعد عنه ! بعد كل الي عمله فيا دا و عايزاني اسيبه كدا عادي ؟"
هند بقوة
" ايوا تسيبه عادي احسن ما تضيع نص عمرك الباقي في انتقام بردو و المرادي مش عارفين هيروح بيك لفين ؟"
رائد بغضب
" انا حياتي ضاعت خلاص و الحيوان دا هو السبب .. علي الأقل اخد طاري منه حتي لو فيها موتي "
هند بإنفعال
" موتك ! اه انت جايلي هنا دلوقتي عشان اسامحك قبل ما تموت نفسك صح ؟ طب اسمعني بقي انا عمري ما هسامحك أبدا .. عارف مش هسامحك ليه ؟ عشان دوست علي قلبي زمان و جاي دلوقتي تكمل عليه .. عشان مستكتر علي نفسك تعيش زي البني آدمين عشان حياتك ارخص حاجه عندك في الدنيا .. عرفت مش هسامحك ليه ؟ اتفضل بقي روح ارمي نفسك في النار و موت بس و انت شايل ذنبي و ذنب قلبي الي زي الغبي وقع في حبك .."
قالت حملتها الأخيرة بإنهيار و دموع مزقت قلبه من الداخل فاقترب منها يحتضنها بأسف و ندم و اعتذار و شوق كان يخفيه بين اضلعه و لكنه قد ضاق ذرعا بما يحدث فبكل مرة تتعارض مخططاته مع اجتماعهم و لكن هذه المرة كان الأمر مستحيلا لذا اخفض رأسه ينظر إلي داخل عيناها و حاوط وجنتيها بكفيه و هو يقول بألم
" ياريتني كنت اقدر اختار كنت اختارتك انتي من الدنيا دي كلها .. بس انا و لا مرة الحياة خيرتني. لكن اوعدك اني هحاول احافظ علي حياتي عشان اعوضك عن كل حاجه وحشه شفتيها بسببي … ارجوكي متصعبيش عليا الي انا فيه اكتر من كدا و قوليلي انك مسامحاني .."
كان قلبها يرفض ما يحدث بشدة يتألم منه و لأجله و لكن ألم الخوف من فقدانه فاق ألم جرحها الغائر منه لذا انتزعت نفسها بحدة من بين يديه و قالت بلهجه قويه ازهلته
" لا .. مش هسامحك أبدا طول مانتا في دايرة الإنتقام دي عمري ما هسامحك .. الحاله الوحيدة الي ممكن اسامحك فيها هيا انك تبعد عن كل القرف دا . حتي لو هنسيب البلد دي خالص .."
طالعها رائد بألم و لم يستطع إجابتها و لكن جزء داخله شعر بالسعادة لجملتها الأخيرة و هيا أنها علي استعداد للرحيل معه تاركه كل شيء خلفها و عند هذه النقطه اقسم بداخله بأن ينهي هذا الإنتقام و يعود سالما الي أحضانها لذا توجه إلي باب الغرفه و اخرج ظرف به مجموعه من الأوراق وضعها علي الطاوله بجانب الباب و التف ناظرا إليها و قال بلهجة صارمه
" الورق دا تحافظي عليه كويس عشان هييجي يوم و تحتاجيه .."
هند بإستفهام
" ورق ايه دا ؟ "
لم يجبها فكررت سؤالها بصورة اقوي فاجابها بهدوء
" انا نقلت كل ثروتي باسمك يعني لو جرالي حاجه .."
قاطعته بقهر
" انا مش عايزة منك حاجه . خد اوراقك معاك مش هاخد منك حاجه و لا و انت عايش و لا حتي بعد ما تموت .."
ناظرها بغموض قبل أن يقول بهدوء
" بمزاجك أو غصب عنك هتاخدي و سواء انا كتبت ثروتي باسمك او لا هتورثي فيا .."
" و دا ليه أن شاء الله ؟؟"
رائد بإختصار
" عشان انتي مراتي !"
استفاقت هند من بحور ذكرياتها البائسه علي طرق باب الشقه فانتفض قلبها من شدة شوقها الذي صور لها بأن القادم هو فهرولت الي خارج الغرفه متوجهه نحو الباب و فتحته لتصدم عندما رأت …..