رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السبعون 70 بقلم نورهان ال عشري


رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السبعون بقلم نورهان ال عشري 

أخبرتها ذات يوم : انا رجل سئ فلا تتورطي بي !

فأجابتني بكل هدوء : ماذا لو تورطت انت ؟"

اجبتها بغرور : مثلي لا يليق به الوقوع في الحب ! 

فابتسمت بثقه و ارسلت بعينيها الفاتنه سهام التحدي قبل أن تقول بتمهل : و مثلي لا يمكن أن تكون عابرة . فتذكر هذا جيدًا.

و الحقيقه أنني لم أنس أبدا فمنذ ذلك اليوم و أنا عالق عند تلك العينين التي استقرت سهامها في منتصف قلبي الذي أعلنها و بكل طواعيه أنه لا يليق به سوي الوقوع بعشقها…


نورهان العشري ✍️


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


عند إنطلاق مآذن المساجد المجاورة بأذان الفجر كانت قلعه الحسيني تفتح أبوابها لعودة فرسانها من أقوي المعارك التي خاضوها علي مر حياتهم و التي بها استطاعوا القضاء على ذلك الشر الذي هدد أمنهم و سعادتهم لأعوام مضت و لكنهم الآن استطاعوا قمع بذور الشر و نجو من براثن الشيطان الذي أصبح الآن في الجحيم الذي يليق به هو و أعوانه .

في داخل القصر كان هناك من ينظر إلي السماء بعينان يتساقط منها الدمع كحبات المطر التي تسقط فوق قلبه الذي استيقظ متأخرا من غفوته و صار يبتهل الي الله حتي يعود أحفاده سالمين فمنذ أن علم بما حدث و هو يرتعب من فكرة فقدان أحدهم 


في وقت لاحق 


كان رحيم الحسيني يشعر بألم بسيط في قلبه الذي كان يشعر بالقلق و لا يعرف له سببا و قد جافاه النوم فسهر لوقت متأخر يقرأ بأحد الكتب علا القراءة تهدأ من روعه قليلا و لكن زاد المه فأغلق الكتاب أمامه و نهض قاصدا غرفته حتي يأخذ دواءه و يحاول النوم أملا في تجاوز هذا القلق الي لا يعلم لما يشعر به و ما أن فتح باب الغرفه و قام بغلقه حتي شعر بشئ يغرز في منتصف ظهره و صوت خلفه يقول بهسيس

" و لا نفس .."

حبس رحيم أنفاسه و حاول ابتلاع ريقه قبل أن يقول بلهجه حاول جعلها ثابته 

" انت مين ؟"


جاءه الصوت منخفضا 

" هتعرف لما تيجي معايا .. "

حاول رحيم التحرك و هو يقول بغضب 

" اجي معاك فين انت اكيد اتجننت ."


فاحكم ذلك الرجل إمساكه و هو يقول محذرا

" صوتك ميعلاش . و خلي بالك اي حركه غدر منك مش هيكون فيها روحك و بس . دي هيكون فيها روح احفادك كلهم . "

ذُعِر رحيم عند سماعه حديث ذلك الرجل فقال بخوف تجلي في نبرته 

" مالك و مال احفادي .. انت مين و عايز مننا ايه ؟"


" قولتلك هتعرف كل حاجه لما تيجي معايا .. و دلوقتي هتمشي قدامي من غير و لا نفس عايزين نطلع من هنا بهدوء من غير ما حد من البيت يحس بينا و دا في مصلحتك و مصلحتهم .."


لم يتحدث رحيم بل طاوعه و سار معه للأسفل متوجهين الي باب القصر و فجأة شعر بسائل دافئ يندفع ليلطخ ثيابه فلم يتبين ما هو في الظلام و لكنه شعر بذلك السلاح المغروز بظهره يسقط هو و صاحبه علي الأرض محدثا صوتا قويا تلاه صوت مازن الذي اقترب منه بلهفه قائلا 

" رحيم بيه انت كويس .."


التفت رحيم بلهفه و هو ينظر إلى مازن في الظلام قائلا بخوف 

" في ايه بيحصل يا مازن ؟ ومين دول و الولاد فين ؟"


لم يعرف مازن بماذا يجيبه و لكن أنقذه قدوم أدهم الذي كان بالحديقه هو و فرقه من الحرس بعد أن قاموا بالتخلص من اولئك الأوغاد الذين جاؤوا حتي يحضروا جده كما ظن يوسف فالتفت له رحيم قائلا بلهفه 

" أدهم .. انت كويس يا ابني .. "


اجابه أدهم لاهثا 

" انا كويس يا جدي متقلقش ."

ثم نظر إلي مازن مستفهما فقص عليه ما حدث فهما قد افترقا بعد أن شاهدوا مجموعه الرجال الذين اخترقوا القصر من الحديقه الخلفيه قاصدين أن يحضروا رحيم الحسيني فقررتا الإفتراق و دخول مازن الي القصر ليتفقد ما إذا كان أحدهم بالداخل و ذلك لأنه مدرب بحرفيه علي هذه الأمور كونه ينتمي إلي جهاز المخابرات و قد صح ظنه و استطاع إنقاذ رحيم الحسيني الذي كان ينظر إلي كليهما بنفاذ صبر تجلي في نبرته حين قال 

" ما تفهموني في ايه ؟ و يوسف فين ؟ و مين دول "


لم يجد أدهم مفر من إخباره و ما أن انتهي من سرد ما حدث حتي قال بلهفه 

" انا عايزك تطمن يا جدي يوسف عامل حسابه علي كل حاجه و بإذن الله هنخلص من الحيوان دا و هنرجع رائد و كاميليا و هند بالسلامه .."


شعر رحيم بيد قويه تعتصر قلبه و قد علم لما هذا الشعور بالقلق الذي كان يعتريه فاحفاده بخطر لذا قال بقوة 

" انا جاي معاكوا .."


نظر الإثنان الي بعضهما البعض فبادر مازن بالحديث قائلا بهدوء 

" رحيم بيه انا مقدر موقفك و قلقك عليهم بس اكبر غلط تعمله انك تيجي معانا علشان دا هيخلينا نقلق عليك و منركزش في شغلنا كفايه اوي الرهاين الي معاه ."


رحيم بغضب 

" محدش طلب منكوا تقلقوا عليا . انا مش عيل صغير يا مازن انا رحيم الحسيني ايه خلاص كبرت و عجزت و هييجي شويه عيال هما الي يخافوا عليا .."


أدهم برفق 

" يا جدي احنا منقصدش انت قد الدنيا بس احنا مش عارفين في ايه هناك و كمان احنا مش لوحدنا على معانا و هناخد معانا حراسه كبيرة احنا كل الي محتاجينه منك تدعيلنا ربنا يقف معانا . انت مش واثق رجالتك و لا ايه ؟"

انصاع رحيم اجبارا لحديث أدهم فهو يعلم أنه أن ذهب سيكون حملا ثقيلا عليهم و قد طغي خوفه علي غروره و هز رأسه بإستسلام قائلا 

" واثق فيكوا يا ابني . ربنا معاكوا .."


عودة الي وقتنا الحالي 


زفر رحيم بتعب قبل أن يقول بتوسل 

" يارب رجعهملي سالمين يارب .."


و كأن دعوته اخترقت السماء فلبت ندائه و سمع صوت البوابه تُفتح علي مصرعيها فهرول الي باب القصر يفتحه بلهفه لتُقر عيناه برؤيه أحفاده و أبناء قلبه و هم قادمون نحوه ليرقص قلبه فرحا برؤيتهم سالمين و فتح أبواب حضنه ليهرولوا جميعهم إليه يحتضنوه بقوة و لهفه فاخيرا انتهي كابوس حياتهم و انقشعت الغمه ليُلم شملهم لأول مرة في ذلك العناق الحار الذي أذاب الدمع بمقلتيهم فتساقطت كالانهار و لكن تلك المرة فرحا و تأثرا بإجتماعهم فصار رحيم يردد عبارات الشكر لرب العالمين و التي كانت تمتزج بدموعه التي تحولت لفخر تجلي في نبرته و هو يربت بقوة علي كتف يوسف قائلا

" كنت عارف انك قدها . وعدت و نفذت يا ابن عامر . راجل من ضهر راجل "


امتدت يد ييوسف تمسك بيد رحيم و تقبلها بحب و إعتزاز و هو يقول

" تربيتك يا جدي . حفيد رحيم الحسيني مينفعش يوعد و مينفذش "


ابتسم رحيم بامتنان تجلي في نبرته حين قال 

" لو قعدت اشكرك عمري كله عالفرحه الي حاسس بيها دلوقتي مش هيكفي الي باقي منه ."


يوسف بلهفه 

"و أنا مش مستني منك شكر يا جدي انا معملتش حاجه دا واجبي تجاه عيلتي الي بفتخر اني واحد منها .."


كان المشهد مؤثرا بدرجه اهتزت لها قلوب الموجودين و الذي كان من بينهم أدهم الذي قال بمزاح 

" على فكرة احنا كنا معاه بردو و لا هو مفيش عالحجر الي يوسف ."


و شاطره مازن مزاحه قائلا 

" على رأيك يا أدهم احنا يطلع عنينا و يوسف بيه هو الي ياخد اللقطه .."


ابتسم الجميع على مزاحهم فتقدم رحيم من مازن و ربت علي كتفه و هو يقول بإمتنان

" انت زيك زيهم عندي يا مازن . حفيدي الغالي . وقفتك مع عيلتنا و إنقاذك لحياتي النهاردة كل دي حاجات عمري ما هنسهالك . "


مازن بود 

" ماتقولش كدا يا جدي . انا معملتش اي حاجه انتوا عيلتي الي معرفتش غيرها .."

ربت رحيم بود على كتفه قبل أن يتوجه بنظراته الي على الذي كان يقف بالخلف و قال بصدق

" و انت كمان يا على في معزة أدهم و يوسف بالظبط . كلكوا رجاله و كلكوا رفعتوا راسي و شرفتوني و طمنتوني اني لما اموت هلاقي الي يسند العيله من بعدي و احسن مني كمان . "


انطلق الجميع قائلين بلهفه 

" بعد الشر عنك يا جدي ."

كان من بينهم صوت لمس قلبه تلك اللهفه التي تضمنته فالتفت رحيم لرائد الذي كان يمسك بيد محبوبته و توجه إليه قائلا بصدق 

" نورت بيتك يا ابن الغالي . "


لمس الحنان بنبرته فقال بود 

" بيتنا و حياتنا منورين بوجودك يا جدي ."


رحيم بتأثر

" لو تعرف اتمنيت اللحظه دي تيجي قد ايه . لحظه ما تخش بيتك و تبقي وسط عيلتك و الغالي يرتاح في تربته ."


اجابه رائد بتأثر 

" ربنا يرحمه .. الحمد لله على كل حاجه. "


نظر رحيم الي الفتيات و هو يقول بإهتمام 

" حمد لله علي سلامتكوا ."

ثم نظر للجميع و قال بوقار 

" يالا ندخل جوا الجو برد هنا اوي .."

و بالفعل أطاعه الجميع و دخلوا الي القصر فنظر أدهم الي مازن قائلا بتهكم 

" ياخي كل يوم بتأكد من إحساسي أن الناس دي لقياني قدام باب جامع .. انا الوحيد الي متشكرتش ؟"


مازن بمزاح 

" والله ياد يا أدهم و أنا كمان ابتديت اتأكد من الموضوع دا .."

نظر إليهم يوسف بسخريه تجلت في نبرته حين قال 

" يشكرك علي ايه هو انت عملت حاجه زياده دا واجبك تجاه عيلتك .."


اجابه أدهم بإستنكار

" واجبي !! بالنسبه لقصايد الغزل الي اتقالت في سيادتك من شويه كان عشان ايه هو مش واجبك انت كمان بردو و لا انت على راسك ريشه. "

مازن بمزاح 

" عندك حق يا أدهم دا ناقص يعمله تمثال علي باب القصر ."


أدهم ساخرا

" اه والله يعملها . ايش حال مانا الي مفجر دماغ الواد الي كان مثبت الأمورة ."


كان يشير الي كاميليا فأدار يوسف راسه إليه و هو يقول بحدة 

" أمورة في عين اهلك .انت هتسكت و لا اغيرلك ديكورات وشك .'


ادهم بتراجع 

" لا يا عم و على ايه الطيب احسن .ورايا عيال عايز اربيهم ."


تدخل رائد في الحديث قائلا بمزاح 

" بيعجبني فيك يا أدهم ثباتك على موقفك ."


ادهم متصنعا الجديه 

" طبعا اومال ايه اهم حاجه في الإنسان أنه يبقي ثابت علي موقفه . و أنا في الثبات معنديش ياما ارحميني.."


قهقه الرجال علي حديثه و لكن قاطع ضحكاتهم مراد الذي كان قادما من الخارج فالتف الجميع إليه فنظر إليهم براحه و هرول الي كاميليا يحتضنها فهو لم يكن يعلم شيئا عن أمر اختطافها سوي منذ دقائق عندما أخبره فاتح الذي كان بالمشفي بعد أن نقله مراد الذي تفاجئ عندما أتت به سميرة 


في وقت لاحق 


كان مراد قادما من الخارج بسيارته فوجد سيارة آتيه بسرعه تجاهه و توقفت أمامه مباشرة فترجل من سيارته عندما شاهد تلك التي كانت تتقدم ببطء و لأول مرة تجد نفسها تشعر بالخجل منه حتي أن مظهره الغاضب و هو يتقدم منها لم يُخيفها بل تمنت في تلك اللحظه أن يُزهِق روحها حتي تتخلص من ذلك العذاب الذي يستوطنها منذ أن علمت بأن ذلك الشيطان هو من قتل حبيبها .

اقترب منها مراد بغضب قائلا بصياح 

" انتي اجننتي جايه هنا برجليكي .. يا بجاحتك"


سميرة بألم

" لا يا مراد مش بجاحه و لا حاجه . انا بس جايه اصلح جزء بسيط من غلطي معاك و معاكوا كلكوا .'


ناظرها مراد بحنق و قال ساخرا

" لا والله غلطك معانا . كل عمايلك دي مجرد غلط امال الجرايم بتبقي عامله ازاي ؟"


هزت رأسها بحزن قبل أن تقول بصدق 

" عندك حق هيا فعلا جرايم و مهما عملت مش هقدر أكفر عن ذنوبها .. بس انا مش جايه هنا بمزاجي. دا على الي باعتني ."


مراد بإستنكار 

" على !"

سميرة بتأكيد 

" ايوا على .. "

قصت له سميرة ما حدث دون أن تأتي علي ذكر اختطاف كاميليا فهي لم تكن تعلم به و أنهت حديثها حين توجهت الي السيارة لتدل مراد علي محمود الذي كان غائبا عن الوعي و يبدو عليه الإعياء الشديد . فبرقت عيناه حين رآه و لم يصدق ما يجري فأخرجه من صدمته حديث سميرة التي قالت 

" راغب عذبه كتير . لازم يروح المستشفي يمكن تقدر تنقذ حياته ."


التفت مراد ناظرا إليها بشك تجلي في نبرته حين قال 

" انا مش مصدقك بصراحه و حاسس انك وراكي لعبه وس.خه زي عادتك ."


سميرة بحزن 

" ليك حق .. بس صدقني انا جايه المرادي بالخير . و اتمني انك ييجي عليك يوم تسامحني فيه . عارفه اني مستحقش بس دا رجائي الاخير . عن إذنك "


لم تنتظر أن تسمع إجابته بل هرولت في طريقها للإنتقام و التكفير عن اخطائها التي ظنت بأنها تكمن في القضاء علي الشيطان و تركت مراد خلفها يناظرها بغضب ثم استقل سيارتها وتوجه بها الي اقرب مشفي . محاولا إنقاذ محمود الذي كان في عالم آخر و بالفعل توقف أمام الطوارئ الخاص بأحد المشافي و تم استقباله علي الفور لعمل اللازم لحالته و ظل مراد بجانبه الي أن أتاه فاتح الذي توجه إلي المشفي مباشرة للإطمئنان علي محمود فهو الوحيد الذي تبقي له في تلك الحياه و هناك اخبره بما حدث ليهرول مراد الي القصر للإطمئنان علي ابنته و البقيه ..


عودة الي الوقت الحالي


أخذ مراد يحتضن كاميليا و هو غير مصدق لما حدث فقد كان قاب قوسين أو أدني من خسارتها و هو لا يعلم حتي و اشعل ذلك فتيل غضبه و هو ينظر إلي يوسف و ما أن أوشك علي الحديث حتي زجره رحيم قائلا 

" و لا كلمه يا مراد . الي حصل دا مكنش مترتبله و انت كنت هربان زي عادتك . متلومش حد و احمد ربنا أن بنتك سليمه و في حضنك .."


انهي كلماته ثم نظر إلي الجميع قائلا بصوت جهوري 

" الصفحه دي اتقفلت من حياتنا خلاص و مش عايز اي كلام فيها عايزين نعيش في سلام كفايه لحد كدا . و يالا كل واحد فيكوا علي اوضته ."


ثم نظر إلي على قائلا

" و انت يا على تعالي بيت معانا النهاردة و النهار له عنين ."

على بحرج 

" لا معلش يا رحيم بيه انا ورايا شغل مهم بكرة و مش هينفع ابات بره . و بعدين البيت مش بعيد من هنا .'


أوشك رحيم علي الاعتراض و لكن تدخل رائد قائلا 

" أه يا جدي و أنا كمان هروح معاه عشان اطمن على ماما. زمانها قلقانه اوي عليا . "


خفق قلب رحيم لحديث رائد و لكنه لم يكن يملك سلطه للرفض لذا هز رأسه بإذعان قبل أن يقول بلهجه يشوبها الحزن 

" براحتك يا ابني بس افتكر أن بيتك هنا ."


فطن رائد الي مغزي حديثه فقال بطمأنه

" مش ناسي يا جدي محدش بينسي بيته ."


هكذا انصرفوا كلا الي وجهته فقد كان يوما شاقا ثقيلا علي الجميع ..


**************


كانت ناهد انتهت لتوها من صلاة الفجر و لكنها لم تفارق سجادتها كما العادة تظل تقرأ في كتاب الله و تدعو الي أن تشرق الشمس و هيا علي أمل أن تُستجاب دعواتها و تجده يدخل من باب غرفتها سالما فاغمضت عيناها و ظلت تبتهل الي خالقها و قلبها يؤمن علي دعواتها لتجد باب الغرفه يفتح و شعاع من النور يضئ غرفتها ففتحت عيناها لتتفاجئ به يقف أمام الباب و على وجهه ابتسامه عذبه فظنت أنها واهمه و أخذت تفرك عيناها غير مصدقه أنها تراه لتجده يهز برأسه و كأنه يخبرها بأنه هنا و أن كابوسهما انتهي ثم اقترب منها بلهفه كان اضعافها بقلبها الذي عانقه بدلا من ذراعيها و صارت يديها تتلمس ملامحه بحب و قلب لهيف يرتجف بداخلها من فرط السعادة لإستجابه دعواتها و عودته سالما فلم تستطع منع دموعها من النزول بغزارة و لكن تلك المرة دموع الفرح التي لم تذر عيناها منذ أن فارقت رفيق عمرها و حبيبها الوحيد و الذي كان ولدها نسخة عنه حتي نبرته المتزنه التي لامست قلبها حين قال 

" كفايه دموع بقي . انا قدامك اهوة."


هزت رأسها و امتزجت ابتسامتها مع دموعها و هيا تقول بفرح 

" مش مصدقه عنيا انك أخيرا قدامي ."

وضع رائد قبله فوق جبهتها قبل أن يقول برفق

" لا صدقي . انتهي الكابوس خلاص. و معدناش هنبعد عن بعض تاني ."


لم تجبه انما سارعت بإحتضانه بقوة شديدة فوقعت عيناها علي تلك التي كانت تقف خلفه أمام باب الغرفه و العبرات تترقرق بمقلتيها تأثرا بمشهدهما فقامت بمد يدها إليها لتهرول هند تجاههم فانضمت الي ذلك العناق الدافئ الذي اكتمل بوجودها فامتدت يداه تحتضن محبوبته و يده الأخري تحتضن والدته و قد شعر في تلك اللحظه بأنه في أقصي درجات السعادة التي لم يكن يجرؤ أبدا علي أن يحلم بها و لكنها حقيقه الآن بين يديه و لكن هناك ما يقلقه بل و يخيفه و هو كيف سيخبر والدته بأن محمود مازال علي قيد الحياة ؟ فهل ستستطع تقبل ذلك الأمر أم ستنهار حالتها الصحيه ؟ يخاف كثيرا أن تسوء حالتها نظرا لتلك الصدمه فشعرت هيا بأن هناك خطب ما فقد بدا علي ملامحه عدم الراحه فخفق قلبها بشدة قبل أن تتحلى بالشجاعة و تقول بإستفهام 

" في ايه يا رائد ؟"


تجمدت الكلمات علي شفتيه و لم يعرف بماذا يجيبها فنظر إلي هند التي تولت زمام المبادرة و أمسكت بيد ناهد التي كانت ترتجف من فرط الخوف من ما سيخبرها به و قامت بجذبها لتجلس علي السرير و جلست هيا بالمقابل و قالت برفق

" الحمد لله كل حاجه عدت علي خير و الشيطان الي كان مهدد حياتنا دا راح من غير راجعه . ممكن تطمني بقي "


شعرت بقليل من الراحه لحديث هند و لكن مازالت هناك كلمات عالقه علي شفتيها و ذلك ما كان يقلقلها لذا قالت بترقب

" هطمن اكتر لما تقوليلي الي لسه معرفوش و الي هو مقدرش يقولهولي ."


كانت تنظر إلي رائد الذي تقدم منها و جلس أمامها علي ركبتيه و هو يقول بهدوء

" الي هقوله مفهوش حاجه تقلق هيا صدمه بس اتمني انك تتقبليها انا اول ما عرفتها اتصدمت بس فرحت اوي بعدها ."


لم تستطع الانتظار أكثر فقالت بنفاذ صبر 

" لو فاكر انك كدا بتطمني تبقي غلطان . اتفضل قولي في ايه ؟"


زفر رائد بإستسلام ثم قال بتمهل و هو يراقب انفعالات وجهها 

" بابا محمود . لسه عايش ممتش ."


لم تتحرك و لم يصدر منها أي ردة فعل علي حديثه و كأنها لم تسمعه من الأساس مرت ثوان وهيا جامدة بمكانها فنظر الإثنان لبعض بخوف قبل أن تمتد يد هند تمسك بيدها و هيا تقول 

" ماما . انتي سمعتي رائد قال ايه ؟ محمود الي هو كان جوزك و اخو راغب لسه عايش "


التفتت إليها ناهد تطالعها بزهول فقد بدأت ملامحها تتفسر حين سمعت حديثها الذي يؤكد علي كلام رائد فهيا في البدايه لم تستطع استيعابه و لكنها الآن بدأت شيئا فشيئا تستوعبه فارتسمت إمارات الزهول و عدم التصديق علي ملامحها و كل ما استطاعت قوله هو كلمات متقطعه 

" محمود مين ؟ اخو راغب ازاي ؟ عايش ! هو مين دا الي عايش ؟ "


ارتعب قلبه من مظهرها و قام بضم رأسها الي صدره و هو يقول برفق 

" ماما اهدي ارجوكي مش هتحمل اخسرك مرة تانيه . عشان خاطري تدي نفسك فرصه تستوعبي . انا عارف انها صدمه و عارف ان الكلب دا اوهمك أنه موته أنه موتنا احنا التلاته بس لا دي مش حقيقه محمود عايش و هو فضل حابسه الفترة دي كلها "


نفذت كلماته الي عقلها و اخترق توسله اعماق قلبها فرفعت رأسهت تطالعه بنظرات مشتته تحاول التماسك قدر الإمكان خاصتا أمام هذا الحنان المنبعث من عيناه و التي هيا في أمس الحاجه اليه فهزت برأسها قبل أن تعيدها الي صدره فاخذ هو يمسح بيديه و داخله يردد الكثير من الدعوات فتركتهم هند و توجهت الي الطاوله بجانبها و أخذت كوب من المياه و أعطته لناهد التي نظرت إليها بإمتنان و أخذته منها بيد مرتعشه فسرعان ما اسندتها يده القويه و قربها من فمها ترتشف عدة قطرات تُبلل بها حلقها الذي جف من فرط الصدمه التي حاولت أن تتداركها و استغرقت دقائق قبل أن تقول بصوت مبحوح 

" هو فين ؟ عايزة اشوفه ؟"


نظر الإثنان الي بعضهما البعض و احتارا بما يجيباها لتقول هيا بهدوء 

" متخافوش انا اتجاوزت الصدمه خلاص .بس عايزة اطمن عليه .."


بعد نصف ساعه كان الثلاثه يستقلون السيارة متوجهين الي المشفي لرؤيه محمود الذي كان غارق في النوم و المغذيات موصوله بذراعه فقد كان ضعيف البنيه عكس هيئته السابقه و ذلك ناتج عن سوء التغذيه و كانت الهالات تحيط عيناه و شحبت بشرته البرونزيه فأصبحت مائله الصفار فعندما رأت حالته تلك شعرت بالألم يغزو قلبها فهذا الرجل كان درعها الحامي لسنين طويله و كان يعاملها برفق و لم يجرحها أبدا و اعتني بولدها كثيرا و لم يشعره بيوم من الايام بأنه ليس والده حتي أنها استطاعت أن تتأقلم معه كزوج و أحبت حياتها معه فقد أنها كانت حياة مستقرة كثيرا لولا تدخل ذلك الشيطان الذي حول جنتهم الي جحيم طال الجميع و لم ينجو منه سوي حطامهما .


التفتت ناهد إليهم و قالت بصوت مبحوح من فرط البكاء

" سيبوني لوحدي معاه شويه .."

أوشك رائد علي الحديث و لكن أوقفته يد هند التي امسكت به و طالعته بنظرات محذره فقد كان الأمر خاص بينهما لذا عليه الإنصياع لرغبتها و هذا ما فعله فأخذها و خرج من الغرفه ليتركها برفقته .


خطت خطوتان نحو السرير فأصبحت أمامه مباشرة و هيا تناظره بألم يخالطه بعض الندم و الذنب أيضا كونها سبب في أن يحدث له هذا و لم تستطع أن تمنع يدها التي امتدت تمسك بكفه برفق و العبرات تتساقط من مُقلتيها كالانهار مما جعل الكلام يخرج مهزوزا من بين شفتيها و هيا تقول 

" آخر حاجه. كنت أتوقعها انك تكون لسه عايش .. اول ما قالولي مصدقتهمش . بس لما قلبي استوعب كلامهم مقدرتش مجيش عشان اشوفك و اعتذرلك علي كل الي حصلك بسببي .. حتي لو مش هتسمعني فأنا أسفه . أسفه علي كل حاجه شفتها بسببي و بسبب ابني . أسفه أن اخوك يطلع ابشع مخلوق في الدنيا . أسفه اني مكنتش بنبهك لكل الي كان ييعمله . أسفه علي الحاله الي انت فيها دلوقتي . و أسفه كمان اني مش قادرة اساعدك و لا اعملك حاجه عشان ترجع محمود بتاع زمان .."


اختتمت حديثها و انخرطت في نوبه بكاء هستيريه فقد كانت تحبس تلك الدموع منذ سنوات و الآن لم تعد لها القدرة علي إيقافها و لكن وحده هو من يستطيع 

" كفايه انك موجودة هنا جمبي .."


في البدايه ظنت أنها تحلم و لكن تلك الضغطه البسيطه علي كف يدها جعلتها ترفع رأسها بصدمه تراقب عيناه التي كان يحاول فتحها و لكن الضوء كان يؤذيها فتنبهت لذلك و قالت بلهفه 

" محمود انت كويس ؟ انت سامعني ؟ الضوء مضايقك اطفيه ؟"


محمود بوهن 

"بقالي سنين مشوفتش النور . عنيا مبقتش واخده عليه .. بس اطمني انا كويس "


كانت لهجته المتعبه تنافي كلماته المطمأنه و قد شعرت هيا بذلك فقامت بضغط ذلك الذى المجاور لسريره حتي يأتي الطبيب و قالت بلهفه

" الدكتور هييجي دلوقتي يشوفك و يطمنا عليك ."

محمود بوهن 

" سيبك مني . انا عايز اطمن عليكي انتي ؟ لسه حلوة زي مانتي "


رغما عنها شعرت بالخجل من كلماته فاخفضت رأسها قليلا قبل أن تقول بخفوت 

" حلوة ايه بس .انت شكلك عنيك وجعاك فعلا "

ابتسم محمود قبل أن يقول بصدق 

" انا عمري ما شوفتك بعيني يا ناهد طول عمري بشوفك بقلبي ."


خفق قلبها بشدة من حديثه الذي داعب مشاعرها فأخذت تنظر حولها بإرتباك و لكن أنقذها دخول الطبيب الذي القي التحيه ثم اقترب من الفراش يقيس نبضاته و هو يقول بعمليه 

" عال انا شايف في تحسن . "


التفتت ناهد تسأله بلهفه 

" بجد يا دكتور هيبقي كويس ؟"

 " والله يا مدام هو فعلا في تحسن كبير في حالته يعني لما جه كان تقريبا حالته متدهورة بس دلوقتي انا شايف أنه لا الحمد لله الحاله بدأت تستقر "


كان محمود يضع يده فوق عينه يحميها من الضوء و لكنه ابتسم علي حديث الطبيب فاخجلتها ابتسامته كثيرا ولكنها تنبهت لوضعه و قالت للطبيب بلهفه

" طب عنيه يا دكتور وجعاه و مش قادر يفتحها في النور "


أجابها الطبيب

" هو من الواضح أنه قعد في الضلمه فترة طويله . و دا اثر علي عنيه . فأنا هخلي طبيب العيون يشوفه .'


انهي الطبيب جملته و تابع فحص مؤشراته الحيويه و أمرها ألا تتعبه أكثر ثم خرج و في الخارج وجد رائد الذي سأله عن حالة والده فأخبره بأنه يعاني مبدأيا من فقر دم و بعض الكدمات في جسده و عليه الإنتظار حتي يري نتيجه تحاليله ثم غادر و كان التعب قد اخذ منهم الكثير فخرجت ناهد لتتفقدهم بعد أن وجدت محمود قد غفي و طلبت منهم الذهاب للمنزل ليرتاحا قليلا و قد كان هذا أكثر ما يتمنوه في هذا الوقت لذلك لم يجادلاها كثيرا عندما رفضت الذهاب معهم …..


******************


بعد مرور أسبوع كان يوسف في مكتبه بالقصر يتابع بعض الأمور المتعلقه بالعمل فأتاه الطرق علي باب الغرفه فأمر بالدخول ليجد على الذي كان قد أرسل في طلبه للتحدث معه فلبي نداءه و أتي اليوم لرؤيته فترك يوسف ما بيده و رحب به فبادله علي التحيه و سأل باهتمام 

" خير يا يوسف كنت عايزني في ايه ؟"


نظر يوسف إليه مطولا قبل أن يقول بهدوء

" من غير مقدمات انا كنت عايز اعرف الوضع دا هيستمر قد ايه ؟"

على مراوغا 

" وضع ايه ؟"


فطن يوسف لمحاولته للهرب فقال بنبرة ذات مغزي 

" انت اذكي من انك تلف و تدور يا على و عموما انا هقولك بصراحه . عايز اعرف هتفضل واخد موقف من روفان لحد امتا ؟"


صُدِم على من حديثه الصريح و لكنه تجاوز صدمته و قال مستفهما 

" انت عرفت ايه الي حصل الأول ؟"


يوسف بهدوء 

" عرفت يا على و محدش قالي عشان متسألش بس كنت متوقع عشان عارف روفان "


زفر على بتعب فقد اشتاقها كثيرا و لكنه آثر الإبتعاد عنها حتي يلقنها درسا قاسيا كي لا تعيد ما فعلته و لكن عندما ذُكِر اسمها أمامه خفق قلبه بشدة فلم يجد ما يقوله فتابع يوسف الحديث قائلا 

" بص يا على انا مابحبش ادخل في حياة حد بس روفان دي مش اي حد دي بنتي . و لما اي اب يلاقي بنته مطفيه و حزينه بالشكل دا اكيد مش هيسكت . بس انا سكت يوم و اتنين و تلاته و اسبوع و بردو الوضع علي ما هو عليه كل يوم بتدبل اكتر من اليوم الي قبله . روفان الي كانت ماليه البيت ضحك و فرح و سعادة بقت حزينه و ساكته طول الوقت و دا اكبر من اني اتحمله عشان كدا قولت لا مبدهاش بقي و لازم اعرف اخرتها ايه ؟"


على بألم من حديثه يوسف علي حزنها 

" انا يعز عليا زعلها زيك و اكتر كمان انت متعرفش روفان بالنسبالي ايه و لا انا بحبها قد ايه. بس كان لازم اعاقبها عشان متكررش الي عملته مرة تانيه "


شعر يوسف بأن هناك أمر آخر و لكنه لا يريد أن يخبره به لذا قال بتعقل

" عمر البعد ما كان عقاب يا على . و بالذات مع بنت زي روفان . عمر ما حد قسي عليها أبدا عشان هيا ارق بكتير من أن حد يعاملها كدا .البعد دا اسوء حاجه ممكن تعملها معاها البعد بيعلم القسوة و بيولد الجحود .انت كل مرة بتبعد فيها عنها بتعودها علي غيابك و بتقسيها عليك . بدل ما تبعد عنها فهمها بالراحه و خصوصا انك غلطان اكتر منها ."


برقت عيناه من الصدمه و قال بزهول 

" نعم . انا غلطان ؟"

تحمحم يوسف قليلا قبل أن يقول بتأكيد 

" ايوا طبعا غلطان . دا رأيي و طبعا من غير تحيز و بعيدا عن أن روفان بنتي و اني ممكن اكسر دماغ اي حد يزعلها . بس لا انت عليك غلط كبير "


تمتم على بسخريه 

" من غير اي تحيز ! ماهو واضح "

يوسف يإستفهام 

" بتقول حاجه يا على "

على بتهكم 

' أبدا كنت بقول و أنا غلطان ازاي بقي في رأيك ؟"

يوسف بهدوء

" غلطان عشان مفهمتهاش صح . انت قعدت تأكد عليها انها متقولش لكاميليا و نسيت أن كاميليا دي صاحبها و اختها و أقرب حد ليها يعني متقدرش متنبههاش حطتها بين اختيارين اصعب من بعض وعدها ليك و خوفها علي كاميليا و طبعا لأنها شخصيه حساسه جدا و بتتعامل بقلبها اول ما شافت كاميليا مقدرتش تخبي عنها و قالتلها و كاميليا من صدمتها جريت عليا .قالتلي يبقي مين الغلطان بقي ؟"


على بزهول من تحليله للأحداث 

" انت كدا مش متحيز ليها ! "

يوسف بهدوء مستفز 

" لا طبعا أنا لو متحيز هبقي متحيز ليك . بعد التصرف الغبي بتاعك دا و انك سايبها زعلانه كل دا و أنا مفركشتش الجوازة فدا في حد ذاته تحيز ليك ."


تمتم على بسخريه

" يالهوي كمان انا الي طلعت غلطان دانا بايني هشوف معاكوا أيام سودا."


تجاهل يوسف حديث على و قال بتخابث

" ايه يا علوة بتقول ايه ؟ عايزني افركش الجوازة ؟"

غلى بلهفه

" لا تفركش ايه . دانا اصلا كنت ناوي اجي احدد معاك معاد الفرح ."


*************


في الأعلى كانت روفان جالسه بغرفتها شاردة حزينه فقد اشتاقته كثيرا و تشعر بحزن عميق داخلها بسبب هجره كل ذلك الوقت و لسان حالها يخبرها ألم يشتاق لي ؟ ايعقل أن يبتعد عني كل ذلك الوقت دون أن يؤلمه قلبه ! أذن لما قلبي يؤلمني الي هذه الدرجه ؟ 

سقطت دمعه من عيناها مسحتها بطرف كمها ما أن سمعت طرق علي الباب الذي انفتح و أطلت منه كاميليا بعينان متوسعان و ابتسامه عريضه و سرعان ما دخلت و أغلقت الباب خلفها و هيا تقول بفرحه كبيرة 

" على تحت .جاي عشان يشوفك '


خفق قلبها بعنف و صارت دقاته كالطبول و قالت بلهفه 

" بجد يا كاميليا؟ "

كاميليا يتأكيد 

" امال يعني بضحك عليكي ايوا طبعا بجد "


هبت روفان من مجلسها و توجهت الي باب الغرفه فأوقفتها كاميليا التي قالت بإستنكار

" راحه فين ؟ انتي هتنزلي بمنظرك دا ؟"


التفتت تنظر إلي نفسها في المرآه فهالها ما رأت فقد كانت مشعسه و هيئتها مبعثرة و الهالات السوداء تحت عيناها تحكي مقدار الخراب الذي خلفه غيابه فأسدلت كتفها بخيبه أمل تجلت في نبرتها حين قالت 

" شكلي وحش اوي هقابله كدا ازاي ؟"


تألمت كاميليا علي رؤيتها بهذا الحال فتوجهت إليها قائله بحب 

" مين دي الي شكلها وحش دانتي قمر انتي بس اغسلي وشك و سرحي شعرك و امسحي الدموع دي عشان وحشتني ضحكتك الحلوة .."


ناظرتها روفان بحب فقد أثرت بها كلماتها و عانقتها بصمت فبادلتها كاميليا العناق ثم قالت بحماس

" بصي انا عيزاكي تسبيلي نفسك خالص و انا هبهرك ..'


ابتسمت روفان و قد لمعت عيناها بالحماس فقالت 

" قشطه خدي راحتك.."


بعد مرور نصف ساعه كانت روفان في ابهي حالاتها حيث أزالت آثار الدموع و الحزن من علي وجهها و صففت شعرها ثم تركته منسدلا علي كتفها كشلال من الشيكولاته الذائبه و توجهت الي الأسفل برفقه كاميليا فرصدت عيناها ذلك الذي كان يخرج من غرفة المكتب برفقه يوسف فالتقمت عيناه فاتنته التي كانت تهبط الدرج و هيا تبتسم و تتجاذب أطراف الحديث مع كاميليا التي قالت بصوت خفيض

" خلي بالك مراقبك . عيزاكي تلففيه حوالينا نفسه زي ما اتفقنا ."


روفان بتوعد 

" دانا هوريه النجوم في عز الضهر ."


توجهت الفتاتان تجاههما فشعر بدقات قلبه تقرع كالطبول عند رؤيتها فقد اشتاقها حد الجحيم و لكن مهلا فلماذا تناظره بهذا البرود أين لهيب عيناها الذي يتوهج كلما نظرت إليه لما ملامحها هادئه الي تلك الدرجه هل يمكن أن يكون البعد جعلها تقسو عليه مثلما أخبره يوسف ! لا لن يحتمل ذلك أبدا .

توقفت روفان أمامه و ألقت عليه تحيه باردة تلقاها بصدمه 

" اذيك يا على "


لم تنتظر حتي رده انما نظرت إلي يوسف و هيا تقول بود 

" أبيه يوسف . كنت عايزة أخذ الإذن منك عشان أخرج ورايا مشوار مهم "


طالعها يوسف بإعحاب من طريقتها معه و لكنه تحدث بهدوء كعادته 

" خير يا حبيبتي مشوار ايه ؟"

روفان برقه

" متفقه مع واحده صاحبتي ننزل نشتري شويه حاجات "


يوسف بابتسامه

" براحتك يا حبيبتي. السواق بره هيوصلك مكان ما تحبي "

اشتغل فتيل غضبه من تجاهلها المتعمد له و نظرات الشماته من جانب يوسف الذي كانت ابتسامه مستفزة مرتسمه على شفتيه لذا قال بحدة طفيفة

" طيب يا يوسف همشي انا عشان ورايا حاجات مهمه ."


أشار يوسف برأسه محاولا كبت ضحكاته ليغادر على خلف روفان و تبقي هو و كاميليا التي طالعته بغضب و همت بالمغادرة فامتدت يداه تقبض علي معصمها و جذبها معه الي داخل غرفه المكتب و اغلق الباب و قام بإلصاقها به و هو ينظر إلي داخل عيناها بحب فهيا تأبي أن تسامحه منذ ذلك اليوم حين اتهمته بأنه يقلل من شأن قدراتها و بالرغم من كل ما حدث ذلك اليوم و اختطافها و إنقاذه لها إلا أنها و بمجرد أن دلفوا الي غرفتهم حتي استمرت بخصامه و لم تفلح كل محاولاته في مراضاتها و قد انشغل طوال الأسبوع المنصرم عنها لذا لم يتثني له الوقت للإختلاء بها فقد كان يعود كل يوم متأخرا بسبب تراكم الأعمال فتكون قد خلدت الي النوم و يغادر صباحا عندما تكون هيا نائمه و لكن الآن قد أتته فرصه ذهبيه للإختلاء بها و مراضاتها لذا قرب وجهه منها ناظرا بقوة الي داخل عيناها قائلا بصوت أجش 

" عنيكي الحلوين وحشتوني اوي "


حاولت عدم التأثر بنظراته القاتله و لا بلهجته المثيرة و لا بكلماته التي دغدغت مشاعرها و قالت بصوت يبدو ثابتا 

" لا والله و المفروض اني اصدقك بقي "


هز رأسه و لكن عيناه لم تهتز بل ظلت تطالعها بشغف كاد أن يفقدها ثباتها و خاصتا حين قال بخفوت 

" لو مش مصدقاني مستعد اثبتلك حالا ."


قرب شفتيه من خاصتها ينوي تذوقها فقد اشتاقها كثيرا و لكنه تحركت قبل أن ينال مبتغاه و حاولت الأبتعاد إلا أن يداه أحكمت تطويق خصرها بقوة فقالت بدلال 

" سيبني ."


و كأنه يعندها حيث قربها أكثر منه و قال بخفوت 

" معقول كل دا زعل مني ؟"

كاميليا بعتب 

" يعني مش عارف ؟"


امتدت يداه ترجع أحدي خصلاتها خلف أذنها و قام بتمريرها علي خدها الشهي قبل أن يقول بحب 

" عارف . بس خلاص بقي . طب موحشتكيش " 

لم تجبه و إنما تجلي شوقها إليه في نظراتها التي جعلت قلبه يدق بعنف و هو يقترب منها قائلا بخفوت أمام شفتيها 

" عنيكي جاوبت عليا . بس انا عايز اسمعها منك ."


قال جملته الأخيرة و مرر إصبعه فوق شفتيها مما ألهب نيران العشق بقلبها فخرجت الكلمات من بين شفتيها بعذوبه

" وحشتني "


ابتلعت شفتيه باقي كلمتها و اخذها معه في قبله محمومه متطلبه مُحمله بأمواج شوق عاتيه أطاحت بثباتها كليا فجعلتها خاضعه لعشقه الذي أخذ يسقيها منه حتي ثملت فلم تعد قدماها قادرة علي حملها ليتولي هو تلك المهمه و يقوم بحملها و التوجه بها نحو الأريكه و لم يفصل القبله بل عمقها أكثر حتي صار ينهل من رحيقا المُسكر بالنسبه اليه و يداه تتجول علي ساحه جسدها بحريه و كأنها تذكرها بأوقاتهم الرائعه معا فايقظت رغبتها في عشقه أكثر و غرزت يدها في خصلات شعره تقربه منها فزادت من جنون هوسه بها الذي فاض به في تلك اللحظه فلم يعد يتحمل ابتعادها بل صارت كل خليه بجسده تطالب بها فامتدت يداه تحاول إزاله كل ما يعوقه عنه و لكن جاء ذلك الرنين المزعج لهاتفه ليخرجهم من دوامه عشقهم الجارفه ففصل القبله و قام بإسناد رأسه الي رأسها محاولا تنظيم أنفاسه ليعود الهاتف يرن من جديد فاضطر مجبرا أن يجيب فقام بوضع قبله قويه في باطن يدها و أعطاها ابتسامه عاشقه قبل أن يقول 

"ثواني هرد عالتليفون و اجيلك ."


لم تجبه انما اكتفت بهز رأسها فلم تكن تقوي علي الرد في تلك اللحظه فكانت تحاول التقاط أنفاسها و تنظيم دقات قلبها الهادرة بفعل جنونهما و لكنها تفاجئت بصوته الذي ارتفع حين قال غاضبا 

" بتقول ايه ؟ ابعتهالي دلوقتي فورا ؟ "


و ماهي الا ثوان حتي أتاه اشعار بوصول رساله علي بريده الخاص ففتحها و جحظت عيناه لدي رؤيته ما تحتويه فهب من مكانه قائلا بصوت هز أرجاء المكان 

" انت تعرف الحيوان دا اسمه ايه ؟ .. طب اقفل و أنا هتصرف و طبعا مش عايز اقولك لو الموضوع دا لو خرج لحد انا ممكن اعمل فيك ايه ؟"


انهي يوسف محادثته و قام بإجراء محادثه آخري و كانت لإحدي رجاله . كل هذا كان يجري أمامها و هيا لا تعلم شئ لذا انتظرت الي أن انتهي و قالت بخوف 

" في ايه يا يوسف ؟"


لم يكن لديه الوقت للحديث لذا قال برفق 

" معنديش وقت اشرحلك .يا حبيبتي هروح مشوار مهم و هرجع احكيلك علي كل حاجه "


كان يتحدث إليها و هو يرتدي المعطف الخاص به مما يدل علي أنه لا يملك الكثير من الوقت لذا قالت بتوسل 

" طب علي الاقل طمني . حصل حاجه وحشه لحد ."


انتهي من إرتداء معطفه وقام بوضع قبله قويه فوق جبهتها و قال محاولا طمأنتها 

" لا يا حبيبتي أن شاء الله مفيش اي حاجه وحشه . هروح مشوار صغير و ارجعلك اتفقنا ."


لم تملك سوي ان تهز برأسها و تعطيه ابتسامه بسيطه كانت أكثر ما يحتاج و من ثم انطلق الي وجهته


****************


في الخارج توجهت روفان الي السيارة بخطٍ حاولت جعلها ثابته و هيا تعلم أنه خلفها لكنها حاولت عدم التأثر و ما أن وصلت الي بابها حتي وجدته خلفها مباشرة يقول بصوت غاضب

" والنبي و انتي بتشتري الحاجات الي انتي عايزاها ابقي اعملي حسابك تجيبي كل الي ناقصك عشان فرحك الأسبوع الجاي أن شاء الله "

اختتم جملته ثم توجه إلي سيارته و علي وجهه نظرات عابثه بعدما القي جملته ليثير فضولها و غضبها و هو متأكد من أنها ستتبعه و بالفعل تبعته قائله بإستنكار

" استني هنا هيا مين دي الي فرحها الاسبوع الجاي ؟"


لم يجبها فاضطرت أن تهرول لتلحق به و ما أن وصلت إليه حتي رفعت يدها لكي تمسك بكتفه ففاجأها عندما التفت و قام بإمساك يدها يلفها حول رقبته و اليد الأخري وضعها أسفل ركبتيها و قام بحملها وسط زهولها و هو يقول بتوعد 

" بقي انا تنفضيلي . أما وريتك ."


صدمها ما حدث و جاءت كلماته لتجعلها ترتعب و تجلي ذلك في نبرته حين قالت بذعر

" انت هتعمل فيا ايه ؟"


لم يجبها و إنما انخفضت نظراته الجائعه الي شفتيها فتخضبت وجنتاها من ذلك المعني الذي وصلها و قامت بالعض علي شفتيها ليقول بتخابث

" ناوي اعمل الي جه في بالك بالظبط . و بعدها هربيكي من اول و جديد و اقصلك لسانك الفالت دا. يا فتانه "


******************


كان أدهم يقف أمام بيت تلك المرام ينتظر ظهورها فهو قد بحث كثيرا حول أمر ذلك الشاب و لكنه لم يصل لشئ بعد و قد كان شكه ينحصر حولها فهو شبه متأكد بأن كل ما حدث كان من تخطيطها لذا اقسم أن يذيقها الويلات و لكنه منذ يومان و هو ينتظر أمام بيتها حتي يراها و لكنها لم تظهر أبدا مما جعل غضبه يزداد أكثر فهيا قد تجاوزت جميع الخطوط الحمراء بنظره و حاولت تفريقه عن الإنسانه الوحيده التي سكنت قلبه و هو لن يتواني عن تلقينها درسا قاسيا .


أخرجه من شروده رنين هاتفه و كان المتصل يوسف الذي ما أن اجابه أدهم حتي قال بصرامه

" تجيلي عالمخزن بتاعنا الي في (..) دلوقتي حالا"

أدهم بإستفهام 

" ايه يا يوسف حصل حاجه؟"


يوسف بإختصار 

" لما تيجي هتفهم كل حاجه "

اختتم جملته و اغلق الهاتف ليزفر أدهم بغضب قبل أن يدير سيارته متوجها إلي ذلك المكان و بعد نصف ساعه كان قد وصل الي وجهته فوجد عدة سيارات متوقفة اما ذلك المخزن فتوجه الي الرجال فقام أحدهم بفتح باب المخزن ليجد يوسف يقف معطيا إياها ظهره واضعا يديه بجيوب معطفه و امامه .. ماذا . توقف عقله للحظات عن العمل عندما وجد مرام و ذلك الشاب الذي كان يبحث عنه مقيدان و ملقيان بإهمال علي الأرض و قد كانت مرام تبكي و لكن عندما رأته توقفت عن البكاء و صار جسدها يرتعش رعبا فتوجه أدهم الي أخاه قائلا بإندهاش

" يوسف ! انت وصلتلهم ازاي ؟"


نظر إليه يوسف و سرد عليه ما حدث قبل عدة ساعات 


في وقت لاحق 


اجاب يوسف علي الهاتف فوجد أحدي الصحفيين الذي يمتلكون جريدة من الجرائد الصفراء و التي تهتم كثيرا بفضائح المشاهير من الممثلين و رجال الأعمال فاندهش عندما علم بهويه ذلك الرجل و لكن تحولت دهشته لغضب عارم عند سماعه حديثه 

" يوسف بيه مع حضرتك نادر المحلاوي صاحب جريده (.) انا آسف لو ازعجت حضرتك بس الموضوع مهم . من نص ساعه جالي واحد و معاه صور مش كويسه لغرام هانم الرفاعي حرم أدهم بيه و طلب مني اني انشرها في الجريدة عندي مقابل مبلغ مادي كبير . و أنا اخدت منه الصور و وعدته اني هنشرها بس طبعا أنا مش هعمل كدا انا قولتله الكلام دا عشان اكلم حضرتك اقولك ."


صُدِم يوسف من حديث ذلك الرجل و قال بغضب

" ابعتهالي فورا "

قام الرجل بإرسال تلك الصور التي رآها أدهم مسبقا فجن جنون يوسف الذي قال بغضب جحيمي

" انت تعرف الحيوان دا اسمه ايه ؟"


ارتبك الرجل كثيرا من لهجته الحادة و قال بتلعثم 

" اه هو قالي اسمه تامر عبد الحميد ."

اغلق يوسف الهاتف بعد أن هدد ذلك الرجل بألا يخبر أحد بذلك الأمر و قام بمهاتفه مصطفي قائد الحرس الخاص به و امره بأن يحضر هذا المدعو تامر في الحال و بمواجهته و تلقينه درسا قاسيا أخبره بأن مرام هيا من امرته بفعل ذلك حتي تفسد علاقه أدهم و غرام للأبد 


عودة للوقت الحالي 


اختتم يوسف حديثه قائلا بهدوء

" خد حق مراتك بس بلاش دم . احنا مش قتالين قتله . و اعمل حسابك انك تخلص من الموضوع دا في اقرب وقت عشان فرحك انت و مازن و على الاسبوع الجاي ."


انهي جملته و قام بالربت بقوة علي كتفه فنظر إليه أدهم بإمتنان ثم التفت و قد لمعت عيناه بالشر و هو ينظر إلي هذان الإثنان اللذان كانا يرتعبان مما قد يفعله بهما 

 


لم يخلق الحب للضعفاء.

كلما سمعت هذه الجملة، ُكنت ابتسم علي مدى سخافتها فقد كنت أؤمن بأن الأقوياء لا يقعون في الحب أبدا؛ إلى أن قابلتها.. لم استطع عبورها و لا تجاوزها، وكأنها عَلقت بداخلي رغمًا عني؛ وانصاعت جميع حواسي خلف سحرها الآسر.. فقد كانت أنثى استثنائية للغايه لا تسعفني الأحرف لوصفها، كانت دافئة حنونة أذابت بدفئها برود قلبي.. وبحنانها قسوتي فقد كانت الوحيدة التي رأت عتمتي فأضائتها …


نورهان العشري ✍️


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


توجه يوسف إلي باب المخزن و قبل أن يخرج مال علي مصطفي قائد الحرس الخاص به و قال بصوت خفيض

" خليك معاه و لو حسيت الموضوع فرط منه ادخل ."

مصطفي بإحترام 

" أوامرك يا يوسف بيه "


خرج يوسف تاركا خلفه أدهم الذي ارتسم الجحيم بنظراته و هو يطالع ذلك الشاب الملقي علي الأرض و ملامحه غير واضحه بسبب اللكمات التي تلقاها علي يد رجالهم و قد كان يرتجف من فرط الخوف عندما تقدم به أدهم الذي قام بجلبه من ياقه قميصه و هو يقول بغضب 

" انا هوريك يا كلب . ازاي تفكر تقرب من حاجه متخصكش تاني ."


الشاب بذعر 

" انا ماليش ذنب والله هيا الي خلتني اعمل كدا "


قام أدهم بتكوير قبضته و أعطاه لكمه قويه سمع بعدها صوت عظام أنفه الذي انكسر من قوة اللكمه فصاح الشاب بألم فتابع أدهم 

" اااااه .. والله ما ليا ذنب ."


أدهم بصراخ 

" ليه عيل صغير بتتسحب من قفاك .. "


أخذ أدهم يلكمه بوحشيه حتي كاد يزهق أنفاسه فاقترب منه مصطفي قائلا بإخترام 

" أدهم بيه كفايه كدا . يوسف بيه قال مش عايزين دم و هو قرب يخلص في ايدك."

تجاهل أدهم حديث مصطفي و أخذ يركل الشاب بعنف مما أجبر مصطفي علي أن يتدخل ممسكا بأدهم من الخلف محاولا أن يبعده عن ذلك الشاب الذي كان يرقد علي الأرض غارقا في دماءه . حاول أدهم التملص من يد مصطفي و لكنه احكم إمساكه جيدا و هو يقول 

" أدهم بيه ارجوك تمالك اعصابك ."


تنبه ادهم لحالته فزفر بغضب و تراجع الي الخلف و مسح علي وجهه محاولا التقاط أنفاسه قبل أن يقول بصرامه 

" خد الكلب دا ارميه في أي مستشفي حكومي .. ميستاهلش اوسخ ايدي اكتر من كدا " 


نظر مصطفي الي مرام التي كانت ترتجف خوفا من أدهم الذي كان يوجه نظرات محتقنه ارعبتها و قال 

" طب و هيا ؟"

ادهم بنظرات متوعده 

" لا هيا هتفضل هنا شويه . اومال تمشي كدا من غير ما نضايفها "


أوشك مصطفي علي الحديث فقاطعه أدهم قائلا بنبرة ذات مغزي 

" متقلقش يا مصطفي . كل حاجه هتبقي علي نضيف . اصل المدام ليها معزة كبيرة اوي عندي "


هز مصطفي رأسه بإستسلام و أوشك علي المغادرة فأتته صرخات مرام المرتعبه و هيا تقول بتوسل 

أرجوك استني متسبنيش معاه و تمشي .."


لم يتوقف مصطفي انما أمر رجاله بإحضار ذلك الشاب بينما نظر إليها أدهم بتشفي علي رعبها الواضح من مظهره و قام بجلب مقعد خشبي و وضعه أمامها مباشرة و جلس فوقه و قد تحولت نظراته للإشمئزاز الذي تجلي في نبرته حين قال 

" خايفه و مرعوبه لاعمل فيكي زي ما عملت في الكلب شريكك صح !"


خرج صوتها مرتعشا بين شفتيها و هيا تقول 

" والله يا أدهم انا معرفش حاجه عن الي بيقولو .."

قاطعها أدهم صارخا 

" اخرسي . بطلي كذب و قرف بقي . انني ايه شيطانه . لسه بتكذبي بعد كل دا . سممتي حياتي قبل كدا و رجعتي بكل بحاحه تطلبي مساعدتي و ساعدتك و بردو لسه قذرة زي مانتي . وهمتيني انك كارهه جوزك و أنه مبهدلك و واخد ابنك منك و انتي طلعتي حراميه و سرقاه و هربانه و راميه ابنك . ايه الحقاره دي يا شيخه . "


اخذت تبكي بحرقه دون أن تستطع الحديث ليقول هو بإحتقار 

" بس متقلقيش انا مش هاجي جمبك انا مش هقدر اوسخ ايدي بيكي . بس انا هعرف أعلمك الادب كويس ."

برقت عيناها و هيا تقول بخوف 

" هتعمل ايه ؟"

أدهم بهدوء

" والله دا هيتوقف علي اجابتك علي سؤالي "

مرام بأستفهام 

" سؤال ايه ؟"

ارتسم الغضب في عيناه و قست لهجته كثيرا و كأنه يحذرها من أن تكذب و قال 

" عرفتي الي حصل بيني و بين غرام ازاي ؟"

ارتبكت كثيرا من سؤاله و لم تعلم بماذا تجيبه فطال صمتها لذا قال بحدة و نظرات مشتعله 

" و رحمه ابويا لو ما نطقتي لا هكون قاطع لسانك عشان تخرسي خالص . انطقي عرفتي ازاي ؟"


قال جملته الأخيرة بصراخ جعلها تنتفض في مكانها من الفزع الذي جعلها تقول بلهفه 

" هقول والله .. عرفت. من سمر السكرتيرة . كانت سمعت غرام و هيا بتتكلم مع كاميليا و لما ضغطت عليها حكتلي ."

اشتعل غضب أدهم و قال بلهجة حادة السيف 

" حكتلك ايه بالظبط ؟"

مرام برعب

" حكتلي . انك غدرت بيها بعد ما علقتها بيك و كسرت قلبها و لما جيت ترجعلها تاني هيا مرديتش ."


أدهم بحدة

" بس . حكتلك كدا بس "

مرام بصدق 

" اه وحياة ربنا هو دا الي حكتهولي بس "

زفر أدهم براحه من أنها لم تعلم شيئا عن حقيقه ما حدث و لكنه نظر إليها بحنق قائلا 

" كدا انتي قللتي عقابك شويه . "


انهي كلماته و توجه إلي السيارة قام بحلب شئ ما ثم عاد إليها مرة ثانيه و قام بإلقاء ما بيده أمامها و هو يقول بأمر

" امضي هنا ."

جفلت مرام من حديثه فنظرت الي الاوراق أمامها و التي كانت تحمل تنازل منها عن ولدها فقالت بخوف 

" امضي علي ايه ؟ دا انت عايزني اتنازل عن ابني . وايه الورق الفاضي دا ."

أدهم بتأييد 

" انك كدا كدا أبوه هياخده و زي ما ساعدتك ترجعيه هصلح غلطتي و اساعده ياخده منك. ايوا فعلا دا ورق فاضي . و بقولك امضي عليه "

مرام بحدة 

" يعني ايه امضي علي ورق فاضي دانتا ممكن توديني في داهيه ."


أدهم بسخريه

" انتي كدا كدا رايحه في داهيه . دا أساسي .اقولك هاتي الورق . بس اعملي حسابك أن البوليس بيدور عليكي . ما شاء الله ليكي كام قضيه انما ايه يخلوكي تقضي باقيه عمرك في السجن ."

ارتعبت من حديثه و قالت بصدمه 

" قواضي ايه انا معملتش حاجه . "


ادهم بتهكم

" معملتيش حاجه ! دانتي مسبتيش حاجه معملتيهاش . اولا سرقه جوزك الأولاني الي مبلغ عنك . ثانيا المخدرات الي كنتي بتتاجري فيها و فاكرة ان محدش هيعرفك . مش الكلب دا بردو الي خلتيه يعمل عملته السودا دي مقابل تديله المخدرات الي هو عايزها . الكاميرات مصوراكي في النادي وانتي بتبيعي المخدرات لأصحاب الطبقات العليا . كل حاجه متسجله و أن شاء الله هتقضي باقيه عمرك في السجن ."


ارتعبت من حديثه و كشفه لكل أفعالها و جرائمها فقامت بإمساك الورقه و القلم و قامت بوضع إمضتها أسفل الورقه و تقدمت منه و هيا تتوسل قائله 

" أرجوك يا أدهم متعملش فيا كدا . انا مضيت اهوة و هعمل كل الي انت عايزه بس والنبي متسلمنيش للبوليس "


 أدهم بتأثر مصطنع

" والله يا مرام كان بودي اساعدك بس للأسف مفيش في ايديا حاجه. "


قام بجذب الاوراق من يدها و توجه للخارج فوجد رجال الشرطه و بجانبهم زوجها الذي كان قد قام بضربه سابقا ينظر إليه بإمتنان فاقترب أدهم منه و سلمه الورقه قائلا بإعتذار 

" انا خلتها تمضي عالورقه دي تقدر تكتب فيها تنازل عن الفلوس الي هيا سرقتهم منك و دي ورقه تنازل عن الولد عشان يسافر قبل ما يعرف بعمايلها السودا دي . و بكدا ابقي صلحت غلطتي معاك لما ساعدتها تاخد الولد منك "


الرجل بإمتنان 

" الف شكر يا ادهم بيه . كتر الف خيرك اوي انا حقيقي مش عارف اقولك ايه. كنت عايز الولد يمشي من هنا في اسرع وقت قبل ما يعرف بمصايبها دي . كفايه نفسيته زي الزفت من غير حاجه بسبب انها اخدته مني "


شعر أدهم بالندم يقرضه من الداخل و قال بأسف 

" ربنا يعينك و تقدر تهون عليه الظروف دي . لو احتاجت اي حاجه في أي وقت كلمني ."

شكره الرجل و في هذه الأثناء قامت رجال الشرطه بجلب مرام التي دخلت في نوبه بكاء هستيري لم تزده سوي غضبا و إشمئزازا منها لذا سارع بإستقلال سيارته و انطلق من المكان و بأكمله …..


*****************


كانت تجلس بجانبه في السيارة و هيا تكتف يديها و ترسم الغضب فوق ملامحها و الذي كان نقيضه تماما في قلبها الذي يرقص فرحا بفعلته الجنونية و لكنها أبت أن تفصح عن ما بداخلها و تكمل خطتها للنهايه فواصلت رسم العبوس و الغضب علي وجهها و قد كان يناظرها من وقت لآخر نظرات عاشقه مشتاقه فقد كان يعاني الأمرين طوال الأسبوع المنصرم و حين طلب يوسف رؤيته ترك كل شئ بيده و هرول إليه يمني نفسه برؤيتها .

صف سيارته أمام أحدي المطاعم و نظر إلي ملامحها الجميله التي تأثره حتي و هيا عابسه تجعل قلبه لا يتوقف عن الخفقان رقتها و برائتها و حتي غضبها يروقه.

طال صمته للحد الذي جعلها تتململ داخلها و لكنها مازالت علي ثباتها الخارجي فسمعت تنهيده حارقه خرجت من فمه اتبعها قائلا بعتاب

" هتفضلي باصه قدامك كدا كتير ؟ في حاجات حلوة النحيادي علي فكرة "


لم تجبه بل بدت و كأنها لم تسمعه من البدايه ليناظرها بخبث قبل أن تمتد أصابعه تتلمس عنقها صعودا و هبوطا في محاوله منه لزعزعه ثباتها الذي يعلم أنه ظاهري فقط فسرت لمساته كالنيران التي كانت تحرق جلدها الناعم بنيران الشوق فهيا رغما عنها قد اشتاقته كثيرا و لكنها حاولت جاهدة التماسك ليواصل هو أفعاله العابثه التي جعلتها علي شفير الإنهيار خاصتا حين اقترب منها قليلا و هو يقول بصوت أجش

" طاوعك قلبك تقسي عليا كدا ؟"


عند سماعها كلماته انهار ثباتها و التفتت إليه قائله بغضب طفولي و شفاه مرتعشه علي وشك البكاء 

" دي انا الي قسيت عليك مش كدا . و لما سبتني اسبوع كامل متكلمنيش و لا تسأل عني ولا عارف انا فيا ايه ؟ كنت بتعمل ايه وقتها ؟"


صُدِم على لأنفعالها بتلك الطريقه التي توحي بمدي حزنها منه و الذي آلمه كثيرا فامتدت يداه تحتضن وجهها بين راحتيه و هو يقول بصدق

" حقك عليا . انا أبدا مكنتش اقصد اقسي عليكي و لا ازعلك ."


تساقطت العبرات من مقلتيها و هيا تقول بحزن 

" اومال لو كنت قاصد كنت عملت ايه ؟"

خفق قلبه بشدة و شعر بأن قطراتها جمرات تحرقه فجذبها اليه بلهفه يحتضنها بقوة و هو يقول بإعتذار

" حقك عليا يا روح قلبي . والله ما اقدر علي دموعك دي أبدا ."


ظلت تبكي بين أحضانه و جسدها يرتجف من شدة البكاء فقد ذاقت الويلات في غيابه و اختبرت مرارة الشوق و عذاب الحب الذي لاطالما سمعت عنه. أما هو فتركها تبكي حتي تخرج ما بداخلها و قد كان يلعن نفسه للمرة التي لا يعرف عددها علي هجره لها بتلك الطريقه فهيا حقا رقيقه و بريئه للغايه فكيف طاوعه قلبه بالقسوة عليها هكذا .

شيئا فشيئا هدأت شهقاتها فجذبت نفسها من أحضانه و لكنه لم يتركها بل ظلت يداه تحاوط خصرها و عيناه تناظرها بعشق كبير و لكنها كانت تخفض رأسها تحرمه لذة النظر إلي عيناها التي يعشقها فقام بوضع يده أسفل ذقنها و رفع رأسها لتشتبك عيناه مع عينيها الجميلة و التي جعلت قلبه يذوب من فرط الندم علي جعلها تحزن بهذا الشكل فامتدت أنامله تمسح عبراتها برفق و هو يقول بندم

" كفايه بقي . دموعك دي بتنزل زي الجمر علي قلبي . حقك عليا والله ما قصدت اني ازعلك اوي كدا . "

روفان من بين دموعها 

" هنت عليك تسبني كل دا . ؟

على بحب 

" عمرك ما تهوني عليا أبدا ."

روفان بعتب 

" لا هنت . معقول مكنتش بوحشك زي مانتا كنت واحشني . "

على بلهفه 

" كنتي وحشاني بس دانا كنت هتجنن عليكي . صباحي مكنش له طعم من غير ما اسمع صوتك فيه زي ما اتعودت . و يومي مكنش بيعدي عشان مكنتش بشوفك . و طول الليل كنت بفضل سهران افكر فيكي . صدقيني الاسبوع دا كان صعب عليا اكتر منك ."

روفان بحزن 

" و ليه . لما انت كمان كنت بتتعذب زيي مكنتش بتكلمني ليه . مجتش تعاتبني ليه؟ هو احنا ليه بنصعب حياة بعض كدا ؟ ما الي زعلان من حد يروح يقوله عشان يصالحو . انما ليه البعد و وجع القلب دا ."


كان ينظر إلي برائتها النابعه من حديثها و عينيها الناعسه التي زادها الحزن جمالا فوق جمالها و ايضا تعبيراتها الطفوليه التي تتنافي مع جاذبيتها المهلكه و التي تجعله يحبس أنفاسه ففتاته الصغيرة تثير بداخله مشاعر لم يكن يتخيلها . فامتدت يداه تمسك بكفها قبل أن يقول بإعحاب

" انتي بريئه اوي يا روفان . بس الدنيا مبتمشيش كدا ابدا . مش كل حاجه ينفع تتقال .. "


روفان بعند 

" لا ينفع عادي . "

على بتهكم

" ما طبعا لازم تقولي ينفع . هو انتي بتخبي حاجه اصلا "

روفان بحزن 

" قصدك أن انا فتانه. اه صح مانتا قولتلي هقصلك لسانك يا فنانه ."


عاد إليها حزنها مرة ثانيه فابتسم على قبل أن يقول بحنان 

" انتي احلي حاجه في دنيتي . انتي الانسانه الي اخترتها من الدنيا دي كلها عشان اكمل حياتي معاها. "


دونا عنها انفرجت شفتيها عن ابتسامه رقيقه انشرح لها صدره فتابع حديثه قائلا برفق 

" الزوج و الزوجه يا روفان مفروض يكونوا هما سر بعض . الي بينهم ميعرفوش حد ابدا . ربنا جعل بينهم ميثاق غليظ و دا عشان قوة العهد الي بينهم و الميثاق دا بيقتضي من الزوجين أنهم اولا يعاملوا بعض بالمعروف و يبقي في ما بينهم مودة ورحمه ربنا قال في القرآن الكريم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" صدق الله العظيم 

كانت روفان تنتبه الي كلامه كثيرا و رددت خلفه 

" صدق الله العظيم "

راق له أن تنتبه الي حديثه هكذا فتابع قائلا 

" و تاني حاجه حفظ الأسرار بين الزوجين . مينفعش أبدا تخرجي سر بينا بره "


روفان باستفهام 

" بس موضوع كاميليا مكنش يخصنا "

على بهدوء 

" حتي لو مكنش يخصنا غلط دي اسمها خيانه أمانه لم أأتمنك علي حاجه مينفعش أن انتي تروحي تقوليها و مش انا بس اي حد لما يقولك علي سر مينفعش انك تروحي تقوليه . إفشاء الأسرار دي صفه وحشه جدا و هتخلي الناس تتجنبك و تحرص منك . كمان مينفعش تشوفي حاجه قدامك و تروحي تقوليها لإن دي فتنه و الفتنه أشد من القتل ."


روفان بلهفه 

" ايوا اانا عارفه الموضوع دا "

على بسخريه

" يا شيخه. امال ايه بقي . "


شعرت روفان بالخجل من أفعالها فقالت بحزن

" انا مكنتش اعرف ان الموضوع كبير كدا . و كمان والله مكنتش ببقي قاصده افتن علي حد . انا كنت خايفه علي كاميليا فكنت عايزة انبهها . و لما روحت قولت لأبيه يوسف أن مازن و أدهم بيقوموا ماما عليه كنت خايفه لماما تزعله هو أو كاميليا. و لما روحت فتنت علي أدهم و مازن و قولت لغرام أنهم في الشقه و ممكن يكونوا بيخونوهم كنت خايفه عليهم عشان هما اصحابي . و لما فتنت علي أدهم لممتي و قولتلها أنه بيحب غرام اختك و عايز يتجوزها هيا مش موافقه كان صعبان عليا أدهم ."

برقت عيناه و قال بزهول 

" يا نهار اسود كل دي ناس فتنتي عليهم . دانتي معتقتيش حد . دانا ربنا يسترها عليا معاكي . "


شعرت روفان بفداحه اخطاءها فاخفضت رأسها و قالت بخجل 

" انا اسفه انا فعلا فتانه زي ما هما كانوا بيقولوا عليا . بس انا والله مكنتش اقصد ."


رق قلبه كثيرا لحالها فقام برفع رأسها يطالعها بحنان تجلي في نظراته حين قال 

" اوعي توطي راسك تاني . و بعدين انا عارف و هما عارفين انك بتتصرفي بعفويه بس كان لازم انبهك عشان بعد كدا تاخدي بالك ."


روفان برقه

" خلاص اوعدك بعد كدا هاخد بالي و مش هقول حاجه أبدا "

على بتأكيد

" مينفعش أبدا توعدي بوعد و متنفزيهوش . خليكي فاكرة دا ."

روفان بلهفه

" لا خلاص والله هنفذه . "


اقترب على منها يقول بغزل

" يعني كدا خلاص اتصالحنا ."

رفعت رأسها تناظره بخجل سرعان ما تحول لعبوس و هيا تقول بحزن 

" لا متصالحناش أنا لسه زعلانه . بقي تعرف اني تعبانه و متجيش تشوفني انا زعلانه منك "

رفع على إحدي حاجبيها و قال بنبرة ذات مغزي

" امممم كنتي تعبانه بردو . طب عيني في عينك كدا ."

التفت تنظر إلي الجهه الآخري و هيا تشعر بلهجته التي يغلفها الشك و لا تدري ماذا تقول لتمتد يداه تحت ذقنها تجبرها علي النظر إليه و هو يقول بعتب 

"ينفع تكذبي عليا ؟"


اسدلت كتفيها و زفرت بتعب قبل أن تقول بإذعان 

" لا مينفعش . طب بص انا هحكيلك بس توعدني تحافظ عالسر "

" اوعدك "


قصت عليه ما حدث منذ يوم أن تركها و غادر و هو غاضب منها لتلك التمثيليه التي اشتركوا بها جميعا فبرقت عيناه من الزهول حين قالت 

" بس بصراحه غرام دي دماغ متكلفه *


تحول ذهوله لغضب تجلي في نبرته حين قال 

" دماغ متكلفه. قصدك دماغ عايزة كسرها دانا هقطع رقبتها بنت الجزمه دي . بقي انا تعملوا عليا الفيلم الهابط دا .أما ربتها غرام الكلب مبقاش انا . "


ارتعبت روفان من غضبه و قالت دون قصد 

" والله يا أدهم هيا مكنش قصدها . دي كانت عيزانا نتصالح . كلهم والله مهنش عليهم زعلي و قرروا يساعدوني . "


توقف على عند كلمه "" كلهم " و قال بإستفهام 

" كلهم ! الي هما مين كلهم ؟"

روفان بعفويه

" كاميليا و غرام و كارما و حتي طنط فاطمه . بصراحه يا على مكنتش متوقعه أنهم بيحبوني اوي كدا . دول وقفوا في صفي ضدك . هيا دي العيله الي كنت بحلم اتجوز فيها عيله احس أن أنا واحده منهم كدا مش غريبه ."


على بزهول 

" عيله تحسي انك واحده منهم . دي عيله واطيه دانا هطلع عينهم واحد واحد . حتي امي الست الوقورة اشتركت معاكوا . دانا هوريكوا النجوم في عز الضهر اصبري عليا .."


قال جملته و أدار محرك سيارته و و انطلق و هو يرغي و يزبد و يتوعد لهم جميعا .


***************


كان يوسف بالشركه حين أتاه فاتح الذي لم يرد مقابلته في البيت و صمم أن يتقابلا بالشركه و قد تفهم يوسف موقفه و كان ينتظره حين أدخلته سمر السكرتيرة و أغلقت الباب خلفها ليتقدم فاتح من يوسف يصافحه بحراره فهو لم ينسي أبدا دوره الكبير في مساعدتهم و القضاء علي ذلك الشيطان 

" اهلا يا فاتح . نورت الشركه كلها .'


فاتح بود 

" الشركه منورة بيكوا يا يوسف . "

دعاه يوسف للجلوس و قام بإخراج بعض الأوراق و وضعها أمامه ثم نظر إليه و قال بإهتمام 

" ها يا بطل قولي بقي نويت تعمل ايه ؟"


فاتح بهدوء

" ناوي ابتدي من جديد و اردم علي كل العك الي فات دا بقي ."

" عظيم . قولي خططك "

فاتح بإمتنان 

" قبل ما اقولك اي حاجه عايز اشكرك علي كل الي انت عملته معايا . و مقصدش علي موضوع راغب بس . انا مكنتش عارف هخلع من الناس دي ازاي . بس لولا أنك كلمت جاك و خليته يساعدني و يطلعني ميت قدامهم مكنتش عارف هعمل ايه "


" ماتقولش كدا يا فاتح . احنا مفيش بينا شكر انت ساعدتنا و رميت نفسك في النار عشان خاطرنا و أنا قولتلك انا بعتبرك واحد مننا أما بقي موضوع جاك دا فأنا معملتش غير واجبي تجاه اخويا الصغير . انت تستحق تعيش حياة احسن من كدا . تستحق تبتدي من جديد . "


اختتم يوسف حديثه و قام بإعطاءه مجموعه من الأوراق التي كانت تحوي علي تنازل من راغب علي جميع ممتلكاته بمصر الي رائد و الذي بدوره تنازل عنها لرجل آخر لا يعرفه فاندهش مما رآه ونظر الي يوسف قائلا بإستفهام

" مين ياسر عبد الحميد الراوي دا ؟"


يوسف بإبتسامه 

" افتح باقي الورق وانت هتعرف ."

فتح الورق و وجد جواز سفر و بطاقه و شهادة ميلاد ذلك الرجل المدون اسمه علي أسفل الورق فرفع رأسه يطالع يوسف بعدم فهم فقال يوسف بمزاح 

" دانا بقول عنك لماح..و عموما يا سيدي هقولك . دا ورقك و اسمك و باسبورك الجديد فاتح دا خلاص انتهي و مات و الي قدامي دلوقتي هو ياسر عبد الحميد الراوي "


صُدِم فاتح من حديث يوسف و لكن حل محل صدمته القلق الذي ظهر جليا علي ملامحه فسارع يوسف بالقول 

" متقلقش .موضوعك مع الألمان منتهي . انما دا زيادة تأكيد و عشان نبقي علي ميه بيضا ."

زفر فاتح بارتياح و ناظره بإمتنان قائلا 

" انا حقيقي مش عارف اقولك ايه يا يوسف ."


يوسف ببساطه 

" ماتقولش . اردم علي كل الي فات و من النهاردة استعمل اسمك الحديد و عيش حياتك الجديدة و انسي الماضي كله . صحيح طمني محمود عامل ايه دلوقتي ؟"


فاتح بهدوء

" الحمد لله بقي احسن شويه بس لسه بردو جسمه ضعيف و الدكتور قال ان نظره ضعف بسبب أنه قعد الوقت دا كله في الإضاءه الخفيفه دي بس طمنا و قال إنه محتاج شويه وقت و هيبقي كويس "


" طب الحمد لله . ربنا يتم شفاه علي خير .هو كمان كان ضحيه للشيطان دا ."


فاتح بألم تجلي في نبرته 

" كلنا كنا ضحايا له . ربنا ينتقم منه ."

لمس يوسف الألم في نبرته فقال مغيرا الموضوع

" انسي بقي . المهم انت معزوم يوم الخميس الجاي علي فرح مازن و أدهم و على "


فاتح بفرحه 

"الف الف مبروك ربنا يتمم علي خير . بس اعذرني انا مش هقدر آجي يا يوسف انت عارف "


قال جملته الأخيرة بحرج ليقاطعه يوسف بصراحه 

" مفيش اعذار . انا بعزم ياسر الراوي صديقي الي جاي من المانيا عشان يعمل بزنس هنا في مصر . دا الي كل الناس هتعرفه ما عدا انا و الشباب والي طبعا زيي و اكتر و انت عارف هما بيعزوك قد ايه"

فاتح بقلق 

" بس .."


يوسف بفظاظه

" مابسش الموضوع منتهي . هستناك و دا آخر كلام عندي و اعمل حسابك أن هيبقي في بينا بزنس كتير الفترة الجايه دي "

ابتسم فاتح بإمتنان و قال موافقا 

" الي تشوفه يا يوسف . " 


*****************


توقف على بسيارته أمام باب القصر بعدما اوصل روفان و عاد يتوعد الي كل هؤلاء المتآمرين و من بينهم والدته فترجل من السيارة متجها الي الباب الداخلي للقصر ليجد عثمان الجنايني يمسك بخرطوم يروي به بعض الأزهار فلمعت بعيناه فكرة ماكرة فتوجه إليه و القي التحيه ثم قال بإستفهام 

" بقولك ايه يا عم عثمان . هو الخرطوم دا يلزمك ؟"


اجابه عثمان قائلا

" اه طبعا يلزمني يا على بيه . بسجي بيه الزرع و بعمل بيه حاجات كتير جوي دا متعدد الإستخدامات "

على و هو يقوم بمعاينه الخرطوم و علي وجهه إمارات الرضا 

" تقيل الخرطوم دا يا عم عثمان و شكله بيوحع في الضرب مش كدا !"


عثمان بلهجه صعيديه 

" إلا بيوجع يا علي بيه دانا نشيت الواد برهام ابني بيه واحده اديله اسبوعين مش عارف يجعد علي مجاعده "


لمعت عيناه بالفرح و قال 

" طب بقولك ما تسبهولي ساعه كدا محتاجه ؟"


عثمان بإستفهام 

" طب وانت محتاجه في ايه دا احنا حتي في الشتا مينفعش تتسبح بيه "


على بإندهاش

" أسبح بيه ! هو في حد بيستحمي بخرطوم الجنينه يا عم عثمان ؟"

عثمان بإقرار

إيوا اني يسبح بيه اهنه في الجنينه "


على بزهول

" انت بتستحمي في الجنينه يا عم عثمان ؟"


عثمان بإقرار

" ايوا يسبح في الجنينه . بس طبعا في الصيف مش في الشتا اكده. اومال . لاهو اني معنديش عجل "

علي بتهكم 

" لا و دي تيجي و انت اهبل دي حتي مجاعدك كانت تاخد برد . الهباب دا آخره فين "


عثمان

" لا دا طويل جوي . ما تجولي عايز تعمل بيه ايه وانا اجولك عالحل "


نظر إليه على بإستياء ثم قال بإذعان 

" يعني لو عايز ادي حد علقه . و محتاج حاجه حلوة زي الخرطوم دا كدا اعمل ايه ؟"


عثمان بضحكه صاخبه 

" طب مش تجول كدا من الأول . عيني . دجيجه واحده "


اختفي عثمان لثوان ثم جاء مهرولا و هو يمسك بيده عصا رفيعه و طويله و لكنها ثقيله و أعطاها لعلي و هو يقول 

" دي بجي خرزانه بنجبها في البلد حدانا عشان نمشي بيها لامؤخذه البهيمه . لما تبجي معصلجه يعني ."


على بغيظ 

" اه هيا بهيمه فعلا . تسلم ايدك يا عم عثمان . شوف عشان الخرزانه الحلوة دي هفحتلك حمام سباحه هنا تتسبح فيه براحتك ."


اختتم على حديثه و توجه إلي الداخل و هو يتوعد لاختيه التان كانتا تجلسان أمام جهاز اللاب توب ينتقون أثواب الزفاف الخاصه بهم ليتفاجئوا بعلى قادم نحوهم و علي وجهه ابتسامه صفراء فنادته غرام قائله بمرح 

" تعا يا علوه نقينا حته فستان للاوزعه بتاعتك انما ايه هيبقي عنب عليها .'


و شاطرتها كارما المزاح قائله 

" ربنا يستر متقعش من الكم بس ."

ضحكت الفتاتان بشدة و لم تنتبها لعلى الذي كان التوعد مرتسم علي ملامحه و يمسك شئ يخفيه خلف ظهره و اقترب قائلا بغضب مكتوم

" بقي انا خطيبتي اوزعه !"


كارما بمزاح 

" مش باينه من الأرض الصراحه ."

على و هو يجز علي اسنانه 

". و كمان مش باينه من الأرض "


غرام بضحك 

" دي حقيقه . بس يا لول متزعلش نفسك كدا اصلك عيبت كتير و دا انتقام ربنا بصراحه ."

شاركتها كارما المزاح قائله 

" ضيفي كمان ان لسانها فالت و عايز. قطعه "


على بتوعد 

" تعرفي ان لسانها الفالت دا احسن حاجه فيها . عشان تعرفني البلاوي الي بتحصل من ورا ضهري "


علا صوته في جملته الأخيرة فناظرته غرام بشك الي أن شاهدت تلك العصا المرعبه التي أخرجها من خلف ظهره و هو يرفعها للأعلي قائلا بصراخ 

" بقي انا يا كلاب تعملوا عليا خطط و مؤامرات . دانا هطلع عين اهلك منك ليها .'


هوت العصا بقوة فوق الطاوله فتناثرت الأشياء الموضوعه فوقها و هبت الفتيات من مقاعدهن يصرخن بقوة قائلين 

" حرام عليكي يا على وربنا ما عملنا حاجه "


كان يهرول خلفهم و هو يقول بحنق

" و كمان بتحلفي . مفكراني اهبل و هصدقكوا . دانتوا ليلتكوا سودا النهاردة "


خرجت فاطمه من المطبخ مهروله عندما سمعت صراخ الفتيات و صدمها مشهد على الذي كان يعدو خلفهم و بيده العصا فبرقت عيناها من شدة الزهول الذي سرعان ما انمحي حين سمعت استغاثة الفتيات فتدخلت قائله بلهفه

" ايه يا على في ايه ؟"


توقف على و هو يناظرها بتهكم تجلي في نبرته حين اقترب منها قائلا 

" اهلا اهلا بالست ماما. ست الكل . الست دي امي . الي بتعمل خطط و مؤامرات من ورا ضهري و مجرجراني وراها زي الاهبل و في الآخر تطلع متفقه مع شويه عيال عليا !"


شعرت فاطمه بالحرج من معرفة على ما حدث فارتبكت كثيرا و قالت بتوتر 

" يا على . ما هو . ماهو .اصل انا انا مكنتش اعرف انها لعبه "


على بسخريه 

" نعم مكنتيش تعرفي أنها ايه ؟" 

رقق صوته و اخذ يقلد لهجتها في الحديث قائلا 

" آلو . ايوا يا كاميليا يا حبيبتي .ايه بتقولي ايه روفان تعبانه . يا حبه عيني . مالها ؟ بتقولي ايه أغمي عليها .يالهوي اكيد حد زعلها . "


ثم عاد للهجته الغاضبه و هو يقول 

" و الحمار شربها و طلع يجري عليها ."


فاطمه بإستنكار 

" مانتا الي خرع و ما صدقت و طلعت تجري عشان تشوفها متشتغلناش بقي ."


كاد أن يجيبها فأوقفه صوت مازن الذي جاء من الخارج و خلفه أدهم و هو ينظر لغرام قائلا بحب 

"ميمو قلبي . وحشتيني "


لم يكن أدهم قد رآه ليتفاجئ بذلك الصوت الغاضب القادم من الخلف 

" وحش أما يلهفك انت و البغل الي جمبك .."


التفت الأثنان بصدمه عندما وجدوه يقف خلفهم مع والدته و بيده العصا فقال مازن مازحا 

" واد يا علي انت بقيت تسرح بالغنم بعد الضهر و لا ايه ؟"


على بسخريه 

" اه و ناوي اسرح بيك انت و التيس الي جمبك. دا "

أدهم بغضب 

" الله . الله و ليه الغلط دا بقي "


تحدثت غرام بإستغاثه 

" الحقني يا أدهم على بيضربنا "

و اندفعت كارما قائله بصياح 

" و أنا كمان يا مازن الحقني والنبي احسن الخرزانه دي بتوجع اوووي "


غضب الإثنان بشدة و قال مازن بحدة

" انت اتجننت يا على . ازاي تتجرأ و تمد ايدك عليهم ."

و قال أدهم غاضبا 

" ايوا صح ازاي تتجرأ و تقرب منهم فاكر أنهم ملهمش حد يحميهم .."


اقترب منهم على و هو يعض علي شفتيه متوعدا و قال بنبرة تحمل الكثير من التهديد 

" بقي انتوا جايين تحموا اخواتي مني . امممم دانتوا محرمتوش من آخر مرة بقي . طيب اما خلتكوا تقولوا حقي برقبتي مبقاش انا على الرفاعي . ماااكس"


قال كلمته الأخيرة بصراخ جعل ادهم يقول ساخرا

" و مين ماكس دا أن شاء الله"

شاطره مازن السخريه قائلا 

" اه ايه يعني ماكس الي فاكر انك هتخوفنا بيه دا ؟"


اختتم مازن جملته و تسمر الإثنان في مكانهما عندما سمع صوت الزئير القادم من خلفهم فأدار أدهم رأسه ببطأ ليصدم من هذا الوحش الذي قطع أنفاسه آخر مرة فأعاد أنظاره الي علي مرة آخري و هو يقول بصوت مرتعش 

" طب عن اذنكوا انا دي مواضيع عائليه ميصحش ندخل فيها . كدا و لا ايه يا مازن "


مازن بنبرة قويه 

" طبعا يا ابني . اخ و بيربي اخواته البنات احنا مالنا احنا . خد راحتك يا علي "


ما أوشك الإثنان علي الحركه حتي اوقفهم دخول الثلاث كلاب الآخري من الباب المقابل و تحدث على ساخرا 

" ايه يا حلو انت و هو رايحين فين ؟ هو دخول الحمام زي خروجه و لا ايه ؟"


اجابه أدهم يائسا

" ثانيه واحده هروح اجبلك كفنها ندفنها في الجنينه الي ورا و نخلص منها عشان أنا و عهد الله ما عاد فيا حيل اجري متر واحد ."


ابتسم على بتوعد قبل أن يعطي إشارة للكلاب التي أخذت تهرول خلف الإثنان فصرخت الفتيات بتوسل 

" لا يا على حرام عليك . "


على بتهكم

" صعبانين عليكوا اوي . طب ولا تزعلوا نفسكوا "

 أشار للكلب بأن يهرول خلف الفتيات أيضا لينضموا الي الشباب و الكلاب تزأر خلفهم فزُعِرت فاطمه و قالت بصراخ 

" حرام عليك يا واد يا على فرحهم آخر الاسبوع هتهد حيلهم و تقطع نفسهم "


نظر إليها على قائلا بقهر

" اسكتي انتي ياختي يا بتاعت الخطط و المؤامرات . انا هطق منك .."


******************


أخوض الف حرب في اليوم الواحد و عندما التقيكِ تسقط الراء و لا اتذكر شئ سوي وجودك بين أحضاني


نورهان العشري ✍️


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


في المساء خرج يوسف من مكتبه بعد أن انهي عمله و توجه إلي الصالون حيث كان الجميع يجلسون فبحث بعيناه و لكنه لم يجدها ففهمت صفيه التي اقتربت منه و قالت بصوت خفيض 

" كاميليا فوق في اوضتكوا . قالتلي انها تعبانه شويه و هتطلع تنام"


خفق قلبه بشدة عندما سمع حديث والدته فاستأذن منها سريعا و توجه إلي غرفته متلهفا يسبقه قلبه للإطمئنان عليها فقام بفتح الباب و اندفع الي الداخل فلم يجدها نائمه فتوجه الي المرحاض ليبحث عنها و قام بفتح الباب و هو ينادي بقلق فلم يجد أحد لتصل الي آذانه اصوات خشخشه قادمه من الخلف فالتفت ليري ماذا هناك فتجمدت الدماء بأوردته و شعر بجسده بالكامل يتصلب حين وقعت عيناه علي تلك الفاتنة التي ترتدي بذله رقص سوداء و بها بعض الحلقات الفضيه التي تصدر تلك الأصوات و قد كانت البذله و كأنها مصنوعه خصيصا لها حيث كانت تبرز جسدها الرشيق و منحنياتها الخطرة و كان سوادها ينافي بياض بشرتها الحريريه و ذلك المنديل الأسود الخاص بها كانت تضعه فوق رأسها و تترك شعرها ينسدل خلفه بحريه و قد تدلت بعض الحلقات الفضيه اللامعه علي جانبي وجهها و التي يضاهي لمعتها بريق عيناها التي كانت تضئ وجهها المشع ببياضه الناصع و الذي تتوسطه تلك الحمرة القانيه بفعل الخجل الذي يسيطر عليها فقد كانت مترددة كثيرا لتأخذ تلك الخطوة و لكنها تشجعت و قررت أن تحقق أمنيته بأن ترقص له يوم ميلاده و لكن تبدلت الأحوال حينها و حين سنحت الفرصه تشجعت و قامت بالتحجج بتعبها لتصعد قبل أن ينهي أعماله و تتجهز له و لكن ما أن شاهدته حتي غمرها الخجل كليا من نظراته التي كانت تطالعها بنهم أو لنقل بأنها تلتهمها و قد كانت علي وشك الهروب عندما شاهدته يتقدم منها بخطً سلحفيه و لم تفارقها عيناه فقد كانت اروع ما شاهده طوال حياته . ساحرته تلك الجميله التي وقع بعشقها منذ اول لحظه رآي بها عيناها و ظل هذا العشق ينمو بداخله الي أن أصبح لا يطيق الابتعاد عنها لحظه ليقرر بأنه سوف يتحدي العالم بأسره للفوز بها فهيا امنيته التي ضحي من أجلها بالغالي و النفيس حتي يحظي بها في النهايه و هو أبدا غير نادم فتلك المرأة لها سلطه قويه علي قلبه لم يعهدها من قبل لا يعرف تحديدا ما الذي يجعله عاشقا لها بتلك الدرجه هل جمالها ام رقتها ام برائتها ام حنانها . كل شئ هكذا أخبره قلبه الذي كان يعشق كل شيئا بها حتي أنفاسها يعشقها ملمس بشرتها الرائع نظراتها الثاقبه التي يشعر و كأنها سهام تخترق أعماق قلبه المفعم بعشقها . أخذ يتقدم نحوها و عيناه متسلطه عليها لا يستطيع إزاحتها فقد كانت فاتنه بدرجه خطفت أنفاسه جعلته كالمسحور بها الذي استفاق عندما وجدها تهم بالرحيل فامتدت يداه توقفها و تجذبها إليه حتي اصطدمت بسياج صدره الذي كان يعلو و يهبط من فرط التأثر بها فخرجت الكلمات من فمه بلهفه حين قال 

"استني هنا . راحه فين ؟ "


ارتبكت كثيرا حين شعرت بنفسها ملتصقه به إلي تلك الدرجه و قالت بتلعثم 

" كنت. كنت داخله جوا"


يوسف بأنفاس مقطوعه 

" بقي تجننيني كدا و عايزة تهربي و تسبيني "

لم تجد ما تقوله فقد سيطر الخجل عليها كليا و شعرت بقلبها علي وشك أن يخرج من بين ضلوعها من شده خفقانه و خاصتا عندما امتدت يداه تطوق خصرها بقوة و تغرسها بداخل أحضانه أكثر و هو يقول بجانب أذنيها 

" انا في الجنه صح ؟"


تأثرت بانفاسه الساخنه التي كانت تحرق عنقها المرمري و دونا عنها ارتفعت يدها تطوق عنقه دون أي حديث لتشعر بقبلاته الرطبه التي انتشرت فوق عنقها و خلف أذنها فارتعش جسدها بين أحضانه و كاد ان يفقد السيطرة علي نفسه لولا اصوات تلك الحلقات الفضيه التي نبهته لهديته التي كان ينتظرها بفارغ الصبر فرفع رأسه و حاول التحكم بأنفاسه الهادرة و قال بمزاح 

" فراولايتي. ايه القطه كلت لسانك. لا ايه ؟"


لكمته برفق علي كتفه و هيا تقول بخجل

" بطل بقي عشان والله حاسه اني هقع من طولي دلوقتي "

قهقه علي مظهرها فقد كانت تذوب من فرط الخجل فقال ليشاكسها 

" لا يغمي عليكي ايه دا احنا لسه في أول الليله قدامك بتاع ست سبع ساعات كدا نقول الكلمتين و نقع كلنا أنا موافق ."


حاولت اخفاء وجهها من أمام نظراته العابثه و هيا تقول بخجل

" يوسف اسكت بقي والله هعيط ."

اخذها بين أحضانه و هو يقول بحب 

" قلب يوسف من جوا . "


شدد من احتضانها و بادلته هيا العناق و بعد لحظات رفع رأسه يطالعها بحب لتقول هيا بصدق 

" و انت روحي و كل دنيتي . انا معرفتش طعم السعادة غير بيك .." 


خفق قلبه كثيرا لحديثها الذي كاد أن يفقده سيطرته لكنه قال بمزاح 

" لا بقولك ايه بطلي كلامك الي هيخليني اتهور دا . دانا مستني اللحظه دي بقالي كتير "


كاميليا بيأس 

" يعني انت مصمم ؟"

يوسف بصرامه

" إلا مصمم . دانا قتيلك النهاردة . لازم ترقصيلي ماليش فيه "

 كاميليا برجاء

" طب غمض عنيك والنبي "

يوسف بإستنكار

" مين الي يغمض عنيه دانا مش ناوي ارمش حتي . دانتي ناقص تقوليلي اطفي النور "


كاميليا بلهفه 

" ياريت والنبي ."

يوسف بتهكم

" نور مين الي يطفي دانا هجيب كشافات البيت كله اسلطهم عليكي عشان اتفرج بمزاج."


كانت علي وشك البكاء فاقترب منها يقول بخفوت 

" خليكي فاكرة أن دي هديه عيد ميلادي و يمكن لو رجعتي فيها يبقي فاا وحش و لا حاجه . انا قولت اقولك اقوم الصبح سقف الأوضه يقع فوقي اموت ترجعي تندمي و تقولي ياريتني رقصتله انتي حره ."


كاميليا بلهفه 

" يالهوي لا بعد الشر . اقولك روح استناني عندك و انا جايه ."


ةحمس يوسف كثيرا و خلع جاكت بذلته و قام بالتوجه نحو الأريكه التي كانت أمامها منضدة وضع عليها ما لذ و طاب من الطعام و الفاكهه فامتدت يداه تمسك بثمرة تفاح ناضجه يقطمها و هو يقول بحماس

" حلو دور هارون الرشيدي دا والله .'


اختتم جملته و سمع صوت موسيقي يندلع من غرفه الملابس و تلك الحوريه التي خرجت و هيا تتدلل في مشيتها علي انغام الموسيقي الهادئه و صارت تتحرك يمينا و يسارا بغنج و حركات مدروسه أهلكت قلبه الذي كان يدق بجنون يود لو يلتهمها بتلك اللحظه و قد كانت دقاته تزداد شيئا فشيئا مع ارتفاع اللحن و اندماجها أكثر بالرقص فقد كانت و كأنها تتحرك فوق اوتار قلبه الذي و بعد مرور أقل من نصف ساعه لم يعد يتحمل أكثر من ذلك خاصتا و هيا تقترب منه و عيناها الرائعه تناظره بإغواء و جسدها الفاتن يتدلل أمامه فامتدت يداه تقبض علي معصمها و جذبها بقوة لتقع بين أحضانه و قد أظلمت عيناه من الرغبه الممزوجه بعشق جارف كان يندفع كالنيران في أوردته فحمل اللهيب بأنفاسه التي احرقتها عندما أطبقت شفتيه علي خاصتها بقبله عميقه محمومه يمتص رحيقها بنهم جائع وضع أمامه اشهي انواع الطعام فقد كان شهدها الذ ما تذوق بحياته مهما أخذ منه لا يشبع أبدا فصار ينهل منها بشغف و يداه تزيل كل مايعوقه لإمتلاكها و قد كان الجنون بعينه هو الوصف الدقيق لما يحدث بينهم .نعم جُن بها و جُنت به و لم ينجو من جنانهم اي شئ فقد سقطت المنضده أمامهما و تناثرت محتوياتها في كل مكان و انتشرت الفوضي بكل انحاء الغرفه التي شهد كل ركن بها علي جولات عشقهم الصاخبه و التي انتهت عند ساعات الصباح الأولى حين ارتمت فوق صدره و كانت المياه تغمرهما في المسبح الخاص بالغرفه فقام بحملها و إخراجها بعد أن جفف كلا من جسدها المنهك و شعرها المبلل جيدا و قام بوضعها في مخدعه و تمدد بجوارها و قام بإحكام الغطاء حولهم و هيا بين أحضانه ليغط في نوم عميق يتخلله رائحتها العذبه و ملمسها الناعم و قد كانت تلك هيا الجنه بالنسبه اليه ..


***************


بعد مرور أسبوع و في إحدي افخم الفنادق كان العمل علي قدما و ساق لتجهيز كل شئ يليق بزفاف أبناء اغني العائلات و أشهرها في الوطن العربي فكانت الفتيات في الغرف الخاصه بهم و معهم خبراء التجميل و مصفقين الشعر و قد كانت روفان اول من تجهزت و ارتدت فستانها الرائع فكانت تبدو مثل الأميرات ما أن رأتها صفيه حتي شعرت بقشعريرة تسري بجسدها و الدمع يندفع من عيناها تأثرا بجمالها فصغيرتها البريئه أصبحت عروس الآن بل و أجمل عروس رأتها عيناها لذا اقتربت منها بلهفه و يدها ترتعش من فرط التأثر الذي تجلي في نبرتها حين قالت  

" قلبي و اجمل عروسه شافتها عيني .. الف مبروك يا روح ماما .."


لم تستطع روفان مقاومه دموعها فتركت لها العنان و هيا تقترب من والدتها و تعانقها بقوة قائله بتأثر 

" الله يبارك فيكي يا احلي ماما في الدنيا ."


تدخلت خبيرة التجميل قائله بقهر 

" لا والنبي بلاش دموع المكياج هيبوظ و خلاص معدش فاضل علي معاد الفوتوسيشن غير نص ساعه .علي بيه هيعلقني علي باب الاوتيل ."


ابتسمت صفيه و افلتت روفان و مازالت يدها تمسك بكفها تناظرها بفخر قائله

" اعذريني يا بنتي .اصلك متعرفيش روفان دي عندي ايه . دي مش بنتي و بس دي صاحبتي و اختي و أقرب حد ليا في الدنيا. انا عشت ادعي ربنا انه يطول في عمري لحد ما اشوفها عروسه .. "


روفان بلهفه و هيا تقبل يد والدتها بحب 

" بعد الشر عنك يا ماما .ربنا يخليكي لينا و ميحرمناش منك أبدا . عيطي براحتك يا روحي احنا ورانا ايه. "


ضحكت الفتيات علي حديثها العفوي و امتدت يد صفيه تربت علي وجنتيها و هيا تقول بحب 

" هيوحشني هبلك دا اوي . يالا الله يكون في عون على ."


روفان بغضب طفولي 

" قصدك ايه بقي يا ست ماما .هو انا بلوة و لا حاجه .دانا قمر ."

صفيه بحب 

" طبعا قمر . احلي قمر في الدنيا ."

قاطع حديثهم طرق علي باب الغرفه فذهبت أحدي الفتيات لرؤيه من الطارق و الذي لم يكن سوي على الذي اتي ليري حبيبته فلم يعد يستطع الصبر أكثر من ذلك و لكن أوقفته الفتاة التي لم قالت بحدة 

" نعم . مين حضرتك ؟"


ناظرها علي بحنق قبل أن يقول بحدة.

" هكون مين يعني . انا العريس . ايه مش شايفه المنديل الاحمر اوعي كدا خليني ادخل ."


لم تتزحزح عن مكانها و و إنما قالت بصرامه 

" ممنوع . "

اغتاظ علي منها كثيرا و قال بحنق.

"بقولك ايه انا البتاعه دي اساسا خنقاني (كان يشير الي رابطه العنق ) فاوعي من قدامي متخلنيش اخنفك هدخل اشوفها قبل ما هولاكو يطب عليا زي القضي المستعجل ."


الفتاة بسماجه

 "قولت ممنوع و دي أوامر يوسف بيه .'

ما أن أوشك على علي الحديث حيث أتاه الصوت من خلفه الذي قال بسخريه

" ايه يا على يا حبيبي واقف هنا بتعمل ايه في حاجه ؟"


التفت على الي يوسف الذي كان قد تجهز كليا و جاء لرؤيه شقيقته فوجد على يقف أمام الباب و قد بدا و كأنه يتشاجر مع الفتاة التي كان قد أمرها بعدم السماح له بدخول الغرفه أبدا .

كاد على يبتلع اسنانه من شدة الغضب و لكنه رسم ابتسامه صفراء علي وجهه قبل أن يقول 

" أبدا كنت جاي اشوف روفان خلصت و لا لسه ؟"


يوسف بسخريه

" و انت مالك روفان خلصت و لا لسه "

على بزهول 

" مالي ازاي مش مراتي "

يوسف بتهديد مبطن 

" ايوا لسه مبقتش مراتك . ممكن اوي بعد ما الفرح يخلص اخدها و أنا ماشي "


على بصدمه

" تاخد مين يا يوسف انت بتهزر ؟"

خرجت صفيه علي حديثهم فقالت بإستفهام 

" في ايه صوتكوا عالي ليه ؟"

يوسف بإستفزاز و هو يتوجه الي الداخل 

" أبدا معرفش على ماله تقريبا البيبيون مضايقه . خديه و أنزلوا تحت الناس بتسأل عليه .'


ثم اغلق باب الغرفه خلفه مما جعله يستشيط غضبا و لكن تدخلت صفيه مهدئه

" اهدي و خليك عاقل كلها كام ساعه و تاخدها معاك و تروحوا بيتكوا متخليهوش يستفزك هو اساسا بيخانق دبان وشه من الصبح "


على بحنق

" مش سامعه كلامه "

صفيه بتعقل 

" معلش هو بيتلكك علي اي حاجه عشان يفركش الجوازة اخ و غيران علي أخته خليك ذكي و امتصه للآخر و بعد كدا اعمل ما بدالك ."


زفر على بغضب و قال مستسلما 

" عشان خاطرك انتي بس ."

صفيه برجاء

" على اوعي تعمل حركه كدا و لا كدا يوسف هيطربق الفرح فوق نافوخك و محدش هيخسر غيرك ."


على بغضب

" لا متقلقيش بس ابقي نبهي عالبغلين الي جوا دول عشان ورحمه امي هفرغ السلاح في نافوخهم لو حد فيهم قل أدبه ."


صفيه بلهفه

" متقلقش دانا مقرطه عليهم ."

تنهد على و توجه إلي الأسفل و ترك فاطمه التي قالت بحنق 

" ايه العيال الي تقرف دي (بصوت سيبو نافع 😂😂) يارب عدي اليوم دا علي خير و نخلص بقي "


" النهاردة فرحي يا جدعان . النهاردة فرحي يا جدعان .عايز كله يبقي تمام . النهاردة فرحي ياجدعان "


" هتجوز . هتجوز . انا هتجوز هتجوز . لقتها ماشيه مشيت وراها قولت لازم اعيش معاها و هتجوز. هتجوز "


هكذا كان كلا من مازن و أدهم الذان كان يقف كلا منهما علي سرير و هو يرقص و يغني و كان مصففو الشعر يقفون أمامهم يناظروهم بإمتعاض فقد مضي عدة ساعات و هذان المجنونان يرقصان و يصيحان هنا و هناك و لم ينجزوا شئ لذا جلسوا حولهم ينتظرون انتهاء تلك الفقرة المسرحيه و التي قاطعها دلوف صفيه التي ما أن شاهدت مظهرهم حتي شهقت قائله 

" يا نهار اسود انتوا لسه ملبستوش كل دا و قاعدين تتنططوا علي السراير زي القرود ."


صاح أدهم بها و هو لم يتوقف عن الرقص قائلا 

" تعالي يا ماما ارقصي معانا شويه . "

و شاطره مازن الرأي حين قال و هو يقفز علي قدم واحده 

" ايوا يا خالتي تعالي ارقصي معانا النهاردة . الليله متتعوضش .'


برقت عيناها من هذان المجنونان و قالت بصياح 

" واد انت و هو بطلوا تنطيط العرايس جهزوا وانتوا لسه . يوسف قدامه ربع ساعه و ينزل اختكوا و انتوا عمالين تتحنجلوا يمين و شمال. "


ما أن سمعا حديثها حتي هرعا كلا منهما تجاه مصفف الشعر الخاص به و هو يصيح به حتي يشرع في عمله فتحدثت صفيه قائله بتحذير 

" طرطقوا ودانكوا و اسمعوني كويس مش عايزين مسخرة و لا قلة ادب من الي حصل يوم كتب الكتاب . اخوكوا مش طايق دبان وشه و على كمان حالف يمين هيطربق الدنيا لو حد فيكوا قل عقله و عمل حركه من إياهم . الفندق مليان صحافه مش عايزين فضائح خلوا ليلتكوا تعدي علي خير ."


نظر أدهم بخيبه أمل و قال بحزن 

" بتهزري. يعني مش هعرف اغيظ الواد على النهاردة و احرق دمه "


صفيه بتحذير 

" اياك تستهبل أما بقولك اهوة و بعدين انت ناسي انه هو كمان ممكن يغيظك ماهو واحد اختك يا اهبل ."


أدهم بصياح 

" هو يقدر دا كان يوسف عمل منه بوفتيك .."


تدخل مازن في الحديث قائلا 

" خلاص يا خالتي متقلقيش مش هنعمل حاجه خالص احنا معقول بردو نعمل حاجه تبوظ الفرح "

صفيه بتمني 

" أما اشوف "


أوشكت علي الخروج فوجدت رائد الذي كان قد وصل لتوه فحياها بلطف و بادلته التحيه و من ثم دخل و اغلق الباب خلفه و قال بصياح 

" يا شباب مبرووك .'

صاح أدهم قائلا بفرح

" يا باشا .. أخيرا جيت كنت فين كل دا ؟"

و تحدث مازن قائلا بصياح 

" رائوده ايه يا واطي هو دا الي هكون عندكوا من الصبح ناموسيتك كحلي و لا ايه ؟"


رائد بمزاح

" دا حقد باين و لا انا غلطان ؟"

ادهم بمزاح 

" و دا سؤال اكيد حقد طبعا ."


رائد بمزاح 

" الله اكبر . و بعدين خلاص هانت اهوة يا عرسان عاي


لم يخلق الحب للضعفاء.

كلما سمعت هذه الجملة، ُكنت ابتسم علي مدى سخافتها فقد كنت أؤمن بأن الأقوياء لا يقعون في الحب أبدا؛ إلى أن قابلتها.. لم استطع عبورها و لا تجاوزها، وكأنها عَلقت بداخلي رغمًا عني؛ وانصاعت جميع حواسي خلف سحرها الآسر.. فقد كانت أنثى استثنائية للغايه لا تسعفني الأحرف لوصفها، كانت دافئة حنونة أذابت بدفئها برود قلبي.. وبحنانها قسوتي فقد كانت الوحيدة التي رأت عتمتي فأضائتها …


نورهان العشري ✍️


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


توجه يوسف إلي باب المخزن و قبل أن يخرج مال علي مصطفي قائد الحرس الخاص به و قال بصوت خفيض

" خليك معاه و لو حسيت الموضوع فرط منه ادخل ."

مصطفي بإحترام 

" أوامرك يا يوسف بيه "


خرج يوسف تاركا خلفه أدهم الذي ارتسم الجحيم بنظراته و هو يطالع ذلك الشاب الملقي علي الأرض و ملامحه غير واضحه بسبب اللكمات التي تلقاها علي يد رجالهم و قد كان يرتجف من فرط الخوف عندما تقدم به أدهم الذي قام بجلبه من ياقه قميصه و هو يقول بغضب 

" انا هوريك يا كلب . ازاي تفكر تقرب من حاجه متخصكش تاني ."


الشاب بذعر 

" انا ماليش ذنب والله هيا الي خلتني اعمل كدا "


قام أدهم بتكوير قبضته و أعطاه لكمه قويه سمع بعدها صوت عظام أنفه الذي انكسر من قوة اللكمه فصاح الشاب بألم فتابع أدهم 

" اااااه .. والله ما ليا ذنب ."


أدهم بصراخ 

" ليه عيل صغير بتتسحب من قفاك .. "


أخذ أدهم يلكمه بوحشيه حتي كاد يزهق أنفاسه فاقترب منه مصطفي قائلا بإخترام 

" أدهم بيه كفايه كدا . يوسف بيه قال مش عايزين دم و هو قرب يخلص في ايدك."

تجاهل أدهم حديث مصطفي و أخذ يركل الشاب بعنف مما أجبر مصطفي علي أن يتدخل ممسكا بأدهم من الخلف محاولا أن يبعده عن ذلك الشاب الذي كان يرقد علي الأرض غارقا في دماءه . حاول أدهم التملص من يد مصطفي و لكنه احكم إمساكه جيدا و هو يقول 

" أدهم بيه ارجوك تمالك اعصابك ."


تنبه ادهم لحالته فزفر بغضب و تراجع الي الخلف و مسح علي وجهه محاولا التقاط أنفاسه قبل أن يقول بصرامه 

" خد الكلب دا ارميه في أي مستشفي حكومي .. ميستاهلش اوسخ ايدي اكتر من كدا " 


نظر مصطفي الي مرام التي كانت ترتجف خوفا من أدهم الذي كان يوجه نظرات محتقنه ارعبتها و قال 

" طب و هيا ؟"

ادهم بنظرات متوعده 

" لا هيا هتفضل هنا شويه . اومال تمشي كدا من غير ما نضايفها "


أوشك مصطفي علي الحديث فقاطعه أدهم قائلا بنبرة ذات مغزي 

" متقلقش يا مصطفي . كل حاجه هتبقي علي نضيف . اصل المدام ليها معزة كبيرة اوي عندي "


هز مصطفي رأسه بإستسلام و أوشك علي المغادرة فأتته صرخات مرام المرتعبه و هيا تقول بتوسل 

أرجوك استني متسبنيش معاه و تمشي .."


لم يتوقف مصطفي انما أمر رجاله بإحضار ذلك الشاب بينما نظر إليها أدهم بتشفي علي رعبها الواضح من مظهره و قام بجلب مقعد خشبي و وضعه أمامها مباشرة و جلس فوقه و قد تحولت نظراته للإشمئزاز الذي تجلي في نبرته حين قال 

" خايفه و مرعوبه لاعمل فيكي زي ما عملت في الكلب شريكك صح !"


خرج صوتها مرتعشا بين شفتيها و هيا تقول 

" والله يا أدهم انا معرفش حاجه عن الي بيقولو .."

قاطعها أدهم صارخا 

" اخرسي . بطلي كذب و قرف بقي . انني ايه شيطانه . لسه بتكذبي بعد كل دا . سممتي حياتي قبل كدا و رجعتي بكل بحاحه تطلبي مساعدتي و ساعدتك و بردو لسه قذرة زي مانتي . وهمتيني انك كارهه جوزك و أنه مبهدلك و واخد ابنك منك و انتي طلعتي حراميه و سرقاه و هربانه و راميه ابنك . ايه الحقاره دي يا شيخه . "


اخذت تبكي بحرقه دون أن تستطع الحديث ليقول هو بإحتقار 

" بس متقلقيش انا مش هاجي جمبك انا مش هقدر اوسخ ايدي بيكي . بس انا هعرف أعلمك الادب كويس ."

برقت عيناها و هيا تقول بخوف 

" هتعمل ايه ؟"

أدهم بهدوء

" والله دا هيتوقف علي اجابتك علي سؤالي "

مرام بأستفهام 

" سؤال ايه ؟"

ارتسم الغضب في عيناه و قست لهجته كثيرا و كأنه يحذرها من أن تكذب و قال 

" عرفتي الي حصل بيني و بين غرام ازاي ؟"

ارتبكت كثيرا من سؤاله و لم تعلم بماذا تجيبه فطال صمتها لذا قال بحدة و نظرات مشتعله 

" و رحمه ابويا لو ما نطقتي لا هكون قاطع لسانك عشان تخرسي خالص . انطقي عرفتي ازاي ؟"


قال جملته الأخيرة بصراخ جعلها تنتفض في مكانها من الفزع الذي جعلها تقول بلهفه 

" هقول والله .. عرفت. من سمر السكرتيرة . كانت سمعت غرام و هيا بتتكلم مع كاميليا و لما ضغطت عليها حكتلي ."

اشتعل غضب أدهم و قال بلهجة حادة السيف 

" حكتلك ايه بالظبط ؟"

مرام برعب

" حكتلي . انك غدرت بيها بعد ما علقتها بيك و كسرت قلبها و لما جيت ترجعلها تاني هيا مرديتش ."


أدهم بحدة

" بس . حكتلك كدا بس "

مرام بصدق 

" اه وحياة ربنا هو دا الي حكتهولي بس "

زفر أدهم براحه من أنها لم تعلم شيئا عن حقيقه ما حدث و لكنه نظر إليها بحنق قائلا 

" كدا انتي قللتي عقابك شويه . "


انهي كلماته و توجه إلي السيارة قام بحلب شئ ما ثم عاد إليها مرة ثانيه و قام بإلقاء ما بيده أمامها و هو يقول بأمر

" امضي هنا ."

جفلت مرام من حديثه فنظرت الي الاوراق أمامها و التي كانت تحمل تنازل منها عن ولدها فقالت بخوف 

" امضي علي ايه ؟ دا انت عايزني اتنازل عن ابني . وايه الورق الفاضي دا ."

أدهم بتأييد 

" انك كدا كدا أبوه هياخده و زي ما ساعدتك ترجعيه هصلح غلطتي و اساعده ياخده منك. ايوا فعلا دا ورق فاضي . و بقولك امضي عليه "

مرام بحدة 

" يعني ايه امضي علي ورق فاضي دانتا ممكن توديني في داهيه ."


أدهم بسخريه

" انتي كدا كدا رايحه في داهيه . دا أساسي .اقولك هاتي الورق . بس اعملي حسابك أن البوليس بيدور عليكي . ما شاء الله ليكي كام قضيه انما ايه يخلوكي تقضي باقيه عمرك في السجن ."

ارتعبت من حديثه و قالت بصدمه 

" قواضي ايه انا معملتش حاجه . "


ادهم بتهكم

" معملتيش حاجه ! دانتي مسبتيش حاجه معملتيهاش . اولا سرقه جوزك الأولاني الي مبلغ عنك . ثانيا المخدرات الي كنتي بتتاجري فيها و فاكرة ان محدش هيعرفك . مش الكلب دا بردو الي خلتيه يعمل عملته السودا دي مقابل تديله المخدرات الي هو عايزها . الكاميرات مصوراكي في النادي وانتي بتبيعي المخدرات لأصحاب الطبقات العليا . كل حاجه متسجله و أن شاء الله هتقضي باقيه عمرك في السجن ."


ارتعبت من حديثه و كشفه لكل أفعالها و جرائمها فقامت بإمساك الورقه و القلم و قامت بوضع إمضتها أسفل الورقه و تقدمت منه و هيا تتوسل قائله 

" أرجوك يا أدهم متعملش فيا كدا . انا مضيت اهوة و هعمل كل الي انت عايزه بس والنبي متسلمنيش للبوليس "


 أدهم بتأثر مصطنع

" والله يا مرام كان بودي اساعدك بس للأسف مفيش في ايديا حاجه. "


قام بجذب الاوراق من يدها و توجه للخارج فوجد رجال الشرطه و بجانبهم زوجها الذي كان قد قام بضربه سابقا ينظر إليه بإمتنان فاقترب أدهم منه و سلمه الورقه قائلا بإعتذار 

" انا خلتها تمضي عالورقه دي تقدر تكتب فيها تنازل عن الفلوس الي هيا سرقتهم منك و دي ورقه تنازل عن الولد عشان يسافر قبل ما يعرف بعمايلها السودا دي . و بكدا ابقي صلحت غلطتي معاك لما ساعدتها تاخد الولد منك "


الرجل بإمتنان 

" الف شكر يا ادهم بيه . كتر الف خيرك اوي انا حقيقي مش عارف اقولك ايه. كنت عايز الولد يمشي من هنا في اسرع وقت قبل ما يعرف بمصايبها دي . كفايه نفسيته زي الزفت من غير حاجه بسبب انها اخدته مني "


شعر أدهم بالندم يقرضه من الداخل و قال بأسف 

" ربنا يعينك و تقدر تهون عليه الظروف دي . لو احتاجت اي حاجه في أي وقت كلمني ."

شكره الرجل و في هذه الأثناء قامت رجال الشرطه بجلب مرام التي دخلت في نوبه بكاء هستيري لم تزده سوي غضبا و إشمئزازا منها لذا سارع بإستقلال سيارته و انطلق من المكان و بأكمله …..


*****************


كانت تجلس بجانبه في السيارة و هيا تكتف يديها و ترسم الغضب فوق ملامحها و الذي كان نقيضه تماما في قلبها الذي يرقص فرحا بفعلته الجنونية و لكنها أبت أن تفصح عن ما بداخلها و تكمل خطتها للنهايه فواصلت رسم العبوس و الغضب علي وجهها و قد كان يناظرها من وقت لآخر نظرات عاشقه مشتاقه فقد كان يعاني الأمرين طوال الأسبوع المنصرم و حين طلب يوسف رؤيته ترك كل شئ بيده و هرول إليه يمني نفسه برؤيتها .

صف سيارته أمام أحدي المطاعم و نظر إلي ملامحها الجميله التي تأثره حتي و هيا عابسه تجعل قلبه لا يتوقف عن الخفقان رقتها و برائتها و حتي غضبها يروقه.

طال صمته للحد الذي جعلها تتململ داخلها و لكنها مازالت علي ثباتها الخارجي فسمعت تنهيده حارقه خرجت من فمه اتبعها قائلا بعتاب

" هتفضلي باصه قدامك كدا كتير ؟ في حاجات حلوة النحيادي علي فكرة "


لم تجبه بل بدت و كأنها لم تسمعه من البدايه ليناظرها بخبث قبل أن تمتد أصابعه تتلمس عنقها صعودا و هبوطا في محاوله منه لزعزعه ثباتها الذي يعلم أنه ظاهري فقط فسرت لمساته كالنيران التي كانت تحرق جلدها الناعم بنيران الشوق فهيا رغما عنها قد اشتاقته كثيرا و لكنها حاولت جاهدة التماسك ليواصل هو أفعاله العابثه التي جعلتها علي شفير الإنهيار خاصتا حين اقترب منها قليلا و هو يقول بصوت أجش

" طاوعك قلبك تقسي عليا كدا ؟"


عند سماعها كلماته انهار ثباتها و التفتت إليه قائله بغضب طفولي و شفاه مرتعشه علي وشك البكاء 

" دي انا الي قسيت عليك مش كدا . و لما سبتني اسبوع كامل متكلمنيش و لا تسأل عني ولا عارف انا فيا ايه ؟ كنت بتعمل ايه وقتها ؟"


صُدِم على لأنفعالها بتلك الطريقه التي توحي بمدي حزنها منه و الذي آلمه كثيرا فامتدت يداه تحتضن وجهها بين راحتيه و هو يقول بصدق

" حقك عليا . انا أبدا مكنتش اقصد اقسي عليكي و لا ازعلك ."


تساقطت العبرات من مقلتيها و هيا تقول بحزن 

" اومال لو كنت قاصد كنت عملت ايه ؟"

خفق قلبه بشدة و شعر بأن قطراتها جمرات تحرقه فجذبها اليه بلهفه يحتضنها بقوة و هو يقول بإعتذار

" حقك عليا يا روح قلبي . والله ما اقدر علي دموعك دي أبدا ."


ظلت تبكي بين أحضانه و جسدها يرتجف من شدة البكاء فقد ذاقت الويلات في غيابه و اختبرت مرارة الشوق و عذاب الحب الذي لاطالما سمعت عنه. أما هو فتركها تبكي حتي تخرج ما بداخلها و قد كان يلعن نفسه للمرة التي لا يعرف عددها علي هجره لها بتلك الطريقه فهيا حقا رقيقه و بريئه للغايه فكيف طاوعه قلبه بالقسوة عليها هكذا .

شيئا فشيئا هدأت شهقاتها فجذبت نفسها من أحضانه و لكنه لم يتركها بل ظلت يداه تحاوط خصرها و عيناه تناظرها بعشق كبير و لكنها كانت تخفض رأسها تحرمه لذة النظر إلي عيناها التي يعشقها فقام بوضع يده أسفل ذقنها و رفع رأسها لتشتبك عيناه مع عينيها الجميلة و التي جعلت قلبه يذوب من فرط الندم علي جعلها تحزن بهذا الشكل فامتدت أنامله تمسح عبراتها برفق و هو يقول بندم

" كفايه بقي . دموعك دي بتنزل زي الجمر علي قلبي . حقك عليا والله ما قصدت اني ازعلك اوي كدا . "

روفان من بين دموعها 

" هنت عليك تسبني كل دا . ؟

على بحب 

" عمرك ما تهوني عليا أبدا ."

روفان بعتب 

" لا هنت . معقول مكنتش بوحشك زي مانتا كنت واحشني . "

على بلهفه 

" كنتي وحشاني بس دانا كنت هتجنن عليكي . صباحي مكنش له طعم من غير ما اسمع صوتك فيه زي ما اتعودت . و يومي مكنش بيعدي عشان مكنتش بشوفك . و طول الليل كنت بفضل سهران افكر فيكي . صدقيني الاسبوع دا كان صعب عليا اكتر منك ."

روفان بحزن 

" و ليه . لما انت كمان كنت بتتعذب زيي مكنتش بتكلمني ليه . مجتش تعاتبني ليه؟ هو احنا ليه بنصعب حياة بعض كدا ؟ ما الي زعلان من حد يروح يقوله عشان يصالحو . انما ليه البعد و وجع القلب دا ."


كان ينظر إلي برائتها النابعه من حديثها و عينيها الناعسه التي زادها الحزن جمالا فوق جمالها و ايضا تعبيراتها الطفوليه التي تتنافي مع جاذبيتها المهلكه و التي تجعله يحبس أنفاسه ففتاته الصغيرة تثير بداخله مشاعر لم يكن يتخيلها . فامتدت يداه تمسك بكفها قبل أن يقول بإعحاب

" انتي بريئه اوي يا روفان . بس الدنيا مبتمشيش كدا ابدا . مش كل حاجه ينفع تتقال .. "


روفان بعند 

" لا ينفع عادي . "

على بتهكم

" ما طبعا لازم تقولي ينفع . هو انتي بتخبي حاجه اصلا "

روفان بحزن 

" قصدك أن انا فتانه. اه صح مانتا قولتلي هقصلك لسانك يا فنانه ."


عاد إليها حزنها مرة ثانيه فابتسم على قبل أن يقول بحنان 

" انتي احلي حاجه في دنيتي . انتي الانسانه الي اخترتها من الدنيا دي كلها عشان اكمل حياتي معاها. "


دونا عنها انفرجت شفتيها عن ابتسامه رقيقه انشرح لها صدره فتابع حديثه قائلا برفق 

" الزوج و الزوجه يا روفان مفروض يكونوا هما سر بعض . الي بينهم ميعرفوش حد ابدا . ربنا جعل بينهم ميثاق غليظ و دا عشان قوة العهد الي بينهم و الميثاق دا بيقتضي من الزوجين أنهم اولا يعاملوا بعض بالمعروف و يبقي في ما بينهم مودة ورحمه ربنا قال في القرآن الكريم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" صدق الله العظيم 

كانت روفان تنتبه الي كلامه كثيرا و رددت خلفه 

" صدق الله العظيم "

راق له أن تنتبه الي حديثه هكذا فتابع قائلا 

" و تاني حاجه حفظ الأسرار بين الزوجين . مينفعش أبدا تخرجي سر بينا بره "


روفان باستفهام 

" بس موضوع كاميليا مكنش يخصنا "

على بهدوء 

" حتي لو مكنش يخصنا غلط دي اسمها خيانه أمانه لم أأتمنك علي حاجه مينفعش أن انتي تروحي تقوليها و مش انا بس اي حد لما يقولك علي سر مينفعش انك تروحي تقوليه . إفشاء الأسرار دي صفه وحشه جدا و هتخلي الناس تتجنبك و تحرص منك . كمان مينفعش تشوفي حاجه قدامك و تروحي تقوليها لإن دي فتنه و الفتنه أشد من القتل ."


روفان بلهفه 

" ايوا اانا عارفه الموضوع دا "

على بسخريه

" يا شيخه. امال ايه بقي . "


شعرت روفان بالخجل من أفعالها فقالت بحزن

" انا مكنتش اعرف ان الموضوع كبير كدا . و كمان والله مكنتش ببقي قاصده افتن علي حد . انا كنت خايفه علي كاميليا فكنت عايزة انبهها . و لما روحت قولت لأبيه يوسف أن مازن و أدهم بيقوموا ماما عليه كنت خايفه لماما تزعله هو أو كاميليا. و لما روحت فتنت علي أدهم و مازن و قولت لغرام أنهم في الشقه و ممكن يكونوا بيخونوهم كنت خايفه عليهم عشان هما اصحابي . و لما فتنت علي أدهم لممتي و قولتلها أنه بيحب غرام اختك و عايز يتجوزها هيا مش موافقه كان صعبان عليا أدهم ."

برقت عيناه و قال بزهول 

" يا نهار اسود كل دي ناس فتنتي عليهم . دانتي معتقتيش حد . دانا ربنا يسترها عليا معاكي . "


شعرت روفان بفداحه اخطاءها فاخفضت رأسها و قالت بخجل 

" انا اسفه انا فعلا فتانه زي ما هما كانوا بيقولوا عليا . بس انا والله مكنتش اقصد ."


رق قلبه كثيرا لحالها فقام برفع رأسها يطالعها بحنان تجلي في نظراته حين قال 

" اوعي توطي راسك تاني . و بعدين انا عارف و هما عارفين انك بتتصرفي بعفويه بس كان لازم انبهك عشان بعد كدا تاخدي بالك ."


روفان برقه

" خلاص اوعدك بعد كدا هاخد بالي و مش هقول حاجه أبدا "

على بتأكيد

" مينفعش أبدا توعدي بوعد و متنفزيهوش . خليكي فاكرة دا ."

روفان بلهفه

" لا خلاص والله هنفذه . "


اقترب على منها يقول بغزل

" يعني كدا خلاص اتصالحنا ."

رفعت رأسها تناظره بخجل سرعان ما تحول لعبوس و هيا تقول بحزن 

" لا متصالحناش أنا لسه زعلانه . بقي تعرف اني تعبانه و متجيش تشوفني انا زعلانه منك "

رفع على إحدي حاجبيها و قال بنبرة ذات مغزي

" امممم كنتي تعبانه بردو . طب عيني في عينك كدا ."

التفت تنظر إلي الجهه الآخري و هيا تشعر بلهجته التي يغلفها الشك و لا تدري ماذا تقول لتمتد يداه تحت ذقنها تجبرها علي النظر إليه و هو يقول بعتب 

"ينفع تكذبي عليا ؟"


اسدلت كتفيها و زفرت بتعب قبل أن تقول بإذعان 

" لا مينفعش . طب بص انا هحكيلك بس توعدني تحافظ عالسر "

" اوعدك "


قصت عليه ما حدث منذ يوم أن تركها و غادر و هو غاضب منها لتلك التمثيليه التي اشتركوا بها جميعا فبرقت عيناه من الزهول حين قالت 

" بس بصراحه غرام دي دماغ متكلفه *


تحول ذهوله لغضب تجلي في نبرته حين قال 

" دماغ متكلفه. قصدك دماغ عايزة كسرها دانا هقطع رقبتها بنت الجزمه دي . بقي انا تعملوا عليا الفيلم الهابط دا .أما ربتها غرام الكلب مبقاش انا . "


ارتعبت روفان من غضبه و قالت دون قصد 

" والله يا أدهم هيا مكنش قصدها . دي كانت عيزانا نتصالح . كلهم والله مهنش عليهم زعلي و قرروا يساعدوني . "


توقف على عند كلمه "" كلهم " و قال بإستفهام 

" كلهم ! الي هما مين كلهم ؟"

روفان بعفويه

" كاميليا و غرام و كارما و حتي طنط فاطمه . بصراحه يا على مكنتش متوقعه أنهم بيحبوني اوي كدا . دول وقفوا في صفي ضدك . هيا دي العيله الي كنت بحلم اتجوز فيها عيله احس أن أنا واحده منهم كدا مش غريبه ."


على بزهول 

" عيله تحسي انك واحده منهم . دي عيله واطيه دانا هطلع عينهم واحد واحد . حتي امي الست الوقورة اشتركت معاكوا . دانا هوريكوا النجوم في عز الضهر اصبري عليا .."


قال جملته و أدار محرك سيارته و و انطلق و هو يرغي و يزبد و يتوعد لهم جميعا .


***************


كان يوسف بالشركه حين أتاه فاتح الذي لم يرد مقابلته في البيت و صمم أن يتقابلا بالشركه و قد تفهم يوسف موقفه و كان ينتظره حين أدخلته سمر السكرتيرة و أغلقت الباب خلفها ليتقدم فاتح من يوسف يصافحه بحراره فهو لم ينسي أبدا دوره الكبير في مساعدتهم و القضاء علي ذلك الشيطان 

" اهلا يا فاتح . نورت الشركه كلها .'


فاتح بود 

" الشركه منورة بيكوا يا يوسف . "

دعاه يوسف للجلوس و قام بإخراج بعض الأوراق و وضعها أمامه ثم نظر إليه و قال بإهتمام 

" ها يا بطل قولي بقي نويت تعمل ايه ؟"


فاتح بهدوء

" ناوي ابتدي من جديد و اردم علي كل العك الي فات دا بقي ."

" عظيم . قولي خططك "

فاتح بإمتنان 

" قبل ما اقولك اي حاجه عايز اشكرك علي كل الي انت عملته معايا . و مقصدش علي موضوع راغب بس . انا مكنتش عارف هخلع من الناس دي ازاي . بس لولا أنك كلمت جاك و خليته يساعدني و يطلعني ميت قدامهم مكنتش عارف هعمل ايه "


" ماتقولش كدا يا فاتح . احنا مفيش بينا شكر انت ساعدتنا و رميت نفسك في النار عشان خاطرنا و أنا قولتلك انا بعتبرك واحد مننا أما بقي موضوع جاك دا فأنا معملتش غير واجبي تجاه اخويا الصغير . انت تستحق تعيش حياة احسن من كدا . تستحق تبتدي من جديد . "


اختتم يوسف حديثه و قام بإعطاءه مجموعه من الأوراق التي كانت تحوي علي تنازل من راغب علي جميع ممتلكاته بمصر الي رائد و الذي بدوره تنازل عنها لرجل آخر لا يعرفه فاندهش مما رآه ونظر الي يوسف قائلا بإستفهام

" مين ياسر عبد الحميد الراوي دا ؟"


يوسف بإبتسامه 

" افتح باقي الورق وانت هتعرف ."

فتح الورق و وجد جواز سفر و بطاقه و شهادة ميلاد ذلك الرجل المدون اسمه علي أسفل الورق فرفع رأسه يطالع يوسف بعدم فهم فقال يوسف بمزاح 

" دانا بقول عنك لماح..و عموما يا سيدي هقولك . دا ورقك و اسمك و باسبورك الجديد فاتح دا خلاص انتهي و مات و الي قدامي دلوقتي هو ياسر عبد الحميد الراوي "


صُدِم فاتح من حديث يوسف و لكن حل محل صدمته القلق الذي ظهر جليا علي ملامحه فسارع يوسف بالقول 

" متقلقش .موضوعك مع الألمان منتهي . انما دا زيادة تأكيد و عشان نبقي علي ميه بيضا ."

زفر فاتح بارتياح و ناظره بإمتنان قائلا 

" انا حقيقي مش عارف اقولك ايه يا يوسف ."


يوسف ببساطه 

" ماتقولش . اردم علي كل الي فات و من النهاردة استعمل اسمك الحديد و عيش حياتك الجديدة و انسي الماضي كله . صحيح طمني محمود عامل ايه دلوقتي ؟"


فاتح بهدوء

" الحمد لله بقي احسن شويه بس لسه بردو جسمه ضعيف و الدكتور قال ان نظره ضعف بسبب أنه قعد الوقت دا كله في الإضاءه الخفيفه دي بس طمنا و قال إنه محتاج شويه وقت و هيبقي كويس "


" طب الحمد لله . ربنا يتم شفاه علي خير .هو كمان كان ضحيه للشيطان دا ."


فاتح بألم تجلي في نبرته 

" كلنا كنا ضحايا له . ربنا ينتقم منه ."

لمس يوسف الألم في نبرته فقال مغيرا الموضوع

" انسي بقي . المهم انت معزوم يوم الخميس الجاي علي فرح مازن و أدهم و على "


فاتح بفرحه 

"الف الف مبروك ربنا يتمم علي خير . بس اعذرني انا مش هقدر آجي يا يوسف انت عارف "


قال جملته الأخيرة بحرج ليقاطعه يوسف بصراحه 

" مفيش اعذار . انا بعزم ياسر الراوي صديقي الي جاي من المانيا عشان يعمل بزنس هنا في مصر . دا الي كل الناس هتعرفه ما عدا انا و الشباب والي طبعا زيي و اكتر و انت عارف هما بيعزوك قد ايه"

فاتح بقلق 

" بس .."


يوسف بفظاظه

" مابسش الموضوع منتهي . هستناك و دا آخر كلام عندي و اعمل حسابك أن هيبقي في بينا بزنس كتير الفترة الجايه دي "

ابتسم فاتح بإمتنان و قال موافقا 

" الي تشوفه يا يوسف . " 


*****************


توقف على بسيارته أمام باب القصر بعدما اوصل روفان و عاد يتوعد الي كل هؤلاء المتآمرين و من بينهم والدته فترجل من السيارة متجها الي الباب الداخلي للقصر ليجد عثمان الجنايني يمسك بخرطوم يروي به بعض الأزهار فلمعت بعيناه فكرة ماكرة فتوجه إليه و القي التحيه ثم قال بإستفهام 

" بقولك ايه يا عم عثمان . هو الخرطوم دا يلزمك ؟"


اجابه عثمان قائلا

" اه طبعا يلزمني يا على بيه . بسجي بيه الزرع و بعمل بيه حاجات كتير جوي دا متعدد الإستخدامات "

على و هو يقوم بمعاينه الخرطوم و علي وجهه إمارات الرضا 

" تقيل الخرطوم دا يا عم عثمان و شكله بيوحع في الضرب مش كدا !"


عثمان بلهجه صعيديه 

" إلا بيوجع يا علي بيه دانا نشيت الواد برهام ابني بيه واحده اديله اسبوعين مش عارف يجعد علي مجاعده "


لمعت عيناه بالفرح و قال 

" طب بقولك ما تسبهولي ساعه كدا محتاجه ؟"


عثمان بإستفهام 

" طب وانت محتاجه في ايه دا احنا حتي في الشتا مينفعش تتسبح بيه "


على بإندهاش

" أسبح بيه ! هو في حد بيستحمي بخرطوم الجنينه يا عم عثمان ؟"

عثمان بإقرار

إيوا اني يسبح بيه اهنه في الجنينه "


على بزهول

" انت بتستحمي في الجنينه يا عم عثمان ؟"


عثمان بإقرار

" ايوا يسبح في الجنينه . بس طبعا في الصيف مش في الشتا اكده. اومال . لاهو اني معنديش عجل "

علي بتهكم 

" لا و دي تيجي و انت اهبل دي حتي مجاعدك كانت تاخد برد . الهباب دا آخره فين "


عثمان

" لا دا طويل جوي . ما تجولي عايز تعمل بيه ايه وانا اجولك عالحل "


نظر إليه على بإستياء ثم قال بإذعان 

" يعني لو عايز ادي حد علقه . و محتاج حاجه حلوة زي الخرطوم دا كدا اعمل ايه ؟"


عثمان بضحكه صاخبه 

" طب مش تجول كدا من الأول . عيني . دجيجه واحده "


اختفي عثمان لثوان ثم جاء مهرولا و هو يمسك بيده عصا رفيعه و طويله و لكنها ثقيله و أعطاها لعلي و هو يقول 

" دي بجي خرزانه بنجبها في البلد حدانا عشان نمشي بيها لامؤخذه البهيمه . لما تبجي معصلجه يعني ."


على بغيظ 

" اه هيا بهيمه فعلا . تسلم ايدك يا عم عثمان . شوف عشان الخرزانه الحلوة دي هفحتلك حمام سباحه هنا تتسبح فيه براحتك ."


اختتم على حديثه و توجه إلي الداخل و هو يتوعد لاختيه التان كانتا تجلسان أمام جهاز اللاب توب ينتقون أثواب الزفاف الخاصه بهم ليتفاجئوا بعلى قادم نحوهم و علي وجهه ابتسامه صفراء فنادته غرام قائله بمرح 

" تعا يا علوه نقينا حته فستان للاوزعه بتاعتك انما ايه هيبقي عنب عليها .'


و شاطرتها كارما المزاح قائله 

" ربنا يستر متقعش من الكم بس ."

ضحكت الفتاتان بشدة و لم تنتبها لعلى الذي كان التوعد مرتسم علي ملامحه و يمسك شئ يخفيه خلف ظهره و اقترب قائلا بغضب مكتوم

" بقي انا خطيبتي اوزعه !"


كارما بمزاح 

" مش باينه من الأرض الصراحه ."

على و هو يجز علي اسنانه 

". و كمان مش باينه من الأرض "


غرام بضحك 

" دي حقيقه . بس يا لول متزعلش نفسك كدا اصلك عيبت كتير و دا انتقام ربنا بصراحه ."

شاركتها كارما المزاح قائله 

" ضيفي كمان ان لسانها فالت و عايز. قطعه "


على بتوعد 

" تعرفي ان لسانها الفالت دا احسن حاجه فيها . عشان تعرفني البلاوي الي بتحصل من ورا ضهري "


علا صوته في جملته الأخيرة فناظرته غرام بشك الي أن شاهدت تلك العصا المرعبه التي أخرجها من خلف ظهره و هو يرفعها للأعلي قائلا بصراخ 

" بقي انا يا كلاب تعملوا عليا خطط و مؤامرات . دانا هطلع عين اهلك منك ليها .'


هوت العصا بقوة فوق الطاوله فتناثرت الأشياء الموضوعه فوقها و هبت الفتيات من مقاعدهن يصرخن بقوة قائلين 

" حرام عليكي يا على وربنا ما عملنا حاجه "


كان يهرول خلفهم و هو يقول بحنق

" و كمان بتحلفي . مفكراني اهبل و هصدقكوا . دانتوا ليلتكوا سودا النهاردة "


خرجت فاطمه من المطبخ مهروله عندما سمعت صراخ الفتيات و صدمها مشهد على الذي كان يعدو خلفهم و بيده العصا فبرقت عيناها من شدة الزهول الذي سرعان ما انمحي حين سمعت استغاثة الفتيات فتدخلت قائله بلهفه

" ايه يا على في ايه ؟"


توقف على و هو يناظرها بتهكم تجلي في نبرته حين اقترب منها قائلا 

" اهلا اهلا بالست ماما. ست الكل . الست دي امي . الي بتعمل خطط و مؤامرات من ورا ضهري و مجرجراني وراها زي الاهبل و في الآخر تطلع متفقه مع شويه عيال عليا !"


شعرت فاطمه بالحرج من معرفة على ما حدث فارتبكت كثيرا و قالت بتوتر 

" يا على . ما هو . ماهو .اصل انا انا مكنتش اعرف انها لعبه "


على بسخريه 

" نعم مكنتيش تعرفي أنها ايه ؟" 

رقق صوته و اخذ يقلد لهجتها في الحديث قائلا 

" آلو . ايوا يا كاميليا يا حبيبتي .ايه بتقولي ايه روفان تعبانه . يا حبه عيني . مالها ؟ بتقولي ايه أغمي عليها .يالهوي اكيد حد زعلها . "


ثم عاد للهجته الغاضبه و هو يقول 

" و الحمار شربها و طلع يجري عليها ."


فاطمه بإستنكار 

" مانتا الي خرع و ما صدقت و طلعت تجري عشان تشوفها متشتغلناش بقي ."


كاد أن يجيبها فأوقفه صوت مازن الذي جاء من الخارج و خلفه أدهم و هو ينظر لغرام قائلا بحب 

"ميمو قلبي . وحشتيني "


لم يكن أدهم قد رآه ليتفاجئ بذلك الصوت الغاضب القادم من الخلف 

" وحش أما يلهفك انت و البغل الي جمبك .."


التفت الأثنان بصدمه عندما وجدوه يقف خلفهم مع والدته و بيده العصا فقال مازن مازحا 

" واد يا علي انت بقيت تسرح بالغنم بعد الضهر و لا ايه ؟"


على بسخريه 

" اه و ناوي اسرح بيك انت و التيس الي جمبك. دا "

أدهم بغضب 

" الله . الله و ليه الغلط دا بقي "


تحدثت غرام بإستغاثه 

" الحقني يا أدهم على بيضربنا "

و اندفعت كارما قائله بصياح 

" و أنا كمان يا مازن الحقني والنبي احسن الخرزانه دي بتوجع اوووي "


غضب الإثنان بشدة و قال مازن بحدة

" انت اتجننت يا على . ازاي تتجرأ و تمد ايدك عليهم ."

و قال أدهم غاضبا 

" ايوا صح ازاي تتجرأ و تقرب منهم فاكر أنهم ملهمش حد يحميهم .."


اقترب منهم على و هو يعض علي شفتيه متوعدا و قال بنبرة تحمل الكثير من التهديد 

" بقي انتوا جايين تحموا اخواتي مني . امممم دانتوا محرمتوش من آخر مرة بقي . طيب اما خلتكوا تقولوا حقي برقبتي مبقاش انا على الرفاعي . ماااكس"


قال كلمته الأخيرة بصراخ جعل ادهم يقول ساخرا

" و مين ماكس دا أن شاء الله"

شاطره مازن السخريه قائلا 

" اه ايه يعني ماكس الي فاكر انك هتخوفنا بيه دا ؟"


اختتم مازن جملته و تسمر الإثنان في مكانهما عندما سمع صوت الزئير القادم من خلفهم فأدار أدهم رأسه ببطأ ليصدم من هذا الوحش الذي قطع أنفاسه آخر مرة فأعاد أنظاره الي علي مرة آخري و هو يقول بصوت مرتعش 

" طب عن اذنكوا انا دي مواضيع عائليه ميصحش ندخل فيها . كدا و لا ايه يا مازن "


مازن بنبرة قويه 

" طبعا يا ابني . اخ و بيربي اخواته البنات احنا مالنا احنا . خد راحتك يا علي "


ما أوشك الإثنان علي الحركه حتي اوقفهم دخول الثلاث كلاب الآخري من الباب المقابل و تحدث على ساخرا 

" ايه يا حلو انت و هو رايحين فين ؟ هو دخول الحمام زي خروجه و لا ايه ؟"


اجابه أدهم يائسا

" ثانيه واحده هروح اجبلك كفنها ندفنها في الجنينه الي ورا و نخلص منها عشان أنا و عهد الله ما عاد فيا حيل اجري متر واحد ."


ابتسم على بتوعد قبل أن يعطي إشارة للكلاب التي أخذت تهرول خلف الإثنان فصرخت الفتيات بتوسل 

" لا يا على حرام عليك . "


على بتهكم

" صعبانين عليكوا اوي . طب ولا تزعلوا نفسكوا "

 أشار للكلب بأن يهرول خلف الفتيات أيضا لينضموا الي الشباب و الكلاب تزأر خلفهم فزُعِرت فاطمه و قالت بصراخ 

" حرام عليك يا واد يا على فرحهم آخر الاسبوع هتهد حيلهم و تقطع نفسهم "


نظر إليها على قائلا بقهر

" اسكتي انتي ياختي يا بتاعت الخطط و المؤامرات . انا هطق منك .."


******************


أخوض الف حرب في اليوم الواحد و عندما التقيكِ تسقط الراء و لا اتذكر شئ سوي وجودك بين أحضاني


نورهان العشري ✍️


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


في المساء خرج يوسف من مكتبه بعد أن انهي عمله و توجه إلي الصالون حيث كان الجميع يجلسون فبحث بعيناه و لكنه لم يجدها ففهمت صفيه التي اقتربت منه و قالت بصوت خفيض 

" كاميليا فوق في اوضتكوا . قالتلي انها تعبانه شويه و هتطلع تنام"


خفق قلبه بشدة عندما سمع حديث والدته فاستأذن منها سريعا و توجه إلي غرفته متلهفا يسبقه قلبه للإطمئنان عليها فقام بفتح الباب و اندفع الي الداخل فلم يجدها نائمه فتوجه الي المرحاض ليبحث عنها و قام بفتح الباب و هو ينادي بقلق فلم يجد أحد لتصل الي آذانه اصوات خشخشه قادمه من الخلف فالتفت ليري ماذا هناك فتجمدت الدماء بأوردته و شعر بجسده بالكامل يتصلب حين وقعت عيناه علي تلك الفاتنة التي ترتدي بذله رقص سوداء و بها بعض الحلقات الفضيه التي تصدر تلك الأصوات و قد كانت البذله و كأنها مصنوعه خصيصا لها حيث كانت تبرز جسدها الرشيق و منحنياتها الخطرة و كان سوادها ينافي بياض بشرتها الحريريه و ذلك المنديل الأسود الخاص بها كانت تضعه فوق رأسها و تترك شعرها ينسدل خلفه بحريه و قد تدلت بعض الحلقات الفضيه اللامعه علي جانبي وجهها و التي يضاهي لمعتها بريق عيناها التي كانت تضئ وجهها المشع ببياضه الناصع و الذي تتوسطه تلك الحمرة القانيه بفعل الخجل الذي يسيطر عليها فقد كانت مترددة كثيرا لتأخذ تلك الخطوة و لكنها تشجعت و قررت أن تحقق أمنيته بأن ترقص له يوم ميلاده و لكن تبدلت الأحوال حينها و حين سنحت الفرصه تشجعت و قامت بالتحجج بتعبها لتصعد قبل أن ينهي أعماله و تتجهز له و لكن ما أن شاهدته حتي غمرها الخجل كليا من نظراته التي كانت تطالعها بنهم أو لنقل بأنها تلتهمها و قد كانت علي وشك الهروب عندما شاهدته يتقدم منها بخطً سلحفيه و لم تفارقها عيناه فقد كانت اروع ما شاهده طوال حياته . ساحرته تلك الجميله التي وقع بعشقها منذ اول لحظه رآي بها عيناها و ظل هذا العشق ينمو بداخله الي أن أصبح لا يطيق الابتعاد عنها لحظه ليقرر بأنه سوف يتحدي العالم بأسره للفوز بها فهيا امنيته التي ضحي من أجلها بالغالي و النفيس حتي يحظي بها في النهايه و هو أبدا غير نادم فتلك المرأة لها سلطه قويه علي قلبه لم يعهدها من قبل لا يعرف تحديدا ما الذي يجعله عاشقا لها بتلك الدرجه هل جمالها ام رقتها ام برائتها ام حنانها . كل شئ هكذا أخبره قلبه الذي كان يعشق كل شيئا بها حتي أنفاسها يعشقها ملمس بشرتها الرائع نظراتها الثاقبه التي يشعر و كأنها سهام تخترق أعماق قلبه المفعم بعشقها . أخذ يتقدم نحوها و عيناه متسلطه عليها لا يستطيع إزاحتها فقد كانت فاتنه بدرجه خطفت أنفاسه جعلته كالمسحور بها الذي استفاق عندما وجدها تهم بالرحيل فامتدت يداه توقفها و تجذبها إليه حتي اصطدمت بسياج صدره الذي كان يعلو و يهبط من فرط التأثر بها فخرجت الكلمات من فمه بلهفه حين قال 

"استني هنا . راحه فين ؟ "


ارتبكت كثيرا حين شعرت بنفسها ملتصقه به إلي تلك الدرجه و قالت بتلعثم 

" كنت. كنت داخله جوا"


يوسف بأنفاس مقطوعه 

" بقي تجننيني كدا و عايزة تهربي و تسبيني "

لم تجد ما تقوله فقد سيطر الخجل عليها كليا و شعرت بقلبها علي وشك أن يخرج من بين ضلوعها من شده خفقانه و خاصتا عندما امتدت يداه تطوق خصرها بقوة و تغرسها بداخل أحضانه أكثر و هو يقول بجانب أذنيها 

" انا في الجنه صح ؟"


تأثرت بانفاسه الساخنه التي كانت تحرق عنقها المرمري و دونا عنها ارتفعت يدها تطوق عنقه دون أي حديث لتشعر بقبلاته الرطبه التي انتشرت فوق عنقها و خلف أذنها فارتعش جسدها بين أحضانه و كاد ان يفقد السيطرة علي نفسه لولا اصوات تلك الحلقات الفضيه التي نبهته لهديته التي كان ينتظرها بفارغ الصبر فرفع رأسه و حاول التحكم بأنفاسه الهادرة و قال بمزاح 

" فراولايتي. ايه القطه كلت لسانك. لا ايه ؟"


لكمته برفق علي كتفه و هيا تقول بخجل

" بطل بقي عشان والله حاسه اني هقع من طولي دلوقتي "

قهقه علي مظهرها فقد كانت تذوب من فرط الخجل فقال ليشاكسها 

" لا يغمي عليكي ايه دا احنا لسه في أول الليله قدامك بتاع ست سبع ساعات كدا نقول الكلمتين و نقع كلنا أنا موافق ."


حاولت اخفاء وجهها من أمام نظراته العابثه و هيا تقول بخجل

" يوسف اسكت بقي والله هعيط ."

اخذها بين أحضانه و هو يقول بحب 

" قلب يوسف من جوا . "


شدد من احتضانها و بادلته هيا العناق و بعد لحظات رفع رأسه يطالعها بحب لتقول هيا بصدق 

" و انت روحي و كل دنيتي . انا معرفتش طعم السعادة غير بيك .." 


خفق قلبه كثيرا لحديثها الذي كاد أن يفقده سيطرته لكنه قال بمزاح 

" لا بقولك ايه بطلي كلامك الي هيخليني اتهور دا . دانا مستني اللحظه دي بقالي كتير "


كاميليا بيأس 

" يعني انت مصمم ؟"

يوسف بصرامه

" إلا مصمم . دانا قتيلك النهاردة . لازم ترقصيلي ماليش فيه "

 كاميليا برجاء

" طب غمض عنيك والنبي "

يوسف بإستنكار

" مين الي يغمض عنيه دانا مش ناوي ارمش حتي . دانتي ناقص تقوليلي اطفي النور "


كاميليا بلهفه 

" ياريت والنبي ."

يوسف بتهكم

" نور مين الي يطفي دانا هجيب كشافات البيت كله اسلطهم عليكي عشان اتفرج بمزاج."


كانت علي وشك البكاء فاقترب منها يقول بخفوت 

" خليكي فاكرة أن دي هديه عيد ميلادي و يمكن لو رجعتي فيها يبقي فاا وحش و لا حاجه . انا قولت اقولك اقوم الصبح سقف الأوضه يقع فوقي اموت ترجعي تندمي و تقولي ياريتني رقصتله انتي حره ."


كاميليا بلهفه 

" يالهوي لا بعد الشر . اقولك روح استناني عندك و انا جايه ."


ةحمس يوسف كثيرا و خلع جاكت بذلته و قام بالتوجه نحو الأريكه التي كانت أمامها منضدة وضع عليها ما لذ و طاب من الطعام و الفاكهه فامتدت يداه تمسك بثمرة تفاح ناضجه يقطمها و هو يقول بحماس

" حلو دور هارون الرشيدي دا والله .'


اختتم جملته و سمع صوت موسيقي يندلع من غرفه الملابس و تلك الحوريه التي خرجت و هيا تتدلل في مشيتها علي انغام الموسيقي الهادئه و صارت تتحرك يمينا و يسارا بغنج و حركات مدروسه أهلكت قلبه الذي كان يدق بجنون يود لو يلتهمها بتلك اللحظه و قد كانت دقاته تزداد شيئا فشيئا مع ارتفاع اللحن و اندماجها أكثر بالرقص فقد كانت و كأنها تتحرك فوق اوتار قلبه الذي و بعد مرور أقل من نصف ساعه لم يعد يتحمل أكثر من ذلك خاصتا و هيا تقترب منه و عيناها الرائعه تناظره بإغواء و جسدها الفاتن يتدلل أمامه فامتدت يداه تقبض علي معصمها و جذبها بقوة لتقع بين أحضانه و قد أظلمت عيناه من الرغبه الممزوجه بعشق جارف كان يندفع كالنيران في أوردته فحمل اللهيب بأنفاسه التي احرقتها عندما أطبقت شفتيه علي خاصتها بقبله عميقه محمومه يمتص رحيقها بنهم جائع وضع أمامه اشهي انواع الطعام فقد كان شهدها الذ ما تذوق بحياته مهما أخذ منه لا يشبع أبدا فصار ينهل منها بشغف و يداه تزيل كل مايعوقه لإمتلاكها و قد كان الجنون بعينه هو الوصف الدقيق لما يحدث بينهم .نعم جُن بها و جُنت به و لم ينجو من جنانهم اي شئ فقد سقطت المنضده أمامهما و تناثرت محتوياتها في كل مكان و انتشرت الفوضي بكل انحاء الغرفه التي شهد كل ركن بها علي جولات عشقهم الصاخبه و التي انتهت عند ساعات الصباح الأولى حين ارتمت فوق صدره و كانت المياه تغمرهما في المسبح الخاص بالغرفه فقام بحملها و إخراجها بعد أن جفف كلا من جسدها المنهك و شعرها المبلل جيدا و قام بوضعها في مخدعه و تمدد بجوارها و قام بإحكام الغطاء حولهم و هيا بين أحضانه ليغط في نوم عميق يتخلله رائحتها العذبه و ملمسها الناعم و قد كانت تلك هيا الجنه بالنسبه اليه ..


***************


بعد مرور أسبوع و في إحدي افخم الفنادق كان العمل علي قدما و ساق لتجهيز كل شئ يليق بزفاف أبناء اغني العائلات و أشهرها في الوطن العربي فكانت الفتيات في الغرف الخاصه بهم و معهم خبراء التجميل و مصفقين الشعر و قد كانت روفان اول من تجهزت و ارتدت فستانها الرائع فكانت تبدو مثل الأميرات ما أن رأتها صفيه حتي شعرت بقشعريرة تسري بجسدها و الدمع يندفع من عيناها تأثرا بجمالها فصغيرتها البريئه أصبحت عروس الآن بل و أجمل عروس رأتها عيناها لذا اقتربت منها بلهفه و يدها ترتعش من فرط التأثر الذي تجلي في نبرتها حين قالت  

" قلبي و اجمل عروسه شافتها عيني .. الف مبروك يا روح ماما .."


لم تستطع روفان مقاومه دموعها فتركت لها العنان و هيا تقترب من والدتها و تعانقها بقوة قائله بتأثر 

" الله يبارك فيكي يا احلي ماما في الدنيا ."


تدخلت خبيرة التجميل قائله بقهر 

" لا والنبي بلاش دموع المكياج هيبوظ و خلاص معدش فاضل علي معاد الفوتوسيشن غير نص ساعه .علي بيه هيعلقني علي باب الاوتيل ."


ابتسمت صفيه و افلتت روفان و مازالت يدها تمسك بكفها تناظرها بفخر قائله

" اعذريني يا بنتي .اصلك متعرفيش روفان دي عندي ايه . دي مش بنتي و بس دي صاحبتي و اختي و أقرب حد ليا في الدنيا. انا عشت ادعي ربنا انه يطول في عمري لحد ما اشوفها عروسه .. "


روفان بلهفه و هيا تقبل يد والدتها بحب 

" بعد الشر عنك يا ماما .ربنا يخليكي لينا و ميحرمناش منك أبدا . عيطي براحتك يا روحي احنا ورانا ايه. "


ضحكت الفتيات علي حديثها العفوي و امتدت يد صفيه تربت علي وجنتيها و هيا تقول بحب 

" هيوحشني هبلك دا اوي . يالا الله يكون في عون على ."


روفان بغضب طفولي 

" قصدك ايه بقي يا ست ماما .هو انا بلوة و لا حاجه .دانا قمر ."

صفيه بحب 

" طبعا قمر . احلي قمر في الدنيا ."

قاطع حديثهم طرق علي باب الغرفه فذهبت أحدي الفتيات لرؤيه من الطارق و الذي لم يكن سوي على الذي اتي ليري حبيبته فلم يعد يستطع الصبر أكثر من ذلك و لكن أوقفته الفتاة التي لم قالت بحدة 

" نعم . مين حضرتك ؟"


ناظرها علي بحنق قبل أن يقول بحدة.

" هكون مين يعني . انا العريس . ايه مش شايفه المنديل الاحمر اوعي كدا خليني ادخل ."


لم تتزحزح عن مكانها و و إنما قالت بصرامه 

" ممنوع . "

اغتاظ علي منها كثيرا و قال بحنق.

"بقولك ايه انا البتاعه دي اساسا خنقاني (كان يشير الي رابطه العنق ) فاوعي من قدامي متخلنيش اخنفك هدخل اشوفها قبل ما هولاكو يطب عليا زي القضي المستعجل ."


الفتاة بسماجه

 "قولت ممنوع و دي أوامر يوسف بيه .'

ما أن أوشك على علي الحديث حيث أتاه الصوت من خلفه الذي قال بسخريه

" ايه يا على يا حبيبي واقف هنا بتعمل ايه في حاجه ؟"


التفت على الي يوسف الذي كان قد تجهز كليا و جاء لرؤيه شقيقته فوجد على يقف أمام الباب و قد بدا و كأنه يتشاجر مع الفتاة التي كان قد أمرها بعدم السماح له بدخول الغرفه أبدا .

كاد على يبتلع اسنانه من شدة الغضب و لكنه رسم ابتسامه صفراء علي وجهه قبل أن يقول 

" أبدا كنت جاي اشوف روفان خلصت و لا لسه ؟"


يوسف بسخريه

" و انت مالك روفان خلصت و لا لسه "

على بزهول 

" مالي ازاي مش مراتي "

يوسف بتهديد مبطن 

" ايوا لسه مبقتش مراتك . ممكن اوي بعد ما الفرح يخلص اخدها و أنا ماشي "


على بصدمه

" تاخد مين يا يوسف انت بتهزر ؟"

خرجت صفيه علي حديثهم فقالت بإستفهام 

" في ايه صوتكوا عالي ليه ؟"

يوسف بإستفزاز و هو يتوجه الي الداخل 

" أبدا معرفش على ماله تقريبا البيبيون مضايقه . خديه و أنزلوا تحت الناس بتسأل عليه .'


ثم اغلق باب الغرفه خلفه مما جعله يستشيط غضبا و لكن تدخلت صفيه مهدئه

" اهدي و خليك عاقل كلها كام ساعه و تاخدها معاك و تروحوا بيتكوا متخليهوش يستفزك هو اساسا بيخانق دبان وشه من الصبح "


على بحنق

" مش سامعه كلامه "

صفيه بتعقل 

" معلش هو بيتلكك علي اي حاجه عشان يفركش الجوازة اخ و غيران علي أخته خليك ذكي و امتصه للآخر و بعد كدا اعمل ما بدالك ."


زفر على بغضب و قال مستسلما 

" عشان خاطرك انتي بس ."

صفيه برجاء

" على اوعي تعمل حركه كدا و لا كدا يوسف هيطربق الفرح فوق نافوخك و محدش هيخسر غيرك ."


على بغضب

" لا متقلقيش بس ابقي نبهي عالبغلين الي جوا دول عشان ورحمه امي هفرغ السلاح في نافوخهم لو حد فيهم قل أدبه ."


صفيه بلهفه

" متقلقش دانا مقرطه عليهم ."

تنهد على و توجه إلي الأسفل و ترك فاطمه التي قالت بحنق 

" ايه العيال الي تقرف دي (بصوت سيبو نافع 😂😂) يارب عدي اليوم دا علي خير و نخلص بقي "


" النهاردة فرحي يا جدعان . النهاردة فرحي يا جدعان .عايز كله يبقي تمام . النهاردة فرحي ياجدعان "


" هتجوز . هتجوز . انا هتجوز هتجوز . لقتها ماشيه مشيت وراها قولت لازم اعيش معاها و هتجوز. هتجوز "


هكذا كان كلا من مازن و أدهم الذان كان يقف كلا منهما علي سرير و هو يرقص و يغني و كان مصففو الشعر يقفون أمامهم يناظروهم بإمتعاض فقد مضي عدة ساعات و هذان المجنونان يرقصان و يصيحان هنا و هناك و لم ينجزوا شئ لذا جلسوا حولهم ينتظرون انتهاء تلك الفقرة المسرحيه و التي قاطعها دلوف صفيه التي ما أن شاهدت مظهرهم حتي شهقت قائله 

" يا نهار اسود انتوا لسه ملبستوش كل دا و قاعدين تتنططوا علي السراير زي القرود ."


صاح أدهم بها و هو لم يتوقف عن الرقص قائلا 

" تعالي يا ماما ارقصي معانا شويه . "

و شاطره مازن الرأي حين قال و هو يقفز علي قدم واحده 

" ايوا يا خالتي تعالي ارقصي معانا النهاردة . الليله متتعوضش .'


برقت عيناها من هذان المجنونان و قالت بصياح 

" واد انت و هو بطلوا تنطيط العرايس جهزوا وانتوا لسه . يوسف قدامه ربع ساعه و ينزل اختكوا و انتوا عمالين تتحنجلوا يمين و شمال. "


ما أن سمعا حديثها حتي هرعا كلا منهما تجاه مصفف الشعر الخاص به و هو يصيح به حتي يشرع في عمله فتحدثت صفيه قائله بتحذير 

" طرطقوا ودانكوا و اسمعوني كويس مش عايزين مسخرة و لا قلة ادب من الي حصل يوم كتب الكتاب . اخوكوا مش طايق دبان وشه و على كمان حالف يمين هيطربق الدنيا لو حد فيكوا قل عقله و عمل حركه من إياهم . الفندق مليان صحافه مش عايزين فضائح خلوا ليلتكوا تعدي علي خير ."


نظر أدهم بخيبه أمل و قال بحزن 

" بتهزري. يعني مش هعرف اغيظ الواد على النهاردة و احرق دمه "


صفيه بتحذير 

" اياك تستهبل أما بقولك اهوة و بعدين انت ناسي انه هو كمان ممكن يغيظك ماهو واحد اختك يا اهبل ."


أدهم بصياح 

" هو يقدر دا كان يوسف عمل منه بوفتيك .."


تدخل مازن في الحديث قائلا 

" خلاص يا خالتي متقلقيش مش هنعمل حاجه خالص احنا معقول بردو نعمل حاجه تبوظ الفرح "

صفيه بتمني 

" أما اشوف "


أوشكت علي الخروج فوجدت رائد الذي كان قد وصل لتوه فحياها بلطف و بادلته التحيه و من ثم دخل و اغلق الباب خلفه و قال بصياح 

" يا شباب مبرووك .'

صاح أدهم قائلا بفرح

" يا باشا .. أخيرا جيت كنت فين كل دا ؟"

و تحدث مازن قائلا بصياح 

" رائوده ايه يا واطي هو دا الي هكون عندكوا من الصبح ناموسيتك كحلي و لا ايه ؟"


رائد بمزاح

" دا حقد باين و لا انا غلطان ؟"

ادهم بمزاح 

" و دا سؤال اكيد حقد طبعا ."


رائد بمزاح 

" الله اكبر . و بعدين خلاص هانت اهوة يا عرسان عايزينكوا ترفعوا راسنا النهاردة. هاه حاكم انا شاكك فيكوا '


قهقه جميع الموجودين فصرخ مازن بحنق 

" اتكلم علي قدك يا حبيبي . عد تسع شهور من دلوقتي هتلاقي ولي العهد مشرف "


و تحدث أدهم قائلا بغرور 

" شاكك في مين يا عسل دا احنا لينا في الجبال علمات "

نظر رائد المصففين و قال بنبرة ذات مغزي 

" طب يا شباب نجاملكوا في الأفراح . سيبوني انا و الرجاله شويه و احنا هنكمل لبس "

و بالفعل خرج الشباب من الغرفه فقام رائد بلف ذراعه حول ادهم والذراع الثاني حول مازن و قال بلهجة ذات مغزي 

" طمنوني ها الدنيا اخبارها ايه ؟"


مازن بغباء 

" فل ياخويا الحمد لله "

أدهم و قد فطن الي معني حديث رائد فقال بتفاخر

" عيبزينكوا ترفعوا راسنا النهاردة. هاه حاكم انا شاكك فيكوا '


قهقه جميع الموجودين فصرخ مازن بحنق 

" اتكلم علي قدك يا حبيبي . عد تسع شهور من دلوقتي هتلاقي ولي العهد مشرف "


و تحدث أدهم قائلا بغرور 

" شاكك في مين يا عسل دا احنا لينا في الجبال علمات "

نظر رائد المصففين و قال بنبرة ذات مغزي 

" طب يا شباب نجاملكوا في الأفراح . سيبوني انا و الرجاله شويه و احنا هنكمل لبس "

و بالفعل خرج الشباب من الغرفه فقام رائد بلف ذراعه حول ادهم والذراع الثاني حول مازن و قال بلهجة ذات مغزي 

" طمنوني ها الدنيا اخبارها ايه ؟"


مازن بغباء 

" فل ياخويا الحمد لله "

أدهم و قد فطن الي معني حديث رائد فقال بتفاخر

" عيب


رائد بسخرية

" اه تصدق عندك حق . طب نسأل السؤال المهم . عملتوا احتياطاتكوا و لا ايه ؟"


نظر الإثنان الي بعضهم البعض بعدم فهم و قال مازن 

" احتياطات ايه دي ؟"

و قال أدهم هو الآخر 

" اه صحيح ايه الإحتياطات دي ؟"

رائد بخبث 

" هقولكوا .."

الخاتمة 1 من هنا


تعليقات



×