رواية غسق الأوس الفصل المقدمة
إبعاد صغيريه عنه كان أمرًا مستبعدًا وربما من رابع المستحيلات؛ لكن تلك الليلة مميزة للغاية، أراد أن يحظى بها بمفرده، يجدد معها نوبة الحب الجنوني، فلا يعيق تعميق شغفه بها تذمرات الطفلين، خاصة بعد تلك الفترة العصيبة التي مرت بها العائلة، وما تبعها من ولادة الرضيع "ريان"، واستذكار متواصل لزوجته، جعل روتين الحياة الممل والرتيب يتسلل إلى حياتهما، ولهذا أعد العدة لتتحول فيلته لثكنة آمنة، مدججة بعشرات من أخلص رجاله، من أفراد الحراسة الخاصة، خلال فترة غيابه المؤقتة. أشرف "أوس الجندي" بنفسه على كافة الترتيبات التي تضمن بقاء فلذات أكباده في مأمن من أي مخاطر تهديدية محتملة، حتى أنه دعا شقيقته "ليان" لقضاء الوقت بالداخل معهما، ولا مانع من حضور رفيقه "عدي"، والتمتع بالصحبة الطيبة مع والدته "تهاني"، بعد انتهائه من العمل، ورغم هذا الحرص المبالغ فيه، فقد ظل باله مشغولاً على عائلته .. تركزت نظراته على "تقى" التي لم تفرغ بعد من مراجعة أصغر التفصيلات مع مدبرة المنزل "عفاف"، وكذلك "ماريا".
