اسكريبت بيقولوا الورد بيتكلم (كامل) بقلم الست نور


رواية بيقولوا الورد بيتكلم بقلم الست نور 

-بيقولوا الورد بيتكلم.

-مين اللي قال!

-كل اللي اكتشفوا السر ده.

-ودلوقتي راحوا فين؟

-بقوا فعل ماضي.

-قصدك أي!

-ماتوا.


لأجل أني عنيدة وراسي وألف سيف أكشف السر الغامض والمثير ده معدتش عليا خرافة زي دي، لكن لرسم الحبكة أوهمتهم أني صدقت؛ لأن الجميع دلوقتي موضع شك ومينفعش تثق حتى في صباع رجلك الصغير أها والله اسمعوا مني.


-قال أنتوا بتتكلموا؟

-...

-اللي هتتكلم الأول فيكم هسقيها ميه هااا.

-...

-طب اللي يسكت يبقى حمار!

-...

-ده أنتوا شوية ورد حمير بحق وحقيقي.


كنت واقفة في البلكونة وبجرب أكلم الورد يمكن ينطق ولو منطقش فده معناه أني كنت صح والورد لا يمكن يتكلم و...

-غفر الله لكِ فنحن لسنا بحمير.

-أهههه يمااا يارب تكون وداني باظت وهنجت شبه الهاندفري بتاعتي وميكونش اللي سمعته صح.

-من تمنى شيئًا أعطاه الله له، فلا تتمني الفقر ولا المرض ولا التعب، وتمني الغنا والسلامة والعافية.

-مين اللي اتكلم؟

-وردة حمراء داكنة اللون ليست بجماد ولا بحيوان ولا إنسان، ولكنها خُلقت لتنشر عبير أزهارها.

-أنتِ كنتي بتاخدي عربي عند الشاعر سيد عبد الرازق ولا أي؟ اعترفي.

-يعطي فصاحة اللسان لمن يشاء من خلقه فله في خلقه شئون.

-طب تيجي أعلمك الكتابة وتعلميني الإلقاء؟

-وهل سأكتب بساقي؟ لا تفيدني الكتابة.

-عندك حق طب علميني لله في لله.

-عليكي بالقرآن؛ فذلك معجزة محمد وصدق نبوته، في القرآن صدق وفصاحة لا يقدر بشر أن يأتي بمثلها وإن جاء فقد كذب مثل مسيلمة الكذاب.

-أنا حبيتك ده أنتِ لُقطة وهتفيديني في تحقيقي الصحفي.

-كيف ذلك؟

-راجل متهم في قضية وحاليًا يُقال عنه سفا..ح الجيز..ة وقصته طويلة يا ستي والمهم يعني أني عايزة أكتب مقال عن ده يأثر في الناس لسنة قدام وأنتِ وقعتيلي من السماء.


"إراقة الدما..ء أصبحت مثل الماء، بدمٍ بارد نفكر ونخطط ومن ثم نرتكب الجريمة، أم أبناءه وصديقه وزوجته وحبيبته وكل مَن فكر في أن يكشف سره تخلص منه ولم يرمش له جفن، ماتت الرحمة وقست قلوبهم، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين لم يُقبض عليه في جريمة، ولكن في محضر اُتهم فيه بالسرقة وبدأ الخيط يُسخب ليقرّ بكل جرائمه وليُحكم عليه بالإعد..ام وفي ذنبه ضحايا كُثر سيقتصون منه يوم القصاص"


-الله الله مؤثرة بغبااااء همووت من الجمال ده يكاد يكون أجمل مقال سمعته هيكسر الدنيا لو نزل.

-المهم الناس تتعظ ومتكررش الشيء السلبي ده.

-هلحق أكتبه وأعدل اللغويات والإملاء وبكرة من النجمة هروح لرئيس الجريدة. 

-بالتوفيق. 

-شكرًا يا وردة. 

-الشكر لله يجميلة.


جريت كتبت المقال وكملت من عندي بشوية كلام لحد ما دوست finish وطبعته في ورقة وبدأت أقرأه قدام المراية.


هل أصبحت إراقة الدما..ء مثل الماء؟، بدمٍ بارد نفكر ونخطط ومن ثم نرتكب الجريمة، أم أبناءه وصديقه وزوجته وحبيبته وكل مَن فكر في أن يكشف سره تخلص منه ولم يرمش له جفن، ماتت الرحمة وقست قلوبهم، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين لم يُقبض عليه في جريمة من اللواتي ارتكبهن، ولكن في محضر اُتهم فيه بالسرقة وبدأ الخيط يُسحب طرفه حتى آخره ليقرّ بكل جرائمه وليُحكم عليه بالإعد..ام وفي ذنبه ضحايا كُثر سيقتصون منه يوم القصاص، يوم يحكم قاضي السماء ولا يظلم ربك أحدا، لا نبرر جُرمًا ولا نتعاطف مع مجرم، ولكن وجب التذكير بأن الشباب بُناة الأمة والأبناء نتاج أُمهاتهم فإن لم يُحسن تربيتهم ضاع الشباب وضاعت الأمة "


-صباح الخير يا مدير.

بهمس:

-صداع كل صبح أعمل فيها أي ياربي!

-أدخل يا مدير؟

ابتسم بسخافة:

-مانتِ دخلتي.

-معلش من حماسي مش قادرة أستنى.

-خير؟

-اتفضل اقرأ كده المهمة اللي كلفتني بيها.

مسك الورق بملل وبدأ يقرأ:

-طبعًا زي كل مرة مقال ولا أسوأ وهفضل أقولك أن لولا عمك وتوصيته كنت طردتك من زمان و .... 

-خير يا مدير؟

-ششش


همسلي بعصبية أسكت ومسك الملف ووقف يقرأه بصوت عالي وفضل يتمشى في مكتبه لحد ما وقف قدام الشباك وأنا خمنت أنه هيرميني منه وهيبقى عندنا سفا..ح جديد وأنا أول ضحاياه.


-مين اللي كاتب الكلام ده؟

بفخر-أنا.

-جبتي الفصاحة والجمال والحروف المؤثرة دي منين؟ ده مقال ولا أروع! ده ينزل صفحة أولى في الجريدة ده النهاردة يومك يا رينال ليكي ترقية وهتبدأي شغلك كصحفية وكاتبة في الجريدة من دلوقتي حالًا وأنا بعلن انتهاء فترة تحت التدريب.


من صدمتي مقدرتش أنطق! حد يفوقني طيب كوباية ميه الجو حر ودماغي بتلف تلف و... أنا كل ده حصلّي في يوم واحد! ترقية وبدأت شغل؟ ومقالي ينزل صفحة أولى في الجريدة! يا وعدي ياني.


-لأجل الورد ينسقي العليق وأنا النهاردة هزقططكم ميه زي ما تحبوا.

-أدام الله سعادتك يا جميلة.

بصيتلهم بشغف وحب جارف:

-يروحقلب الجميلة وعيون الجميلة، أنا بحبكم أوي يا ورداتي.

-نحبك في الذي أحببتنا فيه.

-عارفين النهاردة أنا لأول مرة أسمع إطراء ومديح من مديري.

-يظهر أن المقال أعجبه؟

-أعجبه كثيرًا يا عزيزتي.

-أخبرينا بالقصة كاملة.

-عندكم وقت؟

-ليس لدينا غيره وكلنا آذان مُصغية لكِ.


الليل ونجومه وأنا وأنت يا حبيبي والدنيا هس هس والجو هادي خاالث.


-ألو أيوة يا رينال.

-ألو إزيك يا عمي عامل أي؟

-بخير والله الحمدلله وسيبك مني دلوقتي قوليلي أي اللي عملتيه في المكتب الصبح؟

-عملت أي؟

-ده مديرك مش مبطل مديح فيكي وفي حروفك وجمال صياغتك، ده قال يظهر أنه ظلمك وقلل من موهبتك وأن عندك حاجات كتيرة هتضيفيها للجريدة والفترة الجاية هتبقى فترتك لو استغليتيها صح.


الليلة دي بالنسبالي نمت في البلكونة لأن الغرفة لا تتسع لأجنحتي من فرط سعادتي وبهجة قلبي.


-اليأس يختلف عن الطموح، الطموح أن تسعى لتغيير الوضع الحالي لوضع أفضل واليأس أن تقنط من إصلاح ظروفك فتلجأ للرضا، ولكنه حجة للتكاسل.


كانت الوردة الحمرا بتعيد وتزيد في الكلام ده لدرجة مفهمتش معناه ولا مناسبته ومكنش عندي وقت كفاية أقف وأسألها، دخلت خدت شاور وبعدين لبست وجهزت سندوتشاتي ومج القهوة بتاعي ونزلت علشان ألحق أستلم شغلي بدايةً من النهاردة.


-في ظل الظروف دي وغلاء الأسعار عايز مقال يكسر الدنيا يدعو الشباب لعدم اليأس من الظروف المحيطة ويكون شخص فعّال ومساهم في المجتمع ويحاول يحسن ظروفه وسط كل الظروف اللي بتضغطهم نفسيًا.


قعدت ربع ساعة أفكر أبدأ إزاي وأجيب عنوان يشد القراء إزاي بس مش عارفة حاسة دماغي واقفة.


-رايحة فين يا رينال؟

-هشم شوية هوا بس وأشرب قهوتي وآجي.

-طب متنسيش المقال لازم يجهز.

-حاضر.


طلعت السطح بتاع العمارة وسندت المج بتاعي على السور وكان الجو مغيم وملائم لكل جميل وأفكار كريتيف، فقط أرجو أن أجد الفكرة التي أبحث عنها.


-اليأس يختلف عن الطموح، الطموح أن تسعى لتغيير الوضع الحالي لوضع أفضل واليأس أن تقنط من إصلاح ظروفك فتلجأ للرضا، ولكنه حجة للتكاسل.


بدأت أردد كلام الورد وكأنه ثبت في دماغي نصًا وحرفًا، دلوقتي بس عرفت المناسبة اللي قالت فيها الوردة الكلام وهي بتساعدني قبل ما أحتاج المساعدة.


-اقرأ يا مدير.

-يارب يكون نص حلو زي بتاع إمبارح.

-هبهرك.

-أتمنى.


ذراع ورا ضهره والتاني ماسك بيه الملف اللي فيه النص وبيتمشى لحد ما يقف قدام الشباك بتاع مكتبه ويقرأ بصوته الفصيح العالي:

"القنوط واليأس وجهان لعملة واحدة فالقنوط هو اليأس وكلاهما يؤديان لهلاك الإنسان وبالتالي فناء البشرية، تواجه الدولة تحديات عدة وغلاء الأسعار واحد منها، ولكن إضرابك عن العمل ومكوثك في منزلك لا يضمن لك لقمة عيش واحدة أو شربة ما كما أنه لم يحل الأزمة، فالسر هو الاستمرارية لحين تحسن الظروف، واطمح لتحسين ظروفك لملائمة التغيرات التي تحدث، تعلّم حرفة جديدة، تعلّم مهارة أخرى تفتح لكَ باب رزق آخر بجانب عملك الأساسي، مجهودك بجانب الحلول التي تسعى لها الدولة يضمن لنا وقت واستقرار أكثر لحين حل الأزمة، المهم ألا تقف فالحياة مفرمة إن لم تسر معها ستكون فريستها وتفرمك فرمًا"


-مش ممكن مش معقول ده مقال يبهر يجنن يخطف القلب والعقل والعين والنني، أنتِ رائعة يا بنتي ولا الكاتب نجيب محفوظ في زمانه وسابق عصره.


مديري هو عصبي أها، لكنه شخص مثقف وتبع الجيل اللي مدمن قراءة الجرايد الصبح وفنجان القهوة ومتابعة آخر تطورات الكُتّاب وأعمالهم وكان حزين لإندثار اللغة وتراجع معانيها ومفرداتها وأن الأعمال مش زي زمن دسمة وذات هدف واضح ومعاني جزلة، لذلك بحترمه وبتقبل منه أي نصيحة وأي زعيق لأني عارفة أنه على خطأ مني وعايزني أفضل، ولذلك أنا مش مستغربة مديحه وتشجيعه؛ لأن زي ماهو عصبي هو يملك قلب رقيق ولسان معسول ويقول للجميل أنت جميل.


-رحبوا معايا بمديرة جريدة الوفاء والمصنفة الأولى على مستوى الجمهورية من ناحية المبيعات والقراءة، الأستاذة رينال حسن عبد الجواد.


عدت سنوات كُثر ولازلت أذكر أول مقال وأول مديح وأول موافقة بمزاولة مهنتي، وبعدها يتوالى عطاء الله الكثير وأول كتاب خطتّه أناملي، وأول توقيع في المبيعات وتوقيع ثاني كتاب والثالث والرابع والخامس وحتى العاشر أقف اليوم على المنصة أستلم درع التكريم الخاص بي...


-والآن نترك الكلمة لكاتبتنا.


وقفت على المنصة وحطيت الدرع جنب أيدي وخلعت الميكرفون ومسكته وبدأت أتمشى على الاستيدج.


- في المدرسة كنت الأخيرة، في شلة الصحاب مكنتش بيست فريند لحد، في الارتباط مسبقش ليا وارتبطت ولا حالفني الحظ وتزوجت، في الجامعة كنت بطرد من أغلب المحاضرات وكانوا الدكاترة بينفروا مني بشكل مش طبيعي وكانوا بيوصفوني بالإهمال وإني مش نافعة لأي حاجة، حتى في البيت كنت أنا البطة السودا اللي أمها بتحب كل أخواتها وتقربهم منها إلا هي، محدش فهمني ولا احتواني، محدش سألني أنا محتاجة أي؟

حب؟

حنان؟

اهتمام؟

أكون مميزة في عيون أحدهم؟


كل دي حاجات افتقدتها لدرجة أني تعودت على الوحدة وبقت جزء مني، بقى الكلام السلبي جزء من يومي لدرجة لو حد مدحني في شيء مش بصدق وبفتكر أني في حلم، إلا واحد وهو مدير الجريدة اللي توفى من خمس سنين ولسة معروفه فوق دماغي.


شجعني؟

أها

دعمني؟

جدًا

قدملي حنان الأب؟

أنا بكيت عليه أكتر ما بكيت على والدي.

أثرى موهبتي؟

بل كان بيثري معرفتي ويشتريلي الكتب، كان الناقد والمصحح والمدقق لكتاباتي، كان أول من يستلم أول طباعة لكتبي، كان يسوّق لكتبي وكانوا يقول عنهم من جوهريات فتاة من رينال ابنتي.


دموعي نزلوا والعيون اللي مركزة معايا كلها لمعت بالدموع وأنا كملت من وسط دموعي.


-قال عني ابنته وهو العقيم الذي لم يأخذ وافر نصيبه من البنين والبنات، كان مُلهمي وأستاذي وأبي عليه رحمة الله.


الجرايد اتكلمت عن انهيار رئيسة الجريدة المحققة للمبيعات الأولى والقنوات اللي صورت لقائي كتبوا عني انهيار الكاتبة المشهورة رينال وكتير وكتير منعت عنه وداني ومسمعي واعتزلت في بيتي ويّا أزهاري.


-شكلي جميل النهاردة يا ورداتي؟

-شكلك يبهر يجنن يخطف القلب والعقل والعين والنني.


دموعي نزلوا على أثر كلمات الوردة وذكرتني بأستاذي رحمة الله عليه رحمة واسعة.


-صحيح الورد بيتكلم؟

ردت وردة من ورداتي:

-كل مخلوقات الله تسبح بحمده، فمن رأى فيهن جمالًا، صنع معهم عالمًا له وحده يحدثهم ويحدثونه، يأنس بهم ويأنسون به، فهل آنستي بنا يا أنستي؟

-نعم يا وردتي نعم الأُنس أُنسكن.♥️


#الست_نور♡

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا 



 

تعليقات



×