قصة حقيقيه تقول إحدي الأخوات بقلم مجهول


 قصة تقول إحدي الأخوات بقلم مجهول 

#تقول_إحدى_الأخوات:

سلام عليكم، سأروي لكم قصة أثرت فيَّ كثيرًا وغيَّرت نظرتي للحياة.

أبي قسم الميراث بيننا جميعًا، إلا أختي الوحيدة، فقد قال: "والله لن تأخذي شيئًا". بقية إخوتي لم يعترضوا بل فرحوا بالنصيب الذي حصلوا عليه، أما أختي المسكينة، فقد كانت تعيش مكتفية بحالها، لأنها تزوجت بمن أحبته رغم رفض أبي له. المهم، الميراث قُسِّم، وزاد أبي واستخرج مدخراته من فرنسا، حيث كان يعمل هناك. كل واحد من إخوتي انطلق ليبدأ مشروعه الخاص، وتركوا أبي وحيدًا في المنزل.

أختي لم يخبرها أحد بأمر الميراث، وأنا كنت أستحيي أن أصارحها. في يوم جمعة، قالت لي: "دعينا نزور أبي ونطمئن عليه قليلاً". وافقتها، وذهبنا. حين جلسنا عنده، قال لها أبي: "أظنك جئتِ طامعة في نصيبك؟". ردت عليه بصوت هادئ: "أبي، هداك الله، متى طلبت منك شيئًا؟ أنا فقط أتيت لأطمئن عليك وأعددت لك طعامك المفضل." لكنه أجابها بحدة: "إخوتك أخذوا حقوقهم، وهذه الدار مسجلة باسم أخيك فاتح، فكوني على علم بذلك."

رغم قسوة كلماته، تبسمت أختي والدموع تملأ عينيها دون أن تظهرها. قالت: "يا أبي، ما دمتَ بخير فهذا كل ما أريده. أسأل الله أن يطيل عمرك ويرزقك الصحة."

بعد حديثها، قال أبي: "أريد أن أرتاح قليلاً." غادرنا المنزل. وعند الباب، لم تستطع أختي كتمان دموعها، وقالت لي: "ما الذي فعلته لكم حتى تعاملوني هكذا؟ أليس لديكم علم بأن زوجي فقير وابنتي مريضة؟ ربي وحده يعلم بحالي، وتزيدون على ذلك أنكم تخفون عني الأمور؟" لم أستطع الرد، شعرت بالخجل من نفسي، وعادت إلى منزلها.

منذ أن أخذ إخوتي نصيبهم، توقفوا عن زيارة أبي، لا هم ولا زوجاتهم، أما أنا وأختي فكنا نزوره كل جمعة. أنا كنت أتغيب أحيانًا بسبب مرض حماتي، وكان زوجي يمنعني من الذهاب كثيرًا، بينما أختي كانت تأتي كل أسبوع، تأخذ المواصلات العامة من مكان بعيد، وتصل متعبة لكنها لا تقصر معه.

في إحدى الجمعات، لم تستطع أختي الحضور، فذهبت وحدي. سألني أبي: "أين أختك؟ لم تأتِ اليوم، أليس كذلك؟" كان قد اعتاد على زيارتها الأسبوعية. اتصلت بها لتخبرها، فقالت لي: "ليس لدي مال لشراء الطعام أو حتى أجرة المواصلات. قولي له إن ابنتي مريضة، وسأحاول المجيء الأسبوع القادم إذا تمكنت من الاقتراض.".


فقالت لي: "ليس لدي مال لشراء الطعام أو حتى أجرة المواصلات. قولي له إن ابنتي مريضة، وسأحاول المجيء الأسبوع القادم إذا تمكنت من الاقتراض."

أبي كان يستمع للمكالمة، ورأيت الحزن يغزو وجهه. قال لي: "ارتدي ملابسك، سنخرج." أخذني معه بسيارته، وذهبنا للتسوق، واشترينا كل ما يمكن أن تحتاجه. ثم قادنا إلى منزل أختي. عندما دخلنا، كانت الفرحة لا تُوصف على وجهها. بعد 12 عامًا من زواجها، كانت هذه أول مرة يزور منزلها.

أبي لم يصدق ما رآه، رأى حياتها البسيطة، والجدران المتشققة، وابنتها الصغيرة ذات الاحتياجات الخاصة، التي لم يرها من قبل. ظل يدور في المنزل ينظر هنا وهناك، ثم جلسنا جميعًا. وبينما كنا نشرب القهوة، عاد زوجها من العمل. كان رجلًا طيبًا مخلصًا، رغم صعوبة ظروفه. صافح أبي ورحب به بكل حرارة، وقال له: "دقيقة فقط." ثم خرج ليعود حاملاً بعض الطعام واللحم، وأصر أن يتناول أبي العشاء معهم.

أبي حينها قال له: "اعذرني يا بني، لقد كنت مخطئًا كثيرًا في حقك. ظننتك لست أهلًا لأختي، لكنني أرى الآن أنك رجل بمعنى الكلمة. رغم أنك لم تحصل على نصيبك من الميراث، لم أرك يومًا تشتكي أو تحقد. كل أسبوع كنت تُرسل الطعام لأجلي، حتى لو كان على حسابك."

من تلك اللحظة، قرر أبي تصحيح أخطائه. افتتح له متجرًا للألومنيوم، واشترى لهم شقة، وساعدهم ماليًا. وكان يقول لي: "الحمد لله أنني أدركت خطئي قبل فوات الأوان. كنت على وشك ارتكاب ظلم كبير."

العبرة: في هذه الدنيا، إذا خسرتَ والديك فقد خسرتَ الدنيا والآخرة. عاملهم بالحسنى، اصبر عليهم، وستجد يومًا أنهم يسعون لإرضائك، مهما طال الزمن.

#تمت_القصة

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا 



تعليقات



×