رواية عشق الذئاب الفصل السابع عشر 17 بقلم اسراء على

 

رواية عشق الذئاب الفصل السابع عشر بقلم اسراء على

غيابك في الفؤاد له إحتشاء وطيفك في الخيال له إنتماء عشقتك،

هل إلى العشّاق صبر وهل يجلى بلقياك الشّقاء عشقتك في القرار كعشق صبّ

وعيني لم يكحّلها الضّياء فشوقي كالخسوف بليل دهري وليلي من صباً ندراً

يضاء يقلّبني من الأشواق ضرّ لرؤيا من لها يرجى اللّقاء فصبري للّقاء دبيب نمل وشوقي كالجياد لها الفناء

رأفت غنيلي

-نعم!!

زهرة وهى تشد يده : أها قوم يلا..غنيلي والنبي

وسط توسلات اللامتناهيه…نهض متاكسلاً..بينما يشع الحماس ويتقافز من عينيها وهى تنظر له ببراءة…ضحك الشاب ليقول

-متبصليش كدا…

سكت قليلاً…ثم تنحنح…

-ذهب الليلُ..وطلع الفجرُ…وآآآ….

وضعت الصغيرة يدها على أذنيها وهزت رأسها بـ إستنكار ثم قالت بصوت عالً

زهرة : بسسس…ذهب الليلُ إيه…أنت بتغني لبنت أختك

أما رأفت فقد فغر فاه من هول ما سمعه…تلك الطلفة..لا ليست بطفلة فما ينطقه فاها يسبق سن الأطفال….ليقول بحاجب مرفوع

رأفت : نعم!!بنت أختي…أنتي بتجيبي الكلام دا منين…

ردت هي : سمعني أغنية تانية…وبلاش أطفالي

سكت مرة ثانية…ثم بدأ في غناءه بصوته العذب..موهبة صغيرة أمتلكها ولم يفكر في إستغلالها…

“الهوى أه منه الهوى…أه منه الهوى”

“والهوى أه منه الهوى…أه منه الهوى”

أغنية كوكب الشرق أو كما تُدعى “الست”…كلمات لم يختارها بل هى أختارته وقع أسير حبال الهوى في عشق طفلة لم تتعدى العاشرة…شرارة حب خاطئة…سهم الكيوبيد قد أخطأ هدفه حتى يوقعه أسيراً لطفله أمتلكت فاسق بكل حواسه…مشاعره لم تتحرك سوى لطفلة…وليتها لم تتحرك فبعدها كان الفراق حتمياً……

***************************

صوت تحطم كأس الخمر في الحائط دوى صداه في أنحاء المنزل…لتخرج سوزي وهى تلف جسدها بملاءة علها تستر جسدها العاري..لتقول بفزع

سوزي : أحمد..في إيه

ثم حولت نظرها للكأس المحطم على الأرضية..نظر لها أحمد والشر يتطاير من عينيه

-الـ*** بيبلغ عنا…عايز يدخلنا السجن

-يانهار أسود..هو إتجنن فـ عقله ما هيروح معانا

-مش هامه..والله لاكون دافنه..هو واللي بيحبهم

تقدمت سوزي بضع خطوات ثم وضعت يده على كتفه وقالت بهدوء

-أهدى يا أحمد عشان نتصرف..

نظر لها بغضب وقال بصوت هادر : أهدى!!…أهدى إزاي بقولك هندخل السجن وهو مستبيع

-لتقول هى بمكر : أهدى…أنا عارفة إللي يلوي دراعه

أحمد بتساؤل : إزاي

تحركت بخطى متغنجة وجلست على الأريكة..أشارت بيدها له لكي يجاورها..تحرك ليجلس ومالت هى ثم قالت بخبث

سوزي : إتفقت مع عبدالله أبو البت ع خطة وهنتصرف

نظر لها وقال : وبعدين

سوزي : مش مهم بعدين…بعدين دي بتاعنا..هنلعبها صح

أإبتسم أحمد ثم قال بـ إعجاب واضح : يعجبني فيكي عقلك يا سوزي

ضحكت ضحكة رقيعة وقالت : مدام لو سمحت

ضحك بخبث هو الأخر وقال : ماشي يا…مدام أحمد عبد الفتاح…..

*************************

تجلس بصمت…بعد صدمة أمس وهى لا تتكلم..لا تخرج من غرفتها…لتتذكر ما حدث أمس

“إنتفضت كمن لدغتها عقرب..ثم صرخت بصدمة وقالت

إسراء : رأفت..

نهض رأفت ثم قال بـ إبتسامة : وحشتيني يا زهرتي

صدمة..وما بعد الصدمة سوى بكاء…بكاء حاد يتحدث بمرارة…بكاء هستيري…من كان صديقها..حاول إنتهاك عرضها…هب هو الأخر ثم قال بقلق

-مالك يا إسراء

أجابت بصوت حاد : مالي!!..بتسألني مالي..إللي كنت مفكراه صاحبي زمان هو نفسه اللي كان بيتفنن بتعذيبي…وآآآ…

قاطعها مزمجراً : مكنتش أعرف أنه أنتي..ولما عرفت ملاحظتيش إني إتغيرت من ناحيتك..

-قالت هى بصدمة : أنت كنت عارف من أمتى

رائف بهدوء : مش من فترة طويلة بس ع الأقل مفكرتش أأذيكي أصلاً مينفعش..إسراء أنتي أغلى حاجة عندي..وأجمل صدفة غيرت حياتي

إسراء وهى تتحرك بتشتت : إزاي اللي أعرفه..واللي كنت بعتبره صاحبي يبقى بالأخلاق دي

إتجه هو ناحيتها وأمسك كفيها الصغيران وقال بهدوء وحب

رائف : كنت كدا من زمان…بس لما شوفت زهرة بقيت رأفت عشانها مرضتش أكون رائف…والله بحبك..ومش من دلوقت…

سكت قليلاً يستجمع شجاعته…نظر لعينيها بصدق..ثم قال بنبرة واثقة…

-أنا حبيت زهرة من قبل م أعرف إسراء…حبيت الطفلة أم ضفاير..هتستغربي كلامي بس أنا عشقت زهرتي الطفلة..البنوتة إللي قالت لرأفت بعفوية وبراءة أنها بتحبه…متعرفش إنها بكلمتها دي خلته أسعد إنسان…..

نظرت لزقاوتيه…لما كل ذلك الصدق…تشعر وكأن العالم فارغ سوى منهما…رأفت أم رائف أختلاف طفيف خلف فرق كبير بين شخصين لشخص واحد….لا تعلم أتهرب من فيض مشاعره..تلك المشاعر التي تُحاصرها..أم تستسلم لـ شعور قد أسلمت له مُنذ قليل….

قاطع هو شرودها بقوله

-إسراء…والله بحبك

نطقها ثم مال على جبينها بقُبلة طويلة..حارة…إبتعدت هى سريعاً بعدما تلطخت وجنتها بحمرة قانية…ثم ركضت خارج الغرفة…

ليجلس هو متنهداً…مسح على خصلاته البنيه…وقال بهدوء

-ربنا يقدرني وأخليكي تثقي فيا تاني…..

***************************

وقفت هايدي تنتظر والديها القادمان من أستراليا بعد رحلة سياحية أستغرقت أسبوعان…لمحت والديها القادمان من بوابة الإنتظار..لوحت لهما بيديها وعلى وجهها إبتسامة متوترة…إقترب منها والديها ليحتضناها بشوق لتقول هايدي

-حمدالله ع السلامة

والديها : الله يسلمك يا هايدي

ردت وهى تلف يدها خلف ظهر والدها : ها جبتولي إيه

والدها ماجد : يوووووه جبنالك كتير..القمر يأمر

إبتسمت هايدي وقالت لوالدتها : وأنتي يا مامي جبتيلي إللي قولتلك عليه

هدى بـ إبتسامة : وأنا أقدر أنسى

ساروا ثلاثتهم…ثم توجهوا ناحية السيارة ثم دلفوا جميعاً…لتتنحنح هايدي لتقول بعد توتر

هايدي : مامي..دادي…كنت عاوزة أقولكوا حاجة كدا

إنتبهت حواس كلاً من هدى و ماجد ليقول ماجد بجدية

-في إيه يا هايدي

نظرت هايدي لوالدها..ثم قالت بنبرة خافتة متوترة

-مامي..دادي أنا متقدملي عريس

نظر لها ماجد بغموض وقال : مين يا هايدي

قاطعت رد إبنتها لتقول : عريس!!من أمتى

ماجد وهو ينظر لزوجته : أستني يا هدى

زفرت هايدي بضيق وقالت : ممكن أخد فرصتي فـ الكلام..

أخذت نفس عميق ثم زفرته على مهل وقالت بسرعة

هايدي : طارق ابن الدكتور محي…..

أعلن قرص الشمس الرحيل…ليحل الظلام ويظهر القمر بدراً…ليلة هادئة..وأجواء مناسبة لليلة رومانسية….

طرقات هادئة على باب غرفتها تبعها صوت السيدة الحنون وهي تقول

رحمة : إسراء يا بنتي أدخل!!

جاءها صوت إسراء وهى تقول : تعالي يا دادة

دلفت رحمة وعلى وجهها إبتسامة عذبة وبيدها عُلبة كبيرة مُحاطة بشريط من الستان الناعم من اللون الأحمر..لتقول بهدوء

رحمة : حبيبتي دي جاية عشانك

عقدت إسراء ما بين حاجبيها وقالت بـ إستنكار : ليا أنا!!

رحمة ومازالت تلك الإبتسامة العذبة : أه..و رائف بيه مستنيكي تحت..

قالت كلماتها..وضعت العُلبة على الفراش ومن ثم رحلت دون إضافة كلمة أخرى…

إتجهت إسراء ناحية الفراش وجلست عليه.. ثم فتحت العُلبة..وأخرجت الثوب..ذاك الذي أبتاعه رائف لها..ثم أخرجت محتويات العُلبة من حجاب يناسب الثوب وحذاء ذا كعب عالي نسبياً..و ورقة مطوية..كُتب بها بضع كلمات

“ممكن تقبلي برقصة معايا الليلة تحت ضي القمر؟!!..مستنيكي”

قرأت الكلمات وبدأت ضربات قلبها تتصاعد شيئاً فشيئاً..ليعزف معزوفة مُبهمة….أختلجت مشاعرها…

نهضت بعد تفكير عميق ثم إرتدت ثوبها المُنمق أو كما أطلق عليه رائف”زهرة زهرتي”…لم تفهم معناها ولكن يبدو أنه أنتقى ذاك الاسم لشئ قد أحتفظه لنفسه…وضعت حجابها..ولا بأس من بعض مستحضرات التجميل البسيطة…التي أبرزت جمالها البرئ…

بالأسفل

كان رائف ينتظر على أحر من الجمر ليرى جميلته…زهرة…

لم يختلف هو تأنقه…فكان يرتدي حلة سوداء ومن أسفلها قميص أبيض..مفتوح أول أزراره..وشعره الذي صففه بطريقة جذابة…

أخذ يزرع أمام الدرج ذهاباً و إياباً فهى مُنذ ساعتين لم تخرج…وظل يزفر في ضيق وبدأ اليأس يتسلل إلى داخله..قطع عليه توتره صوت الهاتف الذي صدح في جيب بنطاله ليجد أخيه طارق يتصل به..فتح الخط ثم وضعه على أذنه وقال

رائف : أيوة يا طارق

طارق : رائف..بقولك ينفع أجي بكرة نتكلم

رائف بجدية : لأ..ومش المفروض تيجي النهاردة

تنحنح طارق وقال : تيتا تعبت فـ معرفتش أجي

رد عليه ببرود قاتل : أها..ماشي

طارق بنبرة متعصبة : هو إيه اللي أها ماشي

رد عليه بلا مبالاه : عايزني أقول إيه

طرقات كعب أنثوي رقيق يدق على الأرضية الرخامية..رفع أنظاره ليُسلطها على زهرته..التي خطفت أنفاسه وأذهبت بعقله بعيداً..وقفت أعلى الدرج ونظرت له ولم تتحدث…بينما هو أغلق الهاتف مع طارق متعجلاً

-أقفل يا طارق دلوقتي…

ثم صعد الدرج في خطوتين…وقف أمامها وعيناه تلتهمان وجهها …أما هى فـ أخفضت وجهها أرضاً..وضع أنامله أسفل ذقنها ورفعه ثم قال بنبرة متيمة

رائف : متحطيش وشك فـ الأرض..متحرمنيش من جمالك

صوت ضربات قلبها..تتعالى شيئاً فشيئاً..أقترب رائف بوجهه من وجهها..ملس على وجنتها بأنامله الخشنة..ثم سلط أنظاره على شفتيها…كل ذلك وهى مستسلمة بلا سبب..

أقترب بشفتيه قليلاً…وقال بهمس

-عمري ما قلبي دق لغيرك….

أقترب أكثر ثم…ما من ثم…أمتص رحيق شفتيها بشفتيه..أغمض عينيه مستمتعاً بذلك القرب..سحر خاص بها يجذبه لها…قُبلة رقيقة مستبعدة تماماً عن شهواته…فقط تعبير عن حبه بل وعشقه الأبدي لها…

إبتعد عنها ثم فتح عيناه لتتسلط زرقتيه على جفنيها المغلقين و وجنتيها المشبعة بحمرة قانية..مشهد لم يراه ولن يكرره الزمن…نادها بصوت خافت

رائف : إسراء

إسراء بشرود : ها

إبتسم رائف وقال : يلا

أماءت بخفوت وهى لا تزال مغمضة العينين..ضحك هو وقال

-هتمشي إزاي وإنتي مغمضة

فتحت جفنيها بسرعة ثم قالت بتلعثم

إسراء : أنا..مش..مش مغمضة أنا..مفتحة أهو

قهقه رائف بشدة وقال

-خلاص يا حبيبي مصدقك..

ثم أمسك كفها بكفه…وسار بهدوء معها…خطى للخارج معها..سلط عيناه عليها ليرى إنفراج فاها إعجاباً

فكانت الحديقة مزينة ببراعة أضواء بيضاء وصفراء خافته…زهور بيضاء تُزين طاولة في المنتصف…موسيقي فرنسية هادئة..والمكان يخلو عاداهما….

وزعت أنظارها لما حولها ثم قالت بحماس طفولي

-جميلة أوي

رفع كفها ولثمه برقة وقال : أنتي أجمل

نظرت له وإبتسمت دون أن ترد..أمسك كفها وقال

-تسمحيلي بالرقصة دي يا سنيوريتا

قالت بخجل : أها

أخذها إلى منتصف الحديقة وتمايل معها بخفة..فراشتان ترفرفان بأجنحتهما…عيناه لم تنخفض عنها ربما أخر ليلة يقضيها معها..تحدث رائف في ظل ذلك الصمت بصوت خافت

-مبسوطة!!

سكتت دون رد…تنهد هو ثم قال

-لسه مش بتثقي فيا

ردت عليه بجمود عكس ما بداخلها : الثقة مش بتيجي فـ لحظة

ليرد هو بضيق طفيف : حتى لو عرفتي الحقيقة

لترد إسراء بسرعة : حتى لو عرفت الحقيقة…أنا شوفت جانبك الحقيقي ودا خوفني من رائف ورأفت قبله

صمت رائف بعد ذلك الحديث..ليجد حارسه يدلف ووجهه لا يبشر بالخير..إبتعدت إسراء بضع خطوات..بينما مال الحارس على أذنه وهمس ببضع كلمات جعلت وجهه ينقبض..ثم قال بغموض

-خليه يتفضل

ذهب الحارس ثم بعد دقائق عاد ومعه رجال يرتدون أزياء رسمية تدل على أنهم من جهاز الشرطة..تقدم رائف وقال بجمود

-خير يا حضرة الظابط

الضابط : لا مش خير…مطلوب القبض عليك

قطب ما بين حاجبيه وقال بثبات : ليه

الضابط : فـ القسم هتعرف

رد عليه بصرامة : مش هتحرك من هنا غير لما أعرف ليه

زفر الضابط بضيق وقال : متقدم في حضرتك بلاغ..بعملية خطف……..

الفصل الثامن عشر من هنا


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1