رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثالث (ولعشقها ضريبة) الفصل التاسع والعشرون
بيني في الحب وبينك...ما لا يقدر واشٍ أن يُفسده...
توجه إلى المشفى بعدما ترك ذلك المنزل ثم إتجه إلى غُرفتها..كان قميصه مُتسخ وملوث بـ دماء جلال..فتح الباب ليجدها تستند بـ ظهرها إلى الفراش..إبتسم بـ خفوت ودنى منها
إستدارت بـ رأسها تنظر إليه لتتسع عيناها وتصدر منها شهقة فزعة لما رأته..نهضت سريعًا ثم تساءلت بـ هلع وهى تفحص جسده
-إيه اللي حصل!!..مين عمل فيك كدا!
-إبتسم بـ دفء وقال:متخافيش دا مش دمي
-أومال دم مين!!..رد عليا يا صابر...
وضع يده على فاها ثم وضع يده الأُخرى على وجنتها يُلمس عليها بـ حنو قائلًا
-ممكن تهدي شوية!!..ممكن؟!...
أومأت بـ رأسها ليُبعد يده عن فاها ليُمسك يدها يجذبها إلى الفراش ليجلس ثم أجلسها على قدميه وتشدق
-الكابوس خلص يا بسنت..ومعتش فيه داعي تخافي
-بهت وجهها فجأة وتساءلت:مش فاهمة تقصد إيه!
-وضع جبينه على جبينها وهمس بـ إبتسامة راضية:لأ فاهمة..وبقوبك معتش فيه جلال
-سألته بـ نبرة مشدوهة وقلب يخفق بـ عنف:قتلته!!!...
أومأ بـ رأسه ثم قبّل وجنتها قبل أن تضرب كِلا كتفيه قائلة بـ أنين مُتألم
-غبي..ليه عملت كدا!..ليه وديت نفسك فـ داهية عشان واحد ميسواش!
-رد عليها بـ حدة:عوزاني أشوف مراتي فـ الحالة دي وأسكت!..لو الكلب دا مفكر إنه يفضل يخوفك أو يفضل يأذيكي ومش هقرب تبقي غلطانة
أمسك يدها يمنعها من ضربه ثم أكمل حديثه الشرس
-أخرته لازم تبقى كدا..واحد زيه كان المفروض يحمد ربنا إنه لسه عايش يوم ما مسكناه..لكن ربنا إداله جبروت فـ فكر يفتري بيه على الناس..منتش هسيبه يأذيكي لو رجع بيا الزمن مرتين يا بوسي هقتله تاني وتالت
-أجهشت بـ بُكاء:هتسبني يا صابر!!
-قُل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا يابسنت...
إحتضنته بـ قوة دافنة وجهها بـ عنقه وهو بادلها الإحتضان وهو يشتم رائحتها فـ ستكون أخر مرة..بكت بـ شدة وقد بدأ يتنفض جسدها..ليُشدد يداه حولها ثم همس بـ إبتسامة
-خلاص بقى يا بسنت..ربنا مبينساش حد..متخافيش
-هتسبني يا صابر ومش هشوفك تاني
-مازحها قائلًا:ليه الفال دا بس!!...
أبعدها عنه يُحاوط وجهها بـ حنو ثم لثم جبينها و وجنتيها ليهمس قبل أن يقترب من شفتيها
-بحبك...
ودون أن يسمح لها أن تقول وأنا كذلك..ليقبض على شفتيها بـ إشتياق وكأن حياته تعتمد عليها..إبتعد عنها ليضع أنفه على جبينها يشتمها بـ عمق قائلًا
-خلي بالك من نفسك يا بسنت..هحاول أرجعلك...
ثم أنزلها إلى الفراش يضعها عليه وهى مُنخرطة بـ بُكاء مزق نيّاط قلبه ليُقبل جبينها مرةً أخرى ثم رحل قبل أن يضعف ويبقى
إتجه إلى سيارته وعزم النية على التوجه إلى قسم الشُرطة والإعتراف بما إقترفته يداه..وبـ الرغم من إفتراقه عن زوجته إلا أنه لم يشعر بـ الندم ولو مثقال ذرة..فـ هو من حسم نهايته
*************************************
كانا يتمددان على الأرض العُشبية وخلفهما صخرة تظل عليهم..يضع يده أسفل رأسها ويده الأُخرى تُمسك كفها الصغير يضعها على خافقه..مُبتسم الثغر..نادها بـ صوته الرخيم ويده التي أسفل رأسها تُداعب خُصلاتها
-روجيدا!!
-همهمت روجيدا:اممم
-إبتسم وقال:بحبك...
ضحكت قبل أن تتكئ على مرفقها ويدها الأُخرى تتجه إلى صدره تضعها عليه ثم همست وهى تبتسم بـ عذوبة
-وأنا بموت فيك
-نظر إليها جاسر بـ عمق وتساءل:بتحبيني أد إيه!
-إتسعت إبتسامتها قائلة بـ مُزاح:أد البحر وسمكاته القرش والحيتان
-ضحك وقال بـ سخرية:والله!!..إيه الحب الدموي دا؟
-أخرجت له لسانها قائلة:عشان تعرف بس إن حبي ليك مش عادي..محدش بيحب زيي
-عض وجنتها بـ لطف وقال:يا شيخة!!..طب أنا عاوز إثبات
-رفعت حاجبيها وقالت بـ تعجب:هنا!!..هو أنت عادي كدا؟...
نهض بـ جزعه العلوي ونظر حوله ليقول بـ إمتعاض
-يعني أنتي شايفة حد هنا مثلًا..ما الدنيا براح قدامك أهي
-رددت بـ إستنكار:براح!!..نفسي أفهم أنت بتجيب الكلام دا منين!!...
دفعها على الأرض بـ خفة وتمدد عليها قائلًا بـ مكر
-تعالي أوريكي أنا جايبه منين
-هتفت بـ تحذير:جاسر أوعى..هصوت وألم عليك الحيوانات
-رفع حاجبيه بـ إستنكار ثم قال:حيوانات!!..ما دا أخرك..وصدقيني هيجيلك أرنب ولا قطة
-ضربته بـ خفة على صدره وهتفت بـ عبوس:طب أوعى عشان أنت رخم...
حاولت دفعه ولكنه كان يميل عليها أكثر ليقول بـ إبتسامة لعوب
-إيه رأيك نلعب شوية رياضة ضغط!!
-صرخت بـ خوف ثم هتفت:لا والله أنت اللي هتجبلي الضغط..يلا نروح
-إبتسم بـ مكر وقال بـ نبرة أمكر:صح يلا نروح
-توجست من إبتسامته ونبرته قائلة بـ ذعر:أستر يارب..مبرتحش للإبتسامة دي...
لم يرد عليها بل أمسك يدها وجذبها إليه لتنهض..صعد هو إلى ظهر جواده ثم عاونها على الصعود..أجلسها بـ نفس الوضعية السابقة..يد حول خصرها والأُخرى تُمسك اللجام..ضرب الجواد بـ قدمه ليخرج من الجواد صهيل مع إرتفاع قدميه الأماميتين ثم بدأ بـ الركض
تمسكت روجيدا به بـ قوة تدفن وجهها بـ صدره خوفًا من السقوط..حتى وصلا إلى المنزل..تنفست الصعداء لتهبط بـ مُساعدته وتتحرك خطوتين إلى الخلف..سمعته يقول دون أن يهبط
-إسبقيني على البيت وأنا هدخل الحصان وأجي...
أومأت بـ رأسها ثم دلفت إلى المنزل..لتجد فاطمة تجلس على الأريكة تنتظرهما..وعندما رأت روجيدا التي تسمرت مكانها نهضت وإبتسمت بـ توتر ثم هتفت
-روجيدا يا بنتي..حمد لله ع السلامة..كنتو فين!
-أجابت روجيدا دون النظر إليها:جينا لاقينا حضرتك نايمة فـ خرجنا شوية عشان منزعجكيش...
أومأت فاطمة بـ رأسها ثم تقدمت منها بـ تردد و روجيدا تتحاشى النظر عليها..ولكنها إلتفتت على يده فاطمة الحنونة التي تُدير رأسها إليها تسألها بـ نبرة نادمة
-لسه زعلانة مني يا روجيدا!...
لم ترد عليها روجيدا بل ظلت تنظر إليها دون تعبير..لتقول فاطمة بـ نبرة مُتأسفة
-مكنش قصدي أمد إيدي والله..بس من حرقتي على إبني..عارفة يعني إيه إبني!..يعني شاب فـ التلاتينات تجيله جلطة مرة وتانية كانت على وشك...
وأيضًا لم ترد روجيدا ولكنها شعرت قليلًا بـ الحزن لما أصاب جاسر..لتعود فاطمة تقول بـ نبرة تتآكلها الذنب
-طب يارب إيدي تتقطع ولا أضربك تاني
-هتفت روجيدا بـ عصبية:متقوليش كدا تاني يا طنط..هزعل منك والله
-إبتسمت بـ حنو وقالت:يعني مش زعلانة مني!!
-وتزعل منك ليه يا أمي!!!...
أتاهم صوت جاسر الذي تساءل بـ حاجب معقود عندما سمع أطراف الحديث..حمحمت روجيدا وقالت
-لأ مفيش حاجة يا حبيبي آآ
-قاطعها جاسر بـ حزم وهو يقول:أنا بسأل أمي يا روجيدا...
إمتعضت ملامح روجيدا بـ ضيق لينظر جاسر إلى والدته وتساءل
-مقولتليش يا أمي..روجيدا تزعل منك ليه!!...
تنفست فاطمة وقصت عليه ما حدث يوم المشفى..رأت روجيدا عيناه تتوحش بـ قسوة ثم هدر
-أنتي إزاي تعملي كدا يا أمي!..دي روجيدا عارفة يعني إيه!...
شد على خُصلاته وأكمل بـ نبرة أقوى
-لولاها كان إبنك ميت دلوقتي..هي اللي جابتني من وسط النار..وهى اللي إدتني حتها منها عشان أعيش..أنا عايش بسببها بعد ربنا..إزاي تفكري تمدي إيدك عليها!
-أمسكت روجيدا ذراعه وهتفت بـ حدة:خلاص يا جاسر..مينفعش اللي بتعمله دا..دي مهما كانت مامتك ولو عملت أكتر من كدا متقدرش تتكلم...
نظر إليها يتنفس بـ حدة ثم عاد يلتفت إلى والدته وقال بـ حسرة
-خيبتي ظني فيكي يا أمي...
قالها ثم تركها ورحل..لتُخفض فاطمة رأسها بـ حزن..ربتت روجيدا على ظهرها وقالت بـ حنو
-متزعليش منه يا طنط فاطمة..معلش أكيد مش قصده
-بس هو عنده حق
-تنهدت روجيدا قائلة:قولنا خلاص يا ست الكل..أنا أصلًا مش زعلانة..وجاسر شوية وهيروق لوحده..متزعليش بقى
-أومأت فاطمة بـ رأسها وقالت:طيب روحيله يا حبيبتي..عما أعمل الغدا...
أومأت بـ أبتسامة وقبّلت رأسها قبل أن تتجه إلى المكان الذي إختفى به جاسر
دلفت إلى تلك الغُرفة التي لم تنتبه إليها وهى تتفحص المنزل..تنهدت وهى تضع يدها بـ خصرها..كانت الغُرفة مُجهزة بـ آلات رياضية كـ التي بـ القصر..إبتسمت وهى تراه يتقدم من زاوية يرتدي بنطال رياضي وجزعه العلوي عار
تقدمت منه وقبل أن تتفوه بـ حرف هتف بـ جفاء
-مش عاوز أسمع كلمة بـ خصوص الموضوع دا...
لوت شدقها وهى تزفر بـ ضيق..تقدم هو ثم جثى أرضًا..وبدأ بـ رياضة الضغط وهى تستمع إلى تنفسه القاسي كـ ملامحه..تنهدت بـ حرارة لتملع بـ رأسها فكرة..إبتسمت وإتجهت إلى تلك الزاوية التي خرجت منها..إبتسمت بـ سخرية وهى تجد ما توقعته..بدلت ثيابها ثم عادت إليه
نظر إليها بـ طرف عيناه وهي تتهادى بـ سيرها وتلك الثياب التي أظهرت مقوماتها الفتاكة..صدرية رياضية سوادء تصل لما بعد صدرها بـ قليل وسروال رياضي يصل إلى مُنتصف ساقيها..كانت فاتنة..مُهلكة لأنفاسه التي تسارعت بـ حدة وهو يُزمجر قائلًا
-عاش يا وحش...
ضحكت وهى تتجه إليه..لتجلس بـ جانبه وتهمس بـ لوعة
-ممكن تعلمني يا جاسر!!
-هتف بـ غضب:أمشي من وشي يا روجيدا
-مطت شفتيها بـ حزن مُصطنع:بقى كدا!!.طيب...
ثم جلست بـ جانبه بـ إمتعاض وهو أكمل رياضته بـ عنف أكبر يكبح جماح أفكاره حاليًا..ظلت روجيدا فترة على ذلك المنوال حتى أصابها الضجر لا هي تتحدث ولا هو يلتفت بل يزداد قوة وسرعة..لتهتف بـ غيظ
-ما خلاص بقى يا جاسر الله..إذا كانت صاحبة الشأن مش زعلانة...
لم يرد عليها لتنهض ثم تجلس على ظهره ظنًا منها أنها ستوقفه..ولكنه إزداد سرعة وهو يهتف بـ مكر
-لو فاكرة بـ اللي أنتي لابساه دا هتأثري عليا..تبقى غلطانة
-عقدت ذراعيها أمام صدرها وردت بـ خبث:بجد!!...
ثم مدت يدها تُداعب مُؤخرة عنقه لتسمع يسب بـ خفوت..لتضحك وتزداد سمعته يُزمجر بـ نفاذ صبر
-أنتي اللي جبتيه لنفسك...
عقدت حاجبيها قبل أن يميل بـ جسده إلى الجانب لتقع هى..وقبل أن تعي ما يحدث كان هو يعتليها..يضع يداه حول رأسها يستند بهما..إتسعت عيناها بـ قوة وهي ترى إبتسامة ماكرة تعلو شفتيه وهمس بـ نبرة لعوب
-هي الرياضة إحلوت كدا ليه!
-أشارت بـ سبابتها بـ وجه بـ تحذير:جاسر إوعى تعمل حاجة..مامتك ولا بنتك تدخل
-إبتسم بـ خبث ثم همس بـ أُذنها بـ براءة:أنا بس هكمل الضغط...
إرتفع ينظر إلى عيناها التي تُطالعه بـ هلع ثم قال وهو يتلاعب بـ حاجبيه
-بس بـ ضمير شوية
-صرخت بـ توجس:جاسر!!!...
ولكن قد سبق سيف العزل..ليبدأ جاسر بـ رياضة الضغط بـ "ضمير"..وعند كُل إنخفاضة كانت شفتيه تقوم بـ واجبها..قُبلة خفيفة وأُخرى عميقه على شفتيها..و فراشات رقيقة على وجنتيها وعنقها وجفنيها وأعلى حاجبيها..وهى تُقهقه بـ سعادة
نهض عنها وجذبها ثم قال بـ نفس إبتسامته اللعوب
-نجري بقى شوية..الجري مُفيد...
جذبها خلفه ليصعد إلى آلة الركض وبدأ بـ تشغيلها..وضعت يدها بـ خصرها وتساءلت
-هنجري إزاي أنا وأنت!!
-غمزها قائلًا:إهدي بس وأنتي تعرفي...
شهقت وهو يحملها من خصرها..ليجعل قدميها تلتف حول خصره وهو يضع يده أسفلها حتى لا تسقط..صعد إلى الآلة و بدأ بـ الركض..وضعت روجيدا يدها حول عنقه ثم قالت وهى تنظر إليه بـ نصف عين
-هو كدا بنجري!
-إبتسم بـ خبث قائلًا:إيه رأيك!!
-ضحكت بـ قلة حيلة قائلة:حلوة أوي...
لثم وجنتها ويده كل حين وأخر تُداعب عنقها فـ تُقهقه بـ سعادة..لتسأله فجأة
-لسه زعلان من مامتك!!
-إبتسم وقال بـ حنو:أنا مقدرش أزعل منها..بس زعلت عشان ضربتك مش أكتر..بس عمري ما أزعل منها أبدًا يا روجيدا دي أمي
-قبّلت وجنتها بـ عمق وقالت:ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش من حنيتك علينا
-ضحك وقال:بس مش التاني يزعل!
-ضحكت بـ صخب وقالت:هاته يا سيدي عشان ميزعلش...
أدار وجهه لتُقبل وجنته الأُخرى..ثم أشار بـ يده على فاه بـ إبتسامة لتعود وتضحك لتضع شفتيها وتُقبله بـ رقة
أطفئ الآلة ثم تمدد على ظهره أرضًا وقال
-دلوقني بقى نعمل تمارين للسمانة
-قطبت حاجبيها بـ عدم فهم وقالت:سمانة إيه!!
-ضحك وقال:هاتي بس إيدك وملكيش دعوة...
تحركت لتُعطيه يدها ولكنه نفى قائلًا
-لالا..خليكي واقفة قدام رجلي
-مطت شفتيها ثم قالت وهى ترفع منكبيها:طيب...
وقفت أمامه لتُعطيه يدها .. أمسك هو خاصتها ثم وضع قدميه أسفل معدتها..ليرفعها فـ صدرت عنها شهقة ثم ضحكة وهى تراه يرفع ساقه ثم يُخفضها بها..ضحكت بـ صخب وهو يُعيد الكرة ولكنه يُدنيها منه أكثر كي يحصل على قُبلة منها..ضحك بـ سعادة وهو يسألها
-مبسوطة!!
-صرخت هى الأُخرى بـ سعادة:جدًا...
تناثرت خٌصلاتها مما يفعله..ليتوقف أخيرًا عما يفعله و يضعها على صدره..أبعد خُصلاتها وحاوط ظهرها وهى بـ المثل رتبت خُصلاته المُبللة إثر العرق ولم يزده سوى جاذبية وإثارة..لتقول بـ عبوس
-هو أنت لازم تكون حلو كدا!!..يعني بتكبر وبتحلو دا إيه دا!
-داعب أنفه بـ أنفها قائلًا:والنبي أنتي اللي حلوة وجننتي أمي والله
-قبّلت طرف شِفاه السُفلى وهمست بـ مكر:بس أستاهل أجننك ولا لأ!!
-رد إليها قَبلتها بـ المثل قائلًا:تستاهلي وتستاهلي وتستاهلي
-هو أنا قولتلك بحبك!
-إبتسم بـ حب قائلًا:أها قولتي
-وضعت أنفها بـ عنقه قائلة:معنديش مانع أقولها تاني...
**************************************
مدّ الضابط يده بـ ورقة ثم تشدق بـ جدية
-وقع على أقوالك...
جذب صابر الورقة بـ صمت و وقع بما إعترف به..أعادها إلى الضابط الذي هتف وهو يضع يده على المكتب
-حضرتك جيت وإعترفت..و وقعت على أقوالك..إحنا هنبعت قوة للبيت تشوف الجثث اللي سيادتك بتقول قتلتها
-تساءل صابر بـ جمود:حضرتك مش مصدق!...
أعاد الضابط ظهره إلى الوراء يستند على ظهر المقعد بـ إريحية ليهتف بـ سخرية
-لأ طبًعا مصدقك بس دا شغلنا
-أومأ صابر وقال:أنا عاوز أعمل مكالمة..مش من حقي طبعًا!!
-إبتسم الضابط قائلًا بـ تهكم:طبعًا يا أستاذ..دا حقك وإحنا بنتعامل بـ القانون...
تجاهل صابر نبرة السُخرية بـ حديث الضابط ليتجه إلى الهاتف ويتصل بـ أمجد الذي رد قائلًا
-ألو..أيوة مين معايا!
-تحدث صابر:أنا صابر يا متر
-عقد أمجد حاجبيه وتساءل بـ تعجب:صابر!..بتكلمني منين!
-من القسم
-إنتفض أمجد قائلًا بـ هلع:قسم!!..ليه!...
قص عليه صابر ما حدث ليرد أمجد بسرعة وجدية
-أنا جايلك حالًا متقلقش...
ثم أغلق الهاتق لتتساءل عنيات وهى ترى أمجد يهرع لكي يُبدل ثيابه
-رايح فين يا أمجد!!
-أتاها صوت أمجد من الداخل:رايح القسم يا عنيات..صابر هناك
-تساءلت بـ قلق:ليه خير!!...
دلف خارج الغُرفة وإتجه إليها يُلملم حاجياته ثم تشدق
-الغبي قتل وراح سلم نفسه
-شهقت عنيات قائلة بـ فزع:قتل!!..مين طيب وليه!
-أغلق حقيبته وقال:واحد اسمه جلال..كان بيجري ورا مراته من مدة ورجع يطاردها تاني..أنا ماشي هروح أشوفه...
أومأت ليرحل هو مُتجهًا إلى القسم بعد قيادة خمسٌا وثلاثون دقيقة وصل إلى وجهته..ليصعد فـ وجد الضابط يجلس عرف عن نفسه وتشدق
-عاوز أشوف موكلي لو سمحت
-تأفف الضابط قائلًا:حاضر يا سيدي...
أمر الضابط بعض الحرس لكي يجلبوا صابر..وعندما دلف عانقه أمجد قائلًا بـ نبرة مُنخفضة
-متخافش هتخرج
-رد بـ عدم إهتمام:ولا مخرجش..الـ*** يستاهل...
زم أمجد شفتيه بـ ضيق ليُشير إليه بـ الجلوس ليبدأ حديثه مع الضابط الذي قال بـ برود
-حضرتك إحنا مستنين القوة اللي بعتناها تتأكد من كلام موكلك..يعني مفيش أي حاجة هنتكلم فيها إلا لما تنأكد إن فيه جثث ساعتها هنفتح محضر رسمي
-بس أنت مضيته على أقواله!!
-رفع منكبيه بـ عدم إهتمام:ممكن أقطعها قدامك..عادي يعني كله لسه بين إيديا..لما أمسك دليل ملموس بـ إيديا ساعتها هنفتح محضر رسمي وننبسط كلنا...
نظر إليه أمجد بـ إزدراء قبل أن ينظر إلى صابر الذي بدى شاردًا عما يحدث حوله
بعد مدة من الصمت سمعا صوت طرقات و بعدها أحدهم يدلف ليتساءل الضابط بـ إهتمام
-ها يابني لاقيته إيه!
-رد عليه الأخر بـ إحترام:تمام سعادتك..ملقناش حاجة على العنوان دا يا باشا..الشقة كانت فاضية...
**************************************
ركضت الصغيرة تجذب يد أبيها الذي إستفاق للتو من النوم هاتفة بـ حماس
-تعالى يا بابي..إتفرج معانا على الكارتون الجميل دا
-حملها جاسر ثم قال وهو يُقبل وجنتها:حاضر يا عيون بابي...
ثم توجه حيث تجلس والدته و زوجته..توجه إلى روجيدا يجلس بـ جانبها و وضع طفلته على ساقيه ولكنها جلست أرضًا أمام وجبتها المُفضلة "كورن فليكس"..نظر إليها جاسر بـ تهكم ثم تشدق
-هو إحنا مش هنخلص من لعنة الكورن فليكس دا!!...
أشارت بـ يدها نافية لتضحك روجيدا فـ همس بـ تعجب
-البت مبتردش عليا!..وبتشاورلي!!
-ردت روجيدا قائلة:أصلها بتحب الكارتون دا...
رفع حاجبه بـ تعجب ليسأل الصغيرة جُلنار بـ سخرية
-كارتون إيه دا يا جوجو!
-ردت عليه جُلنار بـ حماس:روبانزل يا بابي
-عقد حاجبيه وتساءل:روبانزل إزاي يعني!!...
نهضت الطفلة ثم قالت بـ حماس وهى تُلوح بـ يدها
-الأميرة المخطوفة يا بابي..اللي حبت يوجين الحرامي
-رفع حاجبيه وتساءل بـ إمتعاض:وأنتي يا مفعوصة بتتفرجي على الكلام دا ليه!!
-وضعت يدها بـ خصرها وقالت:بحب أتفرج عليه..عشان يوجين والحصان ماكسمويس وروبانزل كمان..شعرها طويييل أوي عاوزة شعري يبقى زيه...
ثم عادت تلتفت إلى التلفاز..لينظر جاسر إلى روجيدا التي تكتم ضحكاتها ثم هتف بـ عدم تصديق
-إيه البت دي!!..مش ممكن تكون طفلة..الكورن فليكس والكارتون لحسو عقلها دا لو كان عندها يعني...
ضحكت روجيدا على زوجها..ليهز رأسه نافيًا ليجذبها إلى أحضانه وتابع معهم "روبانزل" عزيزة طفلته..بعد فترة إلتفتت جُلنار إلى والديها وقد بدى عليها التفكير لتسألها روجيدا
-مالك يا جوجو!!...
صعدت الصغير بـ المُنتصف لتجلس على قدمي والدها و والدتها ثم قالت وهى تعد على أصابعها
-المكلة في الكارتون جابت روبانزل بنوتة..ومامي جابتني وأنا كمان بنوتة..ونادين كمان هتجيب بنوتة
-تلاعبت روجيدا بـ خُصلاتها وتساءلت:طب وفيها إيه!
-مطت شفتيها وقالت:يعني البنوتات بتجيب بنوتات زيها..وأنا عاوزة ولد...
نظرت إلى أبيها ثم قالت بـ براءة
-بابي هاتلي ولد
-إنتفض هاتفًا بـ فزع:نعم يا روح أمك بتقولي إيه!
-أعادت حديثها قائلة وهى تُشير بيدها:يا بابي..البنوتات بتجيب بنوتات والولاد بيجبوا ولاد..عشان كدا أنا عاوزة منك تجبلي ولد...
إنفجرت روجيدا ضاحكة هى و والدته وهما تريان وجه جاسر قد إحمر غضبًا ليهدر بـ الصغيرة
-بت أنتي كملي الفيلم بدل أما أديكي بـ الرجل أرجعك بطن أمك...
إمتعضت ملامح الصغيرة بـ غضب وقالت بـ حنق طفولي
-أنا مش عاوزة منك حاجة..ومش هقولك يا بابي تاني...
ثم هبطت تجلس على الأرض وتُكمل وجبتها..رفّ جاسر بـ عيناه ونظر إلى روجيدا التي أدمعت عيناها ضحكًا ثم قال بـ عدم تصديق
-البت معندهاش دم..زعقت فيها ومعيطتش...
نظر إليها ثم همس وهو يُحرك رأسه بـ قلة حيلة
-أنتي طينتك إيه بـ الظبط!
-ردت روجيدا من بين ضحكاتها:طينتها الصياد وأبوها جاسر مستني منها إيه!
-عندك حق..أنا مش متربي ولا عرفت أربي بنتي...
***************************************
كانت تجلس أمام النافذة بـ شرود..تضم ساقيها إلى صدرها دون حديث..إستمعت إلى صوت أبيها وهو يقول بـ حنو
-مالك يا مروة!!..من ساعة مكالمة الصبح وأنتي مش مظبوطة!...
إلتفتت إليه وإبتسمت ثم جذبت يده تُقبل ظاهرها وقالت بـ رقة
-مفيش حاجة يا بابا
-جلس بـ جانبها وتساءل:مفيش إزاي!!..هو أنا مش عارف بنتي!..إحكي يا حبيبتي يمكن نعرف نحب المشكلة سوا...
زفرت مروة بـ حرارة لتضع يدها أسفل وجنتها وقالت بـ حزن
-أنا غلطت يا بابا
-تنفس بـ عمق وقال:كلنا بنغلط يا حبيبتي..بس المهم نتعلم من الغلط
-بس أنا لعبت بـ مشاعر حد
-تساءل بـ هدوء وهو يعلم من:مين هو!
-ردت عليه:مش مهم مين..المهم إني حاسة بـ الذنب...
ربت على خُصلاتها ثم لثم جبينها وقال
-غلطتي غلطة كبيرة ولا تصلحيها..إنك تحسي بالذنب دي بداية حلوة يا مروة..الأهم من دا الشخص اللي لعبتي بمشاعره دا بتحبيه!
-إبتسمت وقالت:أوي يا بابا..من أول مرة شوفته
-إبتسم وقال:يبقى هو لو بيحبك هيسامحك...
بعدها سمعا صوت طرقات لينهض منصور ويفتح الباب..ما أن سمعت صوت ضحكاته على الباب حتى نهضت بـ فزع..لتدلف إلى غُرفتها تجلب الوشاح و تضعه على رأسها بـ إهمال ثم دلفت إلى الخارج
عندما نظرت إليه..لمحت إبتسامة دافئة إرتسمت على وجهه..لتبتسم هى الأُخرى..تقدمت منه ثم قالت بـ خجل
-منور يا شريف باشا
-رد بـ هدوء:دا نورك يا أنسة مروة
-تنحنح منصور وقال:إقعد يابني واقف ليه...
جلس شريف لتتجه مروة إلى المطبخ وتقوم بـ إعداد الشاي..عادت لتضع الكؤوس أمامهم وجلست جانب أبيها..ظل شريف ينظر إليها بـ الخفاء بـ إبتسامة
تنحنح منصور ثم تساءل
-مش ناوي تتجوز تاني ولا إيه يا شريف يا بني!!...
إتسعت عينا مروة بـ قوة وقد علق الشاي بـ حلقها غير قادرة على الحديث..ما أن لمح شريف تعابير وجهها حتى إبتسم وقال
-والله بفكر يا عم منصور
-طب والله عال..مين بقى!
-نظر إلى مروة وقال:واحدة بنت راجل طيب..محترمة..جدعة..وقفت جانبي فـ محنتي..والأهم من كل دا..فوقتني...
نظر منصور إلى مروة التي تضرجت وجنتيها بـ حُمرة خجل قانية..وقد أخفضت وجهها أرضًا ليبتسم منصور قائلًا
-طب هتتقدم أمتى!
-رد عليه بـ حماس:دلوقتي لو عاوزة
-إنتفضت بـ فزع قائلة:لأ...
إتسعت عينا شريف بـ دهشة لينهض هو الأخر ثم تساءل
-لأ إيه يا مروة!!..مش فاهم
-ردت بـ توتر وهر تتلاعب بـ أصابعها:مـ..مش بفكر فـ الموضوع دا...
تنهد شريف وقد ظن أنها خجلة مما صار..ولكنه أبتسم ثم طلب بـ إحترام من منصور
-ممكن يا عمي أتكلم معاها لوحدنا!
-اه طبعًا...
ثم نهض منصور وهو يعلم أن إبنته بـ حاجة إلى الحديث..توجه شريف إلى مروة بعد خروج ابيها ثم تشدق بـ نبرة جاهد أن تكون هادئة
-أنا جايز أكون فاجئتك بمشاعري اللي صرحت بيها فجأة..بس أنا لاقتني بحبك يا مروة والله مش عارف أمتى دا حصل..أنا فاهم إنك ممكن تفكري إني بلعب بيكي بس آآ
-قاطعته مروة قائلة:الموضوع مش كدا..أنا بس...
ثم صمتت عاجزة عن الحديث..ليحثها شريف على الحديث
-أنتي إيه يا مروة!..كملي متخافيش
-تنهدت بـ ألم وقالت:أنا عاوزة أقولك على حاجة...
بدى عليه الإهتمام لتبتلع ريقها بـ صعوبة ثم قصت عليه بـغصة..شاهدت تعابيره تتحول إلى الجمود..أخفضت رأسها ثم تشدقت بـ أسف وعبراتهت تهطل
-والله ما كان قصدي..أنا بس
-هدر بـ عنف:بس إيه!!..ها بس إيه!!..بعتك عشان تلعبي بـ مشاعري..حرام عليكي دا أنا أما صدقت أحس إني بحب بجد..وأتأكد من مشاعري كدا..بعد إذنك...
نهض لتنهض هى الأخرى بسرعة ثم هتفت بـ رجاء
-أستنى..أنا بحبك
-وقف ثم تشدق دون النظر إليها:يا خسارة..مش فـ وقتها..مع السلامة يا مروة...
قالها ثم رحل لتجلس مكانها وتبكي بـ قوة هاتفة من بين نحيبها
-بس أنا والله بحبك...