رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الرابع (أدمنتك) الحلقة الخاصة 3
الوقح_الفراولة
إرتدى ساعة معصمه الفضية التي أهدتها روجيدا إليه بـ عيد ميلاده السابق..ثم إرتدى كنزته الصوفية السوداء فوق قميصه الأبيض..وأخيرًا نثر عطره بـ غزارة
إلتقط مفاتيحه وهاتفه ليضعه بـ جيب بنطاله الچينز..اليوم واعد أبنائه بـ الذهاب إلى رحلة نيلية ثم بعدها إلى مدينة الألعاب ولكن عليه المرور إلى جامعة القاهرة ليقل زوجته
خرج من غُرفته ثم هبط إلى الأسفل ليجد والدته تجلس تحتسي كوبًا من الأعشاب..عقد حاجبيه وتساءل
-أومال فين الولاد يا أُمي!
-نظرت إليه وقالت:بيلبسوا يا حبيبي
-كل دا!!..دول داخلين على الساعتين...
ضحكت فاطمة ليزفر هو بـ قنوط ثم جلس بـ جوار والدته التي سألته
-هتفوت تاخد روجيدا!
-طبعًا يا أُمي..مش عارف بس شُغل إيه دا!
-ربتت على صدره وقالت:سبها يا حبيبي تعمل اللي هي عاوزاه..عشان متقولش إنك قتلت طموحها أو حرمتها تشتغل
-حرك رأسه نافيًا ثم قال:لأ مش كدا..روجيدا مش كدا وعارفة إني مبفكرش كدا..الموضوع كله غيرة..مفيش راجل عتقها..وكل أما أروح ألاقي مُعيد سمج ولا طالب أهطل بيحب فيها...
ضحكت والدته بـ قوة لا تُصدق ما يتفوه به جاسر..لم تعتقد أنه يغار لتلك الدرجة..زفر هو بـ نفاذ صبر وقال
-بتضحكِ!
-أسفة يا حبيبي...
قالتها ضاحكة لينهض جاسر عن المقعد عندما سمع أصوات الثُلاثي ..وقف أمام الدرج وهو يسمع حوارهم..فـ كانت چيلان المُتحدثة بـ طفولية
-الفستان دا بابي مش بيحبه بس أنا لبسته عشان هو مش بيحبه
-فـ رد جواد عليها:دا بابي هيعلقك عشان مش بتسمعي الكلام
-ملكش دعوة...
ضيق جاسر عينيه ثم أفلتت سبة من بين شفتيه..بينما جُلنار أردفت وهي تُعدل حذاءها
-كدا الشوز حلو ولا ألبس الـ blue! ...
حينها نفذ ضبر جاسر ليهدر بـ غضب
-جُلنار وبني خيبان!
-أجابه الثلاثة:أيوة يا بابي
-إنزلوا عشان إتأخرنا على أمكوا..إنزلوا بدل أما أطلعلكوا...
هبط الثلاثة سريعًا ترتسم ملامح البراءة على وجوههم..ضيق جاسر عينيه ثم أردف وهو يُشير أن يتحركوا ثلاثتهم
-إمشوا قُدامي...
توجهوا جميعًا إلى السيارة ليفتح جاسر الباب الخلفي ليجلسوا به ثم توجه هو إلى المقعد الأمامي وقاد السيارة تبعه سيارة سوداء بها الحرس الخاص به
إنطلقت السيارة وسط ثرثرة أبناءه ولكنه لم يتذمر..إلا أن جُلنار وجهت حديثها إليه قائلة
-بابي!!
-أجاب دون النظر إليها:نعم
-إرتكزت فوق رُكبتيها ثم قالت بـ حماس:عاوزين نروح سيدي جبر زي خالتو بسنت
-قطب حاجبيه وقال بـ إستنكار:سيدي إيه!
-وضحت بـ يدها قائلة:سيدي جبر يا بابي..خالتو بسنت بتروحها...
حرك فمه يمينًا ويسارًا بـ حركة شعبية ثم أردف بـ سُخرية
-سيدي جبر!..تكها وكسة على اللي عاوزة خلف من عينتك...
نظرت إليه بـ عدم فهم ليقول بـ توضيح ساخر
-اسمها سيدي جابر يا ختي..اسمها سيدي جابر
-رفعت منكبيها وقالت بـ بساطة:هي بتقول كدا...
حرك رأسه يأسًا ثم قال بـ إبتسامة صفراء
-طب إقعدي يا حبيبة أبوكِ عشان إحنا على طريق سفر...
أومأت الصغيرة ثم جلست ليُغلق جاسر حزام الأمان الخاص بها ثم أكمل قيادة بـ سرعةٍ معقولة
بعد عدة ساعات
كان يصطف بـ سيارته أمام جامعة القاهرة..نظر بـ ساعة يده فـ وجد أن موعد خروج روجيدا لم يحن بعد..زفر بـ ملل ثم قال بـ صرامة
-أنا طالع أجيب أمكوا..محدش يتحرك من العربية
-أومأ الثلاثة وقالوا:حاضر يا بابي...
ترجل من السيارة ثم أشار لحارسين أن يقفا أمام السيارة وألا يسمحا لأحد بـ الإقتراب أو ترجل أحد الصغار
دلف إلى كُلية الطب ثم توجه إلى مكتب روجيدا..كان باب الغُرفة مفتوح وأحدهم يقف أمام مكتبها يمنع رؤيتها..لذلك إتكئ إلى إطار الباب وقد أظلمت عينيه بـ شراسة وهو يستمع إلى حديث الدائر بين الطالب وبينها
-بس حضرتك يا دكتورة قولتي إن دي ملغية
-تنهدت روجيدا وقالت بـ إبتسامة:تمام هشوف الموضوع دا تاني..لأني الحقيقة مش فاكرة
-إبتسم الطالب وقال:شكرًا يا دكتورة..ياريت الدكاترة كُلهم زي حضرتك...
إتسعت إبتسامة روجيدا..فـ أكمل الطالب بـ حماس شبابي
-والله يا دكتورة حضرتك جميلة أوي وعينيكِ لونهم حلو..لو حضرتك كنتِ زميلتي كنت إتجوزت حضرتك...
تجهمت ملامح روجيدا بـ غضب وقبل أن ترد تكفلت يد دفعت بـ رأسهِ إلى المكتب فـ تأوه الطالب وخرج منها شهقة وهي ترى جاسر يكاد يُهشم عظام الطالب
-وحياة أمك...
إنحنى جاسر إلى مستواه وهدر بـ فحيح
-وربي وما أعبد لو لمحت خلقة أمك الكريمة دي فـ الكلية هنا تاني لأكون قاطع لسانك وكاسر رجليك اللي فرحان بيهم دول وعمال تتنطط...
ضغط على رأسه ثم إبتعد وعاد يهدر
-غور ياض...
جمع الطالب كتبه ثم فر من أمامه..عاد ينظر إلى روجيدا بـ عينين تقدحان شرر ليهدر بـ نبرةٍ قاتلة
-وأنتِ يا دكتورة هفضل ألم الرجالة من وراكِ يعني ولا أعمل أيه!
-همست بـ تلعثم:جـ..جاسر...
ضرب جاسر باب الغُرفة ثم أغلقه وإتجه إليها هادرًا بـ عُنف
-بلا جاسر بلا زفت..أنتِ خليتي فيها جاسر...
إلتف حول المكتب ودنى منها لتتراجع بـ مقعدها ولكنه وضع يده خلف رأسها وأعاق رجوع المقعد..إقترب بـ رأسهِ منها وهمس
-يعني أعمل إيه فيكِ!..أخبيكِ فين ولا أهرب بيكِ فين عشان محدش يشوفك غيري!...
إبتسمت بـ حُب ليُكمل وهو يدنو أكثر
-إزاي أمنع أي راجل يحبك!..أنتِ فتنة ماشية على الأرض يا فراولة
-تغنجت بـ دلال قائلة:إتحمل ضريبة الحُب
-همس بـ حرارة:أكتر من كدا!...
عضت على شِفاها السُفلى ليقترب أكثر وكاد أن يلتقط شفتيها إلا أنها أبعدته قائلة بـ تحذير
-جاسر إحنا فـ الكلية..الناس تقول علينا إيه!
-همس وهو ينظر إلى شفتيها:قافل الباب
-إبتعدت قليلًا وقالت:يا حبيبي إفرض حد سمعنا...
حينها جذب جهاز التحكم عن بُعد وأشعل التلفاز على أحدهم يعرض بحثًا علميًا ثم رفع صوت
قذف جهاز التحكم ثم أردف بـ خُبث وهو يعود ويقترب
-اللي بره هيقول بيسمعوا العلم والإيمان..وإحنا هنا قلبنها مليطة...
ضحكت روجيدا لعبارته إلا أنها لم تكتمل وهو يُقبلها بـ شغف لن يقل بل يزداد وكأن لشفتيها فتنة خاصة لا يستطيع التخلص منها..أو رُبما يكمن السر بـ عشقه لها
بعد مُدة شابكت يده وكأنهما مُراهقين لتصعد السيارة وجلست بـ جواره..عانقت أولادها بـ حرارة ثم بعد حوار قصير إلتفتت إلى جاسر ثم قالت بـ حماس
-جاسر عاوزة أقولكوا على حاجة...
رفع يدها وقَبّلها ثم قال
-قولي يا حبيبتي
-إبتسمت أروع إبتسامة رآها بـ حياته ثم قالت:أنا حامل..هجيب أخ كمان ليكوا...
صرخت الفتاتين بـ حماس أن سيكون لهما شقيقًا أخر
بينما جاسر لم يتحدث كلمة..بل جذبها بـ عناقٍ دافئ و قوي..سمعت تأوه عنيف كتمه وشاح رأسها ثم قَبّل جبينها وهمس بـ صوتٍ رجولي
-اااه يا فراولة..روح جوه روح
-أغمضت عيناها وقالت بـ إبتسامة:مبروك يا حبيبي...
حاوط وجنتيها ثم قَبّلهما بـ التناوب وقال بـ صوتٍ أجش
-مبروك أنتِ علينا...
سمعا صوت الصغير جواد يهتف بـ زمجرة طفولية
-بس أنا مش عاوز..كفاية كدا
-نظر إليه جاسر وقال:بس ياض يا بن الـ***
-الله هتحبوا أكتر منا
-ضحكت روجيدا وقالت بـ حنو:مش هحب حد أكتر من حد..كلكوا زي بعض والبيبي مش هحبوا أكتر منكوا..المهم تاخدوا بالكوا منه
-همس الصغير بـ تردد:وعد!
-وعد...
إبتسم جاسر وعاد يحتضنها ثم همس بـ أُذنها
- جويرية..بنتنا هتكون جويرية