![]() |
رواية اسرار الورد الفصل الرابع بقلم بشري إياد
كان قيس يجلس في سيارته أمام الموقع الذي تم تحديده خلال المكالمة المجهولة. ظلام الليل غطى المكان، وكانت الرياح تداعب أغصان الأشجار المحيطة.
قيس (لنفسه): "ما بعرف إذا هالمكان فخ، بس إذا كان فيه إجابة عن كل الأسئلة، ما عندي خيار غير إني أكمل."
دخل إلى مستودع قديم، ليجد رجلاً غامضًا يجلس على كرسي خشبي تحت ضوء خافت.
الرجل: "قيس سليمان، كنت متأكد إنك رح تجي."
قيس: "أنت مين؟ وليش طلبتني؟"
الرجل: "اسمي مالك. وعندي كل الأجوبة اللي عم تدور عليها، بس ما في شي مجاني بهالدنيا."
قيس: "حكي مختصر. شو اللي بدك توصله؟"
مالك: "عيلتك كانت شريكًا قديمًا لجماعة 'الخاتم الأسود'. بس اللي صار بعدها هو السبب بكل المشاكل اللي عشتوها."
بدأ مالك في سرد تفاصيل مثيرة عن الاتفاقيات القديمة بين عائلة سليمان والجماعة، وكيف أن الجد سليمان كان طرفًا في صفقة مشبوهة تسببت بخلاف دموي مع عائلة الرفاعي.
قيس: (مصدوم) "إذا اللي عم تقوله صحيح، ليش عم تحكي هلا؟"
مالك: "لأنك الشخص الوحيد اللي عنده الجرأة يوقف هالمأساة قبل ما تكبر."
غادر قيس المكان وهو يشعر بثقل الحقيقة، ولكن مع تصميم أكبر على مواجهة الماضي.
---
في صباح اليوم التالي، ذهب أمير إلى منزل جوري ليواجهها بالحقيقة التي اكتشفها من نرمين.
أمير: "جوري، أنا ما عاد فيني أظل ساكت. شو العلاقة الحقيقية بين عيلتك وعيلة سليمان؟"
جوري: (تحاول التهرب) "ما بعرف شو عم تحكي، أمير. ليش فجأة هالسؤال؟"
أمير: "لأن الحقيقة رح تطلع عاجلًا أو آجلًا. وأنا ما بدي تكوني بخطر."
جوري: (بنبرة حزينة) "القصة أعقد من مجرد خلاف. في دم، وفي ذكريات ما بتنمحى. إذا اكتشفتها، ممكن كل شي بينا ينتهي."
أمير: "أنا مستعد أتحمل أي شي، بس لازم نواجه الحقيقة سوا."
---
في مكتبه الخاص، كان إياد يراجع الملفات القديمة التي حصل عليها من مصادره السرية. لاحظ خيطًا مهمًا يتعلق بصفقة مالية ضخمة تمت قبل عشرين عامًا بين عائلة سليمان والجماعة.
إياد (لنفسه): "إذا قدرت أوصل لوثائق الصفقة، رح أقدر أفهم شو اللي صار."
اتصل إياد بأسد وطلب منه البحث عن أرشيف الصحف القديمة لمعرفة المزيد عن تلك الفترة.
أسد: "اعتبرها جاهزة. أنا بدي أعرف مين كان السبب بكل هالمشاكل."
---
في مكتب غيث، كانت آية تحاول مساعدته في البحث عن أدلة تربط عائلتها بالأحداث.
آية: "غيث، لقيت شي مهم بخصوص عيلتك. جدك كان شريك بعلاقات تجارية مع جماعة مشبوهة."
غيث: "شو نوع العلاقات؟"
آية: "علاقات مالية كبيرة، بس انتهت بطريقة غامضة."
غيث: (بتوتر) "إذا هالشي صحيح، يعني في احتمال كبير إنه كل شي بحياتي مبني على كذبة."
آية: "غيث، هالقصة أكبر من مجرد كذبة. إذا بدنا نوقف الضرر، لازم نكون أذكى وأقوى."
---
في منزل العائلة، كان الجد سليمان والجدة سعاد يجلسان في غرفة المعيشة، يتحدثان عن الماضي.
سعاد: "سليمان، الحقائق عم تطلع للعلن. شو رح تعمل إذا الأولاد عرفوا كل شي؟"
سليمان: "ما كنت حابب يكتشفوا بهالطريقة. بس إذا هالشي رح يجبرني أواجه الحقيقة، ما عندي خيار غير إني أكون صريح."
سعاد: "القصة ما رح تنتهي هون، سليمان. في ناس رح يرجعوا يطالبوا بحقوقهم."
---
قرر قيس أن يجمع الجميع في منزل العائلة لمواجهة الحقائق التي بدأ يكتشفها.
قيس: "الجماعة اللي اسمها 'الخاتم الأسود' كانت سبب كل المشاكل بينا. وعيلتنا كانت شريكة بهالشي."
غيث: "يعني كل شي صار بسبب مصالح تجارية؟"
نرمين: (بصوت خافت) "مش بس مصالح. في دم."
آية: "والخلاف اللي بين عائلتنا وعائلة سليمان كان أكبر من مجرد تجارة."
إياد: "إذا بدنا نوقف هالجماعة، لازم نتعاون مع بعض. كلنا خسرنا بسببهم."
---
في منزل العائلة، بعد أن كشف قيس عن علاقات عائلته بالجماعة، تعالت الأصوات في الغرفة.
غيث: "يعني كل حياتنا كانت كذبة؟!
آية: (بنبرة صارمة) "غيث، الأمور أكبر من مجرد كذبة. نحن عالقين بمتاهة عمرها عشرات السنين."
أسد: "هالموضوع ما بيتوقف عند الماضي. الجماعة لسه نشطة، ولسه عندهم نفوذ قوي."
نرمين: (بصوت مرتجف) "وأنا؟ أنا شو موقفي؟ كل حياتي كنت أهرب من الحقيقة، بس الآن عم تواجهوني فيها.
بدأ الجميع يشعرون بأن هذا اللقاء لن يكون مجرد اجتماع، بل بداية لمواجهة حقيقية مع الظلال التي طاردتهم طيلة حياتهم.
--
قرر إياد زيارة الجد سليمان بعد أن سمع عن اللقاء في منزل العائلة.
إياد: (بحزم) "سليمان بيك، لازم أحكي معك. في أمور خطيرة لازم نوضحها."
سليمان: (بتنهيدة عميقة) "عارف إنك بدك تسأل عن الماضي. قول، شو اللي بدك تعرفه؟"
إياد: "الخاتم الأسود... شو كانت علاقتك فيهم؟ وليش اسمك مذكور بملفات قديمة إلهم؟"
سليمان: (بنبرة مترددة) "كانوا شركاءنا لفترة قصيرة، بس ما كنا نعرف إنهم وراء كل الجرائم اللي صارت. لما حاولنا نقطع علاقتنا فيهم، بلشت التهديدات."
إياد: "والضحايا؟ العائلات اللي اتدمرت بسببهم؟"
سليمان: "صدقني، حاولت أوقفهم. بس ما قدرت. كانوا أقوى مني بكتير."
---
في نفس الليلة، التقى أسد بنرمين عند مكان عملها في قاعة الموسيقى، حيث كانت تعزف على البيانو.
أسد: (بلهجة ساخرة) "دائمًا عندك طريقة تهربين من الواقع بهالموسيقى."
نرمين: "وأنت دائمًا عندك طريقة تقتحم عالمي بدون استئذان."
أسد: (بجديّة) "نرمين، لازم أحكي معك عن اللي صار بالماضي. أنا متأكد إنك بتعرفي شي عن الخاتم الأسود."
نرمين: (بتوتر) "أسد، ليش دايمًا بتدفعني لزاوية؟ أنا ما بعرف شي!"
أسد: (يقاطعها) "إذا ما كنتي تعرفي، ليش كل ما نحكي عنهم بتغير ملامحك؟"
بدأت نرمين تبكي، مما جعل أسد يشعر بالندم على ضغطه عليها.
نرمين: "أسد، أنا خايفة. الجماعة لسه عم يراقبوني. إذا حكيت شي، حياتي رح تكون بخطر."
---
في صباح اليوم التالي، قرر مجد مقابلة جوري في المقهى الذي اعتادت الجلوس فيه.
مجد: (بتردد) "جوري، في شي لازم تعرفيه...
جوري: (تبتسم بخفة) "مجد، إذا بدك تحكي عن موضوع عيلتي، فخلينا ننسى هالحديث."
مجد: (بنبرة صادقة) "مو بس عن عيلتك، الموضوع عنك إنتِ. من وقت ما عرفتك، وأنا حاسس بشي مختلف."
جوري: (تصمت للحظة، ثم تنظر إليه) "مجد، أنت شخص كتير مميز، بس في أشياء بحياتي ما بتسمح لي أكون قريبة من حدا."
مجد: "ما بدي منك شي غير فرصة. فرصة إنك تثقي فيني."
---
اجتمع إياد مع أسد وآية في مكتب صغير للبحث عن أدلة جديدة.
إياد: "الجد سليمان حكى عن تهديدات تلقاها من الخاتم الأسود. لازم نعرف شو طبيعة هالتهديدات."
آية: "أنا قدرت أجيب نسخة من أرشيف قديم عن نشاطات الجماعة. فيهم أسماء شركاء، بس كلها رموز. لازم نلاقي طريقة نفك الشيفرة."
أسد: "إذا في رموز، فمعناتها في شخص عنده المفتاح. لازم نحصر دائرة الشك."
---
في نفس المساء، كان الجد سليمان يجلس وحيدًا في غرفته عندما دخل عليه قيس.
قيس: "جدو، في شي مهم لازم أعرفه. كيف قدرت الجماعة تستهدفنا لهالدرجة؟"
سليمان: (بحزن) "لأنهم كانوا بيعرفوا أسرارنا. بيعرفوا كل نقطة ضعف ممكن يستخدموها ضدنا."
قيس: "بس مين اللي خان؟ مين اللي أعطاهم هالمعلومات؟"
سليمان: "في شخص كان أقرب مني من أي حدا... وخان ثقتي. شخص من العيلة."
توقف قيس مصدومًا من كلمات جده، وبدأ يفكر في الأشخاص المحيطين به والذين يمكن أن يكونوا وراء هذه الخيانة.
