رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل التاسع بقلم ولاء رفعت
_ تقف أمام الطاولة الرخامية تقطع حبات الطماطم الطازجة ... وليأتي من خلفها يمد يده ع إحدي القطع يتناولها متلذذا بمذاقها ...
ألتفت له وهي تضربه ع يده وصاحت فيه بمزاح :
إيدك لو إتمدت تاني هاقطعهالك
أجاب عليها يونس وبحزن مصتنع :
وأهون عليكي !!
وزمت شفتيه للأسفل كطفل صغير
قهقهت من ملامحه وتركت السكين لتمسك يده وتقبل باطن كفه :
ده أنا أفديك بروحي يا روحي أنت
حملها من خصرها ووضعها فوق الطاوله وأقترب مبتسما :
بعشقك يا كارين وبعشق كل تفاصيلك
حاوطت عنقه بزراعيها وأسندت جبهتها فوق جبهته وقالت :
طيب بمناسبة العشق ماتيجي تساعد حبيبتك عشان رجلي خلاص مبقتش حاسه بيها من كتر الوقفه ... مصعبتش عليك ؟؟
يونس :
أنا قولتلك بلاش تتعبي نفسك ونشتري من برة ومن أفخم المطاعم كمان أنتي الي عنيده وأصريتي تطبخي بنفسك
كارين :
يعني بذمتك أول مرة أعزم أهل جوزي حبيبي أروح أشتريلهم دليفري .. عايز حماتي تفتكر إن ست بيت فاشله !!
ضحك وقال :
جيجي دي أحلي وأجمل حما وأم وأنتي لما هاتشوفيها وهتقعدي معاها هتحبيها أوي
كارين وهي تمسك وجنتيه :
طبعا هاحبها دي كفاية إنها مامت روح قلبي الي بموت فيه
غمز لها بعينه وقال :
ثبتيني .. ثبتيني ... أنا كل الي هقدر أساعدك فيه السلطة هاتي حاجتها وأقطعهالك
كارين :
لاء أنا عملتها من بدري وحطتها ف التلاجة ... أنا عايزه منك بس تاخد بالك من الفراخ الي حطاها ع الشواية قلبها كويس لحد ما أخلص الي ف إيدي ... مقولتليش هيجو الساعه كام ؟
يونس :
يعني بعد ساعه وشويه
كارين :
تمام ... الحمدلله كل حاجه بقت جاهزه ... هادخل أنا أخد شاور وأظبط حالي وأنت لما تخلص الفراخ رصها ف السرفيس الي فوق الرخامه ....
كادت تذهب لتعود إليه مره أخري وقالت برجاء :
أبوس إيدك أوعي تحرقها وياريت تقفل بوءك المفجوع ده لحد مايجو
يونس :
ماشي ... ماشي لما تيجي جيجي هاقولها إنك مجوعاني
ضحكت وقالت :
هي بالتأكيد عارفه إبنها
يونس : بقي كده !!! لما يمشو هوريكي مين المفجوع
ولجت غرفتها وقالت :
كان ع عيني يالمبي .
وبعد إن مرت الساعه ... صدح رنين جرس المنزل .. ذهب يونس ليفتح الباب ...
_ هااااااع أنا جيت ... صاح بها ياسين
عانقه يونس مرحبا به :
أهلا أهلا بالمجنون
دلفت خلفه ياسمين قائله :
سلام عليكم
يونس :
وعليكم السلام أزيك يا ياسمين ؟
ياسمين :
الحمدلله بخير
دلفوا للداخل ف غرفة الإستقبال ... تأمل ياسين ديكور المنزل وقال :
أنا كنت فاكر هاجي ألاقي الحيطان حمرة ومليانه لوح من رسوماتك العبيطه . . وقد خاب ظني بس ماشاء الله ربنا يباركلك فيها ... أتفضل
أعطاه حقيبة هدايا كبيرة الحجم
أخذها يونس وقال :
يعني بتتريئ وبعدها تثبتني بالهديه ... مردودالك ياعم
قال ياسين وهو يحاوط زوجته بزراعه :
يارب تعجبكو دي ع زوء ياسمين
يونس مبتسما :
ميرسي يا ياسمين
ياسمين : العفو دي حاجه بسيطه
_ أهلا أهلا ده البيت نور ... قالتها كارين بترحاب
ياسين وياسمين :
ده نور أهله
بعدما صافحت كليهما قالت :
فين طنط وعمو والباقي ؟؟
ياسين : كنت مكلمهم ف السكة زمانهم جايين
ليرن الجرس مرة أخري ...
يونس :
بالتأكيد هم
فتح الباب ... دخلت جيجي وتحمل هدية مغلفة :
السلام عليكم
يتبعها ملك ويوسف ممسكا بيد إبنته لوجي ويليه آدم وخديجة ... تبادلو جميعم المصافحه والترحاب ... وأجتمعو جميعهم حول المائدة بعد أن أعدها يونس وكارين ... بدأ الجميع بتناول الطعام ...
خديجة :
تسلم إيدك يا كارين الأكل طعمه حلو أوي
كارين بإبتسامه عارمه :
بالهنا والشفا يا ديجا ...تسلمي
جيهان :
طبعا لازم الرقه والجمال يطلع منها الأكل الجميل ده
إبتسمت كارين بخجل :
تسلمي ياطنط ربنا يخليكي
جيهان :
طنط أي ... أنتي تقوليلي ماما جيجي زي ديجا وياسمينا ولا مش بتعتبريني زي ماما !!
كارين وهي تنظر إلي يونس ثم إلي جيهان وقالت :
ياخبر ده أنا أتمني تكوني زي ماما خصوصا أنا إتحرمت منها قبل ما أشوفها ...
كادت تبكي ليشعر بها يونس فأمسك يدها وأحب أن يضحكها :
مقولتلكوش بقي يا جماعه كارين رسمالي حتة بورتريه أي يشرح القلب وشرح قلبي أنا شخصيا
ياسين مازحا :
بصراحه الله يكون ف عونها وهي بترسمك بملامحك دي
قهقه الجميع فقال يونس بحنق :
ومالها ملامحي ياسي ياسين !!
كارين :
بالعكس ملامح يونس سهلة وبسيطة وجميلة ف نفس الوقت
آدم :
ومين يشهد للعروسه
يونس :
ده أنتو جايين تحفلو عليا بقي
كارين :
أومال عمو عزيز مجاش ليه ؟؟
كادت جيهان تتحدث ليقاطعها آدم :
بابا كان جاي معانا بس حصلت مشكله ف الشركة وراح يشوفها ... هو بيعتذر لكو وإن شاء الله هيعوضها مرة تانيه
رمقه يونس بإمتعاض فهو يعلم إن شقيقه يكذب وموقنا إن سبب عدم مجيئ والده هو رفضه الشديد لزواجه من كارين
""""؛؛؛؛؛؛"""""؛؛؛؛؛؛؛"""""""؛؛؛؛؛؛"""""""
_ بداخل إحدي المطاعم الشهيرة ف وسط البلد ...
_ تحبي تاكلي أي ؟؟... قالها طه وهو يمسك بقائمة الطعام
أجابت شيماء :
شكرا أنا مش جعانه .. فطرت متأخر ف الشغل مع أصحابي
رمقها بنظره حانيه وقال :
طيب لو قولتلك إن أنا جعان وعايزك تاكلي معايا هتكسفيني ؟؟
نظرت لأسفل بخجل وقالت :
خلاص الي تشوفو
إبتسم لهاوقال :
حاضر ... أشار إلي النادل وأملي عليه مايريده ليدون ذلك ثم ذهب
تنظر شيماء من الحائط الزجاجي المجاور لها إلي المارين والسيارات التي تسير ف الإتجاهيين ...
طه : سرحانه ف أي ؟؟
أنتبهت له وقالت :
مفيش ... هو .. ثم صمتت لثوان تشعر بتوتر غير قادره ع تجميع كلماتها فأطلقت تنهيده وأردفت :
بصراحة أنا حاسة الي بنعملو ده غلط ومينفعش
عقد مابين حاجبيه وقال :
أي الي غلط إننا نتجوز ع سنة الله ورسوله !!
أجابته بنظرات حائرة :
طه متنساش إن كنت مرات عبدالله وأنت كنت حبيب أعز صحباتي
طه : أديكي بتقولي كنتي وكنت ... يعني ماضي وأنتهي ولو واقفنا حياتنا ع الماضي مش هانعرف نعيش الحاضر ولا المستقبل ودي متبقاش حياه وبالنسبه لموضوع رحمة كل واحد ليه حياته وخلاص
شيماء :
أنا أصلا كل ما أفكر مش قادره أستوعب وخايفه ف نفس الوقت
رمقها بجديه :
خايفه من عبدالله ؟؟
أجابت :
خايفه عليك منه ... أنا خلاص من بعد الي عمله معايا وخاتمها بقتل أبويا الله يرحمه مبقاش جوايا حاجه من ناحيته ولاحب ولا كره لأن الكره هيخليني أفكر فيه وأنا عايزه أمحيه من زاكرتي خالص
أومأ طه لها بعينيه وقال:
متقلقيش عليا ... هو عمره مايقدر يعملي حاجه أنا عارف عبدالله أكتر ن نفسه
صاحت بإندفاع :
أنت متعرفش حاجه ياطه ... عبدالله لما إتهجم عليا أنا وخالتي نعمات مكنش عبدالله الي أنا وأنت نعرفه .. ده بقي واحد تاني ... نظراته كلها حقد وكره وشر ... السجن خلاه مجرم قلبه ميت ... وهددني بيك لما شافك معايا وإحنا راجعين من السوبر ماركت ... هددني إنه هيقتلك ويقتلني لو أتأكد إن فيه بينا حاجه مابالك لو عرف إن إحنا هانتجوز
رد عليها لتتعجب :
وأنتي فكراني هخاف كده وأتراجع عن قراري !!! أنا طلبت منك نتقابل النهارده عشان أقولهالك تتجوزيني ياشيماء ؟؟
وع الرغم من معرفتها السابقه بطلبه صمتت ولم تجيب فأردف :
ماتخافيش أنا هابقي آمانك وحمايتك وعمري ماهخلي حد يقرب منك أو يأذيكي سواء عبدالله ولا عشره زيه .. أنا عارف إن فيا عيوب كتير بس بعد موت أبويا الله يرحمه وأنا أتغيرت جوايا حاجات وبقيت أشوف الدنيا من زواية تانيه بقلب أبيض نضيف بعيد عن الحقد والغيرة والكره الي كانو مسيطرين عليا ... مش هقولك بقيت ملاك بس بحاول أكون الشخص الي كان أبويا نفسه فيه ويفتخر بيه أدام الناس ... وكل ده مش هيحصل غير ع إيديكي أنتي ... خلينا نبدأ حياه جديده كل واحد فينا يكمل التاني
شيماء :
وريتاج بنتي ؟؟
طه : بنتك هي بنتي ... ربنا يعلم محبتها ف قلبي وكأنها حته مني ... تعرفي كلها أنتي وأنتي صغيره أداها ... لما كانت طنط سهير الله يرحمها بتجيبك وتيجي عندنا وتلعبي مع خديجة
تنهدت وقالت :
الله يرحمها كانت بتحبكو أوي
طه :
وأنا عايز بنتها تكون شريكة حياتي
إبتسمت بخجل وقالت :
بإذن الله الي ربنا كاتبه هايكون
طه : يعني أعتبر إنك موافقه؟؟
شيماء بإبتسامة مشرقه أجابته بتردد:
هستناك تقرأ فاتحتنا مع خالتي بكرة
¤¤¤¤===¤¤¤¤====¤¤¤¤¤=====¤¤¤¤¤
أخذوا جميعهم يتسامرون ويضحكون ... وكان يوسف يجلس منذ البداية شاردا ف علياءه التي آسرت عقله وقلبه وملك لم يفارق الهاتف يدها حيث تتبادل الرسائل مع مصعب ع التطبيق الشهير ( الواتساب) ...
همست لها خديجة التي لاحظت نظرات آدم وهو يراقب ملك :
ملك شيلي الي ف إيدك ده آدم واخد باله منك من بدري
ملك بحنق :
وهو ماله ؟؟
خديجة :
براحتك أديني نبهتك
تأففت ملك ثم أغلقت شاشة هاتفها ووضعته جانبا
أنقسمو إلي حيث فريقين حيث الشباب جلسو أمام التلفاز وجهاز البلايستيشن ... بينما تجمعت النساء وجلسن ف الهواء الطلق بداخل الشرفة التي تطل ع نهر النيل وحديقة صغيرة مليئة بالأزهار الفواحه ...
قدمت كارين لهما المشروبات والعصائر مع قطع الحلوي وبعض التسالي ...
جيهان :
ياحبيبتي كفايه تعالي قعدي معانا بقي
كارين مبتسمه :
والله يا ماما جيجي أنا فرحانه أوي إنكو شرفتوني وياريت نتجمع كده ديما
جيهان :
المره الجايه أنا الي هاجمعكو كلكو ف الفيلا وأعملو حسابكو كل ويك إند هتقضوه معايا الكلام ليكي أنتي وياسمين
كارين : أنا عارفه إن حضرتك عايزانا نعيش معاكو ف الفيلا بس فكرة إن نعيش لوحدنا دي رغبة يونس
جيهان :
عارفه وأنا مش هاضغط عليكو وهاسيبكو ع راحتكو أنا أهم حاجه عندي إنكو تكونو مبسوطين
كارين :
تسلمي يا ماما
خديجة :
عامله أي يا ياسمين ف الكلية والدراسه ؟؟
أجابتها ياسمين بإبتسامه :
الحمدلله كله تمام
خديجة :
تعرفي كان نفسي أكمل دراستي وأدخل تجارة إنجليزي بس ظروف وفاة ماما أثرت عليا نفسيا ومجبتش مجموع يدخلني ثانويه عامه
جيهان :
ع فكرة أنتي ممكن تقدمي ف التعليم المفتوح بس ع ما أظن قبلها لازم تاخدي معهد سنتين أو تعملي معادله
ياسمين :
ماما جيهان بتتكلم صح ... ماتقدمي وكملي دراستك ده أنا بشوف طلاب عندنا داخلين ع سن الأربعين
كارين :
التعلبم ملهوش سن محدد ... أنا أعرف ناس كتير بعد ماخلصت دكتوراه بتدرس ف مجالات تانيه وخاصة ف أوروبا .. سقف الطموح ملهوش نهايه
تدخلت ملك قائله :
أووف ده الواحد عقبال مايخلص الكليه روحو تكون طلعت
جيهان : أنتي لولا إنك خايفه من باباكي كنتي زمانك بتاخدي السنه ف سنتين
ضحك جميعهم فقالت ملك بحنق :
كده يا جيجي !! حرام عليكي ديما ظلماني ... أنا الحمدلله السنه الي فاتت جايبه تقدير جيد جدا
جيهان وهي ترمقها بنظره متفحصه :
ده عشان خاطر مصعب الي كان بيشجعك
توترت ملك من جملة والدتها ونظراتها ...
وف الداخل مازال الشباب يللهون بالألعاب الإفتراضيه وسط صياحهم عندما يكسب إحدهم ف تلك اللعبة الشهيرة...
كان هاتف ملك يضيء وينطفأ عدة مرات متتاليه ومن سوء حظها كان ع الطاولة المجاورة لآدم الذي خسر دوره ف اللعبه للتو ... فأنتبه لوميض هاتف شقيقته فأمسك به ...
_ أي يا أدومه مش ناوي تكمل الجيم ؟؟
آدم : لاء كملو أنتو أنا زهقت
ياسين :
ياعم فكك منه آدم ملهوش ف الكورة أصلا
آدم وهو يصفعه ع مؤخرة رأسه :
طيب يا عم ميسي وريني شاطرتك ويونس مقطعك لحد دلوقت خمس موتشه
ياسين :
ماشي وربنا لوريكو ياسو دلوقت هايعمل فيكو أي
وجد آدم هاتف ملك يفتح بسهوله بدون رقم سري ... رأي عدة رسائل وارده واسم المرسل روح قلبي مكتوبة بالفرانكو ... فتح الرسائل وقرأ الدردشة وكان يقلب من أعلي لأسفل ... وجهه محتقن بالدماء من الغضب ليتوعد شقيقته بالحساب العسير عندما يذهبوا إلي الفيلا ...
نعود إلي إجتماع النساء ...
كارين :
والصغنن الجميل من ساعة ماجيتي ومبتتكلميش خالص
نظرت إليها لوجي بغضب طفولي وقالت :
أنا مش صغنن وبعدين أنا زعلانه منك عشان أخدتي عمو وعيشتو بعيد عننا وكمان ياسمين خدت عمو ياسين ومشيو
كارين : طيب أي رأيك تيجي تقعدي معانا أنا وعمو
لوجي :
لاء مش هينفع أسيب جيجي وديجا
عانقتها جدتها وقالت :
حبيبة قلب جيجي ... فقبلتها الصغيرة ف وجنتها
_ ف الداخل ...
نظر ياسين إلي ساعة يده وهب واقفا :
ياخبر أبيض
أنتبه له أشقاءه :
مالك يابني ف أي ؟
ياسين : عمال ألعب وأهزر وأنا ناسي حفلة الشركة ... يدوب ألحق أطير أنا وياسمين
ونهض آدم :
وإحنا كمان ماشيين لسه ورايا حاجات هارجعها تبع الشغل
يونس بسخريه :
وأنت يا يوسف مش وراك حاجة أنت كمان زي أخواتك
ضحك يوسف وقال :
ورايا عايز أنام وكمان عندنا مؤتمر طبي بكرة الصبح
يونس : إشطا ... براحتكو أوي
آدم :
معلش بقي يافنان إحنا برضو قضينا وقت حلو معاك ... أبقي هات كارين وتعالو
إبتسم يونس ساخرا :
أجيبها عشان أبوك يطردها !!
يوسف :
عيب يا يونس متقولش كده بابا عمره ما هيطردها
يونس :
بإمارة إنه قدر عزومتي وجه شرفني ف بيتي صح !!
ياسين :
كبر دماغك يا يونس ما أنا يعتبر نفس الي أنت فيه ريحت دماغي أنا ومراتي وبعدنا عشان منضايقش حد
يونس :
عمتا خلاص أنا كل الي يهمني إنكو بخير .. مش عايز حاجه تاني
ياسين :
طيب أخلع أنا بقي عشان لسه هنروح الرحاب
قالها وهو يصافح أخيه ...
يونس : خد بالك من نفسك أنت وياسمين ...سلام
ياسين : حاضر .. سلام
دلفت النساء من الشرفه ...
جيهان :
أي رايحين فين كده
ياسين وهو يمد يده إلي ياسمين :
أحنا ورانا حفلة عملاها الشركة الأم الي بشتغل ف واحد من فروعها
صافح والدته وأشقائه وكارين وكذلك ياسمين ودعت الجميع مصافحه النساء فقط وغادرت مع زوجها ... ليغادر البقيه أيضا بعد مصافحة يونس وكارين ...
وبالأسفل ف سيارة آدم ... جلس هو بمقعد القيادة وبجواره خديجة وف الخلف جيهان ولوجي وملك ... بينما يوسف يتبعهم بسيارته
ملك كانت تتلفت يمينا ويسارا متأففه ..
خديجة :
فيه حاجه ياملك ؟؟
ملك وهي تنظر إلي أسفل وتبحث عن هاتفها :
شكلي نسيت الفون فوق عند يونس
_ أتفضلي ... قالها آدم بنبرة جدية وهو ينظر لها من خلال المرآه بنظرات متوعده ويعطيها الهاتف ... دق قلبها وجلا وتحاشت نظراته لترمق خديجة بنظرات إستغاثه لتومأ لها بنظرة تطمأنها إنها ستتولي الأمر .
******""""""""*******"""""*********
_ وبداخل سيارة أجرة ...
_ نزلني هنا ع جمب ... قالتها شيماء
طه : رايحه فين مش هاتروحي ؟؟
شيماء : عايزه أشتري شوية حاجات لريتاج
طه بإصرار : طيب إستني أنا جاي معاكي
شيماء :
معلش ياطه مش هينفع ف واحده صاحبتي مستنياني هتيجي معايا
تنهد بسأم وقال : خلاص أول ماتخلصي كلميني وطمنيني عليكي قبل ماتروحي
أومأت له بالموافقه :
حاضر وأنت كمان خلي بالك من نفسك ... سلام
ترجلت من السيارة ...وكان هناك إحدهم يركب دراجة نارية يتحدث ف الهاتف :
أيوه يا شبح ... هي نزلت وهو كمل ف التاكس ... متقلقش تحت عيني ..... سلاموز
وف طريق السيارة كان يسلك السائق طريقا وعرا متعرجا حتي يتجنب إزدحام السير ف الطريق الرئيسي ... وهناك سيارة أخري تتبعها لتسرع حتي قطعت الطريق ع السائق ... ونزل منها ثلاثة رجال ملثمون يحملون أسلحة صوب إحدهم سلاحه نحو السائق :
أثبت مكانك يا عم الحاج أحسنلك
السائق بخوف :
أنتو مين وعايزين مني أي ؟؟؟
قال الملثم الآخر وهو يفتح باب السيارة :
جايين ناخد الكلب ده ... قالها وقبل أن يجذب طه من ثيابه فكاد يقاومهم ليفاجاءه الرجل الثالث بضربه من النافذة ليقوم الآخر بسحبه من ساقيه وسحله ف الأرض وتكاتف ثلاثتهم فوقه يلقونه ضربا مبرحا حتي كاد يفقد وعيه... فقال إحدهم له :
دي كانت أرصة ودن بس عشان تبقي تبص لحاجه مش بتاعتك ياعم فلانتينو ... يلا يارجاله كفايه عليه كده
_ بينما شيماء مازالت تتسوق برفقة زميلتها ف العمل ...
زفرت شيماء بتعب :
خلاص مش قادره ألف تاني يانهي ... ألحق أروح بقي زمان ريتاج مش مبطلة عياط عليا
نهي :
طيب ياحبيبتي .. عارفه هاتركبي منين ؟؟
أجابت عليها :
أمشي الشارع ده ع طول وأكسر يمين هلاقي ميكروباصات بتعدي ع السيدة وهابقي أنزل أخد توكتوك لحد البيت
نهي :
خدي بالك من نفسك ولو عوزتي أي حاجه أبقي كلميني إحنا إخوات
شيماء بإبتسامه شاكره :
تسلميلي يا نهي ربنا مايحرمني منك
تبادلو العناق والسلام ... ذهبت شيماء إلي وجهتها حتي وصلت إلي موقف سيارات الأجرة الجماعية ...
_ زهراء ... زهراء ... معادي ... معادي ... ينادي بها صبي السائق (التباع)
تقدمت نحوه وسألته :
فين الميكروباصات الي بتعدي ع السيدة زينب لو سمحت ؟؟
نظر إليها الشاب وقال :
مش ف الموقف ده يا مدام ... هتلاقيها ف الموقف الي بعد حوالي خمس نواصي ... خدي أي توكتوك يوديكي ليها
وف تلك اللحظة عبر توكتوك بجوارها وقال سائقه ذو الملامح المريبة :
توكتوك يامدام ؟؟
رمقته بقلق لكن لم تجد سوي إنها تدلف إليه حيث تؤلمها قدميها من السير ...
وضعت ماتحمله من أكياس ع المقعد الخلفي وجلست وقالت :
وديني الموقف التاني الي فيه ميكروباصات السيدة
السائق :
من عينيا
أنطلق وإتجه نحو شارع هادئ ... وفجاءه هدأ سرعته لتجد شخص ملثم يجلس بجوارها يمسك بزراعها وأخرج سلاحا يشبه السكين ...
_ وربنا لو نطقتي بحرف أو صرختي لأخلي الدكاترة تحتار تخيط وشك الحلو ده
نظرت إليه لتحدق ف عينيه ومن شدة خوفها فقدت الوعي لتسقط ع كتفه .. فحاوطها بزراعه ووضع رأسها ع صدره ...
وقال : أطلع بينا ع العشة إياها.
*****""""""""*******""""""********
_ وصل كل من ياسين وياسمين أمام مدخل الشركة الرئيسية للفرع الذي يعمل به ... وقبل أن يعبر الباب الألكتروني أوقفه مناداة إحدهم :
ياسين البحيري !!!
ألتفت ياسين وحدق ف صاحب النداء لتنفرج أساريره وصاح بفرح :
حازم عز الدين !!
تبادل كليهما عناق أخوي ...
ياسين : يا إبن اللذين وربنا ليك وحشه .. عامل أي ؟؟
حازم : أنا موجود ف الدنيا أهو أنت الي ندل مبقتش تسأل ولا بتيجي زي زمان
ضحك ياسين وقال :
وربنا كنت بسأل عليك وببعتلك السلام مع أخوك هيثم
حازم وهو ينظر إلي ياسمين التي تقف خلف ياسين :
هيثم سافر للمكسيك بقاله شهرين
ياسين :
عشان كده مختفي ولما بكلمه موبايله مقفول طبعا هتلاقيه مقضيها هناك خمر ونساء
قهقه حازم :
صاحبك بقي وأنت عارفه ... أقترب منه وهمس إليه :
إلا قولي أنت سبتك من المزز الشقرا وحولت ع المنقبات ولا أي !!
رمقه بإبتسامة مصتنعه :
لاء ياخفيف دي ياسمين مراتي
رفع حاجبيه بإندهاش وقال :
إنت إتجوزت !!!
ياسين :
ومالك مندهش كده ليه محسسني إن عملت مصيبه
حازم :
أصل مستغرب .. ياسين البحيري الي مكنش بيعدي أي صاروخ من ....
قاطعه ياسين :
ماتهدي ياعم حازم ربنا تاب عليا الحمدلله .. ومتقلقش هي عارفه كل حاجه عني .. أطلع منها أنت بقي
تقدم نحو ياسمين وحدق ف عينيها بنظرات أربكتها :
ألف مبروك يا مدام ياسمين ... قالها ومد يده
فقالت بدون أن تبادله المصافحه مبتسمه بعسليتيها الذهبيتين :
الله يبارك ف حضرتك
ياسين : معلش هي مبتسلمش ع رجاله إبتسم لها بنظرة لم تفهمها مما أثار حنق ياسين ليمسك بيدها وقال :
عن إذنك بقي ورانا حفله
حازم : إستني يابني أنا داخل معاكو أنت شغال هنا ؟؟
ياسين : لاء أنا ف فرع الدقي بشتغل ف التسويق وأنت؟
حازم : أنا هنا المسئول عن العلاقات العامة ... والخاصة كمان ... وغمز له بإحدي عينيه
قهقه ياسين وقال : أنت هتقولي متبقاش حازم عز الدين إلا لو مستغلتش أي فرصه
حازم :
الدنيا فرص ياصاحبي والشاطر الي يعرف فرصته ويستغلها كويس
_ دخل ثلاثتهم ومازال كليهما يتبادلا الحديث ... ولم يكف حازم إستراق النظر إلي ياسمين التي أثارت فضوله أنه يريد رؤية وجهها بل رؤيتها بدون أي حجاب
دلف جميعهم إلي قاعة كبيرة يقيم فيها الإحتفال ..
_ تعالي نقعد ع التربيزة الي هناك دي .. قالها ياسين وهو يشير إلي طاولة شاغره ف مكان هادئ
وبعد أن جلسا جاء إليهم النادل ووضع أمامهم كأسين عصير وزجاجة مياه معدنية وكأس فارغ
أعطي ياسين إليها كأس العصير فقالت له :
لاء مش قادرة أشرب دلوقت هاتلي مايه أنا عطشانه
نظر إليها وأحس بتوترها :
مالك ياحبي أنتي متضايقه من المكان ؟؟
أجابت عليه وهي تخفي توترها من نظرات حازم التي لم تبرحها وهو يقف ع مقربه منهما :
لاء أبدا ده المكان لطيف والموسيقي هاديه
ياسين بنبرة قلق :
لو حاسه إنك تعبانه هاروح أعتذر لمديري ونروح
ربتت ع يده وقالت :
لاء ياحبيبي أنا بخير الحمدلله
_ قاطع نظرات حازم صوت قرع خطوات كعب حذاء يقترب منه وصوت أنثوي تحدث بدلال سافر :
مش معقول حازم عزالدين
ألتفت إلي صاحبة الصوت ليرمقها بإندهاش :
يخرب عقلك رانا !!
قهقهت ضحكة رقيعة وقالت :
ده أي الصدفه الحلوة دي
حازم مبتسما بتصنع :
اه شوفتي .. سبحان الله طلعت بشتغل هنا وأنتي بتعملي هنا أي ؟؟
أجابت وهي ترجع خصلاتها خلف أذنها بدلال :
أنا بشتغل ف فرع الدقي ف العلاقات
رفع حاجبيه وقال :
ده نفس مجالي برضو .. بس بالتأكيد الفرع عندكو ماشاء الله علاقته زي الفل بكل الي بيتعامل معاكو والبركة فيكي طبعا
قالت بإبتسامه عارمه :
ميرسي يازوما طول عمرك جنتل مان
قالتها ليلفت إنتبهها ياسين حيث كانت تبحث عنه منذ أن جاءت ... لاحظ حازم نظراتها وقال :
أحسنلك متحاوليش ده متجوز والي جمبه تبقي مراته
أختلجها شعور بالحنق ... فقالت وهي ترتشف من كأسها :
أي يا زوما أنت متعرفش مين هي رانا سامي ؟؟
ضحك بسخرية وقال :
ياروني أنا الوحيد الي عارف تاريخك القذر
رمقته بإمتعاض :
ماتلم نفسك أي تاريخك القذر دي ؟؟
حازم :
يابيبي ده أنتي مش عاتقه أي واحد يعجبك حتي لو متجوز بتفضلي وراه لحد مايقع فيكي وبتاخدي الي أنتي عيزاه وبتديله ف الآخر إستماره سته
تنهدت وقالت :
ده كان زمان
حازم وهو يلتقط سيجارة من جيب سترته وأشعلها :
طيب قوليلي عايزة أي من ياسين البحيري؟
رانا بتعجب قالت :
أي ده أنت تعرفو !!
حازم بسخريه :
بطلي ذكاء ما أنا لسه قايلك من شويه إنه متجوز ... يبقي صاحبي وصاحب هيثم أخويا
رمقته بنظرات خبيثة وأختطفت السيجارة من بين أصبعيه لتسحب نفسا وتطلقه دخانا ف الهواء وقالت :
حلو أوي
حازم : إنسي يا قلبي عشان هو تاب خلاص أنا عارفه كويس مادام إتجوز يبقي عمره ما هيبص لواحده غير مراته
ضحكت بثقة وقالت :
طيب تراهن ع أي لو موقعتش صاحبك ده ف خلال أسبوعين
إبتسم بجانب فمه وقال :
عيد ميلادي أخر الشهر لو كسبت أنا الرهان هانحتفل بيه أنا وأنتي لوحدنا
إبتسمت بسخريه :
أنت فاهمني غلط يا زوما أنا ألعب وأتشاقي اه بس الي أنت عايزو خط أحمر
حازم : يعني عايزه تفهميني إنك بعد إنجازاتك دي كلها لسه ف.....
قاطعته قائله :
اه يابيبي ... لسه محفظه ع نفسي للي قلبي هيختاره وشكل كده قلبي أختار ... عن إذنك
تركته وإتجهت نحو ياسين وياسمين
*******،،،،،،******،،،،،،،******،،،،*******
_ هاي وأنا بقول البارتي منوره ليه
أجاب عليها ياسين بتحفظ :
منوره بالناس الي فيها
رمقت ياسمين من أعلي لأسفل بسخريه :
مش تعرفني يا ياسو
أندهشت ياسمين من تلك المرأه اللعوب وكيف لها أن تنادي زوجها هكذا وتتحدث معه بدلال سافر ... كاد يتفوه لتقاطعه وهي تبتسم بعينيها :
أنا ياسمين مراته
رانا بإبتسامه صفراء :
أهلا بيكي يا ياسمين
مدت يدها لتمسك يد ياسين :
تعالي صح أعرفك ع مدير الشركة الرئيسية ده كان بيسألني عليك
جذب يده من يدها مراعاة لشعور زوجته وقال :
أنا هابقي أروح له شويه كده
أصرت لتفعلها مرة أخري :
بليز بقي متكسفنيش معاه ده باعتني ليك مخصوص
نظر إلي ياسمين وتنهد بسأم وقال :
معلش ياحبيبتي هاروح أشوف عايز مني أي وراجعلك متتحركيش من مكانك ... وأبعد يده عن يد رانا وأشار إلي أمامه : وأنتي أتفضلي أدامي
كانت ف حالة غضب وحنق ودت لو أن تنهض وتأتي بخصلات تلك اللعوب وتأكلها بأسنانها... فقالت :
يانهار أسود!! لما هي بتعمل كده أدامي أومال بتعمل أي معاه ف الشغل !!! لاء أنا مش هاسكتلها من أولها لازم أقوملها ال....
_ ممكن نقعد ندردش شويه .. قاطعها حازم وهو يجلس ف المقعد المجاور لها مكان ياسين
رمقته بنظرة غاضبه :
حضرتك عايز مني أي ؟؟
أجاب عليها بأسلوبه الماكر :
وأنتي متعصبه ليه أنا مقولتلكيش حاجه تضايقك ... بقولك ندردش شويه
نهضت وقالت بحزم :
وأنا مليش ف الدردشه مع أي حد غريب
ضحك وقال :
طيب ممكن تهدي لأن عيونك الجميلة دي مش لايق عليهاالنظرات دي
قالها بنبرة زادت توترها الذي أحس به فهو خبير متمكن يعلم مايدور بداخل كل أنثي حتي لو لم يظهر منها سوي عينيها نهض وهو يغلق زر سترته واردف :
عمتا أنا مش هضايقك بس كنت أتمني إننا نتعرف ع بعض ... مش مشكله الأيام جايه كتير ... وبدون أن تنتبه أمسك يدها وقبل ظهر كفها وقال مبتسما :
Happy Night Yasmin
قالها وهو يغمز لها بعينه ... وغادر القاعه
ظلت متسمره ف مكانها تشعر بخوف ورهبة ... تود أن تقول لياسين وف نفس اللحظه تخشي إن يتهور فهي تعلم شدة غيرته عليها
_ وف إحدي الأروقه الهادئة بعيد عن الحضور والموسيقي ..
_ فين المكتب يا أستاذه رانا بقالنا عشر دقايق عمالين نمشي ف ممرات.. قالها ياسين وبدأ الشك يسري بداخله
توقفت فجاءه لتدفعه إلي غرفة بابها كان مفتوحا وأغلقتها خلفها وأقتربت منه بدون خجل ... تحاوط وجهه بكفيها :
أنا بحبك أوي يا ياسين
جذب يدها بعنف ليدفعها عنه وصاح بيها :
أنتي مجنونه ولا شكلك شربتي كتير وجايه تطلعيهم عليا !!
أقتربت منه مرة أخري وبدموع التماسيح قالت :
أنا فعلا بحبك من ساعت ما جيت الفرع كنت بستني كل إجتماع عشان أملي عيني منك ... أ أنا مش عايزه حاجه غير إنك تحبني زي مابحبك
قال بجديه صارمه :
أنا راجل متجوز وبحب مراتي ... روحي دوري لك ع حد تاني
رانا بتوسل :
وأنا قلبي أختارك أنت ... قالتها بنظرات حب وإغراء وهي تقترب منه وف لحظة ضعف منه لم يشعر بها وهي تنهال ع شفتيه تقبله بكل جرأه ووقاحه ... دفعها عنه وكأنه مسته الصاعقه ليصفعها بقوة ورمقها بإزدراء وقام بتهديدها قائلا :
وأقسم بالله لو حاولتي تقربي مني تاني لهخليكي تندمي ع اليوم الي شوفتيني فيه ... فتح الباب وغادر
تضع يدها ع آثر الصفعه وبصوت متوعد وبنظرات غدر قالت :
وحياتك عندي لأدفعك تمن القلم ده غالي ... ألتفت إلي الخلف وجذبت مقعد لتصعد فوقه أمام رفوف خشبية ومدت يدها إلي إحدهم وأخذت آلة تصوير رقمية تعمل ع وضع تسجيل ... أوقفتها لتشاهد ماقامت بتسجيله حتي توقفت عندما قامت بتقبيله ليبدو إنه يبادلها القبله أيضا ....
إرتسم ع ثغرها إبتسامه شيطانية وقالت :
شوية مونتاج وتعديلات وإبقي وريني هتبعدني عنك إزاي يا ... ياسين
_ بالأسفل ... ذهب إلي ياسمين وقال لها :
يلا عشان نروح
ياسمين : مالك حصل حاجه ؟؟
رمقها بغضب وقال :
يلا من غير رغي كتير
نهضت ليمسك بيدها بقبضة كادت تعتصر أناملها وهو لم يشعر بذلك حيث كلما يتذكر كلمات وجرأه تلك الوقحة تزداد نيران غضبه .... فماذا ياتري تخبأ له الأيام القادمه إن كان هو أو ياسمين !!
^^^^""""""******"""""""-----**********؛؛؛؛؛؛؛*******
_ في مشفي البحيري ...
القلق والتوتر يعم الأرجاء وخاصة ف قاعة المؤتمرات التي أعدت لإستقبال جهابذة الأطباء ف مصر من جميع التخصصات .. .
وبداخل مكتب يوسف الذي يصيح بغضب :
إزاي مجتش لحد دلوقت !!
أجاب عليه آسر :
يا بني قولنالك كلمنها ع كل أرقامها كله بيدينا مغلق وبعتنلها موظفه من الإدارة ع عنوانها ملقتش حد هناك والبواب قالها دي سافرت
زفر بحنق وقال :
سافرت !! دكتوره آسيل عمرها ماتعملها غير لما تكون سايبه خبر قبلها أو بتعتذر ... ناديلي المساعده بتاعتها يمكن تعرف حاجه عنها
وبعد قليل جاءت الممرضة مساعدة الطبيبة آسيل
_ قالولي حضرتك طالبني ... قالتها الممرضه
أجاب عليها يوسف :
متعرفيش حاجه عن دكتورة آسيل مجتش لحد دلوقت وهي الي معها الفايل الي هنقدمه ف المؤتمر النهارده
الممرضه : لاء معرفش بس أقرب واحده ليها وممكن تعرف عنها حاجه هي....
_ السلام عليكم ... قاطعتها هاجر التي جاءت للتو تلتقط أنفاسها بصعوبه
رد عليها الجميع السلام فأكملت :
سوري يادكتور يوسف أتأخرت عليكو أصل الطريق كان واقف .. أخرجت من حقيبتها عدة ملفات وقرص مدمج ..
أتفضل حضرتك الفايلات دي والفلاشه سابتهم معايا دكتوره آسيل إمبارح وهي ماشية قالتلي أديهم لحضرتك عشان المؤتمر
تنهد بأريحيه وقال :
أومال هي فين ؟؟
نظرت بتوتر وقالت :
بصراحه حصلتلها ظروف خاصة مش هاتعرف تيجي الأسبوع ده خالص وبتعتذر لحضرتك
قال آسر :
طيب ومين الي هيقدم إنجازات قسم الأطفال ف المؤتمر ؟؟
حدق يوسف ف هاجر المنشغلة ف ربط أحبال حذائها ... وقال :
هاجر الي هتقدمها
وقفت بإعتدال وهي تنظر بتفاجئ وإندهاش :
أنا !!!
إبتسم يوسف وقال :
اه أنتي أنا الي عارفه إن عندك خبرة ف المؤتمرات وعرض الإنجازات ومناقشة الدكاترة عن آخر التطورات ف العلاج خاصة ف تخصصك
كادت تتحدث ليقاطعها آسر بإستهزاء :
أنت بتهزر يا يوسف دي لسه عيله وبتاخد خبرة عندنا عايزنا نخليها تحضر وتعرض ف مؤتمر هيبقي فيه عملاقة الدكاترة والإستشاريين ... عايزهم يضحكو علينا !!
كلماته أثارت حنقها وشعرت بغصه ف حلقها ودت لو تصفعه ع ماتفوه به ...
_ ملكش دعوه أنت يا آسر ... أنا واثق من قدرتها وكانت دكتورة آسيل بتشكر فيها وأنت عارف دكتورة آسيل صعب إنه يعجبها شغل أي دكتور أو دكتورة ... قالها يوسف
ثم نظر إليها وقال :
أتفضلي الفايلات دي ورجعيها كويس فاضل حوالي ساعه ونص ولو ف حاجه واقفه ادامك قوليلي ...
أخذتها منه وغادرت الغرفة وإتجهت إلي غرفة مكتبها ... أغلقت الباب وألقت مابيدها ع المكتب وجلست ع المقعد وأتكأت برأسها تبكي من سخرية آسر وتقليله من شأنها ...
طرقت علياء الباب ثم ولجت إلي الداخل لتجدها بتلك الحاله ...
أقتربت منها وقالت : مالك يابنتي بتعيطي ليه ؟؟
رفعت رأسها وأرتمت ع صدرها وأخذت تبكي وسردت لها كل ماحدث وكلمات آسر اللاذعه
ربتت عليها وقالت :
ومن إمتي هاجر بتتأثر بكلام حد ده أنا عمري ماشوفت حد عنده ثقة كبيرة أوي ف نفسه أدك ... ده أنا نفسي يكون عندي ربع جرأتك وثقتك العاليه ... أهدي يا حبيبتي وملكيش دعوه بكلامه هو لسه ميعرفكيش ... أنتي بقي وريهم ل المؤتمر النهارده مين هي دكتور هاجر
جففت عبراتها بالمحرمه وقالت :
أنا مزعلنيش الكلام أد ما الي زعلني إنه هو الي قاله
رمقتها علياء بمكر رافعه إحدي حاجبيها وقالت :
امممم قولتيلي بقا ... خلاص فهمت
نظرت إليها بتوتر وقالت :
فهمتي أي ؟؟؟
إبتسمت وقالت :
هو دكتور آسر بصراحة شاب وسيم ومحترم و من عيلة ودكتور ماهر ف تخصصه ده غير دمه الخفيف ومقالبه الي مبتخلصش و أكمل ولا أسكت ؟؟
أشاحت هاجر وجهها للجهه الأخري :
وأنا مالي ومال كل ده
وضعت يديها ع كتفيها وقالت :
مالك إن أنا شايفه من ساعت ماجيتي هنا فيه لامعه ف عنيكي خاصة لما بتشوفيه وهو كمان نفس الحكايه
هاجر :
أي الهبل ده طبعا لاء أنتي عارفه مليش ف الجو ده
علياء :
وأفرضي جه ف يوم وقلهالك !!
تأففت هاجر بضيق :
أوف بقي يا علياء أقفلي ع السيرة دي وروحي شوفي وراكي أي وسبيني ورايا مسئوليه ربنا يستر وتعتدي ع خير
نهضت علياء بإمتعاض قالت :
بقي كده !! بتطرديني يابنت خالتي ... مااااشي بكره الأيام هتثبتلك إن كل كلمه قولتها صح ... بالتوفيق ياجوجو
قالتها وهي تغادر وتخرج لسانها بحركة مضحكة لتثير غضب هاجر التي ألقت نحوها قلم
وقالت : بقي كده يا سلاك البلاعات وربنا لعلمك الأدب وأنت الي جبته لنفسك .... أمسكت هاتفها وأجرت مكالمه :
الو أزيك ياكريم أنا هاجر بنت عمتك فوء يابني من نوم أهل الكهف ده ........
طالبه منك خدمة ضروري عايزاك ف خلال ساعة زمن تكون عندي ف مستشفي البحيري
"""""""""************""""""""""
_ بعد مرور وقت ... بدأ إفتتاح المؤتمر وإستقبال الوافدين والترحيب بالأطباء المدعوين ... بدأ يوسف بإلقاء كلمات الترحاب بالحضور وأخذ يسرد تاريخ المشفي منذ بناءه والإنجازات التي حققها وإشادة السادة المسئولين بكفاءة المشفي وإدارتها ومنحها شهادة الجودة وشهادات تقديرية عديدة ... صعد كل طبيب مسئول عن تخصص معين وأخذ يشرح إنجازات ماتوصلو إليه من علاج المرضي ... بينما صعدت هاجر التي قامت بمهمتها ع أكمل وجه تحت نظرات إعجاب الحضور والأطباء خاصة إنها حديثة التخرج وتمتلك خبرة هائلة ف تخصصها كما عرضت إقتراحات عديدة ف علاج الكثير من الأمراض التي تصيب الأطفال خاصة ذوي المناعة الضعيفه أو اللذين لديهم أمراض وراثيه ... أنتهت محاضراتها بتصفيق الحاضرين ... وذهبت تجلس ع مقعدها بفرحة عارمه وهي تنتظر أمر ما ...
وأخيرا صعد آسر الذي سيختم المؤتمر بخطاب يشكر من خلاله كل من لبي دعوة المشفي ... وإن بدأ ف إلقاء كلماته حتي شعر بحكة غريبه ف ظهره لم يهتم لكن زاد الشعور ف كل مكان بجذعه وكأن نيران أندلعت ف جسده ... أخذ يحك صدره وظهره وتعالت ضحكات الحاضرين وخاصة هاجر التي وقعت من فوق المقعد من كثرة الضحك لتنظر له بإنتصار ... أعتذر منهم وركض إلي المرحاض ف الخارج وما إن ولج إلي المرحاض خلع سترته وقميصه ليجد بشرته شديدة الإحمرار وإنتبه إلي مسحوق أبيض ف طيات سترته ... فتح صنبور المياه وأخذ منه يلقي ع جذعه حتي هدأت تلك الحكة ....
ظل يفكر وقال :
اه لو الي ف بالي طلع صح وطلعتي أنتي الي ورا المقلب ده ... يبقي أنتي الي جبتيه لنفسك ... صبرك عليا يا ... جوجو .
******.......******.......********......******
_ تسلل ضوء النهار من بين الصفائح والقش والبوص الملتصق ف بعضه البعض ليصل إلي جفونها التي أرتجفت ... لتفتح عينيها وتنظر من حولها ... شعرت بألم ف يديها وقدميها لتدرك إنهم مكبلين بأحبال ... تذكرت ماحدث منذ الأمس لتتسع عينيها بخوف وصدمة وكادت تصرخ لتجد يده تكمم فاهها حيث يجلس ع مقعد خشبي مهترئ وهي تجلس ع الأرض بين قدميه ... دنا منها وقال :
وفري صوتك الجميل ده للي هاعملو فيكي
رفعت رأسها إلي أعلي لتتلاقي عينيها بعينيه حركت رأسها بالرفض فأبعد يده ... ألتقطت أنفاسها بصعوبه وصرخت :
عايز مني أي ياحيوان مش كفايه الي عملته فيا وف أبويا ... أنا بكرهك ياعبدالله بكرهك .. بكرهاااااااك ... آآآآآآه ... أطلقت صرخه مدويه عندما جذبها من خصلات شعرها
صاح بها :
دلوقتي بتكرهيني .. ليه عشان عشيقك ياخاينه يا سافله ...ها ؟؟ ...ردي عليا... صفعها بقوة حتي إنسدل الدم من جانب شفتيها
_ أيوه بكرهك وبلعن اليوم الي عرفتك فيه ... وأنا مش خاينة أولا أنت طلقتني وملكش حكم عليا ومن حقي أكمل حياتي مع بني آدم محترم
قهقه بسخريه وقال :
وطه البحيري محترم !! إسأليني أنا عنه
إبتسمت لتثير حنقه :
عارفه كل الي هتقوله وهو أتغير للأحسن مش عشاني عشان نفسه وإنه يبقي راجل بجد مش شبه راجل زي الي كنت متجوزاه
جز ع أسنانه وثارت أغواره وصاح بغضب عارم :
أنا شبه راجل يابنت ال.... طيب ورحمة أمي الي مابحلف بيها كدب لاهاعرفك أنا راجل إزاي ....
قالها لينهض ويقف أمامها ويرفعها من خصرها وألقي بها ع التخت ذو الفراش البالي ... أخذت تصرخ بتوسل :
لااااااء يا عبدالله أبوس إيدك لااااااء
لم يهتم لصراخاتها وتواسلاتها ليخلع قميصه المهترئ وحزام بنطاله ... وأنقض عليها ممزقا ثيابها ويلقنها عدة صفعات وهو يصيح بها :
أنا مش راجل !! ها !! ... صفعه
ردي عليااااا ... أنا مش راجل ... صفعه
جذبها من خصلاتها وقربها من وجهه وصرخ ف وجهها :
إستحملي بقي ياروح أبوكي الي هيحصلك دلوقت.
♥يتبع♥#الحلقة_التاسعة
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت
_ تقف أمام الطاولة الرخامية تقطع حبات الطماطم الطازجة ... وليأتي من خلفها يمد يده ع إحدي القطع يتناولها متلذذا بمذاقها ...
ألتفت له وهي تضربه ع يده وصاحت فيه بمزاح :
إيدك لو إتمدت تاني هاقطعهالك
أجاب عليها يونس وبحزن مصتنع :
وأهون عليكي !!
وزمت شفتيه للأسفل كطفل صغير
قهقهت من ملامحه وتركت السكين لتمسك يده وتقبل باطن كفه :
ده أنا أفديك بروحي يا روحي أنت
حملها من خصرها ووضعها فوق الطاوله وأقترب مبتسما :
بعشقك يا كارين وبعشق كل تفاصيلك
حاوطت عنقه بزراعيها وأسندت جبهتها فوق جبهته وقالت :
طيب بمناسبة العشق ماتيجي تساعد حبيبتك عشان رجلي خلاص مبقتش حاسه بيها من كتر الوقفه ... مصعبتش عليك ؟؟
يونس :
أنا قولتلك بلاش تتعبي نفسك ونشتري من برة ومن أفخم المطاعم كمان أنتي الي عنيده وأصريتي تطبخي بنفسك
كارين :
يعني بذمتك أول مرة أعزم أهل جوزي حبيبي أروح أشتريلهم دليفري .. عايز حماتي تفتكر إن ست بيت فاشله !!
ضحك وقال :
جيجي دي أحلي وأجمل حما وأم وأنتي لما هاتشوفيها وهتقعدي معاها هتحبيها أوي
كارين وهي تمسك وجنتيه :
طبعا هاحبها دي كفاية إنها مامت روح قلبي الي بموت فيه
غمز لها بعينه وقال :
ثبتيني .. ثبتيني ... أنا كل الي هقدر أساعدك فيه السلطة هاتي حاجتها وأقطعهالك
كارين :
لاء أنا عملتها من بدري وحطتها ف التلاجة ... أنا عايزه منك بس تاخد بالك من الفراخ الي حطاها ع الشواية قلبها كويس لحد ما أخلص الي ف إيدي ... مقولتليش هيجو الساعه كام ؟
يونس :
يعني بعد ساعه وشويه
كارين :
تمام ... الحمدلله كل حاجه بقت جاهزه ... هادخل أنا أخد شاور وأظبط حالي وأنت لما تخلص الفراخ رصها ف السرفيس الي فوق الرخامه ....
كادت تذهب لتعود إليه مره أخري وقالت برجاء :
أبوس إيدك أوعي تحرقها وياريت تقفل بوءك المفجوع ده لحد مايجو
يونس :
ماشي ... ماشي لما تيجي جيجي هاقولها إنك مجوعاني
ضحكت وقالت :
هي بالتأكيد عارفه إبنها
يونس : بقي كده !!! لما يمشو هوريكي مين المفجوع
ولجت غرفتها وقالت :
كان ع عيني يالمبي .
وبعد إن مرت الساعه ... صدح رنين جرس المنزل .. ذهب يونس ليفتح الباب ...
_ هااااااع أنا جيت ... صاح بها ياسين
عانقه يونس مرحبا به :
أهلا أهلا بالمجنون
دلفت خلفه ياسمين قائله :
سلام عليكم
يونس :
وعليكم السلام أزيك يا ياسمين ؟
ياسمين :
الحمدلله بخير
دلفوا للداخل ف غرفة الإستقبال ... تأمل ياسين ديكور المنزل وقال :
أنا كنت فاكر هاجي ألاقي الحيطان حمرة ومليانه لوح من رسوماتك العبيطه . . وقد خاب ظني بس ماشاء الله ربنا يباركلك فيها ... أتفضل
أعطاه حقيبة هدايا كبيرة الحجم
أخذها يونس وقال :
يعني بتتريئ وبعدها تثبتني بالهديه ... مردودالك ياعم
قال ياسين وهو يحاوط زوجته بزراعه :
يارب تعجبكو دي ع زوء ياسمين
يونس مبتسما :
ميرسي يا ياسمين
ياسمين : العفو دي حاجه بسيطه
_ أهلا أهلا ده البيت نور ... قالتها كارين بترحاب
ياسين وياسمين :
ده نور أهله
بعدما صافحت كليهما قالت :
فين طنط وعمو والباقي ؟؟
ياسين : كنت مكلمهم ف السكة زمانهم جايين
ليرن الجرس مرة أخري ...
يونس :
بالتأكيد هم
فتح الباب ... دخلت جيجي وتحمل هدية مغلفة :
السلام عليكم
يتبعها ملك ويوسف ممسكا بيد إبنته لوجي ويليه آدم وخديجة ... تبادلو جميعم المصافحه والترحاب ... وأجتمعو جميعهم حول المائدة بعد أن أعدها يونس وكارين ... بدأ الجميع بتناول الطعام ...
خديجة :
تسلم إيدك يا كارين الأكل طعمه حلو أوي
كارين بإبتسامه عارمه :
بالهنا والشفا يا ديجا ...تسلمي
جيهان :
طبعا لازم الرقه والجمال يطلع منها الأكل الجميل ده
إبتسمت كارين بخجل :
تسلمي ياطنط ربنا يخليكي
جيهان :
طنط أي ... أنتي تقوليلي ماما جيجي زي ديجا وياسمينا ولا مش بتعتبريني زي ماما !!
كارين وهي تنظر إلي يونس ثم إلي جيهان وقالت :
ياخبر ده أنا أتمني تكوني زي ماما خصوصا أنا إتحرمت منها قبل ما أشوفها ...
كادت تبكي ليشعر بها يونس فأمسك يدها وأحب أن يضحكها :
مقولتلكوش بقي يا جماعه كارين رسمالي حتة بورتريه أي يشرح القلب وشرح قلبي أنا شخصيا
ياسين مازحا :
بصراحه الله يكون ف عونها وهي بترسمك بملامحك دي
قهقه الجميع فقال يونس بحنق :
ومالها ملامحي ياسي ياسين !!
كارين :
بالعكس ملامح يونس سهلة وبسيطة وجميلة ف نفس الوقت
آدم :
ومين يشهد للعروسه
يونس :
ده أنتو جايين تحفلو عليا بقي
كارين :
أومال عمو عزيز مجاش ليه ؟؟
كادت جيهان تتحدث ليقاطعها آدم :
بابا كان جاي معانا بس حصلت مشكله ف الشركة وراح يشوفها ... هو بيعتذر لكو وإن شاء الله هيعوضها مرة تانيه
رمقه يونس بإمتعاض فهو يعلم إن شقيقه يكذب وموقنا إن سبب عدم مجيئ والده هو رفضه الشديد لزواجه من كارين
""""؛؛؛؛؛؛"""""؛؛؛؛؛؛؛"""""""؛؛؛؛؛؛"""""""
_ بداخل إحدي المطاعم الشهيرة ف وسط البلد ...
_ تحبي تاكلي أي ؟؟... قالها طه وهو يمسك بقائمة الطعام
أجابت شيماء :
شكرا أنا مش جعانه .. فطرت متأخر ف الشغل مع أصحابي
رمقها بنظره حانيه وقال :
طيب لو قولتلك إن أنا جعان وعايزك تاكلي معايا هتكسفيني ؟؟
نظرت لأسفل بخجل وقالت :
خلاص الي تشوفو
إبتسم لهاوقال :
حاضر ... أشار إلي النادل وأملي عليه مايريده ليدون ذلك ثم ذهب
تنظر شيماء من الحائط الزجاجي المجاور لها إلي المارين والسيارات التي تسير ف الإتجاهيين ...
طه : سرحانه ف أي ؟؟
أنتبهت له وقالت :
مفيش ... هو .. ثم صمتت لثوان تشعر بتوتر غير قادره ع تجميع كلماتها فأطلقت تنهيده وأردفت :
بصراحة أنا حاسة الي بنعملو ده غلط ومينفعش
عقد مابين حاجبيه وقال :
أي الي غلط إننا نتجوز ع سنة الله ورسوله !!
أجابته بنظرات حائرة :
طه متنساش إن كنت مرات عبدالله وأنت كنت حبيب أعز صحباتي
طه : أديكي بتقولي كنتي وكنت ... يعني ماضي وأنتهي ولو واقفنا حياتنا ع الماضي مش هانعرف نعيش الحاضر ولا المستقبل ودي متبقاش حياه وبالنسبه لموضوع رحمة كل واحد ليه حياته وخلاص
شيماء :
أنا أصلا كل ما أفكر مش قادره أستوعب وخايفه ف نفس الوقت
رمقها بجديه :
خايفه من عبدالله ؟؟
أجابت :
خايفه عليك منه ... أنا خلاص من بعد الي عمله معايا وخاتمها بقتل أبويا الله يرحمه مبقاش جوايا حاجه من ناحيته ولاحب ولا كره لأن الكره هيخليني أفكر فيه وأنا عايزه أمحيه من زاكرتي خالص
أومأ طه لها بعينيه وقال:
متقلقيش عليا ... هو عمره مايقدر يعملي حاجه أنا عارف عبدالله أكتر ن نفسه
صاحت بإندفاع :
أنت متعرفش حاجه ياطه ... عبدالله لما إتهجم عليا أنا وخالتي نعمات مكنش عبدالله الي أنا وأنت نعرفه .. ده بقي واحد تاني ... نظراته كلها حقد وكره وشر ... السجن خلاه مجرم قلبه ميت ... وهددني بيك لما شافك معايا وإحنا راجعين من السوبر ماركت ... هددني إنه هيقتلك ويقتلني لو أتأكد إن فيه بينا حاجه مابالك لو عرف إن إحنا هانتجوز
رد عليها لتتعجب :
وأنتي فكراني هخاف كده وأتراجع عن قراري !!! أنا طلبت منك نتقابل النهارده عشان أقولهالك تتجوزيني ياشيماء ؟؟
وع الرغم من معرفتها السابقه بطلبه صمتت ولم تجيب فأردف :
ماتخافيش أنا هابقي آمانك وحمايتك وعمري ماهخلي حد يقرب منك أو يأذيكي سواء عبدالله ولا عشره زيه .. أنا عارف إن فيا عيوب كتير بس بعد موت أبويا الله يرحمه وأنا أتغيرت جوايا حاجات وبقيت أشوف الدنيا من زواية تانيه بقلب أبيض نضيف بعيد عن الحقد والغيرة والكره الي كانو مسيطرين عليا ... مش هقولك بقيت ملاك بس بحاول أكون الشخص الي كان أبويا نفسه فيه ويفتخر بيه أدام الناس ... وكل ده مش هيحصل غير ع إيديكي أنتي ... خلينا نبدأ حياه جديده كل واحد فينا يكمل التاني
شيماء :
وريتاج بنتي ؟؟
طه : بنتك هي بنتي ... ربنا يعلم محبتها ف قلبي وكأنها حته مني ... تعرفي كلها أنتي وأنتي صغيره أداها ... لما كانت طنط سهير الله يرحمها بتجيبك وتيجي عندنا وتلعبي مع خديجة
تنهدت وقالت :
الله يرحمها كانت بتحبكو أوي
طه :
وأنا عايز بنتها تكون شريكة حياتي
إبتسمت بخجل وقالت :
بإذن الله الي ربنا كاتبه هايكون
طه : يعني أعتبر إنك موافقه؟؟
شيماء بإبتسامة مشرقه أجابته بتردد:
هستناك تقرأ فاتحتنا مع خالتي بكرة
¤¤¤¤===¤¤¤¤====¤¤¤¤¤=====¤¤¤¤¤
أخذوا جميعهم يتسامرون ويضحكون ... وكان يوسف يجلس منذ البداية شاردا ف علياءه التي آسرت عقله وقلبه وملك لم يفارق الهاتف يدها حيث تتبادل الرسائل مع مصعب ع التطبيق الشهير ( الواتساب) ...
همست لها خديجة التي لاحظت نظرات آدم وهو يراقب ملك :
ملك شيلي الي ف إيدك ده آدم واخد باله منك من بدري
ملك بحنق :
وهو ماله ؟؟
خديجة :
براحتك أديني نبهتك
تأففت ملك ثم أغلقت شاشة هاتفها ووضعته جانبا
أنقسمو إلي حيث فريقين حيث الشباب جلسو أمام التلفاز وجهاز البلايستيشن ... بينما تجمعت النساء وجلسن ف الهواء الطلق بداخل الشرفة التي تطل ع نهر النيل وحديقة صغيرة مليئة بالأزهار الفواحه ...
قدمت كارين لهما المشروبات والعصائر مع قطع الحلوي وبعض التسالي ...
جيهان :
ياحبيبتي كفايه تعالي قعدي معانا بقي
كارين مبتسمه :
والله يا ماما جيجي أنا فرحانه أوي إنكو شرفتوني وياريت نتجمع كده ديما
جيهان :
المره الجايه أنا الي هاجمعكو كلكو ف الفيلا وأعملو حسابكو كل ويك إند هتقضوه معايا الكلام ليكي أنتي وياسمين
كارين : أنا عارفه إن حضرتك عايزانا نعيش معاكو ف الفيلا بس فكرة إن نعيش لوحدنا دي رغبة يونس
جيهان :
عارفه وأنا مش هاضغط عليكو وهاسيبكو ع راحتكو أنا أهم حاجه عندي إنكو تكونو مبسوطين
كارين :
تسلمي يا ماما
خديجة :
عامله أي يا ياسمين ف الكلية والدراسه ؟؟
أجابتها ياسمين بإبتسامه :
الحمدلله كله تمام
خديجة :
تعرفي كان نفسي أكمل دراستي وأدخل تجارة إنجليزي بس ظروف وفاة ماما أثرت عليا نفسيا ومجبتش مجموع يدخلني ثانويه عامه
جيهان :
ع فكرة أنتي ممكن تقدمي ف التعليم المفتوح بس ع ما أظن قبلها لازم تاخدي معهد سنتين أو تعملي معادله
ياسمين :
ماما جيهان بتتكلم صح ... ماتقدمي وكملي دراستك ده أنا بشوف طلاب عندنا داخلين ع سن الأربعين
كارين :
التعلبم ملهوش سن محدد ... أنا أعرف ناس كتير بعد ماخلصت دكتوراه بتدرس ف مجالات تانيه وخاصة ف أوروبا .. سقف الطموح ملهوش نهايه
تدخلت ملك قائله :
أووف ده الواحد عقبال مايخلص الكليه روحو تكون طلعت
جيهان : أنتي لولا إنك خايفه من باباكي كنتي زمانك بتاخدي السنه ف سنتين
ضحك جميعهم فقالت ملك بحنق :
كده يا جيجي !! حرام عليكي ديما ظلماني ... أنا الحمدلله السنه الي فاتت جايبه تقدير جيد جدا
جيهان وهي ترمقها بنظره متفحصه :
ده عشان خاطر مصعب الي كان بيشجعك
توترت ملك من جملة والدتها ونظراتها ...
وف الداخل مازال الشباب يللهون بالألعاب الإفتراضيه وسط صياحهم عندما يكسب إحدهم ف تلك اللعبة الشهيرة...
كان هاتف ملك يضيء وينطفأ عدة مرات متتاليه ومن سوء حظها كان ع الطاولة المجاورة لآدم الذي خسر دوره ف اللعبه للتو ... فأنتبه لوميض هاتف شقيقته فأمسك به ...
_ أي يا أدومه مش ناوي تكمل الجيم ؟؟
آدم : لاء كملو أنتو أنا زهقت
ياسين :
ياعم فكك منه آدم ملهوش ف الكورة أصلا
آدم وهو يصفعه ع مؤخرة رأسه :
طيب يا عم ميسي وريني شاطرتك ويونس مقطعك لحد دلوقت خمس موتشه
ياسين :
ماشي وربنا لوريكو ياسو دلوقت هايعمل فيكو أي
وجد آدم هاتف ملك يفتح بسهوله بدون رقم سري ... رأي عدة رسائل وارده واسم المرسل روح قلبي مكتوبة بالفرانكو ... فتح الرسائل وقرأ الدردشة وكان يقلب من أعلي لأسفل ... وجهه محتقن بالدماء من الغضب ليتوعد شقيقته بالحساب العسير عندما يذهبوا إلي الفيلا ...
نعود إلي إجتماع النساء ...
كارين :
والصغنن الجميل من ساعة ماجيتي ومبتتكلميش خالص
نظرت إليها لوجي بغضب طفولي وقالت :
أنا مش صغنن وبعدين أنا زعلانه منك عشان أخدتي عمو وعيشتو بعيد عننا وكمان ياسمين خدت عمو ياسين ومشيو
كارين : طيب أي رأيك تيجي تقعدي معانا أنا وعمو
لوجي :
لاء مش هينفع أسيب جيجي وديجا
عانقتها جدتها وقالت :
حبيبة قلب جيجي ... فقبلتها الصغيرة ف وجنتها
_ ف الداخل ...
نظر ياسين إلي ساعة يده وهب واقفا :
ياخبر أبيض
أنتبه له أشقاءه :
مالك يابني ف أي ؟
ياسين : عمال ألعب وأهزر وأنا ناسي حفلة الشركة ... يدوب ألحق أطير أنا وياسمين
ونهض آدم :
وإحنا كمان ماشيين لسه ورايا حاجات هارجعها تبع الشغل
يونس بسخريه :
وأنت يا يوسف مش وراك حاجة أنت كمان زي أخواتك
ضحك يوسف وقال :
ورايا عايز أنام وكمان عندنا مؤتمر طبي بكرة الصبح
يونس : إشطا ... براحتكو أوي
آدم :
معلش بقي يافنان إحنا برضو قضينا وقت حلو معاك ... أبقي هات كارين وتعالو
إبتسم يونس ساخرا :
أجيبها عشان أبوك يطردها !!
يوسف :
عيب يا يونس متقولش كده بابا عمره ما هيطردها
يونس :
بإمارة إنه قدر عزومتي وجه شرفني ف بيتي صح !!
ياسين :
كبر دماغك يا يونس ما أنا يعتبر نفس الي أنت فيه ريحت دماغي أنا ومراتي وبعدنا عشان منضايقش حد
يونس :
عمتا خلاص أنا كل الي يهمني إنكو بخير .. مش عايز حاجه تاني
ياسين :
طيب أخلع أنا بقي عشان لسه هنروح الرحاب
قالها وهو يصافح أخيه ...
يونس : خد بالك من نفسك أنت وياسمين ...سلام
ياسين : حاضر .. سلام
دلفت النساء من الشرفه ...
جيهان :
أي رايحين فين كده
ياسين وهو يمد يده إلي ياسمين :
أحنا ورانا حفلة عملاها الشركة الأم الي بشتغل ف واحد من فروعها
صافح والدته وأشقائه وكارين وكذلك ياسمين ودعت الجميع مصافحه النساء فقط وغادرت مع زوجها ... ليغادر البقيه أيضا بعد مصافحة يونس وكارين ...
وبالأسفل ف سيارة آدم ... جلس هو بمقعد القيادة وبجواره خديجة وف الخلف جيهان ولوجي وملك ... بينما يوسف يتبعهم بسيارته
ملك كانت تتلفت يمينا ويسارا متأففه ..
خديجة :
فيه حاجه ياملك ؟؟
ملك وهي تنظر إلي أسفل وتبحث عن هاتفها :
شكلي نسيت الفون فوق عند يونس
_ أتفضلي ... قالها آدم بنبرة جدية وهو ينظر لها من خلال المرآه بنظرات متوعده ويعطيها الهاتف ... دق قلبها وجلا وتحاشت نظراته لترمق خديجة بنظرات إستغاثه لتومأ لها بنظرة تطمأنها إنها ستتولي الأمر .
******""""""""*******"""""*********
_ وبداخل سيارة أجرة ...
_ نزلني هنا ع جمب ... قالتها شيماء
طه : رايحه فين مش هاتروحي ؟؟
شيماء : عايزه أشتري شوية حاجات لريتاج
طه بإصرار : طيب إستني أنا جاي معاكي
شيماء :
معلش ياطه مش هينفع ف واحده صاحبتي مستنياني هتيجي معايا
تنهد بسأم وقال : خلاص أول ماتخلصي كلميني وطمنيني عليكي قبل ماتروحي
أومأت له بالموافقه :
حاضر وأنت كمان خلي بالك من نفسك ... سلام
ترجلت من السيارة ...وكان هناك إحدهم يركب دراجة نارية يتحدث ف الهاتف :
أيوه يا شبح ... هي نزلت وهو كمل ف التاكس ... متقلقش تحت عيني ..... سلاموز
وف طريق السيارة كان يسلك السائق طريقا وعرا متعرجا حتي يتجنب إزدحام السير ف الطريق الرئيسي ... وهناك سيارة أخري تتبعها لتسرع حتي قطعت الطريق ع السائق ... ونزل منها ثلاثة رجال ملثمون يحملون أسلحة صوب إحدهم سلاحه نحو السائق :
أثبت مكانك يا عم الحاج أحسنلك
السائق بخوف :
أنتو مين وعايزين مني أي ؟؟؟
قال الملثم الآخر وهو يفتح باب السيارة :
جايين ناخد الكلب ده ... قالها وقبل أن يجذب طه من ثيابه فكاد يقاومهم ليفاجاءه الرجل الثالث بضربه من النافذة ليقوم الآخر بسحبه من ساقيه وسحله ف الأرض وتكاتف ثلاثتهم فوقه يلقونه ضربا مبرحا حتي كاد يفقد وعيه... فقال إحدهم له :
دي كانت أرصة ودن بس عشان تبقي تبص لحاجه مش بتاعتك ياعم فلانتينو ... يلا يارجاله كفايه عليه كده
_ بينما شيماء مازالت تتسوق برفقة زميلتها ف العمل ...
زفرت شيماء بتعب :
خلاص مش قادره ألف تاني يانهي ... ألحق أروح بقي زمان ريتاج مش مبطلة عياط عليا
نهي :
طيب ياحبيبتي .. عارفه هاتركبي منين ؟؟
أجابت عليها :
أمشي الشارع ده ع طول وأكسر يمين هلاقي ميكروباصات بتعدي ع السيدة وهابقي أنزل أخد توكتوك لحد البيت
نهي :
خدي بالك من نفسك ولو عوزتي أي حاجه أبقي كلميني إحنا إخوات
شيماء بإبتسامه شاكره :
تسلميلي يا نهي ربنا مايحرمني منك
تبادلو العناق والسلام ... ذهبت شيماء إلي وجهتها حتي وصلت إلي موقف سيارات الأجرة الجماعية ...
_ زهراء ... زهراء ... معادي ... معادي ... ينادي بها صبي السائق (التباع)
تقدمت نحوه وسألته :
فين الميكروباصات الي بتعدي ع السيدة زينب لو سمحت ؟؟
نظر إليها الشاب وقال :
مش ف الموقف ده يا مدام ... هتلاقيها ف الموقف الي بعد حوالي خمس نواصي ... خدي أي توكتوك يوديكي ليها
وف تلك اللحظة عبر توكتوك بجوارها وقال سائقه ذو الملامح المريبة :
توكتوك يامدام ؟؟
رمقته بقلق لكن لم تجد سوي إنها تدلف إليه حيث تؤلمها قدميها من السير ...
وضعت ماتحمله من أكياس ع المقعد الخلفي وجلست وقالت :
وديني الموقف التاني الي فيه ميكروباصات السيدة
السائق :
من عينيا
أنطلق وإتجه نحو شارع هادئ ... وفجاءه هدأ سرعته لتجد شخص ملثم يجلس بجوارها يمسك بزراعها وأخرج سلاحا يشبه السكين ...
_ وربنا لو نطقتي بحرف أو صرختي لأخلي الدكاترة تحتار تخيط وشك الحلو ده
نظرت إليه لتحدق ف عينيه ومن شدة خوفها فقدت الوعي لتسقط ع كتفه .. فحاوطها بزراعه ووضع رأسها ع صدره ...
وقال : أطلع بينا ع العشة إياها.
*****""""""""*******""""""********
_ وصل كل من ياسين وياسمين أمام مدخل الشركة الرئيسية للفرع الذي يعمل به ... وقبل أن يعبر الباب الألكتروني أوقفه مناداة إحدهم :
ياسين البحيري !!!
ألتفت ياسين وحدق ف صاحب النداء لتنفرج أساريره وصاح بفرح :
حازم عز الدين !!
تبادل كليهما عناق أخوي ...
ياسين : يا إبن اللذين وربنا ليك وحشه .. عامل أي ؟؟
حازم : أنا موجود ف الدنيا أهو أنت الي ندل مبقتش تسأل ولا بتيجي زي زمان
ضحك ياسين وقال :
وربنا كنت بسأل عليك وببعتلك السلام مع أخوك هيثم
حازم وهو ينظر إلي ياسمين التي تقف خلف ياسين :
هيثم سافر للمكسيك بقاله شهرين
ياسين :
عشان كده مختفي ولما بكلمه موبايله مقفول طبعا هتلاقيه مقضيها هناك خمر ونساء
قهقه حازم :
صاحبك بقي وأنت عارفه ... أقترب منه وهمس إليه :
إلا قولي أنت سبتك من المزز الشقرا وحولت ع المنقبات ولا أي !!
رمقه بإبتسامة مصتنعه :
لاء ياخفيف دي ياسمين مراتي
رفع حاجبيه بإندهاش وقال :
إنت إتجوزت !!!
ياسين :
ومالك مندهش كده ليه محسسني إن عملت مصيبه
حازم :
أصل مستغرب .. ياسين البحيري الي مكنش بيعدي أي صاروخ من ....
قاطعه ياسين :
ماتهدي ياعم حازم ربنا تاب عليا الحمدلله .. ومتقلقش هي عارفه كل حاجه عني .. أطلع منها أنت بقي
تقدم نحو ياسمين وحدق ف عينيها بنظرات أربكتها :
ألف مبروك يا مدام ياسمين ... قالها ومد يده
فقالت بدون أن تبادله المصافحه مبتسمه بعسليتيها الذهبيتين :
الله يبارك ف حضرتك
ياسين : معلش هي مبتسلمش ع رجاله إبتسم لها بنظرة لم تفهمها مما أثار حنق ياسين ليمسك بيدها وقال :
عن إذنك بقي ورانا حفله
حازم : إستني يابني أنا داخل معاكو أنت شغال هنا ؟؟
ياسين : لاء أنا ف فرع الدقي بشتغل ف التسويق وأنت؟
حازم : أنا هنا المسئول عن العلاقات العامة ... والخاصة كمان ... وغمز له بإحدي عينيه
قهقه ياسين وقال : أنت هتقولي متبقاش حازم عز الدين إلا لو مستغلتش أي فرصه
حازم :
الدنيا فرص ياصاحبي والشاطر الي يعرف فرصته ويستغلها كويس
_ دخل ثلاثتهم ومازال كليهما يتبادلا الحديث ... ولم يكف حازم إستراق النظر إلي ياسمين التي أثارت فضوله أنه يريد رؤية وجهها بل رؤيتها بدون أي حجاب
دلف جميعهم إلي قاعة كبيرة يقيم فيها الإحتفال ..
_ تعالي نقعد ع التربيزة الي هناك دي .. قالها ياسين وهو يشير إلي طاولة شاغره ف مكان هادئ
وبعد أن جلسا جاء إليهم النادل ووضع أمامهم كأسين عصير وزجاجة مياه معدنية وكأس فارغ
أعطي ياسين إليها كأس العصير فقالت له :
لاء مش قادرة أشرب دلوقت هاتلي مايه أنا عطشانه
نظر إليها وأحس بتوترها :
مالك ياحبي أنتي متضايقه من المكان ؟؟
أجابت عليه وهي تخفي توترها من نظرات حازم التي لم تبرحها وهو يقف ع مقربه منهما :
لاء أبدا ده المكان لطيف والموسيقي هاديه
ياسين بنبرة قلق :
لو حاسه إنك تعبانه هاروح أعتذر لمديري ونروح
ربتت ع يده وقالت :
لاء ياحبيبي أنا بخير الحمدلله
_ قاطع نظرات حازم صوت قرع خطوات كعب حذاء يقترب منه وصوت أنثوي تحدث بدلال سافر :
مش معقول حازم عزالدين
ألتفت إلي صاحبة الصوت ليرمقها بإندهاش :
يخرب عقلك رانا !!
قهقهت ضحكة رقيعة وقالت :
ده أي الصدفه الحلوة دي
حازم مبتسما بتصنع :
اه شوفتي .. سبحان الله طلعت بشتغل هنا وأنتي بتعملي هنا أي ؟؟
أجابت وهي ترجع خصلاتها خلف أذنها بدلال :
أنا بشتغل ف فرع الدقي ف العلاقات
رفع حاجبيه وقال :
ده نفس مجالي برضو .. بس بالتأكيد الفرع عندكو ماشاء الله علاقته زي الفل بكل الي بيتعامل معاكو والبركة فيكي طبعا
قالت بإبتسامه عارمه :
ميرسي يازوما طول عمرك جنتل مان
قالتها ليلفت إنتبهها ياسين حيث كانت تبحث عنه منذ أن جاءت ... لاحظ حازم نظراتها وقال :
أحسنلك متحاوليش ده متجوز والي جمبه تبقي مراته
أختلجها شعور بالحنق ... فقالت وهي ترتشف من كأسها :
أي يا زوما أنت متعرفش مين هي رانا سامي ؟؟
ضحك بسخرية وقال :
ياروني أنا الوحيد الي عارف تاريخك القذر
رمقته بإمتعاض :
ماتلم نفسك أي تاريخك القذر دي ؟؟
حازم :
يابيبي ده أنتي مش عاتقه أي واحد يعجبك حتي لو متجوز بتفضلي وراه لحد مايقع فيكي وبتاخدي الي أنتي عيزاه وبتديله ف الآخر إستماره سته
تنهدت وقالت :
ده كان زمان
حازم وهو يلتقط سيجارة من جيب سترته وأشعلها :
طيب قوليلي عايزة أي من ياسين البحيري؟
رانا بتعجب قالت :
أي ده أنت تعرفو !!
حازم بسخريه :
بطلي ذكاء ما أنا لسه قايلك من شويه إنه متجوز ... يبقي صاحبي وصاحب هيثم أخويا
رمقته بنظرات خبيثة وأختطفت السيجارة من بين أصبعيه لتسحب نفسا وتطلقه دخانا ف الهواء وقالت :
حلو أوي
حازم : إنسي يا قلبي عشان هو تاب خلاص أنا عارفه كويس مادام إتجوز يبقي عمره ما هيبص لواحده غير مراته
ضحكت بثقة وقالت :
طيب تراهن ع أي لو موقعتش صاحبك ده ف خلال أسبوعين
إبتسم بجانب فمه وقال :
عيد ميلادي أخر الشهر لو كسبت أنا الرهان هانحتفل بيه أنا وأنتي لوحدنا
إبتسمت بسخريه :
أنت فاهمني غلط يا زوما أنا ألعب وأتشاقي اه بس الي أنت عايزو خط أحمر
حازم : يعني عايزه تفهميني إنك بعد إنجازاتك دي كلها لسه ف.....
قاطعته قائله :
اه يابيبي ... لسه محفظه ع نفسي للي قلبي هيختاره وشكل كده قلبي أختار ... عن إذنك
تركته وإتجهت نحو ياسين وياسمين
*******،،،،،،******،،،،،،،******،،،،*******
_ هاي وأنا بقول البارتي منوره ليه
أجاب عليها ياسين بتحفظ :
منوره بالناس الي فيها
رمقت ياسمين من أعلي لأسفل بسخريه :
مش تعرفني يا ياسو
أندهشت ياسمين من تلك المرأه اللعوب وكيف لها أن تنادي زوجها هكذا وتتحدث معه بدلال سافر ... كاد يتفوه لتقاطعه وهي تبتسم بعينيها :
أنا ياسمين مراته
رانا بإبتسامه صفراء :
أهلا بيكي يا ياسمين
مدت يدها لتمسك يد ياسين :
تعالي صح أعرفك ع مدير الشركة الرئيسية ده كان بيسألني عليك
جذب يده من يدها مراعاة لشعور زوجته وقال :
أنا هابقي أروح له شويه كده
أصرت لتفعلها مرة أخري :
بليز بقي متكسفنيش معاه ده باعتني ليك مخصوص
نظر إلي ياسمين وتنهد بسأم وقال :
معلش ياحبيبتي هاروح أشوف عايز مني أي وراجعلك متتحركيش من مكانك ... وأبعد يده عن يد رانا وأشار إلي أمامه : وأنتي أتفضلي أدامي
كانت ف حالة غضب وحنق ودت لو أن تنهض وتأتي بخصلات تلك اللعوب وتأكلها بأسنانها... فقالت :
يانهار أسود!! لما هي بتعمل كده أدامي أومال بتعمل أي معاه ف الشغل !!! لاء أنا مش هاسكتلها من أولها لازم أقوملها ال....
_ ممكن نقعد ندردش شويه .. قاطعها حازم وهو يجلس ف المقعد المجاور لها مكان ياسين
رمقته بنظرة غاضبه :
حضرتك عايز مني أي ؟؟
أجاب عليها بأسلوبه الماكر :
وأنتي متعصبه ليه أنا مقولتلكيش حاجه تضايقك ... بقولك ندردش شويه
نهضت وقالت بحزم :
وأنا مليش ف الدردشه مع أي حد غريب
ضحك وقال :
طيب ممكن تهدي لأن عيونك الجميلة دي مش لايق عليهاالنظرات دي
قالها بنبرة زادت توترها الذي أحس به فهو خبير متمكن يعلم مايدور بداخل كل أنثي حتي لو لم يظهر منها سوي عينيها نهض وهو يغلق زر سترته واردف :
عمتا أنا مش هضايقك بس كنت أتمني إننا نتعرف ع بعض ... مش مشكله الأيام جايه كتير ... وبدون أن تنتبه أمسك يدها وقبل ظهر كفها وقال مبتسما :
Happy Night Yasmin
قالها وهو يغمز لها بعينه ... وغادر القاعه
ظلت متسمره ف مكانها تشعر بخوف ورهبة ... تود أن تقول لياسين وف نفس اللحظه تخشي إن يتهور فهي تعلم شدة غيرته عليها
_ وف إحدي الأروقه الهادئة بعيد عن الحضور والموسيقي ..
_ فين المكتب يا أستاذه رانا بقالنا عشر دقايق عمالين نمشي ف ممرات.. قالها ياسين وبدأ الشك يسري بداخله
توقفت فجاءه لتدفعه إلي غرفة بابها كان مفتوحا وأغلقتها خلفها وأقتربت منه بدون خجل ... تحاوط وجهه بكفيها :
أنا بحبك أوي يا ياسين
جذب يدها بعنف ليدفعها عنه وصاح بيها :
أنتي مجنونه ولا شكلك شربتي كتير وجايه تطلعيهم عليا !!
أقتربت منه مرة أخري وبدموع التماسيح قالت :
أنا فعلا بحبك من ساعت ما جيت الفرع كنت بستني كل إجتماع عشان أملي عيني منك ... أ أنا مش عايزه حاجه غير إنك تحبني زي مابحبك
قال بجديه صارمه :
أنا راجل متجوز وبحب مراتي ... روحي دوري لك ع حد تاني
رانا بتوسل :
وأنا قلبي أختارك أنت ... قالتها بنظرات حب وإغراء وهي تقترب منه وف لحظة ضعف منه لم يشعر بها وهي تنهال ع شفتيه تقبله بكل جرأه ووقاحه ... دفعها عنه وكأنه مسته الصاعقه ليصفعها بقوة ورمقها بإزدراء وقام بتهديدها قائلا :
وأقسم بالله لو حاولتي تقربي مني تاني لهخليكي تندمي ع اليوم الي شوفتيني فيه ... فتح الباب وغادر
تضع يدها ع آثر الصفعه وبصوت متوعد وبنظرات غدر قالت :
وحياتك عندي لأدفعك تمن القلم ده غالي ... ألتفت إلي الخلف وجذبت مقعد لتصعد فوقه أمام رفوف خشبية ومدت يدها إلي إحدهم وأخذت آلة تصوير رقمية تعمل ع وضع تسجيل ... أوقفتها لتشاهد ماقامت بتسجيله حتي توقفت عندما قامت بتقبيله ليبدو إنه يبادلها القبله أيضا ....
إرتسم ع ثغرها إبتسامه شيطانية وقالت :
شوية مونتاج وتعديلات وإبقي وريني هتبعدني عنك إزاي يا ... ياسين
_ بالأسفل ... ذهب إلي ياسمين وقال لها :
يلا عشان نروح
ياسمين : مالك حصل حاجه ؟؟
رمقها بغضب وقال :
يلا من غير رغي كتير
نهضت ليمسك بيدها بقبضة كادت تعتصر أناملها وهو لم يشعر بذلك حيث كلما يتذكر كلمات وجرأه تلك الوقحة تزداد نيران غضبه .... فماذا ياتري تخبأ له الأيام القادمه إن كان هو أو ياسمين !!
^^^^""""""******"""""""-----**********؛؛؛؛؛؛؛*******
_ في مشفي البحيري ...
القلق والتوتر يعم الأرجاء وخاصة ف قاعة المؤتمرات التي أعدت لإستقبال جهابذة الأطباء ف مصر من جميع التخصصات .. .
وبداخل مكتب يوسف الذي يصيح بغضب :
إزاي مجتش لحد دلوقت !!
أجاب عليه آسر :
يا بني قولنالك كلمنها ع كل أرقامها كله بيدينا مغلق وبعتنلها موظفه من الإدارة ع عنوانها ملقتش حد هناك والبواب قالها دي سافرت
زفر بحنق وقال :
سافرت !! دكتوره آسيل عمرها ماتعملها غير لما تكون سايبه خبر قبلها أو بتعتذر ... ناديلي المساعده بتاعتها يمكن تعرف حاجه عنها
وبعد قليل جاءت الممرضة مساعدة الطبيبة آسيل
_ قالولي حضرتك طالبني ... قالتها الممرضه
أجاب عليها يوسف :
متعرفيش حاجه عن دكتورة آسيل مجتش لحد دلوقت وهي الي معها الفايل الي هنقدمه ف المؤتمر النهارده
الممرضه : لاء معرفش بس أقرب واحده ليها وممكن تعرف عنها حاجه هي....
_ السلام عليكم ... قاطعتها هاجر التي جاءت للتو تلتقط أنفاسها بصعوبه
رد عليها الجميع السلام فأكملت :
سوري يادكتور يوسف أتأخرت عليكو أصل الطريق كان واقف .. أخرجت من حقيبتها عدة ملفات وقرص مدمج ..
أتفضل حضرتك الفايلات دي والفلاشه سابتهم معايا دكتوره آسيل إمبارح وهي ماشية قالتلي أديهم لحضرتك عشان المؤتمر
تنهد بأريحيه وقال :
أومال هي فين ؟؟
نظرت بتوتر وقالت :
بصراحه حصلتلها ظروف خاصة مش هاتعرف تيجي الأسبوع ده خالص وبتعتذر لحضرتك
قال آسر :
طيب ومين الي هيقدم إنجازات قسم الأطفال ف المؤتمر ؟؟
حدق يوسف ف هاجر المنشغلة ف ربط أحبال حذائها ... وقال :
هاجر الي هتقدمها
وقفت بإعتدال وهي تنظر بتفاجئ وإندهاش :
أنا !!!
إبتسم يوسف وقال :
اه أنتي أنا الي عارفه إن عندك خبرة ف المؤتمرات وعرض الإنجازات ومناقشة الدكاترة عن آخر التطورات ف العلاج خاصة ف تخصصك
كادت تتحدث ليقاطعها آسر بإستهزاء :
أنت بتهزر يا يوسف دي لسه عيله وبتاخد خبرة عندنا عايزنا نخليها تحضر وتعرض ف مؤتمر هيبقي فيه عملاقة الدكاترة والإستشاريين ... عايزهم يضحكو علينا !!
كلماته أثارت حنقها وشعرت بغصه ف حلقها ودت لو تصفعه ع ماتفوه به ...
_ ملكش دعوه أنت يا آسر ... أنا واثق من قدرتها وكانت دكتورة آسيل بتشكر فيها وأنت عارف دكتورة آسيل صعب إنه يعجبها شغل أي دكتور أو دكتورة ... قالها يوسف
ثم نظر إليها وقال :
أتفضلي الفايلات دي ورجعيها كويس فاضل حوالي ساعه ونص ولو ف حاجه واقفه ادامك قوليلي ...
أخذتها منه وغادرت الغرفة وإتجهت إلي غرفة مكتبها ... أغلقت الباب وألقت مابيدها ع المكتب وجلست ع المقعد وأتكأت برأسها تبكي من سخرية آسر وتقليله من شأنها ...
طرقت علياء الباب ثم ولجت إلي الداخل لتجدها بتلك الحاله ...
أقتربت منها وقالت : مالك يابنتي بتعيطي ليه ؟؟
رفعت رأسها وأرتمت ع صدرها وأخذت تبكي وسردت لها كل ماحدث وكلمات آسر اللاذعه
ربتت عليها وقالت :
ومن إمتي هاجر بتتأثر بكلام حد ده أنا عمري ماشوفت حد عنده ثقة كبيرة أوي ف نفسه أدك ... ده أنا نفسي يكون عندي ربع جرأتك وثقتك العاليه ... أهدي يا حبيبتي وملكيش دعوه بكلامه هو لسه ميعرفكيش ... أنتي بقي وريهم ل المؤتمر النهارده مين هي دكتور هاجر
جففت عبراتها بالمحرمه وقالت :
أنا مزعلنيش الكلام أد ما الي زعلني إنه هو الي قاله
رمقتها علياء بمكر رافعه إحدي حاجبيها وقالت :
امممم قولتيلي بقا ... خلاص فهمت
نظرت إليها بتوتر وقالت :
فهمتي أي ؟؟؟
إبتسمت وقالت :
هو دكتور آسر بصراحة شاب وسيم ومحترم و من عيلة ودكتور ماهر ف تخصصه ده غير دمه الخفيف ومقالبه الي مبتخلصش و أكمل ولا أسكت ؟؟
أشاحت هاجر وجهها للجهه الأخري :
وأنا مالي ومال كل ده
وضعت يديها ع كتفيها وقالت :
مالك إن أنا شايفه من ساعت ماجيتي هنا فيه لامعه ف عنيكي خاصة لما بتشوفيه وهو كمان نفس الحكايه
هاجر :
أي الهبل ده طبعا لاء أنتي عارفه مليش ف الجو ده
علياء :
وأفرضي جه ف يوم وقلهالك !!
تأففت هاجر بضيق :
أوف بقي يا علياء أقفلي ع السيرة دي وروحي شوفي وراكي أي وسبيني ورايا مسئوليه ربنا يستر وتعتدي ع خير
نهضت علياء بإمتعاض قالت :
بقي كده !! بتطرديني يابنت خالتي ... مااااشي بكره الأيام هتثبتلك إن كل كلمه قولتها صح ... بالتوفيق ياجوجو
قالتها وهي تغادر وتخرج لسانها بحركة مضحكة لتثير غضب هاجر التي ألقت نحوها قلم
وقالت : بقي كده يا سلاك البلاعات وربنا لعلمك الأدب وأنت الي جبته لنفسك .... أمسكت هاتفها وأجرت مكالمه :
الو أزيك ياكريم أنا هاجر بنت عمتك فوء يابني من نوم أهل الكهف ده ........
طالبه منك خدمة ضروري عايزاك ف خلال ساعة زمن تكون عندي ف مستشفي البحيري
"""""""""************""""""""""
_ بعد مرور وقت ... بدأ إفتتاح المؤتمر وإستقبال الوافدين والترحيب بالأطباء المدعوين ... بدأ يوسف بإلقاء كلمات الترحاب بالحضور وأخذ يسرد تاريخ المشفي منذ بناءه والإنجازات التي حققها وإشادة السادة المسئولين بكفاءة المشفي وإدارتها ومنحها شهادة الجودة وشهادات تقديرية عديدة ... صعد كل طبيب مسئول عن تخصص معين وأخذ يشرح إنجازات ماتوصلو إليه من علاج المرضي ... بينما صعدت هاجر التي قامت بمهمتها ع أكمل وجه تحت نظرات إعجاب الحضور والأطباء خاصة إنها حديثة التخرج وتمتلك خبرة هائلة ف تخصصها كما عرضت إقتراحات عديدة ف علاج الكثير من الأمراض التي تصيب الأطفال خاصة ذوي المناعة الضعيفه أو اللذين لديهم أمراض وراثيه ... أنتهت محاضراتها بتصفيق الحاضرين ... وذهبت تجلس ع مقعدها بفرحة عارمه وهي تنتظر أمر ما ...
وأخيرا صعد آسر الذي سيختم المؤتمر بخطاب يشكر من خلاله كل من لبي دعوة المشفي ... وإن بدأ ف إلقاء كلماته حتي شعر بحكة غريبه ف ظهره لم يهتم لكن زاد الشعور ف كل مكان بجذعه وكأن نيران أندلعت ف جسده ... أخذ يحك صدره وظهره وتعالت ضحكات الحاضرين وخاصة هاجر التي وقعت من فوق المقعد من كثرة الضحك لتنظر له بإنتصار ... أعتذر منهم وركض إلي المرحاض ف الخارج وما إن ولج إلي المرحاض خلع سترته وقميصه ليجد بشرته شديدة الإحمرار وإنتبه إلي مسحوق أبيض ف طيات سترته ... فتح صنبور المياه وأخذ منه يلقي ع جذعه حتي هدأت تلك الحكة ....
ظل يفكر وقال :
اه لو الي ف بالي طلع صح وطلعتي أنتي الي ورا المقلب ده ... يبقي أنتي الي جبتيه لنفسك ... صبرك عليا يا ... جوجو .
******.......******.......********......******
_ تسلل ضوء النهار من بين الصفائح والقش والبوص الملتصق ف بعضه البعض ليصل إلي جفونها التي أرتجفت ... لتفتح عينيها وتنظر من حولها ... شعرت بألم ف يديها وقدميها لتدرك إنهم مكبلين بأحبال ... تذكرت ماحدث منذ الأمس لتتسع عينيها بخوف وصدمة وكادت تصرخ لتجد يده تكمم فاهها حيث يجلس ع مقعد خشبي مهترئ وهي تجلس ع الأرض بين قدميه ... دنا منها وقال :
وفري صوتك الجميل ده للي هاعملو فيكي
رفعت رأسها إلي أعلي لتتلاقي عينيها بعينيه حركت رأسها بالرفض فأبعد يده ... ألتقطت أنفاسها بصعوبه وصرخت :
عايز مني أي ياحيوان مش كفايه الي عملته فيا وف أبويا ... أنا بكرهك ياعبدالله بكرهك .. بكرهاااااااك ... آآآآآآه ... أطلقت صرخه مدويه عندما جذبها من خصلات شعرها
صاح بها :
دلوقتي بتكرهيني .. ليه عشان عشيقك ياخاينه يا سافله ...ها ؟؟ ...ردي عليا... صفعها بقوة حتي إنسدل الدم من جانب شفتيها
_ أيوه بكرهك وبلعن اليوم الي عرفتك فيه ... وأنا مش خاينة أولا أنت طلقتني وملكش حكم عليا ومن حقي أكمل حياتي مع بني آدم محترم
قهقه بسخريه وقال :
وطه البحيري محترم !! إسأليني أنا عنه
إبتسمت لتثير حنقه :
عارفه كل الي هتقوله وهو أتغير للأحسن مش عشاني عشان نفسه وإنه يبقي راجل بجد مش شبه راجل زي الي كنت متجوزاه
جز ع أسنانه وثارت أغواره وصاح بغضب عارم :
أنا شبه راجل يابنت ال.... طيب ورحمة أمي الي مابحلف بيها كدب لاهاعرفك أنا راجل إزاي ....
قالها لينهض ويقف أمامها ويرفعها من خصرها وألقي بها ع التخت ذو الفراش البالي ... أخذت تصرخ بتوسل :
لااااااء يا عبدالله أبوس إيدك لااااااء
لم يهتم لصراخاتها وتواسلاتها ليخلع قميصه المهترئ وحزام بنطاله ... وأنقض عليها ممزقا ثيابها ويلقنها عدة صفعات وهو يصيح بها :
أنا مش راجل !! ها !! ... صفعه
ردي عليااااا ... أنا مش راجل ... صفعه
جذبها من خصلاتها وقربها من وجهه وصرخ ف وجهها :
إستحملي بقي ياروح أبوكي الي هيحصلك دلو