رواية ملاذي وقسوتي الفصل التاسع 9 بقلم دهب عطية


 رواية ملاذي وقسوتي الفصل التاسع 

ًوقف سالم امام المخزن الخاص وهتف بخشونة ...
"ها ياجابر ، غريب الصعيدي جوه..... "
رد جابر بإحترام ....
"ااه جوه ياكبير..... اتفضل "
لج سالم بتأهب لمخزن  شاسع المساحة الكبيرة  كان يحتوي على بعد المعدات الحديدة القديمة ...
تنهد سالم بملل وهو يقف امام غريب الذي مربط
على مقعد خشبي في وسط المخزن وبجانبه بعض
آلرجال مفتولاً العضلات قوياً البنية وقسمات وجوههم  إجرام الى أبعد حد هم كانو رجال سالم شاهين !!...
رفع سالم عينيه على الرجل الجالس أمامه ..
"أخبارك ياغريب انشاء الله نكون عجبتك الضيفه هنا..."
رد غريب بحدةَ...
"انا مش فاهم حاجه انا هنا بقالي يومين ليه "
رد عليه سالم بتأني...
"اسمع ياولد العم انت نصبت على اخوك إيهاب ابو عمرو وخدت ورثه منه بربع التمن ده بعد استغلالك
ان مراته كانت بتموت في المستشفى... وطبعاً بعد
موت مراته ومرض اخوك وبهدلت عمرو ابنه فان يمد ايده على الحرام عشان خاطر اخواته الجعانين وابوه اللي محتاج علاج ومع العلم انك وصلك كل ده ومحاولتش تمد ايدك اللي تتقطع ديه ليهم ولو من باب الشفقه مش من باب الحق اللي ليهم عندك فيه كتير قوي ياغريب ياصعيدي ...... "
نظر له غريب قال ببرود....
"انا ماكلتش حق حد و ورث إيهاب وصله على داير مليم ...وبعدين ملكش صالح بيني انا واخوي وولاده اموتهم اسرقهم ملكش صالح أنت
أنت قاضي... ااه لكن قاضي على اهلك على العرب اللي انتَ منيهم لكن انا غريب الصعيدي ومحدش يقدر يغصب غريب على حاجه مش على كيفه... "
ضحك سالم باستخفاف من تحدي غريب له ...
اقترب منه فجأه ومسك لياقة قميصه قال بشر مريب...
"المحامي جاي كمان نص ساعه وهياخد تنزلك عن
كل حاجه تملكها بنص ، ونص ده هيتسجل بأسم إيهاب اخوك واعتبر المبلغ اللي دفعته زمان يوم عملية مراته مساعدة اخ لي اخوه .... "
ثم صمت لبرهة ونظر له بغضب مُستديم  وأكمل..
"وانا ااه قاضي نجع العرب لكن حكمي بيمشي على اي واحد عايش فى هانجع وانتَ اولهم
ياغريب يا... ياصعيدي .."
"وان رفضت حديتك ده إيه العمل عاد ... "سأله غريب بسخرية وتقليل منه....
رد سالم بابتسامة شيطانية.....
"ليك حق ترفض ياغريب وانت كده راجل من ضهر راجل لكن هتبقى راجل بالاسم يعني مش هيبقى في دليل لكده.... "
نظر له غريب بعدم فهم
ابتسم سالم وصدح صوته في اركان المخزن قال
"إسماعيل .......إسماعيل..... "
اتى إسماعيل سريعاً رجل في سن الخمسين عام
يرتدي معطف ابيض ويمسك حقيبةٍ صغيرة..
قال الرجل بإحترام
"اوامرك ياكبير.... "
نظر له سالم قال بخشونة ...
"حضرت حاجاتك عشان غريب مستعجل على خروجه من هنا .. "
"كل جاهز ياكبير اشاره واحده منك ولعمليه مش هتاخد ساعه.... "
نظر له سالم ببرود ....
"اوعى تكون جبت بَنج ...."ثم نظر الى غريب قال بسخط"اصل غريب صعيدي راجل من ضهر راجل وهيقدر يستحمل القطع من غير مايتخدر..
مش كده ياغريب..... "
نظر له غريب برهبة قال بصدمة وعدم فهم مايحدث
"انا مش فاهم حاجه..... "
رد سالم ببرود...
"لاء أنت فاهم بس عايز شرح على السريع وطبعاً ده حقك ياولد العم..... أولاً ياغريب انا جبتك هنا عشان اديك فرصه تكفر بيها عن أخطائك وتدي لخوك وعياله حقهم من ورث جدهم لكن أنتَ للأسف رافض ترجع الحق لصحابه لا وكمان بتقلل مني على ارضي وسط رجالتي... اني مليش اني اتكلم معاك في حق الايتام....وتعالى بقه لو شاهدنا حد بينا هيقول عليك تشبه الحرمه الصعرانه.. وانا شايفك بصراحه حرمه خصيصه واكَلت حقوق الغلابه كمان وعشان أنت في نظري حرمه يبقى محتاج عمليه بسيطه تاكد كلامي ده ، ولحج اسماعيل هيعملها ليك.. متقلقش هو دكتور بهايم وبيعرف يتعامل زين مع البهايم اللي زيك ياغريب ولا بلاش غريب بقه خليها غريبه...."ابتسم سالم بستهزء
"واللهِ ليقه عليك ياراجل..... اقصد ياحرمه معلشي دقنك ملغبطه معايا..."ثم نظر نحواسماعيل قائلاً بلهجة تشبه الثلج
"ابقى أحلق ليه دقنه بالمره يااسماعيل وياريت بعد متخلص تديني خبر .... "
خطى عدة خطوات للخارج لكنه عرقل عن السير حين هتف غريب قال بارتعاد...
"استنى عنديك انا موفق أتنازل عن ورث إيهاب كله وبالحق ، بس ابعد الراجل ده عني.... "
استدار سالم له ونظر له قال بخبث
"زين ياولد العم كده أتفقنا .... "
نظر له غريب بشر وتمتم داخله بتوعد...
"هتندم ياسالم اقسم بالله بعد خروجي من اهنه هتبدأ عدوتنا انا وأنتَ ومفيش قوه على الأرض هتمنعني اخد حقي منيك وحقي مش هيبقى غير
روحك ياولد رافت شاهين..... "
دلف المحامي ليمر اكثر من نصف ساعة ويتم نقل نصف مايملك غريب بأسم ايهاب الصعيدي شقيقة
تنهد سالم بإرتياح فقد رجع حق الأيتام ووالدهم المريض.... اجمل ماقال عن الحق هو إعطاء الحق
لمن يملك الحق !! وهذا اجمل شعور ان تكون سبب في عودة الحق لأصحابه !!......
___________________________________
"هو فاضل قد إيه على اذان المغرب يامريم.. "
نظرت مريم الى ساعة الحائط وهي تقطع الجزر
لترد على حياة قائلة "ساعتين يام ورد.... "
بدأت حياة بتقليب الحساء الاخضر وهي تضع الثوم المحمر عليه ...
وضعت الغطاء على الإناء وقالت بإرهاق
"طب انا هطلع اصلي العصر لحسان اتاخرت على الصلاة وهريح فوق شويه لحسان الصيام عمل عمايله معايا.... "
52
قالت الخادمة ام خالد لها بعتاب...
"عشان بتصومي من غير سحور وده غلط ياحياة يابنتي عشان جسمك وصحتك ...."
ردت حياة باستخفاف للأمر....
"متكبريش الحكايه ياام خالد دول شوية ارهاق وبعدين دول عشر تيام صيام فات منهم خمس تيام يعني مش مستهلين كلامك ده..."
مطت السيدة شفتيها قائلة بستياء
"انتِ حرة مانا عارفاكِ راسك ناشفه..."
____________________________________
دلفت لاخذ حمام بارد من شوب الجو الحار...
وخرجت بعدها ترتدي ثياب مريحه انيقة تبرز قوامها الممشوق.... بعد ان انتهت من تجفيف شعرها وتمشيط إياه انهت فرض صلاة العصر... ووضعت بعد الكريمات لترطيب جسدها ذات الرائحة الناعمة على الأنف......
دلفت للفراش بإرهاق توسدت بظهرها الفراش وتمايلت لناحية الآخر برتياح لتجد وسادة بجوار رأسها جذبتها بفتور وحاولت دفن راسها بها
ليتها لم تفعل فرائحة سالم وعطره الممزوج بها
غمرت انفها بأكمله..تنهدت فهي تعانق الوسادة التي يتوسدها برأسه ليلاً ..نهضت وجلست على الفراش
لتعيد الكره تلك المرة باستمتاع أكثر استنشقت الوسادة  بشوق لا تعرف من اين خلق داخلها فقد اشتاقت له ولا تعرف لمآ يغمرها هذا الإحساس نحوه
بعد كل تلك الزوبعات بداخلها والمسافات في علاقتهم من يوم ان تزوج بها....
اغمضت عينيها لثواني وهي تستنشق رائحته المعطره مُتذكره لحظاتهم الحميمية والجامحه
معه...كم كانت تلك اللحظات معه تختلف داخلها
وبشدة وكأنها لأول مرة تشعر بانوثتها بين يد
رجل...
تمنت ان تظل الرائحة في انفها حتى الدهر لكي
يموت الشوق لهذا السالم...
دلف سالم الغرفة في هذا الوقت ليجدها
تعانق وسادته بطريقه غريبة ...
ابعدت حياة الوسادة بسرعة عنها
قائلة بتوتر وخجل..
"سالم.....  "
رفع حاجبيه وانزلهم سريعاً بشك..
"انتي بتعملي إيه ياحياة ...."
ابعدت الوسادة عنها سريعاً وهي تقول بحرج ...
"ولا حاجه بفكر اغير ملاية السرير فاكنت بشوف كسوت المخدات نضيفه ولا لاء... "
"اااه... تمام طب قومي غيريها عشان عايز اريح شويه قبل المغرب.... "كان اثناء حديثه يجلب ملابسه من الدولاب.. ودلف بعدها للحمام....
نهضت بتوجس وهي تضع يدها على صدرها
"الحمدلله مخدش باله.... اوف ياحياة..
نفسي ابطل حركاتي دي..... "
بدأت في تغير شرشفت الفراش بأخره نظيفة
خرج سالم بعد نصف ساعة يرتدي جلباب مريح رمادي اللون وقف امام المرآة يمشط شعره للخلف
نظر عبر المرآة لصورتها المعاكسة خلفه تماماً
ليجد مفاتن جسدها تظهر بوضوح من تلك الثياب
الملتصقة بها بشدة.. حياة تمتلك جسد نحيف جدًا ولكن لن ينكر انها تمتلك منحنيات تغَيب عقله فقط
من النظرة الأول.....
تمتما قال بغضب وصوتٍ عالٍ
"استغفر الله العظيم...... اللهم إني صايم... "
نظرت له حياة بعدم فهم قائلة
"في حاجه ياسالم.... "
اغمض عينيه بقوة وهو امام المرآة وتمتم داخله
"سالم كمان دا أنتِ لو متفقه مع الشيطان مش هتعملي كده ياحياه..... "
اقتربت منه بعد ان رأته مغمض العيون بقوة ويتنفس بصوت مسموع..... وضعت يدها على
كتفه قائلة بقلق....
"سالم انت كويس.... "
فتح عيناه واستدار لها ليقف امامها قال ببرود
"بلاش تلمسيني كده انتِ ناسيه اننا صايمين
ولا إيه... "
ردت ببراءة...
"انا مش قصدي حاجه.... "
رفع حاجبيه بصدمة مردداً بغلاظة ....
"ازاي مش قصدك وأنتِ لبسه كده ادامي انتِ عيزاني افطر ولا إيه.... ياحضريه ...."
نظرت الى ملابسها بحرج ثم عضت على شفتها السفلى وقالت بخجل بريء...
"عندك حق بس انا مخدتش بالي ولبست كده عشان كنت فكراك هتيجي على الفطار على طول زي كل يوم ..."
بلع ما في حلقه وهو يرها تتكا على
شفتيها باسنانها بخجل صارخ ليزداد احمرار شفتيها المكتنزة أكثر...
مال عليها بعض تزاحم الرغبات في تقبيلها ...
"بلاش تزودي على نفسك في الكلام وبلاش تعضي شفايفك وانا بكلمك عشان الموضوع ده بيعصبني اوي....وااه عقابك هيبدأ بعد الفطار وعملي حسابك مش هتنازل عن العقاب ده ولا عن تنفيذه بعد المغرب تمام.... "نظر لها بعبث فالعقاب من المؤكد ان سيروقها...
دلف الى الفراش ومدد جسده عليه بارهاق
هتف بهدوء عكس عواصف الرغبات المتأججة بداخله.....
"طفي النور ياحياة... وياريت تروحي تشوفي ورد لانها قاعده لوحدها..... "
امتثلت لاومره على مضض...
زفر نيران الرغبة بها وبعد الاستغفار الكثير قال بستياء "وبعدين معاكِ ياحياه كل ماحاول ابعد عنك بكتشف اني فاشل حتى في اني افكر انسى وجودك في حياتي.... ااااه ياحياة خايف من اللي بحسى معاكِ ليطلع... "صمت بضيق ونفض الفكرة بسخرية فمستحيل ان يحدث هذا ومستحيل ان يكون
لسالم شاهين مشاعر اخره اتجاه (حياة) غير العشرة وتاقلم على الحياة بينهم.. اغمض عيناه
بغضب فصراع دوماً مستمر داخل عقله المشتت
في علاقتهم ....
_________________________________
كان يتحدث في الهاتف امام باب المنزل....
وكانت حياة تحضر سفرة الإفطار قبل أذان ألمغرب بدأ الاذان بتكبير اتت عليها الجده راضية وهي تمسك علبة التمر وقالت راضية بخفوت....
"خدي ياحياة التمر ده افطري عليه وفطري سالم عليه لحسان شكله ناسي نفسه في مكالمات التلفون دي.... لا ولسه وقف بيتكلم ولاذان قرب يخلص
وهو مفطرش..... "
اومات لها حياة وهي تأخذ منها علبة التمر
قالت ريهام بطيبة مُزيفه....
"خليكِ إنتِ يام ورد وحضري السفره وانا هفطر سالم ابن عمي منها..... "
نظرت لها حياة شذراً وقالت بصوتٍ ناعم مُستفز
لريهام ...
"لا طبعاً..... عيب اتعبك معايا حضري انتِ
السفره وانا هفطر جوزي بايدي.. "صمتت لبرهة ثم هتفت ببرود وهي تذهب باتجاه سالم للخارج
"صوماً مقبولاً........ ياريهام.... "

كزت ريهام على أسنانها بقهر وحقد هتفت بصوت خافض....
"طفح الكيل منك يابنت الحرام ولنهارده
هتنامي في المستشفى "تقوست شفتيها بمكر
بعد ان اتى في ذهنها فكرة شيطانية لتخلص منها....
وقفت امامه وجدته يوليها ظهره ومزال يتحدث فالهاتف ببعض الأشياء الذي تخص العمل هذا ما فهمته من الحديث وجدته بعدها ينهي المكالمة ذهبت اليه سريعاً ووقفت خلفه... ووضعت يدها
على كتفه العريض قائلة بخفوت ناعم
"سالم.... "
اغمض عيناه بضعف من خروج إسمه مجرداً من
بين شفتيها المُغرية.... رد عليها وهو مغمض
العين...
"نعم ياحياة.... "
عضت على شفتيها بتوتر ثم قالت بهدوء
"سالم أنتَ مفطرتش ولأذان قرب يخلص... "
فتح عيناه ببطء ثم استدار إليها قائلاً بخشونة
واهتمام..
"طب وانتِ بقه فطرتي على كده.... "
ردت بهدوء يشوبه الحرج من تعلق عيناه على ملامحها بطريقةٍ مخجله لها ...
"لاء لسه بس ماما راضية قالت انك بتفطر على التمر فاجبتلك منه و..... وانا اكيد هفطر بعضك... "
فتح علبة التمر وأخذ ثمرةٍ واحدة وقال وهو يقسمها نصفين وضع نصف امام فمها قائلاً ببحة خاصة...
"افتحي بؤقك ياحياة.... "
نظرت له بتردد ..
"سالم انا مش بحب اوي طعم البلح انا هفطر على المايه وخلاص "
"طب جربي مش يمكن من ايدي تحبيه... "
همس بلطف...
عضت على شفتيها بتردد امام عيناه الجائعةٍ لهذهِ الشفاه المكتنزة.... اغمض عيناه بتوبيخ لتفكيره المراهق دوماً أمام هذهِ الحياة المهلكه.. نعم مهلكة ومن ينكر أنها تُهلك رجولته بجمالها وعفويتها من ينكر أنها تُهلك قلبه المشتاق لتجربة الحب وعذابه معها .....
فتحت فمها واكلت نصف قطعة التمر....
اخذ هو باقي النصف بعد تردد دعاء الإفطار
ثم نظر لها بتراقب وجدها تمدغ التمر على مضض نظر حوله وجد شجرة ذات ظل كبير من يجلس تحت ظلها لا يظهر منها شيء...سحبها قائلاً بمكر
"حياة تعالي عايزك.... "
"سالم وخدني على فين.... "
اوقفها تحت الشجرة وحدج في عمق بُنيتاها الداكنة التي من بعد يكن أسود سواد الليل
توترت من عينيه التي تشع بالرغبة الجامحة
نحوها...هتفت بخفوت وحرج...
"سالم انت جايبني هنا ليه.... "
نظر لها بشهوة قال بعبث...
"جعان وعايز افطر.... "
مزالت تمضغ نصف التمر بتردد في بلعها وكانها طفله تجبر على اكل الطعام غير مستحب لها..
ردت عليه بتوجس
"الفطار جاهز جوا... انا حضرته بنفسي و... "
توقفت عن الحديث حين وجدته يلصق جبهته في خاصتها هاتف بمكر ...
"بس انا طمعان في نص البلحه اللي ادتهالك.... "
"هااا... "فتحة فمها بصدمه بعد ان ابتلعت
مابفمها بخوف.... ومن ثم همست بخجل ....
"بس انا بلعتها على فكرة.... "
رفع حاجبه بمكر وقال بعبث...
"بجد يبقى ......لازم اتاكد بنفسي..... "
وقبل ان تتفوه بشيء اخر كان يضع شفتيه على خاصتها بوقاحة وتعمق  وكانه يستكشف فمها وشفتيها لاول مره لم تكن مجرد قبُله عادية كأنا يملأها عدة مشاعر غريبه داخل كلاهما..
لم تتوقف يداه عن العبث في كل مكان تصل
اليه في جسدها الين .. كان أول مره يشعر باشتياقه لها وبكل تلك القوة في الحصول على لمسه بسيطة منها  ..
بدات شفتيها تألمها من هجومه الذكوري عليها وعنفه في قبلته لم تشعر بشيء غير المسالمة للمساته ولكن جسدها كان يرقص على اوتار جنون وشغف من رغبت ( سالم )بها... دوماً يعزز كبرياءها الانثوي داخلها... فقطحين تشعر انها مرغوبة من زوجها
بحد الجنون حين تشعر انها الأولى ولاخيره في عينيه.... افعاله معها تُشعرها انها تملك العالم وتزيد الثقة بها اكثر...مشاعره نحوها تظهر عن طريق أفعاله
وتلك الأفعال تحكي ما يصعب على اللسان قوله !...
قطع عواصف الرغبات والشوق صوت الخادمة وهي تنادي "ياام ورد الأكل جاهز.... "كانت تنادي من امام باب عتبة المنزل وتكاد لا ترى شيء بسبب
ظلام المكان.... دخلت الخادمة سريعًا للبحث عنهم في داخل...
ابتعدت حياة عن سالم بصعوبة او سنقول هو من سنح لنفسه بالابتعاد عنها الأن .....نظرت له بخجل ثم قالت بغضب مصطنع...
"اي اللي أنت عملته ده افرض حد شافنا... "
"واي يعني.... "كان هذا الرد المعتاد منه
كزت على أسنانها بضيق
"ساااااالم..... "
تحسس خطوط شفتيها بسبابته وهو يقول بعبث ...
"انا حاسس اني لسه جعان ياحياة اي رايك نقولهم اننا هنفطر فوق في اوضتنا ...... "
شهقت بخجل ومن ثم هرولت من امامه بخجل
قاتل ولم تقدر على التفوه بكلمة واحده....
همس وسط تنهيده عميقه بعد مغادرتها..
"ربنا يستر من الجاي على أيدك ياحضريه...."
ابتسم ابتسامة لاول مره تشق ثغره الرجولي ...
على سفرة الطعام تجلس حياة بجانب سالم وتاكل بصمت وحرج مما حدث منذ قليل بينهم ولا يتوقف عقلها عن اعادة الذكرى عليها ....
ام سالم فكان يأكل بهدوء ولا يتوقف عن اختلس النظر اليها بين الحين والآخر ...

كان يجلس رافت والد سالم على راس الطاولة وبجانبه والدته الجدة راضية وبجوارها ريهام التي بمقابلة حياة .... وكانت تبعث لهم النظرات النارية الحقوده.....
اما (ورد) الصغيرة فكانت تتابع التلفاز في صالون بعد ان اكلت من ساعة تقريباً !!....
قطعت الصمت الجدة راضية قائلة لحياة
بحنان وبعد العتاب...
"كلي ياحياه كويس أنتِ بتصومي من غير
سحور "ثم نظرت الى سالم قائلة بستياء
"بجد مش عارفه اي ده ...ماوفق الا مجمع مبينكم سالم كمان بيصوم من غير سحور من وهو صغير وشكله عداكي وبقيتي بتصومي على معده
فاضيه زيه... "
رفع سالم عينيه على حياة بضيق ثم سألها
امامهم بفتور مصطنع..
"هو أنتِ بتصومي من غير سحور ياحياة..."
عضت على شفتيها بحرج من تفقد الجميع لها
بسعادة من اهتمام سالم نحوها باستثناء ريهام
التي كانت تحترق امام هذا السؤال...
ردت حياة على سالم بخفوت ....
"اصل يعني مش بيكون ليه نفس و...."
"اول واخر مره تصومي من غير سحور وبلاش تبصي عليه انا متعود على كده وفي نهايه انا راجل.. لكن أنتِ ياهانم لو وقعتي بنهار من قلة اهتمامك باكلك هعمل اي انا ساعتها بقه فيكِ.... "
كان يتحدث بحنق من إهمالها وعدم المراعاة
لنفسها مثلما تراعي الجميع وتهتم بهم..
ردت حياة بتبرير له....
"سالم الموضوع مش مستاهل كل ده انا اقدر
اصوم من غير سحور....يعني انا مش صغيره.. "
جز على اسنانه من عدم اكتراثها الواضح للأمر
والظاهر بين ثنايا كلماتها قال بحزم لينهي النقاش بينهم...
"كلمه واحده ياحياة مفيش صيام من غير سحور.. وكمان عشان اتاكد بنفسي كل يوم هقعد معاكم على سحور ولو حسيت بإهمالك يبقى بلاش تكملي الكام يوم اللي فضلين وصومي وقفت عرفات وخلاص..."
نظرت بحرج من تسلط عيون الجميع عليهم
ثم همست بخجل....
"لا... خلاص اكيد هصوم وهتسحر بعد كده.. "
ابتسم رافت والجدة راضية بسعادة فالأول مره يشاهدون سالم بهذا الاهتمام لأحدهم.. نظرت
راضية الى رافت أبنها قائلة بهمس
"سالم حب أخيراً يارافت..... "
رد رافت بسعادة وحمد ...
"الحمدلله ياامي ربنا يصلح ليهم الحال.... "
كانت تسمع الحديث ريهام للحظة اوشكت على قتل حياة بشوكة التي بيدها ولكن حاولت الإمساك بصبر قليلاً..
على الأقل لحين تنفذ مخطط اليوم...
____________________________________
بعد مرور ساعتين كانت تجلس حياة امام التلفاز تشاهد فيلم قديم ...ولا تتوقف عن البكاء بصمت
دلف سالم وهو يرى هذا المشهد تبكي وهي تصب اهتمامها امام التلفاز وتجفف وجنتيها بمنديل ورقي.... مسح وجهه بيداه بستياء من هذا
المشهد الجبار...
جلس بجانبها وهو ينظر اليها ويكاد يكبح ضحكته
بصعوبة عليها... سالها بتوجس...
"الفيلم ده بيحكي عن اي ياحياة... "
انفجرت في البكاء قائلة .....
"رشدي اباظه طلع متجوز على شاديه ومش بس كده مش راضي يطلقها.....تصور جشع الرجاله"
كبح ضحكته ومن ثم رد عليها ساخراً ....
"الموضوع مش مستاهل ده كله ياحياة دي شاديه معملتش نص اللي بتعمليه ده... "
"ده اسمه تأثر ياسالم...حاجه كده بالفطره جوانا" ردت بتبرم وهي تجفف دموعها...
أغلق التلفاز من زر القفل ومن ثم استلقى على الاريكة التي تجلس عليها وتوسد برأسه قدميها
فكانت تجلس جلسة القرفصاء....
هتف بخشونة .....
"كفايه هبل ياحياة وياريت تبطلي عياط
وااه... دلكيلي راسي لحسان مصدع اوي.... "
نظرت الى فعلته بحرج ثم بدأت تضع اصابعها على راسه لتدلكها ببطء... همس لها سالم بتردد بعد برهة من الوقت ولا يزال مغمض العين...
"حياه انتِ بتفضلي الدهب في لبس ولا الالماظ افضل..... "
"بتسال ليه..... "مزالت تدلك راسه وهي تنظر الى ملامحه الرجولية باشتياق.. وسيم سالم ومن ينكر
وسامته وشموخه وهيبته وطلته خشونة صوته الجذاب... وحنانه واهتمامه (سالم شاهين) للعنة مغناطيسيّة لا ترحم من يحاول الاقتراب منها....
"مجرد سؤال جه في بالي... "رد عليها بالامبالاة
اجابته بهدوء....
"الدهب و الالماظ شيء مش بيفرق معايا انا ببص على الحاجة بجمال شكلها مش بالمحتوى الى اتصنعت منه عشان كده دايماً بنجذب للاكسسورات العادية.... "
أعجب بتلك البساطة في حديثها فاي امرأه تعشق
المجوهرات الباهظة بجميع اشكالها وبذات ثمينة الثمن وكبيرة الحجم.... رد عليها ومزال مغمض العينان...
"حلو القناعة دي.... بقت نادره اليومين دول "
لم ترد عليه اكتفت بهمهمات بسيطة مؤكده فقط حديثه نعم هي فتاة بسيطة ترضا بالقليل
منذ ان حرمت من اهم حق يملكه اي طفل ، حين اتت لتلك  الدنيا تتمنى لقب أب لطالما تمنت ان تحظى بهذا اللقب ولكن الحياة كآن ردها قاسياً حين علمت ان الرد إنها لا تنتمي لعائلة ولا تملك أب او أم او اخوه... لمآ تنظر الان الى الذهب والالماس وهي حرمت من نعمة ان تمتلك إسماً وعائلة تنتمي لها اصبح كل شيء معها بل قيمة وكل شيء تفقد
مرارة مذاقه مع الوقت....
الحرمان يولد الاقتناع بابسط الأشياء نعم في
حين تفقد اهم شيء في حياتك يبقى معظم الأشياء بل قيمةٍ لك ....
فاقت من ذكريات الماضي على يد سالم الذي شبك يده في يدها وقرب كف يدها من فمه ليقبِّلها بحرارة و تأني طال في قبُلته لها ثم همس
بعد ان ترك يدها بهدوء حاني
"تسلم ايدك ياحياة تعبتك معايا... "
شعور مدغدغ للأعصاب إنتباها وهي تتذكر لحظة
خلوتهم تحت الشجرة وعبث معها.. حاولت الفرار منه قبل ان يسمع خفقات قلبها...
"انا اتأخرت على ماما راضية ولازم تاخد العلاج دلوقتي.... "نهضت بحرج من جواره....
وصعدت على السلالم بسرعة وخجل ....
ابتسمت ريهام التي كانت تختفي عن الأعين خلف ركناً ما وبدأت تشاهد العرض الجبار ، حياة تصعد بسرعة على السلالم لتصل الى اول درجات السلم من فوق وتكاد تتخطاها لكنها وجدت نفسها تنزلق بقوة للأسفل على ظهرها لتصرخ قبل ان تقع صرخه هزت اركان المنزل بل هزت قلب سالم الذي مزال يجلس في صالون البيت.... 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1