رواية أسرار في قلب الحب الفصل التاسع
بدأ اليوم الجديد والشمس بالكاد تشرق على البلدة، حيث تجمعت خيوط الضباب لتضيف مزيدًا من الغموض إلى الأجواء. ليلى، آدم، ويوسف كانوا واقفين أمام المنزل القديم، وكل منهم يشعر بعبء غريب يثقل كاهله. كان المنزل يبدو كأنه يقف على أطراف الماضي والحاضر، جدرانه المتآكلة وأبوابه الخشبية الصارخة تجعل أي شخص يتردد قبل الدخول.
"هل نحن مستعدون؟" سأل يوسف بصوت منخفض، ينظر إلى ليلى وآدم.
هز آدم رأسه بثقة، بينما ليلى تنفست بعمق قبل أن تجيب: "لن نعرف إذا كنا مستعدين حتى نواجه ما في الداخل."
فتح يوسف الباب بحذر، وكان صوت الخشب يئن تحت قوة الدفع. داخل المنزل، كانت الرائحة القديمة والغبار يملآن الأجواء، كما لو أن الزمن توقف هنا منذ عقود. كان كل شيء يبدو مهجورًا، لكن الجو كان يحمل شعورًا غريبًا... كأنهم ليسوا وحدهم.
"الطابق السفلي يجب أن يكون هناك." قال يوسف، وهو يشير إلى باب خشبي صغير في الزاوية.
اقترب آدم بحذر وفتح الباب. كانت هناك درجات سلم قديمة تؤدي إلى الأسفل، والنور كان بالكاد يتسلل إلى تلك المساحة المظلمة. "سأذهب أولاً." قال آدم بحزم، وبدأ ينزل الدرج بخطوات ثابتة.
---
كان الطابق السفلي مظلمًا وباردًا، والجدران الحجرية المحيطة بهم تبدو وكأنها تخفي أسرارًا قديمة. كان هناك طاولة خشبية في المنتصف، وعليها كتاب قديم بجانب صندوق صغير.
"ما هذا؟" سألت ليلى وهي تشير إلى الكتاب، بينما اقترب يوسف بحذر ليفتحه.
"إنه مكتوب بلغة قديمة." قال يوسف وهو يتصفح الصفحات، عيناه تتحركان بسرعة وهو يحاول فك الرموز. "لكن هناك شيء هنا... يتحدث عن لعنة، وعن عائلة مرتبطة بها."
"أي عائلة؟" سألت ليلى، قلبها يخفق بقوة.
"عائلتك، ليلى." أجاب يوسف، نظرته مليئة بالقلق. "هذه اللعنة مرتبطة بعائلة الطاهر، وهي السبب وراء كل ما يحدث الآن."
"هذا مستحيل!" صرخت ليلى، الدموع تتجمع في عينيها. "لماذا عائلتي؟ ماذا فعلنا لنستحق ذلك؟"
آدم وضع يده على كتفها ليهدئها. "سنكتشف الأمر، ليلى. لكن أولاً، علينا أن نعرف المزيد."
فتح يوسف الصندوق الصغير، ووجد بداخله خريطة قديمة ورسالة مختومة بشمع أحمر. فتح الرسالة وقرأ بصوت مرتعش: "العائلة التي تحمل اللعنة ستواجه الاختبار الأخير عند انكسار الختم. احذروا مما تخبئه الظلال."
"انكسار الختم؟ ماذا يعني هذا؟" تساءلت ليلى، وهي تحاول فهم معنى الكلمات.
"هذا يعني أن شيئًا ما على وشك الحدوث." قال يوسف بصوت عميق. "وقد يكون مرتبطًا بوجودنا هنا."
--
بينما كانوا يتفحصون الخريطة، لاحظ آدم شيئًا غريبًا على أحد الجدران. كان هناك نقش صغير يبدو كأنه رمز لعائلة الطاهر. "انظروا إلى هذا." قال وهو يشير إلى النقش.
"هذا هو الرمز الذي رأيته في الكتاب." قال يوسف، وعيناه تضيئان بالإثارة. "يبدو أن هناك غرفة سرية خلف هذا الجدار."
بدأ الثلاثة يبحثون عن طريقة لفتح الجدار، وبعد دقائق من البحث، وجدوا زرًا مخفيًا. ضغط آدم عليه، وفتح الجدار ببطء ليكشف عن ممر مظلم يؤدي إلى غرفة أخرى.
"لنذهب." قال آدم، وهو يمسك بيد ليلى لطمأنتها.
---
كانت الغرفة مليئة بالكتب القديمة والرموز الغامضة. في وسط الغرفة، كان هناك حجر كبير يشع ضوءًا خافتًا. اقترب الثلاثة بحذر، وكل منهم يشعر برهبة غريبة.
"هذا الحجر... يبدو كأنه قلب اللعنة." قال يوسف وهو يتفحصه.
"ماذا نفعل به؟" سألت ليلى، صوتها مليء بالخوف.
"لا أعلم بعد." أجاب يوسف. "لكن من الواضح أن هذا الحجر هو المفتاح لفك اللعنة أو تفعيلها."
بينما كانوا يتناقشون، بدأ الحجر يشع ضوءًا أقوى، وبدأت الغرفة تهتز. "علينا الخروج الآن!" صرخ آدم، وأمسك بيد ليلى ليقودها خارج الغرفة.
---
ركض الثلاثة بسرعة عبر الممرات الضيقة، بينما كانت الجدران تهتز وكأن المنزل بأكمله على وشك الانهيار. تمكنوا من الوصول إلى الطابق العلوي والخروج من المنزل قبل أن ينهار.
وقفوا خارج المنزل، يلتقطون أنفاسهم وينظرون إلى الحطام الذي خلفوه وراءهم.
"هذا لم يكن مجرد حجر." قال يوسف، وهو ينظر إلى ليلى بجدية. "لقد بدأ العد التنازلي، ليلى. والآن، الأمر متروك لنا لنقرر كيف سنواجهه."
----
بينما كانوا يستجمعون أنفسهم، ظهر الرجل الغامض مجددًا، يقف بعيدًا ويراقبهم من بين الأشجار. "لقد اخترتم الطريق الأصعب." قال بصوت عالٍ قبل أن يختفي بين الظلال.
ما الذي يعنيه هذا الطريق الأصعب؟ وما الذي ينتظر ليلى وآدم في رحلتهم لكشف أسرار اللعنة؟