![]() |
رواية اسرار الورد الفصل التاسع بقلم بشري إياد
في غرفة المراقبة، وقف إياد بجوار الشاشات التي تعرض البث المباشر من كاميراتهم السرية. كانت تعابيره متجهمة، وعيناه مثبتتان على الشاحنة السوداء التي توقفت أمام مقر التحالف. جوري كانت تقف بجانبه، قلبها ينبض بسرعة، بينما قيس وآية يجلسان خلفهم، يدرسان كل تفصيلة تظهر على الشاشة.
جوري: (بصوت قلق)
"هذول مش مجرد رجال أمن... واضح إنهم قوة خاصة."
إياد: (بحزم)
"يعني التحالف كشف أمرنا... ولازم نكون جاهزين لأي شيء."
قيس: (ممسكًا بجهاز اللاسلكي)
"رائد لازم يعرف اللي عم يصير... ممكن يكون عنده خطة احتياطية."
أومأ إياد برأسه واتصل برائد، الذي كان متواجدًا في مخبئه، يراقب تحركاتهم من مكان آخر.
رائد: (بهدوء، عبر اللاسلكي)
"كنت متوقع هاد التحرك... بس عندي خطة."
نظر الجميع لبعضهم البعض بترقب، قبل أن يتابع رائد:
"هنن رح يفتشوا المنطقة، بس إذا قدرنا نخلق فوضى بمكان ثاني، ممكن نشتت انتباههم ونتحرك بدون ما يحسوا فينا."
تحركت المجموعة بسرعة، حيث تولى قيس مهمة وضع قنابل دخانية في محيط المنطقة لخلق إلهاء، بينما توجهت جوري وآية إلى سيارة كانت مركونة على بعد أمتار قليلة من المقر، وبدأتا بمتابعة تحركات رجال التحالف.
جوري: (وهي تنظر من نافذة السيارة)
"شوفي! عم يقسموا فرق صغيرة ويفتشوا كل زاوية."
آية: (بقلق)
"يعني لازم نتصرف بسرعة قبل ما يوصلوا لهدفهم."
في هذه الأثناء، كان إياد يراقب كل شيء من مكانه، وعندما رأى أول انفجار دخاني يملأ الأرجاء، أعطى الإشارة للجميع بالتحرك.
إياد: (بصوت منخفض عبر اللاسلكي)
"الآن... الوقت لصالحنا، تحركوا!"
---
تمكن إياد وجوري من التسلل إلى داخل المبنى، حيث كان الهدف واضحًا: الوصول إلى قاعدة بيانات التحالف وسحب كل الملفات التي تكشف عن هويتهم وخططهم. تحركا عبر الممرات الضيقة بحذر، حتى وصلا إلى غرفة محمية بأقفال إلكترونية معقدة.
جوري: (وهي تتفحص لوحة الأرقام)
"ما عندنا وقت نحاول كل الاحتمالات..."
إياد: (بثقة)
"لهيك لازم نجرب شيء مختلف."
أخرج إياد جهازًا صغيرًا، قام بتوصيله بلوحة المفاتيح، وبدأ بمحاولة اختراق النظام. في اللحظة التي بدأ فيها الجهاز بالعمل، انطلقت إنذارات داخل المبنى.
جوري: (بانفعال)
"إياد! عندك دقيقة بالكثير قبل ما يكتشفونا!"
إياد: (بينما يركز على الشاشة)
"خلصت... افتح الباب بسرعة!"
فتحت جوري الباب بسرعة، ودخلا إلى الغرفة التي كانت مليئة بالشاشات والخوادم الضخمة. بدأ إياد بنقل البيانات إلى وحدة تخزين محمولة، بينما كانت جوري تحرس الباب بسلاحها.
---
في نفس الوقت، كان قيس وآية قد نجحا في زرع أجهزة تشويش على سيارات التحالف، مما منعهم من التواصل مع بعضهم البعض. ولكن فجأة، اقتربت سيارة سوداء بسرعة، وتوقفت أمامهم، لترجل منها شخص مألوف...
آية: (بصدمة)
"ما معقول... أنت؟!"
كانت الشخصية التي أمامهم أحد العملاء السابقين في الفريق، شخص ظنوا أنه قتل قبل أشهر، لكنه كان واقفًا أمامهم الآن بابتسامة باردة.
قيس: (وهو يرفع سلاحه)
"كيف نجوت؟ وليش عم تشتغل مع التحالف؟"
الرجل: (بهدوء قاتل)
"النجاة ما كانت خيار... أما الشغل معهم؟ فكان ضروري."
---
داخل المقر، كان إياد قد انتهى من تحميل الملفات، ولكن أصوات الأقدام القادمة بسرعة جعلته يدرك أن الوقت قد نفد.
جوري: (وهي تمسك بسلاحها)
"إياد، لازم نخرج الآن!"
خرج الاثنان بسرعة من الغرفة، ولكن بمجرد أن وصلا إلى الممر الرئيسي، اعترضتهم مجموعة من رجال التحالف.
إياد: (بصوت منخفض)
"ما في خيار غير القتال."
بدأ تبادل إطلاق النار، حيث احتمت جوري خلف جدار جانبي، بينما بدأ إياد بالرد بإطلاق النار بدقة. كان الوضع يزداد سوءًا، والعدو كان أقوى مما توقعوا.
في الخارج، كانت المواجهة بين قيس والرجل الغامض قد وصلت إلى لحظة حاسمة، حيث صوّب قيس سلاحه نحوه، ولكن قبل أن يضغط على الزناد، ابتسم الرجل وقال:
الرجل:
"حتى لو قتلتني... الحرب ما انتهت."
وفجأة، انفجرت سيارة قريبة، مما تسبب في تشتيت الجميع.
آية: (وهي تحتمي خلف جدار)
"لازم ننسحب فورًا!"
---
في اللحظة الأخيرة، تمكن إياد وجوري من الخروج عبر نفق سري، بينما كان قيس وآية يركضان باتجاه السيارة للهرب قبل أن تصل تعزيزات العدو.
إياد: (بصوت مرتجف من التعب)
"قدرنا ننجو هالمرة... بس الحرب لسا ببدايتها."
جوري: (بعزم)
"وهالمرة... ما رح نخسر."
---
في غرفة عملياتهم المؤقتة، كان الجميع متوترًا. الملفات التي سرقها إياد من التحالف قد تكون المفتاح لكشف خططهم القادمة، ولكن فك تشفيرها لم يكن سهلًا. كان إياد جالسًا أمام الحاسوب، يضغط على لوحة المفاتيح بسرعة، بينما وقفت جوري خلفه تراقب الشاشة.
جوري: (بقلق)
"قديش لسا باقي لفك التشفير؟"
إياد: (متوترًا)
"ما بعرف... النظام متطور أكتر مما توقعت. بس أكيد في طريقة."
دخل قيس وآية إلى الغرفة، وكان وجه قيس ممتلئًا بالغضب.
قيس: (بصوت حاد)
"لازم نعرف شو عم يصير! ليش العميل اللي كنا مفكرينه ميت طلع عم يشتغل معهم؟!"
آية: (بنبرة منخفضة)
"ممكن يكون عميل مزدوج... أو ممكن يكون عم يشتغل تحت التهديد."
تنهدت جوري، ثم التفتت إلى إياد الذي كان ما زال يركز على الشاشة.
جوري:
"إذا قدرنا نوصل للمعلومات، ممكن نعرف الحقيقة."
بعد دقائق من العمل المتواصل، ظهر خطأ مفاجئ على الشاشة، ثم انفتح ملف واحد فقط... كان يحتوي على صور قديمة لعمليات نفذها التحالف، ورسائل مشفرة بين كبار القادة.
إياد: (وهو يقرأ بصوت عالٍ)
"عملية الظل الحي... كان في خطة لإعادة تفعيل العملاء المفقودين... هاد معناه إنه... الشخص اللي واجهناه مو بس نجى، بل كانوا عم يخططوا يرجعوه من البداية!"
في أحد شوارع المدينة المهجورة، كانت سيارة سوداء تتقدم ببطء، قبل أن تتوقف أمام مبنى مهجور. ترجل منها الرجل الغامض الذي واجهه قيس سابقًا، ودخل إلى المبنى بخطوات واثقة.
في الداخل، كان هناك رجل آخر ينتظره... رجل كان وجهه مخفيًا تحت الظلال.
الرجل الغامض:
"كل شي صار متل ما خططتوا... هني سرقوا الملفات، والآن هنن رح يشتغلوا لحالهم بدون ما يعرفوا إنه كل خطوة عم يعملوها نحنا اللي سمحنا فيها."
الرجل في الظل: (بصوت هادئ)
"ممتاز... الآن حان الوقت للمرحلة الثانية."
---
في مقر الفريق، كان الجميع منشغلًا في تحليل الملفات، لكن فجأة، انطفأت الشاشات دفعة واحدة، وظهر على الشاشة رسالة مشفرة:
"توقفوا عن البحث، وإلا ستكونون الهدف التالي."
اتسعت عينا إياد، وبدأ يكتب بسرعة في محاولة لاختراق الرسالة، لكن النظام كان محكمًا.
آية: (بذهول)
"هاد تهديد مباشر..."
قيس: (بغضب)
"هاد أكيد من التحالف، بيعرفوا إنه عم نلاحقهم!"
وفجأة، رن هاتف محمول كان موضوعًا على الطاولة، هاتف لم يكن ملكًا لأحد منهم. تبادلوا النظرات بحذر قبل أن يمد إياد يده ويرد.
إياد: (بحذر)
"مين معي؟"
الصوت على الهاتف: (بهدوء قاتل)
"عرفنا شو سرقتوا... بس هل يا ترى بتعرفوا ليش سمحنا لكم توصلوا لهالمعلومات؟"
نظر الجميع لبعضهم البعض، إحساس بالخطر بدأ يتسلل إلى داخلهم.
جوري: (بهمس)
"هاد فخ..."
الصوت على الهاتف:
"مرحلة اللعب انتهت... استعدوا للمواجهة الحقيقية."
ثم انقطع الاتصال، وفي نفس اللحظة، انفجرت إحدى شاشات الكمبيوتر بقوة، مما جعل الجميع يقفزون للخلف.
إياد: (بصدمة)
"هنن عم يراقبونا... وهنن أقرب مما كنا نفكر."
---
في تلك الليلة، جلس الجميع حول الطاولة، والأجواء مشحونة بالتوتر. كان عليهم اتخاذ قرار... هل يواصلون طريقهم رغم الخطر، أم يتراجعون؟
قيس: (بصوت حاسم)
"هنن كشفونا، يعني ما عاد في رجعة... لازم نهاجم قبل ما يهجموا علينا."
آية: (بتفكير)
"بس كيف؟ نحن أربعة فقط، وهم منظمة كاملة!"
جوري: (بعزم)
"ما بيهم العدد... بيهم إنه نعرف شو الخطوة الصح. إذا عرفنا مين العدو الحقيقي، ممكن نغير مجرى اللعبة."
تنهد إياد، ثم قال:
"معي فكرة... بس إذا مشينا فيها، ما رح يكون في طريق للرجعة."
نظر إليه الجميع باهتمام، قبل أن يتابع:
"رح نضربهم من الداخل... وهاد يعني لازم حدا منا يدخل بينهم."
---
بعد ساعات من النقاش، وقع الاختيار على الشخص الذي سيتسلل إلى داخل التحالف... كان عليه أن يكون مقنعًا، وأن يخاطر بكل شيء ليحصل على المعلومات المطلوبة.
قيس: (بهدوء)
"إذا كانت هاي فرصتنا الوحيدة، فأنا جاهز."
إياد: (بجدية)
"بس بدك تكون حذر... أي غلطة صغيرة ممكن تكلفنا كل شي."
جوري: (بصوت منخفض)
"ورح تكون لحالك بهالمهمة... بس نحنا رح نكون مستعدين لدعمك بأي لحظة."
وقف قيس وأخذ نفسًا عميقًا، قبل أن يقول:
"إذن... فلنبدأ اللعبة الحقيقية."
