رواية حينما تعشق الذئاب الفصل الرابع عشر
جرا ايه يا ذياد شايل طاجن ستك لييه ؟!
/قالها عمر بغضب لـ ذياد الواقف امامه/
"ذياد" بقولك يا عمر بلا ستي بلا خالتي انا مش طايق نفسي...
"عمر" والله وطلعو عليا انا..
"ذياد" عمر انا ماشي...
"عمر" /وهو يجلس علي الكرسي الذي بالكافيه/ غور..
"ذياد" /بحده/ ايه غور دي...
"عمر" /وهو يقف امامه بغضب كالبركان/ يعني غور...
"ذياد" بقولك ايه انا مستحملك بالعافيه....!!
"عمر" يا شيخ متديني قلمين احسن..
"ذياد" بلاش لحسن تزعل..
"عمر" لا وريني كده...
"النادل" خلاص يا جدعان شطان ودخل ما بينكو..
/وانت مالك انت اتنين اخوات وبيتخانقو/!!!
/كان عمر وذياد معتادين علي قول هذه الجمله لمن يتدخل بشؤنهم لذلك قالوها في نفس واحد/
"عمر" غبي...
"ذياد" بارد..
/كل منهم دفع ثمن مشروبه وذهب/
..............................................................
(في مزرعه عمر)
/فتح عمر الباب ليدلف بسرعه الي غرفته ؛ يخلع جاكيته ويرميه ارضا بغضب ثم يستلقي علي السرير يحاول تخفيف الم رأسه بالدعك عليهاا ؛ لم يجدها حوله لذلك ذهب الي اركان المنزل لم يجدها ظل مكان واحد لم يذهب اليه وهو غرفه الاطفال ؛ ذهب وفتح الباب ليجدها نائمه لا تفعل شئ سوي العب بخصلات شعرها ؛ ليقترب منها قائلا/
"عمر" قومي نامي معاياا جواا...!
"اسيل" لا انا هنام هنا..
"عمر" اسيل اخلصي..
"اسيل" لا...
/نظر لها بهدوء ؛ ثم ازاح الغطاء عنها و خلع حذائه بهدوء من ثم يدفعها قليلا بخفه بعده دفعات ضعيفه متتاليه ليستلقي جانبها كالاطفال يحتضنها من خصرها ؛ بينما ظلت هي مصدومه مما فعله ؛ شعرت بكهرباء ترعش جسدها اثر احتكاكه بهاا ؛ نطرت له محاوله الافلات منه ولكنه قال جمله واحده اسكنته قلبها -متسبنيش محتاج حضنك عشان اقدر انام- لم يكن يعلم انها من تحتاج حضنه كي تنام..../
...............................................................
يعني ايه مش لاقينهم هيكونو راحو فين يعني...!!
/هاتفت نورا بهذه الجمله غضبا علي رجالها/
"محمود" /وهو كبير رجالها/ والله يا هانم قلبنا عليهم الدنيا كأن عمر بخرهم..!
"نورا" انا معرفش بخرهم سحرهم المهم البت ال.....دي تبقي قدامي هنا راكعه قبل ابوها...
"محمود" بس...
"نورا" مبسش يا محمود انت هتيجي في الاخر وتخيب ولا اييه..!
"محمود" لا يا هانم اوامر سعادتك...
"نورا" اخفو من وشي...
"محمود" عن اذنك
/وقفت نورا امام شرفتها تتنفس الصعداء تتوعد لتلك الاسيل اذا وقعت بين يديهاا/
...............................................................
(شعر عمر بثقل اعلي صدره لم يزيحه كالمعتاد بل ابتسم وهو يشتد في ضمته ؛ فتح اعينه يراقب وجهها الملائكي فسبحان من خلقها اقترب اكثر من وجهها يتأملها وكأنها لوحه ل فنان مشهور رسمها في احدي نوبات جنونه ليمد انملاه يلمس وجهها الحريري وكأنه اعمي ويلامس وجهه من احب لاول مره بسعاده بالغه ابتسم بغروره المعتاد وهو يقول -هذه الملاك ملكي وحدي- ؛ حينما شعر بأنها ستفيق اغمض اعينه بسرعه ؛ بينما افاقت اسيل علي انفاسه الحاره تلافح وجهها ؛ تقطع شقوق اعينها وتنظر له وكأنه معجزه حدثت في زمن العجائب ؛ تمد يدها تلامس ذقنه الخشنه التي لاطلما ارادت ان تلامسها بيدها الناعمه ؛ حسمت الامر علي النهوض فابتعدت تلقائيا عنه ولكن)
"اسيل" اه شعري..!
/التفت خصله من شعرها حول ازرار قميصه/
(ابتسم بخبث اراد ان يعزبها قليلا فلتفت للجهه الاخري)
"اسيل" اه اه شعري يا عمر حاسب...
"عمر" اممم صباح الخير يا روحي
"اسيل" شعري بس حاسب...
"عمر" ماله..
"اسيل" مش عارفه شوفو كده...
"عمر" اه اوكي كده..
"اسيل" ااااه براحه انت بتشد ايه ده شعري..
"عمر" هاتي بوسه وانا افكه...
"اسيل" /وقد انصدمت من وقاحته/ نعم...علي فكره انت سافل..
"عمر" تنكري انك بتحبي سفالتي...
"اسيل" فكه واخلص..
"عمر" مفيش حاجه من غير مقابل يا روحي...
"اسيل" متقولش يا روحي...
"عمر" بدايقك يا روحي...
"اسيل" اه بدايقني...
"عمر" بس انا مطلبتش منك تدايقي يا روحي...
/صرخت اسيل صرخه مكتومه من استفزازه/
"عمر" اخلصي هتجيبي ولا لا...
"اسيل" انا اهون عليا اقص شعري بس معملش كده..
"عمر" خلاص براحتك..
/قالها وهو يفتح درج الكومود ويخرجه منه المقص وشرع في قص شعرها/
"اسيل" /بذعر/ انت بتعمل ايه...!!!
"عمر" ايه بقص...
"اسيل" يعني انا افضل اهتم بيه كل ده عشان تيجي انت وتقصه...
"عمر" لا متجننيش...
"اسيل" /وهي تحاول الفكاك/ ده ملفوف كده ليه اوف...
/بينما كان عمر سعيدا بوجودها اعلي صدره تحديدا فوقه قمه قلبه...نعم فهذا مكانها الحقيقي فقد بني لها عمر قصرا به وكرسيها المتوج موجود في القمه واعلي هذا الكرسي تاجها...تاج اميرته/
(عبث وجهه كـ تذمر طفل وقعت حلاواه بين الرمال الخبيثه التي سلبت بالنسبه له اعز ما يملك....حينما وجدها فكتها وتنظر له بعلامه انتصار وكانها تقول -لن ولا ولم اخضع لك- بينما بادلها النظره وكانه يقول-سنري قريبا- نهضت لتذهب بعده خطوات ناحيه باب الغرفه لتمد يدها وتقبض علي المقبض وتلويه لينفتح الباب وتذهب)
(ذهبت لتغتسل وما ان انهت حتي دب في اذنها صوت طرقات ارتعبت قلبها لا تعلم لماذا لتجد عمر يتوجه للباب بعدما بدل ملابسه وفتحه لم تمر دقائق حتي دخل ومعه حقيبه)
"عمر" خدي ده لبسك....
/قالها لينصرف لغرفته تاركا ياها مع حقيبتها تنقي ما يمكن ارتدائه اثر مكوثها مع عمر ؛ حاولت ارتداء شئ واسع طويل غير عاري ؛ ارتدت بنطال جينز واسع ثلجي ويعلوه تيتشرت شيفون رقيق اسود تعقص شعرها كعكه وتذهب لتري ما يمكنها فعله)
............................................................
(في اليل تحديدا في غرفه عمر)
(كان يجلس لا يطيق نفسه فلم تتحدث معه قط حتي اثناء طعامهم اخذت الصحون ودخلت بهاا المطبخ بهدوء ؛ لمح طيفها هو يجلس بالحديقه علي الارجوحه يتأرجح بسكينه فهب بالذهاب لها بخطوات مستقيمه متزنه ليجلس جانبها قائلا)
"عمر" انتي كويسه...
"اسيل" تمام...
/اقترب منها واضع ساعديه علي كتفهاا قائلا/
"عمر" لازم تهتمي بدراستك..عشان تدخلي الجامعه...
"اسيل" انشالله عن اذنك...
/قالتها لتبتعد منتصبه ؛ جز هو علي اسنانه بضيق ليجذبها من معصمها بحده و/
"عمر" مالك بقا مش طيقاني ليه...
"اسيل"/وهي تحاول عدم الجدال معه/ مين قال اني مش طيقاك..
"عمر" هسبتلك..
/قالهاا ثم ترك معصمها ليضع يده في مؤخره راسها يجذبها له ؛ ويد تلتف كسلاسلا حول خصرها ؛ نظر لهاا ثم احني جذعه ليقبلها ولكنها اشاحت وجهها سريعا ؛ ابتسم بسخريه ليهمس بأذنها بتهكم واضح/
"عمر" هو ده الي مش طيقاني الي بجدد ...
/ابتعد موجها حديثه لقبلها قبل عقلها/
"عمر" علي طول بترفضيني..كل ما احاول اقرب خطوه تبعدي خطوتين...مش محسساني بأدني احساس بالمسؤليه...اسيل انتي لو في حد فحياتك../صمت قليلا ثم قال بفحيح كالافاعي/ هقتلك وهقتله.....
/ذهب مبتتعدا بعدما تلامست اكتافهم ؛ رجعت هي خطوه للخلف اثر احتكاكه القوي بها ؛ لتقف معلقه انظارها علي موضع وقوفه وكأنها مغيبه عن الواقع/
............................................................
(بعد مرور عده ايام علي هذا الحال لم يتغير شي فقط ذياد لا يخرج من غرفته...ملك لا تاكل شي فقط نائمه ساكنه....عمر يذهب طوال النهار ويعود مساء علي النوم......ما تغير هو اسيل قررت اعطاء من عشقها وعشقته فرصه....!!)
(في المساء)
(في احدي الفنادق)
(كان امير جالسا في شرفته يدخن سجائره بشراهه فهذه السيجاره الخامسه حتي الان ؛ يرتفع حاجه مستغربا اثر طرقات علي الباب ؛ ليمد يده ببطئ يحك السيجار في المطفأه الزجاجيه ؛ يهب منتصب ليفتح الباب ولكن ما لم يكن متوقعه الزائر هو..../
"عمر" ممكن نتكلم شويه...
"امير" مفيش بنا كلام /قالها وهو يغلق الباب ولكن عمر وضع قدمه/
"عمر" يمكن نلااقي بس نتكلم....
(في الداخل)
"عمر" اسمعني انت مشفتش المشهد من كل الزوايا عشان تحكم عليا....
"امير" وانت مقرتش الروايه لحد اخر صفحه عشان تبقي ناقد.....
"عمر" /بحده/ انت يأما حاطتني في دماغك...يأ فعلا في حاجه وفي الحالتين هعرف...
"امير" /وهو يشعل سيجارته/ تمام هقولك...في ان حضرتك طلقت ابويا وامي وبالتالي امي اتجوزت عشيقها...عشيقها بقاا دمرلي حياتي عايز يقتلني بأي طريقه...
"عمر" نعم...يعني يوم مارحت المستشفي كان هو الي عامل فيك كده..
"امير" انت بتراقبني..
"عمر" جاوبني..
"امير" اه يا سيدي....انت دوست علي حياتي وانت معدي من غير ما تحس..
"عمر" طب...هو ايه مصلحته في كده..
"امير" مستحلفلي بعد ما رفضت بنته المدمنه كان عايز يلابسهالي...
"عمر" والعمل...
"امير" العمل عمل ربنا...
"عمر" متخفش انا هحميك منه بالقانون..
(في مشهد درامي ؛ يخرج عمر من الباب ويمشي في الممرات وجمله امير تنعاد في اذنه -تحميني...القانون لا يحمل مغفلين ؛ والحقيقه ان احنا المغفلين ؛ اصل يعني مش هيمسكو المليونير ويسيبو امير- افاق علي شروده علي اصتدامه بشخض/
"عمر" انا...
"ملك" /بوجهها الشاحب ؛ فقد تحول وجهها للون الاصفر وتمكن السواد من حو اعينها ؛ وشقوق شفتاها تعبر عن مدي جفافهما ؛ فلم تاكل لمده ثلاثه ايام والحبوب المنومه جعلتها خامده/
"عمر" م...ملك..ملك انتب كويسه
"ملك" انا اسفه بس ممكن متقولش لذياد اني هنا....عن اذنك...
/وقف عمر محتارا فشكلها مرهق جداا ؛ فحسم امره بالاتصال بـ ذياد/
..................................................................
(في نفس الوقت في غرفه ذيادد)
/كان يقف تائها امام شرفته يدعك وجهه عده مرات لعله يهدأ النيران الموقوته بقلبه ويوقف تنزيل الدموع التي بأعينه ؛ كانت الغرفه مظلمه وشعاع ضوء القمر المبهج يخترق الزجاج لينير الثأر الاسود الذي في اعينه ؛ ليجد من يمد يده علي كتفه/
"يسرا" مالك يا ذياد...
"ذياد" /ودمعه تنحرف من اعينه/ وحشتني اوي....
"يسرا" انت بتعيط يا ذيادد.
"ذياد" اول مره يحصلي كده..ثلاث ايام مشفتهاش وقلبي وجعني...حاسس ان حته من روحي متاخده...مباالك يا امي اني ممكن ما اشوفهاش تاني..../نظر لها باعين دامعه مترجيه/ ارجوكي قوليلي ان ده مش الحب....!!!؟
"يسرا" /وهي تمسك يده/ هو..هو بوجعه يا ذياد...!!
"ذياد" انا عايز اشوفها لو لمره واحده يا ماما...
/قالها ثم ارتمي في حضنها يلتقط فتات حنانها...؛ ليرن هاتف ذيادد ملبيا عن وجود اتصال لتمسكه يسرا تقرأ اسم المتصل/
"يسرا" ده عمر..
"ذياد" انا مش قادر اتكلم يا ماما رضي انتي ارجوكي..
/لبت هي طلبه بهدوء لتضع الهاتف علي اذنها لتسمع صوت عمر و/
"عمر" بص هو احنا متخانقين بس واتفير وبعدين انت اه عديم الانسانيه بس ازاي تطرد ملك كده وتخليها تقعد قي الفندق ده البت ياعيني مكنتش قادره تسند طولها..
"يسرا" ملك...
"عمر" طنط يسرا...
/جذب الهاتف من يد والدته اثر سماع اسمها/
"ذياد" عمر انت قلت ملك..
"عمر" اه يابني انت زعلتعا لييه..
"ذياد" زعلت مين..
"عمر" يابني ملك بنت عمك موجوده في فندق في....
"ذياد" يعني مسفرتش..هات اسم الفندق بسرعه...!!؟
............................................................
/كان الخمول والمرض يتمكن منها كانت نائمه في جحر حجرتها كالمعتاد ؛ وضعت سماعه هاتف الاوتيل علي اذنها بعدما سمعته يرن عده مرات لياتيها صوت العامل قائل ان هناك شخص يريرها فهل يجعله يصعد فاجبته بدون فهم حسنا ؛ اغلقت الهاتف لتعود لنومها لم تكمل قفل جفنيها علي بعض حتي سمعت صوت طرقات متسارعه متتاليه ؛ تمتمت بغضب وهي تحاول ضبط توازنها حتي تذهب لذلك الباب اللعين وتنتهي من الضوضاء وتنام بسلا ؛ لم تكاد تنهي فتحه الباب حتي وجدت من يعتصرها بحضنه/
"ذياد" الحمد الله انك مسافرتيش..ليه مقولتيش ليه...
"ملك" /علمت انه ذياد من لمسته وصوته وقبل هذا...رائحته المميزه التي تتعرف عليها من وسط الف.../
/تحولت ملامح ذياد للحزن عندما وضع كفها بين راحته ورأه وجهها الشاحب/
"ذياد" انا السبب انا انا اسف..
/بينما طفح بهاا الكيل لتسقط بين يديه رافضه التكمله/!!!!!!!
...............................................................
(في مزرعه عمر)
/كانت تأخذ حمام دافئ ؛ لفت منشفه حول شعرهاا وارتدت (برنس الحمام) مرتاحه بأن عمر ليس بالمنزل لتخرج وتبدأ بتنشيف شعرها بتأني...؛ في نفس الوقت كان عمر يدخل المنزل بدون صوت علم بأن الوقت تأخر واسيل نائمه كان منهمك متعب كل ما كان يتمناه ان ينام في حضنه طفلته ؛ الجمت حركاته وشلت تعابير وجهه عندما رأها تقف هكذا في نصف الغرفه تنفض قطرات الماء عن شعرها الحريري ؛ وقف يتأملها ليحدث شي وكانه تخدر وكانها القت عليه سحر اسود ؛ فقد ذهب لها يحتضنها من الخلف ؛ لتشهق هي بقوه ؛ ليدفن عمر نفسه بين عنقها وشعرها يشتم عبيرها الخالص من اجود انواع الزهور ؛ لم يتحدثو قط ؛ بل ادار عمر اسيل له لينظر لها من ثم ينظر لشفهاها الكرزيه المكتنزه ليبدا بالتقدم اليها وهي برجوع لا اراديا حتي التصقت بالحائط ؛ وضع عمر يداه اسفل عنقها يجذبها اليه لم تتوقف هي بل وقفت علي اطراف اصابعها لتسطتيع الوصول اليه لم تدفعه مثل كل مره بل تجاوبت ؛ لتحدث لاول مره ان تتلامس شفاههم ليمد عمر يده بهدوء يفك رباط هذا الروب الابيض../!!