رواية لا تخافي عزيزتي الفصل السابع عشر 17 بقلم مريم الشهاوى

 

رواية لا تخافي عزيزتي الفصل السابع عشر بقلم مريم الشهاوى



صرخت يارا حين رأت أسيل بذلك الوضع فكانت تضع مستحضرات التجميل بطريقة غير صحيحة وبدلًا من أن تزيدها جمالًا زادتها قبحًا. 

-بسم الله الرحمن الرحيم... إيه يا أسيل ده !!

نظرت أسيل إليها وهي أمام المرآة وتبتسم فاقتربت منها ويارا تبتعد للوراء من كثرة الخوف فتوقفت أسيل باستغراب تنظر إليها وتحاول فهمها ! 

-الميكاب مش بيتحط كده.. أنا اديتك عشان كنت متخيلة إنك عارفة فيه... لكن طلعتي لا تفقهي شيئًا !

وقفت بحزن وأمالت رأسها فاقتربت منها يارا بحب :

"تعالي أغسلك وشك وهحطلك أنا الميكاب... يلا عشان العريس مستني تحت على نار."

ابتسمت أسيل بخجل وتوجهت معها للمرحاض وبعد أن غسلت وجهها وضعت لها مستحضرات التجميل بطريقة بسيطة ولم تكثر من وضع الكثير منه لان جمال أسيل لا يحتاج فكانت تخفف يدها بوضعه وضعت ما يبرز ملامحها فقط ويضيفها بهجة حتى انتهت وهي تنظر إليها بابتسامة:

"أهو شوفتي حطينا قليل مكترناش يدوبك أبرزنا الملامح بصي الفرق؟"

نظرت أسيل للمرآة وإذا بها تفتح فمها من كثرة الاعجاب بشكلها فنظرت ليارا بابتسامة بريئة وعانقتها بحب بادلتها يارا وحاوطت يداها حولها ونزلا هم الاثنان إليهم بالأسفل 
ليقف يزن من مكانه ينظر للأعلى بذهول وكأنه يراها لأول مرة بكل مرة يتفاجئ من شدة جمالها بلع ريقه وهو يتابعها تقترب منهم وترحب بهم وجاءت أمامه ومدت يدها لتسلم عليه ولكنه لم يكن هنا.... 

هل نظر لعينيها؟ 

إذًا فيزن ليس بالواقع إنه بدنياه الخاصة بعينيها فقط. 

هزته زينة بكتفها لتفيقه من تلك الغفلة :

"إيه يا يزن مالك... تنحت كده ليه ؟؟!" 

ابتسمت يارا بهدوء:

"ليه حق يركز معاها هي بس أسيل بتلمع في وسطنا."

ضحكوا الجميع وأسيل تخجل أكثر فاحمرت وجنتيها خجلا وتوجهت للكرسي بجانب يارا تجلس وهي تنكمش بنفسها خجلا من هذا الهيمان أمامها جذبته زينة من ذراعيه لتجلسه ففاق وهو ينظر حوله فضحك الجميع على حاله.

هتف شريف:

"يااه للدرجادي ! "

علّق مازن:

"إحنا أول مرة نشوفه كده بس فيه حاجة في أسيل مخلياه بالمنظر ده عشان ابننا كده مش طبيعي..مش طبيعي أبدا !!" 

ابتسم يزن وهو ينظر لأسيل :

"إزيك يا أسيل ؟"

هتفت يسرى بمرح :

"لسه فاكر عدى نص ساعة وأنت مسبّلها بعينيك."

ضحك الجميع عدا رحاب فكانت تراقبهم صامتة،ستموت من الغيظ وجنتيها يحترقان وتشعر بأن غيظها سيحرقها.

كانت جلسة مريحة لأسيل لم تنزعج منها فعائلة يزن كان هينة لينة توافق على جميع شروط رحاب بلا استثنى وهذا ما زاد من غيرة رحاب بأن ابنتها تأخذ عمر وهذه الفتاة ابنة قمر تأخذ يزن الشاب ذو قيمة وعائلة ونسب كانت تتمناه ليارا ولكنها كانت حمقاء... لن تكتمل تلك الزيجة وهذا أمر رحاب الذي سينفذ بالتأكيد. 

قرأوا الفاتحة بسعادة تملأ قلوبهم وأسيل التي ستنجح خطتها ويزن الذي نسي تلك الخطة وصدّق أنه عريس حقا وأن تلك الزيجة حقيقة وهذه حبيبته لا أعلم هل نسي حقًا أم يتناسى عمدًا؟

وبعد قليل رحلت عائلة يزن بترحاب وتمنى بالاتيان مرة أخرى وهم يسيرون في طريقهم للجراج ليركبوا سيارتهم ويعودوا للمنزل

صاح مازن وهو يتفحص جيوب بنطاله:

"يالهوي مفاتيح العربية فين؟ "

قال يزن :

"أنت بتستهبل يا مازن أنا اديتهالك."

-شكلي نسيتها 

تحدثت يسرى:

"خلاص تعالوا في عربية عبد الله نركب كلنا و..... "

لمحوها بعيدا تركض تجاههم فابتسمت زينة قائلة:

"الاه دي أسيل !"

وصلت أسيل إليهم وهي تنهج بشدة وتأخذ أنفاسها بصعوبة ثم مدت لهم يديها بالمفاتيح وهي تبتسم 

ابتسم مازن وهو ياخذهم منها:

"شكرا يا أسيل تعبناكِ... أنتِ جاية لوحدك؟" 

هزت رأسها بإيجاب 

فضحك مازن قاصدا يزن بحديثه:

"وده ينفع؟ ترجعي كل ده لوحدك برضو؟" 

وجد يزن نظر إليه وابتسم له متفهما ما يود قوله

فهتف :

"طب عن إذنك يا بابا هوصل أسيل لحد بيتها وأجيلكم مش هتأخر."

ابتسم عبد الله هو ويسرى وأذنوا له بالرحيل وتوجه يزن سعيدا وهو يغمز لذلك المشاكس مازن يشكره عما فعله وتوجه معها يتمشيا سويا وأسيل قلبها سيقفز من كثرة سعادتها بأنها معه بذلك الليل وتلك الرياح الدفيئة مثلما حدث بالمرة الأخيرة.

تنحنح يزن واقترب منها محدثها بصوته المريح:

"مبارك علينا... لون بدلة الخطوبة تحبيها إيه؟ بتحبي لون إيه؟ "

نظر إليها فوجدها محرجة من عدم استطاعتها لتجيبه فابتسم وهو يشير باصبعه دلالة على تخمينه:

" بتحبي اللون الأزرق؟ "

اتسعت عيناها بدهشة ونظرت إليه باستفهام فحدثها بسرور:

"أنا بخمن... هو طلع صح؟ "

هزت برأسها بايجاب وهي تبتسم فاردف قائلا:

"عرفت من شكل أوضتك دايما بترسمي بحر والأسماك اللي بترسميها معظمهم لونهم أزرق وبرضو كل متعلقاتك شايفها باللون فخمنت إنه هو المفضل عندك. "

سارت بصمت وهي تتنفس بهدوء وتشم رائحة بالهواء غريبة دائما ما تكون معه يحدث شيء غريب بالهواء فتشم رائحة طيبة تمتزج ببرودة رقيقة ينوبها بعض الالحان. 

وجدت جسده انتفض بسرعة من لزعت الهواء البارد فنظرت إليه بقلق وعيناها تتفحصه وتقول بلهفة :

"هل أنت بخير؟" 

اتصلت أعينهما وهو يردد بداخله مجيبًا إياها بشرود:

"كنت أشعر بالبرد ولكن حين نظرت إليهم راودني الدفئ فورًا."

أمسك ياقت بذله وقربها إلى عنقه محاوطًا رقبته المكشوفة التي يدخل إليها الهواء فتشعره بالبرودة وحين رأته يفعل ذلك خلعت وشاحها من حول رقبتها وأعطته إياه فنظر للوشاح باعجاب:

"لا لا إلبسيه أنتِ عشان متبرديش أنا مش بردان هو شوية هوا ساقع عدوا وراحوا لحالهم." 

أصرّت على أن يأخذه إلى أن استسلم وأخذه منها ووضعه منسدلا ولم يلفه حول عنقه فنظرت إليه أسيل وعاودت الإمساك بالوشاح واقتربت منه ولفته حول رقبته بطريقة ممكنة تجعله يدفأ جيدًا وهو في تلك اللحظات كان صامتًا وينظر إليها عيناه تلمع وأنفاسه تقل من اقترابها الشديد منه تلاقت نظراتهم وتعلقت عيناهم ببعض وسرعان ما تسارعت دقات قلوبهم هم الاثنان الآن هي غارقة مثله بعينيه البنيتين ورموشه الثقيلة ولاحظت حسنة بجانب عينه اليسرى تزيد من وسامته وأيضا ذقنه الخفيفة كانت ملامحه كباقي الرجال ولكن لمَ تراه وسيما إلى هذه الدرجة؟ لمَ تنجذب لتلك الملامح البسيطة؟؟...كانت قامته أطول منها بمراحل فكانت ترفع رأسها للأعلى كي تنظر إليه وهو يميل رأسه للأسفل قليلا لينظر إليها ، ظلت غارقة بنظرات عينيه وهو كذلك بقيا لدقائق وابتعدت أسيل تبلع ريقها تحاول ضبط أنفاسها.

مشيا سويا بصمت يستمعا لدقات قلوبهم العالية مع لحن الهواء فكان هناك موسيقى هادئة بدقات القلوب وعزف الرياح على أوتار أوراق الشجر. 

قال يزن:

"أنا بعشق اللون الأحمر."

نظرت إليه ووجدته هائما بالنظر إليه كالعادة الآن فهمت لمَ لم يرفع نظره من عليها طوال الجلسة فإنها اليوم ترتدي فستانا أحمر اللون، ابتسمت بخجل وأكملت سيرها معه.

حتى أوصلها يزن أمام منزلها مودعا إياها بصعوبة وذهب هو ليتوجه للجراج وقبل أن تدخل أسيل منزلها ألقت نظرة عليه أخيرة وتفاجأت به يشم رائحة الوشاح وهو مغمضًا عينيه بتيه ،شكله يدل على أنه مدمن ولكن ليس ممنوعات هو مدمن رائحتها !

وبعد قليل وجدته ضم الوشاح إلى صدره ومغمضًا عينيه وكأنها هي التي تعانقه ابتسمت وكم تمنت لو هذا حقيقي وتذهب لتعانقه ليشبع من رائحتها ركضت إلى منزلها مسرعة وقلبها بتتطاير من الفرحة سعيدة بذلك الشعور الغريب الذي اجتاح صدرها صعدت إلى غرقتها وألقت بنفسها على الفراش وضحكت وبشدة فهي فرحة للغاية وقفزت من على فراشها وأحضرت بفرشاتها وبدأت بالرسم من وحي خيالها ولكنها لا ترسم طبيعة صامتة مثل كل مرة... رسمته هو لأنه هو فقط الذي كان يحتل أفكارها ذلك الوقت ولم تستطع التفكير بشيء آخر، كانت تتذكر ملامحه جيدا التي تعمقت بالنظر إليها اليوم وترسمه بمهارة وهي مبتسمة. 
_____________________________________

ذهب مصطفى مع هدير وقاموا بإحضار ألعاب للصغار وقضت هدير معه وقت مرح واكتشفت بأن شخصيته طيبة و ودودة ويحب الخير لغيره كان مصطفى مستمتعًا معها وهي تتحدث معه بمواقف تحدث معها بالعمل وكانوا يضحكون تارة ويحزنون تارة أخرى مر الوقت الطويل وكأنها دقائق لم يملوا من بعضهم ولا من كثرة الحكي. 

رجع معها إلى المنزل ووقفت هدير تنتظر أخواتها وحينما عادوا تفاجأوا بالهدايا وسعدوا بها كثيرا

-اشكروا عمو مصطفى لانه سبب كبير في الرزق ده.

عانقوا الصغيران مصطفى بحب وهم يضحكون بصوت عال ويشكرانه بقوة.

ابتسم مصطفى إليهم ونزل وحملهم هم الاثنان ونظر لهدير وقلبه نبض بشكل غريب من نظرتها إليه كانت بها بعض الحب وهي تراه يحملهم كأنهم أطفاله ابتسم لها وهي مازالت تحدق به لا تعلم ما بها. 

أنزلهم مصطفى وودعهم جميعا ثم رحل ودخلت هدير منزلها وأغلقت الباب وسندت من وراءه تمسك قلبها الذي ينبض بسرعة وتتذكر كلماته فتبتسم... وبعدها تذكرت اعترافه لها بحبه تلك الكلمات البسيطة لن تنساها ولن تنسى نبرتها مازال صوته في ثنايا مسمعها بتلك الكلمات لا تفارقها.

توجهت للمطبخ لتحضير العشاء وهي تفكر بذلك الشخص الذي دخل حياتها منذ أيام والآن هو يستولى على عقلها وبالتأكيد سيستولى على قلبها بيومٍ ما. 
__________________

شهاب:

"بس مفيش بيدج بتعمل اللي بتقوله ده !"

أجاب وهو يسير واضعا يديه في جيوب بنطاله مبتسما:

"مهو أنا البيدج دي... أنا عاملها ومهكر الناس اللي عاملة كومنتات ومخلي تفاعلات الكومنت بتاعها عالي عشان تكسب... أنا كنت عاوز أساعدها بالفلوس بس منغير ما اديهالها لان عمرها ما هتقبل فلوس مني حتى لو محتاجة... حاولت أفكر كتير وأديني لقيت حل أهو وكنت خايف متقتنعش بيه بس أديها اقتنعت شوفت فرحة الأطفال بالهدايا؟ "

ابتسم شهاب بود:

"جمال ربنا يحفظهم لها.... أمي مستنياك بكرة... تعالى بقى قولها على موضوع سارة ده عشان أنا تعبت... مش بتبصلي حتى وقاطعة كلامها معايا."

-متقلقش هنروح أنا وأنت وأصالحك عليها ونشوف إيه الحكاية وإن شاء الله تخلص بالتراضي أنت وهي...يلا عشان أنا تعبت أوي النهاردة روح بيتك... مع السلامة.
______________________________________

في اليوم التالي

استيقظ عمر من نومه يزفر بضيق غسل وجهه وخرج من غرفته وتفاجأ بعلي جالسا على السفرة يتحدث معهم ويضحك وكأن لم يحدث بينهم شجار فحاول أن يلطف الأجواء بقوله:

"متجمعين عند النبي إن شاء الله." 

أمّنوا جميعا على قوله ونظر عمر لعلي بحب فاشمئز منه علي بنظرة مقرفة وعاود تناول الطعام فلم يهتم عمر وتناول الطعام بصمت أيضا.

 تحدث عدلي :

"خلاص قوموا بوسوا رؤوس بعض أنتو اخوات بردو."

قال علي بضجر:

"يا بابا هو اللي بدأ."

فأردف عمر معترضا:

"أنا مبدأتش يا علي الحوار مفيهوش مين بدأ الحوار الحوار بمين..... "

صمت عمر فأكمل علي حديثه:

"حب الأول؟... قول... متخافش... أنت كنت بتحبها بس مكنتش عارف وكنت جبان بس لما لقيتني أنا شجاع أكتر منك في إني آخد الخطوة دي خصوصًا بعد ما طنط رحاب بقت بتتعالى علينا وأنا مهتمتش بس أنت...."

صرخت دعاء لكليهما:

"خلااااص.... أبوكو بيصالحكوا على بعض إيه هتعلوا صوتكم تاني؟ اللي حصل حصل وعمر خلاص مش هيتجوز يارا ولا أنت كمان."

سنظ علي ظهره بأريحية:

"أنا موافق... لو مش هيتجوز يارا فكده محدش فينا أخدها ومحدش فينا هيبص في رزق التاني." 

صاح عمر غضب:

"بس أنا مش موافق.... مين قال إني غيرت رأيي؟ أنا لسه عند قراري باني أتجوز يارا."

اتسعت عينا دعاء وحدثته بصوت صارم:

"عمرر."

نظر علي لوالدته وقال:

"سيبيه يا أمي...(رمق عمر بنظرة غير مفهومة) اتجوزها يا عمر بس متبقاش تزعل من اللي هيحصل... اتصلي بعيلة مودة يا ماما.

-ليه؟ 

-هتقدملها.

نهض عمر بسرعة من مكانه وضرب على الطاولة بقوة بيديه وهو عروقه تنفر من جبهته معبرة عن شدة غضبه:

"مودة مين اللي رايح تتقدملها؟؟؟"

وقف علي وهو يقترب منه محاولا إغضابه أكثر:

"مودة حبيبتك السابقة."

رفع عمر يده وكاد أن يلكمه بوجهه ولكن أوقف نفسه بصعوبة ورجع للخلف وهو يزرع ابتسامة على شفتيه قائلا:

"حيث كده بقى لازم أقولك مبارك ياخويا."

وتقدم نحوه يعانقه وهو قلبه يعتصر ألمًا....يعرف بأن أخيه يفعل ذلك ليوجعه مثلما فعل ولكنه لا يفهم بأنه سيتزوج يارا لأنه الوحيد الذي يصلح لها لا لانه يحبها أو يسرقها منه هو الوحيد الذي يعرف الحقيقة والوحيد أيضا الذي يتقبلها ولكن جرحه الأكثر سيكون من مودة سيرى إن كانت ستوافق أم لا...يعرف بأنها مجروحة منه ولكنها لن تتزوج أخيه بالتأكيد.
_________________________

في نصف النهار توجه علي إلى أمه بعد أن رحل الجميع إلى أشغالهم وذهبت علا تتسوق وتجلب بعض احتياجات المنزل.

-اسمه إيه ده؟؟... أنتِ قولتيلي إنها بتاعتي خلاص !

فزعت دعاء من ظهوره المفاجئ فردت عليه:

"أنا امتى قولت الكلام ده؟"

فصاح علي :

"بعد ما حصلت المشاكل اللي بيني وبين عمر... وبعديها سافرت رجعت لقيتك خطبهاله... ده وعدك ليا يا أمي؟؟... هو مين كان بياخد يارا وهي نايمة ويجيبهالك... مين ها؟؟؟ "

صرخت واقتربت منه بسرعة تضع يدها على فمه لتوقف حديثه قائلة:

"اخرس ياواد أحسن حد يسمعك !" 

أبعد يدها بغضب وصرخ:

" ما يسمعوا يا أمي... بقولك إيييه... يارا بتاعتي أنا حتى لو هحط السكينة على رقبة عمر عشان أخدها منه.... يارا بتاعتي يا ماما...مش هتبقى لغيري..يارا بتاعتي أناا." 

قلقت من نظرات عينيه وما قاله أيفعل ذلك حقا؟
نعم يفعلها طبع علي أناني وإن أراد شيئا سيأخذه حتى ولو خسر العالم بأكمله من أجله وعنيدا جدا لن تتفاهم معه فهو لن يسمعها الآن قالت :

"خلاص ماشي اهدا."

أبعد علي يده ونظر إليها بتحذير:

"اتصرفي... عاوز أتجوزها في أقرب وقت."

ترى الجنون بعينيه فقالت مرددة بقلق:

"ماشي يا حبيبي... هتتجوزها.. متقلقش... هجوزهالك."

خرج من المنزل يشعل سيجارته لتطفئ ما بداخله من براكين.

جلست دعاء على الارض تضرب يديها الاثنان بوجنتيها وهي تبكي بحرقة جائها اتصالا من ممرضة بالمستشفى فردت:

"أيوة؟" 

-الحاجة قمر حالتها ابتدت تتحسن. 

وقفت دعاء بفرحة:

"بتقولي إيه؟؟... قمر هتصحى !... قمر هتفوق من الغيبوبة أخيرا !"

-أيوة يامدام الدكتور بلغني إنها في أقرب وقت هتفوق وإن العلاج جاب نتيجة.. صحيح طول ولكن جاب نتيجة في الآخر.

أغلقت معها وهي تبتسم وتنظر للأعلى:

"أحمدك وأشكرك يا رب."

وبدّلت ملابسها ونزلت للمستشفى إلى صديقتها التي افتقدتها منذ سنوات.
____________________________________

قال أحمد باستهزاء وتعجب:

"هو أنت متعصب كدا ليه؟ "

فركله علي بقدمه بقوة وهو يحترق من كل جوانبه:

"أنت اللي بارد كده ليه يلا؟؟... أحمد اظبط عشان مهياش نقصاك." 

-طيب مش هتروح تتقدم لمودة ليه مش اتحديته؟

-أيوة بس هيتجوزها برضو ده أخويا وأنا عارفه.

-ما تسيبه يتجوزها.

-أنت اتجننت يا أحمد... بقولك بحبها أسيب أخويا يتجوزها ده على جثتي !

-سيبه يتجوزها وهو مش هيقرب منها أصلا وهيطلقها من أول يوم. 

نظر إليه علي بتعجب متسائلا:

"ده ليه ده؟" 

فأخرج أحمد السيجارة من فمه وهو ينفخ دخانها ثم ابتسم موضحا:

"مشكلتك يا علي يا حبيبي إنك غبي شويتين تلاتة أربعة.... هي الأخت كاملة لمؤاخدة؟... أنت مش أكلت منها حتة؟ "

نفخ علي بضيق من عدم استيعابه:

"بلاش شغل الفوازير ده وضّح كلامك يا أحمد." 

-حاضر.. أقصد إنك اتنيلت عملت معاها علاقة أثناء ما كانت أمك بتخليك تجيبها وهي تحت تأثير المخدر مش كده ولا إيه؟ 
تعليقات



×